الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال يحيى بن معين: ليس بشئ. قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث. وقال أبو داود: رجل مجهول، وحديثه فى طلاق الأمة منكر. قال الترمذى: لا يعرف له فى العلم غير هذا الحديث، وقال فيه: غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث مظاهر. وضعفه النسائى. وذكره ابن حبان فى الثقات. روى له أبو داود، والترمذى، وابن ماجة] (1).
2478 ـ مظفّر بن محمود بن أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله ابن الحسين الدمشقى، نجم الدين أبو الثناء بن تاج [ ..... ] (1) المعروف بابن عساكر:
حج فى سنة ثلاث وخمسين وستمائة، فأدركه الأجل بعرفات فى يومها، ودفن قريبا من الصّخرات.
وذكر الذهبى، أنه توفى كهلا، وأنه حدّث عن القاضى أبى القاسم بن الحرستانّى. وهو والد القاسم بن مظفّر، شيخ شيوخنا.
2479 ـ معاذ بن عثمان، أو عثمان بن معاذ القرشى:
ذكره هكذا ابن عبد البر، وقال: هكذا قال ابن عيينة، عن ابن قيس، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى، عن رجل من قومه، يقال له عثمان بن معاذ، أو معاذ بن عثمان، من بنى تيم، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعلّم الناس مناسكهم، وكان فيما قال لهم:«وارموا الجمرة بمثل حصى الخذف» .
2480 ـ معاوية بن أبى سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى الأموى، أبو عبد الرحمن، الخليفة:
كان هو وأبوه وأخوه يزيد، من مسلمة الفتح. وروى عن معاوية، أنه أسلم يوم الحديبية، وكتم إسلامه من أبيه وأمه، وهو وأبوه من المؤلفة قلوبهم، ثم حسن إسلامهما، وشهد معاوية مع النبى صلى الله عليه وسلم حنينا، وأعطاه من غنائم هوازن مائة بعير، وأربعين أوقيّة. وكان أحد كتّاب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا له النبى صلى الله عليه وسلم، فقال:
(1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل، وما أوردناه من تهذيب الكمال.
2478 ـ (1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
2479 ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة 2449، الإصابة ترجمة 8067، أسد الغابة ترجمة 4968، تجريد أسماء الصحابة 2/ 81).
2480 ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة 2464، الإصابة ترجمة 8087، أسد الغابة ترجمة 4984، معرفة الرجال 2/ 177).
«اللهم علّمه الكتاب والحساب وقه العذاب» (1). وقال فى حقه: «اللهم اجعله هاديا مهديا» (2). رواه الترمذى من حديث عبد الرحمن بن أبى عميرة الصحابى، عن النبىصلى الله عليه وسلم، وحسنّه الترمذى.
وروى له على ما قال النووى، عن النبى صلى الله عليه وسلم: مائة حديث وثلاثة وستون حديثا، اتفق البخارى ومسلم على أربعة منها، وانفرد البخارى بأربعة، ومسلم بخمسة. روى عنه من الصحابة: أبو الدراداء، وأبو سعيد الخدرى، والنعمان بن بشير، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وغيرهم.
روى له الجماعة.
وقيل لابن عباس رضى الله عنهما: هل لك فى أمير المؤمنين معاوية، ما أوتر إلا فى واحدة، قال: أصاب، إنه فقيه.
وروى جبلة بن سحيم، عن ابن عمر، قال: ما رأيت أحدا بعد رسول اللهصلى الله عليه وسلم، أسود من معاوية، فقيل له: فأبو بكر وعمر وعثمان وعلىّ؟ فقال: كانوا والله خيرا من معاوية فأفضل، وكان معاوية أسود منهم. انتهى.
قال ابن عبد البر: وذمّ معاوية عند عمر يوما، فقال: دعونا من ذمّ فتى قريش، من يضحك فى الغضب، فلا (3) ينال ما عنده إلا على الرضى (4)، ولا يؤخذ ما فوق رأسه إلا من تحت قدميه.
وقال عمر رضى الله عنه، إذ دخل الشام، ورأى معاوية: هذا كسرى العرب. وكان
(1) أخرجه أحمد فى المسند بمسند الشاميين حديث رقم (16702) من طريق: عبد الرحمن ابن مهدى، عن معاوية يعنى ابن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبى رهم، عن العرباض بن سارية السلمى، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعونا إلى السحور فى شهر رمضان: «هلموا إلى الغذاء المبارك» ؛ ثم سمعته يقول: «اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب» .
(2)
أخرجه الترمذى فى سننه كتاب المناقب حديث رقم (3842) من طريق: محمد بن يحيى، حدثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبى عميرة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاوية:«اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به» . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه أحمد فى المسند بمسند الشاميين حديث رقم (17438).
(3)
فى الاستيعاب: «ولا» .
(4)
فى الاستيعاب: «الرضا» .
قد تلقّاه معاوية فى موكب عظيم، فلما دنا منه قال: أنت صاحب المكوكب العظيم؟ . قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: مع ما يبلغنى [عنك](5) من وقوف ذوى الحاجات ببابك؟ . قال: مع ما يبلغك من ذلك. قال: ولم تفعل هذا؟ . قال: نحن بأرض جواسيس، العدوّ بها كثير، فيجب أن نظهر من عز السلطان ما نرهبهم به، فإن أمرتنى فعلت، وإن نهيتنى انتهيت. فقال عمر: يا معاوية، ما أسألك عن شيء إلا تركتنى فى مثل رواجب الضّرس، لئن كان ما قلت حقا، إنه لرأى أريب. وإن كان باطلا، إنه لخدعة أديب. قال: فمرنى يا أمير المؤمنين، قال: لا آمرك ولا أنهاك. قال عمرو: يا أمير المؤمنين، ما أحسن ما صدر الفتى عمّا أوردته فيه! قال: لحسن مصادره وموارده، جشّمناه ما جشّمناه. انتهى.
قال الزبير بن بكار، لما ذكر أولاد أبى سفيان: ومعاوية بن أبى سفيان كان يقول: «أسلمت عام القضيّة، ولقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضعت إسلامى عنده، وقبل منى» .
وكان من أمره بعد ما كان ولم يزل مع أخيه يزيد بن أبى سفيان، حتى توفى يزيد فاستخلفه على عمله، وأقره عمر، وعثمان ـ رضى الله عنهما ـ من بعد عمرو ركب البحر غازيا بالمسلمين إلى قبرس، فى خلافة عثمان.
ثم قال الزبير: وحدثنى أبو الحسن المدائنى، قال: كان عمر بن الخطاب إذا نظر إلى معاوية، قال: هذا كسرى العرب. وكان عمر ولاه على الشام، عند موت أخيه يزيد، وكان موت يزيد، على ما قال صالح بن دحية: فى ذى الحجة سنة تسع عشرة، بعد أن عمر فيها نائب عمر قيسارية، وبها بطارقة الروم، وحصرهم أياما، وخلف عليها معاوية، وسار هو إلى دمشق، فافتتحها معاوية، فى شوال هذه السنة. وكتب إليه عمر بعهده على ما كان يليه يزيد من عمل الشام، ورزقه ألف دينار فى كل شهر، وقيل إنه رزقه على عمله بالشام، عشرة آلاف دينار كل سنة، حكاه ابن عبد البر.
أقام معاوية واليا لذلك أربع سنين، بقيت من خلافة عمر، فلما مات عمر أقره عثمان على ذلك، حتى مات عثمان. ولما بلغه موت عثمان، وأتاه البريد بموته بالدماء مضرجا، نعاه معاوية إلى أهل الشام، وتعاقدوا على الطلب بدمه، وامتنعوا من مبايعة علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه، وكان قد بويع بالمدينة بعد قتل عثمان، فسار علىّ رضى الله عنه من العراق نحو أهل الشام، فى سبعين ألفا أو تسعين ألفا، وسار إليه معاوية فى ستين ألفا، فالتقى الفريقان على أرض صفين، بناحية العراق، ودام الحرب والمصابرة أياما ولياليا، قتل فيها من الفريقين، أزيد من ستين ألفا.
(5) ما بين المعقوفتين أوردناه من الاستيعاب.
ولما رأى أهل الشام ضعفهم عن أهل العراق، نصبوا المصاحف على الرماح، وسألوا الحكم بما فيها، وأجابهم علىّ رضى الله عنه إلى ذلك، واتفق الحال على تحكيم حكمين، أحدهما من جهة علىّ، والآخر من جهة معاوية، وأن الخلافة تكون لمن يتفق عليه الحكمان، وتحاجزوا عن القتال.
ثم إن عليا رضى الله عنه، أتى بأبى موسى الأشعرى حكما، وندب معاوية، عمرو ابن العاص حكما، ومع كل من الحكمين طائفة من جماعته، واجتمعوا بدومة الجندل، على عشرة أيام من دمشق، وعشرة من الكوفة، فلم يبرم أمر، لأن عمرا خلى بأبى موسى الأشعرى وخدعه، بأن أو همه أنه يوافقه على خلع الرجلين، على ومعاوية، وتولية الخلافة لعبد الله بن عمر بن الخطاب، على ما قيل: وكان عند أبى موسى ميل إلى ذلك، وقرر عمرو مع أبى موسى، أنه يقوم فى الناس، ويعلمهم بخلعه لعلى ومعاوية، ثم يقوم عمرو بعده ويصنع مثل ذلك، ولولا ما لأبى موسى من السابقة فى الإسلام، لقام عمرو بذلك قبله. فصنع أبو موسى ما أشار إليه عمرو، ثم قام عمرو فذكر ما صنعه أبو موسى، وذكر أنه وافقه على ما ذكر من خلع علىّ، وأنه أقر معاوية خليفة، ورجع الشاميون وفى ذهنهم أنهم حصلوا على شئ، فبايعوا معاوية.
وبعث إلى مصر جندا، فغلبوا عليها، وصارت بين جنده وجند علىّ رضى الله عنه، فلما مات علىّ، ولى ابنه الحسن الخلافة بعده، وسار من العراق ليأخذ الشام، وخرج إليه معاوية لقتاله بمن معه من أهل الشام.
ثم إن الحسن رغب فى تسليم الأمر لمعاوية، على أن يكون له ذلك من بعده، وأن يمكنه مما فى بيت المال، ليأخذ منه حاجته، وأن لا يؤاخذ أحدا من شيعة علىّ بذنب، ففرح بذلك معاوية، وأجاب إليه، فخلع الحسن نفسه وسلم الأمر لمعاوية، ودخلا الكوفة، فقام الحسن فى الناس خطيبا، وأعلم الناس بذلك، فلم يعجب شيعته، وذموه الناس لذلك، فلم يلتفت لقولهم، وحقق الله تعالى بفعل الحسن هذا، ما قاله فيه جده المصطفىصلى الله عليه وسلم:«إن ابنى هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» .
ولما سلم الحسن الخلافة لمعاوية، اجتمع الناس على بيعته، وسمى العام الذى وقع فيه ذلك، عام الجماعة، لاجتماع الأمة بعد الفرقة على خليفة واحد، وذلك فى سنة إحدى وأربعين من الهجرة، وقيل فى سنة أربعين، والأول أصح، على ما قال ابن عبد البر، وذكر أن ذلك فى ربيع أو جمادى سنة إحدى وأربعين. وبعث معاوية بعد ذلك نوابه على البلاد، وله فى ذلك أخبار مشهورة، ليس ذكرها هاهنا من غرضنا.
وحج بالناس غير مرة [ ...... ](6) وصنع بمكة مآثر حسنة، منها: أنه اشترى من عقيل بن أبى طالب، دار خديجة بنت خويلد، زوج النبى صلى الله عليه وسلم، التى بنى بها فيها النبىصلى الله عليه وسلم، وولدت فيها أولادها من النبى صلى الله عليه وسلم، وماتت فيها، وهى الموضع المعروف قديما بزقاق العطارين بمكة، وتعرف الآن بمولد فاطمة، وجعلها معاوية مسجدا. ودام معاوية فى الخلافة حتى مات.
واختلف فى مقدار مدة إمرته بالشام وخلافته، فقيل: كان أميرا عشرين سنة، وخليفة عشرين سنة، وثمانية وعشرين يوما، قاله ابن إسحاق. وقيل: كانت خلافته تسع عشرة سنة ونصفا، قاله الوليد بن مسلم. وقيل: كانت خلافته تسع عشرة سنة، وثلاثة أشهر، وعشرين يوما، حكاه ابن عبد البر، ولم يبين قائله. وقال: إن إمرته بالشام كانت نحوا من عشرين سنة.
واختلف فى وفاته، فقيل: سنة ستين من الهجرة فى رجب، قاله ابن إسحاق، والليث ابن سعد، والوليد بن مسلم، واختلف فى تاريخها من رجب فقيل: فى النصف منه، قاله ابن إسحاق، وقيل: لأربع ليال بقين منه، قاله الليث بن سعد. وقيل: إنه توفى سنة تسع وخمسين، يوم الخميس لثمان بقين من رجب، ذكره ابن عبد البر، ولم يعزه، وكذلك المزى.
واختلفوا فى سنه، فقيل: كان ابن ثمان وسبعين، وقيل: ابن ست وثمانين، ذكرهما ابن إسحاق، وقيل ابن ثلاث وثمانين سنة، حكاه ابن عبد البر، من جملة قول من قال: إنه توفى سنة تسع وخمسين. واتفقوا على أنه توفى بدمشق، وقبره بها مشهور [ ....... ] (7):
ولما احتضر، كان يتمثل بقول القائل [الوافر] (8):
فهل من خالد إما هلكنا
…
وهل بالموت يا للناس عار
ولما حضره الموت، قال لابنه يزيد: إنى صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج لحاجته، فتبعته بإدواة، فكسانى أحد ثوبيه الذى كان يلى جلده، فخبأته لهذا اليوم، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أظفاره وشعره ذات يوم، فأخذته وخبأته لهذا اليوم، فإن أنا مت، فاجعل ذلك القميص دون كفنى مما يلى جلدى، وخذ ذلك الشعر والأظفار، فاجعله فى فمى،
(6) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
(7)
ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
(8)
انظر البيت فى الاستيعاب ترجمة 2464.
وعلى عينى، ومواضع السجود منى، فإن نفع شئ، فذاك، وإلا فإن الله غفور رحيم.
ويقال: إنه لما نزل به الموت، قال: ياليتنى كنت رجلا من قريش بذى طوى، وأنى لم أنل من هذا الأمر شيئا.
وقال الليث: إنه أول من جعل ابنه ولى العهد خليفة بعده فى صحته.
قال ابن عبد البر: قال الزبير: هو أول من اتخذ ديوان الخاتم، وأمر بهدايا النيروز والمهرجان، واتخذ المقاصير فى الجوامع، وأول من قتل مسلما صبرا حجرا وأصحابه، وأول من أقام على رأسه حرسا، وأول من قيدت بين يديه الجنائب، وأول من اتخذ الخدام الخصيان فى الإسلام، وأول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة مرقاة (9)، وكان يقول: أنا أول الملوك. انتهى.
ومن أولياته على ما فى كتاب الأزرقى: أنه أول من طيب الكعبة من بيت المال، وأجرى لها وظيفة الطيب عند كل صلاة، وأول من أجرى الزيت لقناديل المسجد الحرام، من بيت المال، وأول من خطب على منبر بمكة.
وقال أبو عبد رب: رأيت معاوية يصفر لحيته كأنها الذهب. وروى ابن وهب، عن مالك قال: قال معاوية: لقد نتفت الشيب، كذا وكذا سنة. قال النووى: وكان معاوية أبيض جميلا يخضب [ .............. ](10)
وكان معاوية نهاية فى الحلم والدهاء، وله فى ذلك أخبار مشهور.
ومن أخباره فى ذلك، ما ذكره الزبير فى كتابه قال: وحدثنى على بن صالح قال: حدثنى أبو أيوب يحيى بن سعيد ـ من ولد سعيد بن العاص ـ عن عثمان بن عبد الله، عن معمر، عن الزهرى، قال: قدم المسور بن مخزومة على معاوية، قال: فلما دخلت وسلمت، قال لى: ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور؟ قال: قلت: ارفضنا من هذا يا أمير المؤمنين، وأحسن فيما قدمنا له. قال: عزمت عليك لتخبرنى بذات نفسك، فو الله ما ترك شيئا كنت أعيبه عليه إلا عبته له. قال: فلما فرغت، قال: لا تبرأ من الذنب، فهل لك يا مسور ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها الله عزوجل! قلت: نعم، فما يجعلك أحق أن ترجو المغفرة منى، والله لما إلىّ من إقامة الحدود والجهاد فى سبيل الله تعالى، والإصلاح من الناس أعظم، وإنى لعلى دين يقبل الله فيه الحسنات، ويعفو فيه
(9) فى الاستيعاب: «رقاة» .
(10)
ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
عن السيئات، والله ما كنت لأخير بين الله عزوجل وغيره، إلا اخترت الله عزوجل على ما سواه.
فكان المسور إذا ذكره استغفر له، وقال: خصمنى.
ومنها على ما ذكر الزبير: أن سعيد بن عثمان بن عفان رضى الله عنه، قدم على معاوية، فقال له معاوية: يا ابن أخى، ما شيء يقوله أهل المدينة؟ فقال: ما يقولون؟ قال: قولهم:
والله لا ينالها يزيد
…
حتى ينال راشد الحديد
إن الأمير بعده سعيد
قال: ما تنكر من ذلك يا معاوية؟ ، والله إن أبى لخير من أبى يزيد، ولأمى خير من أم يزيد ولأنا خير منه. ولقد استعملناك فما عزلناك بعد، ووصلناك فما قطعناك، ثم صار فى يديك ما قد ترى، فحلأتنا عنه أجمع.
فقال له معاوية: يا بنى: أما قولك: إن أبى خير من أبى يزيد، فقد صدقت، عثمان خير من معاوية. وأما قولك: أمى خير من أم يزيد، فقد صدقت، امرأة من قريش، خير من امرأة من كلب، وبحسب امرأة أن تكون من صالح نساء قومها. وأما قولك: إنى خير من يزيد، فو الله ما يسرنى أن حبلا بينى وبين أهل العراق، ثم نظم فيه أمثالك به! . ثم قال معاوية لسعيد بن عثمان: الحق بعمك زياد ابن أبى سفيان، فإنى قد أمرته أن يوليك خراسان. وكتب إلى زياد: أن وله ثغر خراسان، وابعث على الخراج رجلا جلدا حازما، فقدم عليه، فولاه، وتوجه سعيد إلى خراسان على ثغرها، وبعث زياد أسلم بن زرعة الكلابى معه على الخراج.
ومنها على ما قال الزبير: حدثنى عمى مصعب بن عبد الله، عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير ـ أو غير عبد الله ـ وحدثنيه محمد بن الضحاك الحزامى، عن أبيه: أن عمرو بن عثمان اشتكى، فكان العواد يدخلون عليه، فيخرجون، ويتخلف مروان بن الحكم عنده، فيطيل. فأنكرت رملة بنت معاوية ذلك، فخرقت كوة، فاستمعت على مروان، فإذا هو يقول لعمرو: ما أخذ هؤلاء ـ يعنى بنى حرب بن أمية ـ الخلافة إلا باسم أبيك! فما يمنعك أن تنهض بحقك؟ فلنحن أكثر منهم رجالا! منا فلان، ومنهم فلان، ومنا فلان، ومنهم فلان، حتى عدد رجالا، ثم قال: ومنا فلان، وهو فضل، وفلان أفضل، حتى عدد فضول رجال بنى أبى العاص، على رجال بنى حرب.