الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث في فِعْلِه أَعْضَاءِ الَّرأْسِ
لما كان هذا الأبهلُ مجفِّفاً محلِّلاً منقِّياً، فهو لامحالة يُفنى الرطوبات الفضلية خاصةً من عضوٍ شديد القبول للانفعال، لأجل إفراط لينه. فلذلك، صار الأبهلُ ينشِّف رطوبات اللَّثة ويجفِّفها، فهو - لذلك - يُزيل الرطوبة المرخية لها. فلذلك، هو يشدُّ اللثة ويقوِّيها، لأنه يجمع أجزائها، ويُذهب بَلَّها.
وإذ (1) كان كذلك، فهو لامحالة يطيِّب النكهة (2) ، لأنه يُذهب الرطوبات الفضلية المعِدَّة للعفونة الموجبة لفساد الرائحة ونَتْنها.
وإذا أُحرق الأبهلُ فلا محالة أن تجفيفه لرطوبات اللَّثة يكون أكثر، فيكون تشديده لها أكثر. وكذلك إذ خُلط بالعسل، بعد المبالغة فى سحقه؛ كان شديد النفع لِلَّثةِ العفنة (3) المرتخية، وذلك لأجل إعانة العسل له بالجلاء والتحليل.
وإذا طُبخ ثمر الأبهل فى آنيةٍ من الحديد (4) وكان طبخه فى الخلِّ فإن ذلك الخلَّ إذا قُطِّر فى الأذن الصَّمَّاء، نَفَعَ جداً. وذلك، لما فى هذا الخلِّ من تلطيفِ المادة الصَّامَّةِ للأذن وتقطيعها، وذلك بما هو خَلٌّ ولما فيه من التحليل القوى والتسخينُ، لأجل ما فيه من سحيق الأبهل ولما فيه من زيادة القَبْض والتقويةُ،
(1) :. إذا.
(2)
يقصد: رائحة الفم.
(3)
هـ.
(4)
:. الجديد!
بما فيه من قوة الحديد (1) . هذا، مع التجفيف الشديد جدّاً، المزيل للرطوبة المرخية لعصب السمع (وهذا التجفيف يحدث من الخلِّ نفسه، ومن القوة المستفادة من الحديد ولما فى هذا الخل)(2) من سحيق الأبهل (3) .
(1) ن: الحديد.
(2)
ما بين القوسين ساقط من ن.
(3)
هـ بالقلم المغربي: انظر، إذا طبخ ثمر الأبهل في آنية من حديد وكان طبخه في الخل فإن ذلك الخل إذا قُطِّر في الأذن الصماء نفع جداً.. (وهي عبارة المؤلف نفسها، نقلها الكاتب المغربي من دون تعديل، اللهم في حين أصلح كلمة الجديد الموجودة في النص، وكتبها: حديد) .