المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر حكم بيع دور مكة وإجارتها - العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين - جـ ١

[التقي الفاسي]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة المحقق]

- ‌نسخ الكتاب:

- ‌فصل فيه بعض مقتطفات مما جاء ب «أخبار مكة» وملحقاته

- ‌ذكر الأبار التى بمكة قبل زمزم

- ‌‌‌بئركر آدم:

- ‌بئر

- ‌بئر رم:

- ‌بئر خم:

- ‌بئر العجول:

- ‌بئر بذر:

- ‌بئر سجلة:

- ‌بئر الطوى:

- ‌بئر الجفر:

- ‌بئر أم جعلان:

- ‌بئر العلوى:

- ‌بئر شفية:

- ‌بئر السنبلة:

- ‌بئر أم حردان:

- ‌بئر رمرم:

- ‌بئر الغمر:

- ‌بئر السيرة:

- ‌بئر الروا:

- ‌بئر الجفر:

- ‌بئر ميمون:

- ‌بئر أم احراد:

- ‌بئر السقيا:

- ‌بئر الثريا:

- ‌بئر النقع:

- ‌باب الآبار التى حفرت بعد زمزم فى الجاهلية

- ‌بنو الأسود:

- ‌ركايا قدامة:

- ‌بئر حويطب:

- ‌بئر خالصة:

- ‌بئر زهير:

- ‌ذكر الآبار الإسلامية

- ‌بئر الياقوتة:

- ‌بئر عمرو:

- ‌بئر الشركاء:

- ‌بئر عكرمة:

- ‌بئر الصلا:

- ‌بئر الطلوب:

- ‌بئر أبى موسى:

- ‌بئر شوذب:

- ‌بئر البرود:

- ‌بئر بكار:

- ‌بئر وردان:

- ‌بئر الصلاصل:

- ‌بئر السقيا:

- ‌ما جاء فى العيون التى أجريت فى الحرم

- ‌حايط الحمام:

- ‌حايط عوف:

- ‌حايط الصفى:

- ‌حايط مورس:

- ‌حايط خرمان:

- ‌حايط مقيصرة:

- ‌حايط حراء:

- ‌حايط ابن طارق:

- ‌حايط فخ:

- ‌حايط بلدح:

- ‌حايط ابن العاص:

- ‌حايط سفيان:

- ‌ما ذكر من أمر الرباع: رباع قريش وحلفائها

- ‌أولها: رباع بنى عبد المطلب بن هاشم

- ‌رباع حلفاء بنى هاشم

- ‌رباع بنى عبد المطلب بن عبد مناف

- ‌رباع حلفائهم

- ‌رباع بنى عبد شمس بن عبد مناف

- ‌رباع آل سعيد بن العاص بن أمية

- ‌ربع آل أبى العاص بن أمية

- ‌ربع آل أسيد بن أبى العيص

- ‌ربع آل ربيعة بن عبد شمس

- ‌ولآل عدى بن ربيعة بن عبد شمس

- ‌ربع آل عقبة بن أبى معيط

- ‌ ربع كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس

- ‌ولولد أمية بن عبد شمس الأصغر

- ‌رباع حلفاء بنى عبد شمس

- ‌ربع آل الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبى شمرالغسانى حليف المغيرة بن أبى العاص بن أمية

- ‌ربع أبى الأعور

- ‌ربع آل داود بن الحضرمى، واسم الحضرمى عبد الله بنعمار حليف عتبة بن ربيعة

- ‌رباع بنى نوفل بن عبد مناف

- ‌رباع حلفاء بنى نوفل بن عبد مناف

- ‌رباع بنى الحارث بن فهر

- ‌رباع بن أسد بنى عبد العزى

- ‌رباع بنى عبد الدار بن قصى

- ‌رباع حلفاء بن عبد الدار بن قصى

- ‌رباع بنى زهرة

- ‌رباع حلفاء بنى زهرة

- ‌ربع آل قارظ القاريين

- ‌ربع آل أنمار القاريين

- ‌ربع آل الأخنس بن شريق

- ‌ربع آل عدى بن أبى الحمراء الثقفى

- ‌ربع بنى تيم

- ‌رباع بنى مخزوم وحلفائهم

- ‌رباع بنى بنى عايذ من بنى مخزوم

- ‌رباع بنى عدى بن كعب

- ‌ربع بنى جمح

- ‌رباع بنى سهم

- ‌رباع حلفاء بنى سهم

- ‌رباع بنى عامر بن لوى

- ‌ذكر حد المعلاة وما يليها من ذلك

- ‌حد المسفلة

- ‌ذكر أخشبى مكة

- ‌ذكر شق مكة اليمانى وما فيه

- ‌فاضح:

- ‌الخندمة:

- ‌الأبيض:

- ‌المستنذر:

- ‌جبل مرازم:

- ‌قرن مسقلة:

- ‌جبل نبهان:

- ‌جبل زيقيا:

- ‌جبل الأعرج:

- ‌المطابخ:

- ‌ثنية أبى مرحب:

- ‌شعب أبى دب:

- ‌الحجون:

- ‌شعب الصفى:

- ‌ شعب الخوز

- ‌شعب عثمان:

- ‌ العيرة

- ‌خطم الحجون:

- ‌ذباب:

- ‌المفجر:

- ‌شعب حوا:

- ‌واسط:

- ‌الرباب:

- ‌ذو الآراكة:

- ‌شعب الرخم:

- ‌1 ـ ثبير غيناء:

- ‌2 ـ ثبير:

- ‌3 ـ ثبير النخيل:

- ‌ثبير النصع:

- ‌ثبير الأعرج:

- ‌الثقبة:

- ‌السرر:

- ‌السداد:

- ‌ سدرة خالد

- ‌فخ:

- ‌الغميم:

- ‌ المقطع

- ‌السداد:

- ‌ثنية الخل:

- ‌السقيا:

- ‌الستار:

- ‌ذكر شق معلاة مكة الشامى وما فيهمما يعرف اسمه من المواضع والجبال والشعاب مما أحاط به الحرم

- ‌شعب قعيقعان:

- ‌جبل شيبة:

- ‌ جبل الديلمى

- ‌الجبل الأبيض:

- ‌الحافض:

- ‌جبل تفاجة:

- ‌الجبل الحبشى:

- ‌آلات يحاميم:

- ‌ ثنية المقبرة

- ‌شعب المقبرة:

- ‌شعب آل قنفد:

- ‌غراب:

- ‌سقر:

- ‌شعب آل الأخنس:

- ‌جبل حراء:

- ‌القاعد:

- ‌أظلم:

- ‌ضنك:

- ‌مكة السدر:

- ‌شعب بنى عبد الله:

- ‌الحضرمتين:

- ‌القمعة:

- ‌القنينة:

- ‌ثنية أذاخر:

- ‌النقوى:

- ‌المستوفرة:

- ‌ذكر شق مسفلة مكة اليمانى وما فيهمما يعرف اسمه من المواضع والجبال والشعاب مما أحاط به الحرم

- ‌أجياد الصغير:

- ‌رأس الإنسان:

- ‌أنصاب الأسد:

- ‌شعب الخاتم:

- ‌جبل نفيع:

- ‌جبل خليفة:

- ‌ غراب

- ‌النبعة:

- ‌الميثب:

- ‌جبل عمر:

- ‌عدافة:

- ‌المقنعة:

- ‌اللاحجة:

- ‌القدفدة:

- ‌ذو مراخ:

- ‌السلفان اليمانى والشامى:

- ‌الضحاضح:

- ‌ذو السدير:

- ‌ذات السليم:

- ‌بشائم:

- ‌أضاة النبط:

- ‌ثنية أم قردان:

- ‌يرمرم:

- ‌ذات اللجب:

- ‌ذات أرحاء:

- ‌النسوة:

- ‌ القفيلة

- ‌ ثور

- ‌شعب البانة:

- ‌ذكر شق مسفلة مكة الشامى وما فيهمما يعرف اسمه من المواضع والجبال والشعاب مما أحاط به الحرب

- ‌الحزورة:

- ‌الحثمة:

- ‌زقاق النار:

- ‌بيت الأزلام:

- ‌جبل زرزر:

- ‌جبل النار:

- ‌جبل أبى يزيد:

- ‌جبل عمر:

- ‌جبل الأذاخر:

- ‌الحزنة:

- ‌شعب أرنى:

- ‌ثنية كداء:

- ‌الأبيض:

- ‌قرن أبى الأشعث:

- ‌بطن ذى طوى:

- ‌بطن مكة:

- ‌المقلع:

- ‌فخ:

- ‌ الثنية البيضاء

- ‌ الممدرة

- ‌المغش:

- ‌خزرورع:

- ‌أستار:

- ‌مقبرة النصارى:

- ‌جبل البرود:

- ‌الحصحاص:

- ‌المدور:

- ‌مسلم:

- ‌ثنية أم الحارث:

- ‌متن ابن عليا:

- ‌جبل أبى لقيط:

- ‌ثنية أذاخر:

- ‌شعب أشرس:

- ‌غراب:

- ‌شعب المطلب:

- ‌ذات الجليلين:

- ‌شعب زريق:

- ‌كتد:

- ‌جبل المغش:

- ‌ذو الأبرق:

- ‌الشيق:

- ‌أنصاب الحرم:

- ‌العقلة:

- ‌الأرنبة:

- ‌ذات الحنظل:

- ‌العبلاء:

- ‌الثنية البيضاء:

- ‌شعب اللبن:

- ‌ملحة العراب:

- ‌ملحة الحروب:

- ‌العشيرة:

- ‌قبر العبد:

- ‌التخابر:

- ‌كبش:

- ‌رحا:

- ‌البغيبغة:

- ‌سيول مكة المكرمة

- ‌1 ـ ذكر الطبرى

- ‌2 ـ سيل المخيل:

- ‌3 ـ سيل أبى شاكر:

- ‌4 ـ وقال أيضا:

- ‌5 ـ سيل عام

- ‌6 ـ سيل عام

- ‌7 ـ سيل عام

- ‌8 ـ سيل عام

- ‌9 ـ سيل عام

- ‌10 ـ سيل عام

- ‌11 ـ سيل عام

- ‌12 ـ سيل عام

- ‌13 ـ سيل عام

- ‌14 ـ سيل عام

- ‌15 ـ سيل عام

- ‌16 ـ سيل عام

- ‌17 ـ سيل عام

- ‌18 ـ سيل عام

- ‌19 ـ سيل عام

- ‌20 ـ سيل سنة

- ‌21 ـ سيل عام

- ‌22 ـ سيل عام

- ‌23 ـ سيل عام

- ‌24 ـ سيل عام

- ‌25 ـ سيل عام

- ‌26 ـ سيل عام

- ‌27 ـ سيل

- ‌28 ـ سيل عام

- ‌29 ـ سيل القناديل:

- ‌30 ـ سيل عام

- ‌31 ـ سيل عام

- ‌32 ـ سيل عام

- ‌33 ـ سيل عام

- ‌34 ـ سيل عام

- ‌35 ـ سيل عام

- ‌36 ـ سيل عام

- ‌37 ـ سيل عام

- ‌38 ـ سيل عام

- ‌39 ـ سيل عامة

- ‌40 ـ سيل عام

- ‌41 ـ سيل عام

- ‌42 ـ سيل عام

- ‌43 ـ سيل عام

- ‌44 ـ سيل عام

- ‌45 ـ سيل عام

- ‌46 ـ سيل عام

- ‌47 ـ سيل عام

- ‌48 ـ سيل عام

- ‌49 ـ سيل عام

- ‌50 ـ سيل عام

- ‌51 ـ سيل عام

- ‌52 ـ سيل عام

- ‌53 ـ سيل عام

- ‌54 ـ سيل عام

- ‌55 ـ سيل عام

- ‌56 ـ سيل عام

- ‌57 ـ سيل عام

- ‌58 ـ سيل عام

- ‌59 ـ سيل عام

- ‌60 ـ سيل عام

- ‌61 ـ سيل عام

- ‌62 ـ سيل عام

- ‌63 ـ سيل عام

- ‌64 ـ سيل أبو قرنين:

- ‌65 ـ سيل عام

- ‌66 ـ سيل عام

- ‌67 ـ سيل عام

- ‌68 ـ سيل عام

- ‌69 ـ سيل الخديوى:

- ‌70 ـ سيل عام

- ‌71 ـ سيل عام

- ‌72 ـ سيل عام

- ‌73 ـ سيل عام

- ‌74 ـ سيل عام

- ‌بناء الكعبة

- ‌ذكر من حج من الخلفاء والملوك إلى بيت الله الحرام

- ‌فصلفى حجة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌لطيفة

- ‌النداء بالحج سنة للمسلمين:

- ‌فصلفى ذكر من حج من الخلفاء فى مدة خلافتهأبو بكر الصديق (رضى الله عنه)

- ‌ عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه

- ‌عثمان بن عفان رضى الله عنه

- ‌معاوية بن أبى سفيان

- ‌عبد الله بن الزبير

- ‌عبد الملك بن مروان

- ‌الوليد بن عبد الملك بن مروان

- ‌سليمان بن عبد الله بن مروان

- ‌هشام بن عبد الملك بن مروان

- ‌ثم كانت دولة بنى العباس

- ‌أبو جعفر المنصور

- ‌المهدى أبو عبد الله محمد

- ‌هارون الرشيد

- ‌الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسنابن أبى بكر بن على القبّى بن الحسن الخليفة الراشد بالله

- ‌ذكر من حجّ من الملوكالملك الصليحى واسمه: على بن محمد بن على

- ‌وملك بعد ثم حجّ الملك العادل نور الدين محمود

- ‌الملك المعظم شمس الدين توارن شاه

- ‌الملك المعظم شرف الدين أبو الفتح عيسى بن الملك العادلسيف الدين أبى بكر محمد

- ‌الملك المسعود صلاح الدين أبو المظفر يوسف

- ‌الملك المنصور نور الدين عمر بن على بن رسول الكردى

- ‌الملك الناصر أبو شادى داود

- ‌الملك المظفر شمس الدين يوسف بن الملك المنصور نور الدينعمر بن على بن رسول

- ‌السلطان الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح بيبرسالبند قدارى الصالحى النجمى

- ‌السلطان الملك الناصر ناصر الدين أبو المعالى محمد بن الملك المنصورسيف الدين قلاوون الألفى الصالحى النجمى

- ‌منسا موسى ملك التّكرور

- ‌الملك المجاهد على بن الملك المؤيد داود بن الملك المظفريوسف بن الملك المنصور عمر بن على بن رسول صاحب اليمن

- ‌الملك الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون

- ‌مراجع التحقيق

- ‌[مقدمه المصنف]

- ‌الباب الأولفى ذكر‌‌ مكة المشرفة

- ‌ مكة المشرفة

- ‌ذرع مكة

- ‌ومن الجبال المحدقة بمكة:

- ‌ذكر حكم بيع دور مكة وإجارتها

- ‌الباب الثانىفى أسماء مكة المشرفة

- ‌لمكة المشرفة:

- ‌الباب الثالثفى ذكر‌‌ حرم مكة

- ‌ حرم مكة

- ‌وسبب تحريمه

- ‌وللحرم

- ‌الباب الرابعفى ذكر شيء من الأحاديث والآثار الدالة على حرمة «مكة» وحرمها، وشيء من الأحكام المختصة بذلك

- ‌ومما تمتاز به:

- ‌وحرم مكة

- ‌الباب الخامسفى الأحاديث الدالة على أن مكة المشرفة أفضل من غيرها من البلاد، وأن الصلاة فيها أفضل من غيرها، وغير ذلك من فضلها

- ‌الباب السادسفى المجاورة بمكة، والموت فيها، وشيء من فضل أهلها، وفضل جدة ساحل مكة، وشيء من خبرها، وفضل الطائف وشيء من خبره

- ‌وأما الموت بمكة:

- ‌وأما فضل أهل مكة:

- ‌وأما فضل جدة:

- ‌وأما فضل الطائف:

- ‌الباب السابعفى أخبار عمارة الكعبة المعظمة

- ‌الباب الثامنفى صفة الكعبة المعظمة، وذرعها، وشاذروانها، وحليتها، ومعاليقها، وكسوتها، وطيبها، وخدامها، وأسمائها، وهدم الحبشى لها، ووقت فتحها فى الجاهلية والإسلام. وبيان جهة المصلين إلى الكعبة من سائر الآفاق، ومعرفة أدلة القبلة بالآفاق ال

- ‌أما صفة الكعبة:

- ‌وأما أذرع الكعبة

- ‌وأما ذرع الكعبة (1) من خارجها:

- ‌وأما شاذروان الكعبة

- ‌وأما حلية الكعبة المعظمة:

- ‌وأما معاليق الكعبة

- ‌وأما كسوة الكعبة

- ‌وقد أحدث:

- ‌وممن كساها:

- ‌وأول من كساها:

- ‌وأما طيب الكعبة:

- ‌وأما خدام الكعبة:

- ‌وأما أسماء الكعبة:

- ‌ومن أسمائها:

- ‌وأما هدم الحبشى للكعبة:

- ‌وأما وقت فتح الكعبة فى الجاهلية:

- ‌وأما بيان جهة المصلين إلى الكعبة من سائر الآفاق

- ‌الباب التاسعفى بيان مصلى النبى صلى الله عليه وسلم فى الكعبة المعظمة، وقدر صلاته فيها ووقتها

- ‌أما موضع صلاته فى الكعبة:

- ‌وأما قدر صلاته هذه:

- ‌وأما من روى صلاة النبى صلى الله عليه وسلم فى الكعبة

- ‌وأما الذين نفوها:

- ‌وأما عدد دخوله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة بعد هجرته:

- ‌وأما أول وقت دخل فيه النبى صلى الله عليه وسلم الكعبة بعد هجرته:

- ‌الباب العاشرفى ثواب دخول الكعبة المعظمة، وفيما جاء من الأخبار الموهمة لعدم استحباب ذلك، وفيما يطلب فيها من الأمور التى صنعها فيها النبى صلى الله عليه وسلم، وذكر الصلاة فيها وآداب دخولها

- ‌وأما ثواب دخولها:

- ‌وأما حكم الصلاة فى الكعبة:

- ‌وأما آداب دخولها:

- ‌الباب الحادى عشرفى ذكر شيء من فضائل الكعبة، وفضائل ركنيها: الحجر الأسود واليمانى

- ‌فأما فضل الكعبة:

- ‌وأما الأحاديث:

- ‌وأما فضل الحجر الأسود:

- ‌ومن فضائله:

- ‌وأما الركن اليمانى:

- ‌الباب الثانى عشرفى فضائل الأعمال المتعلقة بالكعبة، كالطواف بها، والنظر إليها، والحج والعمرة، وغير ذلك

- ‌أما فضل الطواف من غير تقييد بزمن:

- ‌وأما ثواب النظر إلى الكعبة:

- ‌وأما ثواب الحج والعمرة:

- ‌الباب الثالث عشرفى الآيات المتعلقة بالكعبة المعظمة

- ‌أما قصة تبع

- ‌وأما أصحاب الفيل

- ‌الباب الرابع عشرفى ذكر شيء من أخبار الحجر الأسود

- ‌الباب الخامس عشرفى الملتزم، والمستجاب، والحطيم، وما جاء فى ذلك من استجابة الدعاء فى هذه المواضع، وغيرها من الأماكن بمكة المشرفة وحرمها

- ‌أما الملتزم:

- ‌وأما المستجاب:

- ‌وأما الحطيم:

- ‌وأما بقية المواضع التى يستجاب فيها الدعاء:

- ‌الباب السادس عشرفى ذكر شيء من أخبار المقام، مقام الخليل عليه السلام

- ‌هذا المقام:

- ‌الباب السابع عشرفى ذكر شيء من أخبار الحجر المكرم ـ حجر إسماعيل عليه السلام وفيه بيان المواضع التى صلى فيها النبى صلى الله عليه وسلم حول الكعبة

- ‌والحجر:

- ‌وروينا عنه:

- ‌وأما الحفرة المرخمة فى وجه الكعبة:

- ‌الباب الثامن عشرفى ذكر شيء من أخبار توسعة المسجد الحرام وعمارته وذرعه

- ‌الباب التاسع عشرفى عدد أساطين المسجد الحرام وصفتها، وعدد عقودها وشرفاته، وقناديله وأبوابه وأسمائها ومنايره، وفيما صنع لمصلحته، أو لنفع الناس فيه، وفيما فيه الآن من المقامات، وكيفية صلاة الأئمة بها وحكمها

- ‌ومقام الشافعى:

- ‌ومقام الحنفى:

- ‌ومقام المالكى:

- ‌ومقام الحنبلى:

- ‌الباب العشرونفى ذكر شيء من خبر زمزم وسقاية العباس رضى الله عنه

- ‌الباب الحادى والعشرونفى ذكر الأماكن المباركة التى ينبغى زيارتها الكائنة بمكة المشرفة، وحرمها وقربه

- ‌الباب الثانى والعشرونفى ذكر أماكن بمكة المشرفة وحرمها وقربه لها تعلق بالمناسك وهى ستة وعشرون موضعا، مرتبة على ترتيب حروف المعجم

- ‌الأول: باب بنى شيبة الذى يستحب للمحرم دخول المسجد الحرام منه

- ‌الثانى: التنعيم المذكور فى حد الحرم من جهة المدينة النبوية

- ‌الثالث: ثبير الذى إذا طلعت عليه الشمس

- ‌الرابع: الجعرانة

- ‌الخامس: الجمار المذكور فى صفة الحج

- ‌السادس: الحجون

- ‌السابع: الحديبية:

- ‌الثامن: ذو طوى

- ‌التاسع: الردم الذى ذكر بعض الشافعية:

- ‌العاشر: الصفا

- ‌الحادى عشر: طريق ضب

- ‌الثانى عشر: عرفة

- ‌الثالث عشر: عرنة

- ‌الرابع عشر: قزح

- ‌الخامس عشر: كداء

- ‌السادس عشر: كداء

- ‌السابع عشر: المأزمان

- ‌الثامن عشر: محسر

- ‌التاسع عشر: المحصب

- ‌العشرون: المروة

- ‌الحادى والعشرون: المزدلفة

- ‌الثانى والعشرون: المشعر الحرام

- ‌الثالث والعشرون: المطاف

- ‌الرابع والعشرون: منى

- ‌الخامس والعشرون: الميلان الأخضران

- ‌السادس والعشرون: نمرة

- ‌الباب الثالث والعشرونفيما بمكة من المدارس، والربط، والسقايات، والبرك المسبلة، والآبار، والعيون، والمطاهر، وغير ذلك من المآثر، وما فى حرمها من ذلك

- ‌أما المدارس الموقوفة:

- ‌وأما السقايات

- ‌وأما البرك المسبلة:

- ‌أما الآبار التى بمكة:

- ‌وأما العيون:

- ‌وأما المطاهر:

- ‌الباب الرابع والعشرونفى ذكر شيء من خبر بنى المحض بن جندل، ملوك مكة ونسبهم، وذكر شيء من أخبار العماليق ملوك مكة ونسبهم، وذكر ولاية طسم للبيت الحرام

- ‌أما بنو المحض:

- ‌وأما العماليق:

- ‌الباب الخامس والعشرونفى ذكر شيء من خبر جرهم ولاة مكة ونسبهم، وذكر من ملك مكة من جرهم، ومدة ملكهم لها وما وقع فى نسبهم من الخلاف، وفوائد تتعلق بذلك، وذكر من أخرج جرهما من مكة وكيفية خروجهم منها، وغير ذلك

- ‌أما نسبهم:

- ‌الباب السادس والعشرونفى ذكر شيء من خبر إسماعيل، وذكر ذبح إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام

- ‌الباب السابع والعشرونفى ذكر شيء من خبر هاجر أم إسماعيل عليه السلام، وذكر أسماء أولاد إسماعيل وفوائد تتعلق بهم وذكر شيء من خبر بنى إسماعيل، وذكر ولاية نابت بن إسماعيل للبيت الحرام

- ‌وأما خبر بناء إسماعيل عليه السلام

- ‌وأما ولاية نابت بن إسماعيل للبيت الحرام:

- ‌الباب الثامن والعشرونفى ذكر ولاية إياد بن نزار بن معد بن عدنان للكعبة، وشيء من خبره، وذكر ولاية بنى إياد بن نزار الكعبة، وشيء من خبرهم وخبر مضر، ومن ولى الكعبة من مضر قبل قريش

- ‌أما ولاية إياد:

- ‌الباب التاسع والعشرونفى ذكر من ولى الإجازة بالناس من عرفة ومزدلفة، ومنى، من العرب فى ولاية خزاعة وقريش على مكة

- ‌الباب الثلاثونفى ذكر من ولى إنساء الشهور من العرب بمكة، وذكر صفة الإنساء، وذكر الحمس والحلة، والطلس

- ‌الباب الحادى والثلاثونفى ذكر شيء من خبر خزاعة ولاة مكة فى الجاهلية ونسبهم، ومدة ولايتهم لمكة، أول ملوكهم بها، وغير ذلك من خبرهم، وشيء من خبر عمرو بن عامر ماء السماء الذى تنسب إليه خزاعة على ما قيل، وشيء من خبر بنيه وغير ذلك

- ‌الباب الثانى والثلاثونفى ذكر شيء من أخبار قريش بمكة فى الجاهلية، وشيء من فضلهم، وما وصفوا به، وبيان نسبهم وسبب تسميتهم بقريش وابتداء ولايتهم الكعبة وأمر مكة

- ‌الباب الثالث والثلاثونفى ذكر شيء من خبر بنى قصى بن كلاب، وتوليتهم لما كان بيده من الحجابة، والسقاية، والرفادة، والندوة، والقيادة، وتفسير ذلك

- ‌الباب الرابع والثلاثونفى ذكر شيء من خبر الفجار والأحابيش

- ‌الباب الخامس والثلاثونفى ذكر حلف الفضول، وخبر ابن جدعان الذى كان هذا الحلف فى داره، وذكر أجواد قريش وحكامهم فى الجاهلية، وملك عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن قصى عليهم، وشيء من خبره

- ‌الباب السادس والثلاثونفى ذكر شيء من فتح مكة المشرفة، وفوائد تتعلق بذلك

- ‌وأما الفوائد المتعلقة بخبر فتح مكة:

- ‌الباب السابع والثلاثونفى ذكر ولاة مكة المشرفة فى الإسلام

- ‌الباب الثامن والثلاثونفى ذكر شيء من الحوادث المتعلقة بمكة فى الإسلام

- ‌الباب التاسع والثلاثونفى ذكر شيء من أمطار مكة وسيولها، فى الجاهلية والإسلام، وشيء من أخبار الصواعق بمكة، وذكر شيء من أخبار الرخص والغلاء والوباء بمكة

- ‌الباب الأربعونفى ذكر الأصنام التى كانت بمكة وحولها، وشيء من خبرها، وذكر شيء من خبر أسواق مكة فى الجاهلية والإسلام، وذكر شيء مما قيل من الشعر فى الشوق إلى مكة الشريفة، وذكر معالمها المنيفة

- ‌وأما أسواق مكة فى الجاهلية

- ‌وأما ما قيل من الشعر فى التشوق إلى مكة الشريفة

- ‌[السيرة النبوية]

- ‌ذكر أسمائه ونسبه وشيء من حاله من حين ولادتهوإلى وفاته وغير ذلك من حال عمله

- ‌[الغزوات والسرايا]

- ‌[سرية حمزة إلى سيف البحر]

- ‌[سرية عبيدة بن الحارث إلى بطن رابغ]

- ‌[سرية سعد بن أبى وقاص إلى الخرار]

- ‌[غزوة الأبواء]

- ‌[غزوة بواط]

- ‌[غزوة بدر الأولى

- ‌[غزوة ذات العشيرة

- ‌[سرية عبد الله بن جحش إلى نخلة]

- ‌[غزوة بدر الكبرى]

- ‌سرية عمير

- ‌غزوة بنى سليم

- ‌سرية أبى عفك

- ‌غزوة بنى قينقاع

- ‌غزوة السويق

- ‌سرية كعب بن الأشرف

- ‌غزوة غطفان

- ‌سرية القردة

- ‌غزوة أحد

- ‌غزوة حمراء الأسد

- ‌سرية قطن

- ‌سرية عرنة

- ‌سرية بئر معونة

- ‌غزوة الرجيع

- ‌غزوة بنى النضير

- ‌غزوة بدر الصغرى

- ‌غزوة ذات الرقاع

- ‌غزوة دومة الجندل

- ‌غزوة المريسيع

- ‌غزوة الخندق

- ‌غزوة بنى قريظة

- ‌سرية القرطاء

- ‌غزوة بنى لحيان

- ‌غزوة الغابة

- ‌سرية غمر مرزوق

- ‌سرية ذى القصة

- ‌سرية بنى سليم

- ‌سرية دومة الجندل

- ‌سرية بنى سعد

- ‌سرية أم قرمة

- ‌سرية ابن أبى الحقيق

- ‌سرية ابن رزام

- ‌سرية العرنيين

- ‌سرية أبى سفيان

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة خيبر

- ‌غزوة وادى القرى

- ‌سرية بدنة

- ‌سرية بنى فزارة

- ‌سرية بنى مرة

- ‌سرية المنفعة

- ‌سرية يمن وجبار

- ‌عمرة القضية

- ‌سرية بنى سليم

- ‌كتبه صلى الله عليه وسلم إلى الملوك

- ‌سرية الكديد

- ‌سرية مصاب

- ‌سرية بنى عامر

- ‌سرية ذات الطلاع

- ‌سرية مؤتة

- ‌سرية ذات السلاسل

- ‌سرية الحبط

- ‌سرية خضرة

- ‌سرية بطن أضم

- ‌فتح مكة

- ‌سرية خالد

- ‌غزوة حنين

- ‌سرية ذى الكفين

- ‌غزوة الطائف

- ‌سرية اليمن

- ‌سرية القرطا

- ‌سرية خثعم

- ‌سرية الحبشة

- ‌سرية القلمس

- ‌سرية الجباب

- ‌غزوة تبوك

- ‌سرية اليمن

- ‌حجة الوداع

- ‌سرية أبنا

- ‌وفاته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى زوجاته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خدامه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى مواليه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى إمائه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خيله، وبغاله، وحميره، ولقاحه، وغنمه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى سلاحه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى كتّابه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى عدد رسله صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى عدد أمرائه صلى الله عليه وسلم على البلاد

- ‌فصل فى عدد مغازيه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى عدد بعوثه وسراياه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى حجه وعمره صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أخلاقه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى فضائله صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى معجزاته صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌ذكر حكم بيع دور مكة وإجارتها

‌ذكر حكم بيع دور مكة وإجارتها

(1)

ـ قال الخليل: سمى الحجاز حجازا لأنه فصل بين الغور والشام وبين البادية.

وقال عمارة بن عقيل: ما سأل من حرّة بن سليم وحرّة ليلى فهو الغور حتى يقطعه البحر، وما سال من ذات عرق مغربا فهو الحجاز إلى أن تقطعه تهامة، وهو حجاز أسود حجز بين نجد وتهامة، وما سال من ذات عرق مقبلا فهو نجد إلى أن يقطعه العراق.

وقال الأصمعى: ما احتزمت به الحرار حرّة شوران وحرّة ليلى وحرّة واقم وحرّة النار وعامة منازل بنى سليم إلى المدينة، فذلك الشقّ كله حجاز.

وقال الأصمعى أيضا فى كتاب جزيرة العرب: الحجاز اثنتا عشرة دارا: المدينة وخيبر وفدك وذو المروة ودار بلىّ ودار أشجع ودار مزينة ودار جهينة ونفر من هوازن وجلّ سليم وجلّ هلال وظهر حرّة ليلى، ومما يلى الشام شغب وبدا.

وقال الأصمعى فى موضع آخر من كتابه: الحجاز من تخوم صنعاء من العبلاء وتبالة إلى تخوم الشام، وإنما سمى حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد، فمكة تهامية والمدينة حجازية والطائف حجازية.

وقال غيره: حدّ الحجاز من معدن النقرة إلى المدينة، فنصف المدينة حجازىّ ونصفها تهامىّ، وبطن نخل حجازى وبحذائه جبل يقال له الأسود نصفه حجازى ونصفه نجدىّ. وذكر ابن أبى شبّة أن المدينة حجازية.

(1)

ذهب جمهور الأئمة من السلف والخلف، إلى أنه لا يجوز بيع أراضى مكة، ولا إجارة بيوتها، هذا مذهب مجاهد وعطاء فى أهل مكة، ومالك فى أهل المدينة، وأبى حنيفة فى أهل العراق، وسفيان الثورى، والإمام أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه.

وروى الإمام أحمد رحمه الله، عن علقمة بن نضلة، قال: كانت رباع مكة تدعى السوائب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر، من احتاج سكن، ومن استغنى أسكن.

وروى أيضا عن عبد الله بن عمر: «من أكل أجور بيوت مكة، فإنما يأكل فى بطنه نار جهنم» رواه الدار قطنى مرفوعا إلى النبى صلى الله عليه وسلم، وفيه:«إن الله حرم مكة، فحرام بيع رباعها وأكل ثمنها» .

وقال الإمام أحمد: حدثنا معمر، عن ليث، عن عطاء، وطاوس ومجاهد، أنهم قالوا: يكره أن تباع رباع مكة أو تكرى بيوتها.

وذكر الإمام أحمد، عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: من أكل من كراء بيوت مكة، فإنما يأكل فى بطنه نارا.

وقال أحمد: حدثنا هشيم، حدثنا حجاج، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر، قال: نهى عن إجارة بيوت مكة، وعن بيع رباعها.

وذكر عن عطاء، قال: نهى عن إجازة بيوت مكة.

وقال أحمد: حدثنا إسحاق بن يوسف قال: حدثنا عبد الملك، قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أمير أهل مكة ينهاهم عن إجازة بيوت مكة، وقال: إنه حرام.

وحكى أحمد عن عمر، أنه نهى أن يتخذ أهل مكة للدور أبوابا، لينزل البادى حيث شاء. ـ

ص: 197

_________

ـ وحكى عن عبد الله بن عمر، عن أبيه: أنه نهى أن تغلق أبواب دور مكة، فنهى من لا باب لداره أن يتخذ لها بابا، ومن لداره باب أن يغلقه، وهذا فى أيام الموسم.

قال المجوزون للبيع والإجارة: الدليل على جواز ذلك، كتاب الله وسنة رسوله، وعمل أصحابه وخلفائه الراشدين.

قال الله تعالى: (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ)[الحشر: 8].

وقال: (فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ)[آل عمران: 195].

وقال: (إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ)[الممتحنة: 9] فأضاف الدور إليهم، وهذه إضافة تمليك.

وقال النبى صلى الله عليه وسلم، وقد قيل له: أين تنزل غدا بدارك بمكة؟ فقال: «وهل ترك لنا عقيل من رباع» (1)، ولم يقل: إنه لا دار لى، بل أقرهم على الإضافة، وأخبر أن عقيلا استولى عليها ولم ينزعها من يده، وإضافة دورهم إليهم فى الأحاديث أكثر من أن تذكر، كدار أم هانئ، ودار خديجة، ودار أبى أحمد بن جحش وغيرها، وكانوا يتوارثونها كما يتوارثون المنقول، ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم:«وهل ترك لنا عقيل من منزل» ، وكان عقيل هو ورث دور أبى طالب، فإنه كان كافرا، ولم يرثه على رضى الله عنه، لاختلاف الدين بينهما، فاستولى عقيل على الدور. ولم يزالوا قبل الهجرة وبعدها، بل قبل المبعث وبعده، من مات، ورث ورثته داره إلى الآن.

وقد باع صفوان بن أمية دارا لعمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ بأربعة آلاف درهم، فاتخذها سجنا، وإذا جاز البيع، والميراث، فالإجارة أجوز وأجوز، فهذا موقف أقدام الفريقين كما ترى، وحججهم فى القوة والظهور لا تدفع، وحجج الله وبيناته لا يبطل بعضها بعضا بل يصدق بعضها بعضا، ويجب العمل بموجبها كلها، والواجب اتباع الحق أين كان.

فالصواب القول بموجب الأدلة من الجانبين، وأن الدور تملك، وتوهب، وتورث، وتباع، ويكون نقل الملك فى البناء لا فى الأرض والعرصة، فلو زال بناؤه، لم يكن له أن يبيع الأرض، وله أن يبنيها ويعيدها كما كانت، وهو أحق بها يسكنها ويسكن فيها من شاء، وليس له أن يعاوض على منفعة السكنى بعقد الإجارة، فإن هذه المنفعة إنما يستحق أن يقدم فيها على غيره، ويختص بها لسبقه وحاجته، فإذا استغنى عنها، لم يكن له أن يعاوض عليها، كالجلوس فى الرحاب، والطرق الواسعة، والإقامة على المعادن وغيرها من المنافع والأعيان المشتركة التى من سبق إليها، فهو أحق بها ما دام ينتفع، فإذا استغنى، لم يكن له أن يعاوض، وقد صرح أرباب هذا القول بأن البيع ونقل الملك فى رباعها إنما يقع على البناء لا على الأرض، فذكره أصحاب أبى حنيفة.

فإن قيل: فقد منعتم الإجارة، وجوزتم البيع، فهل لهذا نظير فى الشريعة، والمعهود فى الشريعة أن الإجارة أوسع من البيع، فقد يمتنع البيع، وتجوز الإجارة، كالوقف والحر، فأما العكس، فلا عهد لنا به؟ .

قيل: كلّ واحد من البيع والإجارة عقد مستقل غير مستلزم للآخر فى جوازه وامتناعه، وموردهما مختلف، وأحكامهما مختلفة، وإنما جاز البيع، لأنه وارد على المحل الذى كان البائع ـ

ص: 198

اختلف فى ذلك قول مالك. فروى عنه: أنه كره بيعها وكراء دورها، فإن بيعت أو أكريت: لم يفسخ. وروى عنه منع ذلك.

وليس سبب الخلاف عند المالكية: الخلاف فى مكة: هل فتحت عنوة، أو صلحا؟ لأنهم لم يختلفوا فى أنها فتحت عنوة.

وإنما سبب الخلاف عندهم فى ذلك: الخلاف فى مكة: هل منّ النبى صلى الله عليه وسلم بها على

ـ أخص به من غيره، وهو البناء، وأما الإجارة فإنما ترد على المنفعة، وهى مشتركة، وللسابق إليها حق التقدم دون المعاوضة، فلهذا أجزنا البيع دون الإجارة، فإن أبيتم إلا النظير، قيل: هذا المكاتب يجوز لسيده بيعه، ويصير مكاتبا عند مشتريه، ولا يجوز له إجارته إذ فيها إبطال منافعه وأكسابه التى ملكها بعقد الكتابة والله أعلم. على أنه لا يمنع البيع، وإن كانت منافع أرضها ورباعها مشتركة بين المسلمين، فإنها تكون عند المشترى كذلك مشتركة المنفعة، إن احتاج سكن، وإن استغنى أسكن كما كانت عند البائع، فليس فى بيعها إبطال اشتراك المسلمين فى هذه المنفعة، كما أنه ليس فى بيع المكاتب إبطال ملكه لمنافعه التى ملكها بعقد المكاتبة، ونظير هذا جواز بيع أرض الخراج التى وقفها عمر رضى الله عنه على الصحيح الذى استقر الحال عليه من عمل الأمة قديما وحديثا، فإنها تنتقل إلى المشترى خراجية، كما كانت عند البائع، وحق المقاتلة إنما هو فى خراجها، وهو لا يبطل بالبيع، وقد اتفقت الأمة على أنها تورث، فإن كان بطلان بيعها لكونها وقفا، فكذلك ينبغى أن تكون وقفيتها مبطلة لميراثها، وقد نص أحمد على جواز جعلها صداقا فى النكاح، فإذا جاز نقل الملك فيها بالصداق والميراث والهبة، جاز البيع فيها قياسا وعملا، وفقها. والله أعلم.

فإذا كانت قد فتحت عنوة، فهل يضرب الخراج على مزارعها كسائر أرض العنوة، وهل يجوز لكم أن تفعلوا ذلك أم لا؟ .

قيل: فى هذه المسألة قولان لأصحاب العنوة.

أحدهما: المنصوص المنصور الذى لا يجوز القول بغيره، أنه لا خراج على مزارعها وإن فتحت عنوة، فإنها أجل وأعظم من أن يضرب عليها الخراج، لا سيما والخراج هو جزية الأرض، وهو على الأرض كالجزية على الرءوس، وحرم الرب أجل قدرا وأكبر من أن تضرب عليه جزية، ومكة بفتحها عادت إلى ما وضعها الله عليه من كونها حرما آمنا يشترك فيه أهل الإسلام، إذ هو موضع مناسكهم ومتعبدهم وقبلة أهل الأرض.

والثانى ـ وهو قول بعض أصحاب أحمد: أن على مزارعها الخراج، كما هو على مزارع غيرها من أرض العنوة، وهذا فاسد مخالف لنص أحمد رحمه الله ومذهبه، ولفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين من بعده رضى الله عنهم، فلا التفات إليه، والله أعلم.

وقد بنى بعض الأصحاب تحريم بيع رباع مكة على كونها فتحت عنوة، وهذا بناء غير صحيح، فإن مساكن أرض العنوة تباع قولا واحدا، فظهر بطلان هذا البناء والله أعلم.

انظر: (زاد المعاد 3/ 315 وما بعدها).

ص: 199

أهلها، فلم تقسم، ولا سبى أهلها، لما عظّم الله من حرمتها، أو أقرت للمسلمين؟ أشار إلى ذلك ابن رشد.

وعلى الأول: ينبنى جواز بيع دورها وإجارتها، وينبنى منع ذلك على القول بأنها أقرت للمسلمين.

وفى هذا القول نظر. فقد بيعت دور مكة فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم، وعمر وعثمان رضى الله عنهما، وبأمرهما اشتريت دور مكة لتوسعة المسجد الحرام، وكذلك فعل ابن الزبير رضى الله عنهما.

وفعل ذلك غير واحد من الصحابة رضى الله عنهم. وهم أعرف الناس بما يصلح فى مكة.

وهذا مذكور فى تاريخ الأزرقى، ما عدا بيعها فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم فإن ذلك مذكور فى كتاب الفاكهى عن عبد الرحمن بن مهدى.

ولا يعارض هذا حديث علقمة بن نضلة الكنانى ـ وقيل الكندى ـ «كانت الدور والمساكن على عهد النبى صلى الله عليه وسلم، وأبى بكر، وعمر، وعثمان رضى الله عنهم ـ لا تكرى ولا تباع، ولا تدعى إلا السوائب، من احتاج سكن، ومن استغنى أسكن» . وهذا لفظ الأزرقى. وفى ابن ماجة معناه (1).

لأن حاصل حديث علقمة: شهادة على النفى. وفى مثل هذا يقدم المثبت. والله أعلم.

واختلف الحنفية فى جواز بيع دور مكة، فاختار الصاحبان ـ أبو يوسف ومحمد بن الحسن ـ جواز ذلك. وعلى قولهما الفتوى، فيما ذكر الصدر الشهيد، ومقتضى قولهما بجواز البيع، جواز الكراء. والله أعلم.

واختلف رأى الإمام أحمد رضى الله عنه فى ذلك. فعنه روايتان فى جواز بيع دور مكة وإجارتها. ورجح كلا منهما مرجح من أتباعه المتأخرين.

ولم يختلف مذهب الشافعى رضى الله عنه فى جواز بيع دور مكة وكرائها؛ لأنها عنده فتحت صلحا. وقال بعضهم عنه: فتحت بأمان، وهو فى معنى الصلح.

(1) أخرجه ابن ماجة فى سننه (3107) من طريق: أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد بن أبى حسين، عن عثمان بن أبى سليمان، عن علقمة بن نضلة، قال:«توفى رسول اللهصلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وعمر وما تدعى رباع مكة إلا السوائب، من احتاج سكن ومن استغنى أسكن» .

ص: 200

وقال الماوردى، من أئمة الشافعية: عندى أن أسفلها دخله خالد بن الوليد رضى الله عنه عنوة، وأعلاها فتح صلحا.

قال النووى: والصحيح الأول. يعنى أنها فتحت صلحا كلها. وفى صحته نظر؛ لأن الفتح صلحا إنما يكون بالتزام أهل البلد المفتتحة ترك القتال. والواقع من أهل مكة عند فتحها خلاف ذلك؛ لأن فى مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه حديثا فى فتح مكة. قال فيه: «ووبّشت قريش أوباشا لها وأتباعا، فقالوا: نقدم هؤلاء. فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذى سئلنا» (1).

(1) أخرجه مسلم فى صحيحه (1780) من طريق شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا ثابت البنانى، عن عبد الله بن رباح، عن أبى هريرة، قال: وفدت وفود إلى معاوية وذلك فى رمضان، فكان يصنع بعضنا لبعض الطعام، فكان أبو هريرة مما يكثر أن يدعونا إلى رحله، فقلت: ألا أصنع طعاما فأدعوهم إلى رحلى، فأمرت بطعام يصنع ثم لقيت أبا هريرة من العشى، فقلت: الدعوة عندى الليلة، فقال: سبقتنى، قلت: نعم، فدعوتهم، فقال أبو هريرة: ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار ثم ذكر فتح مكة، فقال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم مكة، فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، وبعث خالدا على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسر فأخذوا بطن الوادى ورسول الله صلى الله عليه وسلم فى كتيبة، قال: فنظر فرآنى، فقال أبو هريرة: قلت: لبيك يا رسول الله، فقال:«لا يأتينى إلا أنصارى ـ زاد غير شيبان فقال ـ اهتف لى بالأنصار» قال: فأطافوا به ووبشت قريش أوباشا لها وأتباعا، فقالوا: نقدم هؤلاء فإن كان لهم شيء كنا معهم وإن أصيبوا أعطينا الذى سئلنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم» ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى ثم قال: «حتى توافونى بالصفا» قال: فانطلقنا فما شاء أحد منا أن يقتل أحدا إلا قتله وما أحد منهم يوجه إلينا شيئا، قال: فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله أبيحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، ثم قال: من دخل دار أبى سفيان فهو آمن، فقالت: الأنصار بعضهم لبعض أما الرجل فأدركته رغبة فى قريته ورأفة بعشيرته. قال أبو هريرة: وجاء الوحى وكان إذا جاء الوحى لا يخفى علينا فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينقضى الوحى، فلما انقضى الوحى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يا معشر الأنصار» قالوا: لبيك يا رسول الله، قال:«قلتم أما الرجل فأدركته رغبة فى قريته» قالوا: قد كان ذاك، قال:«كلا إنى عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم والمحيا محياكم والممات مماتكم، فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله ما قلنا الذى قلنا إلا الضن بالله وبرسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم» قال: فأقبل الناس إلى دار أبى سفيان وأغلق الناس أبوابهم، قال: وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت، قال: فأتى على صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه، قال: وفى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس وهو آخذ بسية القوس، فلما أتى على الصنم جعل يطعنه فى عينه ويقول:(جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ) فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو بما شاء أن يدعو.

وأخرجه أحمد بن حنبل فى مسنده (10565).

ص: 201

وفيه ما يقتضى أمر النبى صلى الله عليه وسلم بقتالهم ووقوع القتل. وذلك: ينافى الصلح. وفيه دليل على أن فتح مكة عنوة. والله أعلم.

ومن الأخبار الدالة على أن فتح مكة عنوة: قوله صلى الله عليه وسلم فى خطبته بمكة يوم فتحها: «يا معشر قريش، ما ترون أنى فاعل بكم؟ قالوا: خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم. قالصلى الله عليه وسلم: اذهبوا، فأنتم الطلقاء» (1) وهذه الخطبة فى سيرة ابن إسحاق، تهذيب ابن هشام (2).

قال ابن الأثير فى النهاية، فى حديث حنين:«خرج إليها ومعها الطلقاء الذين خلّى عنهم يوم فتح مكة، أطلقهم ولم يسترقهم» إلى آخر كلامه.

(1) أخرجه أبو داود (4547)، (4588) قال: حدثنا سليمان بن حرب ومسدد، قال: حدثنا حماد. و (4548)، (4589) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. و «ابن ماجة» 2627 قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا سليمان بن حرب: قال: حدثنا حماد بن زيد. و «النسائى» 8/ 41 قال: أخبرنى يحيى بن حبيب بن عربى، قال: أنبأنا حماد.

كلاهما (حماد بن زيد، ووهيب) عن خالد الحذاء، عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس، فذكره.

أخرجه أحمد 2/ 164 (6533)، 2/ 166 (6552) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «الدارمى» 2388 قال: أخبرنا سليمان بن حرب. و «ابن ماجة» 2627 قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، ومحمد بن جعفر. و «النسائى» 8/ 40 قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، ثلاثتهم (محمد بن جعفر، وسليمان، وعبد الرحمن) قالوا: حدثنا شعبة، عن أيوب، قال: سمعت القاسم بن ربيعة يحدث عن عبد الله بن عمرو، فذكره مختصرا. وليس فيه (عقبة بن أوس).

أخرجه أحمد 3/ 410 قال: حدثنا هشيم. و «النسائى» 8/ 41 قال: حدثنا محمد بن كامل، قال: حدثنا هشيم. وفى 8/ 41 قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا بشر بن المفضل. وفى 8/ 42 قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا يزيد، ثلاثتهم (هشيم، وبشر، ويزيد بن زريع) عن خالد الحذاء، عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس، عن رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، قال: خطب النبى صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه. وفى رواية بشر. ورواية يزيد (يعقوب ابن أوس) بدل (عقبة بن أوس).

أخرجه النسائى 8/ 41 قال: أخبرنا محمد بن بشار عن ابن أبى عدى، عن خالد، عن القاسم، عن عقبة بن أوس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، فذكره مرسلا.

أخرجه أحمد 3/ 410 قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يونس. و «النسائى» 8/ 40 قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد، عن أيوب. وفى 8/ 42 قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا سهل بن يوسف، قال: حدثنا حميد، ثلاثتهم (يونس، وأيوب، وحميد) عن القاسم بن ربيعة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم الفتح، فذكره مرسلا.

(2)

انظر: (السيرة النبوية، لابن هشام 2/ 412، الطبقات الكبرى، لابن سعد 2/ 136، 137).

ص: 202

وإذا كان هذا معنى الطلقاء، فخطاب النبى صلى الله عليه وسلم لقريش ـ هذا الخطاب ـ يقتضى أنهم كانوا حين خوطبوا بذلك فى الأسر، المقتضى للاسترقاق، لولا أن النبىصلى الله عليه وسلم تفضل عليهم بالإطلاق، ولولا ذلك لم يكن لاستعلامه قريشا عما يتوقعونه منه محل، كما لا محل لخطاب قريش بذلك بعد تأمينهم. ويبعد الانفصال عن هذا الدليل بجواب شاف، إلا أن يقال: إنه مرسل.

وفى أصل هذا الكتاب ـ فيما يتعلق بفتح مكة ـ فوائد أخر، مع بيان النظر فيما أجاب به النووى رحمه الله عن الأحاديث المقتضية لفتح مكة عنوة.

وفيما ذكره حجة للإمام الشافعى رضى الله عنه فى فتح مكة صلحا، وفى أن دورها مملوكة لأهلها. والله أعلم بالصواب. وهذا من النووى: تأييد لقول الشافعى رضى الله عنه: أن مكة فتحت صلحا.

وفى شرح مسلم للقاضى عياض، والمازرى: ما يقتضى أنه انفرد بذلك. ولم ينفرد به، لموافقة مجاهد وغيره له على ذلك، على ما وجدت بخط سليمان بن خليل إمام المقام الشريف بمكة فى حاشية فى المهذب. نقلها عن الشامل، ولم يقل فيها «لابن الصباغ» وهو له. والله أعلم.

* * *

ص: 203