الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3420 ـ عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، القرشية العدوية:
أخت سعيد بن زيد، أمها أم كريز بنت عبد الله بن عمار بن مالك الحضرمى.
كانت من المهاجرات. تزوجها عبد الله بن أبى بكر الصديق رضى الله عنهما، وكانت حسناء جميلة ذات خلق بارع، فولع بها وشغلته عن مغازيه، فأمره أبوه بطلاقها لذلك، فقال (1):
يقولون طلقها وخيم مكانها
…
مقيما تمنى النفس أحلام نائم
وإن فراقى أهل بيتى جميعهم
…
على كبرة (2) منى لإحدى العظائم
أرانى وأهلى كالعجول تروحت
…
إلى بوّها قبل العشار الروائم
فعزم عليه أبوه حتى طلقها، ثم تبعتها نفسه، فهجم عليه أبو بكر رضى الله عنه وهو يقول (3):
أعاتك قلبى كل يوم وليلة
…
إليك بما تخفى النفوس معلق
ولم أر مثلى طلق اليوم مثلها
…
ولا مثلها فى غير جرم يطلق
لها خلق جزل ورأى ومنصب
…
وخلق سوى فى الحياة ومصدق
فرق له أبوه، فأمره فارتجعها، وقال فيها أيضا شعرا (4)، ثم أعطاها حديقة على أن لا تتزوج بعده.
3420 ـ انظر ترجمتها فى: (الاستيعاب ترجمة 3458، الإصابة ترجمة 11452، أسد الغابة ترجمة 7087، الثقات 3/ 324، أعلام النساء 3/ 201، تجريد أسماء الصحابة 285، التاريخ الصغير 1/ 37، الأعلام 3/ 242).
(1)
انظر الأبيات فى الاستيعاب ترجمة 3458.
(2)
فى الاستيعاب: «كثرة» .
(3)
البيتان فى الاستيعاب ولكنه زاد عليهما بيت قبلهما وهو:
أعاتك لا أنساك ما ذر شارق
…
وما ناح قمرى الحمام المطوق
(4)
وردت الأبيات التى قالها حينئذ فى الاستيعاب [الطويل]:
أعاتك قد طلقت فى غير ريبة
…
وروجعت للأمر الذى هو كائن
كذلك أمر الله غاد ورائح
…
على الناس فيه ألفة وتباين
وما زال قلبى للتفرق طائرا
…
وقلبى لما قد قرب الله ساكن
ليهنك أنى لا أرى فيه سخطة
…
وأنك قد تمت عليك المحاسن
وأنك ممن زين الله وجهه
…
وليس لوجه زانه الله شائن
انظر الاستيعاب ترجمة 3458.
ثم شهد عبد الله الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرمى بسهم فمات منه بعد المدينة، فقالت عاتكة ترثيه (5):
رزئت بخير الناس بعد نبيهم
…
وبعد أبى بكر وما كان قصرا
فآليت لا تنفعك عينى سخينة (6)
…
عليك ولا ينفك جلدى أغبرا
فلله عينا من رأى مثله فتى
…
أكر وأحمى فى الهياج وأصبرا
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها
…
إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا
فتزوجها زيد بن الخطاب، على اختلاف فى ذلك، فقتل عنها يوم اليمامة شهيدا.
ثم لما أراد زواجها عمر بن الخطاب، بعد عبد الله بن أبى بكر، أخبرته بخبر الحديقة، فأمرها بردها على أهله، وتزوجها عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فى سنة اثنتى عشرة، فأو لم عليها ودعى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم على بن أبى طالب، رضى الله عنه، فقال له: يا أمير المؤمنين، دعنى أكلم عاتكة، قال: نعم، فأخذ على بجانب الخدر، ثم قال: يا عدية نفسها (7).
فآليت لا تنفعك عينى حزينة
…
عليك ولا ينفك جلدى أصفرا (8)
فبكت، فقال عمر رضى الله عنه: ما دعاك إلى هذا يا أبا حسن؟ كل النساء يفعلن هذا، فقال على: ولم أردت أن تقول ما لا تفعل؟ وقد قال تعالى: (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ)[الصف: 3] وهذا شيء كان فى نفسى أحببت أن يخرج، فقال عمر: ما حسن الله فهو حسن ثم قتل عنها عمر رضى الله عنه، فقالت تبكيه (9):
عين جودى بعبرة ونحيب
…
لا تملى على الجواد النجيب (10)
فجعتنى المنون بالفارس المع
…
لم يوم الهياج والتثويب
(5) انظر الأبيات فى: الاستيعاب ترجمة 3458.
(6)
فى الاستيعاب:
فآليت تنفك عينى حزينة
(7)
فى الاستيعاب: يا عدية نفسها أين قولك.
(8)
فى الاستيعاب:
فآليت لا تنفك عينى حزينة
…
عليك ولا ينفك جلدى أغبرا
وقد وردت «حزينة» فى الرواية السابقة: «سخينة» ، وردت «أصفرا» فى الرواية السابقة:«أغبرا» .
(9)
انظر الأبيات فى الاستيعاب ترجمة 3458.
(10)
فى الاستيعاب: «لا تملى على الإمام النجيب» .
قل لأهل الضراء والبؤس موتوا
…
قد سقته المنون كأس شعوب
ورثته بغير هذه الأبيات أيضا (11).
تم تزوجها الزبير بن العوام رضى الله عنه، فلما قتل عنها الزبير قالت أيضا ترثيه (12):
غدر ابن جرموز بفارس بهمة
…
يوم اللقاء وكان غير معرد
يا عمرو لو نبهته لوجدته
…
لا طائشا رعش البنان ولا اليد (13)
كم غمرة قد خاضها لم يثنه
…
عنها رادك يا ابن فقع القردد (14)
ثكلتك أمك إن ظفرت بمثله
…
فيما مضى ممن يروح ويغتدى
والله ربك إن قتلت لمسلما
…
حلت عليك عقوبة المتعمد
فلما انقضت عدتها تزوجها الحسين بن على رضى الله عنهما، وكان أول من وقع فى التراب يوم قتل، فقالت ترثيه (15):
وحسينا فلا عدمت حسينا (16)
…
أقصدته أسنة الأعداء
غادروه بكربلاء سريعا
…
جادت المزن فى ذرا كربلاء (17)
ثم تأيمت بعد ذلك، ويقال: إن مروان خطبها بعد الحسين، فامتنعت، وقالت: ما كنت لأتخذ حما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويقال: إن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما كان يقول: من أراد الشهادة فعليه بعاتكة.
ثم خطبها على بن أبى طالب رضى الله عنه بعد انقضاء عدتها من الزبير رضى الله
(11) مما رثت به عمر رضى الله عنه أيضا قولها [الكامل]:
منع الرقاد فعاد عينى عائذ
…
مما تضمن قلبى المعمود
قد كان يسهرنى حذارك مرة
…
فاليوم حق لعينى التسهيد
أبكى أمير المؤمنين ودونه
…
للزائرين صفائح وصعيد
انظر: (الاستيعاب ترجمة 3458).
(12)
انظر: الأبيات فى الاستيعاب.
(13)
فى الاستيعاب: «لا طائشا رعش الجنان ولا اليد» .
(14)
فى الاستيعاب: «عنها طرادك يابن فقع القردد» .
(15)
انظر معجم البلدان 4/ 445.
(16)
فى معجم البلدان: «واحسينا فلا نسيت حسينا» .
(17)
فى معجم البلدان 4/ 445:
غادروه بكر بلاء صريعا
…
لا سقى الغيث بعد كربلاء