الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما جاء في الانغماس في العدو إذا التقى الجمعان
وقول الله تعالى (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) في سياق الجهاد. وقال الله تعالى شأنه (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله)
• ابن أبي شيبة [19499] حدثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: قال معاذ بن عفراء: يا رسول الله ما يضحك الربَّ من عبده؟ قال: غمسه يده في العدو حاسرا قال: وألقى درعا كانت عليه فقاتل حتى قتل. اهـ منقطع.
• الطحاوي [ك 12/ 105] حدثنا فهد بن سليمان وهارون بن كامل جميعا قالا حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثنا الليث بن سعد حدثنا عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث الزهري أخبره أنهم حاصروا دمشق، فانطلق رجل من أزد شنوءة فأسرع إلى العدو وحده يستقبل، فعاب ذلك عليه المسلمون ورفعوا حديثه إلى عمرو بن العاص وهو جند من الأجناد فأرسل إليه عمرو فرده وقال له عمرو: إن الله عز وجل يقول (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) وقال (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).اهـ سند جيد.
• سعيد بن منصور [2535] حدثنا أبو شهاب عن أبي إسحاق الشيباني عن شيخ عن عمر قال: والله لأن أموت على فراشي أحب إلي من أن أتقدم كتيبة فأستقبل حتى أقتل. رواه أبو إسحاق الفزاري في السير [326] عن أبي إسحاق الشيباني قال سمعت شيخا يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول: لأن أموت على فراشي أحب إلي من أن أتقدم كتيبتي فأقاتل حتى أقتل. قال: فوصفت الشيخ لأصحابنا فقالوا: ذلك المعرور بن سويد. عبد الرزاق [9292] عن ابن عيينة عن الشيباني قال: سمعت رجلا حين هزمنا الجماجم فذكرناه لأصحابنا فقالوا هذا المعرور بن سويد قال: ذكر لعمر رجل خرج من الصف فقتل فقال عمر: لأن أموت على فراشي خير لي من أن أقاتل أمام صف يعني أنه خرج من الصف إلى جماعة العدو يقاتل. وقال عبد الرزاق [9551] عن الثوري عن واصل الأحدب عن معرور بن سويد قال سمعت عمر بن الخطاب يقول: لأن أموت على فراشي قال واصل قال أراه قال صابرا محتسبا أحب إلي من أن أقدم على قوم لا أريد أن يقتلوني قال: أو ليس الله يأتي بالشهادة والرجل عظيم العنا عن أصحابه محزي لمكانه. الفزاري [327] عن سفيان عن واصل الأسدي قال: سمعت المعرور بن سويد يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: لأن أموت على فراشي أراه قال: صابرا محتسبا أحب إلي من أن أقدم على القوم، ولا أريد إلا أن يقتلوني، أو ليس الله يأتيه بالشهادة؟ والرجل عظيم الغناء عن أصحابه مجزيا لمكانه
(1)
.
اهـ صحيح.
(1)
- قال أبو عمر في الاستذكار [5/ 133] وذكره ابن عيينة أيضا عن الحسن بن عمارة عن واصل الأحدب عن المعرور عن عمر مثله وزاد: وليس خروجه عن مكانه عظيم الغنى عن أصحابه. قال سفيان: وقد يكون خارجا من الصف وهو شاذ لمكانه .. اهـ وقال ابن أبي زمنين في قدوة الغازي [16] قال ابن حبيب: ولا بأس أن يحمل الرجل وحده على الكتيبة وعلى الجيش إذا كان ذلك منه لله، وكانت فيه شجاعة وجلد وقوة على ذلك، وذلك حسن جميل، لم يكرهه أحد من أهل العلم، وليس ذلك من التهلكة، وإذا كان ذلك منه للفخر والذكر فلا يفعل وإن كانت به عليه قوة، وإذا لم يكن به عليه قوة فلا يفعل وإن أراد به الله لأنه حينئذ يلقي بيده إلى التهلكة. اهـ
• ابن جرير [4004] حدثنا أبو كريب قال حدثنا مصعب بن المقدام قال حدثنا إسرائيل عن طارق بن عبد الرحمن عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة قال: بعث عمر جيشا فحاصروا أهل حصن، وتقدم رجل من بجيلة، فقاتل، فقتل، فأكثر الناس فيه يقولون: ألقى بيده إلى التهلكة! قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: كذبوا، أليس الله عز وجل يقول (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد).اهـ سند حسن.
• أبو إسحاق الفزاري [314] عن هشام عن محمد قال: بعث عمر بن الخطاب الأحنف بن قيس على جيش قبل خراسان فبيتهم العدو ليلا، وفرقوا جيوشهم أربع جيوش، وأقبلوا معهم الطبول، ففزع الناس، فكان أول من ركب الأحنف فأخذ سيفه فتقلده ثم مضى نحو الصوت وهو يقول:
إن على كل رئيس حقا
…
أن يخضب القناة أو تندقا
ثم حمل على صاحب الطبل فقتله، فلما فقد أصحابه الصوت انهزموا، ثم حمل على الكردوس الآخر، فحمل على صاحب الطبل فقتله، فلما فقد أصحابه الصوت انهزموا، ثم حمل على الكردوس الآخر، ففعل مثل ذلك، ثم حمل على الآخر ففعل مثل ذلك، وهو وحده، ثم جاء الناس، وقد انهزم العدو فاتبعهم الناس يقتلون ثم مضوا حتى فتحوا مدينة يقال لها: مرو الروذ. ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق [183] حدثنا إسماعيل نا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري. وهو مرسل جيد.
• ابن جرير [3179] حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني حيوة عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران قال: غزونا المدينة يريد بالقسطنطينية وعلى أهل مصر عقبة بن عامر وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد. قال: فصففنا صفين لم أر صفين قط أعرض ولا أطول منهما، والروم ملصقون ظهورهم بحائط المدينة، قال: فحمل رجل منا على العدو، فقال الناس: مه! لا إله إلا الله، يلقي بيده إلى التهلكة! قال أبو أيوب الأنصاري: إنما تتأولون هذه الآية هكذا، أن حمل رجل يقاتل يلتمس الشهادة، أو يبلي من نفسه! إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار! إنا لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام، قلنا بيننا معشر الأنصار خفيا من رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا قد كنا تركنا أهلنا وأموالنا أن نقيم فيها ونصلحها حتى نصر الله نبيه، هلم نقيم في أموالنا ونصلحها! فأنزل الله الخبر من السماء (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) الآية، فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة: أن نقيم في أموالنا ونصلحها، وندع الجهاد. قال أبو عمران: فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية. اهـ رواه أبو داود والترمذي وصححه وابن حبان والحاكم والذهبي.
• أبو إسحاق الفزاري في السير [322] عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال: التهلكة ترك النفقة. البخاري [4516] حدثنا إسحاق أخبرنا النضر حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت أبا وائل عن حذيفة (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) قال: نزلت في النفقة. اهـ يأتي في التفسير إن شاء الله.
• أبو إسحاق الفزاري في السير [323] عن سفيان عن أبي إسحاق قال: قال رجل للبراء بن عازب: أرأيت لو أن رجلا لقي العدو فشد بسيفه فقاتل حتى قتل، ألقى بيديه إلى التهلكة؟ قال: لا، قال: فما التهلكة؟ قال: الرجل يذنب الذنب، ثم يلقي بيديه يقول: لا يتاب علي. اهـ ورواه ابن جرير وغيره، وصححه الحاكم والذهبي.
وقال ابن جرير [3168] حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو بكر بن عياش قال حدثنا أبو إسحاق عن البراء قال: سأله رجل: أحمل على المشركين وحدي فيقتلوني، أكنت ألقيت بيدي إلى التهلكة؟ فقال: لا إنما التهلكة في النفقة. بعث الله رسوله، فقال (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك).اهـ ورواه أحمد. والأول أصح.
• أبو إسحاق الفزاري [321] عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ليس التهلكة بأن يقاتل، ولكن التهلكة ترك النفقة. الطحاوي [ك 12/ 103] حدثنا محمد بن زكريا أبو شريح وابن أبي مريم قالا: حدثنا الفريابي حدثنا قيس بن الربيع عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) قال: أنفقوا في سبيل الله، ولا تمسكوا النفقة في سبيل الله، فتهلكوا. اهـ حسن. يأتي في التفسير إن شاء الله.
• أبو إسحاق الفزاري [315] عن ابن عون عن محمد قال: أقبل عدو من قبل خراسان فلقيهم المسلمون، فحمل عليهم رجل من الأنصار حتى خرق صفوفهم ثلاث مرات أو أربع ثم قتل، فذكر ذلك لأبي هريرة فقرأ (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد). ابن أبي شيبة [19785] حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن عون عن محمد قال: جاءت كتيبة من قبل المشرق من كتائب الكفار فلقيهم رجل من الأنصار فحمل عليهم فخرق الصف حتى خرج، ثم كبر راجعا فصنع مثل ذلك مرتين أو ثلاثا فإذا سعد بن هشام، فذكر ذلك لأبي هريرة فتلا هذه الآية (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله). ابن جرير [4003] حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا حسين بن الحسن أبو عبد الله قال حدثنا أبو عون عن محمد قال: حمل هشام بن عامر على الصف حتى خرقه، فقالوا: ألقى بيده! فقال أبو هريرة (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله).اهـ سعد بن هشام بن عامر أشبه فإنه الذي أصيب بالهند رحمه الله. وهو خبر صحيح.
وقال ابن جرير [4005] حدثنا ابن بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا هشام عن قتادة قال: حمل هشام بن عامر على الصف حتى شقه، فقال أبو هريرة (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله). الفسوي [2/ 77] حدثنا عمرو بن عاصم ثنا همام قال: كنا عند قتادة، فدخل نفيع أبو داود الأعمى، فلما خرج من عنده قال له بعض من حضره: إن هذا يزعم أنه لقي ثمانين رجلا ممن بايع تحت الشجرة، وكذا وكذا بدريا. قال: فقال قتادة: أدركت هذا وهو لغلام يسأل عبد بن عامر، وكان يجالسه ألقى بيده إلى التهلكة فأخبره، فقال أبو هريرة: كلا لكنه التمس هذه الآية (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد).اهـ فيه سقط. وهو مرسل.
وقال محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة [836] حدثنا الحسين بن عيسى أنا ابن المبارك أنا المستلم بن سعيد الواسطي ثنا حماد بن جعفر بن زيد أن أباه أخبره قال: خرجنا في غزوة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم فنزل الناس عند العتمة، فقلت: لأرمقن عمله وأنظر ما يذكر الناس من عبادته، فصلوا العتمة، ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس حتى إذا قلت: هدأت العيون وثب فدخل غيضة قريبا منه ودخلت في إثره فتوضأ ثم قام يصلي، فافتتح وجاء الأسد حتى دنا منه، وصعدت في شجرة قال: فنراه التفت أو عده جرذا حتى سجد، فقلت: الآن يفترسه فلا ينثني، فجلس ثم سلم فقال: أيها السبع، اطلب الرزق من مكان آخر، فولى وإن له أزيزا أقول تصدعت الجبال منه، فما زال كذلك يصلي حتى لما كان عند الصبح جلس فحمد الله بمحامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله، ثم قال: اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار، أومثلي يجترئ أن يسألك الجنة؟ ثم رجع فأصبح كأنه بات على الحشايا وأصبحت وبي من الفترة ما الله به عليم فلما دنوا من أرض العدو، وقال الأمير لا يشذن أحد من العسكر فذهبت بغلته بثقلها فأخذ يصلي فقيل له إن الناس قد ذهبوا قال: دعوني أصلي ركعتين، قالوا: إن الناس قد ذهبوا، قال: إنما هما خفيفتان، قال: فدعا، ثم قال: إني أقسم عليك أن ترد علي بغلتي وثقلها، قال: فجاءت حتى قامت بين يديه، قال: فلما لقيه العدو حمل هو وهشام بن عامر فطعنا بهم طعنا وضربا وقتلا قال: فكسرا ذلك العدو، وقالوا: رجلان من العرب صنعا هذا فكيف لو قاتلونا فأعطوا المسلمين حاجاتهم، فقيل لأبي هريرة: إن هشام بن عامر وكان يجالسه ألقى بيده إلى التهلكة وأخبر بخبره، فقال أبو هريرة: لا، ولكنه التمس هذه الآية (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد).اهـ رواه ابن المبارك في الزهد ومن طريقه الفسوي وأبو نعيم في الحلية وابن أبي الدنيا، والبخاري في التاريخ، وغيرهم. وهو حديث حسن.
• أبو إسحاق الفزاري في السير [335] عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما كان يوم اليرموك قالوا للزبير: يا أبا عبد الله احمل قال: إني إن حملت كذبتم قالوا: لا نفعل قال: بلى والله لنفعلن. ثم حمل ما معه أحد من الناس حتى خرق المشركين، ثم وقف، ثم حمل الثانية فأخذوا بلجامه فضربوه ضربتين في عاتقه، وانفلت عبد الله بن الزبير الذي كان يحفظه وهو ابن عشر سنين فجعل يذفف على الجرحى. البخاري [3975] حدثنا أحمد بن محمد حدثنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للزبير يوم اليرموك: ألا تشد فنشد معك؟ فقال: إني إن شددت كذبتم، فقالوا: لا نفعل، فحمل عليهم حتى شق صفوفهم، فجاوزهم وما معه أحد، ثم رجع مقبلا، فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضربها يوم بدر، قال عروة: كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير. قال عروة: وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ وهو ابن عشر سنين
(1)
فحمله على فرس، ووكل به رجلا. اهـ
وروى البيهقي [18167] من طريق إبراهيم بن مهدي ثنا ابن المبارك أنبأ هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير أنه كان مع أبيه يوم اليرموك، فلما انهزم المشركون وحمل، فجعل يجيز على جرحاهم. اهـ
وقال ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق [169] حدثنا هارون بن عبد الله نا سعيد بن عامر عن جويرية بن أسماء عن نافع أن الزبير بن العوام رضي الله عنه لقي العدو في جيش، فقالوا: يا أبا عبد الله، احمل، قال: دعوني، فإني لو رأيت محملا حملت. قالوا: يا أبا عبد الله، احمل ونحمل معك. قال: لكأني بكم قد حملت وحملتم، فأقدمت وكذبتم، فأُخذت سلما. قالوا: كلا والله لا يكون ذاك أبدا، لئن حملت لنحملن، ولئن أقدمت لنقدمن. قال: فحمل الزبير وحملوا، فأقدم وكذبوا. قال: قال الزبير: فهاجت غبرة فما شعرت إلا وأنا بين علجين قد اكتنفاني قد أخذا بعنان دابتي، أحدهما عن يميني والآخر عن يساري، قال نافع: فكيف ترى أبا عبد الله صنع؟ وجدوه والله غير طائش الفؤاد، أدخل السيف في العنان، والعذار فقطعهما، ثم بطن الفرس برجليه. قال: فنجا أبو عبد الله وبقي اللجام في يد العلجين. اهـ مرسل جيد. أحسب الزبير كان أميرا.
(1)
- كان عبد الله ابن نحو ثنتي عشرة أو أربع عشرة، لأنه ولد أول الهجرة، واليرموك كانت سنة ثلاث عشرة أو خمس عشرة. فكأن عروة أراد بالعشر العقد، أنه لم يجاوز الثاني. والله أعلم.
• أبو إسحاق الفزاري في السير [332] عن صفوان بن عمرو قال: لقي المسلمون الروم، فقام المحرضون يحرضون الناس على القتال، فقال رجل منهم: سمعت رسول الله عليه السلام يقول: إن الجنة جنت بسلاح الكفار فلا يدخل في سلاح أحد إلا دخل الجنة. فقام رجل فقال: أنت سمعت هذا من رسول الله عليه السلام؟ قال: نعم قال: فأنت شاهد لي بها عند الله تعالى يوم القيامة؟ قال: نعم. فشد عليهم بسيفه يضربهم به حتى حملوه برماحهم. اهـ هذا منقطع.
وقال مسلم [1902] حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وقتيبة بن سعيد واللفظ ليحيى قال قتيبة حدثنا وقال يحيى أخبرنا جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه قال: سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف، فقام رجل رث الهيئة، فقال: يا أبا موسى، آنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال: نعم، قال: فرجع إلى أصحابه، فقال: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل. اهـ
وروى ابن المبارك [54] عن جعفر بن سليمان عن ثابت البناني أن عكرمة بن أبي جهل ترجل يوم كذا، فقال له خالد بن الوليد: لا تفعل، فإن قتلك على المسلمين شديد. قال: خل عني يا خالد، فإنه قد كان لك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقة، وإني وأبي كنا من أشد الناس على رسول الله، فمشى حتى قتل. البيهقي [17920] من طريق يعقوب بن سفيان ثنا ابن عثمان أنبأ عبد الله أنبأ جعفر بن سليمان عن ثابت البناني أن عكرمة بن أبي جهل ترجل يوم كذا، فقال له خالد بن الوليد: لا تفعل فإن قتلك على المسلمين شديد. فقال: خل عني يا خالد، فإنه قد كانت لك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقة، وإني وأبي كنا من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمشى حتى قتل. اهـ مرسل حسن، أظن هذا يوم اليرموك.
• ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق [184] حدثني محمد بن صالح القرشي قال: حدثني سحيم بن حفص حدثني وضاح بن خيثمة قال: حدثني عبيد الله بن عبيد الله بن معمر قال: غزا المسلمون كابل وعليهم عبد الرحمن بن سمرة، فانتهوا إلى ثلمة لا يقوم عليها إلا رجل واحد، فقال: انظروا من يقوم عليها، فقالوا: عمر بن عبيد الله بن معمر، فدعوه فقالوا: قم عليها، فقام عليها، ثم إنه أصابته رمية فسقط فحمل إلى أهله، فقالوا: من يقوم عليها؟ فقالوا: عباد بن الحصين، فدعوه فقام عليها، فما رأينا مثله قط، ما زالوا يقاتلونه ويرمونه ويقاتلهم، ويكبر حتى إذا كان في بعض الليل خمد صوته، فلم نسمعه، قلنا: إنا لله، قتل عباد. فلما أصبحنا وجدناه قد شد عليهم واقتحم الثلمة عليهم، فولوا وكانت الهزيمة، وإذا قد صحل حلقه من الصياح، وانقطع صوته قال: وكان الحسن بن أبي الحسن شهدها، فقال: ما رأيت فارسا خيرا من ألف حتى رأيت عباد بن الحصين. حدثني أبو زيد نا الأصمعي قال: نا يوسف بن عبدة قال: قال الحسن: إني لأرجو أن لا تمس النار عباد بن الحصين. حدثني محمد بن صالح نا علي بن محمد القرشي عن مسلمة بن محارب قال: سمعت عوفا الأعرابي يقول: قال الحسن: ما رأيت أحدا أشد بأسا من عباد بن الحصين، وعبد الله بن خازم، أما عباد فبات ليلة على ثلمة ثلمها المسلمون في حائط كابل يطاعن المشركين عنها ليله حتى أصبح ومنعهم من سدها، فأصبح وهو على الحال التي كان عليها أول الليل، ثم جاء ابن خازم، فجاء رجل مثله في البأس أحسن توقيا منه فقاتلهم عليها حتى افتتحها المسلمون، فقاتلوهم من بين حائط المدينة والحائط الذي ثلموه، فاضطروهم إلى باب المدينة ومعهم فيل، فقدموه ليدخل المدينة، فضرب ابن خازم الفيل، فعقره فسقط على الباب، فمنعهم من إغلاقه، وهرب المشركون، ودخل المسلمون المدينة فغلبوا عليها. اهـ ضعيف، رواته أخباريون.