الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثانى
فى أسماء مكة المشرفة
(1)
لمكة المشرفة:
أسماء كثيرة. بعضها مأخوذ من القرآن العظيم (2). وذلك: ثمانية «مكة» بالميم، و «بكة» بالباء، و «أم القرى» و «القرية» و «البلد» و «البلد الأمين» و «البلدة» و «معاد» . ومواضعها من القرآن العظيم ظاهرة.
وقد جمع شيخنا القاضى مجد الدين الشيرازى قاضى اليمن: فى أسماء مكة أكثر مما جمعه غيره. وذكرنا ذلك فى أصله، وقد أغرب فى كثير مما ذكر. وفاته مع ذلك أسماء أخر.
منها: «برة» . ذكره سليمان بن خليل.
ومنها: «بساق» . ذكره ابن رشيق فى العمدة فى الأدب.
ومنها: «البيت العتيق» . ذكره الأزرقى.
ومنها: «الرأس» . ذكره السهيلى وغيره.
ومنها: «القادسية» . ذكره ابن جماعة فى منسكه، ولم يعزه.
ومنها: «المسجد الحرام» .
ومنها: «المعطشة» . ذكرهما ابن خليل.
ومنها: «المكتان» . ذكره القيراطى فى ديوانه، وذكر السهيلى ما يشهد له فى غير موضع.
ومنها: «النابية» بالنون والباء. ذكره الشيخ عماد الدين ابن كثير فى تفسيره.
(1) انظر: (شفاء الغرام 1/ 47).
(2)
قال ابن كثير فى تفسيره: وقد ذكروا لمكة أسماء كثيرة: مكة، وبكة، والبيت العتيق، والبيت الحرام، والبلد الأمين، والمأمون، وأم رحم، وأم القرى، وصلاح، والعرش على وزن بدر، والقادسية لأنها تطهر من الذنوب، والمقدسة، والناسة بالنون، وبالباء أيضا والحاطمة، والنسّاسة، والرأس، وكوثاء والبلدة، والبنية، والكعبة. تفسير ابن كثير، سورة آل عمران الآية 96.
ومنها: «أم روح» . ذكره ابن الأثير فى كتابه المرصع.
ومنها: «أم الرحمن» .
ومنها: «أم كوتى» . ذكرهما عبد الله بن عبد الملك المرجانى فى تاريخه للمدينة النبوية. وعزا الأول لابن العزى، وقال فيه ـ بعد ذكره لأسماء مكة ـ ومن الخواص، قيل: إذا كتب بالدم على الجبين «مكة وسط الدنيا، والله رءوف بالعباد» انقطع الدم. انتهى.
وقد اختلف فى «مكة» و «بكة» هل هما بمعنيين، أو بمعنى واحد؟ واختلف القائلون بالأول.
فقيل: بكة ـ بالباء ـ موضع البيت ـ وبالميم ـ القرية. وقيل: بالباء موضع البيت، وبالميم: الحرم كله. وقيل: غير ذلك (1).
* * *
(1) و «بكة» موضع البيت، ومكة سائر البلد. عن مالك بن أنس. وقال محمد بن شهاب: بكّة المسجد، ومكة الحرم كله، تدخل فيه البيوت. قال مجاهد: بكة هى مكة، فالميم على هذا مبدلة من الباء.، كما قالوا: طين لازب ولازم. وقاله الضحاك والمؤرّج. ثم قيل: بكة مشتقة من البكّ وهو الازدحام. تباك القوم ازدحموا. وسميت بكة لازدحام الناس فى موضع طوافهم. والبك دقّ العنق. وقيل: سميت بذلك لأنها كانت تدق رقاب الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم. قال عبد الله ابن الزبير: لم يقصدها جبار قطّ بسوء إلا وقصه الله عزوجل. وأما مكة فقيل: إنها سميت بذلك (لقلة مائها وقيل: سميت بذلك)؛ لأنها تمكّ المخّ من العظم مما ينال قاصدها من المشقة، من قولهم: مككت العظم إذا أخرجت ما فيه. ومكّ الفصيل ضرع أمّه وامتكّه إذا امتصّ كل ما فيه من اللبن وشربه. وقيل: سميت بذلك لأنها تمكّ من ظلم فيها، أى تهلكه وتنقصه. وقيل: سميت بذلك لأن الناس كانوا يمكّون ويضحكون فيها، من قوله:(وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً)[الأنفال: 35] أى تصفيقا وتصفيرا. وهذا لا يوجبه التصريف؛ لأن «مكة» ثنائىّ مضاعف و «مكاء» ثلاثىّ معتلّ. انظر تفسير القرطبى الآية رقم 96 سورة آل عمران.
وروى عن ابن عباس رضى الله عنه، قال: مكة من الفج إلى التنعيم، وبكة من البيت إلى البطحاء، وقال شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم: بكة البيت والمسجد، وكذا قال الزهرى. وقال عكرمة، فى رواية، وميمون بن مهران: البيت وما حوله بكة، وما وراء ذلك مكة. وقال أبو صالح وإبراهيم النخعى وعطية العوفى ومقاتل بن حيان: بكة موضع البيت وما سوى ذلك مكة. تفسير ابن كثير، الموضع السابق.