الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو حاتم: محلّه الصدق، مضطرب الحديث، ما أرى به بأسا.
2641 ـ هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى:
قال الزبير بن بكار: حدثنى محمد بن يحيى، عن ابن أبى زريق، مولى بنى مخزوم، عن الأوقص محمد بن عبد الرحمن قاضى مكة، عن خالد بن سلمة، قال: لما كان يوم الفتح، جاء هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكشف ثوبه عن ظهره، ثم وضع يده على خاتم النبوة. قال: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، فأحاله، فأقعده بين يديه، ثم ضرب فى صدره ثلاثا، ثم قال:«اللهم أذهب عنه الغلّ والحسد» ثلاثا. فكان الأوقص يقول: نحن أقل أصحابنا حسدا.
وذكر الزبير، أن أمه وأم إخوته: خالد بن العاص والوليد بن العاص: عاتكة بنت الوليد بن المغيرة. انتهى.
وذكره الذهبى فى التجريد، من مسلمة الفتح، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2642 ـ هشام بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم القرشى السهمى المكى:
أخو عمرو بن العاص، ذكره الزبير بن بكار، فقال: كان من أصحاب النبىصلى الله عليه وسلم، وقتل يوم أجنادين شهيدا، وأمه: أم حرملة بنت هشام بن المغيرة. قال الزبير: وحدثنى محمد بن سلام، قال: كان هشام بن العاص، مع أخيه عمرو بالشام، فى خلافة عمر بن الخطاب، فلقوا العدو فى مضيق، فقتل هشام بين الصفّين، فأمسك المسلمون عن الإقدام عليه بخيولهم، ولم يقدروا على أخذه، فقال عمرو بن العاص: إنه جسد بلا روح فيه، فأوطئوه، فلما انجلت المعركة، جمعه عمرو فى ثوب، بعد ما قطعته الحوافر، ودفنه.
ـ عطاء، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«الزاد والراحلة يعنى قوله: من استطاع إليه سبيلا» .
2641 ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة 2713، الإصابة ترجمة 8987، أسد الغابة ترجمة 5378، تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، الجرح والتعديل 9/ 68، الطبقات الكبرى 1/ 127).
2642 ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة 2712، الإصابة ترجمة 8986، أسد الغابة ترجمة 5377، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2 / 137، تاريخ الإسلام 1/ 382، طبقات ابن سعد 4/ 191، نسب قريش 409، طبقات خليفة 148 و 2821، المحبر 433، الجرح والتعديل 9/ 63، جمهرة أنساب العرب 163).
فلما كان بعد ذلك، ورجع عمرو إلى مكة، دخل المسجد للطواف، فمرّ بمجلس من قريش، فنظروا إليه وتكلموا، فقال لهم: قد رأيتكم تكلمتم حين رأيتمونى، فما قلتم؟ قالوا: تكلمنا فيك، وفى أخيك هشام، أيّكما أفضل؟ قال: أفرغ من طوافى وأخبركم.
فلما انصرف من طوافه، أتاهم، فقال: أخبركم عنى وعنه، بيننا خصال ثلاث: أمه بنت هشام بن المغيرة، وأمى أمى. وكان أحبّ إلى أبيه منى، وفراسة الوالد فى ولده فراسته، واستبقنا إلى الله عزوجل، فسبقنى.
وذكره ابن عبد البر فقال: كان قديم الإسلام، أسلم بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم مكة حين بلغه مهاجرة النبى صلى الله عليه وسلم، فحسبه أبوه وقومه بمكة، حتى قدم بعد الخندق على النبى صلى الله عليه وسلم، وكان أصغر سنّا من أخيه عمرو، وكان فاضلا خيرا، ثم ذكر قول عمرو بن العاص فيه، حين سئل عنه بزيادة، وهو أنه قال بعد قوله: واستبقنا إلى الله تعالى فسبقنى: أمسك علىّ السترة حتى تطهّرت، وتحفظت. ثم أمسكت عليه، حتى فعل مثل ذلك، ثم عرضنا أنفسنا على الله تعالى، فقبله وتركنى.
ثم قال: وقال الواقدى: حدثنا عبد الملك بن وهب، عن جعفر بن يعيش، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: حدثنى من حضر أن هشام بن العاص قال: ضربت رجلا من غسان، فأبدى منحره، فكرّت غسان على هشام، فضربوه بأسيافهم حتى قتلوه، فلقد وطئته الخيل، حتى كرّ عليهم عمرو، فجمع لحمه فدفنه، قال: وحدثنى ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، قال: لما انهزمت الروم يوم أجنادين، انتهوا إلى موضع لا يعبره إلا إنسان إنسان، فجعلت الروم تقاتل عليه، وقد تقدموه وعبروه، فتقدم هشام بن العاص، فقاتلهم حتى قتل، ووقع على تلك الثّلمة فسدّها، فلما انتهى المسلمون إليها، هابوا أن يوطئوه الخيل، فقال عمرو بن العاص: أيها الناس، إن الله استشهده، ورفع روحه، وإنما هى جثة، فأوطئوه الخيل، ثم أوطأه هو، ثم تبعه الناس حتى قطّعوه، فلما انتهت الهزيمة، ورجع المسلمون إلى العسكر، كرّ إليه عمرو، فجعل يجمع لحمه وأعضاءه وعظامه، ثم حمله فى نطع، فواراه.
روى عن النبى صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«ابنا العاص مؤمنان: عمرو وهشام» . رواه محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، عن النبى صلى الله عليه وسلم، قال: وقتل هشام بن العاص بالشام يوم أجنادين، فى خلافة أبى بكر، سنة ثلاث عشرة. وروى ابن المبارك عن أهل الشام، أنه استشهد يوم اليرموك. انتهى.