المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌بناء الكعبة (1) حصلنا مما أوضحه الأزرقى واتفق عيه المؤرخون الآخرون: - العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين - جـ ١

[التقي الفاسي]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة المحقق]

- ‌نسخ الكتاب:

- ‌فصل فيه بعض مقتطفات مما جاء ب «أخبار مكة» وملحقاته

- ‌ذكر الأبار التى بمكة قبل زمزم

- ‌‌‌بئركر آدم:

- ‌بئر

- ‌بئر رم:

- ‌بئر خم:

- ‌بئر العجول:

- ‌بئر بذر:

- ‌بئر سجلة:

- ‌بئر الطوى:

- ‌بئر الجفر:

- ‌بئر أم جعلان:

- ‌بئر العلوى:

- ‌بئر شفية:

- ‌بئر السنبلة:

- ‌بئر أم حردان:

- ‌بئر رمرم:

- ‌بئر الغمر:

- ‌بئر السيرة:

- ‌بئر الروا:

- ‌بئر الجفر:

- ‌بئر ميمون:

- ‌بئر أم احراد:

- ‌بئر السقيا:

- ‌بئر الثريا:

- ‌بئر النقع:

- ‌باب الآبار التى حفرت بعد زمزم فى الجاهلية

- ‌بنو الأسود:

- ‌ركايا قدامة:

- ‌بئر حويطب:

- ‌بئر خالصة:

- ‌بئر زهير:

- ‌ذكر الآبار الإسلامية

- ‌بئر الياقوتة:

- ‌بئر عمرو:

- ‌بئر الشركاء:

- ‌بئر عكرمة:

- ‌بئر الصلا:

- ‌بئر الطلوب:

- ‌بئر أبى موسى:

- ‌بئر شوذب:

- ‌بئر البرود:

- ‌بئر بكار:

- ‌بئر وردان:

- ‌بئر الصلاصل:

- ‌بئر السقيا:

- ‌ما جاء فى العيون التى أجريت فى الحرم

- ‌حايط الحمام:

- ‌حايط عوف:

- ‌حايط الصفى:

- ‌حايط مورس:

- ‌حايط خرمان:

- ‌حايط مقيصرة:

- ‌حايط حراء:

- ‌حايط ابن طارق:

- ‌حايط فخ:

- ‌حايط بلدح:

- ‌حايط ابن العاص:

- ‌حايط سفيان:

- ‌ما ذكر من أمر الرباع: رباع قريش وحلفائها

- ‌أولها: رباع بنى عبد المطلب بن هاشم

- ‌رباع حلفاء بنى هاشم

- ‌رباع بنى عبد المطلب بن عبد مناف

- ‌رباع حلفائهم

- ‌رباع بنى عبد شمس بن عبد مناف

- ‌رباع آل سعيد بن العاص بن أمية

- ‌ربع آل أبى العاص بن أمية

- ‌ربع آل أسيد بن أبى العيص

- ‌ربع آل ربيعة بن عبد شمس

- ‌ولآل عدى بن ربيعة بن عبد شمس

- ‌ربع آل عقبة بن أبى معيط

- ‌ ربع كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس

- ‌ولولد أمية بن عبد شمس الأصغر

- ‌رباع حلفاء بنى عبد شمس

- ‌ربع آل الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبى شمرالغسانى حليف المغيرة بن أبى العاص بن أمية

- ‌ربع أبى الأعور

- ‌ربع آل داود بن الحضرمى، واسم الحضرمى عبد الله بنعمار حليف عتبة بن ربيعة

- ‌رباع بنى نوفل بن عبد مناف

- ‌رباع حلفاء بنى نوفل بن عبد مناف

- ‌رباع بنى الحارث بن فهر

- ‌رباع بن أسد بنى عبد العزى

- ‌رباع بنى عبد الدار بن قصى

- ‌رباع حلفاء بن عبد الدار بن قصى

- ‌رباع بنى زهرة

- ‌رباع حلفاء بنى زهرة

- ‌ربع آل قارظ القاريين

- ‌ربع آل أنمار القاريين

- ‌ربع آل الأخنس بن شريق

- ‌ربع آل عدى بن أبى الحمراء الثقفى

- ‌ربع بنى تيم

- ‌رباع بنى مخزوم وحلفائهم

- ‌رباع بنى بنى عايذ من بنى مخزوم

- ‌رباع بنى عدى بن كعب

- ‌ربع بنى جمح

- ‌رباع بنى سهم

- ‌رباع حلفاء بنى سهم

- ‌رباع بنى عامر بن لوى

- ‌ذكر حد المعلاة وما يليها من ذلك

- ‌حد المسفلة

- ‌ذكر أخشبى مكة

- ‌ذكر شق مكة اليمانى وما فيه

- ‌فاضح:

- ‌الخندمة:

- ‌الأبيض:

- ‌المستنذر:

- ‌جبل مرازم:

- ‌قرن مسقلة:

- ‌جبل نبهان:

- ‌جبل زيقيا:

- ‌جبل الأعرج:

- ‌المطابخ:

- ‌ثنية أبى مرحب:

- ‌شعب أبى دب:

- ‌الحجون:

- ‌شعب الصفى:

- ‌ شعب الخوز

- ‌شعب عثمان:

- ‌ العيرة

- ‌خطم الحجون:

- ‌ذباب:

- ‌المفجر:

- ‌شعب حوا:

- ‌واسط:

- ‌الرباب:

- ‌ذو الآراكة:

- ‌شعب الرخم:

- ‌1 ـ ثبير غيناء:

- ‌2 ـ ثبير:

- ‌3 ـ ثبير النخيل:

- ‌ثبير النصع:

- ‌ثبير الأعرج:

- ‌الثقبة:

- ‌السرر:

- ‌السداد:

- ‌ سدرة خالد

- ‌فخ:

- ‌الغميم:

- ‌ المقطع

- ‌السداد:

- ‌ثنية الخل:

- ‌السقيا:

- ‌الستار:

- ‌ذكر شق معلاة مكة الشامى وما فيهمما يعرف اسمه من المواضع والجبال والشعاب مما أحاط به الحرم

- ‌شعب قعيقعان:

- ‌جبل شيبة:

- ‌ جبل الديلمى

- ‌الجبل الأبيض:

- ‌الحافض:

- ‌جبل تفاجة:

- ‌الجبل الحبشى:

- ‌آلات يحاميم:

- ‌ ثنية المقبرة

- ‌شعب المقبرة:

- ‌شعب آل قنفد:

- ‌غراب:

- ‌سقر:

- ‌شعب آل الأخنس:

- ‌جبل حراء:

- ‌القاعد:

- ‌أظلم:

- ‌ضنك:

- ‌مكة السدر:

- ‌شعب بنى عبد الله:

- ‌الحضرمتين:

- ‌القمعة:

- ‌القنينة:

- ‌ثنية أذاخر:

- ‌النقوى:

- ‌المستوفرة:

- ‌ذكر شق مسفلة مكة اليمانى وما فيهمما يعرف اسمه من المواضع والجبال والشعاب مما أحاط به الحرم

- ‌أجياد الصغير:

- ‌رأس الإنسان:

- ‌أنصاب الأسد:

- ‌شعب الخاتم:

- ‌جبل نفيع:

- ‌جبل خليفة:

- ‌ غراب

- ‌النبعة:

- ‌الميثب:

- ‌جبل عمر:

- ‌عدافة:

- ‌المقنعة:

- ‌اللاحجة:

- ‌القدفدة:

- ‌ذو مراخ:

- ‌السلفان اليمانى والشامى:

- ‌الضحاضح:

- ‌ذو السدير:

- ‌ذات السليم:

- ‌بشائم:

- ‌أضاة النبط:

- ‌ثنية أم قردان:

- ‌يرمرم:

- ‌ذات اللجب:

- ‌ذات أرحاء:

- ‌النسوة:

- ‌ القفيلة

- ‌ ثور

- ‌شعب البانة:

- ‌ذكر شق مسفلة مكة الشامى وما فيهمما يعرف اسمه من المواضع والجبال والشعاب مما أحاط به الحرب

- ‌الحزورة:

- ‌الحثمة:

- ‌زقاق النار:

- ‌بيت الأزلام:

- ‌جبل زرزر:

- ‌جبل النار:

- ‌جبل أبى يزيد:

- ‌جبل عمر:

- ‌جبل الأذاخر:

- ‌الحزنة:

- ‌شعب أرنى:

- ‌ثنية كداء:

- ‌الأبيض:

- ‌قرن أبى الأشعث:

- ‌بطن ذى طوى:

- ‌بطن مكة:

- ‌المقلع:

- ‌فخ:

- ‌ الثنية البيضاء

- ‌ الممدرة

- ‌المغش:

- ‌خزرورع:

- ‌أستار:

- ‌مقبرة النصارى:

- ‌جبل البرود:

- ‌الحصحاص:

- ‌المدور:

- ‌مسلم:

- ‌ثنية أم الحارث:

- ‌متن ابن عليا:

- ‌جبل أبى لقيط:

- ‌ثنية أذاخر:

- ‌شعب أشرس:

- ‌غراب:

- ‌شعب المطلب:

- ‌ذات الجليلين:

- ‌شعب زريق:

- ‌كتد:

- ‌جبل المغش:

- ‌ذو الأبرق:

- ‌الشيق:

- ‌أنصاب الحرم:

- ‌العقلة:

- ‌الأرنبة:

- ‌ذات الحنظل:

- ‌العبلاء:

- ‌الثنية البيضاء:

- ‌شعب اللبن:

- ‌ملحة العراب:

- ‌ملحة الحروب:

- ‌العشيرة:

- ‌قبر العبد:

- ‌التخابر:

- ‌كبش:

- ‌رحا:

- ‌البغيبغة:

- ‌سيول مكة المكرمة

- ‌1 ـ ذكر الطبرى

- ‌2 ـ سيل المخيل:

- ‌3 ـ سيل أبى شاكر:

- ‌4 ـ وقال أيضا:

- ‌5 ـ سيل عام

- ‌6 ـ سيل عام

- ‌7 ـ سيل عام

- ‌8 ـ سيل عام

- ‌9 ـ سيل عام

- ‌10 ـ سيل عام

- ‌11 ـ سيل عام

- ‌12 ـ سيل عام

- ‌13 ـ سيل عام

- ‌14 ـ سيل عام

- ‌15 ـ سيل عام

- ‌16 ـ سيل عام

- ‌17 ـ سيل عام

- ‌18 ـ سيل عام

- ‌19 ـ سيل عام

- ‌20 ـ سيل سنة

- ‌21 ـ سيل عام

- ‌22 ـ سيل عام

- ‌23 ـ سيل عام

- ‌24 ـ سيل عام

- ‌25 ـ سيل عام

- ‌26 ـ سيل عام

- ‌27 ـ سيل

- ‌28 ـ سيل عام

- ‌29 ـ سيل القناديل:

- ‌30 ـ سيل عام

- ‌31 ـ سيل عام

- ‌32 ـ سيل عام

- ‌33 ـ سيل عام

- ‌34 ـ سيل عام

- ‌35 ـ سيل عام

- ‌36 ـ سيل عام

- ‌37 ـ سيل عام

- ‌38 ـ سيل عام

- ‌39 ـ سيل عامة

- ‌40 ـ سيل عام

- ‌41 ـ سيل عام

- ‌42 ـ سيل عام

- ‌43 ـ سيل عام

- ‌44 ـ سيل عام

- ‌45 ـ سيل عام

- ‌46 ـ سيل عام

- ‌47 ـ سيل عام

- ‌48 ـ سيل عام

- ‌49 ـ سيل عام

- ‌50 ـ سيل عام

- ‌51 ـ سيل عام

- ‌52 ـ سيل عام

- ‌53 ـ سيل عام

- ‌54 ـ سيل عام

- ‌55 ـ سيل عام

- ‌56 ـ سيل عام

- ‌57 ـ سيل عام

- ‌58 ـ سيل عام

- ‌59 ـ سيل عام

- ‌60 ـ سيل عام

- ‌61 ـ سيل عام

- ‌62 ـ سيل عام

- ‌63 ـ سيل عام

- ‌64 ـ سيل أبو قرنين:

- ‌65 ـ سيل عام

- ‌66 ـ سيل عام

- ‌67 ـ سيل عام

- ‌68 ـ سيل عام

- ‌69 ـ سيل الخديوى:

- ‌70 ـ سيل عام

- ‌71 ـ سيل عام

- ‌72 ـ سيل عام

- ‌73 ـ سيل عام

- ‌74 ـ سيل عام

- ‌بناء الكعبة

- ‌ذكر من حج من الخلفاء والملوك إلى بيت الله الحرام

- ‌فصلفى حجة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌لطيفة

- ‌النداء بالحج سنة للمسلمين:

- ‌فصلفى ذكر من حج من الخلفاء فى مدة خلافتهأبو بكر الصديق (رضى الله عنه)

- ‌ عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه

- ‌عثمان بن عفان رضى الله عنه

- ‌معاوية بن أبى سفيان

- ‌عبد الله بن الزبير

- ‌عبد الملك بن مروان

- ‌الوليد بن عبد الملك بن مروان

- ‌سليمان بن عبد الله بن مروان

- ‌هشام بن عبد الملك بن مروان

- ‌ثم كانت دولة بنى العباس

- ‌أبو جعفر المنصور

- ‌المهدى أبو عبد الله محمد

- ‌هارون الرشيد

- ‌الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسنابن أبى بكر بن على القبّى بن الحسن الخليفة الراشد بالله

- ‌ذكر من حجّ من الملوكالملك الصليحى واسمه: على بن محمد بن على

- ‌وملك بعد ثم حجّ الملك العادل نور الدين محمود

- ‌الملك المعظم شمس الدين توارن شاه

- ‌الملك المعظم شرف الدين أبو الفتح عيسى بن الملك العادلسيف الدين أبى بكر محمد

- ‌الملك المسعود صلاح الدين أبو المظفر يوسف

- ‌الملك المنصور نور الدين عمر بن على بن رسول الكردى

- ‌الملك الناصر أبو شادى داود

- ‌الملك المظفر شمس الدين يوسف بن الملك المنصور نور الدينعمر بن على بن رسول

- ‌السلطان الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح بيبرسالبند قدارى الصالحى النجمى

- ‌السلطان الملك الناصر ناصر الدين أبو المعالى محمد بن الملك المنصورسيف الدين قلاوون الألفى الصالحى النجمى

- ‌منسا موسى ملك التّكرور

- ‌الملك المجاهد على بن الملك المؤيد داود بن الملك المظفريوسف بن الملك المنصور عمر بن على بن رسول صاحب اليمن

- ‌الملك الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون

- ‌مراجع التحقيق

- ‌[مقدمه المصنف]

- ‌الباب الأولفى ذكر‌‌ مكة المشرفة

- ‌ مكة المشرفة

- ‌ذرع مكة

- ‌ومن الجبال المحدقة بمكة:

- ‌ذكر حكم بيع دور مكة وإجارتها

- ‌الباب الثانىفى أسماء مكة المشرفة

- ‌لمكة المشرفة:

- ‌الباب الثالثفى ذكر‌‌ حرم مكة

- ‌ حرم مكة

- ‌وسبب تحريمه

- ‌وللحرم

- ‌الباب الرابعفى ذكر شيء من الأحاديث والآثار الدالة على حرمة «مكة» وحرمها، وشيء من الأحكام المختصة بذلك

- ‌ومما تمتاز به:

- ‌وحرم مكة

- ‌الباب الخامسفى الأحاديث الدالة على أن مكة المشرفة أفضل من غيرها من البلاد، وأن الصلاة فيها أفضل من غيرها، وغير ذلك من فضلها

- ‌الباب السادسفى المجاورة بمكة، والموت فيها، وشيء من فضل أهلها، وفضل جدة ساحل مكة، وشيء من خبرها، وفضل الطائف وشيء من خبره

- ‌وأما الموت بمكة:

- ‌وأما فضل أهل مكة:

- ‌وأما فضل جدة:

- ‌وأما فضل الطائف:

- ‌الباب السابعفى أخبار عمارة الكعبة المعظمة

- ‌الباب الثامنفى صفة الكعبة المعظمة، وذرعها، وشاذروانها، وحليتها، ومعاليقها، وكسوتها، وطيبها، وخدامها، وأسمائها، وهدم الحبشى لها، ووقت فتحها فى الجاهلية والإسلام. وبيان جهة المصلين إلى الكعبة من سائر الآفاق، ومعرفة أدلة القبلة بالآفاق ال

- ‌أما صفة الكعبة:

- ‌وأما أذرع الكعبة

- ‌وأما ذرع الكعبة (1) من خارجها:

- ‌وأما شاذروان الكعبة

- ‌وأما حلية الكعبة المعظمة:

- ‌وأما معاليق الكعبة

- ‌وأما كسوة الكعبة

- ‌وقد أحدث:

- ‌وممن كساها:

- ‌وأول من كساها:

- ‌وأما طيب الكعبة:

- ‌وأما خدام الكعبة:

- ‌وأما أسماء الكعبة:

- ‌ومن أسمائها:

- ‌وأما هدم الحبشى للكعبة:

- ‌وأما وقت فتح الكعبة فى الجاهلية:

- ‌وأما بيان جهة المصلين إلى الكعبة من سائر الآفاق

- ‌الباب التاسعفى بيان مصلى النبى صلى الله عليه وسلم فى الكعبة المعظمة، وقدر صلاته فيها ووقتها

- ‌أما موضع صلاته فى الكعبة:

- ‌وأما قدر صلاته هذه:

- ‌وأما من روى صلاة النبى صلى الله عليه وسلم فى الكعبة

- ‌وأما الذين نفوها:

- ‌وأما عدد دخوله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة بعد هجرته:

- ‌وأما أول وقت دخل فيه النبى صلى الله عليه وسلم الكعبة بعد هجرته:

- ‌الباب العاشرفى ثواب دخول الكعبة المعظمة، وفيما جاء من الأخبار الموهمة لعدم استحباب ذلك، وفيما يطلب فيها من الأمور التى صنعها فيها النبى صلى الله عليه وسلم، وذكر الصلاة فيها وآداب دخولها

- ‌وأما ثواب دخولها:

- ‌وأما حكم الصلاة فى الكعبة:

- ‌وأما آداب دخولها:

- ‌الباب الحادى عشرفى ذكر شيء من فضائل الكعبة، وفضائل ركنيها: الحجر الأسود واليمانى

- ‌فأما فضل الكعبة:

- ‌وأما الأحاديث:

- ‌وأما فضل الحجر الأسود:

- ‌ومن فضائله:

- ‌وأما الركن اليمانى:

- ‌الباب الثانى عشرفى فضائل الأعمال المتعلقة بالكعبة، كالطواف بها، والنظر إليها، والحج والعمرة، وغير ذلك

- ‌أما فضل الطواف من غير تقييد بزمن:

- ‌وأما ثواب النظر إلى الكعبة:

- ‌وأما ثواب الحج والعمرة:

- ‌الباب الثالث عشرفى الآيات المتعلقة بالكعبة المعظمة

- ‌أما قصة تبع

- ‌وأما أصحاب الفيل

- ‌الباب الرابع عشرفى ذكر شيء من أخبار الحجر الأسود

- ‌الباب الخامس عشرفى الملتزم، والمستجاب، والحطيم، وما جاء فى ذلك من استجابة الدعاء فى هذه المواضع، وغيرها من الأماكن بمكة المشرفة وحرمها

- ‌أما الملتزم:

- ‌وأما المستجاب:

- ‌وأما الحطيم:

- ‌وأما بقية المواضع التى يستجاب فيها الدعاء:

- ‌الباب السادس عشرفى ذكر شيء من أخبار المقام، مقام الخليل عليه السلام

- ‌هذا المقام:

- ‌الباب السابع عشرفى ذكر شيء من أخبار الحجر المكرم ـ حجر إسماعيل عليه السلام وفيه بيان المواضع التى صلى فيها النبى صلى الله عليه وسلم حول الكعبة

- ‌والحجر:

- ‌وروينا عنه:

- ‌وأما الحفرة المرخمة فى وجه الكعبة:

- ‌الباب الثامن عشرفى ذكر شيء من أخبار توسعة المسجد الحرام وعمارته وذرعه

- ‌الباب التاسع عشرفى عدد أساطين المسجد الحرام وصفتها، وعدد عقودها وشرفاته، وقناديله وأبوابه وأسمائها ومنايره، وفيما صنع لمصلحته، أو لنفع الناس فيه، وفيما فيه الآن من المقامات، وكيفية صلاة الأئمة بها وحكمها

- ‌ومقام الشافعى:

- ‌ومقام الحنفى:

- ‌ومقام المالكى:

- ‌ومقام الحنبلى:

- ‌الباب العشرونفى ذكر شيء من خبر زمزم وسقاية العباس رضى الله عنه

- ‌الباب الحادى والعشرونفى ذكر الأماكن المباركة التى ينبغى زيارتها الكائنة بمكة المشرفة، وحرمها وقربه

- ‌الباب الثانى والعشرونفى ذكر أماكن بمكة المشرفة وحرمها وقربه لها تعلق بالمناسك وهى ستة وعشرون موضعا، مرتبة على ترتيب حروف المعجم

- ‌الأول: باب بنى شيبة الذى يستحب للمحرم دخول المسجد الحرام منه

- ‌الثانى: التنعيم المذكور فى حد الحرم من جهة المدينة النبوية

- ‌الثالث: ثبير الذى إذا طلعت عليه الشمس

- ‌الرابع: الجعرانة

- ‌الخامس: الجمار المذكور فى صفة الحج

- ‌السادس: الحجون

- ‌السابع: الحديبية:

- ‌الثامن: ذو طوى

- ‌التاسع: الردم الذى ذكر بعض الشافعية:

- ‌العاشر: الصفا

- ‌الحادى عشر: طريق ضب

- ‌الثانى عشر: عرفة

- ‌الثالث عشر: عرنة

- ‌الرابع عشر: قزح

- ‌الخامس عشر: كداء

- ‌السادس عشر: كداء

- ‌السابع عشر: المأزمان

- ‌الثامن عشر: محسر

- ‌التاسع عشر: المحصب

- ‌العشرون: المروة

- ‌الحادى والعشرون: المزدلفة

- ‌الثانى والعشرون: المشعر الحرام

- ‌الثالث والعشرون: المطاف

- ‌الرابع والعشرون: منى

- ‌الخامس والعشرون: الميلان الأخضران

- ‌السادس والعشرون: نمرة

- ‌الباب الثالث والعشرونفيما بمكة من المدارس، والربط، والسقايات، والبرك المسبلة، والآبار، والعيون، والمطاهر، وغير ذلك من المآثر، وما فى حرمها من ذلك

- ‌أما المدارس الموقوفة:

- ‌وأما السقايات

- ‌وأما البرك المسبلة:

- ‌أما الآبار التى بمكة:

- ‌وأما العيون:

- ‌وأما المطاهر:

- ‌الباب الرابع والعشرونفى ذكر شيء من خبر بنى المحض بن جندل، ملوك مكة ونسبهم، وذكر شيء من أخبار العماليق ملوك مكة ونسبهم، وذكر ولاية طسم للبيت الحرام

- ‌أما بنو المحض:

- ‌وأما العماليق:

- ‌الباب الخامس والعشرونفى ذكر شيء من خبر جرهم ولاة مكة ونسبهم، وذكر من ملك مكة من جرهم، ومدة ملكهم لها وما وقع فى نسبهم من الخلاف، وفوائد تتعلق بذلك، وذكر من أخرج جرهما من مكة وكيفية خروجهم منها، وغير ذلك

- ‌أما نسبهم:

- ‌الباب السادس والعشرونفى ذكر شيء من خبر إسماعيل، وذكر ذبح إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام

- ‌الباب السابع والعشرونفى ذكر شيء من خبر هاجر أم إسماعيل عليه السلام، وذكر أسماء أولاد إسماعيل وفوائد تتعلق بهم وذكر شيء من خبر بنى إسماعيل، وذكر ولاية نابت بن إسماعيل للبيت الحرام

- ‌وأما خبر بناء إسماعيل عليه السلام

- ‌وأما ولاية نابت بن إسماعيل للبيت الحرام:

- ‌الباب الثامن والعشرونفى ذكر ولاية إياد بن نزار بن معد بن عدنان للكعبة، وشيء من خبره، وذكر ولاية بنى إياد بن نزار الكعبة، وشيء من خبرهم وخبر مضر، ومن ولى الكعبة من مضر قبل قريش

- ‌أما ولاية إياد:

- ‌الباب التاسع والعشرونفى ذكر من ولى الإجازة بالناس من عرفة ومزدلفة، ومنى، من العرب فى ولاية خزاعة وقريش على مكة

- ‌الباب الثلاثونفى ذكر من ولى إنساء الشهور من العرب بمكة، وذكر صفة الإنساء، وذكر الحمس والحلة، والطلس

- ‌الباب الحادى والثلاثونفى ذكر شيء من خبر خزاعة ولاة مكة فى الجاهلية ونسبهم، ومدة ولايتهم لمكة، أول ملوكهم بها، وغير ذلك من خبرهم، وشيء من خبر عمرو بن عامر ماء السماء الذى تنسب إليه خزاعة على ما قيل، وشيء من خبر بنيه وغير ذلك

- ‌الباب الثانى والثلاثونفى ذكر شيء من أخبار قريش بمكة فى الجاهلية، وشيء من فضلهم، وما وصفوا به، وبيان نسبهم وسبب تسميتهم بقريش وابتداء ولايتهم الكعبة وأمر مكة

- ‌الباب الثالث والثلاثونفى ذكر شيء من خبر بنى قصى بن كلاب، وتوليتهم لما كان بيده من الحجابة، والسقاية، والرفادة، والندوة، والقيادة، وتفسير ذلك

- ‌الباب الرابع والثلاثونفى ذكر شيء من خبر الفجار والأحابيش

- ‌الباب الخامس والثلاثونفى ذكر حلف الفضول، وخبر ابن جدعان الذى كان هذا الحلف فى داره، وذكر أجواد قريش وحكامهم فى الجاهلية، وملك عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن قصى عليهم، وشيء من خبره

- ‌الباب السادس والثلاثونفى ذكر شيء من فتح مكة المشرفة، وفوائد تتعلق بذلك

- ‌وأما الفوائد المتعلقة بخبر فتح مكة:

- ‌الباب السابع والثلاثونفى ذكر ولاة مكة المشرفة فى الإسلام

- ‌الباب الثامن والثلاثونفى ذكر شيء من الحوادث المتعلقة بمكة فى الإسلام

- ‌الباب التاسع والثلاثونفى ذكر شيء من أمطار مكة وسيولها، فى الجاهلية والإسلام، وشيء من أخبار الصواعق بمكة، وذكر شيء من أخبار الرخص والغلاء والوباء بمكة

- ‌الباب الأربعونفى ذكر الأصنام التى كانت بمكة وحولها، وشيء من خبرها، وذكر شيء من خبر أسواق مكة فى الجاهلية والإسلام، وذكر شيء مما قيل من الشعر فى الشوق إلى مكة الشريفة، وذكر معالمها المنيفة

- ‌وأما أسواق مكة فى الجاهلية

- ‌وأما ما قيل من الشعر فى التشوق إلى مكة الشريفة

- ‌[السيرة النبوية]

- ‌ذكر أسمائه ونسبه وشيء من حاله من حين ولادتهوإلى وفاته وغير ذلك من حال عمله

- ‌[الغزوات والسرايا]

- ‌[سرية حمزة إلى سيف البحر]

- ‌[سرية عبيدة بن الحارث إلى بطن رابغ]

- ‌[سرية سعد بن أبى وقاص إلى الخرار]

- ‌[غزوة الأبواء]

- ‌[غزوة بواط]

- ‌[غزوة بدر الأولى

- ‌[غزوة ذات العشيرة

- ‌[سرية عبد الله بن جحش إلى نخلة]

- ‌[غزوة بدر الكبرى]

- ‌سرية عمير

- ‌غزوة بنى سليم

- ‌سرية أبى عفك

- ‌غزوة بنى قينقاع

- ‌غزوة السويق

- ‌سرية كعب بن الأشرف

- ‌غزوة غطفان

- ‌سرية القردة

- ‌غزوة أحد

- ‌غزوة حمراء الأسد

- ‌سرية قطن

- ‌سرية عرنة

- ‌سرية بئر معونة

- ‌غزوة الرجيع

- ‌غزوة بنى النضير

- ‌غزوة بدر الصغرى

- ‌غزوة ذات الرقاع

- ‌غزوة دومة الجندل

- ‌غزوة المريسيع

- ‌غزوة الخندق

- ‌غزوة بنى قريظة

- ‌سرية القرطاء

- ‌غزوة بنى لحيان

- ‌غزوة الغابة

- ‌سرية غمر مرزوق

- ‌سرية ذى القصة

- ‌سرية بنى سليم

- ‌سرية دومة الجندل

- ‌سرية بنى سعد

- ‌سرية أم قرمة

- ‌سرية ابن أبى الحقيق

- ‌سرية ابن رزام

- ‌سرية العرنيين

- ‌سرية أبى سفيان

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة خيبر

- ‌غزوة وادى القرى

- ‌سرية بدنة

- ‌سرية بنى فزارة

- ‌سرية بنى مرة

- ‌سرية المنفعة

- ‌سرية يمن وجبار

- ‌عمرة القضية

- ‌سرية بنى سليم

- ‌كتبه صلى الله عليه وسلم إلى الملوك

- ‌سرية الكديد

- ‌سرية مصاب

- ‌سرية بنى عامر

- ‌سرية ذات الطلاع

- ‌سرية مؤتة

- ‌سرية ذات السلاسل

- ‌سرية الحبط

- ‌سرية خضرة

- ‌سرية بطن أضم

- ‌فتح مكة

- ‌سرية خالد

- ‌غزوة حنين

- ‌سرية ذى الكفين

- ‌غزوة الطائف

- ‌سرية اليمن

- ‌سرية القرطا

- ‌سرية خثعم

- ‌سرية الحبشة

- ‌سرية القلمس

- ‌سرية الجباب

- ‌غزوة تبوك

- ‌سرية اليمن

- ‌حجة الوداع

- ‌سرية أبنا

- ‌وفاته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى زوجاته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خدامه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى مواليه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى إمائه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خيله، وبغاله، وحميره، ولقاحه، وغنمه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى سلاحه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى كتّابه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى عدد رسله صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى عدد أمرائه صلى الله عليه وسلم على البلاد

- ‌فصل فى عدد مغازيه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى عدد بعوثه وسراياه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى حجه وعمره صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أخلاقه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى فضائله صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى معجزاته صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌ ‌بناء الكعبة (1) حصلنا مما أوضحه الأزرقى واتفق عيه المؤرخون الآخرون:

‌بناء الكعبة

(1)

حصلنا مما أوضحه الأزرقى واتفق عيه المؤرخون الآخرون: أن الكعبة بنيت عشر مرات وهى بناية الملائكة، بناية آدم، بناية شيت، بناية إبراهيم وإسماعيل، بناية العمالقة، بناية جرهم، بناية قصى، بناية قريش، بناية ابن الزبير، بناية الحجاج.

قلنا: وقد بنيت للمرة الحادية عشر عام 1039 هجرية فى عهد السلطان مراد بن السلطان أحمد، من سلاطين آل عثمان، وإلى القارئ تفصيل نبأ هذه البناية: ذكر الأسدى أنه: حصل فى أوائل القرن الحادى عشر تشقق بالجدار الشامى ازداد عام 1019، حيث وقع مطر بمكة، جاء على أثره السيل، فدخل المسجد الحرام، فانهلت مياه الأمطار إلى داخل الكعبة من سطحها، وأصاب الجدارين الشرقى والغربى وجدران الحجر تصدع، فأراد السلطان أحمد بن السلطان محمد هدم البيت الشريف، وجعل هذه الجدران حجارة الكعبة المعظمة ملبسة واحدا بالذهب وواحدا بالفضة، فمنعه العلماء من ذلك وقالوا له: يمكن حفظ بنطاق يلم هذا التشعث، فعمل لها نطاقا من النحاس الأصفر مغلفا بالذهب، ورجى تركيبه فى أواخر عام 1020 وأوائل عام 1021، وقد انفق عليه نحو ثمانين ألف دينار.

وفى الساعة الثانية من صباح يوم الأربعاء التاسع عشر من شهر شعبان عام 1039، وقع مطر عظيم بمكة المكرمة وضواحيها لم يسبق له مثيل؛ ونزل معه برد كثير ثم جرى السيل فى وادى إبراهيم فيما بين العصرين، فجرف ما وجده أمامه من البيوت والدكاكين والأخشاب والأتربة، ودخل بها بيت الله الحرام. وبقى السيل إلى قريب العشاء، فبلغ الماء إلى طوق القناديل المعلقة حول المطاف، ودخل الكعبة المشرفة بارتفاع مترين عن قفل باب الكعبة.

وفى صباح اليوم التالى: فتحت سراديب باب إبراهيم فانسابت المياه منها إلى أسفل مكة. وأحصى من مات فى السيل المذكور فكانوا نحو ألف نسمة.

وفى عصر اليوم المذكور ـ أى يوم الخميس ـ: سقط الجدار الشامى من الكعبة بوجهيه وانجذب معه من الجدار الشرقى إلى حد الباب الشامى، ولم يبق سواه وعليه قوام الباب، ومن الجدار الغربى من الوجهين نحو السدس، ومن هذا الوجه الظاهر فقط

(1) انظر: (أخبار مكة للأزرقى، ملحقاته، 10/ 355 ـ 373).

ص: 74

منه نحو الثلثين، وبعض السقف، وهو الموالى للجدار الشامى، ويقول الغازى: وهذا الذى سقط من الجانب الشامى هو الذى بناه الحجاج بن يوسف الثقفى، وسقطت أيضا درجة السطح.

وعلى أثر ذلك نزل الشريف مسعود بن إدريس شريف مكة والعلماء والأهلون إلى بيت الله الحرام حيث رفعوا الميزاب ومعاليق الكعبة ووضعوها فى غرفة فى بيت السادن الشيخ جمال الدين بن قاسم الشيبى الحجبى وكانت عشرين قنديلا، أحدها مرصعة باللؤلؤ والأحجار الكريمة والبقية مموهة بالذهب، وثلاثة وثلاثين قنديلا من الفضة وغيرها، ثم أرسلوا هذا النبأ إلى استانبول عن طريق مصر.

وبعد بضعة أيام شرع المهندس على بن شمس الدين يستر حول الكعبة بأخشاب من جذوع النخل، واستمر العمل بذلك سبعة عشر عاما من 26 رمضان ـ 13 شوال ثم ألبست ثوبا باللون الأخضر.

ولما وصل النبأ إلى الخارج أحدث هياجا شديدا، كما أن موسم الحج كان قد قرب، فرأى والى مصر محمد باشا الألبانى أن لا ينتظر ورود الأمر السلطانى من الاستانة خوفا من ازدياد التصدع فى الكعبة المشرفة فأرسل رضوان أغا من حاشية البلاط العثمانى، مندوبا من قبله إلى مكة لمكرمة، وخوّله صلاحية تامة لاتخاذ التدابير المستعجلة، فوصلها يوم 26 شوال من السنة المذكورة، وشرع يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من الشهر المذكور بمهمته، حيث عقد مجلسا فى بيت الله الحرام للمذاكرة فى تنظيف المسجد، مما قد تراكم فيه من أطمار السيل، وكانت الأتربة قد تحجرت من تأثير حرارة الشمس، فكانت أكثرية الآراء بجانب رضوان أغا بالموافقة على التنظيف، أما الأقلية، وعلى رأسها محمد بن على بن علان، فكانت مخالفة لذلك، طالبة الانتظار لورود الأمر من السلطان الذى هو ولى الأمر، ولم تقف مخالفة الأقلية عند هذا الحد، بل كانت تظهر مخالفتها فى كثير من الأوقات، أثناء عمارة الكعبة، فاضطر رضوان أغا مراجعة العلماء واستفتائهم فى المسائل التى يعلن محمد بن على بن علان مخالفته لها مرات عديدة، وقد ذكر أيوب صبرى باشا هذه الفتاوى وأجوبة العلماء عليها فى كتابه مرآة الحرمين بنصها باللغتين العربية والتركية. وأخيرا تغلب رضوان أغا على رأى مخالفيه وشرع فى العمل، فأحضر كافة الوسائط النقلية الموجودة فى جدة والمدينة والقنفدة، ونظف الحرم والشوارع المطيفة به من الطين الذى غشيه، وكان كالجبال الراسيات، فكان ينقل 30 ـ 40 ألف حمل يوما، إلى أن انتهى والعمل يوم الثلاثاء

ص: 75

الموافق 19 ذى القعدة، ثم انصرف رضوان أغا بعد ذلك إلى تصليح ما خربه السيل فى الشوارع والبرك، والعيون، ومدرج منى، فانتهى من ذلك يوم الخميس تاسع ربيع الثانى من عام ألف وأربعين، وكان وصل خلال هذه المدة آلات ومؤن من مصر لعمل بناء الكعبة، تحتوى على ما يأتى كما ذكرها ابن علان:(98) سواحى مجوزة، و (67) سواحى مفردة، و (24) سوبرا، (49) زنارا وعشرة قرابا وقاضن، و (12) لوح خشب بكر ودوامس، ومحمسات، ومائة عصى شون، وكورتان كبار بلدى محلول، و (13) حبلا بهروزيا وسحيلا و (200) مكتل أعلاف، و (100) صرفانية، وهى المكائل التى تحمل على ظهر الجمال، و (23) قتبا للجمال، وسبع أفراد ليف سلب مفتول، وأربع ربطات قتب، وخمسة قرمان تركية، و (25) مسحاة، و (80) لوجة، وهى نحاس مدور للبكر، و (13) قفة مسامير، و (22) قضيب حديد.

والآن نذكر فيما يلى تاريخ عمارة الكعبة المشرفة بالترتيب مقتطفة من يوميات الشيخ محمد بن على بن علان الصديقى من عملاء مكة المذكورة فى كتابه (أنباء المؤيد الجليل مراد، ببناء بيت الوهاب الجواد) ومن يوميات نقلها أيوب صبرى باشا فى كتابه (مرآة الحرمين) عن المؤرخ التركى (سهيلى) وكلاهما ـ ابن علان وسهيلى ـ كانا شاهدى عيان للبناء المذكور.

فى أوائل شهر ربيع الثانى، ورد فرمان من السلطان مراد خان إلى عامله بمصر محمد باشا الألبانى ينبئه بانتدابه السيد محمد بن السيد محمود الحسينى الأنقروى المعين حديثا قاضيا للمدينة المنورة ناظرا من قبل جلالته على عمارة بيت الله الحرام، وأجاز السلطان لوالى مصر بانتخاب شخص آخر من قبله يساعد السيد المذكور، وأمر بإرسال المؤن والأموال لإنفاقها فى سبيل ذلك.

وقد ثبت والى مصر مندوبه رضوان أغا لمساعدة السيد محمد، وشحن المؤن والأموال على السنابيك التى أبحرت من مصر بقيادة محمد بيك سويدان تقل السيد محمد مندوب السلطان.

وفى يوم الثلاثاء 21 ربيع الثانى: رست السنابيك المذكورة فى ميناء جدة، وأخرجت أحملها وهى كما ذكر ابن علان: 500 لوح دبسى، و 100 زنار، و 15 كرك غشم، و 300 لاطة، و 4 تراكه، و 80 سواحى مجوز، [ .... ](1) شواحى مفردة

(1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.

ص: 76

وقرايا واحدة، 200 تمساح رصاص، و 15 قنطار حديد خام، و 10 قناطير مسامير، و 8 سحل ليف، و 1400 عصى شون، و 140 قتب جمال، و 5 قناطير صلب، و 300 طشت وسطل نحاس.

يوم الأربعاء 22 ربيع الثانى: شرع النجارون بإحاطة الكعبة بسياج من الخشب يطيفون به على قدر حاجتهم، ووضع صفايح من الخشب عليه ما يمنع وصول الناس للعملة.

وفى اليوم التالى وصل مندوب السلطان إلى مكة وباشر العمل بالاشتراك مع رضوان أغا مندوب والى مصر.

يوم الاثنين 27 منه: وقع مطر بمكة فسقط على أثره حجران من الجدار الغربى، وأحجار صغار أيضا، وجاء العمال فى هذا اليوم بالأحجار الكبيرة التى اقتطعوها للكعبة الشريفة من جبل الشبيكة قرب الشيخ محمود، وقد كان طول كل منها نحو ذراع ونصف، وسمكه نحو ذراع.

يوم الأربعاء 29 منه: جرى الكشف على بناية الكعبة من قبل السيد محمد الناظر ورضوان أغا وشمس الدين عتاقى شيخ الحرم وعلى بن شمس الدين المهندس.

يوم الجمعة غرة جمادى الأول: جمعت أحجار الكعبة المتناثرة فى صحنة الحرم وشرع النحاتون فى نحت الأحجار الجديدة المارة الذكر، كما سلمت معاليق الكعبة التى كانت وضعت فى بيت السادن إلى رضوان أغا.

يوم السبت 2 منه: رفعت الأحجار الرخامية التى بالمطاف ووضعت بمكان قريب من باب السد، وصقل النحاتون أحجار الكعبة الساقطة، وفى خلال الأيام العشرة التالية أعد العمال الأماكن لوضع النورة وتجهيزها، ومد السرادقات للحجارين.

يوم الجمعة 15 منه ـ 23 منه: قام النجارون فى هذا الأسبوع بإصلاح باب سقاية العباس ونشر الأخشاب، والحجارون بقطع الأحجار من جبل الشبيكة، والنحاتون بنحتها وجاءت الأنباء بأن الباخرتين التى سيرهما والى مصر من السويس حاملة بقية مؤون البناء قد غرقتا فى ساحل حسان قرب ينبع.

يوم الأحد 24 ـ 29 منه: وضعت فى هذا الأسبوع ستارة ثانية حول الكعبة بارتفاع ستة أمتار منعا لوصول الناس إلى مكان البناية، واتخذ طريق يسلك منه إلى

ص: 77

الحجر الأسود، فكان الطائفون يطوفون بين هذه الستارة وبين الستارة التى وضعت حول المطاف، وعين لمباشرة البناء على بن شمس الدين المكى مهندس الحكومة، ومحمد ابن زين المكى المهندس، وأخوه المعلم عبد الرحمن والمعلم سليما الصحراوى المصرى رئيس النجارين، ومن البنائين أيضا فاتح عبد السيد الطباطبى المكى، وسالم القرشى، والمعلم سليمان بن محمد البجع وابن حاتم ونور الدين، وهؤلاء الأربعة مصريون، وقد صنع النجارون أيضا سقالة من الخشب لصعود البنائين عليها إلى جدر الكعبة.

يوم الأحد غرة جمادى الثانية: قلع الحزام الذى كان على أعلى الحجر الأسود وكان الطوق الكبير قد سقط حين سقط الجدر، ورفع الميزاب، والصحيفة الذهبية المكتوب عليها باللازورد تاريخ وضع الحزام.

يوم الاثنين 2 منه: اجتمع فى الحطيم رجال الحكومة والناظر والعلماء ومعهم المهندسون والبناءون حيث أجروا الكشف على الجدر الباقية والسقف، فأعلن المهندسون أنها مائلة إلى الانهدام وأنه يقتضى تجديد بنائها.

يوم الثلاثاء 3 منه: رفعت الأخشاب التى كانت وضعت بدل الجدر الساقطة من السيل ورفع أيضا الرخام التى لا تزال قائمة، أما رخام الأرض فقد كبسوا عليه من الجباب ما يمنع تأثره من الأحجار حال انهدامها.

يوم الأربعاء 4 منه: نقض العمال سقف الكعبة ونقلوا الرصاص والرخام وخشبة الكسوة إلى سقاية العباس، وفى اليوم التالى أتموا عملهم هذا.

يوم السبت 7 ـ 22 منه: هدم العمال خلال هذين الأسبوعين الأحجار الباقية من الأبنية وغيرها.

يوم الأحد 23 منه: شرعوا فى وضع الأحجار فى بناء الكعبة، فوضعوها على الأساس من بعض الأطراف وعمل البناءون فى الجانب الشامى، وهذا المدماك غير معدود فى مداميك الكعبة؛ لأنه وراء الشاذروان والمداميك التى فوقه إلى منتهى سمكها فى بناء الزبير هى خمسة وعشرون، وقد بنيت كذلك فى هذا البناء.

يوم الاثنين 24 منه: وضعت العتبة السفلى التى بسمت الشاذروان، وتبين أنه فى أسفل جدار البيت الشرقى دبل صغير فدك فى هذا البناء.

يوم الأربعاء 26 منه: عمل البناة أحجار وجه المدماك الأول المنحوت وذرع سمكه

ص: 78

24 قيراطا بذرع العمل، ونصبوا تلك الأحجار فى الجدر الأربعة، وقد اشترك فى البناء ونقل المؤون فى هذا اليوم خاصة وفى الأيام التالية رؤساء الحكومة والعلماء والأعيان وغيرهم.

يوم الأحد 29 منه: شرعوا فى وضع المدماك الثانى وسمكه 22 قيراطا ثم صبوا الرصاص على وجه أسفل الجدار اليمانى ليساوى المتأكل منه باقى الجدار فى سمته.

يوم الاثنين غرة رجب: وضعوا الحجر الذى بطرفه محل استلام الطائفين من الركن اليمانى وكان طرف الحجر الذى بطرفه محل استلام الطائفين من الركن اليمانى وكان طرف الحجر الذى تحته انكسر من أعلاه فوضع فى محل ذلك من الرصاص المذاب ما يساوى به باقى الأحجار سمتا، ووضعوا حجر الركن الغربى الشامى، ونصبوا أحجار الجدار الشامى.

يوم الثلاثاء 2 منه: تم نصب أحجار المدماك الثانى من جوانبه الأربعة، وشرعوا فى دك ما وراء ذلك.

يوم الأربعاء 3 منه: حملت النورة والأحجار، ودك بها الجدار اليمانى، ووضعوا حجرا فى خد باب الكعبة على يمين الداخل إليها.

يوم الخميس 4 منه: وضعت عتبة الباب الشريف بمحلها وألبس الصاغة النحاس المعجول غلافا للحجر الأسود فضة.

يوم السبت 6 منه: عمل البناءون الأحجار على المدماك الثالث وذرع سمك أحجاره 20 قيراطا، ورسموا باب الكعبة الغربى، وهو بحذاء الباب الشرقى فى الجدار الغربى.

يوم الأحد 7 منه: ثم نصب الأحجار المنحوتة فى المدماك الثالث من جميع جوانبه ماعدا محل الحجر الأسود، وموه الصاغة غلاف الحجر الأسود بالذهب.

يوم الاثنين 8 منه: انتهى الدك بين الجدار وما فى أصل الكعبة من الرضم وعلى وجهه الرخام المفروش من جانب اليمن، وشرعوا فى المدماك الرابع، وذرع سمكه 18 قيراطا.

يوم الثلاثاء 9 منه: احضر ما أعد للحجر الأسود من الغلافات المصفحة بالفضة المموهة بالذهب، وعددها عشرة لوحات، ثم جاءوا بصفائح من خشب مسمر بعضها فى بعض فى أعواد من ورائها، فشدوا بذلك ما كان مفتوحا بحذاء الحجر الأسود

ص: 79

لتقبيله، وقلع الحجر الذى على الحجر الأسود المطبق على أعلاه والمطيف به طرف من الجانب اليمانى، فوضعوا أخشابا على طرف جدر الكعبة، ودحرجوا عليها ذلك الحجر حتى نزل إلى حذاء باب الكعبة فحمله العتالة وأبرزوه، فلما رفع الحجر الكبير الذى على ظهر الحجر الأسود، وقصد ابن شمس الدين رفعه من محله ورفع الحجر تحته أخذ عبد الرحمن بن زين البنا وصار يقلع به ما على ظهر الحجر الأسود من فضة وجير، فقوس به فى وسط الحجر والتكى، فإذا يقطع وجه الحجر الأسود انقشر ما كان تحتها، وتفارق ما كان بينها وكادت تسقط، ولكن القائمون بأمر العمارة أمروا فى الحال برد الحجر الذى تحته بعزقة، وأن يجعل من فوق الحجر، حجر يعزقه ويكون عليه مدار العمل، وقد اشتغل العمال فى إلصاق فلق الحجر بضعة أيام.

يوم الأربعاء 10 منه: حدث نتوء فى بعض الأحجار حال وضعها فصار خارجا عن سطح الحجر وفيه بنى البناءون فى المدماك الثالث من الجانب اليمانى والجانب الغربى وأتموا بناء المدماك الثانى بأعلى دكة البيت سوى الحجر المحاذى للحجر الأسود.

يوم الخميس 11 منه: جاءوا ليلا بحرف لسد ما بين الحجر الأسود والذى فوقه وسمك ذلك نحو أربع أصابع وعليها فضة وأرادوا لحم طرف الفضة بطرف الحجر الأسود، ولكن العامل المخصص أبى ذلك خوفا من تفكك الأحجار وعدم تمكنه من اعادته فيما بعد، فتركوا ذلك وأخذوا فى حك الفضة من أطراف الحجر، واستمر العمل فى هذا اليوم أيضا، وأخذ البناءون فى بناء الأحجار التى فوق الحجر التى فوق الأسود وبجوانبه، فأتموا به المداميك الموازية لها، وشرع قسم من البنائين من الركن الغربى إلى اليمانى فبنوا باقى الجدار ودكوا باطنه. وفى مساء هذا اليوم ثم تمويه الحجر الأسود بصفائح الفضة.

يوم السبت 13 منه: شرعوا فى وضع أحجار المدماك الخامس، وذرع سمكه 18 قيراطا، وعمل النجارون من أعلاها تحت السقف قواعد توضع على العمد.

يوم الاثنين 15 منه: شرعوا فى بناء المدماك السادس، وذرع سمكه 18 قيراطا.

يوم الأربعاء 17 منه: شرعوا فى بناء المدماك السابع، وذرع سمكه 17 قيراطا.

يوم السبت 20 منه: عمل المبيضون فى بياض قبب سطح المسجد، وذكر ابن علان أن كل قبة تبيض بثلاثة أرادب من الجص، وأن جملة ما أنفق فى ثمن الجص فى عمارة الكعبة وتبييض المنابر والقبب فوق أربعة آلاف دينار، وفى الخشب فوق سبعة آلاف

ص: 80

دينار. وشرع البناءون فى بناء المدماك الثامن، وذرع سمكه سبعة عشر قيراطا ونصف قيراط.

يوم الاثنين 22 منه: ألصق فى هذا لليوم خدا باب الكعبة المصفح بالفضة، وهو من عمل السلطان سليمان، وجاءوا بالباب الشريف الذى كان أولا، وهو من عمل السلطان بيبرس، وتصفيحه بالفضة المموهة بالذهب من عمل السلطان سليمان، وشرع البناءون أيضا فى بناء المدماك التاسع، وذرع سمكه 17 قيراطا.

يوم الثلاثاء 23 منه: ثم وضع الباب، وردف الباب العليا وقفله.

يوم الأربعاء 24 منه: شرعوا فى المدماك العاشر، وذرع سمكه ستة عشر قيراطا ونصف قيراط.

يوم الخميس 25 منه: شرعوا فى المدماك الحادى عشر، وذرع سمكه ثمانية عشر قيراطا.

يوم السبت 27 منه: شرعوا فى المدماك الثانى عشر، وذرع سمكه ستة عشر قيراطا؛ ومن هذا المدماك إلى منتهى العمل عادوا إلى الأحجار التى كانت فى الكعبة وتركوا تحت الأحجار بل بنوا بها كما كانت.

يوم الأحد 28 منه: شرعوا فى عمل خشب السقف ونشر صفايحه، وهو أربع فجوات، وكل فجوة اثنان وعشرون عودا، فيكون مجموع أعواده (88) عودا عدد ما كان فيها أولا، وعلى الأعواد صفايح أخشاب مسمرة عليها من ظهرها.

يوم الاثنين 29 منه: شرعوا فى المدماك الثالث عشر، وذرع سمكه ستة عشر قيراطا.

يوم الثلاثاء 30 منه: أتموا المدماك الثالث عشر، ومنه الشروع فى النصف الثانى من مداميك الكعبة.

يوم السبت 4 شعبان: أتموا خلال الأيام الماضية المداميك الرابع عشر، وسمكه 14 قيراطا ونصف، والخامس عشر وسمكه (14) قيراطا ونصف؛ والسادس عشر وسمكه (15) قيراطا، وشرعوا فى المدماك السابع عشر وذرع سمكه (15) قيراطا.

يوم الثلاثاء 7 منه: وصلوا إلى المدماك الذى عليه بساتل أخشاب السقف الأول وهى ثلاثة.

ص: 81

يوم الأربعاء 8 منه: كشف الجباب المفروش على وجه رخامة الكعبة وحفروا مكان الأعمدة ووضع لها قواعد من الحجر الشبيكى (وعلى رواية أيوب صبرى من الحجر الشميسى) عوضا عما نشر من أسفل العمد، وبقى من مداميك البيت نحو ستة وذرع سمك كل من المدماك الثامن عشر والتاسع عشر (15) قيراطا.

يوم الجمعة 10 منه: شرع المرخمون فى ترصيص رخام الوزرة من الكعبة.

يوم السبت 11 منه: شرعوا فى بناء الشاذروان، وأقاموا واحدا من العمد للكعبة، وأجلسوه على القاعدة من الحجر وجعلوا على الحجر الذى تحته طوقا من حديد صبوا فيه الرصاص المذاب ليربطوا بينه وبين العمود الخشب.

يوم الأحد 12 منه: أقاموا العمودين الثانى فى محلها من الجرد، وبنوا على المدماك المحيط بها وهو المدماك العشرون وذرع سمكه تسعة قراريط وهو أصغرها ذرعا.

يوم الخميس 16 منه: بنى المدماك الحادى والعشرون.

يوم السبت 18 منه: بنى المدماك الثانى والعشرون والثالث والعشرون، وذرع سمك كل من المدماك الحادى والعشرين إلى الرابع والعشرين (14) قيراطا.

يوم الثلاثاء 21 منه: وضعوا البساتل الثلاثة للسقف الثانى على أعلى الجدار للكعبة، وبينه وبين السقف تحته نحو ذراع بالعمل، وبنى المدماك الرابع والعشرون الذى فيه البساتل العليا.

يوم الأربعاء 22 منه: بدأوا بوضع الأهلة النحاس المموهة بالذهب على قبب سطح المسجد وعدتها نحو الثلاثين.

يوم الخميس 23 منه: بدأ النجارون فى عمل المدماك الخامس والعشرين وذرع سمكه (13) قيراطا.

يوم السبت 25 منه: بدأ النجارون فى عمل قطع درج السطح للكعبة وهى ست مراق، تدور دوران درج المنارة.

يوم الأحد 26 منه: دكوا السطح بالآجر.

يوم الثلاثاء 28 منه: بيضوا داخل البيت من تحت سقفه إلى محل الوزرة.

يوم الأربعاء 29 منه: جاء العملة بالميزاب، وهو من خشب فى ذرع نحو ثلاثة

ص: 82

أذرع ونصف البارز منه مصفح بالفضة المحلاة بالذهب واللازورد مكتوب فيه اسم مهديه السلطان أحمد خان عام 1020 مع حزام البيت.

يوم الخميس 30 منه: بيضوا طنف سطح الكعبة الآخر.

يوم الجمعة غرة رمضان: ألبسوا الكعبة كسوتها باحتفال مهيب.

يوم الأحد 3 منه: اتموا بناء الشاذروان وكان قد تكسر من رخامه عشرة، فأبدلوها برخام جديد وضعوه فى الجانب الغربى.

يوم الثلاثاء 5 منه: شرع المرخمون فى نصب رخام الوزرة.

يوم السبت 9 منه: تم نصب درجة سطح الكعبة.

يوم الأحد 10 منه: نظفوا باطن الحجر وجانبه عما كان فيه شرعوا فى بناء جداره، وابتدأوا فى عمله من الجانب العراقى، فهدموا منه أربع تركينات إلى الأرض وانكشف تحت الرخام حجر صوان شبيكى، يقول ابن علان: لعله من أحجار الكعبة التى أخرجت من بناء الزبير لها فى عمل الحجاج، فإن الأزرقى ذكر أنه دفن ذلك فى جوف الكعبة، والذى وجد فى باطنها أحجار صغار مرضومة.

يوم الثلاثاء 12 منه: عمل البناة فى الحجر وهدم جداره شيئا فشيئا، وكلما هدموا شيئا بنوا ما وراءه وألقوا ما أخرجوا من جيابه وبعض أحجاره بباطنه مع أحجار الكعبة عند المقام، وعمل المرخمون أيضا فى ترخيم الوزرة.

يوم الخميس 14 منه: تم بناء وجه جدار الحجر.

يوم السبت 16 منه: وضعوا أحجار رفرف الحجر بمكانها، وهى منقورة فيها أسماء من له فى الحجر عمارة من خليفة أو ملك، وكان الجدار الذى تم بناؤه من عمارة الملك الأشرف قانصوه الغورى فى أوائل القرن العاشر، وقد فقد منه رخامة فأبدلت برخامة ملساء.

يوم الأحد 17 منه: شرع البناءون فى هدم وجه الجدار الباطنى المحاذى للكعبة، وقد تبين أن رخاما من رخام الطواف تكسر بما سقط عليه من أحجار الكعبة حال سقوطها من السيل.

يوم الاثنين 18 منه: شرعوا فى بناء جدار قدر قامة فى أسفل درجة سطح الكعبة، وتم وجه جدار الحجر الباطنى.

ص: 83

يوم الأربعاء 20 منه: شرع المرخمون فى ترخيم وزرة الجدار الشرقى وعمل الحدادون لدرجة باب سطح بابا.

يوم الخميس 21 منه: كحل المهندس ما بين سافات جدار الحجر، وألصق المعلم محمود الهندى قطع الحجر الأسود.

يوم الجمعة 22 منه: عمل المرخمون فى جوف الكعبة، وكتب محضر أرسل إلى والى مصر فيه شهادة المكيين بحسن عمارة البيت المعادة.

يوم السبت 23 منه: سدوا الباب الغربى بحجارة شبيكية.

يوم الأحد 24 منه: تم دك الباب الغربى وترخيم الوزرة، وما بقى إلا ترخيم أرضها؛ فإن رخامها وإن لم يقلع من محله إلا أنه تأثر فى الجملة، فشرع فيه المرخمون.

يوم الأربعاء 27 منه: أتم المرخمون عملهم، وأخرجوا قواعد العمد التحتية ومشاحب العمد القديمة من سقاية العباس، ودخل بها الكعبة لتعاد لمكانها ثم رؤى استبدالها بجديد منها.

يوم الخميس 28 منه: ارسلوا إلى الأرض ثوب الكعبة بعد أن فكوا منه الحبال المربوطة وأعادوا الصفيحة الذهب التى بأعلى الباب مكتوبا فيها باللازورد قوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)[آل عمران: 96] وتحته ثلاثة أبيات فيها تاريخ عمل الحزام للسلطان أحمد خان وهو عام عشرين وألف وهى:

اللوح ذا لما استرم فجددا

قد بدل السلطان أحمد عسجدا

قيدا له من حديد ذو جدا

الله أنعم بالمجدد وأيدا

ألهمت فى تاريخه لما بدا

اللوح ذا السلطان أحمد جددا

وفيه عمل المرخمون فى سطح جدار الحجر ثم تركوه وعادوا إلى باطن الكعبة.

يوم السبت 8 شوال: رخموا وجه جدار الحجر، وشرعوا فى ترميم المتكسر من رخام الطواف بإخراج القطع المتكسرة وإبدالها بسالم من ذلك، وشرعوا فى صنع أخشاب لإبدال بعض أخشاب رئت فى المقام الإبراهيمى عند بابه، وعملوا ذلك من خشب الصنوبر.

ص: 84

يوم الأحد 9 منه: قلع المرخمون المتكسر من الأحجار والمنخسف من باطن الحجر وقربوا القدر ووضعوها عند مقام المالكية ورفعوا باب المقام الإبراهيمى وستروا على محله بستارة وشرعوا فى عملها حالا، وشرع المنقلون فى تكحيل صفة المطاف وأبواب المسجد، وعاد فى هذا اليوم المعلم محمود الهندى، فأصلح فى الحجر الأسود كما فعل فى شهر رمضان.

يوم الاثنين 10 منه: وضعت الحديدات بين العمد التى هى محل تعليق قناديل الكعبة وهداياها.

يوم الخميس 13 منه: أبدل المرخمون من رخام الحجر ما تكسر منه، وفيه نقل العملة ما اجتمع مما رث من خشب الكعبة إلى الدكة الموالية لبيت ميزار مخدوم إلى حذاء السليمانية، وفيه جددوا للعمد مشاحب وقواعد.

يوم الجمعة 14 منه: تم دهان الأخشاب التى بين شبابيك المقام الإبراهيمى بالزنجفر وبالأخضر وجلى الذهب المكتوب فيه اسم الآمر بتجديده السلطان مراد الرابع بن سليم خان.

يوم السبت 15 منه: أصلح درابزين درجة رئيس المؤذنين وكان سقط نصفها التحتى منذ سنة، فقلع الباقى وأصلح الجميع وكان العمل الأول للسلطان أحمد.

يوم الأحد 16 منه: أصلح أسفل باب الكعبة وأعلاه وسمر ما يحتاج للإصلاح.

يوم الثلاثاء 18 منه: أعاد الدهان دهان ما بين شبابيك المقام الإبراهيمى وأتم المنقلون المقام بالحديد المطيف به بالنورة.

يوم الخميس 20 منه: تم فرش جباب الكعبة فى جميع المعد له من الدكة المارة الذكر.

يوم الجمعة 21 منه: جلا المرخمون رخام الحجر البيض والسود ودهنوها بالدهان الأسود والسندروس.

يوم الأحد 23 منه: أجرى النجارون إصلاحا بالدرجة التى يصعد منها لباب الكعبة، وفيه وزنت ثمانية مثاقيل ذهب تصفح بها مشاحب العمد الجديدة.

يوم الأربعاء 26 منه: أصلح المرخمون رخام باب الحجر الشرقى بقلعه وإبدال الخراب بالصالح وقلعوا الرخام المتكسر فى المعجنة.

ص: 85

يوم الأحد غرة ذى القعدة: فتحت الكعبة وصعد المرخمون لجلاء رخام الوزرة وركب النجارون مشاحبها الجديدة على العمد وأخشاب القواعد من تحتها وصفحوها بصفائح الذهب.

يوم الخميس 4 منه: صعد المرخمون لجلاء رخام سطح الكعبة وإصلاحه، فإنه من عجلهم فى وضعه وقع بعضه فى غير موضعه، فاقتلعوا ذلك وعملوه على وجه أتم.

يوم الجمعة 5 منه: شرع المرخم ينقر فى حجر من رخام الكعبة تاريخا لعمارة الكعبة صاغ الفاظه السيد محمد الأنقروى قاضى المدينة وناظر العمارة هذا نصه: «بسم الله الرحمن الرحيم. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. تقرب بتجديد هذا البيت العتيق إلى الله سبحانه وتعالى، خادم الحرمين الشريفين، وسائق الحجاج بين البرين والبحرين السلطان بن السلطان، السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان بن السلطان محمد خان خلد الله تعالى ملكه وأيد سلطنته فى أواخر شهر رمضان المبارك المنتظم فى سلك شهور سنة أربعين وألف من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل التحية. سنة 1040» .

يوم الأربعاء 10 منه: أتموا قلع رخام السطح وأعادوه على ما ينبغى وأخذوا الأقونة جعلوها تحت جدر طنف السطح لئلا يدخل ماء المطر فيها إلى الخشب تحتها فتعمل فيه الأرضة.

يوم السبت 13 منه: عمل المرخمون فى جلاء رخام الشاذروان وجعلوا معها الوزرة التى تحت بيت زمزم بحذاء الكعبة.

وقد تم أمس نقر التاريخ، فأعطى اليوم الحجر المنقور فيه التاريخ للدهان فحلاه بالذهب وأتم عمله. وقام العمال فى الأيام التالية فى تبيض بعض جهات المسجد، وفى دفن الحفر التى كانت تلى بعض الأبواب.

يوم الاثنين 21 منه: أحضرت معاليق الكعبة، وكانت كما ذكر فى السابق عشرون قنديلا من الذهب العين، واحدة منها مصطنعة باللؤلؤ، وثلاثون قنديلا من الفضة، فسلمت إلى سادن البيت الشيخ محمد الشيبى بحضرة الجمع وأشهد عليه أنه تسلم ذلك، ثم دعى بشيخ الوقادين فعلقها فى أماكنها، وفيه بنى المرخمون الحجر الذى نقر فيه التاريخ قبالة الباب الشرقى.

وفى الأيام التالية غسلوا الكعبة بماء زمزم وبخروها، وجلا المرخمون من وجه الحجر.

ص: 86

يوم الجمعة 25 منه: جاء ابن شمس الدين والسادن فكحلوا بالنورة ما بين الفضة المصفح بها الخشب فى خدى الباب.

يوم هلال ذى الحجة: أصلحوا الحجر ودهنوه سواد وسندروس.

يوم 2 ذى الحجة: عملوا محل شعل النار عند الأهلة والأعياد من أعلى مقام الشافعى، وهو آخر عملهم فى هذا البيت والمسجد الحرام.

وقد تم خلال شهر رمضان وشوال والقعدة إصلاحات جمة فى أبواب الحرم ومقامات الأئمة وغيرها ورد ذكرها أيضا فى اليوميات التى نقلنا عنها هذا.

قال أيوب صبرى: وبعد مضى سنتان على العمارة المارة الذكر نزلت أمطار غزيرة فى مكة المكرمة أثرت على سقف الكعبة، فصدر أمر السلطان مراد إلى عامله فى مصر أحمد باشا بانتداب شخص يتولى إصلاح السقف، ومقام إبراهيم، وتجديد باب الكعبة، فانتدب الوالى المشار إليه، رضوان أغا للمرة الثانية للقيام بهذه الخدمة، فحضر إلى مكة المكرمة ومعه المهندس عبد الرحمن، وكان وصوله إليها فى أوائل ذى الحجة من عام 1044 وبعد النزول من منى شرع فى العمل، وكان جمع قبل ذلك مجلسا من العلماء تلى عليهم الفرمان السلطانى، فاعترض ابن علان وحزبه على ذلك وخالفوه، ثم انصاعوا فيما بعد ووافقوه على القيام بالإصلاحات المذكورة.

وقد تم إصلاح الخراب الحادث فى سطح الكعبة خلال بضعة أسابيع ثم شرع فى تجديد باب الكعبة فى شهر ربيع الأول وانتهى من صنعه فى شهر رمضان المبارك وعمل الصاغة الفضة للباب ووزن ذلك مائة وستة وستون رطلا وطلى بالذهب البندقى مما قدره ألف دينار، وجعلوا فيه ما فى الأول من الكتابة وكتب عليه «بسم الله الرحمن الرحيم. رب أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا» الآية وتحتها:«تشرف بتجديد هذا الباب، من سبقت له العناية من رب الهداية، مولانا السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان بن السلطان محمد خان بن عثمان، عز نصره فى سنة خمس وأربعين وألف» .

وتم خلال ذلك بناء المقام الشريف، وفرش المسجد بالحصباء وسط الكعبة بالرخام الأبيض وأصلحت المماشى.

وبعد أن انتهى رضوان أغا من عمله عاد إلى مصر فاستانبول ومعه درفتى باب الكعبة القديم حيث قد سلمها إلى السلطان مراد.

ص: 87

وقبل أن تختم هذا البحث نذكر فيما يلى أبياتا ذكرها الفاسى فى شفاء الغرام أجمل فيها تاريخ الكعبة لعهده قال:

بنى الكعبة الغراء عشر ذكرتهم

ورتبتهم حسب الذى أخبر الثقه

ملائكة الرحمن آدم ابنه

كذاك خليل الرحمن ثم العمالقة

وجرهم يتولهم قصى قريشهم

كذا ابن الزبير ثم حجاج لا حقه

وذيله بعضهم بقوله:

وخاتمهم من آل عثمان بدرهم

مراد المعالى أسعد الله شارقه

وقال آخر:

ومن بعدهم من آل عثمان قد بنى

مراد حماه الله من كل طارقه

وذكر على الطبرى فى الأرج المسكى أبياتا نظمها فى تاريخ عمارة البيت فقال:

بنى البيت خلق وبيت الاله

مدى الدهر من سابق يكرم

ملائكة آدم ولده

خليل عمالقة جرهم

قصى قريش ونجل الزبير

وحجاج بعدهم يعلم

وسلطاننا الملك المرتضى

مراد هو الماجد المنعم

ادام الأله لنا ملكه

وابقاه خالقنا الأعظم

ونظم محمد بن على بن علان ثلاثة أبيات جمع فيها بناء الكعبة فقال:

بنى الكعبة الأملاك آدم ولده

شيث فإبراهيم ثم العمالقه

وجرهم قصى مع قريش وتلوهم

هو ابن زبير ثم حجاج لا حقه

ومن بعد هذا قد بنى البيت كله

مراد بنى عثمان فشيد رونقه

* * *

ص: 88