الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جماع ما يوصى به المجاهدون
• مسلم [4619] حدثني عبد الله بن هاشم واللفظ له حدثني عبد الرحمن يعني ابن مهدي حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال: اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا و لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجرى على المؤمنين ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فسلهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم. وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك فإنكم أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله. وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا. قال عبد الرحمن: هذا أو نحوه وزاد إسحاق في آخر حديثه عن يحيى بن آدم قال فذكرت هذا الحديث لمقاتل بن حيان قال يحيى يعني أن علقمة يقوله لابن حيان فقال حدثني مسلم بن هيصم عن النعمان بن مقرن عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. اهـ
• مالك [965] عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق بعث جيوشا إلى الشام فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان وكان أمير ربع من تلك الأرباع فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر إما أن تركب وإما أن أنزل، فقال أبو بكر: ما أنت بنازل وما أنا براكب إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله. ثم قال له: إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له، وستجد قوما فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف. وإني موصيك بعشر لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة ولا تحرقن نخلا ولا تفرقنه ولا تغلل ولا تجبن. عبد الرزاق [9375] عن ابن جريج قال أخبرني يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق بعث الجيوش إلى الشام وبعث أمراء ثم بعث يزيد بن أبي سفيان فقال له وهو يمشي إما أن تركب وإما أن أنزل قال أبو بكر رضوان الله عليه ما أنا براكب وما أنت بنازل إني احتسبت خطاي في سبيل الله ويزيد يومئذ على ربع من الأرباع قال إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله فدعهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له وستجد قوما قد فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر وتركوا منها أمثال العصائب فاضربوا ما فحصوا عنه بالسيف. وإني موصيك بعشر لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا ولا تعقرن نخلا ولا تحرقنها ولا تجبن ولا تغلل. الذين فحصوا عن رؤوسهم الشمامسة واللذين حبسوا أنفسهم الذين في الصوامع. وقال عن الثوري عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر شيع يزيد بن أبي سفيان ثم ذكر نحو حديث ابن جريج. ابن سعد [6704] أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا ابن عيينة عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر شيع يزيد بن أبي سفيان حين بعثه إلى الشام.
الطبراني [607] حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري أن أبا بكر لما بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام خرج يمشي معه فقال له يزيد: إما أن تركب، وإما أن أنزل، فقال: ما أنا براكب، وما أنت بنازل إني أحتسب خطاي. اهـ كذا، والذي وجدت في المصنف عن ابن فضيل. ابن أبي شيبة [33121] حدثنا محمد بن فضيل عن يحيى بن سعيد قال: حدثت أن أبا بكر بعث جيوشا إلى الشام فخرج يتبع يزيد بن أبي سفيان فقال: إني أوصيك بعشر: لا تقتلن صبيا، ولا امرأة، ولا كبيرا هرما، ولا تقطعن شجرا مثمرا، ولا تخربن عامرا، ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة، ولا تغرقن نخلا، ولا تحرقنه، ولا تغلل، ولا تجبن. اهـ
ورواه الحاكم [4470] من طريق عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر الصديق لما بعث الجيوش نحو الشام يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة مشى معهم حتى بلغ ثنية الوداع فقالوا: يا خليفة رسول الله تمشي ونحن ركبان. اهـ اختصره الحاكم وصححه. ورواه البيهقي [18125] من طريق أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر رضي الله عنه لما بعث الجنود نحو الشام يزيد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وشرحبيل ابن حسنة، قال: لما ركبوا مشى أبو بكر مع أمراء جنوده يودعهم حتى بلغ ثنية الوداع، فقالوا: يا خليفة رسول الله، أتمشي ونحن ركبان؟ فقال: إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله.
ثم جعل يوصيهم، فقال: أوصيكم بتقوى الله، اغزوا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله، فإن الله ناصر دينه، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تجبنوا، ولا تفسدوا في الأرض، ولا تعصوا ما تؤمرون، فإذا لقيتم العدو من المشركين إن شاء الله فادعوهم إلى ثلاث خصال، فإن هم أجابوك فاقبلوا منهم وكفوا عنهم، ادعوهم إلى الإسلام، فإن هم أجابوك فاقبلوا منهم وكفوا عنهم، ثم ادعوهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، فإن هم فعلوا فأخبروهم أن لهم مثل ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، وإن هم دخلوا في الإسلام واختاروا دارهم على دار المهاجرين فأخبروهم أنهم كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي فرض على المؤمنين، وليس لهم في الفيء والغنائم شيء حتى يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا أن يدخلوا في الإسلام فادعوهم إلى الجزية، فإن هم فعلوا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم، وإن هم أبوا فاستعينوا بالله عليهم فقاتلوهم إن شاء الله، ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنها، ولا تعقروا بهيمة، ولا شجرة تثمر، ولا تهدموا بيعة، ولا تقتلوا الولدان ولا الشيوخ ولا النساء، وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له، وستجدون آخرين اتخذ الشيطان في رءوسهم أفحاصا، فإذا وجدتم أولئك فاضربوا أعناقهم إن شاء الله
(1)
اهـ كذا رواه يونس، خالفه معمر.
قال عبد الرزاق [9377] عن معمر عن الزهري قال: كان أبو بكر إذا بعث جيوشه إلى الشام قال: إنكم ستجدون قوما قد فحصوا عن رؤوسهم بالسيوف وستجدون قوما قد حبسوا أنفسهم في الصوامع فذرهم بخطاياهم. اهـ هذا أصح.
ورواه البيهقي [18150] من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني صالح بن كيسان قال: لما بعث أبو بكر رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان إلى الشام على ربع من الأرباع، خرج أبو بكر معه يوصيه، ويزيد راكب وأبو بكر يمشي، فقال يزيد: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إما أن تركب وإما أن أنزل. فقال: ما أنت بنازل وما أنا براكب، إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله، يا يزيد إنكم ستقدمون بلادا تؤتون فيها بأصناف من الطعام، فسموا الله على أولها، واحمدوه على آخرها، وإنكم ستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم في هذه الصوامع فاتركوهم وما حبسوا له أنفسهم، وستجدون أقواما قد اتخذ الشيطان على رءوسهم مقاعد - يعني الشمامسة - فاضربوا تلك الأعناق، ولا تقتلوا كبيرا هرما، ولا امرأة، ولا وليدا، ولا تخربوا عمرانا، ولا تقطعوا شجرة إلا لنفع، ولا تعقرن بهيمة إلا لنفع، ولا تحرقن نخلا، ولا تغرقنه، ولا تغدر، ولا تمثل، ولا تجبن، ولا تغلل، (وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز) أستودعك الله وأقرئك السلام. ثم انصرف. اهـ
ورواه عبد الرزاق [9378] عن معمر عن أبي عمران الجوني أن أبا بكر بعث يزيد بن أبي سفيان ثم ذكر نحو حديث معمر عن الزهري. البيهقي [18152] من طريق الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن أبي عمران الجوني أن أبا بكر بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام، فمشى معه يشيعه، قال يزيد بن أبي سفيان: إني أكره أن تكون ماشيا وأنا راكب. قال: فقال: إنك خرجت غازيا في سبيل الله، وإني أحتسب في مشيي هذا معك. ثم أوصاه، فقال: لا تقتلوا صبيا، ولا امرأة، ولا شيخا كبيرا، ولا مريضا، ولا راهبا، ولا تقطعوا مثمرا، ولا تخربوا عامرا، ولا تذبحوا بعيرا ولا بقرة إلا لمأكل، ولا تغرقوا نخلا، ولا تحرقوه. اهـ
وقال سعيد بن منصور [2383] حدثنا عبد الله بن وهب قال: أنا عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن عبد الله بن عبيدة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما أمر على الأجناد: يزيد بن أبي سفيان على جند، وعمرو بن العاص على جند، وشرحبيل ابن حسنة على جند، وأمر خالد بن الوليد على جند، ثم جعل يزيد على الجماعة، وخرج معه يشيعه ويوصيه، ويزيد راكب، وأبو بكر يمشي إلى جنبه، فقال يزيد: يا خليفة رسول الله إما أن تركب، وإما أن أنزل وأمشي معك، فقال: إني لست براكب، ولست بتاركك أن تنزل، إني أحتسب هذا الخطو في سبيل الله، يا يزيد إنكم ستقدمون أرضا يقدم إليكم فيها ألوان الأطعمة، فسموا الله إذا أكلتم، واحمدوه إذا فرغتم، يا يزيد، إنكم ستلقون قوما قد فحصوا أوساط رءوسهم فهي كالعصائب، ففلقوا هامهم بالسيوف، وستمرون على قوم في صوامع لهم، احتبسوا أنفسهم فيها، فدعهم حتى يميتهم الله فيها على ضلالتهم، يا يزيد لا تقتل صبيا، ولا امرأة، ولا صغيرا، ولا تخربن عامرا، ولا تعقرن شجرا مثمرا، ولا دابة عجماء، ولا بقرة، ولا شاة إلا لمأكلة، ولا تحرقن نخلا، ولا تغرقنه، ولا تغلل، ولا تجبن. اهـ ابن عبيدة أظنه الربذي أخا موسى.
ورواه البيهقي [18149] من طريق عبد الوهاب بن عطاء أنبأ روح بن القاسم عن يزيد بن أبي مالك الشامي قال: جهز أبو بكر الصديق يزيد بن أبي سفيان بعثة إلى الشام أميرا فمشى معه. وذكر الحديث بمعناه. اهـ هذه مراسيل حسان
(2)
.
وقال ابن أبي شيبة [33134] حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج بن أرطاة عن عبد الرحمن بن زيد بن جدعان عن يحيى بن أبي مطيع أن أبا بكر الصديق بعث جيشا فقال: اغزوا بسم الله اللهم اجعل وفاتهم شهادة في سبيلك، ثم إنكم تأتون قوما في صوامع لهم، فدعوهم وما أعملوا أنفسهم له، وتأتون إلى قوم قد فحصوا عن أوساط رءوسهم، أمثال العصب فاضربوا ما فحصوا عنه من أوساط رءوسهم. اهـ كذا وجدته، ولم أتبين من فوق حجاج، وليس هو بالقوي.
وقال أحمد بن علي المروزي في مسند الصديق [21] حدثنا أبو نصر التمار قال: أخبرنا كوثر عن نافع عن ابن عمر أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام، فمشى معه نحوا من ميلين، فقيل: يا خليفة رسول الله لو انصرفت، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله عن النار. قال: ثم بدا له في الانصراف إلى المدينة، فقام في الجيش فقال: أوصيكم بتقوى الله لا تعصوا، ولا تغلوا، ولا تجبنوا، ولا تغرقوا نخلا، ولا تحرقوا زرعا، ولا تحبسوا بهيمة، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تقتلوا شيخا كبيرا، ولا صبيا صغيرا، وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم للذي حبسوها فذروهم وما حبسوا أنفسهم له، وستجدون أقواما قد اتخذت الشياطين أوساط رءوسهم أفحاصا فاضربوا أعناقهم، وستردون بلدا يغدو عليكم ويروح فيه الطعام والألوان، فلا يأتينكم لون إلا ذكرتم اسم الله عليه، ولا يرفع لون إلا حمدتم الله عز وجل. ثم قال أيضا: بلغنا أن الله تبارك وتعالى يأمر يوم القيامة مناديا فينادي: ألا من كان له عند الله عز وجل شيء فليقم، فيقوم أهل العفو فيكافئهم الله عز وجل بما كان من عفوهم عن الناس. اهـ ورواه أبو القاسم البغوي عن أبي نصر عن كوثر بن حكيم وهو متروك.
(1)
- قال عبد الله في العلل لأبيه [4757] قال أبي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد المسيب أن أبا بكر لما بعث الجنود إلى نحو الشام يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة مشى أبو بكر مع أمراء جنوده يودعهم فذكر الحديث بطوله. قال أبي هذا حديث منكر ما أظن من هذا شيئا هذا كلام أهل الشام. أنكره أبي على يونس من حديث الزهري كأنه عنده من حديث يونس عن غير الزهري. اهـ
(2)
- قال أبو عبيد في الغريب [3/ 231] في حديث أبي بكر أنه قال في وصيته ليزيد بن أبي سفيان حين وجهه إلى الشام: إنك ستجد قوما قد فحصوا رؤسهم فاضرب بالسيف ما فحصوا عنه وستجد قوما في الصوامع فدعهم وما أعملوا أنفسهم له. أما قوله: قد فحصوا رؤسهم فاضرب بالسيف ما فحصوا عنه فهم الشمامسة الذين قد حلقوا رؤسهم. وأما أصحاب الصوامع فإنه يعني الرهبان. ويروى أنه إنما نهى عن قتلهم لأنه لا يسمعون كلام الناس ولا يعرفون أخبارهم ولا يدلون المشركين على عورة المسلمين ولا يخبرونهم بدخولهم أرضهم فلذلك نهي عن قتلهم، ولو كانوا يعينون على الإسلام وأهله بشيء ما نهى عن قتلهم. اهـ وروى البيهقي [18151] من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير وقال لي: هل تدري لم فرق أبو بكر وأمر بقتل الشمامسة، ونهى عن قتل الرهبان؟ فقلت: لا أراه إلا لحبس هؤلاء أنفسهم. فقال: أجل، ولكن الشمامسة يلقون القتال فيقاتلون دون الرهبان، وإن الرهبان دأبهم أن لا يقاتلوا، وقد قال الله عز وجل (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم).اهـ
• سعيد بن منصور [2635] حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يقتل الشمامسة من العدو ويقول: لأن أقتل رجلا منهم أحب إلي من أن أقتل سبعين من غيرهم، وذلك بأن الله عز وجل يقول (فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم).اهـ مرسل حسن.
• البخاري [4032] حدثني إسحاق أخبرنا حبان أخبرنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير قال: ولها يقول حسان بن ثابت: وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير. قال: فأجابه أبو سفيان بن الحارث: أدام الله ذلك من صنيع وحرق في نواحيها السعير، ستعلم أينا منها بنزه وتعلم أي أرضينا تضير. اهـ
• سعيد بن منصور [2384] حدثنا عبد الله بن وهب قال: نا عمرو بن الحارث عن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم مولى عبد الرحمن أنه قال: استأذن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغزو فأذن له فقال: إن لقيت فلا تجبن، وإن قدرت فلا تغلل ولا تحرقن نخلا ولا تعقرها ولا تقطع شجرة مطعمة ولا تقتل بهيمة ليست لك فيها حاجة، واتق أذى المؤمن. اهـ القاسم أبو عبد الرحمن مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية. مرسل شامي جيد. رواه أبو داود في المراسيل.
وقال أبو داود في المراسيل [315] حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى أخبرنا أبو إسحاق عن يزيد بن السمط عن النعمان عن مكحول قال: أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة ثم قال: إذا غزوت فلقيت العدو فلا تجبن، ووجدت فلا تغلل، ولا تؤذين مؤمنا، ولا تعص ذا أمر، ولا تحرق نخلا، ولا تغرقه، قال: فكان أبو هريرة يخبر بهن الناس. اهـ أبو إسحاق هو الفزاري. مرسل شامي جيد.
• سعيد بن منصور [2476] حدثنا شهاب بن خراش بن حوشب عن الحجاج بن دينار عن منصور بن المعتمر قال حدثني شقيق بن سلمة الأسدي عن الرسول الذي جرى بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسلمة بن قيس الأشجعي قال: ندب عمر بن الخطاب الناس مع سلمة بن قيس الأشجعي بالحرة إلى بعض أهل فارس، وقال: انطلقوا بسم الله، وفي سبيل الله، تقاتلون من كفر بالله، لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا امرأة، ولا صبيا، ولا شيخا هرما، وإذا انتهيت إلى القوم فادعهم إلى الإسلام والجهاد، فإن قبلوا فهم منكم، فلهم ما لكم، وعليهم ما عليكم، وإن أبوا فادعهم إلى الإسلام بلا جهاد، فإن قبلوا فاقبل منهم، وأعلمهم أنه لا نصيب لهم في الفيء، فإن أبوا فادعهم إلى الجزية، فإن قبلوا فضع عنهم بقدر طاقتهم، وضع فيهم جيشا يقاتل من وراءهم، وخلهم وما وضعت عليهم، فإن أبوا فقاتلهم، فإن دعوكم إلى أن تعطوهم ذمة الله وذمة محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعطوهم ذمة الله ولا ذمة محمد، ولكن أعطوهم ذمم أنفسكم، ثم قولوا لهم، فإن أبوا عليكم فقاتلهم، فإن الله ناصركم عليهم.
فلما قدمنا البلاد دعوناهم إلى كل ما أمرنا به، فأبوا، فلما مسهم الحصر نادونا: أعطونا ذمة الله وذمة محمد، فقلنا: لا، ولكنا نعطيكم ذمم أنفسنا، ثم نفي لكم، فأبوا، فقاتلناهم، فأصيب رجل من المسلمين، ثم إن الله فتح علينا، فملأ المسلمون أيديهم من متاع ورقيق ورقة ما شاءوا، ثم إن سلمة بن قيس أمير القوم دخل، فجعل يتخطى بيوت نارهم، فإذا بسفطين معلقين بأعلى البيت، فقال: ما هذان السفطان؟ فقالوا: أشياء كانت تعظم بها الملوك بيوت نارهم، فقال: أهبطوهما إلي، فإذا عليهما طوابع الملوك بعد الملوك قال: ما أحسبهم طبعوا إلا على أمر نفيس، علي بالمسلمين، فلما جاءوا أخبرهم خبر السفطين، فقال: أردت أن أفضهما بمحضر منكم، ففضهما، فإذا هما مملوءان بما لم ير مثله أو قال: لم أر مثله، فأقبل بوجهه على المسلمين، فقال: يا معشر المسلمين، قد علمتم ما أبلاكم الله في وجهكم هذا، فهل لكم أن تطيبوا بهذين السفطين أنفسا لأمير المؤمنين لحوائجه وأموره وما ينتابه، فأجابوه بصوت رجل واحد: إنا نشهد الله أنا قد فعلنا، وطابت أنفسنا لأمير المؤمنين، فدعاني فقال: قد عهدت أمير المؤمنين يوم الحرة، وما أوصانا، وما اتبعنا من وصيته وأمر السفطين، وطيب أنفس المسلمين له بهما، فأت بهما إلى أمير المؤمنين واصدقه الخبر، ثم ارجع إلي بما يقول لك، فقلت: ما لي بد من صاحب، فقال: خذ بيد من أحببت.
فأخذت بيد رجل من القوم، فانطلقنا بالسفطين نهزهما حتى قدمنا بهما المدينة، فأجلست صاحبي مع السفطين، وانطلقت أطلب أمير المؤمنين عمر، فإذا به يغدي الناس وهو يتوكأ على عكاز وهو يقول: يا يرفأ، ضع هاهنا، يا يرفأ، ضع هاهنا، فجلست في عرض القوم لا آكل شيئا فمر بي، فقال: ألا تصيب من الطعام؟ فقلت: لا حاجة لي به، فرأى الناس وهو قائم عليهم يدور فيهم، فقال: يا يرفأ، خذ خونك وقصاعك، ثم أدبر واتبعته، فجعل يتخلل طريق المدينة حتى انتهى إلى دار قوراء عظيمة، فدخلها، فدخلت في إثره، ثم انتهى إلى حجرة من الدار فدخلها، فقمت مليا حتى ظننت أن أمير المؤمنين قد تمكن في مجلسه، فقلت: السلام عليك، فقال: وعليك، فادخل، فدخلت، فإذا هو جالس على وسادة مرتفقا أخرى، فلما رآني نبذ إلي التي كان مرتفقا، فجلست عليها، فإذا هي تغرزني، فإذا حشوها ليف، قال: يا جارية، أطعمينا، فجاءت بقصعة فيها قدر من خبز يابس، فصب عليها زيتا، ما فيه ملح ولا خل، فقال: أما إنها لو كانت راضية أطعمتنا أطيب من هذا، فقال لي: ادن، فدنوت، قال: فذهبت أتناول منها قدرة، فلا والله إن استطعت أن أجيزها، فجعلت ألوكها مرة من ذا الجانب، ومرة من ذا الجانب، فلم أقدر على أن أسيغها، وأكل أحسن الناس إكلة، إن يتعلق له طعام بثوب أو شعر، حتى رأيته يلطع جوانب القصعة، ثم قال: يا جارية، اسقينا، فجاءت بسويق سلت، فقال: أعطيه، فناولتنيه، فجعلت إذا أنا حركته ثارت له قشار، وإن أنا تركته تند، فلما رآني قد بشعت ضحك، فقال: ما لك أرنيه إن شئت، فناولته، فشرب حتى وضع على جبهته هكذا ثم قال: الحمد لله الذي أطعمنا فأشبعنا، وسقانا فأروانا، وجعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فقلت: قد أكل أمير المؤمنين فشبع، وشرب فروي، حاجتي جعلني الله فداك - قال شقيق: وكان في حديث الرسول إياي ثلاثة أيمان، هذا في موضع منها ما قال: لله أبوك فمن أنت؟ قلت: رسول سلمة بن قيس قال: فتالله، لكأنما
خرجت من بطنه تحننا علي، وحبا لخبري عمن جئت من عنده، وجعل يقول وهو يزحف إلي: إيها لله أبوك، كيف تركت سلمة بن قيس؟ كيف المسلمون؟ ما صنعتم؟ كيف حالكم؟ قلت: ما تحب يا أمير المؤمنين، فاقتصصت عليه الخبر إلى أنهم ناصبونا القتال، فأصيب رجل من المسلمين، فاسترجع وبلغ منه ما شاء الله، وترحم على الرجل طويلا، قلت: ثم إن الله فتح علينا يا أمير المؤمنين فتحا عظيما فملأ المسلمون أيديهم من متاع ورقيق ورقة ما شاءوا قال، ويحك كيف اللحم بها؟ فإنها شجرة العرب، ولا تصلح العرب إلا بشجرتها، قلت: الشاة بدرهمين، ثم قال: الله أكبر، ثم قال: ويحك هل أصيب من المسلمين رجل آخر؟ قال: جئت إلى ذكر السفطين، فأخبرته خبرهما، فحلف الرسول عندها يمينا أخرى، الله الذي لا إله إلا هو لكأنما أرسلت عليه الأفاعي والأساود والأراقم أن وثب كمكان تيك، ثم أقبل علي بوجهه آخذا بحقوته فقال: لله أبوك وعلام يكونان لعمر؟ والله ليستقبلن المسلمون الظمأ والجوع والخوف في نحور العدو، وعمر يغدو من أهله ويروح إليهم يتبع أفياء المدينة، ارجع بما جئت به فلا حاجة لي فيه، فقلت: يا أمير المؤمنين، إنه أبدع بي وبصاحبي فاحملنا قال: لا، ولا كرامة للآخر ما جئت بما أسر بعه فأحملك، قلت: يا لعباد الله أيترك رجل بين أرضين؟ قال: أما لولا قلتها يا يرفأ انطلق به فاحمله وصاحبه على ناقتين ظهريين من إبل الصدقة، ثم انخس بهما حتى تخرجهما من الحرة، ثم التفت إلي فقال: أما لئن شتا المسلمون في مشاتيهم قبل أن يقسما بينهم لأعذرن منك ومن صويحبك، ثم قال: إذا انتهيت إلى البلاد فانظر أحوج من ترى من المسلمين فادفع إليه الناقتين، فأتيناه فأخبرناه الخبر، فقال: ادع لي المسلمين، فلما جاءوا قال: إن أمير المؤمنين قد وفركم بسفطيكم، ورآكم أحق بهما منه، فاقتسموا على بركة الله، فقالوا: أصلحك الله أيها الأمير إنه ينبغي لهما بصر وتقويم وقسمة فقال: والله لا تبرحون وأنتم تطلبونني
منها بحجر، فعد القوم وعد الحجارة فربما طرحوا إلى الرجل الحجرين، وفلقوا الحجر بين اثنين.
(1)
اهـ صحح إسناده ابن حجر في التهذيب. لكن الرسول مبهم. إلا أن مثله لا يكون إلا ثقة. والله أعلم.
وقال سعيد بن منصور [2478] حدثنا سويد بن عبد العزيز قال نا حصين عن أبي وائل قال: كان السائب بن الأقرع عاملا لعمر بن الخطاب على بعض خوخا فأتي بذهب وجد مدفونا فقال: ما أرى فيه حقا إلا لأمير المؤمنين، ما هو فيء ولا جزية، ولا صدقة، ثم دعا الناس فاستشارهم فبعث به إلى عمر، فجاء به رسوله، فقال عمر للرسول: ما هذا الذي أتيتني به؟ ما أتيتني بما يعجبني، قلت: يا أمير المؤمنين بعيري اعتل علي فاحملني، فقال: لولا أنك رسول ما حملتك، فكتب إلى أهل المياه: أن أحمل من ماء إلى ماء، وكتب إلى السائب بن الأقرع: أن أقبل، قال: فأقبلت، حتى دخلت على عمر بن الخطاب، فإذا بين يديه جفنة فيها خبز غليظ، وكسور من بعير أعجف، فقال لي: كل، فأكلت قليلا، ثم لم أستطع أن آكل، فقال: كل فليس بدرمك العراق الذي تأكل أنت وأصحابك، ثم قال: انظر من بالباب؟ فقالوا: رعاة الغنم، قال: السودان؟ قالوا: نعم قال: ادعوهم، فجعلوا يأكلون معه حتى إني لأنظر إليهم يلطعون الجفنة بأصابعهم، ثم قال: فدخل، فلم يذكر لي شيئا، فأتيت منزلي، فلما خرج إلى الناس دخلت عليه، فقال: ما هذا الذي أرسلت به إلي؟ فقلت: وجدناه مالا مدفونا، قلت: ليس بفيء، ولا جزية، ولا بصدقة، فقلت: ليس لأحد فيه حق غير أمير المؤمنين، فقال: لا أبا لك، وما جعلني أحق به، وأنا بالمدينة وهم في نحور العدو، قلت: يا أمير المؤمنين طيبت ذلك، فقال: أتعرف خاتم رسولك، ففتحته، فإذا فيه شيء عجيب، فقال: فإني أعزم عليك إلا ذهبت به إلى الكوفة فقسمته. فقال أبو وائل: فرأيت السائب يخرج قطع الذهب حتى يعطي الرجل. اهـ الأول أقوى.
(1)
- رواه أبو سليمان الخطابي في غريب الحديث [2/ 98] من طريق سعيد بن منصور، ثم قال: قوله نهز بهما أي نسرع ونحمل على الإبل في السير وأصل الوهز شدة الوطء ورواه بعضهم نهز بهما أي نحرك بهما من الهز. والقشار القشر. وقوله نثد لا أدري ما هو وأراه رثد أي اجتمع في قعر القدح وصار بعضه فوق بعض. يقال: رثدت الشيء إذا نضدته والاسم منه الرثد مثل النضد
…
ويجوز أن يكون نثد من النثط والدال تبدل طاء لقرب مخرجهما وقال أعرابي لرجل: ما أبعط طارك يريد ما أبعد دارك. وقال ابن الأعرابي والنثط التثقيل ويروي عن كعب أنه قال: نثطت الأرض بالآكام أي ثقلت بها. وقوله ناقتين ظهيرتين أي قويتين يقال: بعير ظهير أي قوي الظهر وناقة ظهيرة والفعل منه ظهر ظهارة والأساود الحيات جمع أسود سالخ. اهـ مختصرا.
• ابن أبي شيبة [33799] حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الصلت وأبي مدافع قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب ونحن مع النعمان بن مقرن: إذا لقيتم العدو فلا تفروا، وإذا غنمتم فلا تغلوا. فلما لقينا العدو قال النعمان للناس: لا تواقعوهم، وذلك يوم الجمعة، حتى يصعد أمير المؤمنين المنبر يستنصر، قال: ثم واقعناهم فانقض النعمان وقال: سجوني ثوبا وأقبلوا على عدوكم ولا أهولنكم، قال: ففتح الله علينا، قال: وأتى عمر الخبر أنه أصيب النعمان وفلان وفلان، ورجال لا نعرفهم يا أمير المؤمنين، قال: لكن الله يعرفهم. اهـ كذا. وقال سعيد بن منصور [2386] حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي الصلت وأبي المسافع قالا: كتب إلينا عمر ونحن بنهاوند أقيموا الصلاة لوقتها، وإذا لقيتم فلا تفروا، وإذا غنمتم فلا تغلوا. وقال ابن أبي شيبة [33800] حدثنا غندر عن شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يقول: سمعت أبا مالك وأبا مسافع من مزينة يحدثان أن كتاب عمر أتاهم مع النعمان بن مقرن بنهاوند: أما بعد فصلوا الصلاة لوقتها، وإذا لقيتم العدو، فلا تفروا، وإذا ظفرتم فلا تغلوا. اهـ هذا أصح، وأبو مسافع وأبو مالك مجهولان.
وقال ابن قتيبة في عيون الأخبار [1/ 185] حدّثنا القاسم بن الحسن عن الحسن بن الربيع عن ابن المبارك عن حيوة بن شريح قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا بعث أمراء الجيوش أوصاهم بتقوى الله العظيم، ثم قال عند عقد الألوية: بسم الله وعلى عون الله وامضوا بتأييد الله بالنصر وبلزوم الحق والصبر، فقاتلوا في سبيل الله من كفر بالله ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين. لا تجبنوا عند اللقاء ولا تمثّلوا عند القدرة ولا تسرفوا عند الظهور ولا تقتلوا هرما ولا امرأة ولا وليدا. وتوقّوا قتلهم إذا التقى الزّحفان وعند حمّة النّهضات وفي شنّ الغارات. ولا تغلّوا عند الغنائم ونزّهوا الجهاد عن عرض الدنيا وابشروا بالرّباح في البيع الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. اهـ القاسم بن الحسن أظنه الصائغ، ثقة. وهو مرسل.
• سعيد بن منصور [2634] حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة أنه قال: لم نر الجيوش يهيجون الرهبان الذين على الأعمدة، ولم نزل ننهى عن قتلهم إلا أن يقاتلوا. اهـ صحيح.
يأتي من هذا الباب في النهي عن المثلة.