الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْكَبِيرَة الْعَاشِرَة الزِّنَا
وَبَعضه أكبر من بعض قَالَ الله تَعَالَى {وَلَا تقربُوا الزِّنَى إِنَّه كَانَ فَاحِشَة وساء سَبِيلا} وَقَالَ الله تَعَالَى {وَالَّذين لَا يدعونَ مَعَ الله إِلَهًا آخر وَلَا يقتلُون النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يزنون وَمن يفعل ذَلِك يلق أثاماً يُضَاعف لَهُ الْعَذَاب يَوْم الْقِيَامَة ويخلد فِيهِ مهاناً إِلَّا من تَابَ} وَقَالَ الله تَعَالَى {الزَّانِيَة وَالزَّانِي فاجلدوا كل وَاحِد مِنْهُمَا مائَة جلدَة وَلَا تأخذكم بهما رأفة فِي دين الله إِن كُنْتُم تؤمنون بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وليشهد عذابهما طَائِفَة من الْمُؤمنِينَ} قَالَ الْعلمَاء هَذَا عَذَاب الزَّانِيَة وَالزَّانِي فِي الدُّنْيَا إِذا كَانَا عزبين غير متزوجين فَإِن كَانَا متزوجين أَو قد تزوجا وَلَو مرة فِي الْعُمر فَإِنَّهُمَا يرجمان بِالْحِجَارَةِ إِلَى أَن يموتا كَذَلِك ثَبت فِي السنة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَإِن لم يسْتَوْف الْقصاص مِنْهُمَا فِي الدُّنْيَا وَمَاتَا من غير تَوْبَة فَإِنَّهُمَا يعذبان فِي النَّار بسياط من نَار كَمَا ورد أَن الزبُور مَكْتُوبًا إِن الزناة معلقون بفروجهم فِي النَّار يضْربُونَ عَلَيْهَا بسياط من حَدِيد فَإِذا اسْتَغَاثَ من الضَّرْب نادته الزَّبَانِيَة أَيْن كَانَ هَذَا الصَّوْت وَأَنت تضحك وتفرح وتمرح وَلَا تراقب الله تَعَالَى وَلَا تَسْتَحي مِنْهُ وَثَبت عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ لَا يَزْنِي الزَّانِي حِين يَزْنِي وَهُوَ مُؤمن
وَلَا يسرق السَّارِق حِين يسرق وَهُوَ مُؤمن وَلَا يشرب الْخمر حِين يشْربهَا وَهُوَ مُؤمن وَلَا ينتهب نهبة ذَات شرف يرفع النَّاس إِلَيْهِ أَبْصَارهم حِين ينتهبها وَهُوَ مُؤمن وَقَالَ صلى الله عليه وسلم إِذا زنى العَبْد خرج مِنْهُ الْإِيمَان فَكَانَ كالظلة على رَأسه ثمَّ إِذا أقلع رَجَعَ إِلَيْهِ الْإِيمَان وَقَالَ صلى الله عليه وسلم من زنى أَو شرب الْخمر نزع الله مِنْهُ الْإِيمَان كَمَا يخلع الْإِنْسَان الْقَمِيص من رَأسه وَفِي الحَدِيث النَّبَوِيّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَة لَا يكلمهم الله يَوْم الْقِيَامَة وَلَا ينظر إِلَيْهِم وَلَا يزكيهم وَلَهُم عَذَاب أَلِيم شيخ زَان وَملك كَذَّاب وعائل مستكبر وَعَن ابْن مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ قلت يَا رَسُول الله أَي الذَّنب أعظم عِنْد الله تَعَالَى قَالَ أَن تجْعَل لله نداً وَهُوَ خلقك فَقلت إِن ذَلِك لعَظيم ثمَّ أَي قَالَ أَن تقتل ولدك خشيَة أَن يطعم مَعَك قلت ثمَّ أَي قَالَ أَن تَزني بحليلة جَارك يَعْنِي زَوْجَة جَارك فَأنْزل الله عز وجل تَصْدِيق ذَلِك {وَالَّذين لَا يدعونَ مَعَ الله إِلَهًا آخر وَلَا يقتلُون النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يزنون وَمن يفعل ذَلِك يلق أثاماً يُضَاعف لَهُ الْعَذَاب يَوْم الْقِيَامَة ويخلد فِيهِ مهاناً إِلَّا من تَابَ} فَانْظُر رَحِمك الله كَيفَ قرنا الزِّنَا بِزَوْجَة الْجَار بالشرك بِاللَّه وَقتل النَّفس الَّتِي حرم الله عز وجل إِلَّا بِالْحَقِّ وَهَذَا الحَدِيث مخرج فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي حَدِيث مَنَام النَّبِي صلى الله عليه وسلم الَّذِي رَوَاهُ سَمُرَة بن جُنْدُب وَفِيه أَنه صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل قَالَ فَانْطَلَقْنَا فأتينا على مثل التَّنور أَعْلَاهُ
ضيق وأسفله وَاسع فِيهِ لغط وأصوات قَالَ فاطلعنا فِيهِ فَإِذا فِيهِ رجال وَنسَاء عُرَاة فَإِذا هم يَأْتِيهم لَهب من أَسْفَل مِنْهُم فَإِذا أَتَاهُم ذَلِك اللهب ضوضوا أَي صاحوا من شدَّة حره فَقلت من هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيل قَالَ هَؤُلَاءِ الزناة والزواني يَعْنِي من الرِّجَال وَالنِّسَاء فَهَذَا عَذَابهمْ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة نسْأَل الله الْعَفو والعافية وَعَن عَطاء فِي تَفْسِير قَول الله تَعَالَى عَن جَهَنَّم {لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب} قَالَ أَشد تِلْكَ الْأَبْوَاب غماً وحراً وكرباً وأنتنها ريحاً للزناة الَّذين ارتكبوا الزِّنَا بعد الْعلم وَعَن مَكْحُول الدِّمَشْقِي قَالَ يجد أهل النَّار رَائِحَة مُنْتِنَة فَيَقُولُونَ مَا وجدنَا أنتن من هَذِه الرَّائِحَة فَيُقَال لَهُم هَذِه ريح فروج الزناة وَقَالَ ابْن زيد أحد أَئِمَّة التَّفْسِير إِنَّه ليؤذي أهل النَّار ريح فروج الزناة وَفِي الْعشْر الْآيَات الَّتِي كتبهَا الله لمُوسَى عليه السلام وَلَا تسرق وَلَا تزن فأحجب عَنْك وَجْهي فَإِذا كَانَ الْخطاب لنَبيه مُوسَى عليه السلام فَكيف بِغَيْرِهِ وَجَاء عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن إِبْلِيس يبث جُنُوده فِي الأَرْض وَيَقُول لَهُم أَيّكُم أضل مُسلما ألبسته التَّاج على رَأسه فأعظمهم فتْنَة أقربهم إِلَيْهِ منزلَة فَيَجِيء إِلَيْهِ أحدهم فَيَقُول لَهُ لم أزل بفلان حَتَّى طلق امْرَأَته فَيَقُول مَا صنعت شَيْئا سَوف يتَزَوَّج غَيرهَا ثمَّ يَجِيء الآخر فَيَقُول لم أزل بفلان حَتَّى ألقيت بَينه وَبَين أَخِيه الْعَدَاوَة فَيَقُول مَا صنعت شَيْئا سَوف يصالحه ثمَّ يَجِيء الآخر فَيَقُول لم أزل بفلان حَتَّى زنى فَيَقُول إِبْلِيس نعم مَا فعلت فيدنيه مِنْهُ وَيَضَع التَّاج على رَأسه نَعُوذ بِاللَّه من شرور الشَّيْطَان وَجُنُوده
وَعَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن الْإِيمَان سربال يسربله الله من يَشَاء فَإِذا زنى العَبْد نزع الله مِنْهُ سربال الْإِيمَان فَإِن تَابَ رده عَلَيْهِ وَجَاء عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ يَا معشر الْمُسلمين اتَّقوا الزِّنَا فَإِن فِيهِ سِتّ خِصَال ثَلَاث فِي الدُّنْيَا وَثَلَاث فِي الْآخِرَة فَأَما الَّتِي فِي الدُّنْيَا فذهاب بهاء الْوَجْه وَقصر الْعُمر ودوام الْفقر وَأما الَّتِي فِي الْآخِرَة فسخط الله تبارك وتعالى وَسُوء الْحساب وَالْعَذَاب بالنَّار وَعنهُ صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ من مَاتَ مصراً على شرب الْخمر سقَاهُ الله تَعَالَى من نهر الغوطة وَهُوَ نهر يجْرِي فِي النَّار من فروج المومسات يَعْنِي الزانيات يجْرِي من فروجهن قيح وصديد فِي النَّار ثمَّ يسقي ذَلِك لمن مَاتَ مصراً على شرب الْخمر وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا من ذَنْب بعد الشرك بِاللَّه أعظم عِنْد الله من نُطْفَة وَضعهَا رجل فِي فرج لَا يحل لَهُ وَقَالَ أَيْضا عليه الصلاة والسلام فِي جَهَنَّم وَاد فِيهِ حيات كل حَيَّة ثخن رَقَبَة الْبَعِير تلسع تَارِك الصَّلَاة فيغلي سمها فِي جِسْمه سبعين سنة ثمَّ يتهرى لَحْمه وَإِن فِي جَهَنَّم وَاديا اسْمه جب الْحزن فِيهِ حيات وعقارب كل عقرب بِقدر الْبَغْل لَهَا سَبْعُونَ شَوْكَة فِي كل شَوْكَة راوية سم ثمَّ تضرب الزَّانِي وتفرغ سمها فِي جِسْمه يجد مرَارَة وجعها ألف سنة ثمَّ يتهرى لَحْمه ويسيل من فرجه الْقَيْح والصديد
وَورد أَيْضا أَن من زنى بِامْرَأَة كَانَت متزوجة كَانَ عَلَيْهَا وَعَلِيهِ فِي الْقَبْر نصف عَذَاب هَذِه الْأمة فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة يحكم الله سبحانه وتعالى زَوجهَا فِي حَسَنَاته هَذَا إِن كَانَ بِغَيْر علمه فَإِن علم وَسكت حرم الله عَلَيْهِ الْجنَّة لِأَن الله تَعَالَى كتب على بَاب الْجنَّة أَنْت حرَام على الديوث وَهُوَ الَّذِي يعلم بالفاحشة فِي أَهله ويسكت وَلَا يغار وَورد أَيْضا أَن من وضع يَده على امْرَأَة لَا تحل لَهُ بِشَهْوَة جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة مغلولة يَده إِلَى عُنُقه فَإِن قبلهَا قرضت شفتاه فِي النَّار فَإِن زنى بهَا نطقت فَخذه وَشهِدت عَلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة وَقَالَت أَنا لِلْحَرَامِ ركبت فَينْظر الله تَعَالَى إِلَيْهِ بِعَين الْغَضَب فَيَقَع لحم وَجهه فيكابر وَيَقُول مَا فعلت فَيشْهد عَلَيْهِ لِسَانه فَيَقُول أَنا بِمَا لَا يحل نطقت وَتقول يَدَاهُ أَنا لِلْحَرَامِ تناولت وَتقول عَيناهُ أَنا لِلْحَرَامِ نظرت وَتقول رِجْلَاهُ أَنا لما لَا يحل مشيت وَيَقُول فرجه أَنا فعلت وَيَقُول الْحَافِظ من الْمَلَائِكَة وَأَنا سَمِعت وَيَقُول الآخر وَأَنا كتبت وَيَقُول الله تَعَالَى وَأَنا اطَّلَعت وسترت ثمَّ يَقُول الله تَعَالَى يَا ملائكتي خذوه وَمن عَذَابي أذيقوه فقد اشْتَدَّ غَضَبي على قل حياؤه مني وتصديق ذَلِك فِي كتاب الله عز وجل {يَوْم تشهد عَلَيْهِم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بِمَا كَانُوا يعْملُونَ} وَأعظم الزِّنَا الزِّنَا بِالْأُمِّ وَالْأُخْت وَامْرَأَة الْأَب وبالمحارم وَقد صحح الْحَاكِم من وَقع على ذَات محرم فَاقْتُلُوهُ وَعَن الْبَراء أَن خَاله بَعثه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى رجل عرس بِامْرَأَة أَبِيه أَن يقْتله ويخمس مَاله فنسأل الله المنان بفضله أَن يغْفر لنا ذنوبنا إِنَّه جواد كريم