الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وانصرف أبو جعفر، وأمر الربيع بإحضار محمد بن عمران، فلما دخل عليه قال له:«يا بن عمران: جزاك الله عن دينك، وعن نبيك، وعن هيبتك، وعن خليفتك أحسن الجزاء» ، وأمر له بعشرة آلاف درهم.
* * *
المهدى أبو عبد الله محمد
ابن أبى جعفر عبد الله بن محمد المنصور، أمير المؤمنين، ولى بعد وفاة أبيه، بعهد إليه، فقام فى الخلافة عشر سنين وتسعة وأربعين يوما.
وحجّ فى سنة ستين ومائة، واستخلف ببغداد ابنه موسى ومعه خاله يزيد بن منصور، وحجّ معه ابنه هارون بن محمد (1) فى جماعة من أهله.
فلما قدم مكة نزع الكسوة عن الكعبة عند ما رفع إليه سدنة البيت أنهم يخافون على الكعبة أن تنهدم لكثرة ما عليها من الكسوة، فوجد كسوة هشام بن عبد الملك من الديباج الثخين، وكانت الكسوة لا تنزع من الكعبة فى كل سنة كما هو العمل الآن، بل تلبس كل سنة كسوة فوق تلك الكسوة، فلما تكاثر العهد ذلك خافت السّدنة على الأركان أن تنهدم لثقل ما صار عليها من الكسوة. وكانت كسوة الكعبة تعمل من الديباج المذهب.
وأنفق المهدى فى هذه الحجة مالا عظيما قدم به معه من العراق، يبلغ ثلاثين ألف ألف درهم، سوى ما وصل إليه من مصر، وهو مبلغ ثلاثمائة ألف دينار عينا، ومن اليمن مبلغ مائتى ألف دينار عينا، فرّق ذلك كله، ومعه مائة ألف وخمسون ألف ثوب.
ووسّع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ خمسمائة من الأنصار جعلهم حرسا له، وأقطعهم بالعراق الإقطاعات، وأجرى عليهم الأرزاق.
وحمل محمد بن سليمان (2) الثلج إلى مكة، وهو أول خليفة حمل إليه الثلج إلى مكة.
(1) انظر: (البداية والنهاية 10/ 213، اليعقوبى 3/ 139، ابن الأثير 6/ 69، الطبرى 10/ 47، 110، تاريخ الخميس 2/ 331، المرزبانى 213، البدء والتاريخ 6/ 101، ثمار القلوب 78 / النبراس 36 ـ 42، المسعودى 2/ 207 ـ 213، تاريخ بغداد 14/ 5، الديارات 144 ـ 136، بلغة الظرف 49، الأعلام 8/ 62).
(2)
انظر: (تاريخ بغداد 5/ 291، المحبر 61، 305، الوافى بالوفيات 3/ 121، النجوم الزاهرة 2/ 47، 70، 37، الكامل 6/ 17، البيان والتبيين 1/ 295، 2/ 129، الأعلام 6/ 149).