الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - باب: كيف يبعث أهل لا إله إلا الله
؟
1745 -
حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عُتبة أحمد بن الفرج الحجازي بحمص: نا محمد بن سعيد الطائفي ببغداد، قال: حدّثني ابن جُريج عن عطاء.
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس على أهلِ لا إله إلا الله وحشةٌ في قبورهم، كأنّي أنظرُ إليهم إذا انفلقتِ الأرضُ عنهم يقولون: لا إله إلا الله. والناسُ بُهْمٌ". (1)
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(5/ 305) من طريق تمّام، ومن طريق آخر عن خيثمة به.
وإسناده واهٍ: محمد بن سعيد الطائفي قال ابن حبان في "المجروحين"(2/ 268): "يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم، لا يحل الاحتجاج به بحال. روى عن ابن جريج
…
" وذكر الحديث، ثم قال: "وهذا خبرٌ باطلٌ، إنّما يُعرف هذا من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر فقط". وقال أبو نعيمٍ في "كتاب الضعفاء" (ص 139):"روى عن ابن جريج حديثًا موضوعًا في أهل لا إله إلا الله."
وحديث عبد الرحمن بن زيد الذي أشار إليه ابن حبّان: أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(ق 96/ أ) وأبو يعلى في "مسنده الكبير"(المطالب: 3/ 245) -وعنه: ابن حبّان في "المجروحين"(1/ 202) -
(1) أي ليس فيهم شيء من العاهات، وإنما هي أجساد مصحّحة لخلود الأبد في الجنة أو النار. "نهاية".
وابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 557) - والطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 235/ أ- ب) وابن عدي في "الكامل"(4/ 271) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 325) والبيهقي في "الشعب"(1/ 110 - 111) والخطيب (1/ 266) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحمّاني عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن ابن عمر مرفوعًا: "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في القبور ولا في النشور، وكأنّي بهم وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم، ويقولون: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: 34] ".
والحِمّاني قال الحافظ في "التقريب": "حافظٌ إلا أنّهم اتهموه بسرقة الحديث". أهـ. وقد تابعه: عبد الرحمن بن واقد عند الخطيب (10/ 265)، وابن واقد اتهمه ابن عدي وشيخه عبدان الأهوازي بسرقة الحديث.
وعبد الرحمن ضعيف كما في "التقريب"، وقد تفرّد به كما قال البيهقي. وقال المنذري في "الترغيب" (2/ 417):"وفي متنه نكارةٌ". وقال العراقي في "تخريج الإِحياء"(1/ 297) والسخاوي في "المقاصد (ص 353): "سنده ضعيف".
وله عن ابن عمر ثلاثة طرق أخرى:
الأول: أخرجه ابن حبّان في "المجروحين"(1/ 202) وابن عدي (2/ 65) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1526) - والبيهقي في "البعث والنشور"(82، 83) من طريق بهلول بن عبيد عن سلمة بن كُهيل عن ابن عمر مرفوعًا.
قال ابن حبّان: بهلول يسرق الحديث، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
وقال الحاكم والنقّاش: روى موضوعات. وضعّفه غيرهم. (اللسان: 2/ 67). وقال البيهقي: تفرّد به، وليس بالقوي. وأشار إلى هذه الطريق في "الشعب" (1/ 112) فقال:"وروي من وجه آخر ضعيف عن ابن عمر، قد أخرجناه في كتاب "البعث والنشور".
الثاني: أخرجه الطبراني في "الكبير" -كما في تفسير "ابن كثير"(3/ 557) - من طريق موسى بن يحيى المروزي عن سليمان بن عبد الله بن وهب الكوفي عن عبد العزيز بن حكيم عن ابن عمر مرفوعًا.
موسى وشيخه لم أر من ترجم لهما، وابن حكيم وثقه ابن معين وأبو داود وابن حبّان، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. (اللسان: 4/ 29). وقال الهيثمي (10/ 333): "وفيه جماعة لم أعرفهم".
الثالث: أخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 235/ ب) من طريق مجاشع بن عمرو عن داود بن أبي هند عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم عند
الموت، ولا عند القبر".
ومجاشع كذّبه ابن معين (اللسان: 5/ 15) وقال ابن حبّان في "المجروحين"(3/ 18): كان ممّن يضع الحديث على الثقات.
وقال الهيثمي (10/ 83): "رواه الطبراني في "الأوسط"
…
، وفي الرواية الأولى: يحيى الحمّاني، وفي الأخرى: مجاشع بن عمرو، وكلاهما ضعيف".
وبالجملة فالحديث ضعيف وإن تعدّدت طرقه التي لا تصلح للاعتضاد لوهنها الشديد.