الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولكن بعدما يتعمق الباحث في بحثه تبدو له أشياء، وتظهر قضايا قد يضيف إليها بعض الإضافات، يعني: يرجع إلى الخطة، ويضيف إليها بعض الإضافات، أو يحذف منها ما يراه غير صالح، فقد يحذف بابًا كاملًا، وقد يضيف بابًا؛ تبعًا لما يجد له من مادة علمية وآراء وأفكار متنوعة. هذا بالنسبة لإعداد الخطة، وهي تمثل الخطوة الثانية من خطوات البحث، وهي من الأهمية بمكان -كما رأينا.
وأقول في النهاية: كل خطة بحث قابلة للتعديل والتغيير حتى آخر كلمة يكتبها الباحث في بحثه، والخطة قابلة للتعديل والتغيير.
تحديد المصادر والمراجع
الخطوة الثالثة التي تلي هذه الخطوة: فبعد أن ينتهي الباحث من التخطيط لبحثه يبدأ في تحديد المصادر والمراجع التي سيستعين بها في إعداد البحث، هناك فرق بين تحديد المصدر، وبين استقرائه. في هذه الخطوة نحدد المراجع والمصادر، ونعدها في قوائم أو بطاقات خاصة بها، نشير إلى أمكنتها، وإلى رموزها وإلى أرقامها في أماكنها، وينصفها الباحث إلى مجموعات تتناسب مع تقسيم البحث؛ حتى يسهل عليه الرجوع إليها فيما بعد.
وللمصادر أهمية كبرى في مجال البحوث العلمية كما نعلم، فهي بمثابة النواة التي ينبثق منها البحث ويؤتي ثماره، وهي تنير الطريق للباحث، وتساعده على الإحاطة بموضوع بحثه، وتمكنه من الوقوف على مدى ما وصل إليه الباحثون قبله. ومن ثم، يستطيع أن يقرر من أي يبدأ، وما الجديد الذي يمكنه إضافته، كل ذلك من خلال المصادر والمراجع. كما أن جمع المصادر والمراجع بالطريقة التي سنشير إليها ينمي مهارة البحث والاستقصاء لدى الباحث، ويوفر عليه كثير من الجهد والوقت عند إعداد الفهارس، لا بد أن يراعي الباحث ذلك ويتنبه له.
المصادر تنقسم إلى قسمين:
مصادر أصلية: ويقصد بها: أول ما كتب عن موضوع البحث، وصورها متعددة كثيرة، كالمخطوطات، والإملاءات، ودواوين الشعراء، وغيرها. ويندرج تحت القسم من المصادر أي: المصادر الأصلية، القواميس، والمعاجم اللغوية، والرسائل الجامعية، والدوريات، والموسوعات العلمية، وكذا سجلات الدواوين الحكومية؛ لأنها تعطينا معلومات موثقة عن الشخص المراد بحثه.
النوع الثاني من المصادر تسمى: المصادر الثانوية، أو المراجع، وهي كل ما كتب متأخرًا عن المصدر الأصلي، وغالبًا ما يعتمد أصحاب المصادر الثانوية على المصادر الأصلية، فيأخذون منها، ومن ثم تتفاوت المراجع في درجة أصالتها بالنظر إلى هذا الجانب، فأكثر المراجع أصالة أكثرها أخذًا من المصدر الأصلي، وتوجد بعض المصادر الثانوية، ولا تقل من حيث الأهمية عن المصدر الأصلي، مثل: شروح الدواوين، مثل: الكتابات التاريخية، وغيرها مما يكشف عن البيئة التي يجري فيها البحث، فمثل هذه المصادر هي ثانوية، ولكن لا غنى للباحث في الأدب عنها، وهي تتفاوت في أهميتها، ويستطيع الباحث أن يحدد أولويات القراءة، وأهمية المصدر بالنسبة لموضوع بحثه، هو الذي يملك ذلك، هو الذي يعيش مع مادته، ومع قضاياه، ومع مشكلاته التي افترضها، فهو الذي يستطيع أن يحدد المصادر المهمة والأهم، والمصادر الثانوية، والمصادر الأصلية.
ويمكن للباحث أن يتعرف على المصادر والمراجع التي تتصل بموضوع بحثه من خلال عدة وسائل نشير إلى بعضها بسرعة:
أولًا: الاستعانة بالمشرف، أو الأساتذة المتخصصين في مجال بحثه؛ للتعرف منهم على أحدث ما كتب في المجال الذي يبحث فيه. ولا شك أنهم أكثر خبرة منه، وأوسع مجالًا في الاطلاع.
الوسيلة الثانية: الاطلاع على الكتب المتخصصة في هذا المجال، في مجال المؤلفات، ككتاب (الفهرست) لابن النديم، و (كشف الظنون) لحاجي خليفة، و (تاريخ الأدب العربي) ل"بروكلومان"، و (معجم المؤلفين) لكحالة، وغير ذلك. وسيجد الباحث في مثل هذه الكتب كمًّا هائلًا من المصادر والمراجع التي يمكنه الانتفاع بها.
الوسيلة الثالثة: الاطلاع على دوائر المعارف العالمية، كدائرة المعارف الإسلامية والبريطانية والأمريكية، بالإضافة إلى دوائر المعارف المتخصصة في هذا المجال.
الوسيلة الرابعة: الاطلاع على فهارس المكتبات العامة: يذهب إلى المكتبات العامة، ويطلع على فهارس الكتب، هناك فهارس على حسب العنوان أو المؤلف، يعني: المؤلَف أو المؤلِف، وكذا مكتبات الرسائل الجامعية التي تعنى بمثل دراسته، أو بموضوع قريب منها يمكنه من خلال ذلك التعرف على كثير من المصادر والمراجع.
الوسيلة الخامسة التي يمكنه التعرف على المصادر والمراجع من خلالها: الاستعانة بالببلوجرافية: وهو علم يهتم برصد الكتب ووصفها، والتعريف بها، وعرض المطبوعات التي تنشر في مختلف نواحي المعرفة مع إعطاء فكرة موجزة عنها. في الآونة الأخيرة تطورت الفهرسة الالكترونية تطورًا ملحوظًا، وانتشرت مراكز المعلومات، وأصبح من السهل جدًا الحصول على كل ما كتب حول موضوع ما، فهذا أمر متيسر، هذا عن الوسائل التي يستطيع الباحث من خلالها أن يتعرف على المصادر والمراجع.
أما عن كيفية تسجيلها: فللباحث أن يحصرها، ويسجلها بالطريقة التي تناسبه، إما في قوائم، وإما في بطاقات خاصة من الورق السميك تسمى: بمدونة المصادر،
أو البطاقة الببلوجورافية، ويجعل كل مصدر في بطاقة مستقلة، وترتب المصادر بطريقة معينة يختارها الباحث، لكن كل هذا من حقه أن يتصرف فيه بأي طريقة شاءها هو، لكن بشرط: أن تحتوي على المعلومات الآتية: المؤلِف، عنوان الكتاب، اسم الناشر، مكان النشر، تاريخ النشر، الجزء إن كان الكتاب مكون من أجزاء يذكر الجزء الأول، الجزء الثاني، رقم الكتاب في المكتبة التي يوجد بها، اسم المكتبة الموجود فيها المصدر.
ومن الممكن أن يستغل الباحث ظهر البطاقة؛ لتسجيل أي ملاحظة: ملاحظة طباعة، ملاحظة في التقسيم، ملاحظة في أي شيء، عنده ظهر البطاقة بإمكانه أن يستخدم هذا الظهر في كل الملاحظات، وبعد الانتهاء من حصر المصادر التي يحتاجها الباحث، وتصنيفها حسب أبواب البحث وفصوله، ووضعها في قوائم أو بطاقات خاصة كما سبق، ينبغي له أن يراعي ما يلي:
أولا: عدم تعدد الطبعات في المصدر الواحد إلا في حالة الضرورة القصوى، وإذا اضطر لذلك لا بد من الإشارة في الهامش إلى الطبعة التي اعتمد عليها عند كل اقتباس.
ثانيًا: لقد عرفت أن هناك مصدرًا أصليًّا وآخر ثانويًا، فإذا وقع الباحث على مادة علمية في مصدر ثانوي منقولة من مصدر أصلي، فلا بد من الرجوع إلى المصدر الأصلي؛ لتوثيق هذه المعلومة، وسوف نوضح ذلك في الاستقراء.
ثالثًا: لا بد من مراعاة الدقة في التخصص عند النقل من المصادر، وتوثيق المعلومات، فإذا أراد أن يوثق الشعر فعليه بالرجوع إلى دواوين الشعراء، وسوف يتضح لنا ذلك أيضًا كثيرًا عند الاستقراء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.