الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث في أَفْعَالِه في أَعْضَاءِ الرَّأْسِ
وإذ (1) الإثمد فيه جلاءٌ، وتحليلٌ، وتنقيةٌ، وتجفيفٌ قوى، وتغرية (2) . مع أنه غير شديد البرد، ولا له كيفيةً حادة أو لذَّاعة. فلذلك، هو شديدُ الموافقة للعين وأجزائها (3) . فلذلك، هو حافظٌ لصحتها، منقٍّ لفضولها. ويلزم ذلك أن يجلو (4) العين من الفضول المكدِّرة للروح الباصر.
فلذلك الإثمد يصفِّى أرواحَ العين. فلذلك يُحِدُّ البصر - لأجل تنقيته لفضول الأجفان - ويزيل (5) المانع عن نبات الأهداب (6) ، فلذلك هو يُنبت شعر الأجفان ولذلك يدخل فى الشيافات التى تُستعمل لعلاج العين.
وإذ هو مجففٌ منقٍّ، فلذلك هو - لامحالة - يزيل أوساخ قروح العين وينفعها. فلذلك، تتهيَّأ لنبات اللحم فيها، وتقوى (7) العين بتجفيف فضولها وتحليلها.
(1) :. إذا.
(2)
هـ: تغديه.
(3)
:. وأجزاها.
(4)
:. يجلوا.
(5)
هـ: تزيد، ن: تزيل.
(6)
:. الاهذاب.
(7)
:. يقوي.
وكذلك (1) ، يقوِّى أعضاء العين، لأنه يزيل الرطوبات الفضلية المرخية لهذه الأعضاء، ولهذه (2) الأعصاب. وإذ هو مزيلٌ لفضول العين، فهو - لامحالة - مزيلٌ لما يحدث من الأوجاع والأوصاب فيها. فلذلك، هو يدفع الأوجاع والآفات عن العين.
ونفعُه لأعين المشايخ والعجائز أكثر، وذلك لأن أعين هؤلاء كثيرة الفضول جداً، لأجل كثرة الأبخرة والرطوبات الفضلية فيهم. ولذلك، هو يقوِّى الأعين التى ضعفت من الكبر، وينقِّيها، خاصةً إذا كان معه المسك يستدرك (3) برده بحرارة المسك. ومع ذلك، فإن المسك مقوٍّ لأرواح العين، ومَنْ اعتاد الاكتحال به، لم يجز له ترك ذلك (4) .
ونفعه لأعين النساء أكثر، لأجل كثرة فضول النساء. ومِن خاصَّته إذا كان معه دكساب (5) المسك، يستر برده (6) حرارة المسك؛ ومع ذلك، فإن المسك مقوٍّ لأرواح العين، مكثر الفضول فى عينيه (7) لفوات (8) ما كان يجفِّفها ويحلِّلها. ومَنْ لم (9) يعتد (10) الاكتحال به، فإنه إذا اكتحل به، فإنه يحدث له أولاً، أن
(1) ولذلك.
(2)
:. وهذه.
(3)
هـ: يستدل رده.
(4)
العبارة في هامش ن مسبوقة بكلمة: مطلب.
(5)
هكذا وردت الكلمة في المخطوطتين، ولم نقع لها على معنى.
(6)
:. يستدرده!
(7)
الكلام هنا عن الذي اعتاد الاكتحال بالمسك.
(8)
ن: لنوات.
(9)
ن: من مسام!
(10)
:. يقصد!
يكثر القِذَى (1) فى عينيه، وذلك لأجل انجذاب الفضول. ج (2) . لأجل مفاجأة (3) المجفِّف لما يكون فى العين من تلك الفضول، فيكون ما يخرج من العين، من الفضول، جذَّاباً لفضولٍ أخرى كثيرةٍ، لأجل استحالة الجلاء. ولذلك، كان (4) كثيراً ما يحدث (5) عند الاكتحال بالإثمد رَمَدٌ. وذلك لأجل انجذاب الفضول إليها.
ولأجل زيادة تجفيف الإثمدِ هو يُنبت اللحم فى قروح العين، ويملأ الحفْر الذى يكون فيها، ويُدمل قروحها، ويأكل اللحم الزائد فيها. وذلك لأنه إذا جفَّف الرطوبات الفضلية، صار الدم الواصل إلى موضع القرحة أو الحفر، سهل الانعقاد، فلذلك ينعقد (6) - بفعل الطبيعة - لحماً.
وأيضاً، فإن الإثمدَ لقوة تجفيفه، يزيل الدمعة، ويصفِّى العين من الألوان المكدِّرة للون الطبقة الملتحمة. وذلك لأجل تجفيفه الفضول المكدِّرة لها.
ولأجل ما فى الإثمدِ من التجفيف البالغ، والقَبْض؛ صار نافعاً جداً من الرُّعَاف الدماغى، يقطعه بقوة. وكذلك يقطع نزف الحيض، إذا تحمَّل به. وإذا استُعمل على ظاهر الرأس، قتل القمل ومنع تولُّده؛ وذلك لأجل تجفيفه المادة التى يتولَّد منها القمل.
(1) هـ: القذا، ن: القدا.
(2)
جالينوس.. ويبدو أن العلاء ينقل هنا من إحدى مقالات أو كتب جالينوس، أو هي يُحيل إليه أو يذكِّر نفسه بالعودة إليه ومراجعته بصدد هذه النقطة. والغريب أن تأتي الإشارة إلى جالينوس ح أو ديسقوريدس د في داخل العبارة، على غير الطريقة المعتادة في الإحالات أو ذكر المراجع أعنى أن تأتى الاشارة أولاً وبعدها نقطتان: ثم يرد النص أو العبارة المنقولة من المرجع.
(3)
:. مفاجات.
(4)
:. كان هذا.
(5)
:. يحدث له.
(6)
:. معقد.