الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني في طَبْعِه وفِعْلِه على الإِطْلَاقِ
أما ثمرةُ الإجَّاص فلأنها كثيرة المائية، فهى لامحالة باردةٌ رطبةٌ، ولذلك يخلو (1) طعمها عن الكيفيات التابعة للحرارة (2) . ويختلف هذا الثمر فى الرطوبة لأجل اختلافه فى كثرةِ المائية وقِلَّتها، ولأجل طعمه؛ فما كان منه حامضاً، فهو أقل رطوبة، لأن الحموضة تحدث بالغليان، وهو يحلِّل كثيراً من المائية، ولذلك كان الحامض من الإجَّاص أقل إطلاقاً للبطن من الحلو (لأن الحلو)(3) أكثر مائية. وما يوجد (4) فى طعمه قبضٌ، كالقراسيا المعروفة فى دمشق بالقراسيا (5) المجهولة فهو أقل رطوبةً وأقبض.
وكذلك، جميع أجزاء هذه الشجرة باردٌ، وإلى يبوسة. وذلك لأجل غلبة الأرضية عليه، مع قِلَّة النارية. فلذلك (6) ، ليس يوجد فى شئٍ من أجزاء هذه الشجرة، شئٌ حريفٌ.
وأما صمغُ هذا الشجر، فهو حادٌّ قطَّاعٌ. وذلك لأجل كثرة النارية فيه لأجل اندفاعها من الغذاء المجذوب إلى هذا النبات. وإنما كان كذلك، لأن
(1) :. يخلوا.
(2)
الكيفيات الحارة، كالسخونة والحدة واللذع والحرافة.. وما إلى ذلك.
(3)
ما بين القوسين ساقط من ن.
(4)
ن: توجد.
(5)
ن: القراشيا.
(6)
ن: ولذلك.
مائية (1) الغذاء المنجَذِب إلى هذا النبات، لابد وأن تكون كثيرة - لأجل الثمرة - ولابد وأن يكون نفوذها إلى الثمرة سريعاً. وإنما يمكن ذلك، بأن يخالطها جزءٌ نارىٌّ منفذٌ. وإذا أخذ الثمرُ ذلك الجزء المائى، بقيت (2) النارية تحتاج إلى الانفصال، لأنها لاتصلح أيضاً لغذاء هذا الشجر؛ فلذلك، تخرج مع فضولها. وذلك لأجل كثرة النارية فيها، فلذلك، كان صمغُ هذا الشجر: حادّاً قطَّاعاً.
(1) هـ: وإنما كان لأن مائية، ن: وإنما كان لا مائية.
(2)
:. بقية.