الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مراعاة قواعد الكتابة العربية في صياغة البحث
من أهم الأمور التي تتصل بصياغة البحث، ولا يحق للباحث إغفالها بحال من الأحوال: مراعاة قواعد الكتابة العربية؛ إملائية ٍ، ونحوية ٍ، وصرفية ٍ، وكل ما يتصل بهذا؛ إذ يكثر فيها الخطأ، ويشيع بين الباحثين خاصة في الآونة الأخيرة في هذا العصر، مما يقلل من قيمة البحث، ويحط من شأن الباحث، وسوف نعرض بعض هذه القواعد عرضا سريعا؛ للإفادة منها عند صياغة بحثك، ونختار من هذه القواعد علامات الترقيم. وعلامات الترقيم، عبارة عن رموز اصطلاحية معينة، توضع بين الكلمات والجمل، والقصد منها: تيسير عملية الفهم والإفهام، ولهذه الرموز قواعد تنظمها، وليست مجرد علامات شكلية لا، لها قواعد منظمة ومحددة لموقعها بين الكلمات والجمل، وهي ليست شيئًا شكليًّا، ولكنها تنظم المعنى من خلال تقسيم الكلام، فلا يتداخل بعضه في بعض، ولو لم توضع هذه الرموز في الكلام، أو وضعت في غير أماكنها؛ لترتب على ذلك اضطراب وفساد في المعنى، هذه الرموز التي هي تسمى: بعلامات الترقيم هي: الفاصلة، الفاصلة المنقوطة، النقطة، النقطتان، الشرطة، الشرطتان، علامة التنصيص، علامة الحذف، علامة الاستفهام، علامة التعجب، أو التأثر. وسوف نشير سريعًا إلى مواضع كل علامة، أو كل رمز من هذه الرموز في الكلام.
أولا: الفاصلة: ومن حق القارئ أن يسكت عندها سكتة خفيفة بمقدار أخذ النفس؛ لتمييز بعض أجزاء الكلام عن بعض، ولأن الكلام لم ينته بعد، وتوضع في الأماكن الآتية،:
أولا: بين أقسام الشيء، أو أنواع الشيء، فإذا قلنا مثلا: مثال: الشعر أقسام ثلاثة: غنائي، وقصصي، وتمثيلي. نضع فصلة بعد كلمة غنائي، وقصصي، وبعد كلمة تمثيلي وكقول بعض العلماء: بني الشعر على أربعة أركان هي: المدح، والهجاء، والنسيب، والرثاء. نضع فاصلة بعد كلمة المدح، والهجاء، والنسيب، والرثاء.
الموضع الثاني: توضع بين الكلمات المفردة المرتبطة بكلمات أخرى تجعلها شبيهة بالجملة في طولها، كأن أقول مثلا: على العاقل ألا يكون راغبا إلا في أحد ثلاث: تزود لميعاد، أو مرمة لمعاش، مرمة: يعني إصلاح، أو لذة في غير محرم. تضع فاصلة بعد كلمة معاد، وكلمة معاش.
الموضع الثالث: توضع الفاصلة بين الجمل التي يكون بينها ارتباط في المعنى والإعراب، كأن تكون الجملة الثانية صفة، أو حالا، أو ظرفا، أو خبرا ثانيا، ونضرب مثالا نقول: رأيت هلال المحرم، وهو بين السحاب كأنه الحسناء في خدرها. فتضع فاصلة بين كلمة المحرم، وبين وهو. ومثال آخر نقول: علي رجل صالح، يحافظ على الصلاة، ويعامل الناس معاملة حسنة، ولا يكذب بحديثه. فتضع فصالة بعد كلمة المحرم، وكلمة سحاب، وكلمة صالح، وكلمة حسنة.
الموضع الرابع من مواضع الفاصلة: توضع بين الشرط وجزائه، والقسم وجوابه إذا طالت جملة الشرط أو القسم نأخذ مثالا: نقول إن استطعت أن تجوب أرجاء الدنيا كلها بحثا عن كتاب يفيدك في دنياك وآخرتك فلا تقصر، انظر إن استطعت "شرطية"، إن استطعت أن تجوب أرجاء الدنيا كلها؛ بحثا عن كتاب يفيدك في دنياك وآخرتك هذه كلها جملة الشرط، عندما آتي إلى الجواب، فلا فأقول: فلا تقصر، لابد أن تضع فاصلة قبل هذا الجواب.
الموضع الخامس من مواضع الفاصلة: توضع بين لفظ المنادى وما يليه من الكلام تقول مثلا: يا محمد، خذ الكتاب. تضع فاصلة بعد كلمة محمد، ومثل: أي بني، إياك والنميمة. تضع فاصلة بعد كلمة بني،.
الموضع السادس: توضع الفاصلة بعد حرف الجواب إذا وقع في أول الجملة، ووصل بكلام بعده، توضع الفاصلة بعد حرف الجواب بشرط: إذا وقع في أول الكلام، ووصل بكلام بعده، كان تقول مثلا: نعم، إن العلم نور، سائل يسألك: هل العلم نور؟ فتقول: نعم، إذا سكت فضع النقطة، لكن إذا قلت: نعم، إن العلم نور، تضع فاصلة بعد كلمة نعم، ومثلها كلمة لا، وكلمة بلى، كل أدوات أو أحرف الجواب.
العلامة الثانية: الفاصلة المنقوطة، ويسكت القارئ عندها سكتة متوسطة أطول بقليل من سكتة الفاصلة، وتستخدم في موضعين:
الموضع الأول: توضع بين الجملة الطويلة التي يتركب من مجموعها كلام مرتبط في المعنى دون الإعراب؛ وذلك لإمكان أخذ النفس بين الجمل عند قراءتها، ومنع الخلط بين بعضها البعض؛ بسبب تباعدها. فنقول: ليست مشكلة البحث العلمي الآن ندرة الموضوعات الصالحة، أو قلة المراجع والمصادر، أو الإهمال في أداء الخدمة المكتبية، ونقص عدد المراجع بها، وقلة خبرة العاملين فيها؛ إنما المشكلة الحقيقية في الباحث نفسه. قبل كلمة إنما أضع فاصلة منقوطة.
الموضع الثاني: توضع الفاصلة المنقوطة بين جملتين تكون الثانية منهما سببًا في الأولى، أو مسببة عنها، مثل: أقبل على قراءة الشعر الجاهلي؛ لأستمتع بما فيه
من روعة فنية. تأمل، فتضع فاصلة بعد كلمة الجاهلي. ومثل: استحوذ المتنبي بفنه على قلوب الخلفاء؛ فلا غرابة في كثرة حساده. فنضع فاصلة منقوطة بعد كلمة الخلفاء.
العلامة الثالثة: النقطة: ويسكت القارئ عندها سكتة طويلة، ولذلك؛ تسمى: الوقفة، وتوضع في نهاية الجمل التامة المعنى المستقلة عما بعدها، وفي نهاية الفقرة، وعند انتهاء الكلام.
العلامة الرابعة: النقطتان: وتستخدمان في المواضع التالية: بين القول ومقوله لفظًا معنى. قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} (البقرة: 282)، قبل "واتقوا الله" أضع نقطتين.
الموضع الثاني: توضع النقطتان بين الشيء وأقسامه، أقسام الشيء كما ذكرنا يوضع بينها فواصل، لكن الشيء نفسه، وأقسامه توضع النقطتان. نقول: الخلفاء الراشدون أربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي. نضع نقطتين بعد كلمة أربع، وفواصل بعد أبو بكر، وعمر، وعثمان.
الموضع الثالث: قبل الكلام الذي يوضح ما قبله، أو الأمثلة التي تبين قاعدة. نقول مثلًا: في قراءة القرآن الكريم فوائد جمة: يزيد الحسنات، ويحط السيئات، ويطرد الشطيان، إلى آخر هذه الفوائد. قبل كلمة يزيد الحسنات، وبعد كلمة جمة أضع نقطتين؛ للفصل بين الجملتين.
العلامة الخامسة: وهي الشرطة: وتستخدم الشرطة في المواضع التالية: نضعها بين العدد والمعدود إذا وقع في أول الكلام، أو في أول السطر. فتقول مثلًا: شروط الصلاة في بداية السطر: أولا تضع شرطة، ثانيا تضع
شرطة في أول السطر، لكن إذا كان الكلام على سبيل السرد: أولا، وثانيا، وثالثا، فهذا فيه كلام.
الموضع الثاني من مواضع الشرطة: توضع بين ركني الجملة إذا طال الركن الأول. مثل: إن الباحث الجاد الذي يقدر قيمة البحث، ويتسلح بالثقافة والفطنة، ويطلع على مستجدات عصره -لاحظ هذا ركن إلى الآن لم يأت خبر إن، إن الباحث الجاد هذا هو الركن الأول- الذي يقدر قيمة البحث، ويتسلح بالثقافة والفطنة، ويطلع إلى مستجدات عصره -قبل أن أذكر الركن الثاني أضع شرطة- ثم أقول: يحقق نتائج جيدة.
الموضع الثالث من مواضع الشرطة: توضع بين كلمات المسرودة، قد أسرد كلمات، أو جمل متتالية منقطعة عما قبلها، كل كلمة لا علاقة لها بما قبلها، وما بعدها، وكذلك كل جملة ليست هناك صلة بينها، وبين التي تسبقها، أو تلحقها. أقول مثلا، بين معنى الكلمات الآتية: مهيمن- عزيز- مستنفرة. تضع بين كل كلمة وكلمة شرطة، وكذا الجمل لو أنك تسأل عن معنى جمل وهكذا.
الموضع الرابع من مواضع الشرطة: توضع في ابتداء السطر حال المحاورة بقصد فصل الكلام بين المتحاورين، لو عندي حوار كما في المسرحيات مثلا أو في المناظرات، وتأتي في أول السطر وتضع الشرطة هذه اختصارا لاسم الشخصية المتحاورة.
العلامة السادسة: الشرطتان: يوضع بينهما الألفاظ التي ليست من أركان الجملة، أو الكلام عمومًا، كالجمل المعترضة وألفاظ الاحتراز والتفسير، وما أشبه ذلك، توضع بين شرطتين، والبعض يضعها بين قوسين.
العلامة الرابعة: علامة التنصيص: ويوضع بينهما كل كلام منقول بنصه وحرفه -كما أشرنا من قبل- وكذا الكلمات التي قصد لفظها، مثل: تستعمل "مِن" لعدة معان، أضع كلمة من، أو حرف من بين علامتي تنصيص.
العلامة الثامنة: علامة الحذف: وهي عبارة عن ثلاث نقط أو أكثر توضع مكان الكلام المحذوف.
العلامة التاسعة: وهي علامة الاستفهام: وتوضع في نهاية الجمل الاستفهامية إذا ذكرت فيها أداة الاستفهام، أو قدرت.
العلامة العاشرة: علامة التعجب: وتوضع بعد الجمل التي تعبر عن الانفعالات النفسية كالتعجب، والفرح، والدهشة، ونحو ذلك.
هذه هي أهم علامات الترقيم المشهورة، والمواضع التي تستخدم فيها، وإن أولى الناس بمراعاتها الباحث في اللغة والأدب، ومن العيب أن يغفل عنها، كما أنه من العيب أن يغفل عن بقية القواعد الإملائية، وهي موجودة ومتيسرة في الكتب المتخصصة بها، فعليك الرجوع إليها أيها الباحث، والإفادة منها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.