المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب السابع والثلاثونفى ذكر ولاة مكة المشرفة فى الإسلام - العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين - جـ ١

[التقي الفاسي]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة المحقق]

- ‌نسخ الكتاب:

- ‌فصل فيه بعض مقتطفات مما جاء ب «أخبار مكة» وملحقاته

- ‌ذكر الأبار التى بمكة قبل زمزم

- ‌‌‌بئركر آدم:

- ‌بئر

- ‌بئر رم:

- ‌بئر خم:

- ‌بئر العجول:

- ‌بئر بذر:

- ‌بئر سجلة:

- ‌بئر الطوى:

- ‌بئر الجفر:

- ‌بئر أم جعلان:

- ‌بئر العلوى:

- ‌بئر شفية:

- ‌بئر السنبلة:

- ‌بئر أم حردان:

- ‌بئر رمرم:

- ‌بئر الغمر:

- ‌بئر السيرة:

- ‌بئر الروا:

- ‌بئر الجفر:

- ‌بئر ميمون:

- ‌بئر أم احراد:

- ‌بئر السقيا:

- ‌بئر الثريا:

- ‌بئر النقع:

- ‌باب الآبار التى حفرت بعد زمزم فى الجاهلية

- ‌بنو الأسود:

- ‌ركايا قدامة:

- ‌بئر حويطب:

- ‌بئر خالصة:

- ‌بئر زهير:

- ‌ذكر الآبار الإسلامية

- ‌بئر الياقوتة:

- ‌بئر عمرو:

- ‌بئر الشركاء:

- ‌بئر عكرمة:

- ‌بئر الصلا:

- ‌بئر الطلوب:

- ‌بئر أبى موسى:

- ‌بئر شوذب:

- ‌بئر البرود:

- ‌بئر بكار:

- ‌بئر وردان:

- ‌بئر الصلاصل:

- ‌بئر السقيا:

- ‌ما جاء فى العيون التى أجريت فى الحرم

- ‌حايط الحمام:

- ‌حايط عوف:

- ‌حايط الصفى:

- ‌حايط مورس:

- ‌حايط خرمان:

- ‌حايط مقيصرة:

- ‌حايط حراء:

- ‌حايط ابن طارق:

- ‌حايط فخ:

- ‌حايط بلدح:

- ‌حايط ابن العاص:

- ‌حايط سفيان:

- ‌ما ذكر من أمر الرباع: رباع قريش وحلفائها

- ‌أولها: رباع بنى عبد المطلب بن هاشم

- ‌رباع حلفاء بنى هاشم

- ‌رباع بنى عبد المطلب بن عبد مناف

- ‌رباع حلفائهم

- ‌رباع بنى عبد شمس بن عبد مناف

- ‌رباع آل سعيد بن العاص بن أمية

- ‌ربع آل أبى العاص بن أمية

- ‌ربع آل أسيد بن أبى العيص

- ‌ربع آل ربيعة بن عبد شمس

- ‌ولآل عدى بن ربيعة بن عبد شمس

- ‌ربع آل عقبة بن أبى معيط

- ‌ ربع كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس

- ‌ولولد أمية بن عبد شمس الأصغر

- ‌رباع حلفاء بنى عبد شمس

- ‌ربع آل الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبى شمرالغسانى حليف المغيرة بن أبى العاص بن أمية

- ‌ربع أبى الأعور

- ‌ربع آل داود بن الحضرمى، واسم الحضرمى عبد الله بنعمار حليف عتبة بن ربيعة

- ‌رباع بنى نوفل بن عبد مناف

- ‌رباع حلفاء بنى نوفل بن عبد مناف

- ‌رباع بنى الحارث بن فهر

- ‌رباع بن أسد بنى عبد العزى

- ‌رباع بنى عبد الدار بن قصى

- ‌رباع حلفاء بن عبد الدار بن قصى

- ‌رباع بنى زهرة

- ‌رباع حلفاء بنى زهرة

- ‌ربع آل قارظ القاريين

- ‌ربع آل أنمار القاريين

- ‌ربع آل الأخنس بن شريق

- ‌ربع آل عدى بن أبى الحمراء الثقفى

- ‌ربع بنى تيم

- ‌رباع بنى مخزوم وحلفائهم

- ‌رباع بنى بنى عايذ من بنى مخزوم

- ‌رباع بنى عدى بن كعب

- ‌ربع بنى جمح

- ‌رباع بنى سهم

- ‌رباع حلفاء بنى سهم

- ‌رباع بنى عامر بن لوى

- ‌ذكر حد المعلاة وما يليها من ذلك

- ‌حد المسفلة

- ‌ذكر أخشبى مكة

- ‌ذكر شق مكة اليمانى وما فيه

- ‌فاضح:

- ‌الخندمة:

- ‌الأبيض:

- ‌المستنذر:

- ‌جبل مرازم:

- ‌قرن مسقلة:

- ‌جبل نبهان:

- ‌جبل زيقيا:

- ‌جبل الأعرج:

- ‌المطابخ:

- ‌ثنية أبى مرحب:

- ‌شعب أبى دب:

- ‌الحجون:

- ‌شعب الصفى:

- ‌ شعب الخوز

- ‌شعب عثمان:

- ‌ العيرة

- ‌خطم الحجون:

- ‌ذباب:

- ‌المفجر:

- ‌شعب حوا:

- ‌واسط:

- ‌الرباب:

- ‌ذو الآراكة:

- ‌شعب الرخم:

- ‌1 ـ ثبير غيناء:

- ‌2 ـ ثبير:

- ‌3 ـ ثبير النخيل:

- ‌ثبير النصع:

- ‌ثبير الأعرج:

- ‌الثقبة:

- ‌السرر:

- ‌السداد:

- ‌ سدرة خالد

- ‌فخ:

- ‌الغميم:

- ‌ المقطع

- ‌السداد:

- ‌ثنية الخل:

- ‌السقيا:

- ‌الستار:

- ‌ذكر شق معلاة مكة الشامى وما فيهمما يعرف اسمه من المواضع والجبال والشعاب مما أحاط به الحرم

- ‌شعب قعيقعان:

- ‌جبل شيبة:

- ‌ جبل الديلمى

- ‌الجبل الأبيض:

- ‌الحافض:

- ‌جبل تفاجة:

- ‌الجبل الحبشى:

- ‌آلات يحاميم:

- ‌ ثنية المقبرة

- ‌شعب المقبرة:

- ‌شعب آل قنفد:

- ‌غراب:

- ‌سقر:

- ‌شعب آل الأخنس:

- ‌جبل حراء:

- ‌القاعد:

- ‌أظلم:

- ‌ضنك:

- ‌مكة السدر:

- ‌شعب بنى عبد الله:

- ‌الحضرمتين:

- ‌القمعة:

- ‌القنينة:

- ‌ثنية أذاخر:

- ‌النقوى:

- ‌المستوفرة:

- ‌ذكر شق مسفلة مكة اليمانى وما فيهمما يعرف اسمه من المواضع والجبال والشعاب مما أحاط به الحرم

- ‌أجياد الصغير:

- ‌رأس الإنسان:

- ‌أنصاب الأسد:

- ‌شعب الخاتم:

- ‌جبل نفيع:

- ‌جبل خليفة:

- ‌ غراب

- ‌النبعة:

- ‌الميثب:

- ‌جبل عمر:

- ‌عدافة:

- ‌المقنعة:

- ‌اللاحجة:

- ‌القدفدة:

- ‌ذو مراخ:

- ‌السلفان اليمانى والشامى:

- ‌الضحاضح:

- ‌ذو السدير:

- ‌ذات السليم:

- ‌بشائم:

- ‌أضاة النبط:

- ‌ثنية أم قردان:

- ‌يرمرم:

- ‌ذات اللجب:

- ‌ذات أرحاء:

- ‌النسوة:

- ‌ القفيلة

- ‌ ثور

- ‌شعب البانة:

- ‌ذكر شق مسفلة مكة الشامى وما فيهمما يعرف اسمه من المواضع والجبال والشعاب مما أحاط به الحرب

- ‌الحزورة:

- ‌الحثمة:

- ‌زقاق النار:

- ‌بيت الأزلام:

- ‌جبل زرزر:

- ‌جبل النار:

- ‌جبل أبى يزيد:

- ‌جبل عمر:

- ‌جبل الأذاخر:

- ‌الحزنة:

- ‌شعب أرنى:

- ‌ثنية كداء:

- ‌الأبيض:

- ‌قرن أبى الأشعث:

- ‌بطن ذى طوى:

- ‌بطن مكة:

- ‌المقلع:

- ‌فخ:

- ‌ الثنية البيضاء

- ‌ الممدرة

- ‌المغش:

- ‌خزرورع:

- ‌أستار:

- ‌مقبرة النصارى:

- ‌جبل البرود:

- ‌الحصحاص:

- ‌المدور:

- ‌مسلم:

- ‌ثنية أم الحارث:

- ‌متن ابن عليا:

- ‌جبل أبى لقيط:

- ‌ثنية أذاخر:

- ‌شعب أشرس:

- ‌غراب:

- ‌شعب المطلب:

- ‌ذات الجليلين:

- ‌شعب زريق:

- ‌كتد:

- ‌جبل المغش:

- ‌ذو الأبرق:

- ‌الشيق:

- ‌أنصاب الحرم:

- ‌العقلة:

- ‌الأرنبة:

- ‌ذات الحنظل:

- ‌العبلاء:

- ‌الثنية البيضاء:

- ‌شعب اللبن:

- ‌ملحة العراب:

- ‌ملحة الحروب:

- ‌العشيرة:

- ‌قبر العبد:

- ‌التخابر:

- ‌كبش:

- ‌رحا:

- ‌البغيبغة:

- ‌سيول مكة المكرمة

- ‌1 ـ ذكر الطبرى

- ‌2 ـ سيل المخيل:

- ‌3 ـ سيل أبى شاكر:

- ‌4 ـ وقال أيضا:

- ‌5 ـ سيل عام

- ‌6 ـ سيل عام

- ‌7 ـ سيل عام

- ‌8 ـ سيل عام

- ‌9 ـ سيل عام

- ‌10 ـ سيل عام

- ‌11 ـ سيل عام

- ‌12 ـ سيل عام

- ‌13 ـ سيل عام

- ‌14 ـ سيل عام

- ‌15 ـ سيل عام

- ‌16 ـ سيل عام

- ‌17 ـ سيل عام

- ‌18 ـ سيل عام

- ‌19 ـ سيل عام

- ‌20 ـ سيل سنة

- ‌21 ـ سيل عام

- ‌22 ـ سيل عام

- ‌23 ـ سيل عام

- ‌24 ـ سيل عام

- ‌25 ـ سيل عام

- ‌26 ـ سيل عام

- ‌27 ـ سيل

- ‌28 ـ سيل عام

- ‌29 ـ سيل القناديل:

- ‌30 ـ سيل عام

- ‌31 ـ سيل عام

- ‌32 ـ سيل عام

- ‌33 ـ سيل عام

- ‌34 ـ سيل عام

- ‌35 ـ سيل عام

- ‌36 ـ سيل عام

- ‌37 ـ سيل عام

- ‌38 ـ سيل عام

- ‌39 ـ سيل عامة

- ‌40 ـ سيل عام

- ‌41 ـ سيل عام

- ‌42 ـ سيل عام

- ‌43 ـ سيل عام

- ‌44 ـ سيل عام

- ‌45 ـ سيل عام

- ‌46 ـ سيل عام

- ‌47 ـ سيل عام

- ‌48 ـ سيل عام

- ‌49 ـ سيل عام

- ‌50 ـ سيل عام

- ‌51 ـ سيل عام

- ‌52 ـ سيل عام

- ‌53 ـ سيل عام

- ‌54 ـ سيل عام

- ‌55 ـ سيل عام

- ‌56 ـ سيل عام

- ‌57 ـ سيل عام

- ‌58 ـ سيل عام

- ‌59 ـ سيل عام

- ‌60 ـ سيل عام

- ‌61 ـ سيل عام

- ‌62 ـ سيل عام

- ‌63 ـ سيل عام

- ‌64 ـ سيل أبو قرنين:

- ‌65 ـ سيل عام

- ‌66 ـ سيل عام

- ‌67 ـ سيل عام

- ‌68 ـ سيل عام

- ‌69 ـ سيل الخديوى:

- ‌70 ـ سيل عام

- ‌71 ـ سيل عام

- ‌72 ـ سيل عام

- ‌73 ـ سيل عام

- ‌74 ـ سيل عام

- ‌بناء الكعبة

- ‌ذكر من حج من الخلفاء والملوك إلى بيت الله الحرام

- ‌فصلفى حجة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌لطيفة

- ‌النداء بالحج سنة للمسلمين:

- ‌فصلفى ذكر من حج من الخلفاء فى مدة خلافتهأبو بكر الصديق (رضى الله عنه)

- ‌ عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه

- ‌عثمان بن عفان رضى الله عنه

- ‌معاوية بن أبى سفيان

- ‌عبد الله بن الزبير

- ‌عبد الملك بن مروان

- ‌الوليد بن عبد الملك بن مروان

- ‌سليمان بن عبد الله بن مروان

- ‌هشام بن عبد الملك بن مروان

- ‌ثم كانت دولة بنى العباس

- ‌أبو جعفر المنصور

- ‌المهدى أبو عبد الله محمد

- ‌هارون الرشيد

- ‌الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسنابن أبى بكر بن على القبّى بن الحسن الخليفة الراشد بالله

- ‌ذكر من حجّ من الملوكالملك الصليحى واسمه: على بن محمد بن على

- ‌وملك بعد ثم حجّ الملك العادل نور الدين محمود

- ‌الملك المعظم شمس الدين توارن شاه

- ‌الملك المعظم شرف الدين أبو الفتح عيسى بن الملك العادلسيف الدين أبى بكر محمد

- ‌الملك المسعود صلاح الدين أبو المظفر يوسف

- ‌الملك المنصور نور الدين عمر بن على بن رسول الكردى

- ‌الملك الناصر أبو شادى داود

- ‌الملك المظفر شمس الدين يوسف بن الملك المنصور نور الدينعمر بن على بن رسول

- ‌السلطان الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح بيبرسالبند قدارى الصالحى النجمى

- ‌السلطان الملك الناصر ناصر الدين أبو المعالى محمد بن الملك المنصورسيف الدين قلاوون الألفى الصالحى النجمى

- ‌منسا موسى ملك التّكرور

- ‌الملك المجاهد على بن الملك المؤيد داود بن الملك المظفريوسف بن الملك المنصور عمر بن على بن رسول صاحب اليمن

- ‌الملك الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون

- ‌مراجع التحقيق

- ‌[مقدمه المصنف]

- ‌الباب الأولفى ذكر‌‌ مكة المشرفة

- ‌ مكة المشرفة

- ‌ذرع مكة

- ‌ومن الجبال المحدقة بمكة:

- ‌ذكر حكم بيع دور مكة وإجارتها

- ‌الباب الثانىفى أسماء مكة المشرفة

- ‌لمكة المشرفة:

- ‌الباب الثالثفى ذكر‌‌ حرم مكة

- ‌ حرم مكة

- ‌وسبب تحريمه

- ‌وللحرم

- ‌الباب الرابعفى ذكر شيء من الأحاديث والآثار الدالة على حرمة «مكة» وحرمها، وشيء من الأحكام المختصة بذلك

- ‌ومما تمتاز به:

- ‌وحرم مكة

- ‌الباب الخامسفى الأحاديث الدالة على أن مكة المشرفة أفضل من غيرها من البلاد، وأن الصلاة فيها أفضل من غيرها، وغير ذلك من فضلها

- ‌الباب السادسفى المجاورة بمكة، والموت فيها، وشيء من فضل أهلها، وفضل جدة ساحل مكة، وشيء من خبرها، وفضل الطائف وشيء من خبره

- ‌وأما الموت بمكة:

- ‌وأما فضل أهل مكة:

- ‌وأما فضل جدة:

- ‌وأما فضل الطائف:

- ‌الباب السابعفى أخبار عمارة الكعبة المعظمة

- ‌الباب الثامنفى صفة الكعبة المعظمة، وذرعها، وشاذروانها، وحليتها، ومعاليقها، وكسوتها، وطيبها، وخدامها، وأسمائها، وهدم الحبشى لها، ووقت فتحها فى الجاهلية والإسلام. وبيان جهة المصلين إلى الكعبة من سائر الآفاق، ومعرفة أدلة القبلة بالآفاق ال

- ‌أما صفة الكعبة:

- ‌وأما أذرع الكعبة

- ‌وأما ذرع الكعبة (1) من خارجها:

- ‌وأما شاذروان الكعبة

- ‌وأما حلية الكعبة المعظمة:

- ‌وأما معاليق الكعبة

- ‌وأما كسوة الكعبة

- ‌وقد أحدث:

- ‌وممن كساها:

- ‌وأول من كساها:

- ‌وأما طيب الكعبة:

- ‌وأما خدام الكعبة:

- ‌وأما أسماء الكعبة:

- ‌ومن أسمائها:

- ‌وأما هدم الحبشى للكعبة:

- ‌وأما وقت فتح الكعبة فى الجاهلية:

- ‌وأما بيان جهة المصلين إلى الكعبة من سائر الآفاق

- ‌الباب التاسعفى بيان مصلى النبى صلى الله عليه وسلم فى الكعبة المعظمة، وقدر صلاته فيها ووقتها

- ‌أما موضع صلاته فى الكعبة:

- ‌وأما قدر صلاته هذه:

- ‌وأما من روى صلاة النبى صلى الله عليه وسلم فى الكعبة

- ‌وأما الذين نفوها:

- ‌وأما عدد دخوله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة بعد هجرته:

- ‌وأما أول وقت دخل فيه النبى صلى الله عليه وسلم الكعبة بعد هجرته:

- ‌الباب العاشرفى ثواب دخول الكعبة المعظمة، وفيما جاء من الأخبار الموهمة لعدم استحباب ذلك، وفيما يطلب فيها من الأمور التى صنعها فيها النبى صلى الله عليه وسلم، وذكر الصلاة فيها وآداب دخولها

- ‌وأما ثواب دخولها:

- ‌وأما حكم الصلاة فى الكعبة:

- ‌وأما آداب دخولها:

- ‌الباب الحادى عشرفى ذكر شيء من فضائل الكعبة، وفضائل ركنيها: الحجر الأسود واليمانى

- ‌فأما فضل الكعبة:

- ‌وأما الأحاديث:

- ‌وأما فضل الحجر الأسود:

- ‌ومن فضائله:

- ‌وأما الركن اليمانى:

- ‌الباب الثانى عشرفى فضائل الأعمال المتعلقة بالكعبة، كالطواف بها، والنظر إليها، والحج والعمرة، وغير ذلك

- ‌أما فضل الطواف من غير تقييد بزمن:

- ‌وأما ثواب النظر إلى الكعبة:

- ‌وأما ثواب الحج والعمرة:

- ‌الباب الثالث عشرفى الآيات المتعلقة بالكعبة المعظمة

- ‌أما قصة تبع

- ‌وأما أصحاب الفيل

- ‌الباب الرابع عشرفى ذكر شيء من أخبار الحجر الأسود

- ‌الباب الخامس عشرفى الملتزم، والمستجاب، والحطيم، وما جاء فى ذلك من استجابة الدعاء فى هذه المواضع، وغيرها من الأماكن بمكة المشرفة وحرمها

- ‌أما الملتزم:

- ‌وأما المستجاب:

- ‌وأما الحطيم:

- ‌وأما بقية المواضع التى يستجاب فيها الدعاء:

- ‌الباب السادس عشرفى ذكر شيء من أخبار المقام، مقام الخليل عليه السلام

- ‌هذا المقام:

- ‌الباب السابع عشرفى ذكر شيء من أخبار الحجر المكرم ـ حجر إسماعيل عليه السلام وفيه بيان المواضع التى صلى فيها النبى صلى الله عليه وسلم حول الكعبة

- ‌والحجر:

- ‌وروينا عنه:

- ‌وأما الحفرة المرخمة فى وجه الكعبة:

- ‌الباب الثامن عشرفى ذكر شيء من أخبار توسعة المسجد الحرام وعمارته وذرعه

- ‌الباب التاسع عشرفى عدد أساطين المسجد الحرام وصفتها، وعدد عقودها وشرفاته، وقناديله وأبوابه وأسمائها ومنايره، وفيما صنع لمصلحته، أو لنفع الناس فيه، وفيما فيه الآن من المقامات، وكيفية صلاة الأئمة بها وحكمها

- ‌ومقام الشافعى:

- ‌ومقام الحنفى:

- ‌ومقام المالكى:

- ‌ومقام الحنبلى:

- ‌الباب العشرونفى ذكر شيء من خبر زمزم وسقاية العباس رضى الله عنه

- ‌الباب الحادى والعشرونفى ذكر الأماكن المباركة التى ينبغى زيارتها الكائنة بمكة المشرفة، وحرمها وقربه

- ‌الباب الثانى والعشرونفى ذكر أماكن بمكة المشرفة وحرمها وقربه لها تعلق بالمناسك وهى ستة وعشرون موضعا، مرتبة على ترتيب حروف المعجم

- ‌الأول: باب بنى شيبة الذى يستحب للمحرم دخول المسجد الحرام منه

- ‌الثانى: التنعيم المذكور فى حد الحرم من جهة المدينة النبوية

- ‌الثالث: ثبير الذى إذا طلعت عليه الشمس

- ‌الرابع: الجعرانة

- ‌الخامس: الجمار المذكور فى صفة الحج

- ‌السادس: الحجون

- ‌السابع: الحديبية:

- ‌الثامن: ذو طوى

- ‌التاسع: الردم الذى ذكر بعض الشافعية:

- ‌العاشر: الصفا

- ‌الحادى عشر: طريق ضب

- ‌الثانى عشر: عرفة

- ‌الثالث عشر: عرنة

- ‌الرابع عشر: قزح

- ‌الخامس عشر: كداء

- ‌السادس عشر: كداء

- ‌السابع عشر: المأزمان

- ‌الثامن عشر: محسر

- ‌التاسع عشر: المحصب

- ‌العشرون: المروة

- ‌الحادى والعشرون: المزدلفة

- ‌الثانى والعشرون: المشعر الحرام

- ‌الثالث والعشرون: المطاف

- ‌الرابع والعشرون: منى

- ‌الخامس والعشرون: الميلان الأخضران

- ‌السادس والعشرون: نمرة

- ‌الباب الثالث والعشرونفيما بمكة من المدارس، والربط، والسقايات، والبرك المسبلة، والآبار، والعيون، والمطاهر، وغير ذلك من المآثر، وما فى حرمها من ذلك

- ‌أما المدارس الموقوفة:

- ‌وأما السقايات

- ‌وأما البرك المسبلة:

- ‌أما الآبار التى بمكة:

- ‌وأما العيون:

- ‌وأما المطاهر:

- ‌الباب الرابع والعشرونفى ذكر شيء من خبر بنى المحض بن جندل، ملوك مكة ونسبهم، وذكر شيء من أخبار العماليق ملوك مكة ونسبهم، وذكر ولاية طسم للبيت الحرام

- ‌أما بنو المحض:

- ‌وأما العماليق:

- ‌الباب الخامس والعشرونفى ذكر شيء من خبر جرهم ولاة مكة ونسبهم، وذكر من ملك مكة من جرهم، ومدة ملكهم لها وما وقع فى نسبهم من الخلاف، وفوائد تتعلق بذلك، وذكر من أخرج جرهما من مكة وكيفية خروجهم منها، وغير ذلك

- ‌أما نسبهم:

- ‌الباب السادس والعشرونفى ذكر شيء من خبر إسماعيل، وذكر ذبح إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام

- ‌الباب السابع والعشرونفى ذكر شيء من خبر هاجر أم إسماعيل عليه السلام، وذكر أسماء أولاد إسماعيل وفوائد تتعلق بهم وذكر شيء من خبر بنى إسماعيل، وذكر ولاية نابت بن إسماعيل للبيت الحرام

- ‌وأما خبر بناء إسماعيل عليه السلام

- ‌وأما ولاية نابت بن إسماعيل للبيت الحرام:

- ‌الباب الثامن والعشرونفى ذكر ولاية إياد بن نزار بن معد بن عدنان للكعبة، وشيء من خبره، وذكر ولاية بنى إياد بن نزار الكعبة، وشيء من خبرهم وخبر مضر، ومن ولى الكعبة من مضر قبل قريش

- ‌أما ولاية إياد:

- ‌الباب التاسع والعشرونفى ذكر من ولى الإجازة بالناس من عرفة ومزدلفة، ومنى، من العرب فى ولاية خزاعة وقريش على مكة

- ‌الباب الثلاثونفى ذكر من ولى إنساء الشهور من العرب بمكة، وذكر صفة الإنساء، وذكر الحمس والحلة، والطلس

- ‌الباب الحادى والثلاثونفى ذكر شيء من خبر خزاعة ولاة مكة فى الجاهلية ونسبهم، ومدة ولايتهم لمكة، أول ملوكهم بها، وغير ذلك من خبرهم، وشيء من خبر عمرو بن عامر ماء السماء الذى تنسب إليه خزاعة على ما قيل، وشيء من خبر بنيه وغير ذلك

- ‌الباب الثانى والثلاثونفى ذكر شيء من أخبار قريش بمكة فى الجاهلية، وشيء من فضلهم، وما وصفوا به، وبيان نسبهم وسبب تسميتهم بقريش وابتداء ولايتهم الكعبة وأمر مكة

- ‌الباب الثالث والثلاثونفى ذكر شيء من خبر بنى قصى بن كلاب، وتوليتهم لما كان بيده من الحجابة، والسقاية، والرفادة، والندوة، والقيادة، وتفسير ذلك

- ‌الباب الرابع والثلاثونفى ذكر شيء من خبر الفجار والأحابيش

- ‌الباب الخامس والثلاثونفى ذكر حلف الفضول، وخبر ابن جدعان الذى كان هذا الحلف فى داره، وذكر أجواد قريش وحكامهم فى الجاهلية، وملك عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن قصى عليهم، وشيء من خبره

- ‌الباب السادس والثلاثونفى ذكر شيء من فتح مكة المشرفة، وفوائد تتعلق بذلك

- ‌وأما الفوائد المتعلقة بخبر فتح مكة:

- ‌الباب السابع والثلاثونفى ذكر ولاة مكة المشرفة فى الإسلام

- ‌الباب الثامن والثلاثونفى ذكر شيء من الحوادث المتعلقة بمكة فى الإسلام

- ‌الباب التاسع والثلاثونفى ذكر شيء من أمطار مكة وسيولها، فى الجاهلية والإسلام، وشيء من أخبار الصواعق بمكة، وذكر شيء من أخبار الرخص والغلاء والوباء بمكة

- ‌الباب الأربعونفى ذكر الأصنام التى كانت بمكة وحولها، وشيء من خبرها، وذكر شيء من خبر أسواق مكة فى الجاهلية والإسلام، وذكر شيء مما قيل من الشعر فى الشوق إلى مكة الشريفة، وذكر معالمها المنيفة

- ‌وأما أسواق مكة فى الجاهلية

- ‌وأما ما قيل من الشعر فى التشوق إلى مكة الشريفة

- ‌[السيرة النبوية]

- ‌ذكر أسمائه ونسبه وشيء من حاله من حين ولادتهوإلى وفاته وغير ذلك من حال عمله

- ‌[الغزوات والسرايا]

- ‌[سرية حمزة إلى سيف البحر]

- ‌[سرية عبيدة بن الحارث إلى بطن رابغ]

- ‌[سرية سعد بن أبى وقاص إلى الخرار]

- ‌[غزوة الأبواء]

- ‌[غزوة بواط]

- ‌[غزوة بدر الأولى

- ‌[غزوة ذات العشيرة

- ‌[سرية عبد الله بن جحش إلى نخلة]

- ‌[غزوة بدر الكبرى]

- ‌سرية عمير

- ‌غزوة بنى سليم

- ‌سرية أبى عفك

- ‌غزوة بنى قينقاع

- ‌غزوة السويق

- ‌سرية كعب بن الأشرف

- ‌غزوة غطفان

- ‌سرية القردة

- ‌غزوة أحد

- ‌غزوة حمراء الأسد

- ‌سرية قطن

- ‌سرية عرنة

- ‌سرية بئر معونة

- ‌غزوة الرجيع

- ‌غزوة بنى النضير

- ‌غزوة بدر الصغرى

- ‌غزوة ذات الرقاع

- ‌غزوة دومة الجندل

- ‌غزوة المريسيع

- ‌غزوة الخندق

- ‌غزوة بنى قريظة

- ‌سرية القرطاء

- ‌غزوة بنى لحيان

- ‌غزوة الغابة

- ‌سرية غمر مرزوق

- ‌سرية ذى القصة

- ‌سرية بنى سليم

- ‌سرية دومة الجندل

- ‌سرية بنى سعد

- ‌سرية أم قرمة

- ‌سرية ابن أبى الحقيق

- ‌سرية ابن رزام

- ‌سرية العرنيين

- ‌سرية أبى سفيان

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة خيبر

- ‌غزوة وادى القرى

- ‌سرية بدنة

- ‌سرية بنى فزارة

- ‌سرية بنى مرة

- ‌سرية المنفعة

- ‌سرية يمن وجبار

- ‌عمرة القضية

- ‌سرية بنى سليم

- ‌كتبه صلى الله عليه وسلم إلى الملوك

- ‌سرية الكديد

- ‌سرية مصاب

- ‌سرية بنى عامر

- ‌سرية ذات الطلاع

- ‌سرية مؤتة

- ‌سرية ذات السلاسل

- ‌سرية الحبط

- ‌سرية خضرة

- ‌سرية بطن أضم

- ‌فتح مكة

- ‌سرية خالد

- ‌غزوة حنين

- ‌سرية ذى الكفين

- ‌غزوة الطائف

- ‌سرية اليمن

- ‌سرية القرطا

- ‌سرية خثعم

- ‌سرية الحبشة

- ‌سرية القلمس

- ‌سرية الجباب

- ‌غزوة تبوك

- ‌سرية اليمن

- ‌حجة الوداع

- ‌سرية أبنا

- ‌وفاته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى زوجاته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خدامه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى مواليه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى إمائه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خيله، وبغاله، وحميره، ولقاحه، وغنمه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى سلاحه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى كتّابه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى عدد رسله صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى عدد أمرائه صلى الله عليه وسلم على البلاد

- ‌فصل فى عدد مغازيه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى عدد بعوثه وسراياه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى حجه وعمره صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أخلاقه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى فضائله صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى معجزاته صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌الباب السابع والثلاثونفى ذكر ولاة مكة المشرفة فى الإسلام

‌الباب السابع والثلاثون

فى ذكر ولاة مكة المشرفة فى الإسلام

(1)

لما فتح الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة ـ استخلف عليها عتاب بن أسيد ـ بفتح الهمزة ـ بن أبى العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشى الأموى، أميرا على من تخلف عن النبى صلى الله عليه وسلم من الناس حين خرج إلى حنين، وذلك فى العشر الأول من شوال سنة ثمان من الهجرة.

ولم يزل عتاب أميرا على مكة إلى أن توفى بها بعد موت الصديق رضى الله عنه أو يوم جاء نعى الصديق إلى مكة.

وفى تاريخ ابن جرير، وابن الأثير ما يقتضى أنه ولى مكة لعمر رضى الله عنه.

وفى الاستيعاب ما يقتضى: أن الصديق عزله عن مكة، وولاها للحارث بن الحارث ابن عبد المطلب بن هاشم.

وفى مغازى موسى بن عقبة ما يقتضى: أن النبى صلى الله عليه وسلم استخلف معاذ بن جبل على مكة لما خرج إلى حنين.

وفى الاستيعاب: أن النبى صلى الله عليه وسلم استخلف على مكة هبيرة بن شبل بن العجلان الثقفى.

والمعروف: استخلاف عتّاب ودوام ولايته حتى مات. والله أعلم.

وولى مكة: المحرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس، نيابة عن عتاب فى سفرة سافرها.

ثم وليها فى أول خلافة عمر رضى الله عنه، المحرز المذكور، ثم قنفذ بن عمير بن جدعان التيمى، ثم نافع بن عبد الحارث الخزاعى، ثم خالد بن العاص، ثم هشام بن المغيرة المخزومى.

وممن ولى مكة فى خلافة عمر رضى الله عنه: طارق بن المرتفع بن الحارث بن عبد مناة، وعبد الرحمن بن أبزى الخزاعى ـ مولاهم ـ نيابة عن نافع بن عبد الحارث لما خرج

(1) انظر: (شفاء الغرام 2/ 162 ـ 212).

ص: 319

للقاء عمر رضى الله عنه إلى عسفان، وأنكر عليه عمر رضى الله عنه استخلافه لابن أبزى، وعزل نافعا لكونه: استخلف على أهل الله مولى.

وقيل: إن الحارث بن نوفل ـ السابق ذكره ـ ولى مكة لعمر رضى الله عنه.

ثم ولى مكة فى أول خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه: على بن عدى بن ربيعة ابن عبد العزى بن عبد شمس، ثم خالد بن العاص ـ السابق ـ ودامت ولايته إلى أن عزله منها على بن أبى طالب رضى الله عنه.

ووليها لعثمان رضى الله عنه أيضا: الحارث بن نوفل ـ السابق ـ وعبد الله بن خالد ابن أسيد، وهو ابن أخى عتاب، وعبد الله بن عامر الحضرمى. على ما ذكره ابن الأثير.

ووليها أيضا فيما قيل: نافع بن عبد الحارث، السابق ذكره.

ثم ولى مكة فى خلافة على رضى الله عنه: أبو قتادة الأنصارى، حارس رسول اللهصلى الله عليه وسلم بعد عزل خالد بن العاص، ثم قثم بن العباس بن عبد المطلب، ودامت ولايته إلى أن قتل على رضى الله عنه.

وقيل: إن معبد بن العباس بن عبد المطلب وليها لعلى رضى الله عنه.

ثم ولى مكة فى خلاف معاوية بن أبى سفيان: أخوه عتبة بن أبى سفيان، ومروان ابن الحكم بن أبى العاص، وسعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، وابنه عمرو بن سعيد، المعروف: بالأشدق، وخالد بن العاص، وعبد الله بن خالد بن أسيد ـ السابق ذكرهما.

ثم ولى مكة فى خلافة يزيد بن معاوية، جماعة، أولهم: عمرو بن سعيد الأشدق، والوليد بن عتبة بن أبى سفيان بن حرب، وعثمان بن محمد بن أبى سفيان الأمويون، والحارث بن خالد بن العاص المخزومى ـ المقدم ذكر أبيه ـ وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوى، ابن أخى عمر رضى الله عنه، ويحيى بن حكيم بن صفوان بن أمية الجمحى.

ثم ولى مكة: عبد الله بن الزبير بن العوام رضى الله عنهما بعد موت يزيد بن معاوية.

وبويع بالخلافة فى الحجاز والعراق واليمن وغير ذلك حتى كادت الأمة تجمع عليه.

ودامت ولايته على مكة حتى استشهد فى جمادى الأولى أو الآخرة سنة ثلاث وسبعين من الهجرة، بعد أن حاصره الحجاج بن يوسف الثقفى أزيد من نصف سنة. وابن الزبير ينتصف منهم وتفضل عليهم.

ص: 320

وكان قد حارب قبل أن يلى الخلافة: الحصين بن نمير أشهرا بمكة، ثم تخلى الحصين عن الحرب لوصول نعى يزيد.

وولى مكة لعبد الله بن الزبير رضى الله عنهما: الحارث بن حاطب الجمحى.

ثم ولى مكة بعد قتل ابن الزبير فى خلافة عبد الملك بن مروان جماعة، أولهم: الحجاج ابن يوسف الثقفى، والحارث بن خالد بن العاص المخزومى، وخالد بن عبد الله القسرى، وعبد الله بن سفيان المخزومى، وعبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبى العيص ـ المقدم ذكر أبيه ـ ومسلمة بن عبد الملك بن مروان، ونافع بن علقمة الكنانى، ويحيى بن الحكم بن أبى العاص الأموى.

وولى مكة فى خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان: الإمام العادل عمر بن عبد العزيز ابن مروان، ثم خالد بن عبد الله القسرى.

ثم ولى مكة فى خلافة سليمان بن عبد الملك بن مروان: ثلاثة نفر خالد بن عبد الله القسرى، ثم طلحة بن داود الحضرمى، ثم عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد ـ السابق ذكره.

ثم ولى مكة فى خلافة عمر بن عبد العزيز بن مروان: عبد العزيز بن عبد الله بن خالد، السابق.

وقيل: وليها لعمر بن عبد العزيز: محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق رضى الله عنه، وعروة بن عياض بن عدى بن الخيار النوفلى، وعبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، وعثمان بن عبد الله بن سراقة العدوى.

ووليها: ابن سراقة لغير عمر ـ قبله ـ ولعل ولايتهم لعمر على مكة لما كان واليا عليها للوليد. والله أعلم.

ثم ولى مكة فى خلافة يزيد بن عبد الملك بن مروان، ثلاثة نفر، أولهم: عبد العزيز بن عبد الله ـ السابق ـ ثم عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهرى، ثم عبد الواحد بن عبد الله النصرى، بالنون.

ثم ولى مكة فى خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان جماعة، أولهم: عبد الواحد المذكور، ثم إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومى ـ خال هشام بن عبد الملك ـ ثم أخوه محمد بن هشام.

وولى مكة فى خلافة هشام: نافع بن علقمة الكنانى.

ص: 321

وممن ولى مكة فى خلافة عبد الملك، أو فى خلافة أحد من أولاده المذكورين أو فى خلافة عمر بن عبد العزيز: أبو حراب محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحارث ابن أمية الأصغر القرشى، وكان على مكة فى زمن عطاء بن أبى رباح.

ثم ولى مكة فى خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك: خاله يوسف بن محمد بن يوسف الثقفى، ودامت ولايته إلى انقضاء خلافته.

ثم ولى مكة فى خلافة يزيد بن الوليد بن عبد الملك: عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ـ فيما أظن ـ والله أعلم.

ثم وليها فى خلافة مروان بن محمد بن مروان ـ آخر الخلفاء الأمويين ـ عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز ـ المقدم ذكره ـ ثم عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك، ثم أبو حمزة المختار بن عوف الخارجى الأباضى بالتّغلّب بعد الحج من سنة تسع وعشرين ومائة، وسار أبو حمزة إلى المدينة.

واستخلف على مكة أبرهة بن الصباح الحميرى، وسار لحربه من الشام: عبد الملك ابن محمد بن عطية السعدى، فالتقوا بالأبطح واقتتلوا إلى نصف النهار، وقيل: أبرهة، وأبو حمزة وخلق من جيشه.

وقيل: إن أبا حمزة قتل بوادى القرى، قتله جيش بن عطية فى آخر هذا العام، وهو عام ثلاثين ومائة، راجعا من اليمن ليقيم الحج بعد قتله لطالب الحق الذى يدعو له أبو حمزة.

وكان قد استخلف على مكة ـ إذ سار إلى اليمن ـ رجلا من أهل الشام يقال له ابن ماعز.

وولى مكة لمروان: ـ السابق ذكره ـ الوليد بن عروة السعدى ـ ابن أخى عبد الملك ـ ودامت ولايته إلى انقضاء خلافة مروان.

ورأيت فى نسخة من كامل ابن الأثير: أن محمد بن عبد الملك بن مروان: كان على مكة والمدينة والطائف فى سنة ثلاثين ومائة، وأنه حج بالناس فيها. ولم أر ما يدل إلا لحجه بالناس دون ولايته. والله أعلم.

ثم ولى فى خلافة أبى العباس السفاح ـ أول الخلفاء العباسيين ـ: عمه داود بن على ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ثم زياد بن عبد الله الحارثى خال السفاح، ثم العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب.

ص: 322

وممن وليها للسفاح على ما قيل: عمر بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن الخطاب.

ثم وليها فى خلافة أبى جعفر المنصور: العباس بن عبد الله بن معبد السابق ذكره ـ ثم زياد بن عبد الله الحارثى، ثم السرى بن عبد الله بن الحارث بن العباس بن عبد المطلب، ثم محمد بن الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب بالتّغلّب لأن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم، لما خرج بالمدينة على المنصور استعمله على مكة، واستعمل على اليمن القاسم بن إسحاق، فسار إلى مكة، فلقيهما السرى بأذاخر، فهزماه، ودخل محمد مكة، وأقام بها يسيرا، ثم سار عنها إلى المدينة لنصر محمد بن عبد الله بن الحسن، فأتاه بنواحى قديد نعى محمد بن عبد الله.

وفى كتاب الزبير بن بكار ما يقتضى: أن الذى ولاه محمد بن عبد الله بن الحسن مكة هو: الحسن بن معاوية ـ والد محمد بن الحسن السابق ذكره ـ والله أعلم.

ثم عاد السرى لولاية مكة.

ثم وليها بعده عبد الصمد بن على عم المنصور.

ثم وليها بعده محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس.

ثم وليها فى خلافة المهدى بن المنصور: إبراهيم بن يحيى بن محمد بن على بن عبد الله ابن عباس، بوصية من المنصور، ثم جعفر بن سليمان بن على بن عبد الله بن عباس، ثم عبيد الله بن قثم بن العباس بن عبد الله بن عباس.

وممن وليها للمهدى: محمد بن إبراهيم الإمام السابق ذكره ـ وكذا فيما أظن: قثم ابن العباس، والد عبيد الله بن قثم.

وولايته لمكة، ذكرها ابن حزم، إلا أنه لم يذكر تاريخها.

ثم ولى مكة فى خلافة الهادى بن المهتدى: عبيد الله بن قثم ـ السابق، والحسين بن على بن الحسين بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم بالتغلب؛ لأنه ثار بالمدينة، واستولى عليها، ثم سار إلى مكة واستولى عليها.

وقيل: فى حرب كان بينه وبين أصحاب الهادى بفخ ـ وهو وادى الزاهر ـ يوم التروية من سنة تسع وستين ومائة، ولم يسهل بالهادى قتله. وكان كريما شجاعا. وقبره معروف فى قبة عالية. والمقتولون من أصحابه: أزيد من مائة نفر.

ص: 323

وممن ولى أمر مكة فى خلافة الهادى ـ أو خلافة أخيه الرشيد ـ: محمد بن عبد الرحمن السفيانى.

ثم ولى مكة فى خلافة الرشيد ابن المهدى جماعة، وهم: أحمد بن إسماعيل بن على ابن عبد الله بن عباس، وحماد البربرى، وسليمان بن جعفر بن سليمان بن على، والعباس ابن موسى بن عيسى بن موسى، والعباس بن محمد بن إبراهيم الإمام، وعبد الله بن محمد ابن عمران بن إبراهيم التيمى، وعبيد الله بن قثم بن العباس ـ السابق، وعبيد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام، وعلى بن موسى بن عيسى ـ أخو العباس السابق، والفضل بن العباس بن محمد بن على، ومحمد بن إبراهيم الإمام، ومحمد بن عبيد بن سعيد بن المغيرة ابن عمر بن عثمان بن عفان، وموسى بن عيسى بن موسى بن محمد ابن على.

ثم ولى مكة فى خلافة الأمين ابن الرشيد: داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن على.

ثم ولى مكة فى خلافة المأمون بن الرشيد: داود بن عيسى ـ المذكور.

ثم وليها بالتغلب: الحسين بن الحسن بن على بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب المعروف: بالأفطس فى أيام الحج من سنة تسع وتسعين ومائة، بعد قرار داود ـ المذكور ـ ودامت ولايته إلى أن بلغه قتل مرسله أبى السرايا داعية ابن طباطبا. وبدا من الحسن وأصحابه ما لا يحمد.

ثم ولى مكة بعده: محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين على بن الحسين بن على بن أبى طالب الحسينى، الملقب: بالديباجة؛ لجمال وجهه.

وبويع فيه بالخلافة فى ربيع الأول سنة مائتين. ودامت ولايته إلى جمادى الآخر سنة مائتين.

واستولى عليها أصحاب المأمون بعد قتال جرى بينهم وبين العلويين، انهزم العلويون لأجله. وفارق الديباجة مكة بأمان، ثم عاد إليها بأمان ثانى، وطلع المنبر واعتذر عما وقع منه، واستغفر وخلع نفسه، ولحق بالمأمون، فعفى عنه.

وولى مكة ـ بعد هزيمة العلويين ـ عيسى بن يزيد الجلودى.

ووليها للجلودى ابنه محمد، ويزيد بن محمد بن حنظلة المخزومى.

ووليها بعد عزل الجلودى: هارون بن المسيب.

ص: 324

ووليها فى خلافة المأمون: حمدون بن على بن عيسى بن ماهان، وإبراهيم بن موسى ابن جعفر الحسينى ـ أخو على بن موسى الرضا ـ وعبيد الله بن الحسن بن عبيد الله ابن العباس بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم، صالح بن العباس بن محمد بن على ابن عبد الله بن العباس، وسليمان بن عبيد الله بن سليمان بن على بن عبد الله بن العباس، وابنه محمد بن سليمان.

وممن وليها للمأمون: الحسن بن سهل، إلا أنه لم يباشر ولايتها، وإنما عقد له عليها الولاية.

ثم وليها فى خلافة المعتصم بن الرشيد: صالح بن العباس ـ السابق، ثم محمد بن داود ابن عيسى بن موسى بن محمد بن على بن عبيد الله بن عباس الملقب: ترنجة. ولعل ولايته دامت إلى أثناء خلافة المتوكل. والله أعلم.

وأشناس التركى ـ أحد قواد المعتصم ـ وولايته كانت عليها وعلى غيرها عقدا لا مباشرة.

ثم وليها فى خلافة المتوكل بن المعتصم: على بن عيسى بن جعفر بن أبى جعفر المنصور، ثم عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى ـ المقدم ذكر أبيه، ثم عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام، ثم محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام، المعروف: بالزينبى.

وولى مكة فى خلافة المتوكل: ابنه محمد المنتصر، وما أظنه باشر ذلك، وإنما عقد له بالولاية عليها مع غيرها، وإيتاخ الخوزى ـ أحد قواد المتوكل ـ وولايته عليها وعلى غيرها عقد لا مباشرة.

ثم ولى مكة فى خلافة المنتصر بن المتوكل: محمد بن سليمان الزينبى، السابق فيما أظن. والله أعلم.

ووليها فى خلافة المستعين: أحمد بن محمد بن المعتصم عبد الصمد بن موسى ـ السابق، ثم جعفر بن الفضل بن عيسى بن موسى المعروف شاشان، ثم إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب، بالتغلب والإحراق، وحصر أهل مكة حتى ماتوا جوعا وعطشا، وذلك فى سنة إحدى وخمسين ومائتين.

وقيل: إن قصته كانت فى سنة اثنتين وخمسين، وفيها أهلكه الله بالجدرى.

ص: 325

وولى مكة فى خلافة المستعين: ابنه العباس، ومحمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين، ولم يباشرا الولاية على مكة وإنما عقد لهما عليها الولاية مع بلاد أخر.

ثم ولى مكة فى خلافة المعتز بن المتوكل عيسى محمد بن إسماعيل بن إبراهيم المخزومى.

وممن ولى مكة فى خلافة المهتدى محمد بن الواثق ـ أو فى خلافة المعتمد أحمد بن المتوكل محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور الملقب: كعب البقر.

وممن ولى مكة فى خلافة المهتدى: على بن الحسن الهاشمى.

ثم ولى مكة فى خلافة المعتمد ابن المتوكل جماعة، وهم أخوه: أبو أحمد الموفق بن المتوكل، وإبراهيم بن محمد بن إسماعيل العباسى، الملقب: بزيه، وأبو المغيرة محمد بن عيسى بن محمد المخزومى ـ السابق ذكر أبيه ـ وأبو عيسى محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الوهاب المخزومى الفضل بن العباس بن الحسين بن إسماعيل العباسى، وهارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن على، وأحمد بن طولون صاحب مصر، ومحمد بن أبى الساج، وأخوه يوسف بن أبى الساج.

وباشر من هؤلاء ولاية مكة: إبراهيم، وأبو المغيرة، وأبو عيسى، وهارون، والفضل ويوسف، والشك فى الموفق، هل باشر ولاية مكة أم لا؟ .

وأما ابن طولون، ومحمد بن أبى الساج: فلم أر ما يدل على مباشرتهما.

ثم ولى مكة فى خلافة المعتضد: ابن أبى أحمد الموفق بن المتوكل.

وفى خلافة أولاده: المكتفى، والمقتدر، والقاهر.

وفى خلافة الراضى: ابن المقتدر.

وفى خلافة المتقى: ابن المقتدر.

وفى خلافة المستكفى: ابن المكتفى.

وفى خلافة المطيع بن المقتدر جماعة، وما عرفت منهم إلا عج بن حاج، ومؤنس بن المظفر، وابن ملاحظ، وابن مخلب، أو ابن محارب ـ على الشك منى ـ ومحمد بن طغج الأخشيد صاحب مصر، وابنيه أبا القاسم، أو نجور، ومعنى أو نجور: محمود، وأبا الحسن عليا، والقاضى أبا جعفر محمد بن عبد العزيز العباسى وولايته فى زمن ولاية الإخشيد بمكة.

ص: 326

وما عرفت أن أحدا من هؤلاء باشر ولاية مكة غير عج بن حاج، وابن ملاحظ، وابن محارب، أو ابن مخلب ـ على الشك فيما يعرف به.

ثم ولى مكة بالتغلب: جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الحسنى. هكذا نسبه ابن حزم فى الجمهرة. وذكر أنه غلب على مكة أيام الإخشيدية. وأظن ذلك بعد موت كافور الإخشيدى وقبل استيلاء القائد جوهر خادم المعز العبيدى على مصر. والله أعلم.

وولى مكة بعد جعفر هذا: ابنه عيسى. ودامت ولايته على مكة إلى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة على ما ذكر بعض مشايخنا.

وذكر أن أبا الفتوح الحسن بن جعفر ولى مكة فى هذا التاريخ. والله أعلم.

وولاية أبى الفتوح بمكة مشهورة، ودامت ولايته عليها فيما علمت إلى أن مات فى سنة ثلاثين وأربعمائة، إلا أن صاحب مصر الحاكم العبيدى عزله.

وولى مكة عوضه ابن عم له يقال له ابو الطيب؛ لأن أبا الفتوح خرج عن طاعة الحاكم، وبويع فى الحرمين بالخلافة، ويلقب بالراشد، وسار فى ألف عبد إلى الرملة لأن آل الجراح حملوه على ذلك، ثم تخلوا عنه لاستمالة الحاكم لهم عنه بأموال عظيمة، وشفعوا له عند الحاكم وأعادوه إلى ولاية مكة.

وكان ذلك من أبى الفتوح فى سنة إحدى وأربعمائة.

وقيل: فى سنة اثنتين وأربعمائة.

ووليها بعده: شكر بن أبى الفتوح، ودامت ولايته ـ فيما علمت ـ إلى أن مات سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، وآل أمر مكة بعد شكر إلى عبد له، على ما ذكر ابن حزم فى الجمهرة.

وفى المرآة: ما يقتضى أنه ولى مكة بعد شكر: بنو أبى الطيب الحسنيون، ثم على بن محمد الصليحى صاحب اليمن، ثم محمد بن جعفر بن أبى هاشم عن الصليحى، ومحمد ابن جعفر هذا أحد أمراء مكة المعروفين بالهواشم، وهو أبو هاشم محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبى هاشم محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الحسنى.

وكان تأمير الصليحى له فى سنة ست وخمسين وأربعمائة.

ص: 327

ودامت ولاية ابن أبى هاشم ثلاثين سنة، إلا أن بنى سليمان الحسينيين قصدوه مع حمزة بن وهاس ففر إلى ينبع؛ لأنه لم يكن له بهم طاقة. وذلك بعد سير الصليحى من مكة.

وكان سيره بعد يوم عاشوراء، أو فى ربيع الأول من سنة ست وخمسين وأربعمائة.

وكان ملك الصليحى بمكة فى سادس ذى الحجة سنة خمس وخمسين، وهرب ابن أبى هاشم فى سنة أربع وثمانين وأربعمائة إلى بغداد لما وصل إلى مكة التركمان، وهو أول من أعاد الخطبة العباسية بمكة بعد قطعها من الحرمين نحو مائة سنة.

وولى مكة بعده: ابنه قاسم، ثم أصبهيذ بن سارمتكين.

ثم عاد قاسم المذكور لولايتها فى شوال سنة سبع وثمانين وأربعمائة، بعد أن هزم أصبهيذ.

واستمر قاسم حتى مات فيما علمت، وكان موته فى سنة ثمان عشرة وخمسمائة.

وولى بعده: ابنه فليتة، ويقال: أبو فليتة، واستمر فيما علمت حتى مات سنة سبع وعشرين وخمسمائة.

وولى بعده: هاشم ابنه، واستمر فيما علمت إلى سنة تسع وأربعين وخمسمائة. وقيل: إلى سنة إحدى وخمسين.

وولى بعده: قاسم ابنه إلى وقت الموسم من سنة ست وخمسين.

ثم ولى عوضه: عمه عيسى بن فليتة.

ثم ولى قاسم مكة فى شهر رمضان سنة سبع وخمسين، ثم قتل بعد أيام يسيرة وعاد عمه عيسى إلى ولايتها.

واستمر فيما علمت حتى مات سنة سبعين وخمسمائة، إلا أن أخاه مالك بن قتيبة استولى على مكة نحو نصف يوم.

وخرج من مكة مالك بعد قتال جرى بين عسكره وعسكر أخيه، وذلك يوم عاشوراء من سنة ست وستين وخمسمائة.

ووليها بعد عيسى: ابنه داود، ثم أخوه مكثر بن عيسى فى نصف رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.

ص: 328

ثم وليها فى هذه السنة: الأمير قاسم بن مهنا الحسينى أمير المدينة ثلاثة أيام بعد الحج من هذه السنة. ثم رأى فى نفسه العجز عن القيام بذلك، فرأى أمير الحاج طاشتكين داود بن عيسى. وكان الأخوان بعد ذلك يتداولان إمرة مكة يليها كل منهما زمنا، ثم انفرد بها مكثر نحو عشر سنين متوالية. وبه انقضت ولاية الهواشم.

ووليها ـ فى ولاية أحدهما ـ سيف الإسلام طغتكين بن أيوب أخو السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، صاحب مصر والشام فى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.

وولى مكة بعد مكثر: أبو عزيز قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى ابن حسين بن سليمان بن على بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الحسنى الينبعى فى سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وقيل: فى سنة ثمان وتسعين، وقيل: سنة تسع وتسعين.

واستمر حتى مات فى سنة سبع عشرة وستمائة، وقيل: سنة ثمان عشرة.

وامتدت ولايته إلى ينبع وإلى حلى، وحارب صاحب المدينة، وغلب كل منهما الآخر حينا.

وولى مكة فى ولاية قتادة أقباش الناصرى العباسى، ولم يباشر ولايتها، وإنما عقد له مولاه الولاية على الحرمين، وإمرة الحجاج.

وولى مكة بعد قتادة: ابنه حسين بن قتادة، ودامت ولايته إلى سنة تسع عشرة وستمائة، وقيل: إلى سنة عشرين.

ووليها بعده: الملك المسعودى، واسمه يوسف، ويلقب: أقسيس بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب صاحب اليمن، بعد أن حارب حسن بن قتادة بالمسعى، وانهزم حسن.

ونهب عسكر الملك المسعودى مكة إلى العصر، ودامت ولايته عليها حتى مات فى سنة ست وعشرين وستمائة. ووليها نيابة عنه: نور الدين عمر بن على بن رسول الذى صار سلطانا باليمن بعده، والأمير حسام الدين ياقوت بن عبد الله المسعودى.

ووليها بعد المسعودى: والده الكامل صاحب مصر، ودامت ولايته إلى شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وستمائة.

ثم وليها الملك المنصور نور الدين ـ المذكور ـ بعد أن بويع بالسلطنة ببلاد اليمن؛ لأنه أنفذ جيشا إليها فيهم راجح بن قتادة، فهرب منها طغتكين متوليها من قبل الكامل.

ص: 329

ثم استولى عليها مع جيش أمده به الكامل فى شهر رمضان سنة تسع وعشرين، وسمى ابن محفوظ المكى أمير مكة الكامل فى هذا التاريخ شجاع الدين الدغدكى وهو تصحيف، إنما هو طغتكين. والله أعلم.

وقيل: إن فخر الدين بن الشيخ على، كان على مكة لما وصلها جيش المنصور فى سنة تسع وعشرين.

ثم وليها جيش المنصور مع راجح بغير قتال فى صفر سنة ثلاثين.

ثم وليها فى آخرها عسكر الكامل، وأقام بها أمير من جهة الكامل يقال له ابن مجلى.

ثم وليها: عسكر المنصور مع راجح فى سنة إحدى وثلاثين.

ثم وليها فى سنة اثنتين وثلاثين: عسكر الكامل، وكان ألف فارس.

وقيل: سبعمائة. وقيل: خمسمائة، وخمسة من الأمراء يقدمهم الأمير جفريل ودامت ولاية الكامل عليها إلى أن استولى عليها المنصور فى سنة خمس وثلاثين وستمائة، وكان قد سار إليها بنفسه فى ألف فارس فيما قيل.

ودامت ولايته عليها إلى سنة سبع وثلاثين، وترك بها مائة وخمسين فارسا، قدم عليهم ابن الوليد وابن التغرى.

ثم وليها: الملك الصالح أيوب بن الكامل صاحب مصر؛ لأنه أنفذ إليها مع الشريف شيحة صاحب المدينة جيشا فيه ألف فارس، فاستولى على مكة بغير قتال فى سنة سبع وثلاثين.

ثم وليها: عسكر المنصور بعد مفارقة شيحة، ومن معه بمكة وفيهم النصرى، وراجح ابن قتادة. وذلك فى سنة سبع وثلاثين، أو ثمان وثلاثين وستمائة.

ثم وليها: عسكر الصالح فى سنة ثمان وثلاثين، وممن وليها له الأمير فخر الدين أحمد ابن التركمانى.

ثم وليها المنصور فى سنة تسع وثلاثين وستمائة، وسافر إليها بنفسه، ودامت ولايته عليها حتى مات، وأمر عليها فى هذه السنة مملوكه الأمير فخر الدين الشلاح، وابن فيروز، وجعل الشريف أبا سعد بن على بن قتادة بالوادى مساعدا لعسكره.

واستمر الشلاح على ولاية مكة إلى سنة ست وأربعين وستمائة، على ما ذكر بعض مؤرخى اليمن فى عصرنا.

ص: 330

ووجدت بخط الميورقى: أن ابن المسيب قدم مكة لعزل الشلاح فى منتصف ربيع الأول سنة خمس وأربعين، والله أعلم بالصواب.

وولى مكة بعد ابن المسيب أبو سعد بن على ـ السابق ـ بعد قبضه على ابن المسيب فى ذى القعدة.

وقيل: فى شوال سنة سبع وأربعين وستمائة، واستمر إلى أن قتل سنة إحدى وخمسين فى شعبان. وقيل: فى رمضان منها.

ثم وليها بعده ـ أحد قتلته ـ: جماز بن حسن بن قتادة، واستمر إلى آخر يوم من الحج سنة إحدى وخمسين.

ثم وليها بعده راجح بن قتادة، واستمر إلى ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين.

ثم وليها بعده: ابنه غانم بن راجح، واستمر إلى شوال منها.

ثم وليها بعده: إدريس بن قتادة، وأبو نمى محمد بن أبى سعد حسن بن على بن قتادة بعد قتال مات فيه ثلاثة نفر.

ثم وليها: المبارز على بن الحسين بن برطاس، وكان المظفر صاحب اليمن قد أنفذه إلى مكة فى مائتى فارس، فقاتل إدريس وأبا نمى، وظهر عليهما فى الخامس والعشرين من ذى القعدة سنة اثنتين وخمسين.

ثم وليها: إدريس وأبو نمى فى المحرم سنة ثلاث وخمسين وستمائة بعد قتالهم لابن برطاس، وكان أسر ففدا نفسه وفارق مكة بمن معه.

وفى سنة أربع وخمسين وستمائة: انفرد أبو نمى بالإمرة بها، ثم عاد إدريس لمشاركته فى ولايتها.

ثم وليها: أولاد حسن بن قتادة بست أيام من سنة ست وخمسين، ثم أخرجهم منها أبو نمى. ودامت ولاية إدريس، وأبو نمى إلى سنة سبع وستين.

ثم انفرد بها أبو نمى قليلا ثم عاد إدريس إلى ولايتها واستمر إلى ربيع الأول سنة تسع وستين.

ثم انفرد إدريس بولايتها أربعين يوما.

ثم قتل فى هذه السنة بخليص فى حرب كان بينه وبين أبى نمى، وانفرد أبو نمى بولايتها إلى سنة سبعين.

ص: 331

ثم وليها فى صفر: جماز بن شيحة صاحب المدينة، وغانم بن إدريس بن حسن بن قتادة صاحب ينبع، ثم عاد أبو نمى إلى ولايتها بعد أربعين يوما، واستمر إلى سنة سبع وثمانين وستمائة.

ثم عاد جماز بن شيحة إلى ولاية مكة، وأقام بها إلى آخر السنة. وذلك مدة يسيرة.

ثم وليها أبو نمى، واستمر إلى أوائل صفر سنة إحدى وسبعمائة، وفى رابعه مات.

وكان وليها فى حال ولاية أبى نمى وإدريس أمير يقال له: شمس الدين مروان نائب الأمير عز الدين أمير خازندار بأمر من الملك الظاهر بيبرس صاحب مصر فى سنة سبع وستين وستمائة، بسؤال من إدريس وأبى نمى للظاهر فى ذلك، ثم أخرج مروان من مكة فى سنة ثمان وستين.

ووليها ـ قبل موت أبى نمى بيومين ـ: ابناه حميضة، ورميثة، واستمر إلى أن قبض عليهما فى موسم سنة إحدى وسبعمائة.

ووليها بعدهما: أخواهما أبو الغيث، وعطيفة ـ ابنا أبى نمى.

وقيل: وليها بعدهما أبو الغيث، ومحمد بن إدريس بن قتادة.

ثم وليها: حميضة، ورميثة فى سنة ثلاث وسبعمائة.

وقيل: فى سنة أربع وسبعمائة، بولاية من الناصر محمد بن قلاوون صاحب مصر، واستمر إلى موسم سنة ثلاث عشرة وسبعمائة.

ثم وليها: أخوهما أبو الغيث، بولاية من الناصر المذكور، وجهز معه جيشا كثيفا، واستمر شهرين وجمعة.

ثم وليها: حميضة بعد قتال كان بينه وبين أبى الغيث، ثم ظفر به فى حرب آخر فقتله، واستمر حميضة إلى أن هرب إلى الحلف والخليف فى شعبان سنة خمس عشرة.

ووليها بعده: أخوه رميثة بولاية من الناصر المذكور، واستمر إلى أن قبض عليه بعد انقضاء الحج من سنة ثمان عشرة وسبعمائة، إلا أن حميضة استولى على مكة فى أوائل هذه السنة، أو بعد الحج من التى قبلها بموافقة رميثة على ما قيل.

ووليها: عطيفة بن أبى نمى فى أوائل سنة تسع عشرة وسبعمائة، بولاية من الناصر المذكور، وجهز معه عسكرا، واستمر فى الولاية إلى أوائل سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، إلا أن رميثة شاركه فى ولاية مكة فى بعض سنى عشر الثلاثين.

ص: 332

ثم وليها: رميثة بمفرده فى ربيع الآخر أو جمادى الأولى، من سنة إحدى وثلاثين، واستمر إلى سنة أربع وثلاثين.

ثم وليها: عطيفة شريكا لرميثة.

ثم انفرد رميثة بإمرتها ليلة رحيل الحاج من السنة المذكورة.

ثم وليها: عطيفة شريكا لرميثة فى الموسم من سنة خمس وثلاثين، واستمر إلى أثناء سنة ست وثلاثين.

ثم سافر فأقام عطيفة بمكة، ورميثة بالحديد بوادى مر، فقصد رميثة مكة ودخلها، وخرج منها غير ظافر، وذلك فى رمضان من السنة المذكورة. وفى سنة سبع وثلاثين اصطلحا وتشاركا فى الإمرة.

ثم انفرد فيها: رميثة، واستمر متولّيا إلى أن ترك ولايتها فى سنة أربع وأربعين وسبعمائة لولديه عجلان، وثقبة، وأبى ذلك ولاة الأمر بمصر، وكتبوا له بالولاية، فاستمر رميثة إلى سنة ست وأربعين وسبعمائة.

ثم وليها فيها: ابنه عجلان فى حياة أبيه. وفيها مات أبوه، واستمر عجلان إلى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة.

ثم وليها معه أخوه ثقبة، ثم صارا يتداولان ولايتها كل منهما وقتا.

ثم ولياها معا باتفاقهما على ذلك فى أيام الموسم من سنة ثمان وخمسين وسبعمائة.

ثم وليها بعدهما: أخوهما سند بن رميثة، وابن عمهما محمد بن عطيفة فى أثناء سنة ستين وسبعمائة، بولاية من الناصر حسن بن محمد بن قلاوون صاحب مصر، وجهز من مصر عسكرا لتأييدهما. واستمر على ولايتهما حتى انقضى الحج من سنة إحدى وستين وسبعمائة.

ثم وليها ـ عوض ابن عطيفة شريكا لسند ـ: أخوه ثقبة بن رميثة؛ لأن الترك الذين قدموا فى موسم هذه السنة إلى مكة للإقامة بها عوض الأولين خرجوا من مكة على وجه مؤ لم بسبب ما نالهم من بنى حسن من القتل والنهب.

وكان ابن عطيفة تخطى عن نصرة الترك فلم يستطع المقام بمكة بعد خروجهم منها، فخرج منها خائفا يترقب.

ووجدت بخط بعض الناس من أصحابنا ما يقتضى: أنه أقام بمكة بعد الترك. ولعله أقام قليلا ثم رحل.

ص: 333

ثم ولى عجلان إمرة مكة عوض سند، شريكا لثقبة.

وكان بمصر حين ولايته لذلك، فما وصل إلى وادى مر إلا وثقبة عليل مدنف، فلما مات ثقبة فى شوال سنة اثنتين وستين وسبعمائة ولى عجلان عوضه: ابنه أحمد بن عجلان، وجعل له ربع الحاصل، ثم زاده بعد ذلك ربعا آخر، ثم ترك عجلان الإمرة لابنه: أحمد، على أمور اشترطها، منها: دوام الدعاء مدة له حياته، فوفى له بذلك ابنه.

واستمر منفردا بالإمرة حتى أشرك معه فيها ابنه محمد بن أحمد بن عجلان فى سنة ثمانين وسبعمائة بولاية من صاحب مصر، ولم يظهر لذلك أثر لصغر ابنه واستبداده هو بالأمور، واستمرا شريكين فى الإمرة، حتى مات الأب فى العشرين من شعبان سنة ثمان وثمانين وسبعمائة.

ثم انفرد شريكين فى الإمرة، حتى مات الأب فى العشرين من شعبان سنة ثمان وثمانين وسبعمائة.

ثم انفرد بها الولد مائة يوم، ثم قتل فى مستهل الحجة من السنة المذكورة لما حضر لخدمة المحمل المصرى.

فوليها عوضه: عنان بن معامس بن رميثة، واستولى على مكة بعد قتال وقع بينه وبين بعض جماعة الأمير المقتول، واستولى على جدة أيضا، ثم انتزعت منه فى أوائل سنة تسع وثمانين، وأشرك معه فى الإمرة: ابنى عميه أحمد بن ثقبة، وعقيل بن مبارك بن رميثة، ثم على بن مبارك ليستظهر بهم على أعدائه. فما وجد بذلك راحة.

ونمى الخبر إلى السلطان الملك الظاهر برقوق بمصر فعزله، وولى على بن عجلان بن رميثة.

وتحارب عنان وجماعته مع آل عجلان، ومن معهم بأذاخر فى سلخ شعبان سنة تسع وثمانين، فكان الظفر لعنان وأصحابه.

ثم استولى على مكة: على بن عجلان فى موسم هذه السنة بعد مفارقة عنان وأصحابه لمكة، ونزلوا بعد الموسم فى الوادى، وكان له أمر بجدة. ثم فارقهم عنان، وتوجه إلى مصر، فأقام بها مدة مطلقا ومعتقلا.

ثم ولى بعد إطلاقه: نصف إمرتها شريكا لعلى بن عجلان، ووصل مكة فى نصف شعبان من سنة اثنتين وتسعين. ودخل مكة بموافقة مع على بن عجلان وجماعته. واستمرا على الولاية إلى الرابع والعشرين من صفر سنة أربع وتسعين وسبعمائة.

ص: 334

ثم استبد بها على وأصحابه بعد أن همّ بعضهم بالفتك بعنان بالمسعى فنجى، ثم دخلها بعد أن أخليت له من جماعتهم لما عزم إلى التوجه إلى مصر مطلوبا، وتوجه بعده: على بن عجلان واجتمعا بمصر عند الملك الظاهر، فعزل عنان.

وأقام بمصر حتى مات فى ربيع الأول سنة خمس وثمانمائة بالفالج.

وولى مكة: على بمفرده، ووصل إلى مكة فى موسم سنة أربع وتسعين وسبعمائة، وقبض فى آخر يوم منها على جماعة من وجوه الأشراف والقواد، ثم خودع فيهم فأطلقهم، ثم شوشوا عليه كثيرا، فقصد التجار ينبع لقلة الأمن بمكة وجدة.

وآخر أمره أنه قتل ففاز بالشهادة فى تاسع شوال سنة سبع وسبعمائة.

ثم وليها عوضه: أخوه السيد حسن بن عجلان. وكان حين ولايته بمصر، فدخل مكة فى رابع عشرين من ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وسبعمائة. فوجد المجاورين والحاج بولايته راحة ونفعا؛ لأنه لمصالحهم يرعى.

واستمر منفردا بالإمرة إلى أن أشرك معه فيها: ابنه السيد بركات فى سنة تسع وثمانمائة بولاية من الناصر فرج بن الملك الظاهر برقوق صاحب مصر.

ثم سعى لابنه السيد أحمد فى نصف الإمرة الذى كان بيده، فأجيب لسؤاله وولى هو نيابة السلطنة ببلاد الحجاز. وذلك فى ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثمانمائة.

وولى هو فى إمرة المدينة النبوية: عجلان بن نعير بن منصور بن جماز بن شيحة الحسنى.

وكان يقدم فى الخطبة بالمدينة على أميرها عجلان، ثم قطعت خطبته منها لما زال عجلان عن ولايتها فى العشر الأخير من ذى القعدة سنة اثنتى عشرة وثمانمائة.

وفى شوال من هذه السنة عزل السيد حسن وابناه عن ولايتهم، وأسرّ السلطان بمصر ذلك. ثم رضى عليهم وأعادهم إلى ولايتهم فى ثانى عشر ذى القعدة من السنة المذكورة. وبعث إليهم بالعهد والميثاق والتشاريف مع خادمه الخاص فيروز الساقى، فلبسوا ذلك وقرأ العهد بولايتهم فى أول ذى الحجة من السنة المذكورة. وأحمد الله بذلك فتنة عظيمة كادت أن تقع بين المذكورين، وبين أمير الحاج المصرى بيسق.

واستمروا على ولايتهم إلى أوائل سنة ثمان عشرة وثمانمائة، ثم عزلوا عن ذلك.

ووليه: السيد رميثة بن محمد بن عجلان بن رميثة فى هذا التاريخ. ودخل مكة فى

ص: 335

مستهل ذى الحجة سنة ثمان عشرة. وفيه قرئ توقيعه ودعى له على المنبر فى الخطبة فى سابع ذى الحجة. ثم عزل عن ذلك فى ثامن عشر رمضان سنة تسع عشرة وثمانمائة.

وولى عمه السيد حسن: إمرة مكة ـ عوضة ـ ودخلها لابسا لخلعة الولاية بها بكرة يوم الأربعاء سادس عشرين شوال، بعد حرب كان بين عسكر حسن، وابن أخيه فى اليوم الذى قبله، استظهر فيه عسكر السيد حسن على من قاتلهم وفارقوا مكة.

واستمر الشريف حسن فى إمرة مكة حتى عزل منها بالشريف على بن عنان بن مغامس بن رميثة بن أبى نمى. وجهز معه مولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر برسباى ـ نصره الله ـ عسكرا قويا من القاهرة، فاستولوا على مكة بغير قتال فى سادس جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وثمانمائة، ثم على جدة.

وتوجه قبل ذلك الشريف حسن لصوب اليمن، ثم أتى إلى مكة بأمان من مولانا السلطان، ودخلها مكرما لابسا لخلعة الولاية فى أول ذى الحجة سنة ثمان وعشرين. وتوجه إلى القاهرة فأكرمه كثيرا مولانا السلطان وقرره فى إمرة مكة. وكان ذلك فى العشرين من جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وثمانمائة وهو عليل.

واستمر كذلك حتى توفى فى السادس عشر من جمادى الآخرة من السنة المذكورة بالقاهرة بعد أن تجهز للسفر إلى مكة. واستدعى مولانا السلطان ـ نصره الله ـ السيد بركات بن حسن بن عجلان، فوصل إلى الحضرة الشريفة فى الثالث والعشرين من رمضان، وفوضت إليه إمرة مكة فى السادس والعشرين من رمضان من السنة المذكورة.

واستقر أخوه السيد إبراهيم نائبا عنه، وخلع عليهما تشريفتين، وتوجها إلى مكة المشرفة فى عاشر شوال من السنة المذكورة، فوصلا إليها فى أوائل العشر الوسط من ذى القعدة منها، وقرئ عهد الشريف بركات بالولاية ولبس الخلعة بذلك.

وقد ذكرنا من حال ولاة مكة أكثر من هذا فى أصله، وبسطنا ذلك أكثر فى العقد الثمين، ومختصره عجالة القرى. فمن أراد ذلك فليراجعهما، يرى فيهما من هذا المعنى وفى غيره أخبارا مستعذبة وفوائد مستغربة. ونحمد الله على ما منّ به من ذلك من الإرشاد. ونسأله فى ذلك السداد.

* * *

ص: 336