الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني في طَبِيعَتِهِ
إنَّ هذا الحيوان، لما كان سريع الحركة جداً، يأكل اللحم، فهو لامحالة حارُّ المزاج. إذ جميع ما يأكل اللحم من الحيوان، فإنه محتاجٌ أن يكون جريئاً (1) مِقْداماً، لتكون (2) له قوة على الصيد. وإنما يكون كذلك، إذا كان حار المزاج.
ولأنه شديد النحافة، فهو لا محالة قليل الرطوبة. فلذلك، لابد وأن يكون هذا الحيوان حارّاً يابساً. ولذلك، ليس يتضرَّر بالبرد - كما يتضرَّر به الدُّبُّ والقُنفِذ. وإنما يكون كذلك، إذا كان حارُّ المزاج.
(1) ن: جريا.
(2)
:. ليكون.
الفصل الثالث في فِعْلِه (1) في الأَمْرَاضِ الَّتيِ لا اخًتِصَاصَ
إنَّ هذا الحيوان، لما كان حارُّ المزاج جداً، فلحمه لامحالة حارٌّ. وكذلك دمه. فلذلك، يكون كُلُّ واحدٍ من هذين - وغيرهما من أجزائه (2) - محِّللاً.
وتحليلُ لحمه، تحليلٌ (3) شديدٌ جداً؛ فلذلك هو نافعٌ من الأوجاع، إذا وُضع عليها. وذلك لأجل تحليله للمواد (4) ، خاصةً أوجاع الظهر، لأن الظهر - لبرده - إنما يحلِّل مواده، ما يكون قوىُّ التحليل.
وكذلك، هو محلِّلٌ للرياح حيث كانت. والأورام (5) التى تسمى الخنازير إذا لطخت بدم ابن عرس نفعتها؛ وذلك لأجل قوة تحليله لموادها. وكذلك، قد ينفع دمُه للمصروعين، وذلك لأجل تحليله المادة المصرعة.
وإذا أُحرق وأُخذ رماده فعُجن بخَلٍّ، ووُضع على النقرس وأوجاع المفاصل سَكَّن، لأجل قوّة تحليله.
(1) - ن.
(2)
ن: أجزا.
(3)
ن: محلل.
(4)
ن: لمواد.
(5)
ن: للأورام.
فصل الرابع في خَوَاصِّهِ المشْهُورَةِ
ابن عرس قد اشتهرت له خواصٌّ، ونحن نعدُّها عدّاً؛ ومن أراد تحقيقها فعليه أن يمتحنها بالتجارب. قالوا: إن ابن عرس إذا شاهد طعاماً مسموماً اقشعرَّ لذلك، وانتصب دبره (1) . وإذا سُلخ وأُخرج ما فى بطنه، ومُلِّح، وجُفِّف فى الظِّلّ (2) ، وشُرب منه بالشراب مثقالان؛ نفع من ضرر الهوام كلها، وكان من أقوى علاجاتها (3) . وإذا حُشى جوفه بالكزبرة، وجُفِّف فى الظِلِّ، واستُعمل كان علاجاً لنهش الهوام والصرع (4) .
قالوا: وإذا أُخرج كعب ابن عرس، وهو (5) حىٌّ، وعُلِّق على امرأة؛ فإنها لاتحبل! وقالوا: إن معدته دواءٌ نافعٌ جداً من سُمِّ الهوام.
(1) أشار ابن البيطار (الجامع 9/1) إلى أن الرازي هو الذي قال ذلك - في الحاوي - وقد راجعت الحاوي فلم أجد هذا القول!
(2)
ن: الطل.
(3)
عبارة العلاء هنا تطابق عبارة الرازي (الحاوي 100/20) وابن البيطار (الجامع 9/1) .
(4)
الذي قال ذلك، هو الرازي (الحاوي 101/20) .
(5)
ن: وهي.