الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل السادس في فِعْلِه في أَعْضَاءِ النَّفْضِ
ِ
لماَّ كان الإجَّاصُ النضيجُ الرطبُ كثيرَ المائية، وإلى لزوجةٍ؛ فهو لامحالة يليِّن البطن بمائيته (1) ، ويُزْلِقُ بلزوجته. خاصةً الحلو منه، فإنه أكثر مائية - كما قلناه - وبذلك يُسهل الصفراء، لأن البلغم للزوجته، لا ينزلق (2) بالإجَّاص بخلاف الصفراء. وأما السوداء، فقد تقبل الانزلاق بالإجَّاص ولكن أقل من الصفراء، لأجل عُسِرْ انفعالها، بسبب غِلَظِها.
والذى فى طعمه (3) قبضٌ، فإن إسهاله أقل. وأما إذا كان الإجَّاص فَجّاً فهو لامحالة قابضٌ، فلذلك لا يُسهْل (4) . بل ربما عَقَلَ البطن.
وأما الإجَّاصُ البرىُّ فعاقلٌ للبطن، لأجل قلة مائيته، وهو شديدُ الحموضة. وأما الإجَّاصُ اليابسُ فلا يُسهل (5) أيضاً، وذلك إذا أُكل بحاله؛ وأما إذا نُقع أو طُبخ، فإنه يُسهل. وكذلك مرقته.
وشراب الإجَّاص إنما يتَّخذُ من النضيج، فلذلك هو ملينُ البطن، مُزْلقٌ مُسَهِّلٌ للصفراء. وإذا أُكثر (6) من أكل الإجَّاص أرخى المعدة، وبلَّها، وكثَّر
(1) :. مايته.
(2)
:. يلزق.
(3)
ن: طبعه.
(4)
:. فلذلك يسهل!
(5)
- ن.
(6)
ن: كثر.
الرطوبات فيها، وكَثُرَ الإسهال عنه، وكثيراً ما يُحدث قيام الأغراس (1) - وذلك إذا كان حامضاً - ويولِّد الرياح والنفخ.
وليس يظهر فى الإجَّاص ولا فى شرابه تفتيحٌ كثيرٌ، ولا إدرارُه البول. وقد قال بعضهم إنه يُدِرُّ الطمث، وذلك إذا شُربت (2) سُلاقته - وإن استُبعد ذلك! - وصمغُه يفتِّت حصاة الكلى والمثانة، وذلك لما فيه من التقطيع والحدة. ومع ذلك، بدسومته، يغرِّى؛ فلا يحدث من الحصاة المفتتة، سَحْجٌ فى المجارى، ونحو ذلك. فلذلك، هو شديدُ الموافقة للحصاة التى تكون فى الكلى والمثانة.
(1) :. الأعراس! والأغراس بحسب تعريفهم العلاء ابن النفيس، هي: اللزوجة التي على سطح الإمعاء الداخل (الموجز في الطب، ص 233) .
(2)
:. شرب.