الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن محمد الزهرى، قال: حدثنا يزيد بن عمرو بن مسلم الخزاعى قال: أخبرنى أبى عن أبيه، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنشد ينشد قول سويد بن عامر المصطلقى (1) [من البسيط]:
لا تأمنن وإن أمسيت فى حرم
…
إن المنايا بجنبى كل إنسان
واسلك طريقك تمشى غير مختشع
…
حتى تلاقى ما يمنى لك المانى
وكل ذى صاحب يوما مفارقه
…
وكل زاد وإن أبقيته فانى
والخير والشر مقرونان فى قرن
…
بكل ذلك يأتيك الجديدان
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أدرك هذا الإسلام لأسلم، فبكى أبى، فقلت: يا أبة، تبكى لمشرك مات فى الجاهلية؟ فقال: يا بنى، والله ما رأيت مشركا خيرا من سويد بن عامر.
وقال الزبير بن بكار: هذا الشعر لأبى قلابة الشاعر الهذلى. قال: وهو أول من قال الشعر فى هذيل. قال: واسم أبى قلابة الحارث بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان بن هذيل.
قال أبو عمر: ما رواه يعقوب الزهرى، أثبت من قول الزبير، والله أعلم.
2449 ـ مسلم بن خالد بن قرقرة ويقال ابن جرجة، ويقال ابن سعيد ابن جرجة القرشى المخزومى، مولاهم، أبو خالد المكى، فقيه مكة ومفتيها، المعروف بالزنجى، مولى عبد الله بن سفيان بن عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم:
روى عن: داود بن أبى هند، وعبد الله بن عبيد الله بن أبى مليكة، وعمرو بن دينار، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهرى، وابن جريج، وجماعة.
(1) الأبيات فى الاستيعاب.
2449 ـ انظر ترجمته فى: (طبقات ابن سعد 1/ 151، 2/ 138، 5/ 133، 6/ 42، تاريخ الدورى 2/ 561، تاريخ الدارمى 364، طبقات خليفة 284، العلل لأحمد بن حنبل 1/ 302، 3/ 31، التاريخ الكبير للبخارى 7/ 1097، التاريخ الصغير 2/ 5263، الضعفاء الصغير للبخارى ترجمة 342، المعرفة ليعقوب 3/ 51، تاريخ واسط 248، الضعفاء للنسائى 569، الجرح والتعديل 8/ 800، الثقات لابن حبان 7/ 448، الثقات لابن شاهين 1394، السابق واللاحق 342، سير أعلام النبلاء 8/ 158، تذكرة الحفاظ 1/ 355، الكاشف 3/ 5506، ديوان الضعفاء 4100، المغنى 2/ 6206، العبر 1/ 277، 343، 395، ميزان الاعتدال 4/ 8485، تهذيب التهذيب 10/ 128، تهذيب الكمال 5925، تقريب التهذيب 2/ 245، خلاصة الخزرجى 3/ 6964، شذرات الذهب 1/ 194).
روى عنه: سفيان الثورى ـ فيما قيل ـ وعبد الله بن مسلمة القعنبى، وعبد الله بن الزبير الحميدى، وعبد الله بن وهب، وعبد الملك بن الماجشون، والإمام الشافعى محمد ابن إدريس ـ وبه تفقه بمكة ـ ويعقوب بن أبى عباد المكى، وجماعة.
روى له: أبو داود، وابن ماجة. قال ابن معين، فى رواية عنه: ثقة: وقال فى رواية عنه: ليس به بأس. وقال فى رواية عنه: ضعيف. وضعفه أبو داود وغيره. وقال النسائى: ليس بالقوى. وقال الساجى: كان كثير الغلط، كان يرى القدر.
قال محمد بن سعد: حدثنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقى، قال: كان الزنجى بن خالد، فقيها عابدا يصوم الدهر، وكان كثير الغلط فى حديثه، وكان فى هديه نعم الرجل، ولكنه كان يغلط، وداود العطار أروج فى الحديث منه.
وقال إبراهيم بن إسحاق الحربى: كان فقيه أهل مكة. قال عبد الرحمن بن أبى حاتم: الزنجى إمام فى الفقه والعلم. وذكره ابن حبان فى كتاب الثقات، فقال: كان من فقهاء أهل الحجاز، ومنه تعلّم الشافعى الفقه، وإياه كان يجالس قبل أن يلقى مالك بن أنس، وكان مسلم بن خالد يخطئ أحيانا. انتهى.
وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازى فى طبقات الفقهاء له: كان مسلم بن خالد مفتى مكة بعد ابن جريج. انتهى.
وسبقه إلى مثل ذلك الفاكهى، لأنه قال فى الترجمة التى ترجم عليها بقوله:«ذكر فقهاء أهل مكة» : ثم هلك ابن جريج، فكان مفتى مكة بعده مسلم بن خالد الزنجى، وسعيد بن سالم القداح. انتهى.
وذكره الفاكهى فى عباد مكة، فقال: حدثنا أبو يحيى بن أبى مسرة، قال: سمعت أصحابنا المكيين يقولون: كان المثنى بن الصباح، ومسلم بن خالد ـ وهو حدث ـ يبتدران المقام بعد صلاة العتمة، فأيهما سبق إليه، كان الآخر خلفه، فلا يزالان يصلّيان إلى قريب الصبح. وقال الفاكهى أيضا: حدثنى أبو يحيى بن أبى مسرة، قال: حدثنى محمد بن أبى عمر، قال: حدثنى عمرو بن عمير الوهطى، قال: أقبلت من الطائف وأنا على بغلة لى، فلما كنت بمكة حذو المقبرة، نعست، فرأيت فى منامى وأنا أسير، كأن فى المقبرة فسطاطا مضروبا فيه سدرة، فقلت: لمن هذا الفسطاط والسدرة؟ قالوا: لمسلم ابن خالد ـ وكأنهم الأموات ـ فقلت لهم: ولم فضل عليكم بهذا؟ قالوا: بكثرة الصلاة. قال: فقلت: فأين ابن جريج؟ قالوا: هيهات، رفع ذلك فى علّيّين، وغفر لمن شهد جنازته. انتهى.