الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2679 ـ وهب بن قيس [الثقفى:
قال ابن عبد البر: حديثه عند أميمة بنت رقيقة، عن أمها، هناك جرى ذكره، لا أعرفه بغير ذلك. هذا أخو سفيان بن قيس بن أبان الطائى الثقفى] (1).
2680 ـ وهيب بن واضح المكى:
مولى عبد العزيز بن أبى رواد المقرى، أبو القاسم، ويلقب أبا الإخريط.
قرأ على إسماعيل القسط، وشبل بن عبّاد، ومعروف بن مشكان، وتصدّر للإقراء، فقرأ على البزّى، والقفّال، وغيرهما.
وتوفى سن تسعين ومائة.
2681 ـ وهيب بن الورد بن أبى الورد، أبو أمية المكى، وقيل أبو عثمان، مولى بنى مخزوم، من عبّاد المكيين وأعيانهم، وكان اسمه عبد الوهاب فصغّر، فقيل: وهيب:
أدرك جماعة من التابعين، كعطاء بن أبى رباح، ومنصور بن أبى زاذان، وأبان بن أبى عياش، واشتغل بالعبادة عن الرواية، فلم يرو عنه إلا القليل.
قال سفيان بن عيينة: قال وهيب: بينا أنا واقف فى بطن الوادى، إذا أنا برجل قد أخذ بمنكبى، فقال: يا وهيب، خف الله لقدرته عليك، واستحى منه لقربه منك، قال: فالتفت، فلم أر أحدا.
وقال بشر بن الحارث: أربعة رفعهم الله بطيب المطعم: وهيب بن الورد، وإبراهيم ابن أدهم، ويوسف بن أسباط، وسام الخواص.
وقال محمد بن يزيد: سمعت سفيان الثورى إذا حدّث الناس فى المسجد الحرام، وفرغ من الحديث، قال: قوموا إلى الطّيّب، يعنى وهيبا. وكان سفيان يقول: اذهبوا بنا إلى هذا الرجل الصالح، نسلّم عليه.
2679 ـ (1) انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة 2764، الإصابة ترجمة 9193، الثقات 3/ 427، الطبقات 54، 285، تجريد أسماء الصحابة 2/ 131، الجرح والتعديل 9/ 22، التاريخ الكبير 8/ 161، الطبقات الكبرى 8/ 492).
(1)
ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل، وما أوردناه من الاستيعاب. وقد أوردناه لأنه أشهر من يحمل هذا الاسم من المكيين، وهو أخو سفيان بن قيس بن أبان الطائفى، الذى ذكره الفاسى فى الترجمة رقم (1312) ولم يذكر سوى اسمه فقط والباقى بياض فى الأصل، وقد ذكر محقق الاستيعاب، العقد الثمين فى المراجع التى ذكر فيه وهب بن قيس الثقفى.
وقال زهير بن عباد: وكان فضيل بن عياض، ووهيب بن الورد، وعبد الله بن المبارك، جلوسا، فذكرو الرطب، فقال وهيب: قد جاء الرطب، فقال عبد الله بن المبارك: يرحمك الله، هذا آخره، أو لم تأكله؟ قال: لا. قال: ولم؟ قال وهيب: بلغنى أن عامة أجنة مكة من الصوافى والقطائع، فكرهتها. فقال ابن المبارك: يرحمك الله، أو ليس قد رخص فى الشراء من السوق، إذا لم تعرف الصوافى والقطائع منه، وإلا ضاق على الناس خيرهم، أو ليس عامة ما يأتى من قمح مصر، إنما هو من الصوافى والقطائع؟ ولا أحسبك تستغنى عن القمح، فسهّل عليك. قال: فصعق وهيب، فقال فضيل لعبد الله: ما صنعت بالرجل؟ فقال ابن المبارك: ما علمت أن كل هذا الخوف قد أعطيه.
فلما أفاق وهيب، قال: يا ابن المبارك، دعنى من ترخيصك، لا جرم لا آكل من القمح إلا كما يأكل المضطر من الميتة. فزعموا أنه نحل جسمه حتى مات هزلا.
وقال حازم الديلمى: قيل لوهيب بن الورد: ألا تشرب من زمزم؟ قال: بأى دلو؟ .
وقال شعيب بن حرب: ما احتملوا لأحد ما احتملوا لوهيب، كان يشرب بدلوه.
وقال ابن المبارك: ما جلست إلى أحد، كان أنفع لى مجالسة من وهيب.
وكان لا يأكل من الفواكه، وكان إذا انقضت السنة، وذهبت الفواكه، يكشف عن بطنه وينظر إليه ويقول: يا وهيب، ما أرى بك بأسا، ما أرى تركك للفواكه ضرك شيئا! .
وقال: كان يقال: الحكمة عشرة أجزاء، فتسعة منها فى الصمت، والعاشرة عزلة الناس، فعالجت نفسى على الصمت، فلم أجدنى أضبط كما أريد منه، فرأيت أن هذه الأجزاء العشرة، عزلة الناس.
وقال ابن أبى رواد: انتهيت إلى رجل ساجد خلف المقام، فى ليلة باردة مطيرة، يدعو ويبكى، فطفت أسبوعا، ثم عدت، فوجدته على حاله، فقعدت قريبا منه الليل كله، فلما كان جوف الليل، سمعت هاتفا يقول: يا وهيب بن الورد: ارفع رأسك، فقد غفر لك، فلم أر شيئا.
فلما برق الصبح، رفع رأسه ومضى، فاتبعته، قلت: أو ما سمعت الصوت؟ فقال: أى صوت؟ فأخبرته، فقال: لا تخبر أحدا. فما حدثت به أحدا حتى مات وهيب.
وقال محمد بن يزيد: كانوا يرون الرؤيا لوهيب، أنه من أهل الجنة، فإذا أخبر بها
اشتد بكاؤه، وقال: قد خشيت أن يكون هذا من الشيطان، وقال: عجبا للعالم! كيف تجيبه دواعى قلبه إلى ارتياح الضحك، وقد علم أن له فى القيامة روعات ووقفات وفزعات، ثم غشى عليه.
وقال: لو أن علماءنا عفا الله عنا وعنهم، نصحوا لله فى عباده، فقالوا: يا عباد الله، اسمعوا ما نخبركم عن نبيكم صلى الله عليه وسلم، وصالح سلفكم، من الزهد فى الدنيا، فاعملوا به، ولا تنظروا إلى أعمالنا هذه الفسلة، كانوا قد نصحوا لله فى عباده، ولكنهم يأبون إلا أن يجروا عباد الله إلى فتنتهم، وما هم فيه.
وقيل له: أيجد طعم العبادة من يعصى الله؟ قال: لا، ولا من يهم بالمعصية.
وقال على بن أبى بكر: اشتهى وهيب لبنا، فجاءته خالته به من شاة لآل عيسى بن موسى، فسألها عنه، فأخبرته، فأبى أن يأكله، فقالت له: كل، فأبى، فعاودته وقالت له: إنى أرجو إن أطعته أن يغفر الله لك ـ أى باتباع شهوتى ـ فقال: ما أحب أنى أكلته، وأن الله غفر لى! فقالت: لم؟ فقال: إنى أكره أن أنال مغفرته بمعصيته.
وقال: لو قمت قيام هذه السارية، ما نفعك، حتى تنظر ما يدخل بطنك، حلال أم حرام!
وقال: اتق الله أن تسبّ إبليس فى العلانية، وأنت صديقه فى السر.
وقال بشر بن الحارث: كان وهيب بن الورد، تبين خضرة البقل فى بطنه من الهزال.
قال: وبلغنى أن وهيبا كان إذا أتى بقرصيه، بكى حتى يبلهما.
وقال: من عد كلامه من علمه، قل كلامه.
وقال: اتق أن يكون الله أهون الناظرين إليك.
وقال: نظرنا فى هذا الحديث، فلم نجد شيئا أرق لهذه القلوب، ولا أشد استجلابا للحق، من قراءة القرآن لمن تدبره.
وقال لابن المبارك: غلامك يتجر ببغداد؟ قال: لا يبايعهم، قال: أليس هو ثم؟ فقال له ابن المبارك: فكيف تصنع بمصر وهم إخوان؟ قال: فو الله لا أذوق من طعام مصر أبدا، فلم يذق حتى مات. وكان يتعلل بتمر ونحوه حتى مات.
وقال سفيان: رأى وهيب قوما يضحكون يوم الفطر، فقال: إن كان هؤلاء يقبل منهم صيامهم، فما هذا فعل الشاكرين! . وإن كان هؤلاء لم يتقبل منهم صيامهم، فما هذا فعل الخائفين! .
وقال: ما اجتمع قوم فى مجلس أو ملأ إلا كان أولاهم بالله تعالى، الذى يفتتح بذكر الله عزوجل، حتى يفيضوا فى ذكره، وما اجتمع قوم فى مجلس أو ملأ، إلا كان أبعدهم من الله، الذى يفتتح بالشر، حتى يخوضوا فيه.
وقال: لو أن المؤمن لا يبغض الدنيا، إلا أن الله يعصى فيها، لكان حقا عليه أن يبغضها.
وقال سعيد الكندى: أتينا سعد بن عطارد، ومعنا رجل، فسأله، فقال: بمكة رجل يشتهى الشيء فيجده فى بيته فى إناء قد كفئ عليه، وإن فأرة أتت جرابا له فيه سويق فخرقته. فقال: اللهم أخزها، قد أفسدت علينا، فخرجت، فاضطربت بين يديه حتى ماتت. فقال: ذاك وهيب المكى.
وقال: لا يزال الرجل يأتينى فيقول: ما ترى فيمن يطوف بهذا البيت سبعا، ماذا فيه من الأجر؟ فأقول: اللهم غفرا، قد سألنى عن هذا غيرك، فقلت: بل سلونى عمن طاف بهذا البيت، ماذا قد أوجب الله عليه فيه من الشكر، حيث رزقه الله طواف ذلك السبع. ثم يقول: لا تكونوا كالعامل، يقال له: اعمل كذا وكذا، فيقول: نعم، إن أحسنتم لى من الأجر.
وقال: إن الله تعالى إذا أراد كرامة عبد، أصابه بضيق فى معاشه، وسقم فى جسده، وخوف فى دنياه، حتى ينزل به الموت، وقد بقيت عليه ذنوب، شدّد عليه بها، حتى يلقاه وما عليه شئ، فإذا هان عليه عبد، يصحّح فى جسده، ويوسّع عليه فى معاشه، ويؤمن له فى دنياه، حتى ينزل به الموت، وله حسنات تخفف عنه بها الموت، حتى يلقاه وما له عنده شئ.
وقال محمد بن يزيد: حلف وهيب بن الورد، أن لا يراه الله ضاحكا، ولا أحد من خلقه، حتى يعلم ما تأتى به رسل الله، قال: فسمعوه عند الموت يقول: وفّيت لى، ولم أوف لك.
ومات سنة ثلاث وخمسين ومائة، رحمة الله تعالى عليه ورضوانه.
* * *