الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والزانية والنائحة والعشرية والدلال إِذا أَخذ أجرته بِغَيْر إِذن من البَائِع ومخبر المُشْتَرِي بِالزَّائِدِ وَمن بَاعَ حراً فَأكل ثمنه
فصل
رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ يُؤْتى يَوْم الْقِيَامَة بأناس مَعَهم من الْحَسَنَات كأمثال جبل تهَامَة حَتَّى إِذا جِيءَ بهم جعلهَا الله هباء منثوراً ثمَّ يقذف بهم فِي النَّار فَقيل يَا رَسُول الله كَيفَ ذَلِك قَالَ كَانُوا يصلونَ وَيَصُومُونَ ويزكون ويحجون غير أَنهم كَانُوا إِذا عرض لَهُم شَيْء من الْحَرَام أَخَذُوهُ فأحبط الله أَعْمَالهم وَعَن بعض الصَّالِحين أَنه رُؤِيَ بعد مَوته فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ خيراً غير أَنِّي مَحْبُوس عَن الْجنَّة بإبرة استعرتها فَلم أردهَا فنسأل الله تَعَالَى الْعَفو والعافية والتوفيق لما يحب ويرضى إِنَّه جواد كريم رؤوف رَحِيم
موعظة
عباد الله أما اللَّيَالِي وَالْأَيَّام تهدم الْآجَال أما مآل الْمُقِيم فِي الدُّنْيَا إِلَى الزَّوَال أما آخر الصِّحَّة يؤول إِلَى الاعتلال أما غَايَة السَّلامَة نُقْصَان الْكَمَال أما بعد اسْتِقْرَار المنى هجوم الْآجَال أما أنبئتم عَن الرحيل وَقد قرب الانتقال أما بَانَتْ لكم العبر وَضربت لكم الْأَمْثَال
وعزيز ناعم ذل لَهُ
كل صَعب المرتقى وعر المرام
…
فَكَسَاهُ بعد لين ملبس
خشناً بالرغم مِنْهُ فِي الرغام
…
ووجوه ناضرات بدلت
بعد لون الْحسن لوناً كالقتام
…
وشموس طالعات أفلت
بعد ذَاك النُّور مِنْهَا بالظلام
…
ومنيف شامخ بُنْيَانه
لين الأعطاف مهتز القوام
…
أُفٍّ للدنيا فَمَا شيمتها
غير نقض العقد أَو خفر الذمام
…
فَاسْتَعدوا الزَّاد تنجوا وَاعْمَلُوا
صَالحا من قبل تقويض الْخيام
يَا مُتَعَلقا بزخرف يروق بَقَاؤُهُ كلمح البروق يَا مضيعاً فِي الْهوى وَاجِبَات الْحُقُوق تبارز الْخَالِق وتستحي من الْمَخْلُوق يَا مؤثراً أَعلَى العلالي ساتراً ذَلِك الفسوق أَلا سترى ذَلِك الفسوق يَا متولهاً مهاد الْهوى وَهُوَ فِي سجن الردى مرموق إبك على نَفسك العليلة فَإنَّك بالبكاء محقوق عجباً لمن رأى فعل الْمَوْت لصحبه وأيقن بتلفه وَمَا قضى نحبه وَسكن الْإِيمَان بِالآخِرَة فِي قلبه ونام غافلاً على جنبه وَنسي جزءاه على جرمه وذنبه وَأعْرض إِلَى ريه من الْهوى عَن ربه كَأَنِّي بِهِ وَقد سقِِي كأس حمام يستغيث من شربه وأفرده الْمَوْت عَن أَهله وسربه وَنَقله إِلَى قَبره ذل فِيهِ بعد عجبه فياذا اللب جز على قَبره وعج بِهِ لقد خرقت المواعظ المسامع وَمَا أرَاهُ انْتفع بِهِ السَّامع لقد بدا نور الْمطَالع لكنه أعمى الْمطَالع وَلَقَد بَانَتْ العبر بآثار الْغَيْر لمن اغْترَّ بالمصارع فَمَا بالها لَا تسكب المدامع يَا عجباً لقلب عِنْد ذكر الْحق غير خاشع لقد نشبت فِيهِ مخالب المطامع يَا من شَيْبه قد أَتَى هَل ترى مَا مضى من الْعُمر براجع انتبه لما بَقِي وانته وراجع فالهول عَظِيم والحساب شَدِيد وَالطَّرِيق شاسع إِن عَذَاب رَبك لوَاقِع مَاله من دَافع