الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله! فقال: " ويلُك، ومن يعدلُ إذا لم أعدِلْ؟ فقال عمر رضي الله عنه: ائذن لي فأضربُ عُنُقه! فقال: " دعه، فإن له أصحاباً يحقِرُ أحدُكُم صلاته مع صلاتِهِم " (1) الحديث.
ومن ذلك ما رواه أبو القاسم البغوي، عن عليِّ بن الجعد، عن شريكٍ القاضي، عن عمران بن ظبيان، عن أبي تحيى، قال: صلَّى عليٌّ عليه السلام صلاة الفجر، فناداه رجل من الخوارج:{لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65]، فأجابه عليٌّ في الصلاة:{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60](2).
الوجه السادس: ما جاء في المتأوِّلين من قوله تعالى (3): {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب: 5]، وقوله تعالى:{ربنا لا تُؤاخِذنَا إن نسينا أو أخطأنا} [البقرة: 286]، وحديث:" رُفِعَ عن أُمَّتي الخطأ والنسيان وما استُكرِهُوا عليه "(4)، ولا شكَّ أن ترك التكفير أسلم، والخطأ في العفو خيرٌ من الخطأ في العُقوبة.
الوجه السابع: أنه قد ورد من الأدلة السمعية ما يُعارضُ ذلك الظن
لكفر أهل التأويل مما هو أرجح منه (5)، وذلك مثلُ حديث أنسٍ، قال:
(1) أخرجه عبد الرزاق في " المصنف "(18669)، والبخاري (3610) و (5058) و (6163)، ومسلم (1064)(148)، والبغوي في " شرح السنة "(2552).
(2)
تقدم تخريجه ص 212 من هذا الجزء.
(3)
عبارة " من قوله تعالى " لم ترد في (ش).
(4)
تقدم تخريجه في 1/ 192 - 196.
(5)
ساقطة من (ش).