الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثلاثون
فى ذكر من ولى إنساء الشهور من العرب بمكة، وذكر صفة الإنساء، وذكر الحمس والحلة، والطلس
(1).
اختلف الأخبار فى أول من أنسأ: ففى بعضها: أنه مالك بن كنانة. وهذا فى تاريخ الأزرقى.
وفى بعضها: أنه القلمس، وهو حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدى بن عامر بن ثعلبة ابن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة. وهذا فى السيرة لابن إسحاق، تهذيب ابن هشام. وفى بعضها غير ذلك.
وآخر من أنسأ أبو ثمامة جنادة بن عوف.
وقيل: أنه أنسأ أربعين سنة. والله أعلم.
وأما صفة الإنساء: فذكر الأزرقى مطولا، والسهيلى مختصرا مفيدا؛ لأنه قال: وأما نسؤهم الشهر الحرام: فكان على ضربين.
أحدهما: ما ذكره ابن إسحاق من تأخير شهر المحرم إلى صفر لحاجتهم إلى شن الغارات وطلب الثأر.
والثانى: تأخيرهم الحج عن وقته تحريا منهم للسنة الشمسية، فكانوا يؤخرونه فى كل عام أحد عشر يوما أو أكثر قليلا حتى يدور الدور إلى ثلاث وثلاثين سنة، فيعود إلى وقته. انتهى.
وفى الأزرقى ما يقتضى أن الحج يستدير فى كل أربع وعشرون سنة. والله أعلم.
وأما الحمس: فروى الزبير بسنده إلى مجاهد قال: الحمس: قريش وبنو عامر بن صعصعة، وثقيف وخزاعة، ومدلج وعدوان، والحارث بن عبد مناة، وعضل أتباع قريش.
وسائر العرب: الحلة.
(1) انظر: (شفاء الغرام 2/ 39 ـ 43).
وفى تاريخ الأزرقى ما يقتضى: أن من الحمس ناسا غير هؤلاء. وذلك مذكور فى أصله.
واختلف فى سبب تسميتهم بالحمس، فقيل: سموا بالكعبة؛ لأنها حمسا حجرها أبيض يضرب إلى السواد، وقيل: لشدتهم فى دينهم، وقيل: لشجاعتهم، والله أعلم.
وكان للحمس سيرة، منها: أنهم لا يقفون إلا بالمزدلفة، ولا يطوفون بالبيت عراة، وكانت الحلة تقف بعرفة مع وقوفها بالمزدلفة، وتطوف بالبيت عراة.
وقد ذكرنا من سيرتهم الباطلة غير هذا.
وأما الطلس: فقوم كانوا يأتون من أقصى اليمن طلسا من الغبار فيطوفون بالبيت فى تلك الثياب الطلس، فسموا بذلك.
ذكره محمد بن حبيب فيما نقله عنه السهيلى.
* * *