الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَتَّى كَثُرُوا رضي الله عنهم هَؤُلَاءِ شاهدوا مَا أعد الله لأوليائه من الْإِحْسَان وعاينوه بِنور الْإِيمَان فَلم يعلقوا قُلُوبهم بِشَيْء من الأكوان بل قَالُوا إياك نعْبد وَلَك نخضع ونسجد وَبِك نهتدي ونسترشد وَعَلَيْك نتوكل ونعتمد وبذكرك نتنعم ونفرح وَفِي ميدان ودك نرتع ونسرح وَلَك نعمل ونكدح وَعَن بابك أبداً لَا نَبْرَح فَحِينَئِذٍ عمر لَهُم سَبيله وخاطب فيهم رَسُوله فَقَالَ {وَلَا تطرد الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ} الْآيَة أَي وَلَا تطرد قوماً أَمْسوا على ذكر رَبهم يَتَقَلَّبُونَ وَإِن أَصْبحُوا فلبابه يَنْقَلِبُون لَا تطرد قوماً الْمَسَاجِد مأواهم وَالله مطلوبهم ومولاهم والجوع طعامهم والسهر إِذا نَام النَّاس أدامهم والفقر والفاقة شعارهم والمسكنة وَالْحيَاء دثارهم ربطوا خيل عزمهم على بَاب مَوْلَاهُم وبسطوا وُجُوههم فِي محاريب نَجوَاهُمْ فالفقر عَام وخاص فالعام الْحَاجة إِلَى الله تَعَالَى وَهَذَا وصف كل مَخْلُوق مُؤمن وَكَافِر وَهُوَ معنى قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا النَّاس أَنْتُم الْفُقَرَاء إِلَى الله} الْآيَة وَالْخَاص وصف أَوْلِيَاء الله وأحبائه خلو الْيَدَيْنِ من الدُّنْيَا وخلو الْقلب من التَّعَلُّق بهَا اشتغالاً بِاللَّه عز وجل وشوقاً إِلَيْهِ وأنساً بالفراغ وَالْخلْوَة مَعَ الله عز وجل اللَّهُمَّ أذقنا حلاوة مناجاتك وَأَن تسلك بِنَا طَرِيق مرضاتك واقطع عَنَّا كل مَا يبعدنا من حضرتك وَيسر لنا مَا يسرته لأهل محبتك واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين
الْكَبِيرَة الْخَامِسَة وَالْخَمْسُونَ إسبال الْإِزَار وَالثَّوْب واللباس والسراويل تعززاً وعجباً وفخراً وخيلاء
قَالَ الله تَعَالَى {وَلَا تمش فِي الأَرْض مرحاً إِن الله لَا يحب كل مختال فخور}
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَا أَسْفَل من الْكَعْبَيْنِ من الْإِزَار فَهُوَ فِي النَّار وَقَالَ عليه الصلاة والسلام لَا ينظر الله إِلَى من جر إزَاره بطراً وَقَالَ عليه الصلاة والسلام ثَلَاثَة لَا يكلمهم الله يَوْم الْقِيَامَة وَلَا ينظر إِلَيْهِم وَلَا يزكيهم وَلَهُم عَذَاب أَلِيم المسبل والمنان والمنفق سلْعَته بِالْحلف الْكَاذِب وَفِي الحَدِيث أَيْضا بَيْنَمَا رجل يمشي فِي حلَّة تعجبه نَفسه مرجل رَأسه يختال فِي مَشْيه إِذْ خسف بِهِ الأَرْض فَهُوَ يتجلجل فِيهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَقَالَ عليه الصلاة والسلام من جر ثَوْبه خُيَلَاء لم ينظر الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة وَقَالَ صلى الله عليه وسلم الإسبال فِي الْإِزَار والعمامة من جر شَيْئا مِنْهَا خُيَلَاء لم ينظر الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة وَقَالَ عليه الصلاة والسلام إزرة الْمُؤمن إِلَى نصف سَاقيه وَلَا حرج عَلَيْهِ فِيمَا بَينه وَبَين الْكَعْبَيْنِ مَا كَانَ أَسْفَل من الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ فِي النَّار وَهَذَا عَام فِي السَّرَاوِيل وَالثَّوْب والجبة والقباء والفرجية وَغَيرهَا من اللبَاس فنسأل الله الْعَافِيَة وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ بَيْنَمَا رجل يُصَلِّي مسبلاً إزَاره قَالَ لَهُ رَسُول الله اذْهَبْ فَتَوَضَّأ ثمَّ جَاءَ فَقَالَ اذْهَبْ فَتَوَضَّأ فَقَالَ