المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قلت: هي أمران: - العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم - جـ ٤

[ابن الوزير]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الرابع

- ‌الثالث عشر: أنَّ جميع أئمة الفنون المُبرِّزين فيها قد شاركوا المحدثين في عدم ممارسة علم الكلام

- ‌الطائفة الأولى: من قال بأن المعارف ضرورية

- ‌الطائفة الثانية: من يقول: إنَّ المعارف ضروريةٌ مطلقاً

- ‌الوجه الثاني: أن اللطف المقرب مجرد دعوى

- ‌الوجه الثاني: من الأصل أن الآية في الظن المعارض للعلم

- ‌قلت: كلَاّ، فإنَّ الله تعالى قد سمَّى الظن علماً

- ‌الوجه الرابع: من الجواب وهو التحقيق

- ‌الجواب من وجوه

- ‌الوجه الثالث: إنا نعلمه ما نعرِفُه بِفِطَرِ العقول

- ‌الجواب الرابع: أن نقول: النظر في ذلك واجبٌ كالصلاة

- ‌فإن قيل: قد وَرَدَ في السمع وجوبُ البيان على العلماء

- ‌الجواب من وجوه:

- ‌الوجه الثاني: أنا نخصُّ هذا العام بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الجواب الخامس: أنها وردت نصوصٌ تقتضي العلم أو الظن

- ‌فإن قالوا: وفي ترك علم الكلام مضرة أيضاً

- ‌الجواب: أنَّ تسمية تجويز المضرة المرجوح خوفاً غيرُ مسلم

- ‌قلتُ: هي أمران:

- ‌الجواب من وجهين

- ‌الوجه الأول: معارضة

- ‌الوجه الأول: أن السائل جهل المقصود بالنبوة

- ‌قلنا: معاذ الله

- ‌الطائفة الثانية: أهل النظر في علم الكلام

- ‌القاعدة الأولى: إن الله سبحانه موصوفٌ بالإثبات والنفي

- ‌القاعدة الثانية: أن ما أخبر به الرسول عن ربِّه فإنَّه يجب الإيمان به

- ‌القاعدة الثالثة: إذا قال القائل: ظاهر النصوص مرادٌ أو ليس بمراد

- ‌إن هذه الطريق لا يحصل بها المقصود لوجوهٍ:

- ‌الوجه الثاني: أن هؤلاء ينفُون صفات الكمال بمثل هذه الطريق

- ‌الوجه الثالث: أن سالكي هذه الطريقة متناقضون

- ‌الفصل الثالث: في الإشارة إلى حُجة من كفَّر هؤلاء

- ‌ التنبيه على معرفتين:

- ‌المعرفة الأولى: أن شرط التكفير بمخالفة السمع أن يكون ذلك السمعُ المخالفُ معلوماً علماً ضرورياً من جهة اللفظ، ومن جهة المعنى

- ‌أحدهما: ما عَلِمَهُ العامة مع الخاصة

- ‌ثانيهما: ما لا يعرف تواتره إلَاّ الخاصة

- ‌الشرط الثاني: أن يكون معنى المتواتر معلوماً بالضرورة

- ‌المعرفة الثانية: أن التكفير سمعي محضٌ لا مدخل للعقل فيه، وذلك من وجهين:

- ‌الوجه الأول: أنه لا يكفر بمخالفة الأدلة العقلية وإن كانت ضروريةٌ

- ‌الوجه الثاني: أنَّ الدليل على الكفر والفِسْقِ لا يكون إلَاّ سمعياً قطعياً

- ‌فصلٌ في شيوخه:

- ‌رحلته وحفظه:

- ‌حكاية موضوعة:

- ‌وصيتُه:

- ‌مرضه:

- ‌المنامات:

- ‌ فضلِهِ وتألُّهِهِ وشمائله:

- ‌ومن آدابه:

- ‌ومن كرمه:

- ‌تركه للجهات جُملةَ:

- ‌أيُّ فرقٍ بين الخلقِ والحدوث حتى يكفر القائل بأحدِهما دون الآخر

- ‌الجواب: من وجهينِ

- ‌ الوجه الثالث: وهو التكفير بمآل المذهب

- ‌الوجه الثاني: لو سلَّمنا أنه دلَّ على ذلك دليلٌ سمعي خَفِي لكان معارضاً بما هو أوضح منه

- ‌الوجه الثالث: إنا نعلم بالضرورة منهم ضِدَّ ما ألزموهم

- ‌الوجه الرابع: أنا لو كفرنا بذلك لأمكن المعتزلة، والشيعة، والظاهرية تكفير من لم يقُل بحدوث القرآن

- ‌الوجه الخامس: أن النصوص قد تواترت بمروق الخوارج

- ‌الوجه السابع: أنه قد ورد من الأدلة السمعية ما يُعارضُ ذلك الظن

- ‌وأما قول من يقولُ: ما الفرق بين الخلق، والجعل، والحُدُوث

- ‌قلت: الذي فهمته مِنْ تكرارِ النظر في عباراتهم ومقاصدهم أحد وجهين، أو كلاهما:

- ‌الوجه الأول: أنهم رأوا للحدوث معنيين: حدوثاً نسبيّاً، وحدوثاً مُطلقاً

- ‌الوجه الثاني: أنهم لما رأوا القول بخلقه شعار المعتزلة المنكرين لصحة الكلام من الله تعالى، رأوا لفظ الحدوث يقارب لفظ الخلق ويُوهِمُه

- ‌قلنا: يقولون: إن عمومها مخصوصٌ بإجماع الفريقين

- ‌أمَّا المعتزلة

الفصل: ‌قلت: هي أمران:

وقد بدّله أهل الكلام بأنَّه واجبُ الوجودِ غيرُ معلل، والمعنى واحد فإنَّما كلامهم هذا جمودٌ محضٌ (1)، وهو الذي عابوا (2).

‌فإن قالوا: وفي ترك علم الكلام مضرة أيضاً

.

ف‌

‌الجواب: أنَّ تسمية تجويز المضرة المرجوح خوفاً غيرُ مسلم

، وإلَاّ لسمينا خائفين لسقوط الأبنية القائمة القوية (3).

سلمنا تسميته خوفاً، لكن ليس الواجب دفع المضرة المخوفة، بل الواجب دفع المضرة المظنونة لا الموهومة المرجوحة، ولا المجاوزة المساوية.

سلمنا أن دفع المضرة المخوفة واجبٌ، وإن لم تكن راجحة، لكن بشرط أن لا تُدفَعَ تلك المضرة المرجوحة بفعل ما يستلزِمُ مضرةً راجحة (4) قوية مظنونة.

فإن قُلتَ: وما هذه المضرة المظنونة في الخوض في علم الكلام؟

‌قلتُ: هي أمران:

أحدُهُما: ما شهدت به التجارب مع النظر المقدَّم، وضلَّ بسببه اثنتان (5) وسبعون فرقة من ثلاثٍ وسبعين.

وثانيهما: ما أشار إليه يحيى بن منصور رحمه الله في قوله (6) في

(1) في (أ): ومحض، وهو خطأ.

(2)

جملة " وهو الذي عابوا " ساقطة من (أ).

(3)

ساقطة من (ش).

(4)

في (ش) زيادة، وعبارته: ما يستلزم مضرة مرجوحة مثلها، فكيف بما يستلزم مضرة راجحة.

(5)

في الأصول: " اثنان "، والصواب ما أثبتنا.

(6)

" في قوله " ساقطة من (ش).

ص: 80

قصيدته المتقدمة:

بل جاء عنه وعنهُمُ مُتواتراً

حظْرُ التَّعمُّقِ والغُلُو لِمُبْصِرِ

وهذه الإشارة إلى مجموع أشياء كثيرة:

منها: النَّواهي عن المراء مطلقاً (1).

ومنها: النواهي عن المراء في القرآن خاصة (2).

ومنها: النواهي عن المراء في القدر خاصة.

ومنها: النواهي عن البدع (3).

ومنها: النهي عن التفكر في الله.

ومنها: الأوامر عند الوسوسة بما يُنافي الكلام، وطرائق أهله، وفي ذلك خمسةَ عشر حديثاً في " الصحيحين "، و" السنن الأربع "، و" مجمع الزوائد "(4).

منها (5): حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خَلَقَ كذا؟ من خَلَقَ كذا (6)؟ حتى يقول: من خلق ربَّك؟، فإذا بلغه: فليستعذ بالله وليَنْتَهِ "(7) رواه البخاري

(1) من قوله: " منها النواهي " إلى هنا ساقط من (ش).

(2)

ساقطة من (ش).

(3)

جملة: " ومنها النواهي عن البدع " ساقطة من (ش).

(4)

من قوله: " ومنها الأوامر " إلى هنا ساقط من (ش).

(5)

في (ش): ومنها.

(6)

" من خلق كذا " ساقطة من (ش).

(7)

أخرجه البخاري (3276)، ومسلم (135)، وأبو داود (4721)، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "(662).

وقوله: " فليستعذ بالله ولينته " قال الحافظ في " الفتح " 6/ 340 - 341: أي: عن =

ص: 81

ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وألفاظهم مختلفة، والمعنى متقارب.

وفي الباب عن ابن عباس مرفوعاً رواه الطبراني في " الصغير "(1)

= الاسترسال معه في ذلك، بل يلجأ إلى الله في دفعه، ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة، فيبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها. قال الخطابي: وجه هذا الحديث أن الشيطان إذا وسوس بذلك، فاستعاذ الشخص بالله منه، وكفَّ عن مطاولته في ذلك، اندفع، قال: وهذا بخلاف ما لو تعرّض أحد من البشر بذلك، فإنه يمكن قطعه بالحجة والبرهان، قال: والفرق بينهما أن الآدمي يقع منه الكلام بالسؤال والجواب والحال معه محصور، فإذا راعى الطريقة، وأصاب الحجة، انقطع، وأما الشيطان فليس لوسوسته انتهاء، بل كلما ألزم حجة، زاغ إلى غيرها إلى أن يفضي بالمرء إلى الحيرة، نعوذ بالله من ذلك. قال الخطابي: على أن قوله: " من خلق ربك " كلام متهافت، ينقض آخره أوله، لأن الخالق يستحيل أن يكون مخلوقاً، ثم لو كان السؤال متجهاً، لاستلزم التسلسل، وهو محال، وقد أثبت العقل أن المحدثات مفتقرة إلى محدث، فلو كان هو مفتقراً إلى محدث، لكان من المحدثات. انتهى.

والذي نحا إليه من التفرقة بين وسوسة الشيطان ومخاطبة البشر، فيه نظر، لأنه ثبت في مسلم من طريق هشام بن عروة، عن أبيه في هذا الحديث " لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً، فليقل: آمنت بالله "، فسوى في الكف عن الخوض في ذلك بين كل سائل عن ذلك من بشر وغيره، وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة قال: سألني عنها اثنان، وكان السؤال عن ذلك لما كان واهياً، لم يستحق جواباً، أو الكف عن ذلك نظير الأمر بالكف عن الخوض في الصفات والذات. قال المازري: الخواطر على قسمين: فالتي لا تستقرّ ولا يجلبها شبهة هي التي تندفع بالإعراض عنها، وعلى هذا ينزل الحديث، وعلى مثلها ينطلق اسم وسوسة، وأمَّا الخواطر المستقرة الناشئة عن الشبهة، فهي التي لا تندفع إلَاّ بالنظر والاستدلال، وقال الطيبي: إنَّما أمر بالاستعاذة والاشتغال بأمر آخر، ولم يأمر بالتأمل والاحتجاح، لأن العلم باستغناء الله جل وعلا من الموجد أمر ضروري لا يقبل المناظرة، ولأنَّ الاسترسال في الفكر في ذلك لا يزيد المرء إلَاّ حيرة، ومن هذا حاله، فلا علاجَ له إلَاّ الملجأ إلى الله تعالى والاعتصام به، وفي الحديث إشارة إلى ذم كثرة السؤال عما لا يعني المرء، وعما هو مستغنٍ عنه.

(1)

برقم (1090) عن منتصر بن نصر بن منتصر الواسطي، حدَّثنا أحمد بن سنان الواسطي، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا سفيان الثوري، عن حماد بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إني أجد في نفسي الشيء أن أكون حُمَمَةً أحب إلي من أن أتكلم به، فقال:" ذاك صريح الإيمان ". قال الهيثمي في " مجمع الزوائد ": رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني منتصر. =

ص: 82

برجال الصحيح، خلا شيخ الطبراني منتصر.

وموقوفاً رواه أبو داود (1) من طريق أبي زميل سماك بن الوليد الحنفي.

ومرفوعاً من طريق أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية (2).

وعن خُزيمة بن ثابت مرفوعاً من طريق ابن لهيعة (3).

= قلت: منتصر ترجمه الخطيب في " تاريخ بغداد " 13/ 266.

وأخرجه أبو داود (5112) من طريقين عن جرير، عن منصور، عن ذر بن عبد الله المرهبي، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه، يُعَرَّضُ بالشيء، لأن يكون حُمَمَة أحبُّ إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة. قال ابن قدامة:" رد أمره " مكان " رد كيده ".

وأخرجه أحمد 1/ 235 و340، والطيالسي (2704)، والنسائي في " اليوم والليلة "(668) و (669)، والطحاوي في " مشكل الآثار " 2/ 251 و252، وابن منده في الإيمان (345)، والبغوي (60) من طرق عن منصور، به. وصحَّحه ابن حبان (147).

(1)

" أبو داود " سقطت من (ب) و (ش). وهو في " سننه "(5110) عن عباس بن عبد العظيم، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل، قال: سألت ابن عباس فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِك} الآية، قال: فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئاً، فقل:(هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكلِّ شيءٍ عليم).

(2)

أخرجه أحمد 1/ 7 - 8، وأبو يعلى (133) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو، عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، عن محمد بن جبير بن مطعم أن عثمان قال: تمنيت أن أكون سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا ينجينا مما يلقي الشيطان في أنفسنا؟ فقال أبو بكر: قد سألته عن ذلك فقال: ينجيكم من ذلك أن تقولوا: ما أمرتُ عمي أن يقوله، فلم يقله. هذا لفظ أحمد. وذكره الهيثمي في " المجمع " 1/ 33، وقال: رواه أبو يعلى، وعند أحمد طرف منه، وفي إسناده أبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، وثقه ابن حبان، والأكثر على تضعيفه.

(3)

أخرجه أحمد 5/ 214، والطبراني في " الكبير "(3719) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، عن عماره بن خزيمة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: =

ص: 83

وعن عائشة مرفوعاً بثقات (1).

وعنها مرفوعاً من طريق شهر بن حوشب (2).

وعن أبي بكر مرفوعاً، وفيه أبو الحويرث أيضاً.

وعن أنس مرفوعاً برجال الصحيح (3).

وعن ابن عمرو (4) مرفوعاً برجاله خلا شيخ الطبراني أحمد بن محمد بن نافع الطحان (5).

وعن أُمِّ سلمة مرفوعاً، وفيه سيفُ بن عميرة (6).

= " يأتي الشيطان الإنسان فيقول: من خلق السماوات؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: الله، حتى يقول من خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله ". وابن لهيعة: سيىء الحفظ، لكن حديثه حسن في الشواهد، وهذا منها.

(1)

أخرجه أحمد 6/ 258، وأبو يعلى 215/ 2، والبزار (50) من طريق الضحاك بن عثمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ أحدكم يأتيه الشيطان، فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله، فيقول: فمن خلق الله؟ فإذا وجد ذلك أحدُكم، فليقل: آمنت بالله ورسله، فإن ذلك يذهبه ". وهذا سند قوي على شرط مسلم، وقد تابع الضحاك بن عثمان عليه سفيان الثوري عند ابن السني (624).

(2)

هو في " المسند " 6/ 106 عن مؤمل، حدَّثنا حماد، عن ثابت، عن شهر بن حوشب، عن خاله، عن عائشة رضي الله عنها قالت: شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجدون من الوسوسة، وقالوا: يا رسول الله، إنا لنجد شيئاً، لو أنَّ أحدنا خرَّ من السماء، كان أحبَّ إليه من أن يتكلم به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" ذاك محض الإيمان ".

(3)

أورده الهيثمي في " المجمع " 1/ 34، ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: ورجاله رجال الصحيح إلَاّ يزيد بن أبان الرقاشي، وجاء في أسفل الصفحة من المطبوع ما نصه:" إلا يزيد بن أبان الرقاشي " زائد في نسخة المؤلف.

(4)

تحرفت في (ش) إلى: عمر.

(5)

أورده الهيثمي في " المجمع " 1/ 34، ونسبه إلى الطبراني في " الأوسط "، و" الكبير " وقال: رجاله رجال الصحيح خلا أحمد بن محمد بن نافع الطحان شيخ الطبراني.

(6)

أخرجه الطبراني في الصغير (356) من طريق سيف بن عميرة، عن أبان بن تغلب، حدثنا سماك بن حرب، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعت رسول الله صلى الله علي وآله وسلم وسأله رجل فقال: إني لأُحَدِّثُ نفسي بالشيء لو تكلمت به لأحبطتُ أجري، فقال: لا يلقى ذلك الكلام إلَاّ مؤمن ". وسيف بن عميرة روى عنه =

ص: 84

وعن ابن مسعود مرفوعاً بثقات (1).

وعن معاذ مرفوعاً، وفيه انقطاع (2).

وعن عمارة بن أبي الحسن عن عمه مرفوعاً (3) بثقات أئمة (4).

وعن أبي هريرة أيضاً بثقات (5).

= جمع، وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: يغرب، وقال الأزدي: يتكلمون فيه.

(1)

أخرجه مسلم في " صحيحه "(133)، والنسائي في " اليوم والليلة " كما في " التحفة " 7/ 107 وابن منده (347)، والطحاوي في " شرح شكل الآثار " 2/ 251، والبغوي (59) من طريق علي بن سعير بن الخمس، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: " تلك محض الإيمان "، وصححه ابن حبان (149).

(2)

أخرجه الطبراني في " الكبير " 20/ (367) عن علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن ذر قال: سمعت أبي يذكر عن معاذ بن جبل قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي بعثك بالحق، إنه ليعرض في صدري الشيء، لأن أكون حممة أحبُّ إلي من أن أتكلم به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الحمد لله، إن الشيطان قد أيِسَ من أن يعبد بأرضي هذه، ولكنه قد رضي بالمحقرات من أعمالكم ". قال الهيثمي 1/ 34: ذر بن عبد الله راوية عن معاذ، لم يدركه.

(3)

في الأصول: " حسين (وفي (ش): حصين) مرفوعاً، وعن عمرة ".

(4)

وهو في " عمل اليوم والليلة " للنسائي (672)، و" مسند البزار "(49) من طريقين، عن أبي داود، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عمارة بن أبي حسن المازني، عن عمه أن الناس سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة التي يجدها أحدهم، لأن يسقط من عند الثريا أحبُّ إليه من أن يتكلم به، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاك صريح الإيمان، إن الشيطان يأتي العبد فيما دون ذلك، فإذا عصم منه، وقع هنالك ". أبو داود: هو الطيالسي سليمان بن داود، وعمارة بن أبي الحسن: هو الأنصاري المازني المدني، قال الحافظ في " التقريب ": ثقة، يقال: له رؤية، ووهم من عدَّه صحابيّاً، فإن الصحبة لأبيه. وقال الهيثمي في " المجمع " 1/ 35 بعد أن نسبه إلى البزار: ورجاله ثقات أئمة.

والمراد بصريح الإيمان: هو الذي يعظم في نفوسهم إن تكلموا به، ويمنعهم من قبول ما يلقي الشيطان، فلولا ذلك، لم يتعاظم في أنفسهم حتى أنكروه، وليس المراد أن الوسوسة نفسها صريح الايمان، بل هي من قبل الشيطان وكيده.

وقال الطيبي: أي: علمكم بقبيح تلك الوساوس، وامتناع قبولكم ووجودكم النفرة عنها دليل على خلوص إيمانكم، فإن الكافر يصر على ما في قلبه من المحال، ولا ينفر عنه.

(5)

أخرجه مسلم في " صحيحه "(132) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، =

ص: 85

ومنها: أحاديث الإيمان والإسلام المتواترة التي تقتضي قواعدُ الكلام منافاتِهما إلَاّ مَعَ التأويلات المتعسِّفة المستكرهة، وأمثال ذلك.

وعن جُنْدُبٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فيه، فقوموا عنه "(1) رواه البخاري ومسلم، والنسائي.

ومن ذلك قصَّة عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم في اختلافهما في القراءة، ورفعها (2) إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره كل واحدٍ منهما أن يقرأ كما سمع منه صلى الله عليه وسلم، ونهيه لهما عن الاختلاف الذي هو المناكرة، والمعاداة، رواه الجماعة (3)، وله طرق جمة عرفت (4) منها ثماني عشرة (5) طريقاً عن ثمانية عشر صحابياً (6).

وهذه الأحاديث كالشرح، لقوله تعالى:{وَلَا تَفَرَّقُوا} وأمثالها ممَّا قدمته في ديباجة هذا (7) الكتاب، فإن النهي عن التفرُّق نهي عن أسبابه

= عن أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.

وهو في " سنن أبي داود "(5111) في " عمل اليوم والليلة "(664) للنسائي، و" الإيمان " لابن منده (343) و (344)، وانظر " صحيح ابن حبان "(145) و (146).

(1)

تقدم تخريجه 1/ 216.

(2)

في (ب): " وترافعهما "، وفي (ش):" ورفعهما ".

(3)

تقدم تخريجه في 1/ 217. وهشام بن حكيم: هو ابن حزام الأسدي، له ولأبيه صحبة، وكان إسلامهما يوم الفتح، وكان لهشام فضل، ومات قبل أبيه، أخرج له مسلم حديثاً واحداً مرفوعاً من رواية عروة عنه.

(4)

في (ش): عرف.

(5)

في (ش): ثمانية عشر.

(6)

ذكر منها الحافظ في " الفتح " 9/ 26 خمسة طرق.

(7)

ساقطة من (ش).

ص: 86