الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيان الطلاق المُباح والحرام "، " في الحلف بالطلاق متى تجيزه ثلاثاً "، " جواب من حلف لا يفعل شيئاً على المذاهب الأربعة "، " الفرق المبين بين الطلاق واليمين "، " لمحة المختطف في الفرق بين الطلاق والحلف "، " الطلاق البِدَعي لا يقع "، " مسائل الفرق بين الحلف بالطلاق وإيقاعه والطلاق البدعي والخلع نحو ذلك "، تقدير خمسة عشر مجلداً، " مناسك الحج عِدة "، " في حجة النبي صلى الله عليه وسلم "، " في العمرة المكية "، " في شهر السلاح بتبوك وشرب السَّويق بالعقبة وأكل التمر بالروضة وما يلبس المُحرم، وزيارة الخليل عُقيب الحج، وزيارة القدس مطلقاً "، " جبل لبنان كأمثاله من الجبال، ليس فيه رجال غُيّب ولا أبدال "، " جميع أيمان المسلمين مُكفّرة ".
كتب في أنواع شتى
جمع بعض الناس فتاويه بالديار المصرية مُدَّة سبع سنين في علوم شتى، فجاءت ثلاثين مجلدة، " الكلام على بُطلان الفتّوة المُصطلح عليها بين العوام "، وليس لها أصل يتصل بعلي عليه السلام. " كشف حال المشايخ الأحمدية وأحوالهم الشيطانية "، " بطلان ما يقوله أهلُ بيت الشيخ عديّ "، " النجوم هل لها تأثير عند الاقتران والمقابلة والخسوف والكسوف "، " هل يقبل قول المنجمين فيه ورؤية الأهلّة "، "
تحريم أقسام المُعزّمين بالعزائم المُعجَمة وصرع الصحيح وصفة الخواتم ". " إبطال الكيمياء وتحريمها ولو صحت وراجت "، " كشف حال المرازقة "، " قاعدة العُبيديين ".
ومن نظم الشيخ تقي الدين على لسان الفقراء المُجردين وغيرهم:
والله ما فَقرُنا اختْيارُ
…
وإنما فَقْرُنا اضْطْرارُ
جماعةٌ كلُّنا كَسالى
…
وأكلُنا كله عيارُ
تسمعُ منّا إذا اجتمعنا
…
حقيقةً كُلُّها فُشَارُ
وله قصائد مطوّلة، أجوبة عن مسائل كان يُسأل عنها نظماً، مثل مسألة اليهودي، وجوابه عن اللغز الذي نظمه الشيخ رشيد الدين الفارقي، وغير ذلك.
ومدحه جماعة من أهل مصر، منهم شهاب الدين أحمد بن محمد البغدادي المعروف بابن الأبرادي، والشيخ شمس الدين بن الصائغ، وسعد الدين أبو محمد سعد الله بن عبد الأحد الحرّاني، وأكثر من ذلك، ومنه قوله:
لئن نافَقَوه وه في السّجنِ وابتغَوا
…
رِضاه وأبدوا رِقّةً وتودُّدا
فلا غَرْوَ إنْ ذلَ الخُصومُ لِنَأسِه
…
ولا عَجَبٌ أن خاف سطوتَه العِدا
فمن شِيَمةِ العَضبِ المُهنَّدِ أنه
…
يُخافُ ويُرجُى مُغمداً ومُجرّدا
وممن مدحه بمصر أيضاً شيخنا العلاّمة أبو حيان، لكنه انحرف عنه فيما بعد ومات وهو على انحرافه، ولذلك أسباب؛ منها أنه قال له يوماً: كذا قال سيبويه، فقال: يكذب سيبويه، فانحرف عنه، وقد كان أولاً جاء إليه والمجلس عنده غاصٌّ بالناس، فقال يمدحه ارتجالاً:
لّما أتينا تقيَّ الدِّين لاحً لنا
…
داعٍ إلى الله فَردٌ ماله وِزَرُ
على مُحيّاه من سِيما الأُولى صَحِبوا
…
خَيرَ البريَّةِ نورٌ دونَه القمرُ
خَبرٌ تَسربَلَ منه دَهرُه حِبَراً
…
تَقاذَفُ مِن أمواجه الدُّرَرُ
قام ابنُ تَيْميَّةٍ في نَر شِرعَتِنا
…
مُقَما سَيِّدِ تيمٍ إذ عَصَتْ مُضَرُ
فأظهرً الحقَّ إذ آثارُهُ دَرَسَتْ
…
وأخمدَ الشرّ إذ طارت له الشرر
كُنّا نُحدَّث عن خبرٍ يجيءُ فها
…
أنت الإمامُ الذي قد كان يُنتظرُ
وكتب الشيخ كمال الدين محمد بن علي بن الزملكاني رحمه الله تعالى على بعض تصانيفه:
ماذا يقولُ الواصفون له
…
وصفاتُه جلّتْ عن الحَصرِ
هو حُجّةٌ اللهِ قاهرِرَةٌ
…
هو بيننا أُعجوبةُ العَصرِ
هو آيةٌ في الخَلقِ ظاهِرَةٌ
…
أنوارُها أربَت على الفَجرِ
والذي أراه أن هذه الأبيات كتبها الشيخ كمال الدين في حياة الشيخ صدر الدين بن الوكيل، لأنه كان يخالفه ويريد أن ينتصر عليه بالشيخ تقي الدين بن تيمية، والله أعلم.
ولما توفي رحمه الله تعالى رثاه جماعة منهم الشيخ قاسم بن عبد الرحمن المقرئ،
وبرهان الدين إبراهيم بن الشيخه شهاب الدين العجمي، ومحمود بن علي بن محمود الدقوقي البغدادي، ومجير الدين الخياط الدمشقي، وشهاب الدين أحمد بن الكرشت، وزين الدين عمر بن الحسام، ومحمد عبد الحق البغدادي الحنبلي، وجمال الدين محمود بن الأثير الحلبي، وعبد الله بن خضر بن عبد الرحمن الرومي الحريري. المعروف بالمُنيّم، وتقي الدين محمد بن سليمان بن عبد الله بن سالم الجعبري، وجمال الدين عبد الصمد بن إبراهيم الخليل الخليلي، وحسن بن محمد النحوي المارداني، وغيرهم.
أنشدني إجازة لنفسه الشيخ علاء الدين علي بن غانم:
أيُّ خَبرٍ مضى وأيُّ إمامِ
…
فُجعتُ فيه مِلَّةُ الإسلامِ
ابنُ تيميَّةَ التَّقيُّ وحيدُ الد
…
هْرِ من كان شامةً في الشَّامِ
بَحرُ علمٍ قد غاضَ من بعدما ف
…
ضَ نداهُ وعم بالنعامِ
زاهدٌ عابدٌ تنّزه في دُن
…
ياه عن كل ما بها من حُطامِ
كان كَنزاً لكلِّ كالبِ علمِ
…
ولِمَنُ خافَ أن يُرى في حَرَامِ
ولعافٍ قد جاء يشكو من الفق
…
ر لديه فنال كُلَّ مَرَامِ
حاز عِلماً فماله من مساوٍ
…
فيه من عالمٍ ولا من مُسامٍ
لم يَكُنْ في الدنى له مِن نظيرٍ
…
في جميعِ العُلومِ والأحكامِ
كان في علمِه وَحيداً فريداً
…
لم ينالوا ما نالَ في الأحْلامِ
كل من في دمشق ناح عليه
…
ببُكاءٍ من شدّة الآلامِ
فُجِعَ الناسُ في الشَّرقِ والغَر
…
بِ وأضحَوا بالحُزنِ كالأيتامِ
لو يُفيدُ الفِداءُ بالرُّوحِ كُنّا
…
قد فديناه من هُجومِ الحِمامِ
أوحدٌ فيه قد أصيبَ البَرايا
…
فيُعزى فيه جميعُ الأنامِ
وعزيزٌ عليهم أن يَرَوْه
…
غابَ بالرَّغمِ في الثّرى والرُّغامِ
ما يُرى مِثلُ يومهِ عندما سا
…
رَ على النَّعشِ نحوَ دار السلامِ
حملوه على الرِّقابِ إلى القَب
…
رِ وكادوا أن يَهلكوا بالزّحامِ
فهو الآن جارُ رَبِّ السماوا
…
ت الرحيمِ المُهيمنِ العلاّمِ
قدّسَ الله روحَه وسقى قب
…
راً حواه بَها طِلاتِ الغَمامِ
فلقد كان نادراً في بني الده
…
ر وحُسناً في أوجَهِ الأيّامِ
وأنشدني أيضاً: إجازة لنفسه الشيخ زين الدين عمر بن الوردي:
قلوبُ النّاس قاسيةٌ سِلاطُ
…
وليس إلى العَليا نَشاطُ
أتنشطُ قَطُّ بعدَ وفاةِ خبرٍ جَوهَره التقاطُ
تقيُّ الدين ذو وَرَعٍ وعِلمٍ
…
خُروقُ المُعضِلات به تُحاطُ
تُوفي وهو محبوسٌ فريدٌ
…
وليس له إلى الدّنيا انبساطُ
ولو حَضروه حين قضى لألفَوا
…
مَلائِكةَ النَّعيمِ به أحاطوا
قضى نَحباً وليس له قرينٌ
…
وليس يلفُّ مُشبِههُ القِماطُ
قتىً في علمه أضحى فريداً
…
وحَلُّ المُشكلاتِ به يُناطُ
وكان يخافُ إبليسُ سطاه
…
لوَعظِ للقلوبِ هو السِّياطُ
فيا الله ما قد ضم لَحدٌ
…
ويا لله ما غطى البَلاطُ
وحَبسُ الدُّرِّ في الأصدافِ فَخرٌ
…
وعِندَ الشَّيخِ بالسِّجنِ اغتباطُ
بنو تيميّةٍ كانوا فبانوا
…
نجومُ العلمِ أدركها انهباطُ
ولكن يا نَدَامتَنا عليه
…
فشكُّ المُلحدين به يُماطَ
إمامٌ لا ولايةٌ قطُّ عانى
…
ولا وقفٌ عليه ولا رباطُ
ولا جارى الورى في كسبِ مالِ
…
ولم يَشغلهُ بالناس اختلاطُ
ولولا جارى الورى في كسبِ مالٍ
…
لكان به لقدرهم انحطاطُ
لقد خفيت عليّ هنا أمورٌ
…
وليس يليقُ لي فيها انخراطُ
وعند الله تجتمعُ البرايا
…
جميعاً وانطوى هذا البِساطُ
وقلت أنا أيضاً أرثيه:
إنّ ابنَ تيميّةَ لمّا قضى
…
ضاق بأهلِ العِلمِ رَحبُ الفضا
فأيُّ بدرِ قد محاه الرَّدى
…
وأيُّ بحرٍ في الثرى غُيضا
وأيّ شرِّ فتحت عينهُ
…
وأيُّ خيرٍ طرفُه غُمّضا
يا وَخشَةَ السُّنَّةِ من بَعدِه
…
فرَبعُها المعمورُ قد قُوِّضا
كم مَجلسٍ كان هشيماً من ال
…
علم فلمّا جاءه رُوّضا
وكلُّ حَفلٍ أفقُهُ مُظَّلِمٌ
…
تَراه إن وافى إليه أضا
ومُشكِلٌ لمّا دَجى ليلُه
…
أعادَه يومَ هُدى أبيضا
تراه إن برهن أقواله
…
فقلَّ أن تُدحَرَ أو تُدحَضا
وبحُه في مَددٍ طافحٍ
…
وخصمُه في وقتِه انقضا
يودُّ لو أبلعَهُ ريقه
…
وهنو بالحقِّ قد أجرضا
أغصَّه حتى غدا مُطرقاً
…
مِن ندمٍ كفّيه قد عضّضا
ما كان إلا أسداً حادِراً
…
أضحى له غابُ النُّهى مَربَضا
وهو يرى العِلمَ في بُردِه
…
وخَصمُه قد ضمّ جَمرَ الغضا
سُبحان من سخَّر قَلبَ الورى
…
لقوله طوعاً وقد قيضا
قد أجمعَ النّاسُ على حُبِّه
…
ولا اعتبارَ بالذي أبغضا
كان سليمَ الصَّدرِ قد سلّم ال
…
أمرَ لباريه وقد فوّضا
كم حثّ للخير وكم ذي كرى
…
أيقظ من نومٍ وكم حرّضا
وأمرض الإلحادَ لمّا جلى ال
…
حقّ وقلبُ الزِّيغِ قد أرمضا
وغادر الباطلَ في ظُلمَةٍ
…
لمّا رأى بارقَةٌ أومضا
وهو عن الدنيا زوى نفسَه
…
والله بالجنَّةِ قد عوّضا
فماله في منصبٍ رغبَةٌ
…
وعزمُه في ذاك ما استنهضا
كان إذا الدّنيا له عرضت
…
بزُخرفِ من نفسها أعرضا
ولو رأى ذلك ما فاته
…
مناصبُ من بَعضهنَّ القضا
وبعد هذا حكُمه نافذذٌ
…
في كلِّ ما قد شاءه وارتضى
بنفسه جاهدَ جهراً وكم
…
سَلَّ حّساماً في الوغى وانتضى
ويوم غازان غدا عندما
…
شدّدَ في القولِ ومت خفَّضا
شقَّ سواد المُغلِ زاهي الطُلا
…
كالماء لما مَزقَ العَرمَضا
جاذل بل جالد مُستمسِكا
…
بالحق حتى إنّه أجهَضا
ولم يكن فيه سوى أنه
…
خالف أشياءَ كمن قد مضى
متبعاً فيه الدّليل الذي
…
بدا ولله فيه القضا
وبعد ذا راحَ إلى ربه
…
ما ادّان مِن لهوٍ ولا استقرضا
ثناؤه ما انقضَّ منه البنا
…
وذِكرُه بين الورى ما انقضى
فجادَت الرَّحمةُ أرضاً ثوى
…
فيها وسقَّتْها غُيوثُ الرِضى
وعلى الجملة، فكان الشيخ تقي الدين بن تيمية أحد الثلاثة الذين عاصرتهم، ولم يكن في الزمان مثلهم، بل ولا قبلهم من مئة سنة، وهم الشيخ تقيُّ الدين بن تيمية، والشيخ تقيُّ الدين بنُ دقيق العيد، وشيخنا العلاّمة تقيُّ السبكي. وقلت في ذلك: