الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من أصلح بَين اثْنَيْنِ أصلح الله أمره وَأَعْطَاهُ بِكُل كلمة تكلم بهَا عتق رَقَبَة وَرجع مغفورا لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق اللَّهُمَّ عاملنا بلطفك وتداركنا بعفوك يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ
الْكَبِيرَة الرَّابِعَة وَالْخَمْسُونَ أذية عباد الله والتطول عَلَيْهِم
قَالَ الله تَعَالَى {وَالَّذين يُؤْذونَ الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات بِغَيْر مَا اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثما مُبينًا} وَقَالَ الله تَعَالَى {واخفض جناحك لمن اتبعك من الْمُؤمنِينَ} وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن الله تَعَالَى قَالَ من عادى لي ولياً فقد آذنته بِالْحَرْبِ وَفِي رِوَايَة فقد بارزني بالمحاربة أَي أعلمته أَنِّي محَارب لَهُ وَفِي الحَدِيث أَن أَبَا سُفْيَان أَتَى على سلمَان وصهيب وبلال فِي نفر فَقَالُوا مَا أخذت سيوف الله من عَدو الله مأخذها فَقَالَ أَبُو بكر رضي الله عنه أتقولون هَذَا لشيخ قُرَيْش وسيدهم فَأتى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأخْبرهُ فَقَالَ يَا أَبَا بكر لَعَلَّك أغضبتهم لقد أغضبت رَبك فَأَتَاهُم أَبُو بكر رضي الله عنه فَقَالَ يَا أخوتاه أغضبتكم قَالُوا لَا يغْفر الله لَك يَا أخي وَقَوْلهمْ مأخذها أَي لم تستوف حَقّهَا مِنْهُ
فصل
فِي قَوْله تَعَالَى {واصبر نَفسك مَعَ الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي يُرِيدُونَ وَجهه}
الْآيَات وَهَذِه الْآيَات فِي تَفْضِيل الْفُقَرَاء وَسبب نُزُولهَا أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أول من آمن بِهِ الْفُقَرَاء وَكَذَلِكَ كل نَبِي أرسل أول من آمن بِهِ الْفُقَرَاء فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يجلس مَعَ فُقَرَاء أَصْحَابه مثل سلمَان وصهيب وبلال وعمار بن يَاسر رضي الله عنهم فَأَرَادَ الْمُشْركُونَ أَن يحتالوا عَلَيْهِ فِي طرد الْفُقَرَاء لما سمعُوا أَن عَلامَة الرُّسُل أَن يكون أول أتباعهم الْفُقَرَاء فجَاء بعض رُؤَسَاء الْمُشْركين فَقَالُوا يَا مُحَمَّد اطرد الْفُقَرَاء عَنْك فَإِن نفوسنا تأنف أَن تجالسهم فَلَو طردتهم عَنْك لآمن بك أشرف النَّاس ورؤساؤهم فَأنْزل الله تَعَالَى {وَلَا تطرد الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي يُرِيدُونَ وَجهه} فَلَمَّا أيس الْمُشْركُونَ من طردهم قَالُوا يَا مُحَمَّد إِن لم تطردهم فَاجْعَلْ لنا يَوْمًا وَلَهُم يَوْمًا فَأنْزل الله تَعَالَى {واصبر نَفسك مَعَ الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي يُرِيدُونَ وَجهه وَلَا تعد عَيْنَاك عَنْهُم تُرِيدُ زِينَة الْحَيَاة الدُّنْيَا} أَي لَا تتعداهم وَلَا تتجاوز بنظرك رَغْبَة عَنْهُم وطلبا لصحبة أَبنَاء الدُّنْيَا {وَقل الْحق من ربكُم فَمن شَاءَ فليؤمن وَمن شَاءَ فليكفر} ثمَّ ضرب لَهُم مثل الْغَنِيّ وَالْفَقِير بقوله {وَاضْرِبْ لَهُم مثلاً رجلَيْنِ} {وَاضْرِبْ لَهُم مثل الْحَيَاة الدُّنْيَا} فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يعظم الْفُقَرَاء ويكرمهم وَلما هَاجر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَة هَاجرُوا مَعَه فَكَانُوا فِي صفة الْمَسْجِد مقيمين متبتلين فسموا أَصْحَاب الصفة فَكَانَ ينتمي إِلَيْهِم من يُهَاجر من الْفُقَرَاء