الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأربعين وخمسمائة. وتوفى ليلة الجمعة رابع عشر رمضان سنة ثلاثين وستمائة بقلعة إربل، ودفن بها، ثم حمل بوصية منه إلى مكة شرفها الله تعالى. وكان قد أعد له بها قبة تحت الجبل فى ذيله، يدفن فيها، وقد سبق ذكرها.
فلما توجه الركب إلى الحجاز، فى سنة إحدى وثلاثين، سيّروه فى الصحبة، فاتفق أن رجع الحاج تلك السنة من لينة، ولم يصلوا إلى مكة، فردوه ودفنوه بالكوفة، بالقرب من المشهد، رحمه الله تعالى.
وكوكبورى بضم الكافين، وهو اسم تركى معناه بالعربى: ذئب أزرق. وبكتكين، بضم الباء الموحدة (وسكون الكاف وكسر التاء المثناة من فوقها والكاف وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون، هو اسم تركى أيضا. ولينة، بكسر اللام وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح النون وبعدها هاء ساكنة: منزلة فى طريق الحجاز من جهة العراق. وكان الركب فى تلك السنة، قد رجع منها لعدم الماء، وقاسوا مشقة عظيمة.
2380 ـ كيسان، أبو عبد الرحمن بن كيسان:
يقال هو مولى خالد بن أسيد، سكن مكة والمدينة. روى عنه ابنه عبد الرحمن حديثه، قال:«رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يصلى فى ثوب واحد، عند البئر العليا» (1). ذكره هكذا ابن عبد البر فى الاستيعاب.
وذكره المزى فى التهذيب، فقال: كيسان بن جرير القرشى الأموى، أبو عبد الرحمن المدنى، والد عبد الرحمن بن كيسان، مولى خالد بن أسيد، عداده فى الصحابة، روى عن النبى صلى الله عليه وسلم، فى الصلاة فى ثوب واحد. روى عنه ابنه عبد الرحمن بن كيسان وغيره.
روى له ابن ماجة، وممن يسمى كيسان من الصحابة: كيسان بن عبد الله بن طارق اليمانى؛ ثم الشامى، أبو نافع الدمشقى، والد نافع بن كيسان، له حديثان: أحدهما يرويه عبد الله بن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن نافع بن كيسان، عن أبيه، أنه كان يتّجر فى الخمر فى زمان النبى صلى الله عليه وسلم، فأقبل من الشام، ومعه خمر فى زقاق، يريد
2380 ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة 2245)
(1)
أخرجه ابن ماجة فى سننه كتاب إقامة الصلاة حديث رقم (1050) من طريق: أبو إسحاق الشافعى إبراهيم بن محمد بن العباس، حدثنا محمد بن حنظلة بن محمد بن عباد المخزومى، عن معروف بن مشكان، عن عبد الرحمن بن كيسان، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بالبئر العليا فى ثوب.
التجارة [ .... ](2) الحديث فى تحريم الخمر وتحريم بيعها.
والآخر، يرويه الوليد بن مسلم، عن ربيعة بن ربيعة، عن نافع بن كيسان، عن أبيه، قال: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: «ينزل عيسى بن مريم عند باب دمشق الشرقى» .
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر فى تاريخ دمشق: وقد أخطأ ابن مندة فى كتابه خطأ فاحشا، فقال، كيسان، بن عبد الله بن طارق، وقيل ابن بشر، عداده فى أهل الحجاز. روى عنه ابناه: نافع، وعبد الرحمن، عن أبيه كيسان، قال: رأيت النبىصلى الله عليه وسلم، وساق فى الترجمة هذا الحديث، يعنى تحريم الخمر.
وحديث عبد الرحمن عن أبيه كيسان، قال: رأيت النبى صلى الله عليه وسلم، يصلى بالبئر العليا فى ثوب.
وهما اثنان: كيسان أبو عبد الرحمن، غير كيسان أبى نافع، أحدهما مدنى، والآخر دمشقى، وقد فرّق بينهما البخارى فى تاريخه، وابن أبى حاتم فى كتابه، والبغوى فى معجمه، إلا أن ابن أبى حاتم، قال فى نسب أبى نافع: كيسان بن عبد الله بن طارق، وحكى ذلك عن ابن لهيعة، وما قالوه أولى بالصواب من قول ابن مندة، والله أعلم، غير أن ابن أبى حاتم، فرق بين كيسان راوى حديث الخمر، وبين كيسان راوى حديث نزول عيسى، وذكر أن كل واحد منهما، روى عنه ابنه نافع، وأن الصواب فى حديث عيسى: نافع بن كيسان، عن النبى صلى الله عليه وسلم، وحكاه عن أبيه أبى حاتم، ولم يصنع شيئا، فإن قول من روى عن الوليد بن مسلم، عن ربيعة بن ربيعة، عن نافع بن كيسان، عن أبيه، ما يعضده من رواية سليمان بن عبد الرحمن، عن نافع بن كيسان، عن أبيه، بحديث آخر، أولى من قول أبى بخلاف ذلك، والله أعلم.
* * *
(2) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.