الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقالة السابعة عشر فىِ أَفْعَالِ الأَرْنَبِ البَحْرِىِّ
وكلامُنا فيه، هو فى فصلٍ واحد.
الأرنب (البحرى (1)) لم يتفق لنا مشاهدته، فلذلك رأينا أن نكتب فيه ما قاله الأوَّلون، ولا علينا صَحَّتْ (2) أقوالهم أو فسدت. وقد قالوا: إن هذا حيوانٌ صغيرٌ، صَدَفىٌّ إلى حُمرة ما (3) . وهو (4) يوجد فى البحر، وبين أجزائه أشياءٌ كأنها ورق الأشنان (5) . قالوا: والتضميد به يجلو (6) الشعر، وكذلك الماء الذى يُطبخ هو فيه، يستعمل فى حَلْق الشَّعْر. وهو من السموم القتَّالة. إذ يقتل (7) بتقريحه الرئة. ويعرض لشاربه أولاً، تغيُّرُ (8) طعمِ فمه إلى سهوكةٍ كسهوكة (9)
(1) لم ترد الكلمة في المخطوطتين، وفي موضعها بياض.
(2)
:. صحة.
(3)
:. الحمرة،:. ما.
(4)
:. هو.
(5)
الأشنان، أو الغسول، أو الحُرض، أو الخِمام - في الشام - هو من الغسولات، يطلق على Arthrocne Mum glaucm من الفصيلة الرمرامية Chenopodiaceae وهو جَبةٌ ملحية تنبت بالأراضي الرملية وأوراقها أثرية متقابلة، استعمله العرب هو ورماده في غسل الثياب وغسل الأيدي بعد الطعام (معجم المصطلحات العلمية والفنية ص 27) .
(6)
:. يجلواً.
(7)
:. اذا قتل.
(8)
:. لشاربه ولا تعبر.
(9)
:. سهولة كسهولة. والسهوكة، من السَّهْكِ: وهو الريح الكريهة التي تجدها من الإنسان إذا عرق. والسُّهْكة: قبح رائحة اللحم إذا خَنِزَ (لسان العرب 228/2) .
السمك، ثم وجعٌ فى البطن، ثم حَصْرٌ فى البول؛ فإن بال، بال شبيهاً بالأُرجوان. ويتغيَّر ريحُ عَرَقِه إلى كراهةٍ، ويقيَّأ المِرَّةَ مِراراً، فى بعضها خلط دم. وتدبير من سُقِىَ، مما نذكره فى كلامنا الجزئى (1) .
قال: ورماد هذا الحيوان، من شأنه أن يَحِدَّ البصر (2) .
(1) يقصد، ما ينوى الكتابة فيه - في الشامل - من جزئيات الصناعة الطبية.. فهو هنا يكتب في الأمور الكلية.. فتأمَّل.. وتعجَّب من هذا الطموح العلمي المستهين بقصر العمر!
(2)
راجع ما قاله السابقون على العلاء والمعاصرون له، في الأرنب البحري.. في المصادر الآتية: * الرازي: الحاوي في الطب 98/20، 99. * ابن سينا: القانون في الطب 263/1. * ابن البيطار: الجامع لمفردات الأدوية والأغذية 22/1.