المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأمر في الخوارج - العتيق مصنف جامع لفتاوى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - جـ ٣٤

[محمد بن مبارك حكيمي]

فهرس الكتاب

- ‌باب منه

- ‌الغزو في البحر

- ‌الغزو في الأشهر الحرم

- ‌جماع ما يوصى به المجاهدون

- ‌ما نهي عن قتله في الغزو

- ‌ما ذكر في التحريق والمثلة

- ‌باب منه

- ‌في تحريق الشجر ومال العدو

- ‌النهي عن قتل الصبر

- ‌باب في حمل الرؤوس

- ‌في قتل الذرية

- ‌ما يتخوف من الحدود في الغزو

- ‌الخدعة في الحرب

- ‌الشعار في الغزو

- ‌ما يحمد من الحماسة في الحرب

- ‌في الدعوة قبل القتال

- ‌باب في الأمان وما يحاذر من الغدر

- ‌في أمان العبد

- ‌في أمان المرأة المسلمة

- ‌الغزو بالنساء

- ‌ما يتّقى من أثقال الدنيا مع الغزو

- ‌من بايع جنوده في القتال

- ‌ما يؤمر به من الصبر والذِّكر عند اللقاء

- ‌الفرار من الزحف وما ذكر في التحيز

- ‌باب منه

- ‌في خير ساعات القتال

- ‌ما جاء في الانغماس في العدو إذا التقى الجمعان

- ‌ما يكره من المخاطرة عند الحصون

- ‌فكاك الأسير والمفاداة

- ‌ما ذكر في الاستعانة بالكافر

- ‌أبواب الغنائم والأنفال

- ‌ما جاء في السلب

- ‌باب في الصفي

- ‌في النفل غير السلب

- ‌ما جاء في الغلول

- ‌ما يجوز من أخذ طعام البطن ويسير المتاع

- ‌باب الكنز واللقطة في أرض الحرب

- ‌جامع العمل في الخمس

- ‌باب المدد لم يدرك الوقعة يقسم لهم

- ‌باب في سهمان الخيل

- ‌المرأة والعبد إذاحضروا الغزو يسهم لهم

- ‌جامع

- ‌الأمر في ما يحرزه الكفار من أموال المسلمين

- ‌العمل في الحرابة

- ‌باب منه

- ‌الأمر في الخوارج

- ‌من قاتل دون ماله وولده

- ‌باب في من شهر السلاح

- ‌الأمر في اقتتال المسلمين وما يستحل منهم

- ‌الأمر في قتال المرتدين

- ‌من أجهز على جرحى المشركين والمرتدين

- ‌الأمر في الجزية على المجوس

- ‌باب منه

- ‌جامع الأمر في الجزية

- ‌صلاة الخوف

- ‌ما جاء في الهجرة

الفصل: ‌الأمر في الخوارج

‌الأمر في الخوارج

وقول الله تعالى (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) الآية.

ص: 434

• ابن أبي شيبة [40699] حدثنا عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني عن أبيه عن جده قال: كنا جلوسا عند باب عبد الله ننتظر أن يخرج إلينا فخرج، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا إن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، وايم الله لا أدري لعل أكثرهم منكم. قال: فقال عمرو بن سلمة: فرأينا عامة أولئك يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج. ورواه أسلم بحشل في تاريخ واسط [198] حدثنا علي بن الحسن بن سليمان قال: ثنا عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني قال: حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: كنا جلوسا على باب عبد الله بن مسعود ننتظر أن يخرج إلينا، فإذا أبو موسى الأشعري، فقال: لم يخرج إليكم أبو عبد الرحمن؟ قلنا: لا. فجلس معنا حتى خرج عبد الله فلما خرج عبد الله قمنا إليه. فقال أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن إني رأيت آنفا في المسجد أمرا أنكرته. قال: فما رأيت؟ فإن عشت فسترى. قال: رأيت في المسجد حلقا جلوسا في كل حلقة رجل وفي يده حصى يقول: سبحوا مائة، فيسبحون مائة، فيقول: هللوا مائة فيهللون مائة. فيقول: كبروا مائة، فيكبرون مائة. قال: فما قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك. قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا تضيع من حسناتهم شيء؟ قال: فمضى ومضينا معه حتى انتهينا إلى حلقة من تلك الحلق. قال: فماذا في أيديكم؟ قالوا: حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح. قال: تخافون أن لا يضيع من حسناتكم شيء؟ عدوا سيئاتكم وأنا ضامن لحسناتكم أن لا يضيع منها شيء. ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون، وهذه آنيته لم تكسر وثيابه لم تبل. والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملة أهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم أو مفتتحون باب ضلالة؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن، ما أردنا إلا الخير.

قال: كم من يريد الخير لا يصيبه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية. قال عمرو بن سلمة: فرأينا عامة أهل تلك الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج. اهـ هذا خبر صحيح، كتبته في المنتخل من وجوه.

ص: 435

• البخاري [6930] حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا خيثمة حدثنا سويد بن غفلة قال علي: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فوالله، لأن أخر من السماء أحب إلى من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج قوم في آخر الزمان، حداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة. اهـ

ص: 436

• البخاري [6931] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد قال أخبرني محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة وعطاء بن يسار أنهما أتيا أبا سعيد الخدري فسألاه عن الحرورية أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم. قال لا أدري ما الحرورية سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج في هذه الأمة ولم يقل منها قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، يقرءون القرآن لا يجاوز حلوقهم أو حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فينظر الرامي إلى سهمه إلى نصله إلى رصافه، فيتمارى في الفوقة، هل علق بها من الدم شيء. اهـ

وقال البخاري [6933] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي فقال اعدل يا رسول الله. فقال: ويلك من يعدل إذا لم أعدل. قال عمر بن الخطاب دعني أضرب عنقه. قال: دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء، ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل إحدى يديه أو قال ثدييه مثل ثدي المرأة أو قال مثل البضعة تدردر، يخرجون على حين فرقة من الناس. قال أبو سعيد أشهد سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم وأشهد أن عليا قتلهم وأنا معه، جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي صلى الله عليه وسلم. قال فنزلت فيه (ومنهم من يلمزك في الصدقات).اهـ

وقال مسلم [2517] حدثني أبو الطاهر ويونس بن عبد الأعلى قالا أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحرورية لما خرجت وهو مع علي بن أبي طالب قالوا لا حكم إلا لله. قال علي كلمة حق أريد بها باطل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم وأشار إلى حلقه من أبغض خلق الله إليه منهم أسود إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي. فلما قتلهم علي بن أبي طالب قال انظروا. فنظروا فلم يجدوا شيئا فقال ارجعوا فوالله ما كَذَبت ولا كُذِبت. مرتين أو ثلاثا ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه. قال عبيد الله وأنا حاضر ذلك من أمرهم. وقول علي فيهم زاد يونس في روايته قال بكير وحدثني رجل عن ابن حنين أنه قال رأيت ذلك الأسود. اهـ

وقال مسلم [2516] حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق بن همام حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان حدثنا سلمة بن كهيل حدثني زيد بن وهب الجهني أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي الذين ساروا إلى الخوارج فقال علي أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية. لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لاتكلوا عن العمل وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد وليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض. فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم؟ والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم الله. قال سلمة بن كهيل فنزلني زيد بن وهب منزلا حتى قال مررنا على قنطرة فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء. فرجعوا فوحشوا برماحهم وسلوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم قال وقتل بعضهم على بعض وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان فقال علي: التمسوا فيهم المخدج. فالتمسوه فلم يجدوه فقام علي بنفسه حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض قال أخروهم. فوجدوه مما يلي الأرض فكبر ثم قال صدق الله وبلغ رسوله. قال: فقام إليه عبيدة السلماني فقال يا أمير المؤمنين الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: إي والله الذي لا إله إلا هو. حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف له. اهـ

ص: 437

• عبد الرزاق [18574] عن ابن جريج قال أخبرني عبد الكريم قال: خرجت الحروراء فتنازعوا عليا وفارقوه وشهدوا عليه بالشرك فلم يهجهم ثم خرجوا إلى حروراء فأتي فأخبر أنهم يتجهزون من الكوفة فقال دعوهم ثم خرجوا فنزلوا بنهروان فمكثوا شهرا فقيل له اغزهم الآن فقال لا حتى يهريقوا الدماء ويقطعوا السبيل ويخيفوا الأمن فلم يهجهم حتى قتلوا فغزاهم. فقتلوا قال فقلت له: خارجة خرجت من المسلمين لم يشركوا فأخذوا ولم يقربوا أيقتلون قال لا. وقال عن ابن جريج عن عبد الكريم قال: لا يقتلون قال أتي علي بن أبي طالب برجل قد توشح السيف ولبس عليه برنسه وأراد قتله فقال له أردت قتلي قال نعم قال لم قال لما تعلم في نفسي لك فقالوا اقتله قال بل دعوه فإن قتلني فاقتلوه. ابن وهب [13] أخبرني محمد بن عمرو عن ابن جريج عن عبد الكريم أن الحرورية خرجت فنازعوا عليا وفارقوه وشهدوا عليه بالشرك، فلم يهجهم، ثم خرجوا إلى حروراء، فأتي علي بن أبي طالب فأخبر أنهم يتجهزون من الكوفة، فقال: دعوهم، ثم خرجوا فنزلوا بالنهروان فمكثوا به شهرا، فقيل له: أغزهم الآن، فقال: لا، حتى يهريقوا الدماء ويقطعوا السبيل ويخيفوا الأمن، فلم يهجهم حتى قتلوا، فأغزاهم، فقتلوا. اهـ منقطع.

وقال ابن أبي شيبة [40734] حدثنا ابن علية عن التيمي عن أبي مجلز قال: بينما عبد الله بن خباب في يد الخوارج إذ أتوا على نخل، فتناول رجل منهم تمرة فأقبل عليه أصحابه، فقالوا له: أخذت تمرة من تمر أهل العهد، وأتوا على خنزير فنفحه رجل منهم بالسيف فأقبل عليه أصحابه، فقالوا له: قتلت خنزيرا من خنازير أهل العهد، قال فقال عبد الله: ألا أخبركم بمن هو أعظم عليكم حقا من هذا؟ قالوا: من قال: أنا ما تركت صلاة ولا تركت كذا ولا تركت كذا، قال: فقتلوه، قال: فلما جاءهم علي، قال: أقيدونا بعبد الله بن خباب، قالوا: كيف نقيدك به وكلنا قد شرك في دمه، فاستحل قتالهم. اهـ رواه الدارقطني. وهو مرسل جيد.

وقال ابن سعد [7296] أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن حميد بن هلال عن رجل من عبد القيس كان مع الخوارج ثم فارقهم. قال: دخلوا قرية فخرج عليهم عبد الله بن خباب ذعرا، قالوا: لن تراع، قال: والله لقد رعتموني، قالوا: لن تراع. قال: والله لقد رعتموني، قالوا: أنت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله؟ قال: نعم. قالوا: فهل سمعت من أبيك حديثا يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدثناه؟ قال: نعم، سمعت أبي يحدث عن رسول الله ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي. قال: فإن أدركت ذاك فكن عبد الله المقتول. قال أيوب: ولا أعلمه إلا قال: ولا تكن عبد الله القاتل. قالوا: أسمعت هذا من أبيك يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: فقدموه على ضفة النهر فضربوا عنقه، فسال دمه كأنه شراك نعل ما امذقر، وبقروا أم ولده، فبهذا استحل علي قتالهم. اهـ رواه أحمد وابن أبي شيبة والطبراني وغيرهم، ورجاله ثقات. وقد سمي الرجل المبهم في طريق واهية. يأتي ذكر ذلك في كتاب الفتن إن شاء الله.

وقال عبد الرزاق [18678] عن عكرمة بن عمار قال حدثنا أبو زميل الحنفي قال حدثنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال لما اعتزلت الحروراء فكانوا في دار على حدتهم فقلت لعلي يا أمير المؤمنين أبرد عن الصلاة لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم قال إني أتخوفهم عليك قلت كلا إن شاء الله تعالى قال فلبست أحسن ما أقدر عليه من هذه اليمانية قال ثم دخلت عليهم وهم قائلون في نحر الظهيرة قال فدخلت على قوم لم أر قوما قط أشد اجتهادا منهم أيديهم كأنها ثفن الإبل ووجوههم معلمة من آثار السجود قال فدخلت فقالوا مرحبا بك يا ابن عباس ما جاء بك قلت جئت أحدثكم عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم نزل الوحي وهم أعلم بتأويله فقال بعضهم لا تحدثوه وقال بعضهم والله لنحدثنه قال قلت أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه وأول من آمن به وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه قالوا ننقم عليه ثلاثا قال قلت وما هن قالوا أولهن أنه حكم الرجال في دين الله وقد قال الله (إن الحكم إلا لله) قال قلت وماذا؟ قالوا: وقاتل ولم يسب ولم يغنم لئن كانوا كفارا لقد حلت له أموالهم ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم قال قلت وماذا قالوا محا نفسه من أمير المؤمنين فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين. قال قلت أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم وحدثتكم من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما لا تنكرون أترجعون قالوا نعم قال قلت أما قولكم حكم الرجال في دين الله فإن الله تعالى يقول (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم) إلى قوله (يحكم به ذوا عدل منكم) وقال في المرأة وزوجها (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها) أنشدكم الله أحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم وإصلاح ذات بينهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم قالوا اللهم بل في حقن دمائهم وإصلاح ذات بينهم.

قال أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم قال وأما قولكم إنه قاتل ولم يسب ولم يغنم أتسبون أمكم عائشة أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها فقد كفرتم وإن زعمتم أنها ليست أم المؤمنين فقد كفرتم وخرجتم من الإسلام إن الله يقول (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) فأنتم مترددون بين ضلالتين فاختاروا أيتهما شئتم أخرجت من هذه. قالوا اللهم نعم قال: وأما قولكم محا نفسه من أمير المؤمنين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريشا يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتابا فقال اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقالوا والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال والله إني لرسول الله حقا وإن كذبتموني اكتب يا علي محمد بن عبد الله فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أفضل من علي أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم فرجع منهم عشرون ألفا وبقي منهم أربعة آلاف فقتلوا. اهـ رواه الحاكم وصححه والذهبي، وفيه: قال عبد الله بن عباس: فرجع من القوم ألفان وقتل سائرهم على ضلالة. اهـ

وقال ابن وهب في المحاربة [65] أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج أن رجلا حدثه عن عبد الله بن عباس أنه قال: أرسلني علي بن أبي طالب إلى الحرورية لأكلمهم، فلما قالوا: لا حكم إلا لله، قلت: أجل صدقتم، لا حكم إلا لله، إن الله قد حكّم في رجل وامرأة، وحكم في قتل الصيد، فالحكم في رجل وامرأة وصيد أفضل أم الحكم في الأمة ترجع به وتحقن دماؤها ويلم شعثها، قال ابن الكواء، دعوه فإن الله قد أنبأكم أنهم قوم خصمون. اهـ

وقال عبد الله بن أحمد في السنة [1539] حدثني أبي نا يحيى بن زكريا يعني ابن أبي زائدة أخبرني عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس أن عليا أخرجه إلى الخوارج فكلمهم ففرق بينهم فقالت الخوارج بل هم قوم خصمون. اهـ سند صحيح.

وقال ابن أبي شيبة [40710] حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل بن سميع الحنفي عن أبي رزين قال: لما كانت الحكومة بصفين وباين الخوارج عليا رجعوا مباينين له، وهم في عسكر، وعلي في عسكر، حتى دخل علي الكوفة مع الناس بعسكره، ومضوا هم إلى حروراء في عسكرهم، فبعث علي إليهم ابن عباس فكلمهم فلم يقع منهم موقعا، فخرج علي إليهم فكلمهم حتى أجمعوا هم وهو على الرضا، فرجعوا حتى دخلوا الكوفة على الرضا منه ومنهم، فأقاموا يومين، أو نحو ذلك، قال: فدخل الأشعث بن قيس وكان يدخل على علي، فقال: إن الناس يتحدثون أنك رجعت لهم عن كفره، فلما أن كان الغد أو الجمعة صعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، فخطب، فذكرهم ومباينتهم الناس وأمرهم الذي فارقوه فيه، فعابهم وعاب أمرهم، قال: فلما نزل عن المنبر تنادوا من نواحي المسجد لا حكم إلا لله، فقال علي: حكم الله أنتظر فيكم، ثم قال بيده هكذا يسكنهم بالإشارة وهو على المنبر حتى أتاه رجل منهم واضعا إصبعيه في أذنيه وهو يقول (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين).اهـ أبو رزين اسمه مسعود بن مالك. صحيح.

وقال ابن أبي شيبة [40724] حدثنا ابن نمير قال: حدثنا عبد العزيز بن سياه قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل قال: أتيته، فسألته عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي، قال: قلت: فيم فارقوه، وفيم استحلوه، وفيم دعاهم، وفيم فارقوه، ثم استحل دماءهم؟ قال: إنه لما استحر القتل في أهل الشام بصفين، اعتصم معاوية وأصحابه بجبل، فقال عمرو بن العاص: أرسل إلى علي بالمصحف، فلا والله لا يرده عليك، قال: فجاء به رجل يحمله ينادي: بيننا وبينكم كتاب الله (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون)، قال: فقال علي: نعم، بيننا وبينكم كتاب الله، أنا أولى به منكم. قال: فجاءت الخوارج، وكنا نسميهم يومئذ القراء، قال: فجاؤوا بأسيافهم على عواتقهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين، ألا نمشي إلى هؤلاء القوم حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فقام سهل بن حنيف، فقال: أيها الناس، اتهموا أنفسكم، لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم الحديبية، ولو نرى قتالا لقاتلنا، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين، فجاء عمر فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ألسنا على حق، وهم على باطل؟ قال: بلى، قال: أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا، ونرجع، ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابن الخطاب، إني رسول الله، ولن يضيعني الله أبدا. قال: فانطلق عمر، ولم يصبر متغيظا، حتى أتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر، ألسنا على حق، وهم على باطل؟ فقال: بلى، قال: أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع، ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابن الخطاب، إنه رسول الله، ولن يضيعه الله أبدا.

قال: فنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم بالفتح، فأرسل إلى عمر، فأقرأه إياه، فقال: يا رسول الله، أو فتح هو؟ قال: نعم، فطابت نفسه ورجع. فقال علي: أيها الناس، إن هذا فتح، فقبل علي القضية ورجع، ورجع الناس. ثم إنهم خرجوا بحروراء، أولئك العصابة من الخوارج، بضعة عشر ألفا، فأرسل إليهم يناشدهم الله، فأبوا عليه، فأتاهم صعصعة بن صوحان، فناشدهم الله، وقال: علام تقاتلون خليفتكم؟ قالوا: نخاف الفتنة، قال: فلا تعجلوا ضلالة العام، مخافة فتنة عام قابل، فرجعوا، فقالوا: نسير على ناحيتنا، فإن عليا قبل القضية، قاتلنا على ما قاتلناهم يوم صفين، وإن نقضها قاتلنا معه. فساروا حتى بلغوا النهروان، فافترقت منهم فرقة، فجعلوا يهدون الناس قتلا، فقال أصحابهم: ويلكم، ما على هذا فارقنا عليا، فبلغ عليا أمرهم، فقام فخطب الناس، فقال: ما ترون، أتسيرون إلى أهل الشام، أم ترجعون إلى هؤلاء الذين خلفوا إلى ذراريكم؟ فقالوا: لا، بل نرجع إليهم، فذكر أمرهم، فحدث عنهم ما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فرقة تخرج عند اختلاف من الناس، تقتلهم أقرب الطائفتين بالحق، علامتهم رجل فيهم، يده كثدي المرأة.

فساروا حتى التقوا بالنهروان، فاقتتلوا قتالا شديدا، فجعلت خيل علي لا تقوم لهم، فقام علي، فقال: أيها الناس، إن كنتم إنما تقاتلون لي، فوالله ما عندي ما أجزيكم به، وإن كنتم إنما تقاتلون لله، فلا يكن هذا قتالكم، فحمل الناس حملة واحدة شديدة، فانجلت الخيل عنهم وهم مكبون على وجوههم، فقال علي: اطلبوا الرجل فيهم، قال: فطلب الناس، فلم يجدوه، حتى قال بعضهم: غرنا ابن أبي طالب من إخواننا حتى قتلناهم، فدمعت عين علي، قال: فدعا بدابته فركبها، فانطلق حتى أتى وهدة فيها قتلى، بعضهم على بعض، فجعل يجر بأرجلهم، حتى وجد الرجل تحتهم، فاجتروه، فقال علي: الله أكبر، وفرح الناس ورجعوا، وقال علي: لا أغزو العام، ورجع إلى الكوفة وقتل، واستخلف حسن، فسار بسيرة أبيه، ثم بعث بالبيعة إلى معاوية. اهـ سند جيد.

وقال أحمد [656] حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع حدثني يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبيد الله بن عياض بن عمرو القاري قال: جاء عبد الله بن شداد، فدخل على عائشة، ونحن عندها جلوس، مرجعه من العراق ليالي قتل علي، فقالت له: يا عبد الله بن شداد، هل أنت صادقي عما أسألك عنه؟ تحدثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي، قال: وما لي لا أصدقك؟ قالت: فحدثني عن قصتهم قال: فإن عليا لما كاتب معاوية، وحكم الحكمان، خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس، فنزلوا بأرض يقال لها حروراء، من جانب الكوفة، وإنهم عتبوا عليه فقالوا: انسلخت من قميص ألبسكه الله تعالى، واسم سماك الله تعالى به، ثم انطلقت فحكمت في دين الله، فلا حكم إلا لله تعالى. فلما أن بلغ عليا ما عتبوا عليه، وفارقوه عليه، فأمر مؤذنا فأذن: أن لا يدخل على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن. فلما أن امتلات الدار من قراء الناس، دعا بمصحف إمام عظيم، فوضعه بين يديه، فجعل يصكه بيده ويقول: أيها المصحف، حدث الناس، فناداه الناس فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما تسأل عنه إنما هو مداد في ورق، ونحن نتكلم بما روينا منه، فماذا تريد؟ قال: أصحابكم هؤلاء الذين خرجوا، بيني وبينهم كتاب الله عز وجل، يقول الله تعالى في كتابه في امرأة ورجل:(وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما) فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم دما وحرمة من امرأة ورجل. ونقموا علي أن كاتبت معاوية كتب علي بن أبي طالب، وقد جاءنا سهيل بن عمرو ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية، حين صالح قومه قريشا، فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال: سهيل لا تكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال: كيف نكتب؟ فقال: اكتب باسمك اللهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاكتب: محمد رسول الله. فقال: لو أعلم أنك رسول الله لم أخالفك.

فكتب: هذا ما صالح محمد بن عبد الله قريشا. يقول: الله تعالى في كتابه: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر)، فبعث إليهم علي عبد الله بن عباس، فخرجت معه، حتى إذا توسطنا عسكرهم، قام ابن الكواء يخطب الناس، فقال: يا حملة القرآن، إن هذا عبد الله بن عباس، فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرفه من كتاب الله ما يعرفه به، هذا ممن نزل فيه وفي قومه:(قوم خصمون) فردوه إلى صاحبه، ولا تواضعوه كتاب الله. فقام خطباؤهم فقالوا: والله لنواضعنه كتاب الله، فإن جاء بحق نعرفه لنتبعنه، وإن جاء بباطل لنبكتنه بباطله. فواضعوا عبد الله الكتاب ثلاثة أيام، فرجع منهم أربعة آلاف كلهم تائب، فيهم ابن الكواء، حتى أدخلهم على علي الكوفة، فبعث علي، إلى بقيتهم، فقال: قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم، فقفوا حيث شئتم، حتى تجتمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بيننا وبينكم أن لا تسفكوا دما حراما، أو تقطعوا سبيلا، أو تظلموا ذمة، فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء، إن الله لا يحب الخائنين. فقالت له عائشة: يا ابن شداد، فقد قتلهم فقال: والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل، وسفكوا الدم، واستحلوا أهل الذمة. فقالت: آلله؟ قال: آلله الذي لا إله إلا هو لقد كان. قالت: فما شيء بلغني عن أهل العراق يتحدثونه؟ يقولون: ذو الثدي، وذو الثدي. قال: قد رأيته، وقمت مع علي عليه في القتلى، فدعا الناس فقال: أتعرفون هذا؟ فما أكثر من جاء يقول: قد رأيته في مسجد بني فلان يصلي، ورأيته في مسجد بني فلان يصلي، ولم يأتوا فيه بثبت يعرف إلا ذلك. قالت: فما قول علي حين قام عليه كما يزعم أهل العراق؟ قال: سمعته يقول: صدق الله ورسوله قالت: هل سمعت منه أنه قال غير ذلك؟ قال: اللهم لا.

قالت: أجل، صدق الله ورسوله، يرحم الله عليا إنه كان من كلامه لا يرى شيئا يعجبه إلا قال: صدق الله ورسوله، فيذهب أهل العراق يكذبون عليه، ويزيدون عليه في الحديث. اهـ رواه الحاكم من طريق محمد بن كثير العبدي ثنا يحيى بن سليم وعبد الله بن واقد هو ابن الحارث عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال: قدمت على عائشة. وصححه والذهبي والضياء في المختارة والألباني في الإرواء.

ورواه البيهقي من طريق الحاكم، ثم قال [17188] وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أخبرنا أبو الحسين بن عبدة السليطي حدثنا أبو محمد أحمد بن إبراهيم بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي قال عرض علي مسلم بن خالد الزنجي عن ابن خثيم عن ابن عبد الله بن عياض عن عبد الله بن شداد بن الهاد أنه دخل على عائشة رضي الله عنها ونحن عندها مرجعه من العراق ليالي قتل علي رضي الله عنه فذكر الحديث بنحوه

(1)

.اهـ

(1)

- ثم قال البيهقي رحمه الله: حديث الثدية حديث صحيح قد ذكرناه فيما مضى ويجوز أن لا يسمعه ابن شداد وسمعه غيره والله أعلم. اهـ

ص: 438

• الطحاوي [5111] حدثنا ابن أبي داود قال: ثنا سعيد بن سليمان الواسطي قال: ثنا صالح بن عمر قال أخبرنا مطرف عن أبي الجهم عن البراء أن عليا بعثه إلى أهل النهروان، فدعاهم ثلاثا. اهـ صحيح، تقدم.

وقال ابن حجر في الفتح [12/ 301] وقد أخرج الطبري بسند صحيح عن عبد الله بن الحارث عن رجل من بني نضر عن علي وذكر الخوارج فقال: إن خالفوا إماما عدلا فقاتلوهم وإن خالفوا إماما جائرا فلا تقاتلوهم فإن لهم مقالا. اهـ قلت: رواه ابن أبي شيبة [40726] حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن رجل من بني نصر بن معاوية قال: كنا عند علي فذكروا أهل النهر فسبهم رجل، فقال علي: لا تسبوهم، ولكن إن خرجوا على إمام عادل فقاتلوهم، وإن خرجوا على إمام جائر فلا تقاتلوهم، فإن لهم بذلك مقالا. اهـ سند ضعيف.

ص: 439

• ابن أبي شيبة [19865] حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث بن سوار عن محمد بن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة قال: كان حذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود وأبو مسعود الأنصاري وأبو موسى الأشعري في المسجد فجاء رجل، فقال: يا عبد الله بن قيس، فسماه باسمه، فقال: أرأيت إن أنا أخذت سيفي فجاهدت به أريد وجه الله فقتلت وأنا على ذلك، أين أنا؟ قال في الجنة، قال حذيفة عند ذلك استفهم الرجل وأفهمه فليدخلن النار كذا وكذا يصنع، ما قال هذا؟ فقال حذيفة: إن أخذت سيفك فجاهدت به فأصبت الحق فقتلت وأنت على ذلك فأنت في الجنة، ومن أخطأ الحق فقتل وهو على ذلك، فلم يوفقه الله، ولم يسدده دخل النار، قال القوم: صدقت. اهـ حسن صحيح، وأشعث ليس بالحافظ. تقدم في من يسمى شهيدا

(1)

.

(1)

- ابن أبي شيبة [19866] حدثنا عبد الرحيم عن أشعث عن ابن سيرين قال: كانوا يقولون: القتال في سبيل الله خير من الجلوس، والجلوس خير من القتال على الضلال ومن رابه شيء فليتعده إلى ما لا يريبه. اهـ لا بأس به. وقال ابن سعد [9858] أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا وهيب قال حدثنا أيوب قال قالَ مطرف: لأن آخذ بالثقة في القعود أحب إلي من أن ألتمس، أو قال: أطلب، فضل الجهاد بالتغرير. قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال: حدثنا أبي قال: سمعت حميد بن هلال قال: أتى مطرف بن عبد الله زمان ابن الأشعث ناس يدعونه إلى قتال الحجاج، فلما أكثروا عليه قال: أرأيتم هذا الذي تدعوني إليه، هل يزيد على أن يكون جهادا في سبيل الله؟ قالوا: لا قال: فإني لا أخاطر بين هلكة أقع فيها، وبين فضل أصيبه. اهـ حسن صحيح.

ص: 440

• ابن أبي شيبة [40715] حدثنا أبو أسامة عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال: ذكر الخوارج عند أبي هريرة فقال: أولئك شر الخلق. اهـ سند حسن.

ص: 441

• ابن أبي شيبة [40749] حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا العوام بن حوشب قال: حدثني من سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول في قتال الخوارج: لهو أحب إلي من قتال الديلم. اهـ

وقال ابن أبي شيبة [40694] حدثنا وكيع عن عكرمة بن عمار عن عاصم بن شميخ قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول ويداه هكذا يعني ترتعشان من الكبر: لقتال الخوارج أحب إلي من قتال عدتهم من الترك. عبد الله بن أحمد في السنة [1512] حدثني أبي نا وكيع نا عكرمة بن عمار عن عاصم بن شميخ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حلف في اليمين قال: والذي نفس أبي القاسم بيده ليخرجن قوم تحقرون أعمالكم عند أعمالهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية. قالوا: فهل من علامة يعرفون بها؟ قال: فيهم رجل ذو ثدية محلقي رءوسهم. قال: أبو سعيد فحدثني عشرون أو بضع وعشرون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عليا ولي قتلهم قال: فرأيت أبا سعيد بعدما كبر ويداه ترتعشان يقول إن قتالهم عندي أجل من قتال عدتهم من الترك. اهـ رواه أبو داود في الأيمان مختصرا، وعاصم مجهول.

ص: 442

• أحمد [19172] حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة حدثني سعيد بن جمهان قال: كنا نقاتل الخوارج وفينا عبد الله بن أبي أوفى وقد لحق له غلام بالخوارج وهم من ذلك الشط ونحن من ذا الشط فناديناه أبا فيروز أبا فيروز ويحك هذا مولاك عبد الله بن أبي أوفى قال نعم الرجل هو لو هاجر قال ما يقول عدو الله قال قلنا يقول نعم الرجل لو هاجر قال فقال أهجرة بعد هجرتي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: طوبى لمن قتلهم وقتلوه. اهـ رواه الضياء في المختارة.

ص: 443

• ابن وهب في المحاربة [16] أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه أنه سأل نافعا: كيف كان رأي عبد الله بن عمر في الحرورية قال: يراهم شرار خلق الله، قال: إنهم انطلقوا إلى آيات أنزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين. اهـ علقه البخاري. وقال ابن حجر في التغليق [5/ 259] وقال أبو جعفر الطبري في كتاب تهذيب الآثار له ثنا يونس ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه أنه سأل نافعا كيف كان رأي ابن عمر في الحرورية قال يراهم شرار خلق الله انطلقوا إلى آيات في الكفار فجعلوها في المؤمنين. وهكذا ذكر ابن عبد البر في الإستذكار أن ابن وهب رواه في جامعه وبين أن بكيرا هو ابن عبد الله بن الأشج. وإسناده صحيح. اهـ

ورواه ابن عبد البر في التمهيد [23/ 334] حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله يعني ابن إسحاق حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال حدثني ابن لهيعة قال حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج أنه سأل نافعا كيف كان رأي ابن عمر في الخوارج فقال: كان يقول هم شرار الخلق انطلقوا إلى آيات أنزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين. اهـ ورواه من طريق ابن وهب.

ثم قال ابن وهب في المحاربة أخبرني ابن سمعان أن نافعا أخبره أن عبد الله بن عمر كان إذا سئل عن الحرورية فقال: يكفرون المسلمين، ويستحلون دماءهم وأموالهم، وينكحون النساء في عددهم، وتأتيهم المرأة فينكحها الرجل منهم ولها زوج، فتكون المرأة عندهم لها زوجان، فلا أعلم أحدا أحق بالقتال والقتل من الحرورية. اهـ عبد الله بن زياد بن سمعان تركوه.

وقال عبد الله بن أحمد في السنة [1527] حدثني أبي نا عفان نا جويرية بن أسماء قال: زعم نافع أن ابن عمر رضي الله عنه كان يرى قتال الحرورية حقا واجبا على المسلمين. اهـ صحيح.

ص: 444

• عبد الرزاق [18580] عن معمر عن ابن طاووس قال لما قدمت الحروراء علينا فر أبي فلحق بمكة ثم لقي ابن عمر فقال قدمت الحروراء علينا ففررت منهم ولو أدركوني لقتلوني فقال ابن عمر أفلحت إذا وأنجحت فقال له أرأيت أني جلست وبايعتهم إذا خشيت علي الفتنة فإن الرجل يفتتن فيما هو أيسر من هذا. اهـ سند صحيح.

ص: 445

• عبد الرزاق [18581] عن معمر عن ابن طاووس قال كان أبي يحرض يوم رزيق في قتال الحرورية قال وذكرت الخوارج عند ابن عامر فذكر من اجتهادهم فقال: ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى ثم هم يقتلون. اهـ كذا وجدته، وإنما هو ابن عباس.

وقال عبد الرزاق [18665] عن ابن جريج قال أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد قال سمعت ابن عباس وذكر الخوارج عنده فقال: ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى وهم يصلون. وقال عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس مثله. ابن أبي شيبة [40711] حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس أنه ذكر عنده الخوارج فذكر من عبادتهم واجتهادهم، فقال: ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى، ثم هم يصلون. ابن وهب في المحاربة [13] حدثني سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد قال: ذكرت الخوارج واجتهادهم عند ابن عباس وأنا عنده قال: فسمعته يقول: ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى، ثم هم يضلون. سعدان بن نصر [48] حدثنا سفيان عن عبيد بن أبي يزيد عن ابن عباس أنه ذكر عنده الخوارج، وما يلقون عند تلاوة القرآن فقال: ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى ثم هم يضلون. اهـ صوابه يضلون بالمعجمة، وإسناده صحيح.

ص: 446

• ابن سعد [9550] أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا خالد الحذاء عن معاوية بن قرة قال: خرج محكم في زمان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج عليه بالسيوف رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهم عائذ بن عمرو. اهـ سند صحيح موصول.

ص: 447