الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بناء الكعبة
(1)
حصلنا مما أوضحه الأزرقى واتفق عيه المؤرخون الآخرون: أن الكعبة بنيت عشر مرات وهى بناية الملائكة، بناية آدم، بناية شيت، بناية إبراهيم وإسماعيل، بناية العمالقة، بناية جرهم، بناية قصى، بناية قريش، بناية ابن الزبير، بناية الحجاج.
قلنا: وقد بنيت للمرة الحادية عشر عام 1039 هجرية فى عهد السلطان مراد بن السلطان أحمد، من سلاطين آل عثمان، وإلى القارئ تفصيل نبأ هذه البناية: ذكر الأسدى أنه: حصل فى أوائل القرن الحادى عشر تشقق بالجدار الشامى ازداد عام 1019، حيث وقع مطر بمكة، جاء على أثره السيل، فدخل المسجد الحرام، فانهلت مياه الأمطار إلى داخل الكعبة من سطحها، وأصاب الجدارين الشرقى والغربى وجدران الحجر تصدع، فأراد السلطان أحمد بن السلطان محمد هدم البيت الشريف، وجعل هذه الجدران حجارة الكعبة المعظمة ملبسة واحدا بالذهب وواحدا بالفضة، فمنعه العلماء من ذلك وقالوا له: يمكن حفظ بنطاق يلم هذا التشعث، فعمل لها نطاقا من النحاس الأصفر مغلفا بالذهب، ورجى تركيبه فى أواخر عام 1020 وأوائل عام 1021، وقد انفق عليه نحو ثمانين ألف دينار.
وفى الساعة الثانية من صباح يوم الأربعاء التاسع عشر من شهر شعبان عام 1039، وقع مطر عظيم بمكة المكرمة وضواحيها لم يسبق له مثيل؛ ونزل معه برد كثير ثم جرى السيل فى وادى إبراهيم فيما بين العصرين، فجرف ما وجده أمامه من البيوت والدكاكين والأخشاب والأتربة، ودخل بها بيت الله الحرام. وبقى السيل إلى قريب العشاء، فبلغ الماء إلى طوق القناديل المعلقة حول المطاف، ودخل الكعبة المشرفة بارتفاع مترين عن قفل باب الكعبة.
وفى صباح اليوم التالى: فتحت سراديب باب إبراهيم فانسابت المياه منها إلى أسفل مكة. وأحصى من مات فى السيل المذكور فكانوا نحو ألف نسمة.
وفى عصر اليوم المذكور ـ أى يوم الخميس ـ: سقط الجدار الشامى من الكعبة بوجهيه وانجذب معه من الجدار الشرقى إلى حد الباب الشامى، ولم يبق سواه وعليه قوام الباب، ومن الجدار الغربى من الوجهين نحو السدس، ومن هذا الوجه الظاهر فقط
(1) انظر: (أخبار مكة للأزرقى، ملحقاته، 10/ 355 ـ 373).
منه نحو الثلثين، وبعض السقف، وهو الموالى للجدار الشامى، ويقول الغازى: وهذا الذى سقط من الجانب الشامى هو الذى بناه الحجاج بن يوسف الثقفى، وسقطت أيضا درجة السطح.
وعلى أثر ذلك نزل الشريف مسعود بن إدريس شريف مكة والعلماء والأهلون إلى بيت الله الحرام حيث رفعوا الميزاب ومعاليق الكعبة ووضعوها فى غرفة فى بيت السادن الشيخ جمال الدين بن قاسم الشيبى الحجبى وكانت عشرين قنديلا، أحدها مرصعة باللؤلؤ والأحجار الكريمة والبقية مموهة بالذهب، وثلاثة وثلاثين قنديلا من الفضة وغيرها، ثم أرسلوا هذا النبأ إلى استانبول عن طريق مصر.
وبعد بضعة أيام شرع المهندس على بن شمس الدين يستر حول الكعبة بأخشاب من جذوع النخل، واستمر العمل بذلك سبعة عشر عاما من 26 رمضان ـ 13 شوال ثم ألبست ثوبا باللون الأخضر.
ولما وصل النبأ إلى الخارج أحدث هياجا شديدا، كما أن موسم الحج كان قد قرب، فرأى والى مصر محمد باشا الألبانى أن لا ينتظر ورود الأمر السلطانى من الاستانة خوفا من ازدياد التصدع فى الكعبة المشرفة فأرسل رضوان أغا من حاشية البلاط العثمانى، مندوبا من قبله إلى مكة لمكرمة، وخوّله صلاحية تامة لاتخاذ التدابير المستعجلة، فوصلها يوم 26 شوال من السنة المذكورة، وشرع يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من الشهر المذكور بمهمته، حيث عقد مجلسا فى بيت الله الحرام للمذاكرة فى تنظيف المسجد، مما قد تراكم فيه من أطمار السيل، وكانت الأتربة قد تحجرت من تأثير حرارة الشمس، فكانت أكثرية الآراء بجانب رضوان أغا بالموافقة على التنظيف، أما الأقلية، وعلى رأسها محمد بن على بن علان، فكانت مخالفة لذلك، طالبة الانتظار لورود الأمر من السلطان الذى هو ولى الأمر، ولم تقف مخالفة الأقلية عند هذا الحد، بل كانت تظهر مخالفتها فى كثير من الأوقات، أثناء عمارة الكعبة، فاضطر رضوان أغا مراجعة العلماء واستفتائهم فى المسائل التى يعلن محمد بن على بن علان مخالفته لها مرات عديدة، وقد ذكر أيوب صبرى باشا هذه الفتاوى وأجوبة العلماء عليها فى كتابه مرآة الحرمين بنصها باللغتين العربية والتركية. وأخيرا تغلب رضوان أغا على رأى مخالفيه وشرع فى العمل، فأحضر كافة الوسائط النقلية الموجودة فى جدة والمدينة والقنفدة، ونظف الحرم والشوارع المطيفة به من الطين الذى غشيه، وكان كالجبال الراسيات، فكان ينقل 30 ـ 40 ألف حمل يوما، إلى أن انتهى والعمل يوم الثلاثاء
الموافق 19 ذى القعدة، ثم انصرف رضوان أغا بعد ذلك إلى تصليح ما خربه السيل فى الشوارع والبرك، والعيون، ومدرج منى، فانتهى من ذلك يوم الخميس تاسع ربيع الثانى من عام ألف وأربعين، وكان وصل خلال هذه المدة آلات ومؤن من مصر لعمل بناء الكعبة، تحتوى على ما يأتى كما ذكرها ابن علان:(98) سواحى مجوزة، و (67) سواحى مفردة، و (24) سوبرا، (49) زنارا وعشرة قرابا وقاضن، و (12) لوح خشب بكر ودوامس، ومحمسات، ومائة عصى شون، وكورتان كبار بلدى محلول، و (13) حبلا بهروزيا وسحيلا و (200) مكتل أعلاف، و (100) صرفانية، وهى المكائل التى تحمل على ظهر الجمال، و (23) قتبا للجمال، وسبع أفراد ليف سلب مفتول، وأربع ربطات قتب، وخمسة قرمان تركية، و (25) مسحاة، و (80) لوجة، وهى نحاس مدور للبكر، و (13) قفة مسامير، و (22) قضيب حديد.
والآن نذكر فيما يلى تاريخ عمارة الكعبة المشرفة بالترتيب مقتطفة من يوميات الشيخ محمد بن على بن علان الصديقى من عملاء مكة المذكورة فى كتابه (أنباء المؤيد الجليل مراد، ببناء بيت الوهاب الجواد) ومن يوميات نقلها أيوب صبرى باشا فى كتابه (مرآة الحرمين) عن المؤرخ التركى (سهيلى) وكلاهما ـ ابن علان وسهيلى ـ كانا شاهدى عيان للبناء المذكور.
فى أوائل شهر ربيع الثانى، ورد فرمان من السلطان مراد خان إلى عامله بمصر محمد باشا الألبانى ينبئه بانتدابه السيد محمد بن السيد محمود الحسينى الأنقروى المعين حديثا قاضيا للمدينة المنورة ناظرا من قبل جلالته على عمارة بيت الله الحرام، وأجاز السلطان لوالى مصر بانتخاب شخص آخر من قبله يساعد السيد المذكور، وأمر بإرسال المؤن والأموال لإنفاقها فى سبيل ذلك.
وقد ثبت والى مصر مندوبه رضوان أغا لمساعدة السيد محمد، وشحن المؤن والأموال على السنابيك التى أبحرت من مصر بقيادة محمد بيك سويدان تقل السيد محمد مندوب السلطان.
وفى يوم الثلاثاء 21 ربيع الثانى: رست السنابيك المذكورة فى ميناء جدة، وأخرجت أحملها وهى كما ذكر ابن علان: 500 لوح دبسى، و 100 زنار، و 15 كرك غشم، و 300 لاطة، و 4 تراكه، و 80 سواحى مجوز، [ .... ](1) شواحى مفردة
(1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
وقرايا واحدة، 200 تمساح رصاص، و 15 قنطار حديد خام، و 10 قناطير مسامير، و 8 سحل ليف، و 1400 عصى شون، و 140 قتب جمال، و 5 قناطير صلب، و 300 طشت وسطل نحاس.
يوم الأربعاء 22 ربيع الثانى: شرع النجارون بإحاطة الكعبة بسياج من الخشب يطيفون به على قدر حاجتهم، ووضع صفايح من الخشب عليه ما يمنع وصول الناس للعملة.
وفى اليوم التالى وصل مندوب السلطان إلى مكة وباشر العمل بالاشتراك مع رضوان أغا مندوب والى مصر.
يوم الاثنين 27 منه: وقع مطر بمكة فسقط على أثره حجران من الجدار الغربى، وأحجار صغار أيضا، وجاء العمال فى هذا اليوم بالأحجار الكبيرة التى اقتطعوها للكعبة الشريفة من جبل الشبيكة قرب الشيخ محمود، وقد كان طول كل منها نحو ذراع ونصف، وسمكه نحو ذراع.
يوم الأربعاء 29 منه: جرى الكشف على بناية الكعبة من قبل السيد محمد الناظر ورضوان أغا وشمس الدين عتاقى شيخ الحرم وعلى بن شمس الدين المهندس.
يوم الجمعة غرة جمادى الأول: جمعت أحجار الكعبة المتناثرة فى صحنة الحرم وشرع النحاتون فى نحت الأحجار الجديدة المارة الذكر، كما سلمت معاليق الكعبة التى كانت وضعت فى بيت السادن إلى رضوان أغا.
يوم السبت 2 منه: رفعت الأحجار الرخامية التى بالمطاف ووضعت بمكان قريب من باب السد، وصقل النحاتون أحجار الكعبة الساقطة، وفى خلال الأيام العشرة التالية أعد العمال الأماكن لوضع النورة وتجهيزها، ومد السرادقات للحجارين.
يوم الجمعة 15 منه ـ 23 منه: قام النجارون فى هذا الأسبوع بإصلاح باب سقاية العباس ونشر الأخشاب، والحجارون بقطع الأحجار من جبل الشبيكة، والنحاتون بنحتها وجاءت الأنباء بأن الباخرتين التى سيرهما والى مصر من السويس حاملة بقية مؤون البناء قد غرقتا فى ساحل حسان قرب ينبع.
يوم الأحد 24 ـ 29 منه: وضعت فى هذا الأسبوع ستارة ثانية حول الكعبة بارتفاع ستة أمتار منعا لوصول الناس إلى مكان البناية، واتخذ طريق يسلك منه إلى
الحجر الأسود، فكان الطائفون يطوفون بين هذه الستارة وبين الستارة التى وضعت حول المطاف، وعين لمباشرة البناء على بن شمس الدين المكى مهندس الحكومة، ومحمد ابن زين المكى المهندس، وأخوه المعلم عبد الرحمن والمعلم سليما الصحراوى المصرى رئيس النجارين، ومن البنائين أيضا فاتح عبد السيد الطباطبى المكى، وسالم القرشى، والمعلم سليمان بن محمد البجع وابن حاتم ونور الدين، وهؤلاء الأربعة مصريون، وقد صنع النجارون أيضا سقالة من الخشب لصعود البنائين عليها إلى جدر الكعبة.
يوم الأحد غرة جمادى الثانية: قلع الحزام الذى كان على أعلى الحجر الأسود وكان الطوق الكبير قد سقط حين سقط الجدر، ورفع الميزاب، والصحيفة الذهبية المكتوب عليها باللازورد تاريخ وضع الحزام.
يوم الاثنين 2 منه: اجتمع فى الحطيم رجال الحكومة والناظر والعلماء ومعهم المهندسون والبناءون حيث أجروا الكشف على الجدر الباقية والسقف، فأعلن المهندسون أنها مائلة إلى الانهدام وأنه يقتضى تجديد بنائها.
يوم الثلاثاء 3 منه: رفعت الأخشاب التى كانت وضعت بدل الجدر الساقطة من السيل ورفع أيضا الرخام التى لا تزال قائمة، أما رخام الأرض فقد كبسوا عليه من الجباب ما يمنع تأثره من الأحجار حال انهدامها.
يوم الأربعاء 4 منه: نقض العمال سقف الكعبة ونقلوا الرصاص والرخام وخشبة الكسوة إلى سقاية العباس، وفى اليوم التالى أتموا عملهم هذا.
يوم السبت 7 ـ 22 منه: هدم العمال خلال هذين الأسبوعين الأحجار الباقية من الأبنية وغيرها.
يوم الأحد 23 منه: شرعوا فى وضع الأحجار فى بناء الكعبة، فوضعوها على الأساس من بعض الأطراف وعمل البناءون فى الجانب الشامى، وهذا المدماك غير معدود فى مداميك الكعبة؛ لأنه وراء الشاذروان والمداميك التى فوقه إلى منتهى سمكها فى بناء الزبير هى خمسة وعشرون، وقد بنيت كذلك فى هذا البناء.
يوم الاثنين 24 منه: وضعت العتبة السفلى التى بسمت الشاذروان، وتبين أنه فى أسفل جدار البيت الشرقى دبل صغير فدك فى هذا البناء.
يوم الأربعاء 26 منه: عمل البناة أحجار وجه المدماك الأول المنحوت وذرع سمكه
24 قيراطا بذرع العمل، ونصبوا تلك الأحجار فى الجدر الأربعة، وقد اشترك فى البناء ونقل المؤون فى هذا اليوم خاصة وفى الأيام التالية رؤساء الحكومة والعلماء والأعيان وغيرهم.
يوم الأحد 29 منه: شرعوا فى وضع المدماك الثانى وسمكه 22 قيراطا ثم صبوا الرصاص على وجه أسفل الجدار اليمانى ليساوى المتأكل منه باقى الجدار فى سمته.
يوم الاثنين غرة رجب: وضعوا الحجر الذى بطرفه محل استلام الطائفين من الركن اليمانى وكان طرف الحجر الذى بطرفه محل استلام الطائفين من الركن اليمانى وكان طرف الحجر الذى تحته انكسر من أعلاه فوضع فى محل ذلك من الرصاص المذاب ما يساوى به باقى الأحجار سمتا، ووضعوا حجر الركن الغربى الشامى، ونصبوا أحجار الجدار الشامى.
يوم الثلاثاء 2 منه: تم نصب أحجار المدماك الثانى من جوانبه الأربعة، وشرعوا فى دك ما وراء ذلك.
يوم الأربعاء 3 منه: حملت النورة والأحجار، ودك بها الجدار اليمانى، ووضعوا حجرا فى خد باب الكعبة على يمين الداخل إليها.
يوم الخميس 4 منه: وضعت عتبة الباب الشريف بمحلها وألبس الصاغة النحاس المعجول غلافا للحجر الأسود فضة.
يوم السبت 6 منه: عمل البناءون الأحجار على المدماك الثالث وذرع سمك أحجاره 20 قيراطا، ورسموا باب الكعبة الغربى، وهو بحذاء الباب الشرقى فى الجدار الغربى.
يوم الأحد 7 منه: ثم نصب الأحجار المنحوتة فى المدماك الثالث من جميع جوانبه ماعدا محل الحجر الأسود، وموه الصاغة غلاف الحجر الأسود بالذهب.
يوم الاثنين 8 منه: انتهى الدك بين الجدار وما فى أصل الكعبة من الرضم وعلى وجهه الرخام المفروش من جانب اليمن، وشرعوا فى المدماك الرابع، وذرع سمكه 18 قيراطا.
يوم الثلاثاء 9 منه: احضر ما أعد للحجر الأسود من الغلافات المصفحة بالفضة المموهة بالذهب، وعددها عشرة لوحات، ثم جاءوا بصفائح من خشب مسمر بعضها فى بعض فى أعواد من ورائها، فشدوا بذلك ما كان مفتوحا بحذاء الحجر الأسود
لتقبيله، وقلع الحجر الذى على الحجر الأسود المطبق على أعلاه والمطيف به طرف من الجانب اليمانى، فوضعوا أخشابا على طرف جدر الكعبة، ودحرجوا عليها ذلك الحجر حتى نزل إلى حذاء باب الكعبة فحمله العتالة وأبرزوه، فلما رفع الحجر الكبير الذى على ظهر الحجر الأسود، وقصد ابن شمس الدين رفعه من محله ورفع الحجر تحته أخذ عبد الرحمن بن زين البنا وصار يقلع به ما على ظهر الحجر الأسود من فضة وجير، فقوس به فى وسط الحجر والتكى، فإذا يقطع وجه الحجر الأسود انقشر ما كان تحتها، وتفارق ما كان بينها وكادت تسقط، ولكن القائمون بأمر العمارة أمروا فى الحال برد الحجر الذى تحته بعزقة، وأن يجعل من فوق الحجر، حجر يعزقه ويكون عليه مدار العمل، وقد اشتغل العمال فى إلصاق فلق الحجر بضعة أيام.
يوم الأربعاء 10 منه: حدث نتوء فى بعض الأحجار حال وضعها فصار خارجا عن سطح الحجر وفيه بنى البناءون فى المدماك الثالث من الجانب اليمانى والجانب الغربى وأتموا بناء المدماك الثانى بأعلى دكة البيت سوى الحجر المحاذى للحجر الأسود.
يوم الخميس 11 منه: جاءوا ليلا بحرف لسد ما بين الحجر الأسود والذى فوقه وسمك ذلك نحو أربع أصابع وعليها فضة وأرادوا لحم طرف الفضة بطرف الحجر الأسود، ولكن العامل المخصص أبى ذلك خوفا من تفكك الأحجار وعدم تمكنه من اعادته فيما بعد، فتركوا ذلك وأخذوا فى حك الفضة من أطراف الحجر، واستمر العمل فى هذا اليوم أيضا، وأخذ البناءون فى بناء الأحجار التى فوق الحجر التى فوق الأسود وبجوانبه، فأتموا به المداميك الموازية لها، وشرع قسم من البنائين من الركن الغربى إلى اليمانى فبنوا باقى الجدار ودكوا باطنه. وفى مساء هذا اليوم ثم تمويه الحجر الأسود بصفائح الفضة.
يوم السبت 13 منه: شرعوا فى وضع أحجار المدماك الخامس، وذرع سمكه 18 قيراطا، وعمل النجارون من أعلاها تحت السقف قواعد توضع على العمد.
يوم الاثنين 15 منه: شرعوا فى بناء المدماك السادس، وذرع سمكه 18 قيراطا.
يوم الأربعاء 17 منه: شرعوا فى بناء المدماك السابع، وذرع سمكه 17 قيراطا.
يوم السبت 20 منه: عمل المبيضون فى بياض قبب سطح المسجد، وذكر ابن علان أن كل قبة تبيض بثلاثة أرادب من الجص، وأن جملة ما أنفق فى ثمن الجص فى عمارة الكعبة وتبييض المنابر والقبب فوق أربعة آلاف دينار، وفى الخشب فوق سبعة آلاف
دينار. وشرع البناءون فى بناء المدماك الثامن، وذرع سمكه سبعة عشر قيراطا ونصف قيراط.
يوم الاثنين 22 منه: ألصق فى هذا لليوم خدا باب الكعبة المصفح بالفضة، وهو من عمل السلطان سليمان، وجاءوا بالباب الشريف الذى كان أولا، وهو من عمل السلطان بيبرس، وتصفيحه بالفضة المموهة بالذهب من عمل السلطان سليمان، وشرع البناءون أيضا فى بناء المدماك التاسع، وذرع سمكه 17 قيراطا.
يوم الثلاثاء 23 منه: ثم وضع الباب، وردف الباب العليا وقفله.
يوم الأربعاء 24 منه: شرعوا فى المدماك العاشر، وذرع سمكه ستة عشر قيراطا ونصف قيراط.
يوم الخميس 25 منه: شرعوا فى المدماك الحادى عشر، وذرع سمكه ثمانية عشر قيراطا.
يوم السبت 27 منه: شرعوا فى المدماك الثانى عشر، وذرع سمكه ستة عشر قيراطا؛ ومن هذا المدماك إلى منتهى العمل عادوا إلى الأحجار التى كانت فى الكعبة وتركوا تحت الأحجار بل بنوا بها كما كانت.
يوم الأحد 28 منه: شرعوا فى عمل خشب السقف ونشر صفايحه، وهو أربع فجوات، وكل فجوة اثنان وعشرون عودا، فيكون مجموع أعواده (88) عودا عدد ما كان فيها أولا، وعلى الأعواد صفايح أخشاب مسمرة عليها من ظهرها.
يوم الاثنين 29 منه: شرعوا فى المدماك الثالث عشر، وذرع سمكه ستة عشر قيراطا.
يوم الثلاثاء 30 منه: أتموا المدماك الثالث عشر، ومنه الشروع فى النصف الثانى من مداميك الكعبة.
يوم السبت 4 شعبان: أتموا خلال الأيام الماضية المداميك الرابع عشر، وسمكه 14 قيراطا ونصف، والخامس عشر وسمكه (14) قيراطا ونصف؛ والسادس عشر وسمكه (15) قيراطا، وشرعوا فى المدماك السابع عشر وذرع سمكه (15) قيراطا.
يوم الثلاثاء 7 منه: وصلوا إلى المدماك الذى عليه بساتل أخشاب السقف الأول وهى ثلاثة.
يوم الأربعاء 8 منه: كشف الجباب المفروش على وجه رخامة الكعبة وحفروا مكان الأعمدة ووضع لها قواعد من الحجر الشبيكى (وعلى رواية أيوب صبرى من الحجر الشميسى) عوضا عما نشر من أسفل العمد، وبقى من مداميك البيت نحو ستة وذرع سمك كل من المدماك الثامن عشر والتاسع عشر (15) قيراطا.
يوم الجمعة 10 منه: شرع المرخمون فى ترصيص رخام الوزرة من الكعبة.
يوم السبت 11 منه: شرعوا فى بناء الشاذروان، وأقاموا واحدا من العمد للكعبة، وأجلسوه على القاعدة من الحجر وجعلوا على الحجر الذى تحته طوقا من حديد صبوا فيه الرصاص المذاب ليربطوا بينه وبين العمود الخشب.
يوم الأحد 12 منه: أقاموا العمودين الثانى فى محلها من الجرد، وبنوا على المدماك المحيط بها وهو المدماك العشرون وذرع سمكه تسعة قراريط وهو أصغرها ذرعا.
يوم الخميس 16 منه: بنى المدماك الحادى والعشرون.
يوم السبت 18 منه: بنى المدماك الثانى والعشرون والثالث والعشرون، وذرع سمك كل من المدماك الحادى والعشرين إلى الرابع والعشرين (14) قيراطا.
يوم الثلاثاء 21 منه: وضعوا البساتل الثلاثة للسقف الثانى على أعلى الجدار للكعبة، وبينه وبين السقف تحته نحو ذراع بالعمل، وبنى المدماك الرابع والعشرون الذى فيه البساتل العليا.
يوم الأربعاء 22 منه: بدأوا بوضع الأهلة النحاس المموهة بالذهب على قبب سطح المسجد وعدتها نحو الثلاثين.
يوم الخميس 23 منه: بدأ النجارون فى عمل المدماك الخامس والعشرين وذرع سمكه (13) قيراطا.
يوم السبت 25 منه: بدأ النجارون فى عمل قطع درج السطح للكعبة وهى ست مراق، تدور دوران درج المنارة.
يوم الأحد 26 منه: دكوا السطح بالآجر.
يوم الثلاثاء 28 منه: بيضوا داخل البيت من تحت سقفه إلى محل الوزرة.
يوم الأربعاء 29 منه: جاء العملة بالميزاب، وهو من خشب فى ذرع نحو ثلاثة
أذرع ونصف البارز منه مصفح بالفضة المحلاة بالذهب واللازورد مكتوب فيه اسم مهديه السلطان أحمد خان عام 1020 مع حزام البيت.
يوم الخميس 30 منه: بيضوا طنف سطح الكعبة الآخر.
يوم الجمعة غرة رمضان: ألبسوا الكعبة كسوتها باحتفال مهيب.
يوم الأحد 3 منه: اتموا بناء الشاذروان وكان قد تكسر من رخامه عشرة، فأبدلوها برخام جديد وضعوه فى الجانب الغربى.
يوم الثلاثاء 5 منه: شرع المرخمون فى نصب رخام الوزرة.
يوم السبت 9 منه: تم نصب درجة سطح الكعبة.
يوم الأحد 10 منه: نظفوا باطن الحجر وجانبه عما كان فيه شرعوا فى بناء جداره، وابتدأوا فى عمله من الجانب العراقى، فهدموا منه أربع تركينات إلى الأرض وانكشف تحت الرخام حجر صوان شبيكى، يقول ابن علان: لعله من أحجار الكعبة التى أخرجت من بناء الزبير لها فى عمل الحجاج، فإن الأزرقى ذكر أنه دفن ذلك فى جوف الكعبة، والذى وجد فى باطنها أحجار صغار مرضومة.
يوم الثلاثاء 12 منه: عمل البناة فى الحجر وهدم جداره شيئا فشيئا، وكلما هدموا شيئا بنوا ما وراءه وألقوا ما أخرجوا من جيابه وبعض أحجاره بباطنه مع أحجار الكعبة عند المقام، وعمل المرخمون أيضا فى ترخيم الوزرة.
يوم الخميس 14 منه: تم بناء وجه جدار الحجر.
يوم السبت 16 منه: وضعوا أحجار رفرف الحجر بمكانها، وهى منقورة فيها أسماء من له فى الحجر عمارة من خليفة أو ملك، وكان الجدار الذى تم بناؤه من عمارة الملك الأشرف قانصوه الغورى فى أوائل القرن العاشر، وقد فقد منه رخامة فأبدلت برخامة ملساء.
يوم الأحد 17 منه: شرع البناءون فى هدم وجه الجدار الباطنى المحاذى للكعبة، وقد تبين أن رخاما من رخام الطواف تكسر بما سقط عليه من أحجار الكعبة حال سقوطها من السيل.
يوم الاثنين 18 منه: شرعوا فى بناء جدار قدر قامة فى أسفل درجة سطح الكعبة، وتم وجه جدار الحجر الباطنى.
يوم الأربعاء 20 منه: شرع المرخمون فى ترخيم وزرة الجدار الشرقى وعمل الحدادون لدرجة باب سطح بابا.
يوم الخميس 21 منه: كحل المهندس ما بين سافات جدار الحجر، وألصق المعلم محمود الهندى قطع الحجر الأسود.
يوم الجمعة 22 منه: عمل المرخمون فى جوف الكعبة، وكتب محضر أرسل إلى والى مصر فيه شهادة المكيين بحسن عمارة البيت المعادة.
يوم السبت 23 منه: سدوا الباب الغربى بحجارة شبيكية.
يوم الأحد 24 منه: تم دك الباب الغربى وترخيم الوزرة، وما بقى إلا ترخيم أرضها؛ فإن رخامها وإن لم يقلع من محله إلا أنه تأثر فى الجملة، فشرع فيه المرخمون.
يوم الأربعاء 27 منه: أتم المرخمون عملهم، وأخرجوا قواعد العمد التحتية ومشاحب العمد القديمة من سقاية العباس، ودخل بها الكعبة لتعاد لمكانها ثم رؤى استبدالها بجديد منها.
يوم الخميس 28 منه: ارسلوا إلى الأرض ثوب الكعبة بعد أن فكوا منه الحبال المربوطة وأعادوا الصفيحة الذهب التى بأعلى الباب مكتوبا فيها باللازورد قوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)[آل عمران: 96] وتحته ثلاثة أبيات فيها تاريخ عمل الحزام للسلطان أحمد خان وهو عام عشرين وألف وهى:
اللوح ذا لما استرم فجددا
…
قد بدل السلطان أحمد عسجدا
قيدا له من حديد ذو جدا
…
الله أنعم بالمجدد وأيدا
ألهمت فى تاريخه لما بدا
…
اللوح ذا السلطان أحمد جددا
وفيه عمل المرخمون فى سطح جدار الحجر ثم تركوه وعادوا إلى باطن الكعبة.
يوم السبت 8 شوال: رخموا وجه جدار الحجر، وشرعوا فى ترميم المتكسر من رخام الطواف بإخراج القطع المتكسرة وإبدالها بسالم من ذلك، وشرعوا فى صنع أخشاب لإبدال بعض أخشاب رئت فى المقام الإبراهيمى عند بابه، وعملوا ذلك من خشب الصنوبر.
يوم الأحد 9 منه: قلع المرخمون المتكسر من الأحجار والمنخسف من باطن الحجر وقربوا القدر ووضعوها عند مقام المالكية ورفعوا باب المقام الإبراهيمى وستروا على محله بستارة وشرعوا فى عملها حالا، وشرع المنقلون فى تكحيل صفة المطاف وأبواب المسجد، وعاد فى هذا اليوم المعلم محمود الهندى، فأصلح فى الحجر الأسود كما فعل فى شهر رمضان.
يوم الاثنين 10 منه: وضعت الحديدات بين العمد التى هى محل تعليق قناديل الكعبة وهداياها.
يوم الخميس 13 منه: أبدل المرخمون من رخام الحجر ما تكسر منه، وفيه نقل العملة ما اجتمع مما رث من خشب الكعبة إلى الدكة الموالية لبيت ميزار مخدوم إلى حذاء السليمانية، وفيه جددوا للعمد مشاحب وقواعد.
يوم الجمعة 14 منه: تم دهان الأخشاب التى بين شبابيك المقام الإبراهيمى بالزنجفر وبالأخضر وجلى الذهب المكتوب فيه اسم الآمر بتجديده السلطان مراد الرابع بن سليم خان.
يوم السبت 15 منه: أصلح درابزين درجة رئيس المؤذنين وكان سقط نصفها التحتى منذ سنة، فقلع الباقى وأصلح الجميع وكان العمل الأول للسلطان أحمد.
يوم الأحد 16 منه: أصلح أسفل باب الكعبة وأعلاه وسمر ما يحتاج للإصلاح.
يوم الثلاثاء 18 منه: أعاد الدهان دهان ما بين شبابيك المقام الإبراهيمى وأتم المنقلون المقام بالحديد المطيف به بالنورة.
يوم الخميس 20 منه: تم فرش جباب الكعبة فى جميع المعد له من الدكة المارة الذكر.
يوم الجمعة 21 منه: جلا المرخمون رخام الحجر البيض والسود ودهنوها بالدهان الأسود والسندروس.
يوم الأحد 23 منه: أجرى النجارون إصلاحا بالدرجة التى يصعد منها لباب الكعبة، وفيه وزنت ثمانية مثاقيل ذهب تصفح بها مشاحب العمد الجديدة.
يوم الأربعاء 26 منه: أصلح المرخمون رخام باب الحجر الشرقى بقلعه وإبدال الخراب بالصالح وقلعوا الرخام المتكسر فى المعجنة.
يوم الأحد غرة ذى القعدة: فتحت الكعبة وصعد المرخمون لجلاء رخام الوزرة وركب النجارون مشاحبها الجديدة على العمد وأخشاب القواعد من تحتها وصفحوها بصفائح الذهب.
يوم الخميس 4 منه: صعد المرخمون لجلاء رخام سطح الكعبة وإصلاحه، فإنه من عجلهم فى وضعه وقع بعضه فى غير موضعه، فاقتلعوا ذلك وعملوه على وجه أتم.
يوم الجمعة 5 منه: شرع المرخم ينقر فى حجر من رخام الكعبة تاريخا لعمارة الكعبة صاغ الفاظه السيد محمد الأنقروى قاضى المدينة وناظر العمارة هذا نصه: «بسم الله الرحمن الرحيم. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. تقرب بتجديد هذا البيت العتيق إلى الله سبحانه وتعالى، خادم الحرمين الشريفين، وسائق الحجاج بين البرين والبحرين السلطان بن السلطان، السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان بن السلطان محمد خان خلد الله تعالى ملكه وأيد سلطنته فى أواخر شهر رمضان المبارك المنتظم فى سلك شهور سنة أربعين وألف من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل التحية. سنة 1040» .
يوم الأربعاء 10 منه: أتموا قلع رخام السطح وأعادوه على ما ينبغى وأخذوا الأقونة جعلوها تحت جدر طنف السطح لئلا يدخل ماء المطر فيها إلى الخشب تحتها فتعمل فيه الأرضة.
يوم السبت 13 منه: عمل المرخمون فى جلاء رخام الشاذروان وجعلوا معها الوزرة التى تحت بيت زمزم بحذاء الكعبة.
وقد تم أمس نقر التاريخ، فأعطى اليوم الحجر المنقور فيه التاريخ للدهان فحلاه بالذهب وأتم عمله. وقام العمال فى الأيام التالية فى تبيض بعض جهات المسجد، وفى دفن الحفر التى كانت تلى بعض الأبواب.
يوم الاثنين 21 منه: أحضرت معاليق الكعبة، وكانت كما ذكر فى السابق عشرون قنديلا من الذهب العين، واحدة منها مصطنعة باللؤلؤ، وثلاثون قنديلا من الفضة، فسلمت إلى سادن البيت الشيخ محمد الشيبى بحضرة الجمع وأشهد عليه أنه تسلم ذلك، ثم دعى بشيخ الوقادين فعلقها فى أماكنها، وفيه بنى المرخمون الحجر الذى نقر فيه التاريخ قبالة الباب الشرقى.
وفى الأيام التالية غسلوا الكعبة بماء زمزم وبخروها، وجلا المرخمون من وجه الحجر.
يوم الجمعة 25 منه: جاء ابن شمس الدين والسادن فكحلوا بالنورة ما بين الفضة المصفح بها الخشب فى خدى الباب.
يوم هلال ذى الحجة: أصلحوا الحجر ودهنوه سواد وسندروس.
يوم 2 ذى الحجة: عملوا محل شعل النار عند الأهلة والأعياد من أعلى مقام الشافعى، وهو آخر عملهم فى هذا البيت والمسجد الحرام.
وقد تم خلال شهر رمضان وشوال والقعدة إصلاحات جمة فى أبواب الحرم ومقامات الأئمة وغيرها ورد ذكرها أيضا فى اليوميات التى نقلنا عنها هذا.
قال أيوب صبرى: وبعد مضى سنتان على العمارة المارة الذكر نزلت أمطار غزيرة فى مكة المكرمة أثرت على سقف الكعبة، فصدر أمر السلطان مراد إلى عامله فى مصر أحمد باشا بانتداب شخص يتولى إصلاح السقف، ومقام إبراهيم، وتجديد باب الكعبة، فانتدب الوالى المشار إليه، رضوان أغا للمرة الثانية للقيام بهذه الخدمة، فحضر إلى مكة المكرمة ومعه المهندس عبد الرحمن، وكان وصوله إليها فى أوائل ذى الحجة من عام 1044 وبعد النزول من منى شرع فى العمل، وكان جمع قبل ذلك مجلسا من العلماء تلى عليهم الفرمان السلطانى، فاعترض ابن علان وحزبه على ذلك وخالفوه، ثم انصاعوا فيما بعد ووافقوه على القيام بالإصلاحات المذكورة.
وقد تم إصلاح الخراب الحادث فى سطح الكعبة خلال بضعة أسابيع ثم شرع فى تجديد باب الكعبة فى شهر ربيع الأول وانتهى من صنعه فى شهر رمضان المبارك وعمل الصاغة الفضة للباب ووزن ذلك مائة وستة وستون رطلا وطلى بالذهب البندقى مما قدره ألف دينار، وجعلوا فيه ما فى الأول من الكتابة وكتب عليه «بسم الله الرحمن الرحيم. رب أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا» الآية وتحتها:«تشرف بتجديد هذا الباب، من سبقت له العناية من رب الهداية، مولانا السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان بن السلطان محمد خان بن عثمان، عز نصره فى سنة خمس وأربعين وألف» .
وتم خلال ذلك بناء المقام الشريف، وفرش المسجد بالحصباء وسط الكعبة بالرخام الأبيض وأصلحت المماشى.
وبعد أن انتهى رضوان أغا من عمله عاد إلى مصر فاستانبول ومعه درفتى باب الكعبة القديم حيث قد سلمها إلى السلطان مراد.
وقبل أن تختم هذا البحث نذكر فيما يلى أبياتا ذكرها الفاسى فى شفاء الغرام أجمل فيها تاريخ الكعبة لعهده قال:
بنى الكعبة الغراء عشر ذكرتهم
…
ورتبتهم حسب الذى أخبر الثقه
ملائكة الرحمن آدم ابنه
…
كذاك خليل الرحمن ثم العمالقة
وجرهم يتولهم قصى قريشهم
…
كذا ابن الزبير ثم حجاج لا حقه
وذيله بعضهم بقوله:
وخاتمهم من آل عثمان بدرهم
…
مراد المعالى أسعد الله شارقه
وقال آخر:
ومن بعدهم من آل عثمان قد بنى
…
مراد حماه الله من كل طارقه
وذكر على الطبرى فى الأرج المسكى أبياتا نظمها فى تاريخ عمارة البيت فقال:
بنى البيت خلق وبيت الاله
…
مدى الدهر من سابق يكرم
ملائكة آدم ولده
…
خليل عمالقة جرهم
قصى قريش ونجل الزبير
…
وحجاج بعدهم يعلم
وسلطاننا الملك المرتضى
…
مراد هو الماجد المنعم
ادام الأله لنا ملكه
…
وابقاه خالقنا الأعظم
ونظم محمد بن على بن علان ثلاثة أبيات جمع فيها بناء الكعبة فقال:
بنى الكعبة الأملاك آدم ولده
…
شيث فإبراهيم ثم العمالقه
وجرهم قصى مع قريش وتلوهم
…
هو ابن زبير ثم حجاج لا حقه
ومن بعد هذا قد بنى البيت كله
…
مراد بنى عثمان فشيد رونقه
* * *