المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب في الأمان وما يحاذر من الغدر - العتيق مصنف جامع لفتاوى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - جـ ٣٤

[محمد بن مبارك حكيمي]

فهرس الكتاب

- ‌باب منه

- ‌الغزو في البحر

- ‌الغزو في الأشهر الحرم

- ‌جماع ما يوصى به المجاهدون

- ‌ما نهي عن قتله في الغزو

- ‌ما ذكر في التحريق والمثلة

- ‌باب منه

- ‌في تحريق الشجر ومال العدو

- ‌النهي عن قتل الصبر

- ‌باب في حمل الرؤوس

- ‌في قتل الذرية

- ‌ما يتخوف من الحدود في الغزو

- ‌الخدعة في الحرب

- ‌الشعار في الغزو

- ‌ما يحمد من الحماسة في الحرب

- ‌في الدعوة قبل القتال

- ‌باب في الأمان وما يحاذر من الغدر

- ‌في أمان العبد

- ‌في أمان المرأة المسلمة

- ‌الغزو بالنساء

- ‌ما يتّقى من أثقال الدنيا مع الغزو

- ‌من بايع جنوده في القتال

- ‌ما يؤمر به من الصبر والذِّكر عند اللقاء

- ‌الفرار من الزحف وما ذكر في التحيز

- ‌باب منه

- ‌في خير ساعات القتال

- ‌ما جاء في الانغماس في العدو إذا التقى الجمعان

- ‌ما يكره من المخاطرة عند الحصون

- ‌فكاك الأسير والمفاداة

- ‌ما ذكر في الاستعانة بالكافر

- ‌أبواب الغنائم والأنفال

- ‌ما جاء في السلب

- ‌باب في الصفي

- ‌في النفل غير السلب

- ‌ما جاء في الغلول

- ‌ما يجوز من أخذ طعام البطن ويسير المتاع

- ‌باب الكنز واللقطة في أرض الحرب

- ‌جامع العمل في الخمس

- ‌باب المدد لم يدرك الوقعة يقسم لهم

- ‌باب في سهمان الخيل

- ‌المرأة والعبد إذاحضروا الغزو يسهم لهم

- ‌جامع

- ‌الأمر في ما يحرزه الكفار من أموال المسلمين

- ‌العمل في الحرابة

- ‌باب منه

- ‌الأمر في الخوارج

- ‌من قاتل دون ماله وولده

- ‌باب في من شهر السلاح

- ‌الأمر في اقتتال المسلمين وما يستحل منهم

- ‌الأمر في قتال المرتدين

- ‌من أجهز على جرحى المشركين والمرتدين

- ‌الأمر في الجزية على المجوس

- ‌باب منه

- ‌جامع الأمر في الجزية

- ‌صلاة الخوف

- ‌ما جاء في الهجرة

الفصل: ‌باب في الأمان وما يحاذر من الغدر

‌باب في الأمان وما يحاذر من الغدر

قال الله تعالى جده (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله) الآية.

ص: 121

• البخاري [3045] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي وهو حليف لبني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة أن أبا هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط سرية عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة وهو بين عسفان ومكة ذُكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان، فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل، كلهم رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة فقالوا هذا تمر يثرب. فاقتصوا آثارهم، فلما رآهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى فدفد، وأحاط بهم القوم فقالوا لهم انزلوا وأعطونا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق، ولا نقتل منكم أحدا. قال عاصم بن ثابت أمير السرية أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك. فرموهم بالنبل، فقتلوا عاصما في سبعة، فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق، منهم خبيب الأنصاري وابن دثنة ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم فقال الرجل الثالث هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم، إن في هؤلاء لأسوة. يريد القتلى، فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه، فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر، فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا. فأخبرني عبيد الله بن عياض أن بنت الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها فأعارته، فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه قالت فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده، ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي فقال تخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك.

والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد، وما بمكة من ثمر وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيبا، فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب ذروني أركع ركعتين. فتركوه، فركع ركعتين ثم قال: لولا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها اللهم أحصهم عددا. ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي شق كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع فقتله ابن الحارث، فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرا، فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه خبرهم وما أصيبوا، وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر، فبعث على عاصم مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسولهم، فلم يقدروا على أن يقطع من لحمه شيئا. اهـ

ص: 122

• البخاري [7111] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة. وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله، ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه، ولا بايع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه. اهـ

ص: 123

• أحمد [17015] حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي الفيض عن سليم بن عامر قال: كان معاوية يسير بأرض الروم وكان بينهم وبينه أمد، فأراد أن يدنو منهم، فإذا انقضى الأمد غزاهم، فإذا شيخ على دابة يقول: الله أكبر، الله أكبر، وفاء لا غدر، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان بينه وبين قوم عهد، فلا يحلن عقدة ولا يشدها حتى ينقضي أمدها، أو ينبذ إليهم على سواء، فبلغ ذلك معاوية فرجع، وإذا الشيخ عمرو بن عبسة. اهـ رواه أبو داود والترمذي وابن حبان وصححاه.

ص: 124

• مالك [967] عن رجل من أهل الكوفة أن عمر بن الخطاب كتب إلى عامل جيش كان بعثه إنه بلغني أن رجالا منكم يطلبون العلج حتى إذا أسند في الجبل وامتنع قال رجل: مطرس يقول: لا تخف فإذا أدركه قتله وإني والذي نفسي بيده لا أعلم مكان واحد فعل ذلك إلا ضربت عنقه. اهـ

وقال سعيد بن منصور [2597] حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب: والله لو أن أحدكم أشار بأصبعه إلى السماء إلى مشرك، فنزل إليه على ذلك فقتله لقتلته به. أبو طاهر المخلص [397] حدثنا عبد الله حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب: والله لو أن أحدكم أومأ إلى السماء بإصبعه لمشرك يعني بالأمان فنزل إليه على ذلك فقتله لقتلته به. اهـ مرسل، وذكر القتل به غير محفوظ.

وقال ابن أبي شيبة [33404] حدثنا وكيع قال: ثنا أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد قال: قال عمر: أيما رجل من المسلمين أشار إلى رجل من العدو لئن نزلت لأقتلنك، فنزل وهو يرى أنه أمان فقد أمنه. اهـ مرسل حسن.

وقال عبد الرزاق [9435] عن الثوري عن موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: كتب عمر بن الخطاب أيما رجل دعا رجلا من المشركين وأشار إلى السماء فقد أمّنه الله فإنما نزل بعهد الله وميثاقه. ابن أبي شيبة [33405] حدثنا وكيع قال ثنا موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: كتب عمر إلى أمراء الأجناد أيما رجل من المسلمين أشار إلى رجل من العدو: لئن نزلت لأقتلنك فنزل، وهو يرى أنه أمان فقد أمنه. سعيد بن منصور [2598] حدثنا مروان بن معاوية قال نا موسى بن عبيدة الربذي عن طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي قال: قال عمر بن الخطاب: أيما رجل من المسلمين أشار بأصبعه إلى السماء فدعا رجلا من المشركين فنزل، فإن قال: والله لأقتلنك فهو آمن، إنما ينزل بعهد الله وميثاقه. اهـ مرسل لا بأس به.

وقال عبد الرزاق [9431] عن معمر عن الأعمش عن شقيق قال: كتب إلينا عمر ونحن بخانقين أن الأهلة بعضها أكبر من بعض فإذا رأيتم الهلال فلا تفطروا حتى يشهد رجلان أنهما رأياه بالأمس. وإذا حاصرتم أهل حصن فلا تنزلوهم على حكم الله وحكم رسوله ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم احكموا فيهم بما شئتم. ولا تقولوا لا تخف ولا تدهل ومترس فإن الله يعلم الألسنة. عبد الرزاق [9429] عن الثوري عن الأعمش عن أبي وائل قال: كتب إلينا عمر ونحن بخانقين إذا حصرتم قصرا فلا تقولوا انزلوا على حكم الله وحكمنا ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم ما شئتم. فإذا لقي رجل رجلا فقال له مترس فقد أمنه وإذا قال لا تدهل فقد أمنه وإذا قال لا تخف فقد أمنه فإن الله يعلم الألسنة. ابن المنذر [6267] حدثنا علي بن الحسن قال حدثنا عبد الله بن الوليد عن سفيان حدثني الأعمش عن أبي وائل قال: كتب إلي عمر بن الخطاب ونحن محاصروا قصر، فقال: إذا حاصرتم قصرا، فلا تقولوا لهم: انزلوا على حكم الله وحكمنا، فإنكم لا تدرون ما حكم الله، ولكن انزلوا على حكمهم، ثم احكموا فيهم ما شئتم، وإذا لقي الرجل الرجل، فقال: مترس، فقد أمنه، وإذا قال: لا تخف، فقد أمنه، وإذا قال: لا تدهل، فقد أمنه، إن الله يعلم الألسنة. اهـ كذا وجدته "كتب إليّ" صوابه "إلينا". ابن أبي شيبة [33403] حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي وائل قال: أتانا كتاب عمر ونحن بخانقين: إذا قال الرجل للرجل: لا تدخل فقد أمنه، وإذا قال: لا تخف فقد أمنه، وإذا قال: مطرس فقد أمنه قال: الله يعلم الألسنة. ابن أبي شيبة [33407] حدثنا وكيع قال: ثنا الأعمش عن أبي وائل قال: أتانا كتاب عمر ونحن بخانقين، إذا حاصرتم قصرا فأرادوكم على أن ينزلوا على حكم الله فلا تنزلوهم، فإنكم لا تدرون تصيبون فيهم حكمه أم لا، ولكن أنزلوهم على حكمكم، ثم اقضوا فيهم بعد ما شئتم.

سعيد بن منصور [2599] حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: أتأنا كتاب عمر بن الخطاب ونحن بخانقين لهلال رمضان منا الصائم ومنا المفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم: أن الأهلة بعضها أكبر من بعض، فإذا رأيتم الهلال نهارا، فلا تفطروا حتى يشهد شاهدان أنهما رأياه بالأمس، وإذا حاصرتم أهل حصن، فأرادوكم على أن تنزلوهم على حكم الله فلا تنزلوهم على حكم الله، فإنكم لا تدرون ما حكم الله فيهم، ولكن أنزلوهم على حكمكم، ثم احكموا فيهم ما شئتم، وإذا قلتم لا بأس أو لا تدهل أو مترس فقد آمنتموهم فإن الله يعلم الألسنة. حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق، بهذا الحديث قال: وإذا قال الرجل للرجل: لا تخف فقد أمنه، وإذا قال: مطرس فقد أمنه، وإذا قال: لا تدحل، فقد أمنه، فإن الله يعلم الألسنة. البيهقي [18180] من طريق جعفر بن عون أنبأ الأعمش عن أبي وائل قال: جاءنا كتاب عمر: وإذا حاصرتم قصرا فأرادوكم أن ينزلوا على حكم الله فلا تنزلوهم، فإنكم لا تدرون ما حكم الله فيهم ولكن أنزلوهم على حكمكم، ثم اقضوا فيهم ما أحببتم، وإذا قال الرجل للرجل: لا تخف فقد أمنه، وإذا قال: مترس فقد أمنه، وإذا قال له: أظنه لا تدهل فقد أمنه، فإن الله يعلم الألسنة. قال البيهقي: ورواه الثوري عن الأعمش، فقال في آخره: وإن قال لا تذهل فقد أمنه، فإن الله يعلم الألسنة. أخبرناه أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا أبو خليفة ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال: جاء كتاب عمر ونحن محاصرون قصرا فذكره بمعناه. اهـ صحيح، كتبته في الصوم، وقد علقه البخاري.

ص: 125

• سعيد بن منصور [2607] حدثنا خالد وهشيم عن حصين عن أبي عطية الهمداني أن عمر بن الخطاب كتب: أن مترس أمان فمن قلتموها له فهو آمن. ابن أبي شيبة [33400] حدثنا عباد بن العوام عن أبي عطية قال: كتب عمر إلى أهل الكوفة أنه ذكر لي أن مطرس بلسان الفارسية الأمنة، فإن قلتموها لمن لا يفقه لسانكم فهو آمن. المستغفري في فضائل القرآن [840] من طريق عبد الله بن إدريس أخبرنا حصين عن أبي عطية الهمداني قال: كتب إلينا عمر: تعلموا سورة براءة وعلموا نساءكم سورة النور، ومن قلتم له: لا تخف، ولا يرحل أو تطرس فقد أجزتموه. اهـ صحيح، كتبت طرفا منه في النكاح.

ص: 126

• سعيد بن منصور [2927] حدثنا إسماعيل بن عياش عن الأحوص وأبي بكر عن حكيم بن عمير أن عمر بن الخطاب كتب إلى الناس: أما بعد، فإن الدنيا حلوة خضرة، فإياكم وإياها، واحتسبوا إلى الله أعمالكم، واعلموا أنكم بأرض عدوكم لا يفقهون كلامكم فأتموا إليهم العهد والذمة، فإن أشار أحدكم إلى عدوه بيده إلى السماء فقال: والله لئن نزلت لأقتلنك، فنزل، إنما نزل حين أشار إلى السماء وذلك عقده. اهـ ضعيف.

ص: 127

• ابن أبي شيبة [33402] حدثنا مروان بن معاوية عن حميد عن أنس قال: حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر، فبعث به أبو موسى معي فلما قدمنا على عمر سكت الهرمزان فلم يتكلم فقال عمر: تكلم فقال: كلام حي أو كلام ميت؟ قال: فتكلم فلا بأس. فقال: إنا وإياكم معشر العرب ما خلى الله بيننا، وبينكم، كنا نقتلكم ونقصيكم، فإذا كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان. قال: فقال عمر: ما تقول يا أنس؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين، تركت خلفي شوكة شديدة وعددا كثيرا، إن قتلته أيس القوم من الحياة، وكان أشد لشوكتهم، وإن استحييته طمع القوم فقال: يا أنس: أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور؟ فلما خشيت أن يبسط عليه قلت له، ليس لك إلى قتله سبيل فقال عمر: لم؟ أعطاك؟ أصبت منه؟ قلت: ما فعلت ولكنك قلت له: تكلم فلا بأس فقال: لتجيئن بمن يشهد معك، أو لأبدأن بعقوبتك قال: فخرجت من عنده فإذا بالزبير بن العوام قد حفظ ما حفظت، فشهد عنده فتركه، وأسلم الهرمزان وفرض له. أبو عبيد في الأموال [274] حدثنا مروان بن معاوية حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر رحمه الله، قال أنس: فبعث به أبو موسى معي إلى عمر، فلما قدمنا عليه سكت الهرمزان فلم يتكلم، فقال له عمر: تكلم، فقال: أكلام حي أم كلام ميت؟ فقال: تكلم فلا بأس. فقال الهرمزان: إنا وإياكم معشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم كنا نقتلكم ونقصيكم فلما كان الله معكم لم تكن لنا بكم يدان، فقال عمر: ما تقول يا أنس؟ قلت: يا أمير المؤمنين تركت خلفي شوكة شديدة وعددا كثيرا، إن قتلته يئس القوم من الحياة، فكان أشد لشوكتهم، وإن استحييته طمع القوم. فقال: يا أنس، أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور؟. قال أبو عبيد: في الحديث مَجزأة وهو في العربية مجزأة

(1)

.

قال أنس: فلما خشيت أن يبسط عليه، قلت ليس إلى قتله سبيل، قال: لم؟ أعطاك؟ أأصبت منه؟ قلت: ما فعلت، ولكنك قلت: تكلم فلا بأس، فقال عمر: لتجيئن معك بمن يشهد أو لابد من عقوبتك. قال: فخرجت من عنده فإذا الزبير بن العوام قد حفظ ما حفظت، قال: فخلى سبيله فأسلم الهرمزان، وفرض له عمر. حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس بن مالك، مثل ذلك، أو نحوه. ابن خزيمة في حديثه [96] عن علي بن حجر ثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا حميد عن أنس قال: بعث معي أبو موسى بالهرمزان إلى عمر بن الخطاب، وكان نزل على حكمه، قال: فلما قدمت به قال: فجعل عمر يكلمه فجعل لا يرجع إليه الهرمزان الكلام، قال: فقال له: ما لك لا تكلم؟ فقال: أكلام حي أم كلام ميت؟ قال: تكلم لا بأس، قال: كنا وأنتم يا معشر العرب، ما خلى الله بيننا وبينكم نستعبدكم، ونقصيكم، فلما كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان. قال: ثم كان عمر أراد قتله فقال: فقلت: ليس إلى قتله سبيل، قد قلت له تكلم فلا بأس. فقال: لتأتين معك بشاهد آخر أو لأبدأن بعقوبتك. قال: فخرجت من عنده، فلقيت الزبير بن العوام، فوجدته قد حفظ مثل ما حفظت، قال: فأتاه فشهد على مثل الذي شهدت به، فتركه فأسلم وفرض له. سعيد بن منصور [2670] حدثنا هشيم قال: أنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: لما افتتح أبو موسى تستر فأتي بالهرمزان أسيرا، فقدمت به على عمر بن الخطاب، فقال له: ما لك؟ فقال الهرمزان: بلسان ميت أتكلم أم بلسان حي؟ قال له: تكلم فلا بأس، قال الهرمزان: إنا وإياكم معاشر العرب كنا ما خلى الله بيننا وبينكم لم يكن لكم بنا يدان، فلما كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان.

فأمر بقتله، فقال أنس بن مالك: ليس إلى ذلك سبيل فقد أمنته، قال: كلا، ولكنك ارتشيت منه، وفعلت وفعلت، فقلت: يا أمير المؤمنين ليس إلى قتله سبيل، قال: ويحك أنا استحييه بعد قتله البراء بن مالك، ومجزأة بن ثور؟ ثم قال عمر: هات البينة على ما تقول، فقال له الزبير بن العوام: قد قلت له تكلم، فلا بأس، فدرأ عنه عمر القتل، وأسلم، ففرض له عمر في العطاء على ألف أو ألفين، الشك من هشيم. الشافعي [هق 18183] أنبأ الثقفي عن حميد عن أنس بن مالك قال: حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر، فقدمت به على عمر، فلما انتهينا إليه، قال له عمر: تكلم، قال: كلام حي، أو كلام ميت؟ قال: تكلم لا بأس. قال: إنا وإياكم معاشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم، كنا نتعبدكم ونقتلكم ونغصبكم، فلما كان الله معكم لم يكن لنا يدان. فقال عمر: ما تقول؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، تركت بعدي عدوا كثيرا وشوكة شديدة، فإن قتلته يأيس القوم من الحياة ويكون أشد لشوكتهم. فقال عمر: أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور؟ فلما خشيت أن يقتله قلت: ليس إلى قتله سبيل قد قلت له: تكلم لا بأس. فقال عمر: ارتشيت وأصبت منه؟ فقال: والله ما ارتشيت ولا أصبت منه. قال: لتأتيني على ما شهدت به بغيرك أو لأبدأن بعقوبتك. قال: فخرجت، فلقيت الزبير بن العوام فشهد معي، وأمسك عمر، وأسلم يعني الهرمزان وفرض له. البيهقي [18193] من طريق يعقوب بن سفيان

(2)

ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا حميد ثنا أنس أن الهرمزان نزل على حكم عمر، فقال عمر: يا أنس أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور؟ فأسلم وفرض له. اهـ صحيح، وقد علقه البخاري.

وقد رواه ابن أبي شيبة مطولا أكتبه هنا لجودة سياقه: قال الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة [33813] حدثنا قراد أبو نوح قال: حدثنا عثمان بن معاوية القرشي عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: لما نزل أبو موسى بالناس على الهرمزان ومن معه بتستر، قال: أقاموا سنة أو نحوها لا يخلصون إليه، قال: وقد كان الهرمزان قتل رجلا من دهاقنتهم وعظمائهم، فانطلق أخوه حتى أتى أبا موسى، فقال: ما يجعل لي إن دللتك على المدخل؟ قال: سلني ما شئت، قال: أسألك أن تحقن دمي ودماء أهل بيتي وتخلي بيننا وبين ما في أيدينا من أموالنا ومساكننا، قال: فذاك لك، قال: ابغني إنسانا سابحا ذا عقل ولب يأتيك بأمر بين، قال: فأرسل أبو موسى إلى مجزأة بن ثور السدوسي فقال له: ابغني رجلا من قومك سابحا ذا عقل ولب، وليس بذاك في خطره، فإن أصيب كان مصابه على المسلمين يسيرا، وإن سلم جاءنا سب، فإني لا أدري ما جاء به هذا الدهقان ولا آمن له ولا أثق به، قال: فقال مجزأة: قد وجدت، قال: من هو؟ فأت به، قال، أنا هو، قال أبو موسى: يرحمك الله، ما هذا أردت فابغني رجلا، قال: فقال مجزأة بن ثور: والله لا أعمد إلى عجوز من بكر بن وائل أتداين أم مجزأة بابنها؟ قال: أما إذا أبيت فسر، فلبس الثياب البيض وأخذ منديلا وأخذ معه خنجرا، ثم انطلق إلى الدهقان حتى سنح، فأجاز المدينة فأدخله من مدخل الماء حيث يدخل على أهل المدينة، قال: فأدخله في مدخل شديد يضيق به أحيانا حتى ينبطح على بطنه، ويتسع أحيانا فيمشي قائما، ويحبو في بعض ذلك حتى دخل المدينة، وقد أمر أبو موسى أن يحفظ طريق باب المدينة وطريق السوق ومنزل الهرمزان، فانطلق به الدهقان حتى أراه طريق السور وطريق الباب، ثم انطلق به إلى منزل الهرمزان، وقد كان أبو موسى أوصاه أن لا تسبقني بأمر.

فلما رأى الهرمزان قاعدا وحوله دهاقنته وهو يشرب فقال للدهقان: هذا الهرمزان؟ قال: نعم، قال: هذا الذي لقي المسلمون منه ما لقوا، أما والله لأريحنهم منه، قال: فقال له الدهقان: لا تفعل فإنهم يحرزون ويحولون بينك وبين دخول هذا المدخل، فأبى مجزأة إلا أن يمضي على رأيه على قتل العلج، فأداره الدهقان والأصب أن يكف عن قتله، فأبى، فذكر الدهقان قول أبي موسى له: اتق أن لا تسبقني بأمر، فقال: أليس قد أمرك صاحبك أن لا تسبقه بأمر، فقال: ها أنا والله لأريحنهم منه، فرجع مع الدهقان إلى منزله فأقام يومه حتى أمسى، ثم رجع إلى أبي موسى فندب أبو موسى الناس معه، فانتدب ثلاثمائة ونيف، فأمرهم أن يلبس الرجل ثوبين لا يزيد عليه، وسيفه، ففعل القوم، قال فقعدوا على شاطئ النهر ينتظرون مجزأة أن يأتيهم وهو عند أبي موسى يوصيه ويأمره، قال عبد الرحمن بن أبي بكرة: وليس لهم همٌّ غيره يشير إلى الموت، لأنظرن إلى ما يصنع، والمائدة موضوعة بين يدي أبي موسى، قال: فكأنه استحى أن لا يتناول من المائدة شيئا، قال: فتناول حبة من عنب فلاكها، فما قدر على أن يسيغها وأخذها رويدا فنبذها تحت الخوان، وودعه أبو موسى وأوصاه فقال: مجزأة لأبي موسى: إني أسألك شيئا فأعطنيه قال: لا تسألني شيئا إلا أعطيتكه، قال: فأعطني سيفك أتقلده إلى سيفي، فدعا له بسيفه فأعطاه إياه، فذهب إلى القوم وهم ينظرونه حتى كان في وسطه منهم فكبر ووقع في الماء ووقع القوم جميعا، قال: يقول عبد الرحمن بن أبي بكرة: كأنهم البط فسبحوا حتى جاوزوا، ثم انطلق بهم إلى الثقب الذي يدخل الماء منه فكبر، ثم دخل فلما أفضى إلى المدينة فنظر لم يقم معه إلا خمسة وثلاثون أو ستة وثلاثون رجلا، فقال لأصحابه: ألا أعود إليهم فأدخلهم؟ فقال رجل من أهل الكوفة يقال له الجبان لشجاعته: غيرك فليقل هذا يا مجزأة، إنما عليك نفسك، فامض لما أمرت به، فقال له: أصبت، فمضى بطائفة منهم إلى الباب فوضعهم عليه ومضى

بطائفة إلى السور، ومضى بمن بقي حتى صعد إلى السور، فانحدر عليه علج من الأساورة معه، فنزل فطعن مجزأة فأثبته، فقال مجزأة: امضوا لأمركم، لا يشغلنكم عني شيء، فألقوا عليه برذعة ليعرفوا مكانه ومضوا، وكبر المسلمون على السور وعلى باب المدينة وفتحوا الباب وأقبل المسلمون على عادتهم حتى دخلوا المدينة، قال: قيل للهرمزان: هذا العرب قد دخلوا، قال: لا شك أنهم قد رحسوها، قال: من أين دخلوا؟ أمن السماء، قال: وتحصن في قصبة له، وأقبل أبو موسى يركض على فرس له عربي حتى دخل على أنس بن مالك وهو على الناس، قال: لكن نحن يا أبا حمزة لم نصنع اليوم شيئا، وقد قتلوا من القوم من قتلوا، وأسروا من أسروا، وأطافوا بالهرمزان لقصبته إليه حتى أمنوه، ونزل على حكم عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، قال: فبعث بهم أبو موسى مع أنس الهرمزان وأصحابه، فانطلقوا بهم حتى قدموا على عمر، قال: فأرسل إليه أنس: ما ترى في هؤلاء؟ أدخلهم عراة مكتفين، أو آمرهم فيأخذون حليهم وبرمتهم، قال: فأرسل إليه عمر، لو أدخلتهم كما تقول عراة مكتفين لم يزيدوا على أن يكونوا أعلاجا، ولكن أدخلهم عليهم حليهم وبرمتهم حتى يعلم المسلمون ما أفاء الله عليهم، فأمرهم فأخذوا برمتهم وحليهم ودخلوا على عمر، فقال الهرمزان لعمر: يا أمير المؤمنين، قد علمت كيف كنا وكنتم إذ كنا على ضلالة جميعا، كانت القبيلة من قبائل العرب ترمي نشابة بعض أساورتنا فيهربون إلى الأرض البعيدة، فلما هداكم الله فكان معكم لم نستطع أن نقاتله، فرجع بهم أنس، فلما أمسى عمر أرسل إلى أنس أن اغد علي بأسراك أضرب أعناقهم، فأتاه أنس فقال: والله يا عمر ما ذاك لك، قال: ولم؟ قال: إنك قد قلت للرجل: تكلم فلا بأس عليك، قال: لتأتيني على هذا ببرهان أو لأسوءنك، قال: فسأل أنس القوم جلساء عمر فقال: أما قال عمر للرجل: تكلم فلا بأس عليك.

قالوا: بلى؟ فكبر ذلك على عمر، قال: أما رفع عمر يديه فأخرجهم عني، فسيرهم إلى قرية يقال لها دهلك، في البحر، فلما توجهوا بهم رفع عمر يديه فقال: اللهم اكسرها بهم ثلاثا. فركبوا السفينة فاندقت بهم وانكسرت، وكانت قريبة من الأرض فخرجوا، فقال رجل من المسلمين: لو دعا أن يغرقهم لغرقوا، ولكن إنما قال: اكسرها بهم. قال: فأقرهم. اهـ أبو نوح اسمه عبد الرحمن بن غزوان. وقال البخاري في التاريخ [1436] قال عبد الله بن محمد نا قراد سمع عثمان بن معاوية القرشي عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال قلت لأنظرن ما يفعل مجزأة فقتل. اهـ حديث حسن، على رسم ابن حبان.

وروى عبد الرزاق [9478] عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: فتحت الأهواز وأميرهم أبو موسى أو غيره فدعا مجزأة أو شقيق بن ثور - شك أبو بكر

(3)

- فقال انظر لي رجلا من قومك أبعثه في مبعث فقال لئن كان هذا الأمر الذي تريد خيرا ما أحب أن يسبقني إليه أحد من قومي ولئن كان غير ذلك ما أحب أن أوقع فيه أحدا من قومي فابعثني قال إنا دللنا على سرب يدخل منه إلى المدينة قال فبعثه في أناس قال ولا أعلمه إلا قال وعليهم البراء بن مالك قال فدخل مجزأة أو شقيق السرب فلما خرج رموه بصخرة فقتلوه ودخل الناس حتى كثروا وفتحها الله عليهم قال سمعنا أنه كان غلاما ابن عشرين. اهـ هذا مرسل جيد، وسياق الأول أجود.

وروى البيهقي [18182] من طريق عبد الله بن جعفر الرقي ثنا المعتمر بن سليمان ثنا سعيد بن عبيد الله ثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير عن جبير بن حية قال: بعث عمر الناس من أفناء الأمصار يقاتلون المشركين، قال: فبينما عمر رضي الله عنه كذلك، إذ أتي برجل من المشركين من أهل الأهواز قد أسر، فلما أتي به قال بعض الناس للهرمزان: أيسرك أن لا تقتل؟ قال: نعم، وما هو؟ قال: إذا قربوك من أمير المؤمنين فكلمك فقل: إني أفرق أن أكلمك، فيقول: لا تفرق، فإن أراد قتلك فقل: إني في أمان، إنك قلت لا تفرق. قال: فحفظها الرجل، فلما أتي به عمر قال له في بعض ما يسائله عنه: إني أفرق. يعني، فقال: لا تفرق. قال: فلما فرغ من كلامه ساءله عما شاء الله، ثم قال له: إني قاتلك، قال: فقال: فقد أمنتني. فقال: ويحك ما أمنتك. قال: قلت: لا تفرق. قال: صدق إما لا فأسلم. قال: نعم. فأسلم. ثم ذكر الحديث بطوله. اهـ صحيح، تقدم.

وقال ابن أبي شيبة [33820] حدثنا مروان بن معاوية عن حميد عن حبيب أبي يحيى أن خالد بن زيد وكانت عينه أصيبت بالسوس، قال: حاصرنا مدينتها فلقينا حميدا [كذا] وأمير الجيش أبو موسى، وأخذ الدهقان عهده وعهد من معه، فقال أبو موسى: اعزلهم. فعزلهم وجعل أبو موسى يقول لأصحابه: إني لأرجو أن يخدعه الله عن نفسه، فعزلهم وأبقى عدو الله، فأمر به أبو موسى، فنادى وبذل له مالا كثيرا، فأبى وضرب عنقه. حدثنا أبو خالد عن حميد عن حبيب أبي يحيى عن خالد بن زيد عن أبي موسى بنحوه. ابن المنذر [6227] حدثنا علي عن أبي عبيد حدثنا مروان بن معاوية عن حميد الطويل عن حبيب أبي يحيى عن خالد بن زيد وكانت عينه أصيبت بالسوس فقال: حاصرنا مدينتها فلقينا جهدا، وأمير الجيش أبو موسى الأشعري، فصالحه دهقان على أن يفتح له المدينة، ويؤمن مائة من أهله، ففعل، فأخذ عهد أبي موسى ومن معه، فقال أبو موسى: اعزلهم، فجعل يعزلهم، وجعل أبو موسى يقول لأصحابه: إني لأرجو أن يخدعه الله عن نفسه، فعزل المائة، وبقي عدو الله، فأمر به أبو موسى، قال: فنادى، وبذل مالا كثيرا، فأبى عليه، وضرب عنقه. اهـ أبو يحيى لا يعرف.

(1)

- أظنه أراد ضم العين، واختاره على الفتح.

(2)

- قال ابن حجر في التغليق [3/ 484] رواه يعقوب بن سفيان في تاريخه عن أحمد بن يونس عن زهير بن معاوية عن حميد قال ثنا أنس فذكره مختصرا. اهـ

(3)

- هو عبد الرزاق.

ص: 128

• سعيد بن منصور [2602] حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد قال: خرجت في جيش فيه سلمان، فحاصرنا قصرا فأمناهم، وفتحنا القصر، وخلفنا فيه صاحبا لنا مريضا، ثم ارتحلنا، فجاء بعدنا جيش من أهل البصرة، ولم يعلموا بأماننا، فقال لهم: إن أصحابكم قد آمنونا، فلم يقبلوا ذلك منهم، ففتحوا القصر عنوة، وقتلوا الرجل المريض، ثم حملوا الذرية حتى أتوا بهم سلمان الفارسي العسكر، فقال لهم سلمان: احملوا الذرية فردوها إلى القصر، وأما الدم فيقضي فيه عمر. اهـ سند صحيح.

ص: 129

• ابن أبي شيبة [33823] حدثنا ريحان بن سعيد قال: حدثني مرزوق بن عمرو قال: حدثني أبو فرقد قال: كنا مع أبي موسى يوم فتحنا سوق الأهواز، فسعى رجل من المشركين، وسعى رجلان من المسلمين خلفه، قال: فبينا هو يسعى ويسعيان إذ قال له أحدهما: مترس، فقام الرجل فأخذاه، فجاءا به أبا موسى وأبو موسى يضرب أعناق الأسارى حتى انتهى الأمر إلى الرجل، فقال أحد الرجلين: إن هذا قد جعل له الأمان، قال أبو موسى: وكيف جعل له الأمان؟ قال: إنه كان يسعى ذاهبا في الأرض فقلت له مترس فقام، فقال أبو موسى: وما مترس؟ قال: لا تخف قال: هذا أمان، خليا سبيله، قال: فخليا سبيل الرجل. اهـ حسن، يشبه رسم ابن حبان.

ص: 130

• ابن أبي شيبة [33387] حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن الحجاج عن الوليد بن أبي مالك عن عبد الرحمن بن سلمة أن رجلا آمن قوما وهو مع عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح فقال عمرو وخالد: لا نجير من أجار. فقال أبو عبيدة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يجير على المسلمين بعضهم. اهـ أظنه كان عبدا، وهذا سند فيه ضعف.

ص: 131

• مالك [981] عن يحيى بن سعيد أنه بلغه عن عبد الله بن عباس أنه قال: ما ظهر الغلول في قوم قط إلا ألقي في قلوبهم الرعب، ولا فشا الزنى في قوم قط إلا كثر فيهم الموت، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا قطع عنهم الرزق، ولا حكم قوم بغير الحق إلا فشا فيهم الدم، ولا ختر قوم بالعهد إلا سلط الله عليهم العدو. رواه أبو عمر في الاستذكار والتمهيد من طريق أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي القاضي بالبصرة قال حدثنا محمد بن كثير وأبو الوليد جميعا عن شعبة قال أخبرني الحكم عن الحسن بن مسلم عن ابن عباس قال: ما ظهر البغي في قوم قط إلا ظهر فيهم الموتان ولا ظهر البخس في الميزان في قوم إلا ابتلوا بالسنة ولا ظهر نقض العهد في قوم إلا أديل منهم عدوهم. الداني في الفتن [322] حدثنا عبد الرحمن بن خالد قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن شيبة قال حدثنا الفضل بن الحباب قال حدثنا هشام بن عبد الملك ومحمد بن كثير جميعا عن شعبة عن الحكم عن الحسن بن مسلم عن ابن عباس قال: ما ظهر البغي في قوم قط إلا ظهر فيهم الموتان، ولا ظهر البخس في الميزان، وقال ابن كثير: والقفيز والمكيال إلا ابتلوا بالسنة، ولا ظهر نقض العهد في قوم إلا أديل منهم عدوهم. ورواه أبو نعيم في الحلية [1/ 322] حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن الحكم عن الحسن بن مسلم عن ابن عباس قال: ما ظهر البغي في قوم قط إلا ظهر فيهم الموتان. اهـ وهذا مرسل جيد. وقد روي عن ابن عمر نحوه مرفوعا، رواه ابن ماجة وغيره.

ص: 132

• سعيد بن منصور [2666] حدثنا إسماعيل بن عياش عن أمية بن يزيد القرشي أن رجلا من المسلمين جاء بأسير مغلولة يده إلى عنقه إلى حبيب بن مسلمة، وهو على غدائه، فقال له حبيب: اجلس فأصب من هذا الغداء. فجلس فتناول عرقا من لحم، فناوله الأسير فرآه حبيب فقال: ما لك؟ قاتلك الله لقد أردت أن تحرم علينا دمه. اهـ

وقال سعيد بن منصور [2671] حدثنا إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر قال: أتي حصين بن نمير السكوني، وهو على الناس بأرض الروم بأسير وهو على غدائه، فناوله بعض القوم عرقا من اللحم، فرآه حصين يأكل، فقال: كيف نقتله وطعامنا بين أسنانه. فخلى سبيله. اهـ هذا أسند، وهو مرسل.

ص: 133

• ابن أبي شيبة [33812] حدثنا شاذان قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي العلاء قال: كنت فيمن افتتح تكريت، فصالحناهم على أن يبرزوا لنا سوقا وجعلنا لهم الأمان، قال: فابرزوا لنا سوقا، قال: فقتل قس منهم فجاء قسهم، قال: أجعلتم لنا ذمة نبيكم صلى الله عليه وسلم وذمة أمير المؤمنين وذمتكم، ثم أخفزتموها، فقال أميرنا: إن أقمتم شاهدين ذوي عدل على قاتله أقدناكم، وإن شئتم حلفتم وأعطيناكم الدية، وإن شئتم حلفنا لكم ولم نعطكم شيئا، قال: فتواعدوا للغد فحضروا فجاء قسهم فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر السماوات والأرض وما شاء الله أن يذكر حتى ذكر يوم القيامة، ثم قال: أول ما يبدأ به من الخصومات الدماء، قال: فيختصم أبناء آدم فيقضي له على صاحبه، ثم يؤخذ الأول فالأول حتى ينتهي الأمر إلى صاحبنا وصاحبكم، قال: فيقال له: فيم قتلتني؟ قال: أفلا تحب أن يكون لصاحبكم على صاحبنا حجة أن يقول: قد أخذ أهلك من بعدك ديتك. اهـ أبو العلاء أظنه يزيد بن عبد الله بن الشخير. ثقات.

ص: 134

• البيهقي [18779] من طريق عبد الرحمن بن مهدي ثنا المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال: مضت السنة أن لا تقتل الرسل. اهـ هذا خبر صحيح، وله شواهد تكثر.

ص: 135