الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع في فِعْلِهِ في أَعضَاءِ الغِذَاءِ
قد علمْتَ أنّ فى هذه الشجرة، قبضٌ لطيف، وتحليلٌ، وتفتيحٌ، وجلاء. وما كان كذلك، فهو شديدُ النفع من أوجاع الكبد وأورامها - على ما تعرفه فى موضعه - فلذلك، إذا طُبخت أصول هذه الشجرة، أو قلوب أطرافها، بالشراب أو بالخلِّ؛ كان ذلك شديدَ النفع من أوجاع الكبد.
والطَّبْخُ فى الشراب أفضل، إذا كانت الحاجةُ إلى تقوية الكبد، وذلك لما فى الشراب من العِطرية. وكذلك، إذا كانت الحاجةُ إلى التليين كثيراً، كما إذا كانت الكبد صلبة. وأما إذا كانت الحاجة إلى زيادة تقطيعٍ وتلطيف، وذلك إذا كانت الموادُ غليظةٌ، فإن الطبخ فى الخلِّ يكون أفضل.
وإذا نُقع الكزْمَازج (1) فى الماء الحارِّ يوماً وليلة، وشُرب بعد ذلك بالعسل أو بالسُّكَّر؛ نقَّى المعدة، وجفَّف رطوبتها الفضلية، وأزال ما فى المعدة من الفضول الغليظة المتعفِّنة، وحَبَسَ البطن. وقد يُنقع فى الشراب، فيكون ذلك أكثر تقويةً وتنقيةً للمعدة. وقد يكون هذا النقع (2) ، فى مثل ماء الحصرم أو ماء السفرجل فيكون شديد الحبس للبطن. وقد يكون هذا النقع فى الخلِّ، فيكون أشد تقطيعاً وجلاءً للمعدة، وأكثر نفعاً لورم (3) الطحال. وقد يُعمل من العذبة (4) شرابٌ
(1) ن: الكرمازج.
(2)
ن: النفع.
(3)
غير واضحة في ن.
(4)
العذبة: ثمرُ الأثل. وكان المؤلِّف قد جعل العذبة والكزمازج اسمان لهذا الثمر، لكنه هنا يفرِّق بين أفعالهما واستخدامهما الصيدلاني، وكأنهما شيئان مختلفان.
لأجل نفعها من أورام الطحال، وذلك لأجل ما فيها من التلطيف والتفتيح. والعذبةُ نافعةٌ من أوجاع الأمعاء، لأجل تحليلها وتقويتها وجلائها (1) .
(1) ن: جلاها.