الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الخامس في أَفْعَالِه في الأَحْوَالِ الَّتِي لا خُصُوصِيَّةَ لهَا بعُضْوٍ عُضْو
إن الإبريسم له فى هذه الأحوال أفعالٌ (1) ، بلبسه، وله فيها أفعالٌ إذا تُنُوِّل (2) . وذلك لأن الحرير لما كان شديد النعومة، فإن لبسه لا محالة مُسمِّن فإن من المهزولات، لما تعرفه بعد: لبسُ الخشن! وذلك لأن الملبوس الخشن بزيادة حَكَّه للجلد، محلِّلٌ - كثيراً - ما يكون عنده من الرطوبات، وذلك من أسباب اليبوسة والهزال. وإذا كان كذلك، فلبس الناعم من أسباب رطوبة الجلد، وسمنه، ولينه.
وأيضاً، فإن الحرير محلِّل، ومع تحليله، فإنه غير جاذبٍ، لأن حرارته ليست بكثيرة جداً، كما فى القطن. فلذلك، كان لبس الحرير يمنع تولُّد القمل وذلك لأجل تحليله مادة الرطوبات (3) الفضلية، ولا كذلك لبس الكِتَّان والقطن. أما الكِتَّان فإنه يحبس مادة القمل عن التحلُّل، وذلك لأجل برده ويبوسته المضيِّقين لمسام البدن. وأما القطن فلأنه لقوة حرارته، يجذب الرطوبات كثيراً إلى ناحية الجلد؛ فلذلك، كان لبس القطن يولِّد القمل كثيراً.
أما فعل الحرير بالتناول، فإنه يحسِّن اللون. وذلك لأجل تفريحه الذى
(1) - ن، هـ: الافعال حوال!
(2)
يقصد: عند تناوله.. والكلمة غير منقوطة، وغير واضحة في المخطوطتين!
(3)
:. وهي الرطوبات.
(هو)(1) يلزمه زيادة حركة الدم إلى ظاهر البدن؛ ولذلك، هو يسمِّن أيضاً. وذلك لأجل تحريك الفرح الحادث عنه للدم، إلى ظاهر البدن. ولذلك، كان الفرح والسرور من المسمِّنات؛ وذلك لأن المفرِّحات تُلَيِّنُ الجلد وترطِّب (2) وذلك لأجل كثرة تحرُّك الرطوبات إليه.
وأيضاً، فإن تَنَاول الحريرِ بتقويته للطبيعة، يجود معه فعلُ الطبيعة فى مادة الغذاء، ويُلزم ذلك، أن يكون مسمِّناً. والسمنَّيةُ هنا (3) ، بما هو دواءٌ؛ لا لأنه يزيد فى الغذاء باستحالته إليه، ونحو ذلك، فإن جوهر الحرير تغلب (4) فيه الهوائية وما كان كذلك، فإنه لا يصلح للتغذية. ولذلك (5) ، فإن الحرير من الأدوية الصِّرْفة (6) ، لا من الأدوية الغذائية.
(1) هكذا في المخطوطتين.
(2)
:. يلين جلده ويرطب!
(3)
:. هو.
(4)
ن: يغلب.
(5)
:. وكذلك.
(6)
- ن.