الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الكاف
2362 ـ كامل بن أحمد بن محمد بن أحم د بن سلامة الدمشقى [ .... ](1) المقرى:
قرأ على [ .... ](1) تلميذ الأهوازى، وسمع من جماعة، وعرض عليه القرآن أبو القاسم بن عساكر، وذكر أنه حج، فتوفى بمكة سنة أربع وخمسمائة، كتبت هذه الترجمة من تاريخ الإسلام.
2363 ـ كبيش بن عجلان بن رميثة بن أبى نمى الحسنى المكى، يكنى أبا فوز:
كان ينوب فى إمرة مكة عن أبيه وأخيه أحمد، وألقى إليه مقاليد الإمرة، لوفور رأيه وشهامته وكفايته، وأمره بتدبير أمر ولده بعده، فقام به أحسن قيام، إلا أنه لم يحمد على ما فعله من كحل الأشراف، الذين كان اعتقلهم فى سنة سبع وثمانين وسبعمائة الشريف محمد بن أحمد بن عجلان، بعد موت أبيه أحمد بن عجلان، وهم محمد بن عجلان، وأحمد وحسن ابنا ثقبة، وعلى بن أحمد بن ثقبة، وكان كحلهم بعد موت أحمد بن عجلان، بنحو عشرة أيام، وذلك فى آخر شعبان سنة ثمان وثمانين وسبعمائة.
والذى حمل كبيشا على ذلك، ما توهمه فى أن ذلك حسم لمادة شرهم عنه، وعن ابن أخيه، فلم يتم له مراده، لأنه لما كان الموسم من هذه السنة، خرج ابن أخيه محمد ابن أحمد للقاء المحمل، على عادة أمراء مكة، فى يوم الاثنين مستهل الحجة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، فلما وصل عند المحمل، أحاط به الترك الذين حوله، فلما رأى كبيش إحاطتهم به، فر إلى جهة جدة، وكان منعزلا عن ابن أخيه بمقربة منه، لأنه كان أشار عليه بأن لا يحضر لخدمة المحمل، لما بلغه من إضمار الشر من أمير المحمل على ابن أخيه، وتبع بعض الترك كبيشا فلم يظفروا به، وظن أن ابن أخيه لا يصل إليه بغير القبض
2362 ـ (1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
عليه، فلما بلغه قتل ابن أخيه، ألم عليه وود؟ ؟ ؟ أنه كان حضر عنده، وقاتل من قتله، ولو قدر أنه فر إلى مكة، لما خرجت من يد آل عجلان، ولكنه ساق فى يومه حتى بلغ جدة ـ بالجيم ـ فأقام بها ثلاثا.
ثم فارقها لما حضر إليها على بن مبارك بن رميثة، ومن معه من جماعة عنان بن مغامس الحسنى، وكان ولى إمرة مكة، بعد قتل محمد بن أحمد بن عجلان ولما فارق كبيش جدة، قصد طريق الحاج، وتعرض للقاء الأمير جركس الخليلى، وكان حج فى هذه السنة، وهى أول حجاته، وحسّن لمحمد بن أحمد بن عجلان، الحضور لخدمة المحمل، وأوهمه أن لا خوف عليه فى ذلك، واستعطف كبيش الخليلىّ على آل عجلان، وقال كبيش للخليلى: إنما تركت التعرض للحاج إكراما لك، وسأله المساعدة على ما يعود نفعه على آل عجلان، إذا وصل إلى الديار المصرية، ووعده الخليلى بذلك، ثم إن كبيشا جمع جمعا كثيرا من الأعراب، وقصد بهم جدة، ومعه أيضا القواد العمرة، فملكها هو ومن معه، ونزل عند صهاريج جدة. ولما سمع بذلك عنان، خرج من مكة ومعه من آل عجلان، محمد بن عجلان المكحول، ونزل الموضع المعروف بالحدبة، وحصل له ولأصحابه عطش كثير، لاستيلاء كبيش ومن معه على صهاريج جدة، وأقام هو ومن معه هناك ثلاثة عشر يوما [ .... ](1) فى كل يوم، ولم يقع بينهم قتال، لأن فى كل يوم يجير كل واحد من الفريقين فى ترك القتال فى ذلك اليوم، ثم إن كبيشا رأى من أصحابه القواد العمرة، انحلالا عن القتال، واحتجوا بأنهم يخشون أن يقتل أحد من الأعراب الذين مع كبيش، أحدا من جماعة عنان، فيؤاخذون به لملايمتهم له.
فلما رأى ذلك منهم كبيش، عاد إلى الموضع الذى كان به لما فارق جدة أولا، وهو الموضع المعروف بأم الدمن عند خليص، ثم إنه بعد مدة، عاد إلى جدة وتولى الأمر بها، وسبب ذلك، أن محمد بن عجلان، كان عنان قد استنابه على جدة، لما ملكها بعد رحيل كبيش عنها، ثم وقع بينهما منافرة، اقتضت أن محمد بن عجلان، استدعى جميع من لايم عنان من آل عجلان بوساطته، ففارقوا عنانا أمير مكة، وحضروا إلى محمد بجدة، فقوى أمره بهم، وغلبوا على جدة، واستدعى محمد كبيشا للحضور إليه، فتوقف كبيش لما وقع منه فى حق محمد، من التقصير بسبب كحله، ثم حضر كبيش إلى جدة بطلب ثان من محمد، بعد أن توثق منه، واقتضى رأيهما نهب ما فى جدة من أموال التجار وغيرهم فى المراكب وغيرها، وكان تجار اليمن قد اجتمعوا بجدة للسفر منها إلى اليمن، وقد حضر إليها ثلاثة مراكب للكارم، متوجهة من اليمن إلى مصر، فنهب ذلك
2363 ـ (1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
كله، ويقال إن ذلك قوّم بستمائة ألف مثقال ذهبا، والله أعلم.
ثم نهب ما فى جدة من الغلة المخزونة بها للأمير جركس الخليلى وإيتمش، ولما وقع النهب فى المراكب، حضر إلى جدة جماعة من الأشراف من أصحاب عنان، منهم على ابن مبارك بن رميثة، فأقبل عليه آل عجلان، وأمّروه، وجعلوا له نصف المتحصل من ذلك، وأضافوا إليه جماعة منهم يكونون فى خدمته، والنصف الثانى لعلى بن عجلان، يتصرف فيه جماعته، وعموا كلهم بالعطاء، كل من حضر إليهم من الأشراف من أصحاب عنان، ولم يبق بجدة شيء [ ....... ](2) أجمع رأيهم على المسير إلى مكة، فتوجهوا إليها ثامن جمادى الأولى من سنة تسع وثمانين وسبعمائة، فلما بلغوا الركانى، فارقهم على بن مبارك بن رميثة، وقصد عنانا متخفيا، ثم تبعه ابنه وغيره من إخوته، فقصد آل عجلان البرابر من وادى مر، وأقاموا بها، وصار عبيدهم ينتشرون فى الطرقات، ويختطفون ما يجدونه، وأهل مكة فى خوف منهم ووجل.
فلما كان شعبان من سنة تسع وثمانين، وصل إلى آل عجلان قاصد من الديار المصرية، ومعه تقليد وخلعة لعلى بن عجلان بإمرة مكة، عوض عنان، فبعثه كبيش إلى عنان لإعلامه بذلك، وإخلاء البلد لهم، فأبى وصمم على قتالهم، فجمع كبيش أصحابه القواد العمرة والحميضات، وأصرف عليهم هو ومحمد بن بعلجد مالا عظيما، من الزباد والمسك والإبل وغير ذلك، وتوجهوا إلى مكة فى نحو مائة فارس وألف راجل، فى آخر اليوم التاسع والعشرين من شعبان، وأخذوا طريق الواسطية وساروا قليلا قليلا، حتى أصبحوا فى يوم السبت الموفى ثلاثين من شعبان، وهم بآبار الزاهر أو حولها، فاقتضى رأى الشريف محمد بن محمود بن أحمد بن رميثة، النزول هناك يستريحون، ويلحق بهم من يوادهم، ممن هو مع عنان، فى الليلة المسفرة، فأبى ذلك كبيش، وخشى من طول الإقامة، وأن يصنع معه بنو حسن، كما صنعوا معه بجدة أولا، من أن كلا منهم يجير فى كل يوم من القتال، وصمم على القتال فى ذلك اليوم، وسار العسكر إلى مكة، وأخذوا الطريق التى تخرجهم من الزاهر إلى شعب أذاخر.
فلما قطعوا الشعب، افترق العسكر، فأخذ الحميضات الطريق التى تخرجهم على مسجد الإجابة، وأخذ كبيش ومن معه من القواد العمرة والعبيد، طريقا أقرب إلى الأبطح، فرأوا بها عنانا وأصحابه، وكانوا قريبا منهم فى المقدار، فأزال الرجل الذى مع كبيش، الرجل الذى مع عنان من مواضعهم بعد قتال جرى بينهم، وعقروا الجمال التى
(2) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.