الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول في مِاهيِيَّةِ الإِبْرِيسَمِ، وَهُوَ الحرِيرُ
(1)
إنَّ جوهر الحرير شديدُ اللين، شديدُ القبول للانثناء والانعطاف؛ وهو مع كل حالٍ، عسرُ الانقطاع. فلذلك، جوهره جوهرٌ لدنٌ شديد اللدونة. كان كذلك، فهو لا محالة مركَّبٌ من جوهرٍ مائىٍّ، ومن جوهرٍ أرضىٍّ؛ والامتزاج بينهما شديد الاستحكام، كما بيَّنَّاه فيما سَلَفَ.
ولابد فى الإبرسيم من جوهرٍ هوائى، وإلا لم يكن خفيفاً؛ ولابد من جوهرٍ نارىٍّ، وإلا لم يكن فيه إشراقٌ وبريقٌ. فلذلك، لابد أن يكون جوهر الإبريسم مركباً من مائيةٍ، وأرضيةٍ، وهوائيةٍ، ونارية (2) . وأرضيته (3) قليلة جداً ولذلك هو شديد اللين، فإن زيادة الأرضية يلزمها الصلابة أو الهشاشة، ونحوها؛ وذلك مما لا تجده (4) فى جوهر الإبريسم.
وأفضله، ما كان أنقى جوهراً؛ لأن طبيعة هذا الصنف - لامحالة - أخلص فيكون الفضل (5) لها. فأفضل ذلك: ما كان مع ذلك شديد النعومة، لأن ما يكون كذلك فإن مادته تكون متشابهةً، فلا يكون فيها أجزاءٌ أرطب فتكون
(1) هـ: الحرير الأحمر.
(2)
راجع ما ذكرناه عن الطبائع الأربعة في مقدمة التحقيق.
(3)
هـ: ارضياته.
(4)
:. يجد.
(5)
:. الفعل لها فقط!
شديدة (1) اللين، وأجزاءٌ أصلب، فتكون عسرة الامتداد، فتبقى (2) جتمعة فى مواضع، فيصير الحريرُ (3) لذلك، حسناً.
(1) :. الشديدة.
(2)
مطموسة في ن.
(3)
يُلاحظ أن المؤلِّلف يستخدم الإبريسم والحرير، كمترادفين ينوب أحدهما عن الآخر. والحريرُ هي الكلمة العربية الفصيحة، أما الإبريسم فهي تعريب للكلمة الفارسية ابريشم (ادى شير: معجم الألفاظ الفارسية المعربة، مكتبة لبنان، 1980، ص 6) .