المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌في الدعوة قبل القتال - العتيق مصنف جامع لفتاوى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - جـ ٣٤

[محمد بن مبارك حكيمي]

فهرس الكتاب

- ‌باب منه

- ‌الغزو في البحر

- ‌الغزو في الأشهر الحرم

- ‌جماع ما يوصى به المجاهدون

- ‌ما نهي عن قتله في الغزو

- ‌ما ذكر في التحريق والمثلة

- ‌باب منه

- ‌في تحريق الشجر ومال العدو

- ‌النهي عن قتل الصبر

- ‌باب في حمل الرؤوس

- ‌في قتل الذرية

- ‌ما يتخوف من الحدود في الغزو

- ‌الخدعة في الحرب

- ‌الشعار في الغزو

- ‌ما يحمد من الحماسة في الحرب

- ‌في الدعوة قبل القتال

- ‌باب في الأمان وما يحاذر من الغدر

- ‌في أمان العبد

- ‌في أمان المرأة المسلمة

- ‌الغزو بالنساء

- ‌ما يتّقى من أثقال الدنيا مع الغزو

- ‌من بايع جنوده في القتال

- ‌ما يؤمر به من الصبر والذِّكر عند اللقاء

- ‌الفرار من الزحف وما ذكر في التحيز

- ‌باب منه

- ‌في خير ساعات القتال

- ‌ما جاء في الانغماس في العدو إذا التقى الجمعان

- ‌ما يكره من المخاطرة عند الحصون

- ‌فكاك الأسير والمفاداة

- ‌ما ذكر في الاستعانة بالكافر

- ‌أبواب الغنائم والأنفال

- ‌ما جاء في السلب

- ‌باب في الصفي

- ‌في النفل غير السلب

- ‌ما جاء في الغلول

- ‌ما يجوز من أخذ طعام البطن ويسير المتاع

- ‌باب الكنز واللقطة في أرض الحرب

- ‌جامع العمل في الخمس

- ‌باب المدد لم يدرك الوقعة يقسم لهم

- ‌باب في سهمان الخيل

- ‌المرأة والعبد إذاحضروا الغزو يسهم لهم

- ‌جامع

- ‌الأمر في ما يحرزه الكفار من أموال المسلمين

- ‌العمل في الحرابة

- ‌باب منه

- ‌الأمر في الخوارج

- ‌من قاتل دون ماله وولده

- ‌باب في من شهر السلاح

- ‌الأمر في اقتتال المسلمين وما يستحل منهم

- ‌الأمر في قتال المرتدين

- ‌من أجهز على جرحى المشركين والمرتدين

- ‌الأمر في الجزية على المجوس

- ‌باب منه

- ‌جامع الأمر في الجزية

- ‌صلاة الخوف

- ‌ما جاء في الهجرة

الفصل: ‌في الدعوة قبل القتال

‌في الدعوة قبل القتال

ص: 109

• البخاري [2942] حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه. فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى. فقال: أين علي. فقيل: يشتكي عينيه، فأمر فدعي له، فبصق في عينيه، فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شيء فقال: نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال: على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدى بك رجلٌ واحد خير لك من حمر النعم. اهـ

ص: 110

• ابن أبي شيبة [32632] حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه فقال: إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال، فأيتهن ما أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم: ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فكف عنهم واقبل منهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين، وأن عليهم ما على المهاجرين، وإن أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية، فإن أجابوا فاقبل منهم وكف عنهم، وإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم. اهـ رواه مسلم.

ص: 111

• مسلم [4616] حدثنا يحيى بن يحيى التميمي حدثنا سليم بن أخضر عن ابن عون قال: كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال، قال: فكتب إلي إنما كان ذلك في أول الإسلام، قد أغار رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى سبيهم وأصاب يومئذ. قال يحيى أحسبه قال جويرية أو قال البتة ابنة الحارث وحدثني هذا الحديث عبد الله بن عمر وكان في ذاك الجيش. اهـ

ص: 112

• ابن أبي شيبة [33053] حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال: لما غزا سلمان المشركين من أهل فارس قال: كفوا حتى أدعوهم كما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدعوهم فأتاهم فقال: إني رجل منكم وقد ترون منزلتي من هؤلاء القوم وإنا ندعوكم إلى الإسلام، فإن أسلمتم فلكم مثل ما لنا وعليكم مثل ما علينا، وإن أبيتم فأعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، وإن أبيتم قاتلناكم. قالوا: أما الإسلام فلا نسلم، وأما الجزية فلا نعطيها، وأما القتال فإنا نقاتلكم، قال: فدعاهم لذلك ثلاثة أيام فأبوا عليه فقال للناس: انهدوا إليهم. سعيد بن منصور [2470] حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال: دعوني أدعوهم كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إني مخبركم، أما إن شئتم فأسلموا فلكم ما للمسلمين وعليكم ما على المسلمين، فإن أبيتم فأعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، فإن أبيتم فإنا ننبذ إليكم على سواء (إن الله لا يحب الخائنين) فأبوا إلا أن يقاتلوا، فوثب أصحابه ليقاتلوهم، فنهاهم حتى دعاهم ثلاثة أيام إلى أول ما دعاهم إليه، فأبوا أن يجيبوه، فقاتلوا، ففتح الله على المسلمين. الترمذي [1548] حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن أبي البختري أن جيشا من جيوش المسملين كان أميرهم سلمان الفارسي حاصروا قصرا من قصور فارس فقالوا يا أبا عبد الله ألا ننهد إليهم؟ قال دعوني أدعهم كما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوهم. فأتاهم سلمان فقال لهم إنما أنا رجل منكم فارسي ترون العرب يطيعونني فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا وعليكم مثل الذي علينا وإن أبيتم إلا دينكم تركناكم عليه وأعطونا الجزية عن يد وأنتم صاغرون. قال ورطن إليهم بالفارسية وأنتم غير محمودين، وإن أبيتم نابذناكم على سواء. قالوا: ما نحن بالذي نعطي الجزية ولكنا نقاتلكم.

فقالوا: يا أبا عبد الله ألا ننهد إليهم؟ قال: لا فدعاهم ثلاثة أيام إلى مثل هذا. ثم قال: انهدوا إليهم. قال: فنهدنا إليهم ففتحنا ذلك القصر. أحمد [23785] حدثنا عفان ثنا حماد عن عطاء بن السائب عن أبي البختري أن سلمان حاصر قصرا من قصور فارس فقال لأصحابه: دعوني حتى أفعل ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني امرؤ منكم وإن الله رزقني الإسلام وقد ترون طاعة العرب فإن أنتم أسلمتم وهاجرتم إلينا فأنتم بمنزلتنا يجري عليكم ما يجري علينا، وإن أنتم أسلمتم وأقمتم في دياركم فأنتم بمنزلة الأعراب يجري لكم ما يجري لهم ويجري عليكم ما يجري عليهم فإن أبيتم وأقررتم بالجزية فلكم ما لأهل الجزية وعليكم ما على أهل الجزية عرض عليهم ذلك ثلاثة أيام، ثم قال لأصحابه: انهدوا إليهم، ففتحها. اهـ حسنه الترمذي

(1)

.

(1)

– قال: حديث سلمان حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن السائب، وسمعت محمدا يقول: أبو البختري لم يدرك سلمان، لأنه لم يدرك عليا، وسلمان مات قبل علي.

ص: 113

• ابن أبي شيبة [33062] حدثنا يعلى بن عبيد عن الأجلح عن عمار الدهني عن أبي الطفيل قال: بعث علي معقلا التيمي إلى بني ناجية فقال: إذا أتيت القوم فادعوهم ثلاثا. اهـ فيه ضعف.

ص: 114

• ابن أبي شيبة [33063] حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن عن مطرف عن أبي الجهم أن عليا بعث البراء بن عازب إلى الحرورية فدعاهم ثلاثا. الطحاوي [5111] حدثنا ابن أبي داود قال: ثنا سعيد بن سليمان الواسطي قال: ثنا صالح بن عمر قال أخبرنا مطرف عن أبي الجهم عن البراء أن عليا بعثه إلى أهل النهروان، فدعاهم ثلاثا. البيهقي [17185] أخبرنا أبو الحسن محمد بن يعقوب بن أحمد الفقيه بالطابران أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي حدثنا أبو غسان حدثنا زياد البكائي حدثنا مطرف بن طريف عن سليمان بن الجهم أبي الجهم مولى البراء بن عازب عن البراء بن عازب قال: بعثني علي إلى النهر إلى الخوارج فدعوتهم ثلاثا قبل أن نقاتلهم. اهـ صحيح.

ص: 115

• سعيد بن منصور [2482] حدثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي قال: أقرأني ابن بقيلة صاحب الحيرة كتابا مثل هذا يعني طول الكف: بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فالحمد لله الذي سلب ملككم، ووهن كيدكم، وفرق جمعكم، وفض خدمتكم، فاعتقدوا مني الذمة، وأدوا إلي الجزية، وذكر الرهن بشيء، وإلا والله الذي لا إله إلا هو لآتينكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة. ابن أبي شيبة [33728] حدثنا أبو أسامة قال: أخبرنا مجالد قال: أخبرنا عامر قال: كتب خالد إلى مرازبة فارس وهو بالحيرة ودفعه إلى ابن بقيلة، قال عامر: وأنا قرأته عند ابن بقيلة: بسم الله الرحمن الرحيم: من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس، سلام على من اتبع الهدى، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد أحمد الله الذي فض خدمتكم، وفرق كلمتكم، ووهن بأسكم، وسلب ملككم، فإذا جاءكم كتابي هذا فابعثوا إلي بالرهن، واعتقدوا مني الذمة، وأجيبوا إلي الجزية، فإن لم تفعلوا فوالله الذي لا إله إلا هو لأسيرن إليكم بقوم يحبون الموت كحبكم الحياة، والسلام على من اتبع الهدى. اهـ مجالد ضعيف.

وقال ابن أبي شيبة [33729] حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة عن خالد بن سلمة القرشي عن عامر الشعبي قال: كتب خالد بن الوليد زمن الحيرة إلى مرازبة فارس بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس: سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، الحمد لله الذي فض خدمتكم، وفرق جمعكم، وخالف بين كلمتكم، فإذا جاءكم كتابي هذا، فاعتقدوا مني الذمة، وأجيبوا إلي الجزية، فإن لم تفعلوا أتيتكم بقوم يحبون الموت حبكم الحياة. اهـ ابن أبي زائدة يدلس. وهو مرسل.

وروى عبد الرزاق [9423] عن معمر عن عاصم بن أبي النجود قال: كتب خالد بن الوليد إلى مهران بن زادان وآخر معه قد سماه أما بعد فإني أدعوكم إلى الإسلام فإن أبيتم فإني أدعوكم إلى إعطاء الجزية فإن أبيتم فإن عندي قوما يحبون القتال كما تحب فارس شرب الخمر. اهـ كذا رواه معمر.

وقال ابن سعد [5836] أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا ابن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل أن خالد بن الوليد كتب: بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى رستم ومهران وملاء فارس: سلام على من اتبع الهدى فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد: فإني أعرض عليكم الإسلام فإن أقررتما به فلكما ما لأهل الإسلام وعليكما ما على أهل الإسلام وإن أبيتما فإني أعرض عليكما الجزية فإن أقررتما بالجزية فلكما ما لأهل الجزية وعليكما ما على أهل الجزية وإن أبيتما فإن عندي رجالا يحبون القتال كما تحب فارس الخمر. ابن أبي شيبة [33733] حدثنا عفان قال: ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي وائل أن خالد بن الوليد كتب: بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد إلى رستم ومهران وملأ فارس، سلام على من اتبع الهدى، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإني أعرض عليكم الإسلام، فإن أقررتم به فلكم ما لأهل الإسلام، وعليكم ما على أهل الإسلام، وإن أبيتم فإني أعرض عليكم الجزية، فإن أقررتم بالجزية فلكم ما لأهل الجزية، وعليكم ما على أهل الجزية، وإن أبيتم، فإن عندي رجالا يحبون القتال كما تحب فارس الخمر.

مسدد [4366] حدثنا يحيى عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل قال: كتب خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى مهران ورستم وبلاد فارس: من خالد بن الوليد إلى مهران ورستم سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أعرض عليكما الإسلام، فإن أقررتما بالإسلام فلكما ما للإسلام، وعليكما ما على الإسلام، وإن أبيتما فإني أعرض عليكما الجزية فإن أبيتما، فإن عندي رجالا يحبون القتال كما تحب فارس الخمر. الطبراني [3806] حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ح وحدثنا أحمد بن بشر الطيالسي ثنا علي بن الجعد قالا: ثنا شريك عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل قال: كتب خالد بن الوليد إلى أهل فارس يدعوهم إلى الإسلام: بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى رستم، ومهران، وملإ فارس سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإنا ندعوكم إلى الإسلام، فإن أبيتم فأعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، فإن معي قوما يحبون القتل في سبيل الله كما يحب فارس الخمر، والسلام على من اتبع الهدى. اهـ حسن.

ص: 116

• ابن أبي شيبة [33058] حدثنا وكيع قال: ثنا أبو هلال عن قتادة عن ابن عباس قال: إذا لقيتم العدو فادعوهم. اهـ سند ضعيف.

ص: 117

• عبد الرزاق [9425] عن معمر والثوري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال: كنا ندعو العدو وندع. ابن أبي شيبة [33064] حدثنا إسماعيل ابن علية عن التيمي عن أبي عثمان النهدي أنه قال في دعاء المشركين قبل القتال: كنا ندعوهم وندع. حدثنا وكيع عن سليمان التيمي عن أبي عثمان قال: كنا ندعو وندع. سعيد بن منصور [2485] حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال: كنا ندعو وندع. سعيد بن منصور [2488] حدثنا خالد بن عبد الله عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال: كنا نغزو فندعو وندع. الطحاوي [5099] حدثنا روح بن الفرج قال: ثنا عمرو بن خالد قال: ثنا ابن المبارك عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال: كل ذلك قد كان قد كنا نغزو، فندعو ولا ندعو. وقال حدثنا محمد بن خزيمة قال: ثنا أبو عمر الضرير قال: أخبرنا حماد بن سلمة أن سليمان التيمي أخبرهم عن أبي عثمان النهدي قال: كنا نغزو، فندعو ولا ندعو. اهـ صحيح.

ص: 118

• ابن أبي شيبة [33747] حدثنا عفان قال ثنا أبو عوانة قال ثنا حصين عن أبي وائل قال: جاء سعد بن أبي وقاص حين نزل القادسية ومعه الناس، قال: فما أدري لعلنا أن لا نزيد على سبعة آلاف أو ثمانية آلاف بين ذلك، والمشركون ثلاثون ألفا أو نحو ذلك، معهم الفيول، قال: فلما نزلوا قالوا لنا: ارجعوا وإنا لا نرى لكم عددا، ولا نرى لكم قوة ولا سلاحا، فارجعوا، قال: قلنا: ما نحن براجعين، قال: وجعلوا يضحكون بنبلنا ويقولون: دوك يشبهونها بالمغازل، قال: فلما أبينا عليهم قالوا: ابعثوا إلينا رجلا عاقلا يخبرنا بالذي جاء بكم من بلادكم، فإنا لا نرى لكم عددا ولا عدة، قال: فقال المغيرة بن شعبة: أنا، قال: فعبر إليهم، قال فجلس مع رستم على السرير، قال فنخر ونخروا حين جلس معه على السرير، قال: قال المغيرة: ما زادني في مجلسي هذا ولا نقص صاحبكم، قال: فقال: أخبروني ما جاء بكم من بلادكم، فإني لا أرى لكم عددا ولا عدة، قال: فقال: كنا قوما في شقاء وضلالة فبعث الله فينا نبينا فهدانا الله على يديه ورزقنا على يديه، فكان فيما رزقنا حبة زعموا أنها تنبت بهذه الأرض، فلما أكلنا منها وأطعمنا منها أهلينا قالوا: لا خير لنا حتى تنزلوا هذه البلاد فنأكل هذه الحبة، قال: فقال رستم: إذا نقتلكم، قال: فإن قتلتمونا دخلنا الجنة، وإن قتلناكم دخلتم النار، وإلا أعطيتم الجزية، قال: فلما قال: أعطيتم الجزية. قال: صاحوا ونخروا، وقالوا: لا صلح بيننا وبينكم، قال: فقال المغيرة: أتعبرون إلينا أو نعبر إليكم، قال: فقال رستم: بل نعبر إليكم، قال فاستأخر منه المسلمون حتى عبر منهم من عبر، قال: فحمل عليهم المسلمون فقتلوهم وهزموهم.

قال حصين: كان ملكهم رستم من أهل أذربيجان، قال حصين: وسمعت شيخا منا يقال له عبيد بن جحش: قال: لقد رأيتنا نمشي على ظهور الرجال، نعبر الخندق على ظهور الرجال، ما مسهم سلاح، قد قتل بعضهم بعضا، قال: ووجدنا جرابا فيه كافور، قال: فحسبناه ملحا لا نشك فيه أنه ملح قال: فطبخنا لحما فطرحنا منه فيه، فلما لم نجد له طعما فمر بنا عبادي معه قميص، قال: فقال: يا معشر المعربين، لا تفسدوا طعامكم فإن ملح هذه الأرض لا خير فيه، هل لكم أن أعطيكم فيه هذا القميص؟ قال: فأعطانا به قميصا، فأعطيناه صاحبا لنا فلبسه، قال: فجعلنا نطيف به ونعجب منه، قال: فإذا ثمن القميص حين عرفنا الثياب درهمان.

قال: ولقد رأيتني أشرت إلى رجل وإن عليه لسوارين من ذهب وإن سلاحه تحت في قبر من تلك القبور، وأشرت إليه فخرج إلينا، قال: فما كلمناه حتى ضربنا عنقه، فهزمناهم حتى بلغوا الفرات، قال: فركبنا فطلبناهم فانهزموا حتى انتهوا إلى المدائن، قال: فنزلنا كوثا، قال: ومسلحة للمشركين بدير المسلاخ فأتتهم خيل المسلمين فتقاتلهم، فانهزمت مسلحة المشركين حتى لحقوا بالمدائن، وسار المسلمون حتى نزلوا على شاطئ دجلة، وعبر طائفة من المسلمين من كلواذي من أسفل من المدائن فحصروهم حتى ما يجدون طعاما إلا كلابهم وسنانيرهم، قال: فتحملوا في ليلة حتى أتوا جلولاء، قال: فسار إليهم سعد بالناس وعلى مقدمته هاشم بن عتبة، قال: وهي الوقعة التي كانت، قال: فأهلكهم الله وانطلق فلهم إلى نهاوند، قال: وقال أبو وائل: إن المشركين لما انهزموا من جلولاء أتوا نهاوند، قال: فاستعمل عمر بن الخطاب على أهل الكوفة حذيفة بن اليمان، وعلى أهل البصرة مجاشع بن مسعود السلمي، قال: فأتى عمرو بن معدي كرب فقال له: أعطني فرسي وسلاح مثلي، قال: نعم، أعطيك من مالي، قال: فقال له عمرو بن معدي كرب: والله لقد هاجيناكم وقاتلناكم فما أجبناكم، وسألناكم فما أنجلناكم، قال حصين: وكان النعمان بن مقرن على كسكر، قال فكتب إلى عمر: يا أمير المؤمنين، إن مثلي ومثل كسكر كمثل رجل شاب عند مومسة تلون له وتعطر، وإني أنشدك بالله لما عزلتني عن كسكر، وبعثتني في جيش من جيوش المسلمين، قال: فكتب إليه: سر إلى الناس بنهاوند فأنت عليهم، قال فسار إليهم فالتقوا، فكان أول قتيل، قال: وأخذ سويد بن مقرن الراية ففتح الله لهم وأهلك الله المشركين، فلم يقم لهم جماعة بعد يومئذ، قال: وكان أهل كل مصر يسيرون إلى عدوهم في بلادهم، قال حصين: لما هزم المشركون من المدائن لحقهم بجلولاء ثم رجع وبعث عمار بن ياسر، فسار حتى نزل المدائن، قال: وأراد أن ينزلها بالناس، فاجتواها الناس وكرهوها، فبلغ عمر أن

الناس كرهوها فسأل: هل يصلح بها الإبل، قالوا: لا، لأن بها البعوض، قال: فقال عمر: فإن العرب لا تصلح بأرض لا يصلح بها الإبل، قال: فارجعوا، قال: فلقي سعد عباديا، قال: فقال: أنا أدلكم على أرض ارتفعت من البقة وتطأطأت من السبخة وتوسطت الريف وطعنت في أنف التربة، قال: أرض بين الحيرة والفرات. ورواه ابن أبي خيثمة في التاريخ [4439] حدثنا إسحاق قال حدثنا أبو عوانة عن حصين عن أبي وائل مختصرا. الطبراني [970] حدثنا الحسن بن علي المعمري ثنا عبد الله بن حماد بن نمير ثنا حصين بن عبد الرحمن عن أبي وائل قال: شهدت القادسية فانطلق المغيرة بن شعبة، فلما دنا من سرير رستم وثب، فجلس معه على سريره فنحروا، فقال لهم المغيرة بن شعبة: ما الذي تفزعون من هذا؟ أنا الآن أقوم فأرجع إلى ما كنت عليه، ويرجع صاحبكم إلى ما كان عليه، قالوا: أخبرنا ما جاء بكم؟ قال المغيرة: كنا ضلالا فبعث الله فينا نبيا وهدانا إلى دينه ورزقنا فيما رزقنا حبة تكون في بلادكم هذه، فلما أكلنا منها وأطعمنا أهلنا قالوا: لا صبر لنا حتى تنزلونا هذه البلاد، قالوا: إذا نقتلكم، قال: إن قتلتمونا دخلنا الجنة، وإن قتلناكم دخلتم النار. اهـ صحيح.

وقال ابن سعد [6069] أخبرنا خليفة بن خياط البصري قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا الحجاج يعني الصواف قال: حدثنا معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال المغيرة بن شعبة يوم القادسية لصاحب فارس: كنا نعبد الحجارة والأوثان إذا رأينا حجرا أحسن من حجر ألقيناه وأخذنا غيره، لا نعرف ربا حتى بعث الله فينا نبيا من أنفسنا قد دعانا إلى الإسلام فأجبناه وأمرنا بقتال عدونا ممن ترك الإسلام، وأخبرنا أنه من قتل منا دخل الجنة. الطبراني [861] حدثنا محمد بن محمد الجذوعي القاضي وداود بن محمد بن صالح المروزي وجعفر بن محمد الفريابي قالوا: ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا حجاج الصواف حدثني أبو إياس معاوية بن قرة عن أبيه قرة قال: لما كان أيام القادسية بعث المغيرة بن شعبة إلى صاحب فارس فقال: ابعثوا معي عشرة، قال: فشد عليه ثيابه وأخذ معه جحفة ثم انطلق حتى أتوه، فقال للقوم: ألقوا إلي برنسا فجلس عليه، فقال العلج: إنكم معاشر العرب قد عرفت الذي حملكم على الجيئة إلينا، أنتم قوم لا تجدون في بلادكم من الطعام ما تشبعون منه، فخذوا نعطكم من الطعام حاجتكم، فإنا قوم مجوس وإنا نكره قتلكم، إنكم تتحسون علينا أرضنا، فقال المغيرة: والله ما ذاك جاء بنا، ولكنا كنا قوما نعبد الحجارة والأوثان، فإذا رأينا حجرا أحسن من حجر ألقيناه وأخذنا غيره، ولا نعرف ربا حتى بعث الله إلينا رسولا من أنفسنا، فدعانا إلى الإسلام فاتبعناه، وأمرنا بقتال عدونا ممن ترك الإسلام، ولم نجئ للطعام ولكن جئنا نقتل مقاتلتكم ونسبي ذراريكم، فأما ما ذكرت من الطعام، فإنا كنا لعمري لا نجد من الطعام ما نشبع به، وربما لم نجد ريا من الماء أحيانا، فجئنا إلى أرضكم هذه فوجدنا فيها طعاما كثيرا، فلا والله لا نبرحها حتى تكون لنا أو لكم، قال العلج بالفارسية: صدق، وأنت تفقأ عينك غدا بالقادسية، ففقئت عينه من الغد، أصابته نشابة. اهـ صحيح.

وقال الطبراني [1049] حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا مبارك بن فضالة ثنا زياد بن جبير بن حية حدثني أبي قال: أرسل إليهم بندادقان العلج أن أرسلوا، يا معشر العرب برجل منكم نكلمه، فاختار الناس المغيرة بن شعبة، قال أبي: فكأني أنظر إليه طويل الشعر أعور، فأتاه فلما رجع إلينا سألناه ما قال له؟ فقال: لما حمدت الله وأثنيت عليه وقلت: إن كنا لأبعد الناس دارا، وأشد الناس جوعا، وأعظم الناس شقاء، وأبعد الناس من كل خير حتى بعث الله إلينا رسولا، فوعدنا النصر في الدنيا، والجنة في الآخرة، فلم نزل نعرف من ربنا منذ جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفلاح والنصر حتى أتيناكم. اهـ رواه ابن حبان وغيره. تقدم.

ص: 119

• ابن سعد [4989] أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا سليمان بن مسلم اليشكري قال: حدثني خالي بشير بن أبي أمية عن أبيه أن الأشعري نزل بأصبهان، فعرض عليهم الإسلام، فأبوا، فعرض عليهم الجزية، فصالحوه على ذلك، فباتوا على صلح حتى إذا أصبحوا أصبحوا على غدر، فبارزهم القتال، فلم يكن أسرع من أن أظهره الله عليهم. اهـ سند ضعيف.

ص: 120