المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[مقدمه المصنف] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآل - العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين - جـ ١

[التقي الفاسي]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة المحقق]

- ‌نسخ الكتاب:

- ‌فصل فيه بعض مقتطفات مما جاء ب «أخبار مكة» وملحقاته

- ‌ذكر الأبار التى بمكة قبل زمزم

- ‌‌‌بئركر آدم:

- ‌بئر

- ‌بئر رم:

- ‌بئر خم:

- ‌بئر العجول:

- ‌بئر بذر:

- ‌بئر سجلة:

- ‌بئر الطوى:

- ‌بئر الجفر:

- ‌بئر أم جعلان:

- ‌بئر العلوى:

- ‌بئر شفية:

- ‌بئر السنبلة:

- ‌بئر أم حردان:

- ‌بئر رمرم:

- ‌بئر الغمر:

- ‌بئر السيرة:

- ‌بئر الروا:

- ‌بئر الجفر:

- ‌بئر ميمون:

- ‌بئر أم احراد:

- ‌بئر السقيا:

- ‌بئر الثريا:

- ‌بئر النقع:

- ‌باب الآبار التى حفرت بعد زمزم فى الجاهلية

- ‌بنو الأسود:

- ‌ركايا قدامة:

- ‌بئر حويطب:

- ‌بئر خالصة:

- ‌بئر زهير:

- ‌ذكر الآبار الإسلامية

- ‌بئر الياقوتة:

- ‌بئر عمرو:

- ‌بئر الشركاء:

- ‌بئر عكرمة:

- ‌بئر الصلا:

- ‌بئر الطلوب:

- ‌بئر أبى موسى:

- ‌بئر شوذب:

- ‌بئر البرود:

- ‌بئر بكار:

- ‌بئر وردان:

- ‌بئر الصلاصل:

- ‌بئر السقيا:

- ‌ما جاء فى العيون التى أجريت فى الحرم

- ‌حايط الحمام:

- ‌حايط عوف:

- ‌حايط الصفى:

- ‌حايط مورس:

- ‌حايط خرمان:

- ‌حايط مقيصرة:

- ‌حايط حراء:

- ‌حايط ابن طارق:

- ‌حايط فخ:

- ‌حايط بلدح:

- ‌حايط ابن العاص:

- ‌حايط سفيان:

- ‌ما ذكر من أمر الرباع: رباع قريش وحلفائها

- ‌أولها: رباع بنى عبد المطلب بن هاشم

- ‌رباع حلفاء بنى هاشم

- ‌رباع بنى عبد المطلب بن عبد مناف

- ‌رباع حلفائهم

- ‌رباع بنى عبد شمس بن عبد مناف

- ‌رباع آل سعيد بن العاص بن أمية

- ‌ربع آل أبى العاص بن أمية

- ‌ربع آل أسيد بن أبى العيص

- ‌ربع آل ربيعة بن عبد شمس

- ‌ولآل عدى بن ربيعة بن عبد شمس

- ‌ربع آل عقبة بن أبى معيط

- ‌ ربع كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس

- ‌ولولد أمية بن عبد شمس الأصغر

- ‌رباع حلفاء بنى عبد شمس

- ‌ربع آل الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبى شمرالغسانى حليف المغيرة بن أبى العاص بن أمية

- ‌ربع أبى الأعور

- ‌ربع آل داود بن الحضرمى، واسم الحضرمى عبد الله بنعمار حليف عتبة بن ربيعة

- ‌رباع بنى نوفل بن عبد مناف

- ‌رباع حلفاء بنى نوفل بن عبد مناف

- ‌رباع بنى الحارث بن فهر

- ‌رباع بن أسد بنى عبد العزى

- ‌رباع بنى عبد الدار بن قصى

- ‌رباع حلفاء بن عبد الدار بن قصى

- ‌رباع بنى زهرة

- ‌رباع حلفاء بنى زهرة

- ‌ربع آل قارظ القاريين

- ‌ربع آل أنمار القاريين

- ‌ربع آل الأخنس بن شريق

- ‌ربع آل عدى بن أبى الحمراء الثقفى

- ‌ربع بنى تيم

- ‌رباع بنى مخزوم وحلفائهم

- ‌رباع بنى بنى عايذ من بنى مخزوم

- ‌رباع بنى عدى بن كعب

- ‌ربع بنى جمح

- ‌رباع بنى سهم

- ‌رباع حلفاء بنى سهم

- ‌رباع بنى عامر بن لوى

- ‌ذكر حد المعلاة وما يليها من ذلك

- ‌حد المسفلة

- ‌ذكر أخشبى مكة

- ‌ذكر شق مكة اليمانى وما فيه

- ‌فاضح:

- ‌الخندمة:

- ‌الأبيض:

- ‌المستنذر:

- ‌جبل مرازم:

- ‌قرن مسقلة:

- ‌جبل نبهان:

- ‌جبل زيقيا:

- ‌جبل الأعرج:

- ‌المطابخ:

- ‌ثنية أبى مرحب:

- ‌شعب أبى دب:

- ‌الحجون:

- ‌شعب الصفى:

- ‌ شعب الخوز

- ‌شعب عثمان:

- ‌ العيرة

- ‌خطم الحجون:

- ‌ذباب:

- ‌المفجر:

- ‌شعب حوا:

- ‌واسط:

- ‌الرباب:

- ‌ذو الآراكة:

- ‌شعب الرخم:

- ‌1 ـ ثبير غيناء:

- ‌2 ـ ثبير:

- ‌3 ـ ثبير النخيل:

- ‌ثبير النصع:

- ‌ثبير الأعرج:

- ‌الثقبة:

- ‌السرر:

- ‌السداد:

- ‌ سدرة خالد

- ‌فخ:

- ‌الغميم:

- ‌ المقطع

- ‌السداد:

- ‌ثنية الخل:

- ‌السقيا:

- ‌الستار:

- ‌ذكر شق معلاة مكة الشامى وما فيهمما يعرف اسمه من المواضع والجبال والشعاب مما أحاط به الحرم

- ‌شعب قعيقعان:

- ‌جبل شيبة:

- ‌ جبل الديلمى

- ‌الجبل الأبيض:

- ‌الحافض:

- ‌جبل تفاجة:

- ‌الجبل الحبشى:

- ‌آلات يحاميم:

- ‌ ثنية المقبرة

- ‌شعب المقبرة:

- ‌شعب آل قنفد:

- ‌غراب:

- ‌سقر:

- ‌شعب آل الأخنس:

- ‌جبل حراء:

- ‌القاعد:

- ‌أظلم:

- ‌ضنك:

- ‌مكة السدر:

- ‌شعب بنى عبد الله:

- ‌الحضرمتين:

- ‌القمعة:

- ‌القنينة:

- ‌ثنية أذاخر:

- ‌النقوى:

- ‌المستوفرة:

- ‌ذكر شق مسفلة مكة اليمانى وما فيهمما يعرف اسمه من المواضع والجبال والشعاب مما أحاط به الحرم

- ‌أجياد الصغير:

- ‌رأس الإنسان:

- ‌أنصاب الأسد:

- ‌شعب الخاتم:

- ‌جبل نفيع:

- ‌جبل خليفة:

- ‌ غراب

- ‌النبعة:

- ‌الميثب:

- ‌جبل عمر:

- ‌عدافة:

- ‌المقنعة:

- ‌اللاحجة:

- ‌القدفدة:

- ‌ذو مراخ:

- ‌السلفان اليمانى والشامى:

- ‌الضحاضح:

- ‌ذو السدير:

- ‌ذات السليم:

- ‌بشائم:

- ‌أضاة النبط:

- ‌ثنية أم قردان:

- ‌يرمرم:

- ‌ذات اللجب:

- ‌ذات أرحاء:

- ‌النسوة:

- ‌ القفيلة

- ‌ ثور

- ‌شعب البانة:

- ‌ذكر شق مسفلة مكة الشامى وما فيهمما يعرف اسمه من المواضع والجبال والشعاب مما أحاط به الحرب

- ‌الحزورة:

- ‌الحثمة:

- ‌زقاق النار:

- ‌بيت الأزلام:

- ‌جبل زرزر:

- ‌جبل النار:

- ‌جبل أبى يزيد:

- ‌جبل عمر:

- ‌جبل الأذاخر:

- ‌الحزنة:

- ‌شعب أرنى:

- ‌ثنية كداء:

- ‌الأبيض:

- ‌قرن أبى الأشعث:

- ‌بطن ذى طوى:

- ‌بطن مكة:

- ‌المقلع:

- ‌فخ:

- ‌ الثنية البيضاء

- ‌ الممدرة

- ‌المغش:

- ‌خزرورع:

- ‌أستار:

- ‌مقبرة النصارى:

- ‌جبل البرود:

- ‌الحصحاص:

- ‌المدور:

- ‌مسلم:

- ‌ثنية أم الحارث:

- ‌متن ابن عليا:

- ‌جبل أبى لقيط:

- ‌ثنية أذاخر:

- ‌شعب أشرس:

- ‌غراب:

- ‌شعب المطلب:

- ‌ذات الجليلين:

- ‌شعب زريق:

- ‌كتد:

- ‌جبل المغش:

- ‌ذو الأبرق:

- ‌الشيق:

- ‌أنصاب الحرم:

- ‌العقلة:

- ‌الأرنبة:

- ‌ذات الحنظل:

- ‌العبلاء:

- ‌الثنية البيضاء:

- ‌شعب اللبن:

- ‌ملحة العراب:

- ‌ملحة الحروب:

- ‌العشيرة:

- ‌قبر العبد:

- ‌التخابر:

- ‌كبش:

- ‌رحا:

- ‌البغيبغة:

- ‌سيول مكة المكرمة

- ‌1 ـ ذكر الطبرى

- ‌2 ـ سيل المخيل:

- ‌3 ـ سيل أبى شاكر:

- ‌4 ـ وقال أيضا:

- ‌5 ـ سيل عام

- ‌6 ـ سيل عام

- ‌7 ـ سيل عام

- ‌8 ـ سيل عام

- ‌9 ـ سيل عام

- ‌10 ـ سيل عام

- ‌11 ـ سيل عام

- ‌12 ـ سيل عام

- ‌13 ـ سيل عام

- ‌14 ـ سيل عام

- ‌15 ـ سيل عام

- ‌16 ـ سيل عام

- ‌17 ـ سيل عام

- ‌18 ـ سيل عام

- ‌19 ـ سيل عام

- ‌20 ـ سيل سنة

- ‌21 ـ سيل عام

- ‌22 ـ سيل عام

- ‌23 ـ سيل عام

- ‌24 ـ سيل عام

- ‌25 ـ سيل عام

- ‌26 ـ سيل عام

- ‌27 ـ سيل

- ‌28 ـ سيل عام

- ‌29 ـ سيل القناديل:

- ‌30 ـ سيل عام

- ‌31 ـ سيل عام

- ‌32 ـ سيل عام

- ‌33 ـ سيل عام

- ‌34 ـ سيل عام

- ‌35 ـ سيل عام

- ‌36 ـ سيل عام

- ‌37 ـ سيل عام

- ‌38 ـ سيل عام

- ‌39 ـ سيل عامة

- ‌40 ـ سيل عام

- ‌41 ـ سيل عام

- ‌42 ـ سيل عام

- ‌43 ـ سيل عام

- ‌44 ـ سيل عام

- ‌45 ـ سيل عام

- ‌46 ـ سيل عام

- ‌47 ـ سيل عام

- ‌48 ـ سيل عام

- ‌49 ـ سيل عام

- ‌50 ـ سيل عام

- ‌51 ـ سيل عام

- ‌52 ـ سيل عام

- ‌53 ـ سيل عام

- ‌54 ـ سيل عام

- ‌55 ـ سيل عام

- ‌56 ـ سيل عام

- ‌57 ـ سيل عام

- ‌58 ـ سيل عام

- ‌59 ـ سيل عام

- ‌60 ـ سيل عام

- ‌61 ـ سيل عام

- ‌62 ـ سيل عام

- ‌63 ـ سيل عام

- ‌64 ـ سيل أبو قرنين:

- ‌65 ـ سيل عام

- ‌66 ـ سيل عام

- ‌67 ـ سيل عام

- ‌68 ـ سيل عام

- ‌69 ـ سيل الخديوى:

- ‌70 ـ سيل عام

- ‌71 ـ سيل عام

- ‌72 ـ سيل عام

- ‌73 ـ سيل عام

- ‌74 ـ سيل عام

- ‌بناء الكعبة

- ‌ذكر من حج من الخلفاء والملوك إلى بيت الله الحرام

- ‌فصلفى حجة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌لطيفة

- ‌النداء بالحج سنة للمسلمين:

- ‌فصلفى ذكر من حج من الخلفاء فى مدة خلافتهأبو بكر الصديق (رضى الله عنه)

- ‌ عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه

- ‌عثمان بن عفان رضى الله عنه

- ‌معاوية بن أبى سفيان

- ‌عبد الله بن الزبير

- ‌عبد الملك بن مروان

- ‌الوليد بن عبد الملك بن مروان

- ‌سليمان بن عبد الله بن مروان

- ‌هشام بن عبد الملك بن مروان

- ‌ثم كانت دولة بنى العباس

- ‌أبو جعفر المنصور

- ‌المهدى أبو عبد الله محمد

- ‌هارون الرشيد

- ‌الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسنابن أبى بكر بن على القبّى بن الحسن الخليفة الراشد بالله

- ‌ذكر من حجّ من الملوكالملك الصليحى واسمه: على بن محمد بن على

- ‌وملك بعد ثم حجّ الملك العادل نور الدين محمود

- ‌الملك المعظم شمس الدين توارن شاه

- ‌الملك المعظم شرف الدين أبو الفتح عيسى بن الملك العادلسيف الدين أبى بكر محمد

- ‌الملك المسعود صلاح الدين أبو المظفر يوسف

- ‌الملك المنصور نور الدين عمر بن على بن رسول الكردى

- ‌الملك الناصر أبو شادى داود

- ‌الملك المظفر شمس الدين يوسف بن الملك المنصور نور الدينعمر بن على بن رسول

- ‌السلطان الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح بيبرسالبند قدارى الصالحى النجمى

- ‌السلطان الملك الناصر ناصر الدين أبو المعالى محمد بن الملك المنصورسيف الدين قلاوون الألفى الصالحى النجمى

- ‌منسا موسى ملك التّكرور

- ‌الملك المجاهد على بن الملك المؤيد داود بن الملك المظفريوسف بن الملك المنصور عمر بن على بن رسول صاحب اليمن

- ‌الملك الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون

- ‌مراجع التحقيق

- ‌[مقدمه المصنف]

- ‌الباب الأولفى ذكر‌‌ مكة المشرفة

- ‌ مكة المشرفة

- ‌ذرع مكة

- ‌ومن الجبال المحدقة بمكة:

- ‌ذكر حكم بيع دور مكة وإجارتها

- ‌الباب الثانىفى أسماء مكة المشرفة

- ‌لمكة المشرفة:

- ‌الباب الثالثفى ذكر‌‌ حرم مكة

- ‌ حرم مكة

- ‌وسبب تحريمه

- ‌وللحرم

- ‌الباب الرابعفى ذكر شيء من الأحاديث والآثار الدالة على حرمة «مكة» وحرمها، وشيء من الأحكام المختصة بذلك

- ‌ومما تمتاز به:

- ‌وحرم مكة

- ‌الباب الخامسفى الأحاديث الدالة على أن مكة المشرفة أفضل من غيرها من البلاد، وأن الصلاة فيها أفضل من غيرها، وغير ذلك من فضلها

- ‌الباب السادسفى المجاورة بمكة، والموت فيها، وشيء من فضل أهلها، وفضل جدة ساحل مكة، وشيء من خبرها، وفضل الطائف وشيء من خبره

- ‌وأما الموت بمكة:

- ‌وأما فضل أهل مكة:

- ‌وأما فضل جدة:

- ‌وأما فضل الطائف:

- ‌الباب السابعفى أخبار عمارة الكعبة المعظمة

- ‌الباب الثامنفى صفة الكعبة المعظمة، وذرعها، وشاذروانها، وحليتها، ومعاليقها، وكسوتها، وطيبها، وخدامها، وأسمائها، وهدم الحبشى لها، ووقت فتحها فى الجاهلية والإسلام. وبيان جهة المصلين إلى الكعبة من سائر الآفاق، ومعرفة أدلة القبلة بالآفاق ال

- ‌أما صفة الكعبة:

- ‌وأما أذرع الكعبة

- ‌وأما ذرع الكعبة (1) من خارجها:

- ‌وأما شاذروان الكعبة

- ‌وأما حلية الكعبة المعظمة:

- ‌وأما معاليق الكعبة

- ‌وأما كسوة الكعبة

- ‌وقد أحدث:

- ‌وممن كساها:

- ‌وأول من كساها:

- ‌وأما طيب الكعبة:

- ‌وأما خدام الكعبة:

- ‌وأما أسماء الكعبة:

- ‌ومن أسمائها:

- ‌وأما هدم الحبشى للكعبة:

- ‌وأما وقت فتح الكعبة فى الجاهلية:

- ‌وأما بيان جهة المصلين إلى الكعبة من سائر الآفاق

- ‌الباب التاسعفى بيان مصلى النبى صلى الله عليه وسلم فى الكعبة المعظمة، وقدر صلاته فيها ووقتها

- ‌أما موضع صلاته فى الكعبة:

- ‌وأما قدر صلاته هذه:

- ‌وأما من روى صلاة النبى صلى الله عليه وسلم فى الكعبة

- ‌وأما الذين نفوها:

- ‌وأما عدد دخوله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة بعد هجرته:

- ‌وأما أول وقت دخل فيه النبى صلى الله عليه وسلم الكعبة بعد هجرته:

- ‌الباب العاشرفى ثواب دخول الكعبة المعظمة، وفيما جاء من الأخبار الموهمة لعدم استحباب ذلك، وفيما يطلب فيها من الأمور التى صنعها فيها النبى صلى الله عليه وسلم، وذكر الصلاة فيها وآداب دخولها

- ‌وأما ثواب دخولها:

- ‌وأما حكم الصلاة فى الكعبة:

- ‌وأما آداب دخولها:

- ‌الباب الحادى عشرفى ذكر شيء من فضائل الكعبة، وفضائل ركنيها: الحجر الأسود واليمانى

- ‌فأما فضل الكعبة:

- ‌وأما الأحاديث:

- ‌وأما فضل الحجر الأسود:

- ‌ومن فضائله:

- ‌وأما الركن اليمانى:

- ‌الباب الثانى عشرفى فضائل الأعمال المتعلقة بالكعبة، كالطواف بها، والنظر إليها، والحج والعمرة، وغير ذلك

- ‌أما فضل الطواف من غير تقييد بزمن:

- ‌وأما ثواب النظر إلى الكعبة:

- ‌وأما ثواب الحج والعمرة:

- ‌الباب الثالث عشرفى الآيات المتعلقة بالكعبة المعظمة

- ‌أما قصة تبع

- ‌وأما أصحاب الفيل

- ‌الباب الرابع عشرفى ذكر شيء من أخبار الحجر الأسود

- ‌الباب الخامس عشرفى الملتزم، والمستجاب، والحطيم، وما جاء فى ذلك من استجابة الدعاء فى هذه المواضع، وغيرها من الأماكن بمكة المشرفة وحرمها

- ‌أما الملتزم:

- ‌وأما المستجاب:

- ‌وأما الحطيم:

- ‌وأما بقية المواضع التى يستجاب فيها الدعاء:

- ‌الباب السادس عشرفى ذكر شيء من أخبار المقام، مقام الخليل عليه السلام

- ‌هذا المقام:

- ‌الباب السابع عشرفى ذكر شيء من أخبار الحجر المكرم ـ حجر إسماعيل عليه السلام وفيه بيان المواضع التى صلى فيها النبى صلى الله عليه وسلم حول الكعبة

- ‌والحجر:

- ‌وروينا عنه:

- ‌وأما الحفرة المرخمة فى وجه الكعبة:

- ‌الباب الثامن عشرفى ذكر شيء من أخبار توسعة المسجد الحرام وعمارته وذرعه

- ‌الباب التاسع عشرفى عدد أساطين المسجد الحرام وصفتها، وعدد عقودها وشرفاته، وقناديله وأبوابه وأسمائها ومنايره، وفيما صنع لمصلحته، أو لنفع الناس فيه، وفيما فيه الآن من المقامات، وكيفية صلاة الأئمة بها وحكمها

- ‌ومقام الشافعى:

- ‌ومقام الحنفى:

- ‌ومقام المالكى:

- ‌ومقام الحنبلى:

- ‌الباب العشرونفى ذكر شيء من خبر زمزم وسقاية العباس رضى الله عنه

- ‌الباب الحادى والعشرونفى ذكر الأماكن المباركة التى ينبغى زيارتها الكائنة بمكة المشرفة، وحرمها وقربه

- ‌الباب الثانى والعشرونفى ذكر أماكن بمكة المشرفة وحرمها وقربه لها تعلق بالمناسك وهى ستة وعشرون موضعا، مرتبة على ترتيب حروف المعجم

- ‌الأول: باب بنى شيبة الذى يستحب للمحرم دخول المسجد الحرام منه

- ‌الثانى: التنعيم المذكور فى حد الحرم من جهة المدينة النبوية

- ‌الثالث: ثبير الذى إذا طلعت عليه الشمس

- ‌الرابع: الجعرانة

- ‌الخامس: الجمار المذكور فى صفة الحج

- ‌السادس: الحجون

- ‌السابع: الحديبية:

- ‌الثامن: ذو طوى

- ‌التاسع: الردم الذى ذكر بعض الشافعية:

- ‌العاشر: الصفا

- ‌الحادى عشر: طريق ضب

- ‌الثانى عشر: عرفة

- ‌الثالث عشر: عرنة

- ‌الرابع عشر: قزح

- ‌الخامس عشر: كداء

- ‌السادس عشر: كداء

- ‌السابع عشر: المأزمان

- ‌الثامن عشر: محسر

- ‌التاسع عشر: المحصب

- ‌العشرون: المروة

- ‌الحادى والعشرون: المزدلفة

- ‌الثانى والعشرون: المشعر الحرام

- ‌الثالث والعشرون: المطاف

- ‌الرابع والعشرون: منى

- ‌الخامس والعشرون: الميلان الأخضران

- ‌السادس والعشرون: نمرة

- ‌الباب الثالث والعشرونفيما بمكة من المدارس، والربط، والسقايات، والبرك المسبلة، والآبار، والعيون، والمطاهر، وغير ذلك من المآثر، وما فى حرمها من ذلك

- ‌أما المدارس الموقوفة:

- ‌وأما السقايات

- ‌وأما البرك المسبلة:

- ‌أما الآبار التى بمكة:

- ‌وأما العيون:

- ‌وأما المطاهر:

- ‌الباب الرابع والعشرونفى ذكر شيء من خبر بنى المحض بن جندل، ملوك مكة ونسبهم، وذكر شيء من أخبار العماليق ملوك مكة ونسبهم، وذكر ولاية طسم للبيت الحرام

- ‌أما بنو المحض:

- ‌وأما العماليق:

- ‌الباب الخامس والعشرونفى ذكر شيء من خبر جرهم ولاة مكة ونسبهم، وذكر من ملك مكة من جرهم، ومدة ملكهم لها وما وقع فى نسبهم من الخلاف، وفوائد تتعلق بذلك، وذكر من أخرج جرهما من مكة وكيفية خروجهم منها، وغير ذلك

- ‌أما نسبهم:

- ‌الباب السادس والعشرونفى ذكر شيء من خبر إسماعيل، وذكر ذبح إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام

- ‌الباب السابع والعشرونفى ذكر شيء من خبر هاجر أم إسماعيل عليه السلام، وذكر أسماء أولاد إسماعيل وفوائد تتعلق بهم وذكر شيء من خبر بنى إسماعيل، وذكر ولاية نابت بن إسماعيل للبيت الحرام

- ‌وأما خبر بناء إسماعيل عليه السلام

- ‌وأما ولاية نابت بن إسماعيل للبيت الحرام:

- ‌الباب الثامن والعشرونفى ذكر ولاية إياد بن نزار بن معد بن عدنان للكعبة، وشيء من خبره، وذكر ولاية بنى إياد بن نزار الكعبة، وشيء من خبرهم وخبر مضر، ومن ولى الكعبة من مضر قبل قريش

- ‌أما ولاية إياد:

- ‌الباب التاسع والعشرونفى ذكر من ولى الإجازة بالناس من عرفة ومزدلفة، ومنى، من العرب فى ولاية خزاعة وقريش على مكة

- ‌الباب الثلاثونفى ذكر من ولى إنساء الشهور من العرب بمكة، وذكر صفة الإنساء، وذكر الحمس والحلة، والطلس

- ‌الباب الحادى والثلاثونفى ذكر شيء من خبر خزاعة ولاة مكة فى الجاهلية ونسبهم، ومدة ولايتهم لمكة، أول ملوكهم بها، وغير ذلك من خبرهم، وشيء من خبر عمرو بن عامر ماء السماء الذى تنسب إليه خزاعة على ما قيل، وشيء من خبر بنيه وغير ذلك

- ‌الباب الثانى والثلاثونفى ذكر شيء من أخبار قريش بمكة فى الجاهلية، وشيء من فضلهم، وما وصفوا به، وبيان نسبهم وسبب تسميتهم بقريش وابتداء ولايتهم الكعبة وأمر مكة

- ‌الباب الثالث والثلاثونفى ذكر شيء من خبر بنى قصى بن كلاب، وتوليتهم لما كان بيده من الحجابة، والسقاية، والرفادة، والندوة، والقيادة، وتفسير ذلك

- ‌الباب الرابع والثلاثونفى ذكر شيء من خبر الفجار والأحابيش

- ‌الباب الخامس والثلاثونفى ذكر حلف الفضول، وخبر ابن جدعان الذى كان هذا الحلف فى داره، وذكر أجواد قريش وحكامهم فى الجاهلية، وملك عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن قصى عليهم، وشيء من خبره

- ‌الباب السادس والثلاثونفى ذكر شيء من فتح مكة المشرفة، وفوائد تتعلق بذلك

- ‌وأما الفوائد المتعلقة بخبر فتح مكة:

- ‌الباب السابع والثلاثونفى ذكر ولاة مكة المشرفة فى الإسلام

- ‌الباب الثامن والثلاثونفى ذكر شيء من الحوادث المتعلقة بمكة فى الإسلام

- ‌الباب التاسع والثلاثونفى ذكر شيء من أمطار مكة وسيولها، فى الجاهلية والإسلام، وشيء من أخبار الصواعق بمكة، وذكر شيء من أخبار الرخص والغلاء والوباء بمكة

- ‌الباب الأربعونفى ذكر الأصنام التى كانت بمكة وحولها، وشيء من خبرها، وذكر شيء من خبر أسواق مكة فى الجاهلية والإسلام، وذكر شيء مما قيل من الشعر فى الشوق إلى مكة الشريفة، وذكر معالمها المنيفة

- ‌وأما أسواق مكة فى الجاهلية

- ‌وأما ما قيل من الشعر فى التشوق إلى مكة الشريفة

- ‌[السيرة النبوية]

- ‌ذكر أسمائه ونسبه وشيء من حاله من حين ولادتهوإلى وفاته وغير ذلك من حال عمله

- ‌[الغزوات والسرايا]

- ‌[سرية حمزة إلى سيف البحر]

- ‌[سرية عبيدة بن الحارث إلى بطن رابغ]

- ‌[سرية سعد بن أبى وقاص إلى الخرار]

- ‌[غزوة الأبواء]

- ‌[غزوة بواط]

- ‌[غزوة بدر الأولى

- ‌[غزوة ذات العشيرة

- ‌[سرية عبد الله بن جحش إلى نخلة]

- ‌[غزوة بدر الكبرى]

- ‌سرية عمير

- ‌غزوة بنى سليم

- ‌سرية أبى عفك

- ‌غزوة بنى قينقاع

- ‌غزوة السويق

- ‌سرية كعب بن الأشرف

- ‌غزوة غطفان

- ‌سرية القردة

- ‌غزوة أحد

- ‌غزوة حمراء الأسد

- ‌سرية قطن

- ‌سرية عرنة

- ‌سرية بئر معونة

- ‌غزوة الرجيع

- ‌غزوة بنى النضير

- ‌غزوة بدر الصغرى

- ‌غزوة ذات الرقاع

- ‌غزوة دومة الجندل

- ‌غزوة المريسيع

- ‌غزوة الخندق

- ‌غزوة بنى قريظة

- ‌سرية القرطاء

- ‌غزوة بنى لحيان

- ‌غزوة الغابة

- ‌سرية غمر مرزوق

- ‌سرية ذى القصة

- ‌سرية بنى سليم

- ‌سرية دومة الجندل

- ‌سرية بنى سعد

- ‌سرية أم قرمة

- ‌سرية ابن أبى الحقيق

- ‌سرية ابن رزام

- ‌سرية العرنيين

- ‌سرية أبى سفيان

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة خيبر

- ‌غزوة وادى القرى

- ‌سرية بدنة

- ‌سرية بنى فزارة

- ‌سرية بنى مرة

- ‌سرية المنفعة

- ‌سرية يمن وجبار

- ‌عمرة القضية

- ‌سرية بنى سليم

- ‌كتبه صلى الله عليه وسلم إلى الملوك

- ‌سرية الكديد

- ‌سرية مصاب

- ‌سرية بنى عامر

- ‌سرية ذات الطلاع

- ‌سرية مؤتة

- ‌سرية ذات السلاسل

- ‌سرية الحبط

- ‌سرية خضرة

- ‌سرية بطن أضم

- ‌فتح مكة

- ‌سرية خالد

- ‌غزوة حنين

- ‌سرية ذى الكفين

- ‌غزوة الطائف

- ‌سرية اليمن

- ‌سرية القرطا

- ‌سرية خثعم

- ‌سرية الحبشة

- ‌سرية القلمس

- ‌سرية الجباب

- ‌غزوة تبوك

- ‌سرية اليمن

- ‌حجة الوداع

- ‌سرية أبنا

- ‌وفاته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى زوجاته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خدامه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى مواليه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى إمائه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خيله، وبغاله، وحميره، ولقاحه، وغنمه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى سلاحه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى كتّابه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى عدد رسله صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى عدد أمرائه صلى الله عليه وسلم على البلاد

- ‌فصل فى عدد مغازيه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى عدد بعوثه وسراياه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى حجه وعمره صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أخلاقه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى فضائله صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى معجزاته صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌ ‌[مقدمه المصنف] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآل

[مقدمه المصنف]

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد، وسلم تسليما كثيرا.

الحمد لله الذى أوسع لمن شاء من خلقه فى الرزق والأجل. وأسعف من أراد منهم بنيل الأمل. وأطاب عمن أحب منهم الثناء. وحكم على جميعهم ـ بعد الوجود ـ بالفناء.

أحمده على أن جعلنى من سكان الحرم، وجيران بيته المكرم.

وأشهد أن لا إله إلا الله الذى جعل للحسنة بمكة فى الفضل مزية، وخصها ببيته الذى أوجب حجه واستقباله على البرية، وغفر لمن طاف به من الأنام، ما اقترفه من الآثام.

وأشهد أن نبيه سيدنا محمدا أفضل من وقف بعرفة، وبات بمزدلفة، ورمى بمنى الجمار، وطاف بالكعبة العظيمة المقدار صلى الله عليه وسلم ما صلى مصل خلف المقام، وجمع فى الحجر الأسود بين التقبيل والاستلام، ورضى الله عن آله وأصحابه، الذين بهم أضاء الإسلام.

أما بعد: فإنى ـ لما وفقنى الله تعالى للاشتغال بالعلم ـ تشوفت نفسى كثيرا إلى معرفة تراجم الأعيان من أهل مكة وغيرهم، ممن سكنها مدة سنين، أو مات بها، وتراجم ولاة مكة، وقضاتها وخطبائها، وأئمتها ومؤذنيها، من أهلها وغيرهم، وتراجم من وسع المسجد الحرام أو عمره، أو عمر شيئا منه، أو من الأماكن الشريفة التى ينبغى زيارتها بمكة وحرمها، أو عمل المآثر الحسنة الكائنة بمكة وحرمها ـ كالمدارس، والربط، والسقايات، والبرك، والآبار، والعيون، والمطاهر، وغير ذلك من المآثر ـ لما فى معرفة ذلك من النفع التام، عند ذوى الأفهام.

وفتشت عن تأليف فى ذلك، فلم أر له أثرا، ولا سمعت عنه خبرا.

فعظم منى ـ لأجل ذلك ـ الألم، وسألت رب البيت والحرم: أن يسعفنى فيه ببلوغ المراد، وأن يوفقنى فيه للسداد.

ص: 173

فقدر الله تعالى بالرحلة الثانية، من مكة للديار المصرية والشامية.

فنظرت فيما وقع لى من التواريخ، والطبقات، والمعاجم، والمشيخات، والوفيات، والتعاليق، التى سنشير إليها، وغير ذلك من الكتب التى سنشير إليها قريبا.

فظفرت ببعض المراد، وعلق ذلك بذهنى، وقيدته ـ خيفة نسيانه ـ بالكتابة إذ هى قيد، لما رويناه عن أبى حمزة أنس بن مالك الأنصارى رضى الله عنه، خادم النبىصلى الله عليه وسلم، وذلك:

فيما أخبرنى به: شيخنا العلامة المفتى المصنف، أبو حفص عمر بن الإمام أبى الحسن على بن أحمد بن محمد الأنصارى، الأندلسى، ثم المصرى الشافعى ـ بقراءتى عليه بالقاهرة فى الرحلة الأولى ـ وآخرون بمكة، وديار مصر والشام، قالوا:

أخبرنا أحمد بن على بن أيوب المشتولى. قال: أخبرنا النجيب عبد اللطيف بن عبد المنعم الحرانى، قال: أخبرنا أبو طاهر المبارك بن المبارك بن المعطوش الحريمى، قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن المهتدى بالله، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر أحمد الحنبلى، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم البزار، قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكج، قال: أخبرنا القاضى أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصارى، قال: حدثنى أبى عن عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس: أن أنسا رضى الله عنه كان يقول لهم: «يا بنى، قيدوا العلم، بالكتاب» .

وكنت كتبت ما تيسر من ذلك، من غير ترتيب ولا تهذيب، ثم رغبت فى ترتيبه وتهذيبه، ليسهل نفعى به، ويكون تاريخا على النمط الذى قصدته، وإن لم يف بما أردته.

فرتبت ما ظفرت به من التراجم، على ترتيب حروف المعجم ـ خلا المحمدين والأحمدين ـ فإنهم مقدمون على غيرهم، لشرف هذين الاسمين على غيرهما من الأسماء.

وأضفت إلى هذه التراجم: ما كان منها على ذهنى من قبل. وهى تراجم جماعة لم أدركهم، وتراجم جماعة أدركتهم، ملاءمة للتراجم التى ظفرت بها، تكملة للفائدة.

وذكرت فى أثناء كثير من التراجم: أحاديث، وآثارا، وحكايات، وأشعار، اقتداء بأئمة الحديث الأخيار.

وبدأت ـ قبل التراجم ـ بذكر شيء من سيرة نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، على وجه الاختصار، تبركا بذلك، وتشريفا لهذا التأليف بذكرهصلى الله عليه وسلم

ص: 174

فيه، مع ما فى ذلك من المناسبة المقتضية لذكره صلى الله عليه وسلم فى هذا التأليف، باعتبار كونه من البلد الأمين، وسيادته للخلق أجمعين وبدأت فى هذه التراجم بتراجم الرجال، الذين أسماؤهم معروفة.

ثم بعد انقضاء تراجمهم، أتبعتها بباب فيه تراجم الرجال المعروفين بكناهم، ممن عرف بكنيته ولم يعرف له اسم، أو عرف اسمه ولكن اختلف فيه.

وذكرت معهم أناسا مشهورين بكناهم، وأسماؤهم معروفة، ليس فيها اختلاف، إلا فى يسير منها.

وهؤلاء لم أترجمهم ـ كما ترجمت المذكورين فى هذا الباب ـ لتقدم تراجمهم فى محلها من الكتاب، وإنما أذكر كنية الإنسان منهم، وما يعرف به، من نسبته إلى قبيلة أو بلد، ثم أذكر اسمه واسم أبيه وجده فى الغالب، وقد ترجمت بعضهم لفائدة زائدة.

وذكرت فى آخر هذا الباب أربعة فصول.

الأول: فيمن اشتهر بلقبه، مضافا إلى الدين، مثل: محب الدين، وغيره من الألقاب.

والثانى: فيمن اشتهر بالنسبة إلى أبيه أو جده، مثل ابن جريج، وابن أبى حرمى، وشبه ذلك.

والثالث: فيمن اشتهر بالنسبة إلى قبيلة أو بلد، أو لقب مفرد، مثل: الإخشيد.

وكل من ذكرناه فى هذه الثلاثة الفصول: ذكرناه على صفة من ذكرناه فى هذا الباب، ممن اشتهر بكنيته، ولم يختلف فى اسمه إلا قليلا.

ولن أستوعب فى هذه الفصول كل ما فى هذا الكتاب، وإنما ذكرت فى كل فصل نبذة كبيرة تناسبه.

وكل من ذكرته فى هذه الثلاثة الفصول: ذكرته فيما سبق من الأسماء فى محل يناسبه. وموجب ذكرى لهم فى هذا الباب ـ وكذا من ذكرته فيه ممن اشتهر بكنيته، ولم يختلف فى اسمه إلا قليلا ـ: أن ذلك يهتدى به إلى كشف أسمائهم من لا يعرف أسماءهم، وإنما يعرف الإنسان منهم بكنيته، أو لقبه المضاف إلى الدين، أو النسبة إلى أبيه أو جده، أو إلى قبيلة أو بلد.

والفصل الرابع: فيمن اشتهر بالنسبة إلى أبيه أو جده، ولم أعرف اسمه، أو اشتهر بصفة، مثل: أسود، أو شاب، أو شاعر.

ص: 175

ثم أتبعت هذا الباب بتراجم النساء المعروفات بأسمائهن، ثم بتراجم النساء المعروفات بكناهن، ممن لم يعرف لها اسم، أو عرف اسمها، ولكن اختلف فيه.

وذكرت معهن نسوة مشهورات بكناهن، وأسماؤهن معروفة؛ ليسهل بذلك الكشف عن أسمائهن.

ثم أتبعت ذلك بنسوة لا تعرف أسماؤهن، وإنما يعرفن بالنسبة إلى آبائهن وغير ذلك.

وسميت ذلك: «العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين» وجعلت فى أول هذا الكتاب مقدمة.

فيها: ذكر «مكة» المشرفة، وحكمها فى البيع والإجارة، وأسمائها وحرمها، وشيء من الأحاديث الدالة على حرمة ذلك، وشيء من المسائل المختصة بذلك، وشيء من الأحاديث الدالة على أفضلية «مكة» على غيرها من البلاد، وحكم المجاورة بها، والموت فيها، وفضل أهلها، وشيء من أخبار «الكعبة» المعظمة، وفضائلها، وفضائل الحجر الأسود، والركن اليمانى، وفضائل الأعمال المتعلقة بها، كالطواف بها، والنظر إليها، والحج والعمرة، وغير ذلك، وشيء من أخبار الحجر الأسود، وملتزم الذمام، والمستجار والحطيم، والمقام مقام الخليل عليه السلام، وحجر النبى إسماعيل عليه السلام، وما جاء فى استجابة الدعاء فى هذه الأماكن وغيرها بمكة وحرمها.

وذكر مواضع حول الكعبة، صلى فيها النبى صلى الله عليه وسلم.

وذكر شيء من أخبار المسجد الحرام، وزمزم، وسقاية العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه، والأماكن المباركة بمكة المشرفة وحرمها، وأماكن أخر لها تعلق بالمناسك.

وما بمكة من المدارس، والربط والسقايات، والبرك المسبّلة، والآبار، والعيون، والمطاهر، وغير ذلك من المآثر. ومما فى حرمها من ذلك.

وأخبار جاهلية، وأخبار إسلامية، لها تعلق بمكة وأهلها والحجاج.

وما علمته من ولاة مكة فى الإسلام، على سبيل الإجمال.

وهذه المقدمة لخصتها من تأليفى المسمى «شفاء الغرام، بأخبار البلد الحرام» الذى جمعت فيه: بين ما ذكره الأزرقى ـ من أخبار عمارة الكعبة المعظمة، وخبر حليتها، ومعاليقها وكسوتها، وخبر الحجر الأسود، والحجر ـ بسكون الجيم ـ والمقام، والمسجد الحرام، وزمزم، وسقاية العباس، والصفا، والمروة، وحدود الحرم، والأماكن المباركة بمكة المشرفة وحرمها، المعروف بعضها بالمسجد، وبعضها بالدور، وبعضها

ص: 176

بالمواليد، وأمطار مكة فى الجاهلية والإسلام، وغير ذلك ـ وبين ما كان بعد أبى الوليد الأزرقى، من الأخبار الملائمة لذلك كله، لما فى ذلك من كمال الفائدة.

وفيه فوائد أخر، لم يذكرها الأزرقى، مع إمكانة لذكر بعضها. وكما هو مذكور فى التأليف المشار إليه.

ولم يعن الأزرقى بجمع ولاة مكة فى الإسلام. وما ذكر من المسائل والمآثر، والأخبار الإسلامية إلا يسيرا جدّا، بالنسبة إلى ما ذكرته. وذكر كثيرا من الأخبار الجاهلية.

وسبب جمعى له: أن نفسى تشوفت أيضا كثيرا إلى معرفة ما كان بعد أبى الوليد الأزرقى: من أخبار هذه الأمور، وإلى معرفة ما وقع بعده من الأوقاف بمكة على الفقهاء والفقراء، وغير ذلك من المدارس والربط، وغير ذلك.

فعرفت من ذلك طرفا جيدا، بعضه من كتب التاريخ التى نظرتها لأجل التراجم، وبعضه من أحجار ورخام وأخشاب مكتوب فيها ذلك، ثابتة فى بعض الأماكن المشار إليها، وبعضه علمته من أخبار الثقات، وبعضه شاهدته.

وعلقت ذلك فى أوراق مفردة خيفة نسيانه من غير ترتيب. ثم بدا لى تأليف ذلك، مع ملاءمة من الأمور التى ذكرها الأزرقى، ففعلت ذلك.

وإنما جعلت هذه المقدمة مع التراجم المشار إليها، ليحصل للناظر فى ذلك معرفة ما اشتملت عليه المقدمة، مع معرفة التراجم.

ولما سمع الأصحاب بجمعى لهذا الكتاب: كثر اشتياقهم إليه، وعظمت رغبتهم فى الوقوف عليه، للإحاطة بفوائده، واستطراق فرائده، وألحوا علىّ فى أن أبيضه لهم، فلم يسعنى معهم إلا امتثال أمرهم، وكنت ترددت فى ذلك، لعدم وفائه بالمقصود، ثم قلت: لا لوم على المقل فى بذل المجهود.

وسبب هذا الاخلال: أن مكة ليس لها تاريخ على هذا المنوال. لأنى لا أعلم أحدا جمع لمكة تاريخا إلا الأزرقى (1)، والفاكهى، وشريف ـ يقال له «زيد بن هاشم بن على

(1) هو محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق، أبو الوليد الأزرقى: مؤرخ، يمانى الأصل، من أهل مكة. له «أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار ـ ط» جزآن.

انظر: (الأعلام 6/ 222، فى أكثر المصادر، ومنها اللباب لابن الأثير 1: 37 أن نسبه الأزرقى إلى جده الأزرق أبى عقبة، من غسان؛ وقال ابن خلدون: وعنه أخذ القلقشندى فى نهاية الأرب 79 إنه من نسل «الأزرق» العمليقى. توفى سنة 223 هـ. ونبه صاحب الرسالة المستطرفة ص 100 إلى أن جده «أحمد بن محمد» توفى (سنة 222) كما فى تهذيب التهذيب 1: 79 نقلا ـ

ص: 177

ابن المرتضى، العلوى الحسنى» ـ هكذا نسبة الشيخ أبو العباس أحمد بن على الميورقى، فيما وجدت بخطه وترجمه بوزير مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.

فأما الأزرقى، والفاكهى: فلم يعفيا إلا بما يلائم ما فى مقدمة هذا الكتاب من أخبار الكعبة، والمسجد، وشبه ذلك.

وأما زيد المذكور: فما عرفت: هل تاريخه تراجم، أو حوادث؟ مثل ما ذكرناه من الفتن التى كانت بمكة فى الإسلام، وأخبار المطر، والفناء، والغلاء والرخص. وهذا إلى ظنى أقرب.

وسبب عدم معرفتى لما اشتمل عليه كتاب زيد المذكور: أنى لم أقف عليه. وإنما علمت ذلك من رسالة كتبها زيد لسيدى أبى العباس الميورقى، رأيتها فى كتاب الجواهر ـ لابن شاش المذكور ـ بخط الميورقى فى وقفه بوج الطائف.

وفيها مكتوب بعد البسملة: زيد بن هاشم بن على. ثم قال: وبعد: فقد خدم بها الضعيف فى الثلاثاء، منتصف شعبان. وبخط الميورقى ـ فوق شعبان ـ من سنة ست وسبعين وستمائة، وذكر أشياء، ثم قال:

وقد خطر للضعيف ـ مع المتاعب التى يعانيها من كل وجه ـ إثبات تواريخ لمكة المعظمة، وقد أثبت منه إلى الآن: نحو خمس كراريس. انتهى.

وأظن أنى رأيت بخط بعض أصحابنا من حفاظ الحديث: أن لعمر بن شبة تأليفا فى أخبار مكة.

وأظن أنى رأيت فى بعض التواريخ: ما يقتضى أن للحافظ محب الدين بن النجار البغدادى ـ صاحب ذيل تاريخ بغداد ـ مؤلفا فى أخبار مكة. وأظن أن ذلك على نمط التاريخ الذى ألفه لمدينة النبى صلى الله عليه وسلم. وتاريخه للمدينة ليس فيه تراجم. وإنما فيه خبر المسجد النبوى، وما فى المدينة من المساجد النبوية، والآثار الشريفة، وشبه ذلك.

وأظن أن كتاب عمر بن شبة فى أخبار مكة ـ إن صح ما رأيته فى ذلك ـ على نمط تاريخ الأزرقى، والفاكهى. والله أعلم منى.

ـ عن خط الذهبى، فلا يصح أن يكون وفاة الجد والحفيد فى مثل هذا القرب. وجعلت دائرة المعارف الإسلامية 2/ 40 وفاته (سنة 244) إلا أن السيد رشيدى الصالح ملحس، فى مقدمة الطبعة المكية من كتاب «أخبار مكة» وأحمد تيمور باشا، فى الخزانة التيمورية 3: 14 نقلا عن العقد الثمين ـ خ. للفاسى قوله: «وبلغنى أن الأزرقى كان حيا فى خلافة المنتصر العباسى» وكانت خلافة المنتصر (سنة 247 ـ 248) هـ. وتخلص السخاوى، فى الإعلان بالتوبيخ 112 وديوان الإسلام ـ خ ومفتاح السعادة 2/ 154).

ص: 178

أما فضائل مكة للجندى: فهو على نمط تاريخ الأزرقى والفاكهى. وكذلك أخبار مكة لرزين العبدلى صاحب الجمع.

وإنى لأعجب من إهمال فضلاء مكة فى جمع تاريخ لها على المنوال الذى جمعته، خصوصا من الشيخ قطب الدين القسطلانى؛ لأنه جمع شيئا يتعلق بتاريخ اليمن، ولعمرى لو جمع ذلك لبلده كان أحسن، فإن الحاجة إليه داعية، وفى ذلك فوائد غير خافية، وعليه مضى الأئمة من أهل مصر، والشام وبغداد، وغير ذلك من البلاد، كتاريخ بغداد للخطيب، وذيوله لابن السمعانى، وابن الدبيثى، والقطيعى، وابن النجار، وابن رافع وغيرهم، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وتاريخ مصر للقطب الحلبى، وغير ذلك.

فإن قيل: لعل الحامل لمن أهمل من فضلاء مكة التأليف فى هذا المعنى المشار إليه: تخيلهم العجز عن الوفاء بالمقصود فى هذا الأمر، لعدم الإحاطة بالمقصود.

فالجواب: أن هذا العذر حق، ولكن يلزم من اعتمده محذور، وهو أن المعلوم عندهم يصير مجهولا عند من بعدهم كما جرى، واللائق فى هذا: إثبات المعلوم وإن قل.

وقد قيل فى ذلك: ما أنشدتناه مسندة العصر أم عبد الله عائشة بنت المحتسب محمد ابن عبد الهادى الصالحية ـ بقراءتى عليها ـ فى الرحلة الرابعة، عن أبى العباس أحمد بن أبى طالب الحجار ـ إجازة، إن لم يكن سماعا. وتفردت فى الدنيا بالسماع منه ـ أن أبا الحسن محمد بن عمر القطيعى أنبأنا، قال: أنشدنى على بن أحمد الواسطى المقرئ، قال: أنشدنى أبو جعفر هبة الله بن السوقى، قال: أنشدنا أبو الحسن العمرانى، قال:

افعل الخير ما استطعت وإن كا

ن قليلا فلن تطيق لكله

ومتى تفعل الكثير من الخي

ر إذا كنت تاركا لأقله

وأسأل من كل من وقف على هذا الكتاب: المسامحة عما فيه من التقصير، وإصلاح ما فيه من الغلط بعد التحرير. وسبب الغلط ـ فى الغالب ـ النسيان، وقد جبل عليه كل إنسان.

وسبب التقصير: ما ذكرته، من أنى لم أر مؤلفا فى المعنى الذى قصدت جمعه فأستضئ به. وإنما ظفرت من ذلك بأشياء قليلة مفرقة، بذلت فى تحصيلها جهدى لأنتفع بها، والمعاصرون لى، ومن بعدى.

وبسبب إهمال التأليف فى ذلك: حصل الجهل بكثير من التراجم، وبما وقع بعد الأزرقى والفاكهى من الأمور التى قصدا جمعها فى كتابيهما، وبكثير مما ذكراه فى كتابيهما. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

ص: 179

وأسأله المغفرة لى ولمن قبل منى هذه المعذرة. ولله در القائل: «والعذر عند كرام الناس مقبول» .

* * *

وقد اشتمل: هذا الكتاب على علامات. وهى (خ) للبخارى. ولمسلم (م) ولأبى داود (د) وللترمذى (ت) وللنسائى (س) ولابن ماجة القزوينى (ق).

فإن اتفقوا على الإخراج لشخص: فالعلامة عليه (ع) هكذا. وإن اتفق الأربعة أصحاب السنن على شخص: فالعلامة عليه (عل) هكذا. ومن ذكره محمد بن سعد كاتب الواقدى فى طبقاته: أنه مكى، فالعلامة عليه (سع) هكذا. ومن ذكره مسلم صاحب الصحيح فى طبقاته: أنه مكى، فالعلامة عليه (مس) هكذا. ومن ذكره ابن حبان فى ثقاته: أنه مكى، فالعلامة عليه (حب) هكذا.

وذكرت جماعة من الصحابة، لم يذكرهم المذكورون فى المكيين، مع كونهم ذكروهم فى غير أهل مكة لسكناهم غيرها.

وسبب ذكرى لهم: كونهم مكيين: لأن مكة دارهم بلا ريب، وسكناهم غيرها إنما كان بأخرة، ولا يخرجهم ذلك عن كونهم مكيين، وهم الصحابة رضى الله عنهم من قريش وأبناؤهم، وإن لم يثبت لبعض الأبناء صحبة، أو ولد بغير مكة؛ لأنهم تبع لآبائهم.

وكذلك الصحابة من بنى كنانة وخزاعة، لمشاركتهم قريشا فى الدار ـ وهى مكة أو باديتها ـ على ما سيأتى بيانه إن شاء الله تعالى، وإن كانوا عدوا مع غير أهل مكة؛ لأن المعنى فى عدهم مع غير أهل مكة: ما ذكرناه فى قريش.

وكذلك الصحابة من موالى قريش وكنانة وخزاعة؛ لأنهم فى حكمهم، وكذلك الصحابة من حلفاء قريش، وكذلك الصحابة من أهل الطائف من ثقيف ومواليهم، ومن غيرهم؛ لأن الطائف من عمل مكة من قديم الزمان حتى الآن.

فأما مشاركة بنى كنانة وخزاعة لقريش فى الدار: فسيأتى فى مقدمة هذا الكتاب أخبار تدل لذلك. ونشير هنا لشيء منها: فمن الأخبار الدالة على اشتراك قريش وكنانة فى النزول ببادية مكة: قول ابن إسحاق فى السيرة ـ تهذيب ابن هشام ـ لما ذكر ولاية غبشان من خزاعة للكعبة، دون بنى بكر بن عبد مناة «وقريش إذ ذاك حلول وصرم وبيوتات متفرقون فى قومهم من بنى كنانة» . انتهى.

ص: 180

ووجه الدلالة من هذا الكلام: أنه يقتضى أن قريشا كانوا نزولا مع قومهم من كنانة، حين انفراد غبشان من خزاعة بولاية الكعبة، والمنازل التى كانت تنزل بها كنانة وقريش إذ ذاك: خارج الحرم؛ لأن أول عربى نزل الحرم بقومه: هو قصى بن كلاب، على ما ذكره الفاكهى فى خبر قصى؛ لأنه قال:

وحدثنا الزبير بن أبى بكر قال: قال أبو الحسن الأثرم، قال أبو عبيدة، قال محمد بن حفص:«قدم رزاح، وقد نفى قصى خزاعة. وقال بعض مشيخة قريش: وإن مكة لم يكن بها بيت فى الحرم، إنما كانوا يكونون بها، حتى إذا أمسوا خرجوا لا يستحلون أن يصيبوا فيها جنابة، ولم يكن بها بيت قائم، فلما جمع قصى قريشا ـ وكان أدهى من رؤى من العرب ـ قال لهم: أرى أن تصحبوا بأجمعكم فى الحرم حول البيت، فو الله لا تستحل العرب قتالكم، ولا يستطيعون إخراجكم منه، وتسكنونه، فتسودوا العرب أبدا. فقالوا له: أنت سيدنا، رأينا لرأيناك تبع. فجمعهم، ثم أصبح بهم فى الحرم حول البيت، فمشت إليه أشراف كنانة، وقالوا: إن هذا عند العرب عظيم، ولو تركناك ما تركتك العرب. فقال: «والله لا أخرج منه. وثبت» . انتهى.

ومن ذلك: قوله بعد ذلك ـ بعد أن ذكر ما رأى قصى ـ من أنه أولى بالكعبة، وبأمر مكة من خزاعة وبنى بكر ـ:«فكلم رجالا من قريش وبنى كنانة ودعاهم إلى إخراج خزاعة وبنى بكر من مكة. فأجابوه» .

ووجه الدلالة من هذا: أن كلام قصى لكنانة، فيما طلب، وإجابتهم له: يقتضى قربهم منه فى الدار. وسيأتى إن شاء الله تعالى ما يوافق ذلك.

ومن ذلك: قول ابن إسحاق فى خبر قصى «فولى قصى البيت وأمر مكة، وجمع قومه من منازلهم إلى مكة» . انتهى.

ووجه الدلالة من هذا: أنه يقتضى أن قصيا جمع قومه إلى مكة، وكنانة من قومه، فيكونون ممن جمعهم إلى مكة.

ولا يعارض ذلك قوله ـ فى الخبر الذى ذكره الزبير «فمشت إليه أشراف كنانة، وقالوا: هذا عند العرب عظيم» ـ لإمكان أن يكونوا قالوا له ذلك ليرجع عن فعله، لكونهم لا يألفونه. فلما رأوه لم يرجع وثبت: سكنوا معه فيه، لما فى ذلك من تحصنهم، وبقاء الألفة بينهم وبينه، لما يخشونه من حصول ضرر بهم فى المفارقة فى افتراقهم عنه. والله أعلم.

ص: 181

وبتقدير أن لا تكون كنانة انتقلت مع قصى إلى الحرم: فهم على منازلهم التى كانوا ينزلونها مع قريش، قبل أن تنتقل قريش عنهم إلى الحرم. ولم يرد خبر بخروج كنانة عن منازلهم ببادية مكة. والله أعلم.

ومن ذلك: قول ابن إسحاق فى سيرته ـ تهذيب ابن هشام ـ فى خبر الأصنام: «وكانت لقريش، وبنى كنانة: العزى بنخلة» . انتهى.

ووجه الدلالة من هذا: أن إضافة «العزى» لقريش وكنانة: تقتضى أن لهم بها اختصاصا. وذلك ـ والله أعلم ـ لكونها بنخلة، وهى من بادية مكة التى ينزلون فيها.

ولا يقال: إضافة «العزى» لقريش وكنانة: لأجل أنهم أول من وضعها، ولا لأجل أنهم انفردوا بعبادتها وتعظيمها، ولا لأجل أنهم حجابها.

أما الأول: فلأن عمر بن لحىّ: هو الذى اتخذ العزى.

وأما الثانى: فلأن جميع مضر كانوا يعظمون العزى.

وأما الثالث: فلأن حجابها بنو شيبان من سليم.

وقد روينا عن ابن إسحاق ما يدل لذلك فى تاريخ الأزرقى، ولفظه: حدثنى جدى، قال: حدثنا سعيد بن سليم عن عثمان بن ساج، قال: أخبرنا ابن إسحاق «أن عمرو بن لحى اتخذ العزى بنخلة. وكانوا إذا فرغوا من حجهم وطوافهم بالكعبة: لم يحلوا حتى يأتوا العزى، فيطوفوا بها، ويحلون عندها، ويعتكفون عندها يوما وليلة. وكانت لخزاعة، وكانت قريش وبنو كنانة كلها تعظم العزى مع خزاعة، وجميع مضر. وكان سدنتها ـ الذين يحجبونها ـ بنى شيبان من بنى سليم، حلفاء بنى هاشم» . انتهى.

وإذا لم يكن إضافة «العزى» لقريش وكنانة لأجل هذه الأمور الثلاثة: صح ما ذكرناه، من أن إضافتها لهم باعتبار كونها فى دارهم. والله أعلم.

ولا يعارض ذلك قوله فى هذا الخبر «وكانت لخزاعة» لأن إضافتها لخزاعة لكونها فى دارهم، فإن خزاعة تشارك قريشا فى الدار. على ما سيأتى بيانه إن شاء الله.

ومن ذلك: قوله فى خبر قصى ـ الذى سبق ذكره قريبا من كتاب الفاكهى ـ: «فأصبح بهم فى الحرم حول البيت، فمشت إليه أشراف كنانة، وقالوا: إن هذا عند العرب عظيم» . انتهى.

ووجه الدلالة فى هذا: أنه يقتضى أن أشراف كنانة مشوا إلى قصى بإثر إصباحه بقومه فى الحرم. وذلك يدل على قرب كنانة من الحرم. والله أعلم.

ص: 182

ومن أرض كنانة ببادية مكة «مجنة» التى عناها بلال رضى الله عنه بقوله:

وهل أردن يوما مياه مجنة

وهل يبدون لى شامة وطفيل

لأن الأزرقى: قال ـ فى تفسير هذا الموضع، فى الترجمة التى ترجم عليها بقوله:«حج الجاهلية، وإنساء الشهور، ومواسمهم، وما جاء فى ذلك» ـ ومجنة: سوق بأسفل مكة، على بريد منها، وهى سوق لكنانة، وأرضها من أرض كنانة، وهى التى يقول فيها بلال رضى الله عنه:

ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة

بفخ وحولى إذخر وجليل

وهل أردن يوما مياه مجنة

وهل يبدون لى شامة وطفيل

و«شامة» و «طفيل» جبلان مشرفان على «مجنة» . انتهى.

ومن الأخبار الدالة على مشاركة خزاعة لقريش فى سكنى مكة وباديتها: ما ذكره الأزرقى؛ لأنه روى عن جده عن سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج، عن ابن جريج، وعن أبى إسحاق ـ يزيد أحدهما على الآخر ـ فذكر خبرا طويلا فى ولاية قصى بن كلاب البيت الحرام وأمر مكة، بعد خزاعة.

وفيه «أن يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة: حكم لقصى بحجابة الكعبة، وولاية أمر مكة، دون خزاعة، لما جعل له جليل، وأن يخلى بينه وبين ذلك، وأن لا يخرج خزاعة من مساكنها من مكة» وفيه «وخزاعة مقيمة بمكة على رباعهم وسكناهم، لم يحركوا، ولم يخرجوا منها، فلم يزالوا على ذلك حتى الآن» . انتهى.

وأما سكنى خزاعة بمكة ـ قبل ولاية قصى ـ: فلا يحتاج إلى استدلال، لشهرته.

ومن منازل: خزاعة ببادية مكة «الوتير» ماء لهم بأسفل مكة؛ لأن فى خبر فتح مكة ـ الذى ذكره ابن إسحاق فى سيرته، تهذيب ابن هشام ـ «ثم إن بنى بكر بن عبد مناة بن كنانة: عدت على خزاعة، وهم على ماء لهم بأسفل مكة يقال له: الوتير». انتهى.

وهذا الموضع معروف الآن، ويقال له:«الوتيرين» وهو بناحية ملكان، والله أعلم.

وفيما أشرنا إليه ـ من الأخبار الدالة على اشتراك قريش وكنانة وخزاعة فى الدار ـ: كفاية.

وذكر الإمام أبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكى ـ عالم مكة، وبلاد الحجاز ـ ما يقتضى: أن خزاعة وكنانة من أهل مكة، ولم يقل ذلك إلا عن يقين من

ص: 183

العلم. وكان من أوعية العلم، على ما قال أحمد بن حنبل. وإذا كان ذلك كذلك اتجه ذكر خزاعة وكنانة فى أهل مكة، كما اتجه ذكر قريش فيهم.

وهذا ـ الذى ذكره ابن جريج ـ نقله عنه الأزرقى فى الترجمة التى ترجم عليها بقوله: «ما جاء فى الكعبة، ومتى كانوا يفتحونها» لأنه نقل عن ابن جريج خبرا طويلا فى خبر الحمس. قال فيه «والحمس: أهل مكة: قريش، وكنانة، وخزاعة، ومن دان بدينهم ممن ولدوا، ومن حلفائهم. وإن كان من ساكنى الحل» . انتهى.

ووجه دلالة ذلك على ما ذكرناه ـ من أن خزاعة وكنانة من أهل مكة ـ: أن كلام ابن جريج يقتضى: أن الحمس من أهل مكة وغيرهم. وفسر «الحمس» من أهل مكة بقوله: «قريش، وكنانة، وخزاعة» وفسر «الحمس» من غير أهل مكة بقوله: «ومن دان بدينهم ـ إلى آخره» وهذا الذى ذكره ابن جريج ـ من أن خزاعة وكنانة من أهل مكة ـ صحيح، يدل لذلك: ما ذكرناه من مشاركتهم لقريش فى دارهم. والله أعلم.

ونشير: إلى الكتب التى نظرتها لأجل هذا الكتاب. فمن ذلك: كتاب «السيرة» لمحمد بن إسحاق. «تهذيب ابن هشام» . وروايته عن زياد البكائى عنه.

أخبرنى به: البدر محمد بن محمد بن قوام البالسى، وأم أحمد فاطمة بنت القاضى عز الدين محمد أحمد بن المنجا التنوخى ـ قراءة عليهما، وأنا أسمع ـ بدمشق فى الرحلة الثانية.

قال الأول: أخبرنا به الملك أسد الدين عبد القادر بن عبد العزيز بن الملك المعظم عيسى بن العادل أبى بكر بن أيوب، سماعا لجميعه.

وقالت المرأة: أخبرنا به محمد بن أحمد بن أبى الهيجاء، المعروف بابن الزراد قالا: أخبرنا به محمد بن إسماعيل المقدسى خطيب مردان، قال: أخبرنا به صنيعة الملك هبة الله ابن يحيى بن على بن حيدرة سماعا، قال: أخبرنا به أبو محمد عبد الله بن رفاعة السعدى الفرضى.

وأخبرتنى به ـ أعلى من هذا ـ أم أحمد بنت المنجا المذكورة ـ سماعا ـ عن القاضى تقى الدين سليمان بن حمزة، ويحيى بن محمد بن سعد، وأبى القاسم بن عساكر ـ وتفردت عن القاضى ـ قالوا: أنبأنا به أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح المخزومى ـ إجازة ـ عن ابن رفاعة ـ إجازة ـ قال: أخبرنا به القاضى أبو الحسن على بن الحسن الخلعى، قال: أخبرنا به أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس البزاز، قال: أخبرنا به

ص: 184

أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد بن زنجويه البغدادى، قال: حدثنا به أبو سعيد عبد الرحيم بن عبد الله بن البرقى، قال: حدثنا به أبو محمد عبد الملك بن هشام النحوى، قال: حدثنا به زياد بن عبد الله البكائى، عن محمد بن إسحاق ـ فذكره.

ومن ذلك: شرح هذا الكتاب، المسمى «بالروض الأنف» لأبى القاسم عبد الرحمن ابن عبد الله بن أحمد، المعروف بالسهيلى.

أخبرنى به: الإمامان ـ أبو أحمد إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم، وأبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد ـ المصريان، عن يونس بن إبراهيم العسقلانى، عن عبد المنعم بن رضوان، المعروف بابن مناد، عن مؤلفه ـ فذكره.

ومن ذلك: كتاب «النسب» للزبير بن بكار قاضى مكة. أنبأنى به أبو بكر محمد بن عبد الله الحافظ وغيره عن الحافظ أبى الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزى ـ إجازة، إن لم يكن سماعا ـ قال: أخبرتنا به زينب بنت مكى، قالت: أخبرنا به عمر بن محمد ابن طبرزد البغدادى، قال: أخبرنا به على بن طراد الزينبى عن أبى جعفر بن المسلمة، قال: أخبرنا به أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: أخبرنا به أحمد بن سليمان ابن موسى، قال: أخبرنا به مؤلفه الزبير بن بكار ـ فذكره.

ومن ذلك: «أخبار مكة» لأبى عبد الله محمد بن إسحاق بن العباس المكى، المعروف بالفاكهى، وما أكثر فوائده. أخبرنى به جمع من الشيوخ، منهم: الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد التنوخى ـ إذنا مشافهة ـ عن أبى العباس أحمد بن أبى طالب الصالحى أنبأنا أبو الفضل جعفر بن على الهمدانى عن أبى محمد عبد الله بن عبد الرحمن العثمانى، أنبأنا عبد الله بن محمد بن محمد الباهلى، عن الحافظ أبى على الحسين بن محمد الجيانى أنبأنا به الحكم بن محمد الجذامى، عن أبى القاسم بن أبى غالب البزار، أبنأنا به أبو الحسن الأنصارى عن مؤلفه: الإمام أبى عبد الله محمد بن إسحاق بن العباس الفاكهى ـ فذكره.

ومن ذلك «أخبار مكة» لأبى الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقى المكى أخبرنى به: أبو المعالى الصوفى ـ بقراءتى عليه ـ عن يحيى بن المصرى عن ابن الجميزى وابن رواح، عن الحافظ السلفى، قال: أخبرنا به ابن الطيورى، قال: أخبرنا به العشارى، قال: أخبرنا به ابن أبى موسى الهاشمى، قال: أخبرنا به إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمى، قال: أخبرنا به مؤلفه الأزرقى ـ فذكره.

ومن ذلك: كتاب «الاستيعاب فى معرفة الأصحاب» لأبى عمر يوسف بن عبد البر

ص: 185

النمرى. أخبرنى به أبو العباس أحمد بن على بن محمد بن عبد الحق الحنفى ـ قراءة عليه، وأنا أسمع ـ من أول الكتاب إلى قوله: من اسمه عمر. وإجازة لباقيه. قال: أخبرنا به الإمام أبو عبد الله محمد بن جابر الودياشى أنبأنى ـ سماعا فى الثالثة، وإجازة منه ـ قال: أخبرنا به القاضى أبو العباس أحمد بن محمد بن حسن بن الغماز ـ سماعا لجميعه، خلا من أوله إلى قوله: حرف الحاء، فإجازة ـ قال: أخبرنا به الحافظ أبو الربيع سليمان ابن موسى الكلاعى، قال: أخبرنا به الفقيه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جهور القيسى ـ وأنا أسمع ـ عن أبى على الحسين بن محمد بن أحمد الغسانى: قال: قرأته على مؤلفه.

قال الحافظ أبو الربيع: وأجازنيه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون عن أبى عمران موسى بن أبى تليد عن مؤلفه.

ومن ذلك: كتاب «تهذيب الكمال» للحافظ المعتمد أبى الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزى. أنبأنى به: الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الله بن أحمد الصالحى فى أذنة، قال: أخبرنا به مؤلفه الحافظ المزى ـ فذكره.

ومن ذلك: «مختصره» لصاحبنا الحافظ الناقد أبى الفضل أحمد بن على بن حجر الشافعى. تغمده الله تعالى برحمته. وقد أحسن فى اختصاره، وزاد فيه فوائد كثيرة. ولم أقف إلا على بعضه.

ومن ذلك: كتاب «الميزان» للحافظ الذهبى، و «مختصر تاريخ دمشق» له، و «مختصر تهذيب الكمال» له، و «طبقات الحفاظ» له، و «وطبقات القراء» له، و «تاريخ الإسلام» له، و «العبر» له، و «معجمه» و «ذيل سير النبلاء» له. وغير ذلك من تآليفه. أخبرنى بذلك عنه: جماعة من شيوخى.

ومن ذلك: «تهذيب الأسماء واللغات» للنووى. أخبرنى به: إبراهيم بن أحمد البعلى عن على بن إبراهيم بن العطار عن النووى.

ومن ذلك: أكثر «تاريخ بغداد» للخطيب. أخبرنى به: أحمد بن عمر البغدادى سماعا ـ من أوله إلى ترجمة ابن أبى ذئب، وإجازة لباقيه ـ عن الحافظ أبى الحجاج المزى ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال: أخبرنا به يوسف بن يعقوب بن المجاور، قال: أخبرنا به أبو اليمن زيد بن الحسن الكندى، قال: أخبرنا به أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز ـ سماعا، سوى الجزء السادس والثلاثين، فأخبرنا به محمد بن أحمد بن صرماء ـ قال: أخبرنا به مؤلفه. قال القزاز: سماعا. وقال ابن صرما: إجازة.

ص: 186

ومن ذلك: أكثر «ذيل تاريخ بغداد» لأبى سعد بن السمعانى. وفى كتاب «الأنساب» له، و «معجمه» .

أخبرنى بذلك: أبو هريرة عبد الرحمن بن الحافظ الذهبى ـ إذنا ـ عن القاضى تقى الدين سليمان بن حمزة المقدسى عن عيسى بن عبد العزيز اللخمى الحافظ عن أبى سعد السمعانى.

ومن ذلك: «ذيل تاريخ بغداد» للحافظ أبى عبد الله محمد بن سعيد بن الدبيثى. أخبرنى به: أبو هريرة بن الذهبى ـ إذنا ـ عن القاضى تقى الدين سليمان بن حمزة عن ابن الدبيثى.

ومن ذلك: «ذيل تاريخ بغداد» لأبى الحسن محمد بن أحمد بن عمر القطيعى.

ومن ذلك: أكثر «ذيل تاريخ بغداد» للحافظ محب الدين محمد بن محمود بن النجار. أنبأنى بهما: إبراهيم بن محمد الصوفى وآخرون عن أبى العباس أحمد بن أبى طالب الصالحى، عن القطيعى وابن النجار.

ومن ذلك: «ذيل تاريخ بغداد» للحافظ تقى الدين بن رافع، و «معجمه» و «وفياته».أخبرنى بذلك عنه: جماعة من شيوخنا، منهم: الحافظ صدر الدين أبو الربيع سليمان ابن يوسف المقدسى.

ومن ذلك: «تاريخ إربل» . أنبأنى به: أبو هريرة عبد الرحمن بن الذهبى عن أبى نصر محمد بن محمد الشيرازى عن مؤلفه ابن المستوفى.

ومن ذلك: أكثر «تاريخ مصر» للحافظ قطب الدين الحلبى. أنبأنى به: أبو العباس أحمد بن حسن الشاهد عنه، إجازة إن لم يكن سماعا.

ومن ذلك: بعض «تاريخ دمشق» لأبى القاسم بن عساكر. أنبأنى به: أبو هريرة بن الذهبى عن أبى نصر بن الشيرازى، عن جده القاضى أبى نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازى، عن أبى القاسم بن عساكر مؤلفه.

ومن ذلك: «الكامل» لابن الأثير. و «اللباب» له فى الأنساب، و «أسد الغابة» له.

أخبرنى بذلك: أبو هريرة بن الذهبى، وآخرون ـ إذنا ـ عن أبى نصر بن الشيرازى، عن العلامة عز الدين أبى الحسن على بن محمد المعروف بابن الأثير المؤلف.

ومن ذلك: كتاب «مرآة الزمان» لأبى المظفر يوسف بن قزغلى، سبط الحافظ أبى الفرج بن الجوزى.

ص: 187

أنبأنى به: محمد بن أبى هريرة بن الذهبى، وآخرون، عن أبى بكر بن محمد بن أحمد السلمى، عن أبى المظفر المؤلف ـ فذكره.

ومن ذلك: «ذيل مرآة الزمان» للإمام قطب الدين موسى بن محمد بن أحمد اليونينى. أنبأنى به: الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البعلى، وآخرون، إذنا عنه إجازة.

ومن ذلك: «الروضتين فى أخبار الدولتين، النورية والصلاحية» وذيلهما لأبى شامة. أخبرنى به المشايخ: محمد بن محمد بن عبد الله، وإبراهيم بن أبى بكر بن عمر، ومحمد بن محمد بن داود الصالحيون ـ إذنا ـ عن الحافظ شرف الدين أبى محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطى. أنبأنا به: مؤلفه العلامة شهاب الدين أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل ابن إبراهيم بن عثمان المقدسى الدمشقى ـ فذكره.

ومن ذلك: «ذيل المنتظم» . أنبأنى به: جمع عن المحدث أبى الثناء محمود بن خليفة المنبجى. أنبأنا به مؤلفه الإمام عز الدين أبو بكر محفوظ بن معتوق بن البزورى ـ فذكره.

ومن ذلك: «تاريخ ابن خلكان القاضى» . أخبرنى به: الكمال أحمد بن على بن محمد بن عبد الحق الدمشقى الحنفى، عن الحافظين: جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن القضاعى، وعلم الدين القاسم بن محمد الإشبيلى، قالا: أنبأنا به مؤلفه القاضى شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبى بكر بن خلكان الإربلى ـ فذكره.

ومن ذلك: تاريخ البرزالى، المسمى «بالمكتفى» الذى ذيل به على تاريخ أبى شامة ومعجمه، وغير ذلك من تعاليقه المفيدة.

أخبرنى بذلك: جماعة من شيوخنا، منهم: أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد الصالحى. عنه إجازة.

ومن ذلك: «تاريخ الشيخ شمس الدين محمد بن إبراهيم، المعروف بابن الجزرى» أخبرنى به عنه.

ومن ذلك: «أعوان النصر وأعيان العصر» للإمام صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدى.

ومن ذلك: أكثر «تاريخ الصلاح» محمد بن شاكر الكتبى.

ومن ذلك: «تاريخ الشيخ عماد الدين بن كثير» . أخبرنى به عنه غير واحد من شيوخى.

ص: 188

ومن ذلك: كثير من تاريخ الأمير بيبرس الدوادار الناصرى.

ومن ذلك: كثير من تاريخ الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويرى.

ومن ذلك: مختصر تاريخ هذا النويرى.

ومن ذلك: تاريخ الملك المؤيد صاحب حماة.

ومن ذلك: «معجم السفر» للسلفى. أنبأنى به: أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد التنوخى، عن أبى الحسن على بن يحيى الشاطبى، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن على بن عبد الوهاب بن خطيب القرافة ـ سماعا ـ عن مؤلفه الحافظ أبى طاهر أحمد بن محمد ابن أحمد السلفى ـ فذكره.

ومن ذلك: «معجم الحافظ عز الدين بن الحاجب الأمينى» . أنبأنى به: على بن محمد الخطيب عن القاضى تقى الدين سليمان بن حمزة عنه.

ومن ذلك: «معجم الحافظ زكى الدين المنذرى» و «التكملة» له. أنبأنى بذلك عبد الرحمن بن أحمد الشافعى وغيره عن على بن عمر الصوفى، ويوسف بن عمر الختنى إذنا عنه.

ومن ذلك: «معجم الحافظ ابن مسدى» . أنبأنى به: أحمد بن محمد الطبرى عن الإمام أبى إسحاق إبراهيم بن محمد الشافعى عن ابن مسدى.

ومن ذلك: «معجم الإمام علاء الدين على بن إبراهيم بن داود بن العطار» . تخريج الذهبى له. أنبأنى به عنه جماعة من شيوخنا.

ومن ذلك: «مشيخة الحافظ رشيد الدين» أبى الحسين يحيى بن على القرشى المعروف بابن العطار.

أنبأنى بها: شيخنا أبو الفضل الحافظ وغيره، عن أبى شاهد الجيش وغيره عن الرشيد العطار ـ فذكرها.

ومن ذلك: «وفيات شيخنا الحافظ العراقى» التى ذيل بها على «العبر» للذهبى. أنبأنا بها إجازة.

ومن ذلك: «تاريخ الحافظ شيخنا أبى زرعة» أحمد بن شيخنا الحافظ العراقى أنبأنى به إجازة. وهو فى معنى «الذيل» على وفيات أبيه. وأوله سنة اثنتين وستين وسبعمائة، وآخر ما رأيته منه: سنة ثلاث وتسعين. وكتب سنين بعد ذلك لم أقف على كلها.

ص: 189

ومن ذلك: أكثر «وفيات» شيخنا مفتى الشام شهاب الدين أحمد بن حجى بن الحسبانى. أنبأنى بها إجازة.

ومن ذلك: «وفيات» الشيخ محيى الدين عبد القادر الحنفى، و «طبقات الحنفية» له.

ومن ذلك: «طبقات الحنفية» لشيخنا القاضى مجد الدين الشيرازى. أنبأنى بها إجازة.

ومن ذلك: «وفيات ابن قانع» و «وفيات ابن زبر» و «وفيان الأكفانى» و «وفيات ابن المفضل المقدسى» و «وفيات الشريف أبى القاسم الحسينى» التى ذيل بها على «وفيات» شيخه الحافظ زكى الدين المنذرى المسماة «بالتكملة» التى ذيل بها المنذرى على «وفيات» شيخه الحافظ ابن المفضل و «وفيات ابن أيبك الدمياطى» ووفيات أخر.

ومن ذلك: «تاريخ شيخنا العدل ناصر الدين بن الفرات» فى مجلدات كثيرة. وتاريخ «الصارم إبراهيم المعروف» بابن دقماق.

وغير ذلك كثيرا من كتب التاريخ وغيرها. ومنه «رحلة ابن جبير» .

* * *

ولنذكر من كتابنا «شفاء الغرام» ما أشرنا إلى أن نذكره هنا، فنقول:

الحمد لله الذى جعل لمكة فى الفضل مزايا، وخصها ببيته الذى هو قبلة للبرايا، وبحجه الذنب مغفور، وبالطواف به تكثر الأجور. أحمده على ما منّ به من النزول فى حماه، وأسأله دوام ذلك مدة المحياة.

وأشهد أن لا إله إلا الله الذى منح شارب ماء زمزم نبيل المنى، وأشهد أن نبينا محمدا، أفضل من حج ورمى الجمار بمنى، صلى الله وسلم عليه ما وقف واقف بعرفات والمشعر، ورضى الله عن آله وأصحابه ما سعى ساع بين الصفا والمروة، وبين الميلين الأخضرين أحضر.

أما بعد: فهذا ما وعدت بذكره فى كتابى «العقد الثمين، فى تاريخ البلد الأمين» من أخبار مكة المشرفة، وحكم بيع دورها، وإجارتها، وأسمائها، وحرمها، وحدوده، وشيء مما يختص بذلك من المسائل، وفضل الحرم ومكة، والصلاة فيها على غيرها، وغير ذلك من فضلها، وحكم المجاورة بها، وفضل الموت فيها، وفضل أهلها. وفضل جدة، والطائف، وغير ذلك من خبرهما. وأخبار الكعبة المعظمة وفضلها. وفضل الحجر الأسود، والركن اليمانى، وفضل الأعمال المتعلقة بالكعبة، وخبر الحجر الأسود،

ص: 190

والحجر ـ بسكون الجيم ـ ومقام الخليل عليه السلام، والأماكن التى صلى النبى صلى الله عليه وسلم فيها حول الكعبة، والأماكن التى يستجاب الدعاء فيها بمكة، وحرمها. وخبر المسجد الحرام وزمزم، وسقاية العباس رضى الله عنه، والأماكن المباركة بمكة وحرمها، والأماكن التى تتعلق بها المناسك، وما علمته من المآثر بمكة، وحرمها.

وأخبار جاهلية وإسلامية، لها تعلق بالحجاج، وغير ذلك. وما علمته من ولاة مكة فى الإسلام على سبيل الإجمال. وهذا الأمر لم أر من عنى بجمعه قبلى.

وجميع ذلك ملخص من تأليفى «شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام» وجعلته أربعين بابا كأصله، وسميته «الزهور المقتطفة من تاريخ مكة المشرفة» .

* * *

ص: 191