الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونقل مثله عن الفلّاس. وانظر أيضًا: "التهذيب"(4/ 292).
وعليه فالصحيح أن سيّارًا هذا أبو حمزة، لا أبو الحكم كما وهم بشير، وأبو حمزة بيّض له البخاري في "تاريخه"(4/ 160) وابن أبي حاتم في "الجرح"(4/ 255)، وذكره ابن حبّان في "الثقات"(6/ 421)، وقال الحافظ: مقبول. أي عند المتابعة، وإلَاّ فليّن الحديث، ولم أر من تابعه، فالحديث إذًا ضعيف، والله أعلم.
20 - باب: أشراط الساعة
1735 -
أخبرنا أبو القاسم خالد: نا أحمد بن محمد: نا أبو اليمان: نا سعيد بن سنان عن أبي الزاهريّة عن كثير بن مرَّة
عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "من أشراطِ الساعة: أن يُركبَ المنطور (1)، ويُلبسَ المشهورُ، ويُبنى المشدودُ (2)، ويصيرَ الناسُ إخوانَ العلانية أعداءَ السَّريرة. وإذا أُشيد البناءُ، وأُكِل الرِّبا، وبيعَ الدينُ بالدنيا فانجُ لأمِّك الويلُ".
أخرجه العقيلي (2/ 107 - 108) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 189) - من طريق آخر عن سعيد بن سنان به دون قوله: وإذا أشِيد
…
وقال: لا يتابع عليه، ولا يُعرف إلا به.
وسعيد أبو مهدي الحمصي قال في "التقريب": متروك، ورماه
(1) في (ف): (المنظور).
(2)
في (ظ) و (ر) و (ف): (المسدود)، وعند مخرجيه (المسرود).
الدارقطني وغيره بالوضع". وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع، وأقرّه على ذلك السيوطي في "اللآلئ" (2/ 384 - 385).
1736 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن قراءةً عليه: نا زكريّا بن يحيى السِّجْزيّ: نا عبد الرحمن بن إبراهيم (دُحَيم): نا ابن أبي فُدَيك عن عبد الرحمن بن يوسف عن سليمان بن مَهْران عن شقيق بن سلمة
عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مِن اقترابِ الساعةِ: انتفاخُ الأهِلَّة".
عزاه إلى "فوائد تمّام": السخاوي في "المقاصد"(ص 432).
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(2/ 351) والطبراني في "الكبير"(10/ 244) وابن عدي في "الكامل"(4/ 289) من طرقٍ عن دُحَيم به.
وإسناده ضعيف: عبد الرحمن بن يوسف قال العقيلي: مجهول أيضًا في النسب والرواية، حديثه غير محفوظ، ولا يُعرف إلا به. وقال ابن عدي: ليس بمعروف، وهذا الحديث منكرٌ عن الأعمش بهذا الإِسناد، ولا أعرف لعبد الرحمن غيره. وقال الهيثمي (3/ 146):"وفيه عبد الرحمن بن يوسف ذكر له في (الميزان) هذا الحديث. وقال: إنه مجهولٌ"،
وأخرجه ابن عدي (4/ 289 ، 318) من طريق عبد الرحمن بن واقد الواقدي عن ابن أبي فديك به، ثم نقل عن شيخه عبدان الأهوازي أنّه قال: هذا حديث دُحيم عن ابن أبي فديك، وسرق الواقدي هذا الحديث من دُحيم.
وورد الحديث مسندًا عن أبي هريرة، وأنس، وطلحة بن أبي حدرد ومرسلًا عن الحسن، والشعبي موقوفًا على أبي سعيد الخدري:
أما حديث أبي هريرة:
فأخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 41 - 42) و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 72/ أ) عن شيخه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الأزرق الأنطاكي عن أبيه عن مبشِّر بن إسماعيل عن شعيب بن أبي حمزة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه مرفوعًا، وزاد: "
…
وأن يُرى الهلالُ لليلةٍ فيُقال: لليلتين". وقال: لم يروه عن العلاء إلا شعيب، تفرد به مُبشِّر.
وشيخ الطبراني وأبوه لم أظفر بترجمة لهما، وقال الهيثمي (3/ 146):"وفيه عبد الرحمن [كذا] بن الأزرق الأنطاكي. ولم أجد من ترجمه".
وأمّا حديث أنس:
فأخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 129) و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 231/ ب) عن الهيثم بن خالد المِصِّيصي عن عبد الكبير بن المعافى بن عمران عن شريك عن العباس بن ذَريح عن الشعبيّ عنه مرفوعًا: "من اقتراب الساعة أن يُرى الهلال قبلًا فيقال: لليلتين".
وشيخ الطبراني ضعيف كما في "التقريب" وأعله الهيثمي (7/ 325) به، وقد وهم فيه فوصله، والصحيح أنه عن الشعبي مرسلًا: هكذا أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 166) عن وكيع، وأبو القاسم البغوي في حديث علي بن الجعد" (2488) عن علي بن الجعدْ، عن شريك عن العباس عن الشعبي مرسِلًا. وشريك صدوق سيّء الحفظ.
لكن أخرجه الداني في "الفتن"(ق 52/-53/ أ، 53/ ب) من طريقين عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن الشعبي مرسلًا، وإسناده حسنٌ.
أما حديث طلحة:
فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 345) من طريق محمد بن
معن عن عمّه عنه مرفوعًا: "من أشراط الساعة أن تروا الهلال تقولون: لليلتين. وهو ابن ليلة".
وطلحة قال ابن السكن: يُقال: له صحبة. وذكره ابن حبان في التابعين. (الإِصابة: 2/ 227). ومحمَّد بن معن ذكره ابن حبّان في "الثقات"(7/ 412)، ولم أعرف عمّه.
أما مرسل الحسن:
فأخرجه الداني في "الفتن"(ق 53/ أ- ب) من طريق [أبي] داود عن عمارة بن مهران عنه مرسلًا: "إن من أشراط الساعة أن يُرى الهلال لليلة فيقال: هو لليلتين.
وإسناده جيّدٌ.
أما مرسل الشعبي:
فقد تقدم الكلام عليه في حديث أنس.
وأما أثر أبي سعيد:
فأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 195/ ب- 196/ أ) -ومن طريقه: الداني (ق 53/ أ) - عن شيخه أبي رفاعة عبد الله بن محمد بن عمر العدوي عن أبي حذيفة عن سفيان عن عثمان بن الحارث عن أبي الودّاك عنه موقوفًا: من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلّة: يراه الرجل لليلة يحسبه لليلتين.
وأبو حذيفة هو موسى بن مسعود النهدي صدوق سيّء الحفظ كما في "التقريب"، وقد وهم في ذكر أبي سعيد، والصواب ما رواه وكيع عن الثوري عن عثمان عن أبي الودّاك مقطوعًا، ولم يذكر أبا سعيد، هكذا أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 166) عن وكيع.
وشيخ ابن الأعرابي ذكره الخطيب في "تاريخه"(10/ 83)، وقال:"كان ثقة"(1).
وبالجملة فالحديث حسن إن شاء الله؛ لأن طرقه وان كانت لا تخلو من ضعف لكن "بعضها يتقوى ببعض" كما قال السخاوي في "المقاصد"(ص 432).
1737 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل القِنَّسْرِيني: نا عبد الرحمن بن معدان: نا عبد العزيز بن عبد الله الأويسيُّ نا عبد الله بن عمر عن سعد (2) بن سعيد الأنصاري.
عن أنس بن مالك عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ فتكون السنةُ كالشهرِ، ويكونُ الشهرُ كاليوم، ويكونُ اليومُ كالساعةِ، وتكونُ الساعةُ كضَرْمةِ السَّعَفةِ في النّارِ".
أخرجه الترمذي (2332) من طريق عبد الله بن عمر به، وقال: غريب من هذا الوجه. وسنده ضعيف: عبد الله بن عمر هو العمري ضعيف كما في "التقريب"، وشيخه صدوق سيّء الحفظ كما في "التقريب".
وأخرجه أحمد (2/ 537 - 538) والطحاوي في "المشكل"(4/ 123) وأبو يعلى (12/ 32 - 33) وابن حبَّان (15/ 256 - 257) من طريقين عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا.
وإسناده قوي، وقال الهيثمي (7/ 331):"رجاله رجال الصحيح".
(1) وقال الشيخ الألباني في "الصحيحة"(5/ 368): "هذا إسناد رجاله ثقات معروفون غير أبي رفاعة فلم أجد له ترجمة".!.
(2)
في الأصل و (ش): (سعيد)، وبهامش الأصل:(صوابه: سعد)، وكذا في (ظ) و (ر) و (ف).
وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(7/ 137) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 59) من طريق هُشَيم عن مجالد عن عبيد الله بن مسلم عن أبي هريرة مرفوعًا.
وسنده ضعيف لضعف مجالد، وتدليس هُشَيم.
وأخرج الداني في "الفتن"(ق 51/ ب) من طريق إسماعيل بن عيّاش عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب مرفوعًا: "من أشراط الساعة تقارب الزمان". قيل: يا رسول الله! وما تقارب الزمن؟ قال: "تكون السنة كالشهر
…
" الحديث.
وهذا مع إرساله فيه رواية إسماعيل بن عيّاش عن الحجازيين، وهي ضعيفة.
1738 -
أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم: نا أبو أسامة عبد الله بن محمد الحلبي: نا حجّاج بن أبي منيع: نا جدّي: عُبيد الله بن أبي زياد الرُّصافي عن الزهريِّ، قال: حدّثني سعيد بن المسيّب: أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تقومُ الساعة حتى تضطربَ أَلَياتُ دَوْسٍ على ذي الخَلَصَةِ".
قال: وذو الخَلَصَةِ طاغية دوسٍ الذي كانوا يعبدون في الجاهليّة.
أخرجه البخاري (12/ 76) ومسلم (4/ 2230) من طريق الزهريّ به.
1739 -
حدّثنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن عُمَير بن يوسف بن جَوْصا، وعلي بن يعقوب بن إبراهيم، قالا: نا أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك: نا محمد بن الخليل الخُشَني: نا إسماعيل بن عيّاش عن الزُّبَيدي عن الزهري عن أبي سلمة.