الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكر بعضهم أنه مات سنة تسع وثمانين وخمسمائة، وذكر بعضهم أنه مات سنة تسعين وخمسمائة، وكلا القولين وهم، والذى مات فى هذا التاريخ أخوه داود. والله أعلم. انتهى.
ومن أولاد مكثر: أحمد، ومحمد، وهنيدة، وحسنة، وكرانة، وشميل.
2522 ـ مكى بن أبى حفص عمر بن أبى الخير نعمة بن يوسف بن سيف بن عساكر بن عسكر بن شبيب بن صالح بن محمود بن على بن نعمة بن راشد بن أبى العز بن رؤبة، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو الحرم الرّوبتى المقدسى الأصل، المصرى الدار والمولد:
ذكره هكذا ابن مسدى فى «معجمه» وقال: جاور بمكة سنين، ثم عاد إلى مصر، وكان شيخا صالحا فيما علمت، غير أنه كان مغفلا فيما رأيت، سمع من والده القاضى أبى حفص، ومن أبى محمد بن عبد الله بن برّى، ومن أبى القاسم البوصيرى، واختصّ بالحافظ أبى محمد عبد الغنى بن عبد الواحد المقدسى، هذا الذى وقفت عليه، وكان [ ..... ](1) مصاحبا لأهل الرواية، ذكر أنه قرأ «مقدمة» أبى الحسن بن بابشاذ، على حفيد له، فطعنوا عليه فى دعواه، ونفوا وجود من أسماه، وحسابه وحسابهم على الله، غير أن الذى رأيت منه، أنه كان متعاطيا للتأليف والتطريق، من غير تمكن فى معرفة هذه الطريق. قيل له يوما: أعلى ما وقع لك من حديثك؟ فأخرج لهم أحاديث سمعها من أبى: [ ..... ](1) التميمى، عن رجل، عن الفراوىّ، وهذا يدلك على علمه وفهمه [ ..... ](1) ثابتة فى الأصول، وفى صحيح المنقول.
توفى رحمه الله فى الموفّى عشرين من جمادى الآخرة، سنة أربع وثلاثين وستمائة. وأخبرنى أن مولده فى شعبان من سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
2523 ـ المنذر بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصى ابن كلاب القرشى الأسدى:
أمه أسماء بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما [ .... ](1)
ذكر الزبير بن بكار شيئا من خبره فقال: فحدثنى مصعب بن عثمان، أن المنذر بن الزبير، غاضب عبد الله بن الزبير، فخرج إلى الكوفة، ثم قدم على معاوية قبل وفاته،
2522 ـ (1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
2523 ـ (1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
فأجازه بألف ألف درهم، وأقطعه موضع داره بالبصرة، بالكلّاء، التى تعرف بالزبير، وأقطعه موضع ماله بالبصرة التى تعرف بمنذران، فمات معاوية وهو عنده، قبل أن يقبض جائزته، وأوصى معاوية أن يدخل المنذر فى قبره، فكان أحد من نزل فى قبر معاوية.
فلما أراد يزيد بن معاوية أن يدفع إلى المنذر الجائزة التى أمر له بها معاوية، قيل له: ما تصنع؟ تعطى المنذر هذا المال، وأنت تتوقع خلاف أخيه لك، فيعينه به عليك! فقال: أكره أن أردّ شيئا فعله أبى، فقيل له: تعطيه إياه، ثم استسلفه منه، فإنه لا يردّك، فدفعه إليه ثم استسلفه إياه فأسلفه.
وقال الزبير: قال: قال عمى مصعب بن عثمان: فكان ولد المنذر يقبضون ذلك المال بعد من ولد يزيد بن معاوية، فأدركت صكّا فى كتب محمد بن المنذر، بمائتى ألف درهم، بقية ذلك المال. وكتب يزيد بن معاوية للمنذر بن الزبير: إلى عبيد الله بن زياد، بإنفاذ قطائعه، فأنفذها له عبيد الله، وأقطعه زيادة فيها، وورد على يزيد بن معاوية، خلاف عبد الله بن الزبير له، وإباؤه بيعته، فكتب إلى عبيد الله بن زياد: إن عبد الله بن الزبير أبى البيعة وصار إلى الخلاف، وقبلك أخوه المنذر، فاستوثق منه، وابعث به إلىّ. فورد كتابه بذلك على عبيد الله، فأخبر المنذر بما كتب إليه يزيد، وقال له: اخترمنى إحدى خلّتين، إن شئت اشتملت عليك، ثم كانت نفسى دون نفسك، وإن شئت فاذهب حيث شئت، وأنا أكتم الكتاب ثلاث ليال ثم أظهره، ثم أطلبك، فإن ظفرت بك، بعثت بك إليه. فاختار أن يكتم عنه الكتاب ثلاثا، ففعل، وخرج المنذر، فأصبح بمكة صبح ثامنة من الليالى، فقال بعض من يرجز معه:
قاسين قبل الصّبح ليلا منكرا
…
حتى إذا الصبح انجلى فأسفرا
أصبحن صرعى بالكثيب حسّرا
…
لو يتكلّمن شكون المنذرا (2)
فسمع عبد الله بن الزبير صوت المنذر على الصفا ـ وابن الزبير فى المسجد الحرام ـ فقال: هذا أبو عثمان، جاشته إليكم الحرب. ثم تمثل [من الطويل]:
حررت على راجى الهوادة منهم
…
وقد يلحق المولى العنود الجرائر (3)
(2) فى نسب قريش 7/ 245:
تركن بالرمل قياما ماحرا
…
لو يتكلن اشتكين المنذرا
(3)
فى نسب قريش 7/ 245:
جنيت على باغى الهوادة منهم
…
وقد تلحق المولى العنود الجرائر
قال الزبير: وحدثنى محمد بن الضحاك الحزامى، قال: كان المنذر بن الزبير، وعثمان ابن عبد الله بن حكيم بن حزام، يقاتلان أهل الشام بالنهار، ويطعمانهم بالليل. وقال الزبير: حدثنى محمد بن الضحاك، قال: كان منذر بن الزبير يقاتل مع أخيه عبد الله بن الزبير جيش الحصين بن نمير فى الحصار الأول، ويرتجز ويقول:
يأبى الحواريّون إلا وردا
…
من يقتل اليوم يزوّد حمدا (4)
قال: سمعت أنه يقول:
يأبى بنو العوام إلا وردا
قال: وجعل يقاتل يوم قتل، ويقول [من الرجز]:
لم يبق إلا حسبى ودينى
…
وصارم تلتذّه يمينى
وهو على أبى قبيس، مختب فى المسجد الحرام ينظر إليه، ويقول، ابن الزبير ـ وهو لا يسمع رجز المنذر ـ: هذا رجل يقاتل عن حسبه ودينه، فقتل المنذر، فما زاد عبد الله ابن الزبير على أن قال: عطب أبو عثمان. قال الزبير: حدّثنى مصعب بن عثمان قال: قتل المنذر بن الزبير وهو ابن أربعين سنة. قال الزبير: وحدّثنى عبد الرحمن بن يحيى الفروىّ قال: قال رجل من العرب ـ وأسماه لى، فذهب علىّ اسمه ـ يرثى المنذر بن الزبير، ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف [من الكامل]:
إن الإمام بن الزبير فإن أبى
…
فذروا الإمارة فى بنى الخطاب
لستم لها أهلا ولستم مثله
…
فى فضل سابقة وفصل خطاب
وغدا النّعىّ بمصعب وبمنذر
…
وكهول صدق سادة وشباب
قتلوا غداة قعيقعان وحبّذا
…
قتلاهم قتلى ومن أسلاب
أقسمت لو أنى شهدت فراقهم
…
لا خترت صحبتهم على الأصحاب
قتلوا حوارىّ النبى وحرّقوا
…
بيتا بمكّة طاهر الأثواب
وقالت بنت هبار بن الأسود، فى قتل أخيها إسماعيل بن هبّار [من البسيط]:
قل لأبى بكر السّاعى بذمّته
…
ومنذر مثل ليث الغابة الضّارى
شدّا فدا لكما أمى وما ولدت
…
لا توصلنّ إلى المخزاة والعار
(4) فى نسب قريش 7/ 245:
يأبى بنو العوام إلا وردا
…
من يقتل اليوم يزود حمدا