المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما يؤمر به من الصبر والذكر عند اللقاء - العتيق مصنف جامع لفتاوى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - جـ ٣٤

[محمد بن مبارك حكيمي]

فهرس الكتاب

- ‌باب منه

- ‌الغزو في البحر

- ‌الغزو في الأشهر الحرم

- ‌جماع ما يوصى به المجاهدون

- ‌ما نهي عن قتله في الغزو

- ‌ما ذكر في التحريق والمثلة

- ‌باب منه

- ‌في تحريق الشجر ومال العدو

- ‌النهي عن قتل الصبر

- ‌باب في حمل الرؤوس

- ‌في قتل الذرية

- ‌ما يتخوف من الحدود في الغزو

- ‌الخدعة في الحرب

- ‌الشعار في الغزو

- ‌ما يحمد من الحماسة في الحرب

- ‌في الدعوة قبل القتال

- ‌باب في الأمان وما يحاذر من الغدر

- ‌في أمان العبد

- ‌في أمان المرأة المسلمة

- ‌الغزو بالنساء

- ‌ما يتّقى من أثقال الدنيا مع الغزو

- ‌من بايع جنوده في القتال

- ‌ما يؤمر به من الصبر والذِّكر عند اللقاء

- ‌الفرار من الزحف وما ذكر في التحيز

- ‌باب منه

- ‌في خير ساعات القتال

- ‌ما جاء في الانغماس في العدو إذا التقى الجمعان

- ‌ما يكره من المخاطرة عند الحصون

- ‌فكاك الأسير والمفاداة

- ‌ما ذكر في الاستعانة بالكافر

- ‌أبواب الغنائم والأنفال

- ‌ما جاء في السلب

- ‌باب في الصفي

- ‌في النفل غير السلب

- ‌ما جاء في الغلول

- ‌ما يجوز من أخذ طعام البطن ويسير المتاع

- ‌باب الكنز واللقطة في أرض الحرب

- ‌جامع العمل في الخمس

- ‌باب المدد لم يدرك الوقعة يقسم لهم

- ‌باب في سهمان الخيل

- ‌المرأة والعبد إذاحضروا الغزو يسهم لهم

- ‌جامع

- ‌الأمر في ما يحرزه الكفار من أموال المسلمين

- ‌العمل في الحرابة

- ‌باب منه

- ‌الأمر في الخوارج

- ‌من قاتل دون ماله وولده

- ‌باب في من شهر السلاح

- ‌الأمر في اقتتال المسلمين وما يستحل منهم

- ‌الأمر في قتال المرتدين

- ‌من أجهز على جرحى المشركين والمرتدين

- ‌الأمر في الجزية على المجوس

- ‌باب منه

- ‌جامع الأمر في الجزية

- ‌صلاة الخوف

- ‌ما جاء في الهجرة

الفصل: ‌ما يؤمر به من الصبر والذكر عند اللقاء

‌ما يؤمر به من الصبر والذِّكر عند اللقاء

قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)

ص: 166

• البخاري [4653] حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا جرير بن حازم قال أخبرني الزبير بن خريت عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين) شق ذلك على المسلمين حين فرض عليهم أن لا يفر واحد من عشرة، فجاء التخفيف فقال (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين). قال: فلما خفف الله عنهم من العدة نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم. اهـ

ص: 167

• ابن المبارك [235] عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس قال: (إن يكن منكم عشرون صابرون) إلى آخر الآيتين قال: إن فر رجل من ثلاثة لم يفر، وإن فر من اثنين فقد فر. اهـ ورواه أبو إسحاق الفزاري وسعيد بن منصور، وغيرهم عن سفيان. وسنده صحيح. يأتي في التفسير إن شاء الله تعالى.

ص: 168

• البخاري [3024] حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن موسى بن عقبة قال حدثني سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله كنت كاتبا له قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى حين خرج إلى الحرورية فقرأته فإذا فيه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس. ثم قام في الناس فقال: أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف. ثم قال: اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم. اهـ

ص: 169

• ابن أبي شيبة [33420] حدثنا وكيع قال: ثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون رفع الصوت عند ثلاث: عند القتال، وعند الجنائز وعند الذكر. اهـ رواه أبو داود مختصرا. وصححه الألباني وشعيب.

ص: 170

• أبو داود [2513] حدثنا عبد الله بن الجراح عن عبد الله بن يزيد عن موسى بن على بن رباح عن أبيه عن عبد العزيز بن مروان قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع. اهـ ورواه أحمد وصححه ابن حبان.

ص: 171

• البخاري [2864] حدثنا قتيبة حدثنا سهل بن يوسف عن شعبة عن أبي إسحاق قال رجل للبراء بن عازب أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قال لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر، إن هوازن كانوا قوما رماة، وإنا لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا، فأقبل المسلمون على الغنائم واستقبلونا بالسهام، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفر، فلقد رأيته وإنه لعلى بغلته البيضاء وإن أبا سفيان آخذ بلجامها، والنبي يقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب. اهـ

ص: 172

• مالك [153] عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال: ساعتان يفتح لهما أبواب السماء وقل داع ترد عليه دعوته حضرة النداء للصلاة والصف في سبيل الله. اهـ صحيح. رفعه بعض الرواة عن مالك، وصححه ابن حبان.

وقال أبو داود [2542] حدثنا الحسن بن علي حدثنا ابن أبي مريم حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثنتان لا تردان أو قلما تردان: الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا. قال موسى: وحدثني رزق بن سعيد بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ووقت المطر. اهـ صححه ابن خزيمة والحاكم والذهبي. والموقوف أصح.

وقال ابن أبي شيبة [19861] حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبد العزيز بن عمر حدثني يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء كان يستحب عند نزول القطر، وإقامة الصلاة، والتقاء الصفين. اهـ ثقات.

ص: 173

• الترمذي [1668] حدثنا محمد بن بشار وأحمد بن نصر النيسابوري وغير واحد قالوا حدثنا صفوان بن عيسى قال حدثنا محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة. ثم قال: هذا حديث حسن صحيح غريب. ورواه أحمد وصححه ابن حبان.

ص: 174

• الطبراني [8532] حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا عارم أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن مرة عن عبد الله قال: أيها الناس، عليكم بالصدق فإنه يقرب إلى البر، وإن البر يقرب إلى الجنة، وإياكم والكذب فإنه يقرب إلى الفجور وإن الفجور يقرب إلى النار، إنه يقال للصادق: صدق وبر، وللكاذب: كذب وفجر، ألا وإن للملك لمة، وللشيطان لمة، فلمة الملك إيعاد للخير، ولمة الشيطان إيعاد بالشر، فمن وجد لمة الملك فليحمد الله، ومن وجد لمة الشيطان فليتعوذ من ذلك، فإن الله عز وجل يقول (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم) إلى آخر الآية، قال: ألا إن الله عز وجل يضحك إلى رجلين رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره فتوضأ ثم قام إلى صلاة، فيقول الله عز وجل لملائكته: ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟ فيقولون: ربنا رجاء ما عندك، وشفقة مما عندك، فيقول: فإني قد أعطيته ما رجا وأمنته مما خاف، ورجل كان في فئة فعلم ما له في الفرار، وعلم ما له عند الله، فقاتل حتى قتل فيقول للملائكة: ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟ فيقولون: ربنا رجاء ما عندك، وشفقة مما عندك، فيقول: فإني أشهدكم أني قد أعطيته ما رجا وأمنته مما خاف، أو كلمة شبيهة بها. اهـ موقوف صحيح، ورواه أحمد وغيره عن حماد بن سلمة مرفوعا. وصحح الدارقطني وقفه.

ص: 175

• عبد الرزاق [9538] عن الثوري عن منصور عن مجاهد عن يزيد بن شجرة قال: كان يصدق قوله فعله وكان يخطبنا فيقول: اذكروا نعمة الله عليكم ما أحسن أثر نعمة الله عليكم لو ترون ما أرى من أخضر وأصفر وفي الرحال ما فيها. قال: كان يقال: إذا صف الناس للقتال أو صفوا في الصلاة فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة وأبواب النار وزين حور العين فاطلعن فإذا هو أقبل قلن اللهم انصره وإذا هو أدبر احتجبن منه وقلن اللهم اغفر له. فانهكوا وجوه القوم فدى لكم أبي وأمي ولا تخزوا الحور العين. قال فأول قطرة تنضح من دمه يكفر الله به كل شيء عمله. قال: وتنزل إليه اثنتان من الحور العين تمسحان التراب عن وجهه وتقولان قد آن لك، ويقول هو: قد آن لكما، ثم يكسى مائة حلة ليس من نسج بني آدم ولكن من نبت الجنة لو وضعت بين إصبعين وسعته. قال: وكان يقول: أنبئت أن السيوف مفاتيح الجنة فإذا كان يوم القيامة قيل يا فلان هذا نورك ويا فلان بن فلان لا نور لك.

الطبراني [641] حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق ح وحدثنا بشر بن موسى ثنا عبد الصمد بن حسان المؤدب كلاهما عن الثوري عن منصور عن مجاهد عن يزيد بن شجرة وكان يزيد بن شجرة ممن يصدق قوله وفعله قال: خطبنا، فقال: أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم ما أحسن نعمة الله عليكم ترى من بين أخضر وأصفر وأحمر وفي الرحال ما فيها، وكان يقول إذا صف الناس للصلاة وصفوا للقتال: فتحت أبواب السماء، وأبواب الجنة، وأبواب النار، وزين الحور العين فاطلعن، فإذا أقبل الرجل قلن: اللهم انصره، وإذا أدبر احتجبن منه، وقلن اللهم: اغفر له فانهكوا وجوه القوم فداء لكم أبي وأمي ولا تخزوا الحور العين، فإن أول قطرة تنضح من دمه تكفر عنه كل شيء عمله، وتنزل عليه زوجتان من الحور العين تمسحان من وجهه التراب وتقولان: قد أنى لك ويقول: قد أنى لكم ثم يكسى مائة حلة ليس من نسيج بني آدم، ولكن من نبت الجنة لو وضعت بين أصبعيه لوسعت، وكان يقول: أنبئت أن السيوف مفاتيح الجنة. واللفظ لعبد الصمد بن حسان. ابن المبارك [22] عن زائدة بن قدامة عن منصور عن مجاهد قال: كان يزيد بن شجرة مما يذكرنا فيبكي، ويصدق بكاءه بفعله، ويقول: يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم، ما أحسن أثر نعمة الله عليكم فلو ترون ما أرى من بين أصفر وأحمر وأبيض وأسود، وفي الرحال ما فيها، إن الصلاة إذا أقيمت، فتحت أبواب السماء، وأبواب الجنة، وأبواب النار، فإذا التقى الصفان، فتحت أبواب السماء، وأبواب الجنة، وأبواب النار، وزين الحور العين، فاطلعن، فإذا أقبل الرجل بوجهه، قلن: اللهم ثبته، اللهم أعنه. فإذا أدبر احتجبن منه، وقلن: اللهم اغفر له. فانهكوا وجوه القوم، فداكم أبي وأمي، ولا تخزوا الحور العين، فإذا قتل، كانت أول نفحة من دمه تحط عنه خطاياه كما يحط الورق من غصن الشجرة، وتنزل إليه اثنتان فتمسحان عن وجهه، وقلن: قد أنى لك. وقال لهما: قد أنى لكما.

ثم كسي مائة حلة، لو جعلها بين أصبعيه لوسعت، ليس من نسج بني آدم، ولكن من نبت الجنة. اهـ صحيح.

ورواه ابن أبي شيبة [19697] حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن مجاهد عن يزيد بن شجرة قال: السيوف مفاتيح الجنة، فإذا تقدم الرجل إلى العدو قالت الملائكة: اللهم انصره، وإن تأخر، قالت: اللهم اغفر له، فأول قطرة تقطر من دم السيف يغفر له بها من كل ذنب، وينزل عليه حوراوان تمسحان الغبار عن وجهه وتقولان: قد آن لك ويقول لهما: وأنتما قد آن لكما. سعيد بن منصور [2567] حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن يزيد بن شجرة قال: كان يقص، وكان يصدق قوله فعله، وكان يقول: السيوف مفاتيح الجنة وكان يقول: إذا التقى الصفان في سبيل الله، وأقيمت الصلاة نزلن الحور العين فاطلعن، فإذا أقبل الرجل قلن: اللهم ثبته اللهم انصره اللهم أعنه، فإذا أدبر احتجبن منه قلن: اللهم اغفر له وإذا قتل غفر له بأول قطرة تخرج من دمه كل ذنب له، وتنزل عليه ثنتان من الحور العين تمسحان عن وجهه الغبار، تقولان: قد أنى لك، ويقول: قد أنى لكما. اهـ الملائكة وهم.

وقال ابن أبي شيبة [19674] حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد قال: قام يزيد بن شجرة في أصحابه، فقال: إنها قد أصبحت عليكم من بين أخضر وأحمر وأصفر، وفي البيوت ما فيها، فإذا لقيتم العدو غدا فقُدُمًا قدما فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما تقدم رجل من خطوة، إلا تقدم إليه الحور العين، فإن تأخر استترن منه، وإن استشهد كانت أول نضحة كفارة خطاياه، وتنزل إليه ثنتان من الحور العين، تنفضان عنه التراب، وتقولان له: مرحبا، قد آن لك، ويقول: مرحبا قد آن لكما. اهـ ذكر السماع تفرد به ابن فضيل عن يزيد. وقال سعيد بن منصور [2564] حدثنا خالد بن عبد الله عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن يزيد بن شجرة أنه قال: قد أصبحت عليكم من الله نعمة من بين أصفر وأخضر وأحمر، وفي البيوت ما فيها، فإذا لقيتم العدو غدا فقدما قدما، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تقدم عبد خطوة في سبيل الله إلا اطلع عليه الحور العين، فإن تأخر استترن منه، فإن قتل كانت أول قطرة تقطر من دمه كفارة لخطاياه، وتأتيه اثنتان من الحور العين مع كل واحدة سبعون حلة لا يجاوز بين أصبعها، تنفضان عنه التراب، وتقولان: مرحبا قد آن لك، ويقول: مرحبا قد آن لكما. الطبراني [642] حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا فهد بن عوف أبو ربيعة ثنا أبو عوانة عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن يزيد بن شجرة أنه قال يا أيها الناس إن الدنيا قد أصبحت وأمست من بين أخضر وأحمر وأصفر وفي البيوت ما فيها، فإذا لقيتم العدو فقدما قدما فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تقدم رجل خطوة في سبيل الله إلا اطلعن إليه الحور العين، وإن تأخر استحيين منه واستترن منه، فإن استشهد كانت أول شجة من دمه كفارة لخطاياه، وتنزل إليه ثنتان من الحور العين فتنفضان التراب عن وجهه، وتقولان: مرحبا قد أنى لك، ويقول هو: مرحبا بكما. اهـ يزيد بن أبي زياد ضعيف.

ص: 176

• مالك [961] عن زيد بن أسلم قال: كتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعا من الروم وما يتخوف منهم فكتب إليه عمر بن الخطاب: أما بعد فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة يجعل الله بعده فرجا وإنه لن يغلب عسر يسرين وإن الله تعالى يقول في كتابه (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).اهـ هذا مرسل.

ورواه ابن المبارك [217] عن هشام بن سعد قال: سمعت زيد بن أسلم يذكر عن أبيه قال: بلغ عمر بن الخطاب أن أبا عبيدة حصر بالشام، وتألب عليه العدو، فكتب إليه عمر: سلام. أما بعد، فإنه ما نزل بعبد مؤمن من منزلة شدة إلا جعل الله عز وجل بعدها فرجا، ولأن لا يغلب عسر يسرين (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) قال: فكتب إليه أبو عبيدة: سلام. أما بعد، فإن الله عز وجل يقول في كتابه (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو) إلى (متاع الغرور) قال: فخرج عمر بكتابه من مكانه، فقعد على المنبر، فقرأه على أهل المدينة، فقال: يا أهل المدينة، إنما يعرض بكم أبو عبيدة، أو أن ارغبوا في الجهاد. ابن أبي شيبة [19834] حدثنا وكيع حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: لما أتى أبو عبيدة الشام حصر هو وأصحابه وأصابهم جهد شديد، قال: فكتب إلى عمر، فكتب إليه عمر: سلام عليك، أما بعد، فإنه لم تكن شدة إلا جعل الله بعدها مخرجا، ولن يغلب عسر يسرين، وكتب إليه (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) قال: فكتب إليه أبو عبيدة: سلام، أما بعد، فإن الله تبارك وتعالى قال (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد) إلى آخر الآية، قال: فخرج عمر بكتاب أبي عبيدة فقرأه على الناس، فقال: يا أهل المدينة، إنما كتب أبو عبيدة يعرض بكم ويحثكم على الجهاد، قال زيد: فقال أبي: وإني لقائم في السوق إذ أقبل قوم مبيضين قد اطلعوا من الثنية فيهم حذيفة بن اليمان يبشرون الناس، قال: فخرجت أشتد حتى دخلت على عمر فقلت: يا أمير المؤمنين، أبشر بنصر الله والفتح، فقال عمر: الله أكبر رب قائل لو كان خالد بن الوليد. اهـ هذا سياق حسن، والمرسل أقوى. وهو خبر صحيح.

ص: 177

• ابن أبي شيبة [33759] حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا حنش بن الحارث قال: سمعت أبي يذكر قال: قدمنا من اليمن، نزلنا المدينة فخرج علينا عمر فطاف في النخع ونظر إليهم فقال: يا معشر النخع، إني أرى الشرف فيكم متربعا فعليكم بالعراق وجموع فارس، فقلنا: يا أمير المؤمنين لا بل الشام نريد الهجرة إليها، قال: لا بل العراق، فإني قد رضيتها لكم، قال: حتى قال بعضنا: يا أمير المؤمنين (لا إكراه في الدين)، قال: فلا إكراه في الدين، عليكم بالعراق، قال: فيها جموع العجم ونحن ألفان وخمسمائة، قال: فأتينا القادسية فقتل من النخع واحد، وكذا وكذا رجلا من سائر الناس ثمانون، فقال عمر: ما شأن النخع، أصيبوا من بين سائر الناس، أفر الناس عنهم؟ قالوا: لا بل ولوا أعظم الأمر وحدهم. حدثنا ابن إدريس عن حنش بن الحارث عن أبيه قال: مرت النخع بعمر فأقامهم فتصفحهم وهم ألفان وخمسمائة، وعليهم رجل يقال له أرطاة، فقال: إني لأرى الشرف فيكم متربعا سيروا إلى إخوانكم من أهل العراق، فقالوا: بل نسير إلى الشام، قال: سيروا إلى العراق، فقالوا:(لا إكراه في الدين)، فقال: سيروا إلى العراق، فلما قدموا العراق جعلوا يسحبون المهر فيذبحونه، فكتب إليهم: أصلحوا فإن في الأمر معقلا أو نفسا، وسمعت أبا بكر بن عياش يقول: كانت بنو أسد يوم القادسية أربعمائة، وكانت بجيلة ثلاثة آلاف، وكانت النخع ألفين وثلاثمائة، وكانت كندة نحو النخع، وكانوا كلهم عشرة آلاف، ولم تكن في القوم أحد أقل من مضر سمعت أبا بكر أن عمر فضلهم فأعطى بعضهم ألفين، وبعضهم ستمائة، وذكر أبو بكر بن عياش في قوله:(فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) قال: أهل القادسية. اهـ حسن.

ص: 178

• ابن المبارك [41] عن سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني سهيل بن أبي الجعد أبو الأجدل أنه سمع سعيدا المقبري حدث عن أبي هريرة قال: الجريء كل الجريء الذي إذا حضر العدو ولى فرارا، والجبان كل الجبان الذي إذا حضر العدو حمل فيهم حتى يكون منه ما شاء الله، فقيل: يا أبا هريرة كيف هذا؟ قال: إن الذي يفر اجترأ على الله، ففر، وإن الجبان فرق من الله. اهـ على رسم ابن حبان.

ص: 179

• ابن المبارك [113] عن ابن لهيعة قال: حدثني الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال: أقبلت الروم يوم أجنادين في جمع كثير من الروم ونصارى العرب، عليهم يناق البطريق فقال بعض الناس لبعض: إنه قد حضركم جمع عظيم، فإن رأيتم أن تتأخروا إلى نواظير الشام بيرين وقديس، وتكتبوا إلى أبي بكر فيمدكم، فقال هشام بن العاص: إن كنتم تعلمون إنما النصر من عند العزيز الحكيم، فقاتلوا القوم، وإن كنتم تنتظرون نصرا من عند أبي بكر، ركبت راحلتي حتى ألحق به، فقال بعض القوم: ما ترك لكم هشام بن العاص مقالا. فقاتلوا قتالا شديدا، فقتل من المسلمين بشر كثير، وقتل هشام بن العاص، وهزم الله الروم، وقتل يناق البطريق. فمر رجل بهشام بن العاص وهو قتيل، فقال: رحمك الله، هذا الذي كنت تبتغي. اهـ مرسل جيد.

ص: 180

• ابن المبارك [49] عن صفوان بن عمرو عن زهير أبي المخارق العبسي عن عبد الله بن عمرو قال: ألا أخبركم بأفضل الشهداء عند الله منزلة يوم القيامة الذين يلقون العدو في الصف، فإذا واجهوا عدوهم لم يلتفت يمينا ولا شمالا واضعا سيفه على عاتقه يقول: اللهم إني أجزيك نفسي اليوم بما أسلفت في الأيام الخالية، فيقتل عند ذلك، فذلك من الشهداء الذين يتلبطون في الغرف العلى من الجنة حيث شاءوا. الدولابي [1738] حدثنا محمد بن عوف قال حدثنا أبو المغيرة قال حدثنا صفوان بن عمرو قال حدثنا زهير بن سالم أبو المخارق أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ألا أخبركم بأفضل الشهداء عند الله الذي إذا واجه عدوه في الصف لم يلتفت يمينا ولا شمالا ويضع سيفه على عاتقه يقول: اللهم أجزيك نفسي اليوم بما أسلفت في الأيام الخالية فيقتل على ذاك فذلك من الشهداء الذين يتلبطون في الغرف العلى من الجنة حيث شاءوا. اهـ لا بأس به.

ص: 181

• عبد الرحمن بن عبد الحكم في فتوح مصر والمغرب [97] حدثنا طلق بن السمح ويحيى بن عبد الله بن بكير قالا: حدثنا ضمام بن إسماعيل المعافري حدثنا أبو قبيل عن عبد الله بن عمرو أنه لقى العدوّ بالكريون، وكان على المقدّمة، وحامل اللواء وردان مولى عمرو، فأصابت عبد الله بن عمرو جراحات كثيرة، فقال: يا وردان، لو تقهقرت قليلا نصيب الرَّوح؛ فقال: وردان: الروح تريد؟ الروح أمامك وليس هو خلفك، فتقدّم عبد الله فجاءه رسول أبيه يسأله عن جراحه، فقال عبد الله:

أقول إذا جاشت النفس اصبري

فعمّا قليل تحمدي أو تلامي.

فرجع الرسول إلى عمرو، فأخبره بما قال، فقال عمرو: هو ابني حقّا. اهـ سند حسن.

ص: 182

• ابن المبارك [128] عن إسماعيل بن عياش قال: أخبرني محمد بن زياد عن أبي عنبة الخولاني أنه كان يوما في مجلس خولان في المسجد جالسا، فخرج عبد الله بن عبد الملك هاربا من الطاعون، فسأل عنه، فقالوا: خرج يتزحزح هاربا من الطاعون، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون ما كنت أرى أن أبقى حتى أسمع مثل هذا أفلا أخبركم عن خلال كان عليها إخوانكم؟ أولها: لقاء الله عز وجل كان أحب إليهم من الشهد، والثانية: لم يكونوا يخافون عدوا، قلوا أو كثروا، والثالثة: لم يكونوا يخافون عوزا من الدنيا، كانوا واثقين بالله عز وجل أن يرزقهم، والرابعة: إن نزل بهم الطاعون لم يبرحوا حتى يقضي الله فيهم ما قضى. اهـ سند حمصي جيد.

ص: 183

• ابن سعد [5613] أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا ابن عون قال حدثنا موسى بن أنس عن أنس بن مالك قال: لما كان يوم اليمامة جئت إلى ثابت بن قيس بن شماس وهو يتحنط قال: وأومأ بيده، قال: فقلت: يا عم، ألا ترى ما يلقى الناس؟ فقال: الآن يا ابن أخي، ثم أقبل، فقال: هكذا عن وجوهنا نقارع القوم، بئس ما عودتم أقرانكم، ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقدم فقاتل حتى قتل. اهـ رواه البخاري من طريق ابن عون.

وقال ابن سعد [5614] أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أنس بن مالك أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ولبس ثوبين أبيضين تكفن فيهما، وقد انهزم القوم فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء المشركون، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء، ثم قال: بئس ما عودتم أقرانكم منذ اليوم، خلوا بيننا وبينهم ساعة، فحمل فقاتل حتى قتل. وكانت درعه قد سرقت فرآه رجل فيما يرى النائم فقال له: إنها في قدر تحت إكاف مكان كذا وكذا وأوصاه بوصايا فيما يرى النائم، فنظروا فوجدوا الدرع كما قال، وأنفذوا وصاياه. اهـ أشار إليه البخاري في الصحيح. وصححه الحاكم.

وقال أحمد [12422] حدثنا هاشم ثنا سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك قال: لما نزلت هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) إلى قوله (وأنتم لا تشعرون) وكان ثابت بن قيس بن الشماس رفيع الصوت فقال أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حبط عملي أنا من أهل النار وجلس في أهله حزينا فتفقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بعض القوم إليه فقالوا له تفقدك رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالك؟ فقال: أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي وأجهر بالقول حبط عملي وأنا من أهل النار. فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه بما قال فقال: لا بل هو من أهل الجنة. قال أنس: وكنا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنه من أهل الجنة. فلما كان يوم اليمامة كان فينا بعض الانكشاف فجاء ثابت بن قيس بن شماس وقد تحنط ولبس كفنه فقال: بئسما تعودون أقرانكم فقاتلهم حتى قتل. اهـ رواه البخاري ومسلم مختصرا.

وقال ابن أبي عاصم في الجهاد [225] حدثنا ابن مصفى قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عطاء الخراساني قال: قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني بحديث ثابت بن قيس فأرسلوني إلى ابنته، فسألتها فقالت: سمعت أبي يقول: لما أنزل الله على رسوله (إن الله لا يحب كل مختال فخور). اشتد على ثابت وغلق عليه بابه، وطفق يبكي، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه، فسأله بما كبر عليه منها، فقال: أنا رجل أحب الجمال، وأحب أن أسود قومي، فقال: إنك لست منهم بل تعيش بخير، وتموت بخير، ويدخلك الله الجنة. فلما أنزل الله على رسوله (ولا تجهروا له بالقول) فعل مثل ذلك، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه، فأخبره بما كبر عليه منها، وأنه جهير الصوت، وأنه يتخوف أن يكون ممن حبط عمله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لست منهم، بل تعيش بخير، وتقتل شهيدا، ويدخلك الله الجنة. فلما استنفر أبو بكر المسلمين إلى أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب سار ثابت بن قيس فيمن سار، فلما لقوا مسيلمة وبني حنيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات، فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحفرا لأنفسهما حفيرة، فدخلا فيها، فقاتلا حتى قتلا. اهـ رواه الحاكم من طريق بحر بن نصر ثنا بشر بن بكر حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني عطاء الخراساني. يأتي في كتاب التعبير إن شاء الله.

وقال ابن سعد [5605] أخبرنا عمر بن حفص عن ثابت عن أنس قال: لما كان يوم العقبة بفارس، وقد زوي الناس، قام البراء بن مالك فركب فرسه وهي توجأ، ثم قال لأصحابه: بئس ما عودتم أقرانكم عليكم يومئذ. اهـ عمر بن حفص العبدي ضعفوه.

ص: 184

• ابن سعد [6695] أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: خمدت الأصوات يوم اليرموك والمسلمون يقاتلون الروم، إلا صوت رجل يقول: يا نصر الله اقترب، يا نصر الله اقترب، فرفعت رأسي أنظر فإذا هو أبو سفيان بن حرب تحت راية ابنه يزيد بن أبي سفيان. قال محمد بن سعد: وزادنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي المدني من بني عامر بن لؤي عن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد، قال: وكان يزيد بن أبي سفيان على ربع وأبو عبيدة بن الجراح على ربع وعمرو بن العاص على ربع وشرحبيل بن حسنة على ربع، ولم يكن عليهم أمير يومئذ. ابن أبي شيبة [33835] حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن سعيد بن المسيب عمن حدثه أنه لم يسمع صوت أشد من صوته وهو تحت راية أبيه يوم اليرموك وهو يقول: هذا يوم من أيام الله، اللهم نزل نصرك يعني أبا سفيان. اهـ الأول أثبت، وسنده صحيح.

ص: 185

• ابن قتيبة في عيون الأخبار [1/ 187] حدثني محمد بن عبيد قال: حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن الأوزاعي قال: قال عتبة بن ربيعة يوم بدر لأصحابه: ألا ترونهم- يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جثيّا على الرّكب كأنهم خرس يتلمّظون تلمّظ الحيّات. قال: وسمعتهم عائشة يكبّرون يوم الجمل فقالت: لا تكثروا الصياح فإن كثرة التكبير عند اللقاء من الفشل. اهـ منقطع.

ص: 186

• عبد الرزاق [9474] عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: لقي البراء بن مالك يوم مسيلمة رجلا يقال له حمار اليمامة وكان رجلا طوالا في يده سيف أبيض وكان البراء رجلا قصيرا فضرب البراء رجليه بالسيف فكأنه أخطأه فوقع على قفاه قال: فأخذت سيفه وأغمدت سيفي، [فما ضربت إلا ضربة واحدة، حتى انقطع فألقيته، وأخذت سيفي]

(1)

. أبو إسحاق الفزاري في السير [418] عن ابن المبارك وإسماعيل بن أبي خالد

(2)

عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن البراء بن مالك قال: لقيت يوم اليمامة رجلا جسيما يقال له حمار اليمامة بيده سيف أبيض، فضربت رجليه، فكأنما أخطأته فانقعر على قفاه، فأخذت سيفه وغمدت سيفي، فما ضربت به إلا ضربة حتى انقطع، فألقيته، وأخذت سيفي. البيهقي [18015] من طريق الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أنس بن مالك عن براء بن مالك قال: لقيت يوم مسيلمة رجلا يقال له حمار اليمامة، رجلا جسيما بيده سيف أبيض، فضربت رجليه فكأنما أخطأته فانقعر فوقع على قفاه، فأخذت سيفه وأغمدت سيفي، فما ضربت به إلا ضربة حتى انقطع فألقيته وأخذت سيفي. البغوي في معجم الصحابة [154] حدثنا عبد الله بن عمر الكوفي حدثنا عبد الله بن المبارك أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أنس بن مالك عن البراء بن مالك قال: لقيت يوم مسيلمة رجلا يقال له: حمار اليمامة رجلا جسيما بيده السيف أبيض فضربت رجليه فكأنما أخطأته وانقعر فوقع على قفاه فأخذت سيفه وأغمدت سيفي فما ضربت به إلا ضربة حتى انقطع فألقيته وأخذت سيفي. اهـ صحيح.

وقال ابن المبارك [162] عن حماد بن سلمة قال: أخبرني ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس أن خالد بن الوليد توجه بالناس يوم اليمامة، فأتوا على نهر، فجعلوا أسافل أمتعتهم في حجزهم، فعبروا النهر، فاقتتلوا ساعة، فولى المسلمون مدبرين، فنكس خالد بن الوليد ساعة ينظر في الأرض، وأنا بينه وبين البراء بن مالك، ثم رفع رأسه، فنظر إلى السماء ساعة، فكان إذا حزبه أمر نظر إلى الأرض ساعة، ثم نظر إلى السماء ساعة، ثم يفرق له رأيه. قال واحد: البراء اتكل. فجعلت فحده إلى الأرض، فقال: يا أخي، والله إني لأنظر. فلما رفع خالد رأسه إلى السماء، وفرق له رأيه قال: يا ابن، أقم. قال: الآن؟ قال: نعم، الآن. فركب البراء فرسا له أنثى، فحمد الله عز وجل، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد أيها الناس، إنها والله الجنة، ومالي إلى المدينة من سبيل. فحضهم ساعة، ثم مضغ فرسه مضغات، فكأني أنظر إليها تمضغ بذنبها، فكبس عليهم، وكبس الناس، فهزم الله المشركين. قال ابن المبارك: وحدثني حماد بن سلمة عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك قال: كان بالمدينة ثلمة، فوضع محكم اليمامة رجليه على الثلمة، وكان رجلا عظيما، فجعل يرجز ويقول: أنا محكم اليمامة أنا أنا سداد الحلة. أنا كذا، أنا كذا. فأتاه البراء، فقتله، وكان فقيرا، فلما أمكنه من الضرب ضرب البراء واتقاه بحجفته، وضربه البراء، فقطع ساقه فقتله، ومع المحكم صفيحة عريضة، فألقى البراء سيفه وأخذ صفيحة المحكم، فضرب بها حتى انكسرت، وقال: قبح الله ما بقي منك، فطرحه، ثم جاء إلى سيفه فأخذه.

اهـ رواه أبو إسحاق الفزاري في السير [419] قال ابن المبارك: وحدثني حماد بن سلمة عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك قال: كان بالمدينة ثلمة فوضع محكم اليمامة عليها رجليه، وكان رجلا عظيما، فجعل يرتجز ويقول: أنا محكم اليمامة، أنا كذا، أنا كذا فأتاه البراء، وكان رجلا قصيرا، فلما أمكنته الضربة ضرب البراء، فاتقاه بحجفته، وضربه البراء فقطع ساقه فقتله ومعه صفيحة عريضة، فألقى البراء سيفه، وأخذ صفيحته، فضرب بها حتى انكسرت، فقال: قبح الله ما بقي منك، فطرحه ثم جاء إلى سيفه فأخذه فأخبرني محلل عن بعض أصحابه أن البراء مر بخالد، وقد أخذته رقدة، وكان مما يغشاه عند الحرب، فضرب فخذه، وقال: أقد أخذتك، ثم حمل على رجل فقتله وأخذ سيفه، فكانت هزيمة القوم. ابن أبي شيبة [33721] حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن ثمامة بن أنس عن أنس قال: كنت بين يدي خالد بن الوليد وبين البراء يوم اليمامة، قال: فبعث خالد الخيل فجاءوا منهزمين، وجعل البراء يرعد، فجعلت ألحده إلى الأرض وهو يقول: أي أحدني أفطر، قال: ثم بعث خالد الخيل فجاءوا منهزمين، قال، فنظر خالد إلى السماء ثم إلى الأرض، وكان يصنع ذلك إذا أراد الأمر، ثم قال: يا براء، وحد في نفسك، قال: فقال: الآن؟ قال: فقال: نعم. الآن، قال: فركب البراء فرسه فجعل يضربها بالسوط، وكأني أنظر إليها، تمضغ ثدييها فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أهل المدينة، إنه لا مدينة لكم وإنما هو الله وحده والجنة، ثم حمل وحمل الناس معه، فانهزم أهل اليمامة حتى أتى حصنهم فلقيه محكم اليمامة، فضربه بالسيف، فاتقاه البراء بالجحفة، فأصاب الجحفة، ثم ضربه البراء فصرعه، فأخذ سيف محكم اليمامة فضربه به حتى انقطع، فقال: قبح الله ما بقي منك، ورمى به وعاد إلى سيفه.

ابن أبي شيبة [33726] حدثنا عفان قال: ثنا حماد بن سلمة قال: ثنا ثمامة بن عبد الله عن أنس أن خالد بن الوليد، وجه الناس يوم اليمامة، فأتوا على نهر، فجعلوا أسافل أقبيتهم في حجرهم، ثم قطعوا إليهم فتراموا، فولى المسلمون مدبرين، فنكس خالد ساعة، ثم رفع رأسه وأنا بينه وبين البراء، وكان خالد إذا حزبه أمر نظر إلى السماء ساعة، ثم رفع رأسه إلى السماء، ثم يفرق له رأيه، فأخذت البراء، فجعلت ألحده إلى الأرض، فقال: يا ابن أخي، إني لا أفطر، ثم قال: يا براء قم، فقال البراء: الآن؟ قال: نعم. الآن، فركب البراء فرسا له أنثى، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، يا أيها الناس، إنه ما إلى المدينة سبيل، إنما هي الجنة، فحضهم ساعة، ثم مضغ فرسه مضغات فكأني أراها تمضغ ثدييها، ثم كبس عليهم وكبس الناس، قال حماد بن سلمة: فأخبرني عبيد الله بن أبي بكر عن أنس قال: كان في مدينتهم ثلمة، فوضع محكم اليمامة رجليه عليها، وكان عظيما جسيما فجعل يرتجز: أنا محكم اليمامة، أنا مدار الحلة، وأنا وأنا، قال: وكان رجلهم، فلما أمكنه من الضرب ضربه، واتقاه البراء بجحفته، ثم ضرب البراء ساقه فقتله، ومع محكم اليمامة صفيحة عريضة، فألقى سيفه وأخذ صفيحة محكم، فحمل فضرب بها حتى انكسرت، فقال: قبح الله ما بيني وبينك وأخذ سيفه. ابن سعد [5597] أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك عن أنس بن مالك قال: كنت مع خالد بن الوليد والبراء بن مالك يوم اليمامة، قال: فوجه خالد الرماة إلى أهل اليمامة، فأتوا على نهر فأخذوا أسافل أقبيتهم فغرزوها في حجزهم فقطعوا النهر فتراموا، فولى المسلمون مدبرين وكان خالد بن الوليد إذا حزبه أمر نكس ساعة في الأرض ثم رفع رأسه إلى السماء ثم يفرق له رأيه، وأخذ البراء أفكل.

قال أنس: فجعلت أطد فخذه إلى الأرض وأنا بينه وبين خالد، فقال البراء: يا أخي إني لأقطر، قال: فنكس خالد ساعة ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال للبراء: قم، فقال: الآن الآن؟ فقال: نعم الآن، فقام فركب فرسا له أنثى فحمد الله ثم قال: يا أيها الناس إنها والله الجنة وما إلى المدينة سبيل، أين أين؟ ما إلى المدينة سبيل، قال: ثم مصع فرسه مصعات قال: فكأني أنظر إلى فرسه تمصع بذنبها

(3)

ثم كبس وكبس الناس معه، فهزم الله المشركين، وكانت في مدينتهم ثلمة. قال يحيى بن عباد: فحدثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس قال: فوضع محكم اليمامة رجليه على الثلمة، وكان رجلا جسيما عظيما فجعل يرتجز ويقول:

أنا محكم اليمامة

أنا سداد الخلة

وأنا وأنا، ومعه صفيحة له عريضة، قال: فدنا منه البراء بن مالك وكان رجلا قصيرا فلما أمكنه من الضرب ضربه المحكم فاتقاه البراء بحجفته، فضرب البراء ساقه فقطعها فقتله وألقى سيفه وأخذ صفيحة المحكم فضربه به حتى انكسر، فقال: قبح الله ما بقي منك، فرمى به وأخذ سيفه. وقال ابن حجر في الإصابة [1/ 413] وفي تاريخ السراج من طريق يونس عن الحسن وعن ابن سيرين عن أنس أن خالد بن الوليد قال للبراء يوم اليمامة: قم يا براء، قال: فركب فرسه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أهل المدينة، لا مدينة لكم اليوم، وإنما هو الله وحده والجنة. ثم حمل وحمل الناس معه، فانهزم أهل اليمامة، فلقي البراء محكم اليمامة فضربه البراء وصرعه، فأخذ سيف محكم اليمامة فضرب به حتى انقطع. اهـ هذا خبر صحيح، على تصحيف في بعض متنه.

يأتي من هذا الباب.

(1)

- هذه الكلمات الثلاث في الحديث استدركتها من معجم الطبراني.

(2)

- كذا وجدته، وأظنه إسماعيل ابن علية.

(3)

- قال الجوهري في الصحاح: مَصَعَتِ الدابَّة بذنَبها حرَّكته. قال رؤبة: يَمْصَعْنَ بالأذناب من لَوْحٍ وَبَقْ. والمَصْعُ الضرب بالسيف. اهـ ذكره في "مصع" بمهملتين. ومضغ في الحديث بالمعجمتين تصحيف.

ص: 187