المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

توفي رحمه الله تعالى خامس شهر بيع الأول تسع وتسعين - أعيان العصر وأعوان النصر - جـ ١

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الهمزة

- ‌أباجيالأمير سيف الدين، النائب بقلعة دمشق

- ‌إبراهيم بن أحمد بن هلال

- ‌إبراهيم بن أحمد بن عقبة بن هبة الله بن عطاء

- ‌إبراهيم بن أحمد بن حاتم بن علي

- ‌إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن يعقوب

- ‌إبراهيم بن أحمد بن عبد المحسن بن أحمد

- ‌إبراهيم بن أحمد بن محمد بن معالي

- ‌إبراهيم بن أحمد بن ظافر

- ‌إبراهيم بن أحمد بن أبي الفتح بن محمود

- ‌إبراهيم بن أحمد القاضي

- ‌إبراهيم بن أحمد بن محمد بن سليمان

- ‌إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيمبن أبي اليُسر شاكر بن عبد الله

- ‌إبراهيم بن منير

- ‌إبراهيم شاه بن بارنباي

- ‌إبراهيم بن بركات بن أبي الفضل

- ‌إبراهيم بن أبي بكر بن عبد العزيز

- ‌إبراهيم بن أبي بكر بن أحمدبن يحيى بن هبة الله بن الحسين بن يحيى بن محمد بن علي

- ‌إبراهيم بن حباسة

- ‌إبراهيم بن الحسين بن صدقة بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن الحسن بن عليبن عبد الرفيع الرَّبَعي المالكي

- ‌إبراهيم بن خالد بن عباس الأنصاريالدمشقي

- ‌إبراهيم بن صابر

- ‌إبراهيم بن سليمان

- ‌إبراهيم بن سليمان بن أبي الحسن بن ريان

- ‌إبراهيم بن صالح بن هاشم

- ‌إبراهيم بن عبد الله

- ‌إبراهيم بن عبد الرحمنبن أحمد بن محمد

- ‌إبراهيم صارم العوّاد

- ‌إبراهيم بن عبد الرحيمبن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد ابن نصر

- ‌إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن عبد الرحمن بن نوح بن محمد

- ‌إبراهيم بن عرفات بن صالح

- ‌إبراهيم بن علي الأجل أبي هاشم

- ‌إبراهيم بن علي بن خليل الحراني

- ‌إبراهيم بن علي القاضي جمال الدين بن شمس الدين ابن شيخ السلامية الكاتب

- ‌إبراهيم بن علي بن أحمد بن حمزة بن علي

- ‌إبراهيم بن علي بن أحمد بن يوسف بن علي بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن علي بن أحمد بن عبد الواحد

- ‌إبراهيم بن عمر بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن عيسى

- ‌إبراهيم بن أبي الغيث

- ‌إبراهيم بن فلاح بن محمد بن حاتم

- ‌إبراهيم بن محمد بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن قروينة

- ‌إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمود

- ‌إبراهيم بن محمد بن سعيد

- ‌‌‌‌‌إبراهيم بن محمد

- ‌‌‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم‌‌بن محمد بن أحمد

- ‌بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم بن محمد بن يوسف

- ‌إبراهيم بن محمد بن ناهض

- ‌إبراهيم بن محمود بن سلمانبن فهد الحلبي

- ‌إبراهيم بن هبة الله بن علي

- ‌إبراهيم بن أبي الوحش

- ‌إبراهيم بن لاجين بن عبد الله

- ‌إبراهيم بن يونس

- ‌إبراهيم بن يحيى

- ‌إبراهيم بن يوسف

- ‌جمال الكفاة

- ‌إبراهيم القاضي جمال الدين

- ‌إبراهيم الحايك

- ‌الألقاب والنعوت

- ‌‌‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن

- ‌‌‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم بن صارو

- ‌‌‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم بن سباع بن ضياء

- ‌أحمد بن إبراهيم بن معضاد بن شداد

- ‌أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن شرف

- ‌أحمد بن إبراهيم بن فلاحبن محمد بن حاتم بن شداد

- ‌أحمد بن أحمد بن محمد بن عثمان

- ‌أحمد بن أحمد بن عطاء

- ‌أحمد بن أحمد بن الحسين

- ‌أحمد بن إدريس بن محمدبن مفرج بن مزيز

- ‌أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد

- ‌أحمد بن إسماعيل بن منصور

- ‌أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم

- ‌أحمد بن أوحد

- ‌أحمد بن أيبك

- ‌أحمد بن بدليك

- ‌أحمد بن بكتمر

- ‌‌‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن أبي بكر

- ‌‌‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن أبي بكر بن منصور

- ‌أحمد بن أبي بكر بن حرز الله

- ‌أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن برق

- ‌أحمد بن أبي بكر بن ظافر الخطيب

- ‌أحمد بن بلبان

- ‌أحمد بن بيلبك

- ‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن حامد بن عُصبة

- ‌أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن علي

- ‌أحمد بن الحسن

- ‌أحمد بن الحسن بن محمد

- ‌أحمد بن حسن

- ‌أحمد بن زكريا بن أبي العشائر

- ‌أحمد بن خليل

- ‌أحمد بن سعد بن محمد

- ‌أحمد بن سليمان بن محمد بن هلال

- ‌أحمد بن سليمان بن أحمد بن الحسن القبي

- ‌أحمد بن عبد الله

- ‌أحمد بن عبد اللهابن أحمد بن إبراهيم بن المسلم

- ‌أحمد بن سليمان

- ‌أحمد ابن سلامة

- ‌أحمد بن طيبغا

- ‌أحمد بن عباس

- ‌أحمد بن العباس بن جَعوان

- ‌أحمد بن عبد الله

- ‌أحمد بن عبد الله بن الزكي

- ‌أحمد بن عبد الله بن عبد الله بن مهاجر

- ‌كتب التفسير

- ‌كتب الأصول

- ‌كتب أصول الفقه

- ‌كتاب الفقه

- ‌كتب في أنواع شتى

- ‌أحمد بن عبد الحميد

- ‌أحمد بن عبد الدائم

- ‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌‌‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌‌‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله

- ‌أحمد بن عبد الرزاق الخالدي

- ‌أحمد بن عبد القادر

- ‌أحمد بن عبد القوي بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الملك بن عبد المنعم

- ‌أحمد بن عبد المنعم بن أبي الغنائم

- ‌أحمد بن عبد المحسنبن الحسن بن معالي

- ‌أحمد بن عبد المحسن بن الرفعة

- ‌أحمد بن عبد الواحد

- ‌بن عبد الكريم

- ‌‌‌أحمد بن عبد الوهاب

- ‌أحمد بن عبد الوهاب

- ‌أحمد بن عبد الله بن جبريل

- ‌أحمد بن عثمان بن قايماز

- ‌أحمد بن عثمان بن أبي الرجاء

- ‌أحمد بن عثمان بن إبراهيم

- ‌أحمد بن عثمان بن مفرّج بن حامد

- ‌الأديب النظّام شهاب الدين الأمشاطي

- ‌أحمد بن عسكر بن شدّاد

- ‌أحمد بن علي بن عبد الوهاب

- ‌أحمد بن علي بن عبد الله

- ‌أحمد بن علي بن هبة الله

- ‌أحمد بن علي

- ‌أحمد بن علي بن أحمد

- ‌أحمد بن علي بن عُبَادة

- ‌أحمد بن علي بن وهب

- ‌أحمد بن علي بن الزبير

- ‌أحمد بن علي بن نصر بن عمر

- ‌أحمد بن علي بن محمدبن سلمان بن حمائل

- ‌أحمد بن عمر بن زهير

- ‌‌‌أحمد بن عمر بن عبد الله

- ‌أحمد بن عمر بن عبد الله

- ‌أحمد بن عُمر بن داود الصفدي

- ‌أحمد بن عيسى

- ‌أحمد بن فَرْح

- ‌أحمد بن محسِّن

- ‌‌‌‌‌‌‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌‌‌‌‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌‌‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن الرفعة

- ‌أحمد بن محمد بن سعد

- ‌أحمد بن محمد بن سالمبن أبي المواهب

- ‌أحمد بن محمد بن سلمان بن حمايل

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الله

- ‌أحمد بن محمد بن جبارة

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي

- ‌أحمد بن محمد بن عطاء الله

- ‌أحمد بن محمد بن علي بن جعفر

- ‌أحمد بن محمد بن علي بن يوسف

- ‌أحمد بن محمد بن أبي القاسم

- ‌أحمد بن محمد بن قُرْصة

- ‌أحمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن هبة الله

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله

- ‌أحمد بن محمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن أبي الحزم مكّي

- ‌أحمد بن محمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن قلاوون

- ‌أحمد بن محمد بن عثمان

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان

- ‌أحمد بن عباس بن جَعْوان

- ‌أحمد بن محمد بن قطّينة

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن علي

- ‌أحمد بن محمد بن إسماعيل الإربلي

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن إبراهيمبن علي الرقي

- ‌أحمد بن محمدالزقاقبن أحمد بن محمود بن الزقاق

- ‌أحمد بن محمد بن يوسف

- ‌أحمد بن مسلم بن أحمد

- ‌أحمد بن محمود

- ‌أحمد بن محمود بن عبد السيد

- ‌أحمد بن محمد بن مري

- ‌أحمد بن مسعود بن أحمد

- ‌أحمد بن المسلم بن محمد

- ‌أحمد بن مظفر بن مزهر

- ‌أحمد بن مظفر بن أبي محمد

- ‌أحمد بن مكي قبجق

- ‌أحمد بن منصور بن أسطوْراس

- ‌أحمد بن مهنا بن عيسى

- ‌أحمد بن موسى بن عيسىبن أبي الفتح

- ‌أحمد بن موسى بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن نصر الله بن باتكين

- ‌أحمد بن نعمة بن حسن البقاعيالديرمقري الدمشقي

- ‌ابن هبد الله بن أحمد بن عساكربن نح بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر

- ‌أحمد بن ياسين الربّاحيقاضي القضاة المالكي بحلب

- ‌أحمد بن يحيى السُّهْرَوَرْدي

- ‌أحمد بن يحيى بن فضل اللهبن المجلّي بن دعجان

- ‌أحمد بن يعقوب بن أحمد بن يعقوب

- ‌أحمد بن يوسفبن هلال بن أبي البركات

- ‌أحمد بن يوسف بن يعقوب

- ‌أحمد بن يوسف بن عبد الدايم

- ‌أحمد شهاب الدين الفاضل المغربي

- ‌أحمد هو الشيخ أحمد القَبّاريالإسكندراني

- ‌إدريس بن علي بن عبد الله

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌أذينة

- ‌النسب والألقاب

- ‌اللقب والنسب

- ‌اللقب والنسب

- ‌إسحاق بن إسماعيل

- ‌إسحاق بن أبي بكر بن إبراهيمبن هبة الله بن طارق

- ‌إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن إبراهيم

- ‌إسحاق القاضي الكبير الرئيستاج الدين عبد الوهاب ناظر الخاص

- ‌إسحاق الأمير علم الدين الحاجب

- ‌أسدالحكيم اليهودي المعروفبالسيدة، تصغير أسدة

- ‌أسعد بن حمزة أسعد

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌أسماء بنت محمد بن الحسنابن هبة الله بن محفوظ بن الحسن، الشيخة الصالحة أم بنت الشيخ عماد

- ‌إسماعيل بن إبراهيم بن سالمبن بركات الأنصاري

- ‌‌‌‌‌إسماعيل بن إبراهيم

- ‌‌‌إسماعيل بن إبراهيم

- ‌إسماعيل بن إبراهيم

- ‌إسماعيل بن إبراهيم بن سليمان المقدسي

- ‌بن سعد الله بن جماعةعماد الدين أخو قاضي القضاة

- ‌إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل

- ‌إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن الأثيرالحلبي الكاتب

- ‌إسماعيل بن سعيد الكردي المصري

- ‌إسماعيل بن عبد القوي

- ‌إسماعيل الأمير عماد الدين بن الملك المغيثشهاب الدين أبي الفتح عبد العزيز بن الملك المعظم عيسى بن الملك العادل

- ‌إسماعيل بن عثمان بن محمد

- ‌‌‌إسماعيل بن علي

- ‌إسماعيل بن علي

- ‌إسماعيل بن الفرج بن إسماعيلبن يوسف بن نصرالسلطان أبو الوليد الغالب بالله الأرجوني صاحب الأندلس

- ‌إسماعيل بن عمرو بن المسلمبن الحسن بن نصرالشيخ الصدر الكبير العدل الراضي العابد ضياء الدين أبو

- ‌إسماعيل بن محمد بن عبد الواحد

- ‌إسماعيل بن محمد بن إسماعيل

- ‌إسماعيل بن محمد بن عبد اللهالقاضي الكبير الرئيس، أبو الفداء، ابن القاضي شرف الدين ابن الصاحب فتح

- ‌إسماعيل بن محمد بن عبد الكريم

- ‌إسماعيل بن محمد بن ياقوتالصدر الخواجة مجد الدين السلامي

- ‌إسماعيل بن محمد بن قلاوونالملك الصالح بن الملك الناصر بن الملك المنصور عماد الدين، أبو الفداء

- ‌‌‌إسماعيل بن محمد بن إسماعيل

- ‌إسماعيل بن محمد بن إسماعيل

- ‌بن علي الأمير عماد الدين بن الملك الأفضل بن الملك المؤيد

- ‌إسماعيل بن نصر الله

- ‌إسماعيل بن هارون

- ‌إسماعيل بن هبة الله بن علي بن الصنيعة

- ‌إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن جهبل

- ‌‌‌إسماعيل بن يوسف بن نجم

- ‌إسماعيل بن يوسف بن نجم

- ‌أسنبغا

- ‌أسندمر

- ‌‌‌ أسندمر

- ‌ أسندمر

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌الأنساب والألقاب

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌‌‌الألقاب والأنساب

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌حرف الباء

- ‌اللقبُ والنسبُ

- ‌اللقب والنسَبُ

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌اللقبُ والنسب

- ‌اللقب والنسب

- ‌الكنى

الفصل: توفي رحمه الله تعالى خامس شهر بيع الأول تسع وتسعين

توفي رحمه الله تعالى خامس شهر بيع الأول تسع وتسعين وست مئة، دفن بسفح قاسيون.

‌الكنى

أبو بكر بن إسماعيل ابن عبد العزيز، الشيخ الإمام العالم الفقيه البارع المفتي مجد الدين السنكلوني: بالسين المهملة وبالنون الساكنة والكاف وبعدها لام وواو وميم، وسنكلونة قرية من أعمال بُلبيس، والناس يقولون: الزنكلوني.

تفقه على جماعة، وسمع من الأبرقوهي، ومحمد بن عبد المنعم، علي بن الصواف، ويحيى بن أحمد الصوّاف، وعدّة. لازم الحافظ سعد الدين وسمع منه في المسند، وصنف التصانيف منها: شرح التنبيه في خمس مجلدات، وشرح التعجيز في ثمانية، وشرح المنهاج ولم يطوله، واختصر الكفاية لابن الرفعة.

وخرّج له الشيخ تقي الدين بن رافع مشيخة، وحدّث بها، وأخذ عنه

ص: 718

شمس الدين السروجي وابن القطب وأبو الخير الدهلي. ومم تفقّه عليه أقضى القضاة بهاء الدين أبو البقاء السبكي الشافعي وغيره.

ودرس بجامع الحاكم وبالبيبرسيه، وأعاد بأماكن، وعرض عليه قضاء قوص فامتنع.

وكان قد برع في المذهب وحمل علمه المُذهب، وشارك في العربيّةِ والأصول، وجادل لا بل جالدَ بالنُصُول، مع تصون ووقار، وعبادةِ ورفض للدنيا واحتقار.

ولم يزل على حاله إلى أن هُدم من المجد ركُنه المشيد، وأصبح بعد ما كان فوق الأرض وهو تحت الصّعيد.

ووفاته في سابع شهر ربيع الأول سنة أربعين وسبع مئة.

ومولده سنة بضع وسبعين وست مئة.

أبو بكر بن عبد الله ابن أحمد بن منصور بن أحمد بن شهاب، الصاحب ضياء الدين النشائي بالنون والشين المعجمة وألف ممدودة بعدها ياء النسبة.

وزر أيام الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير، وكان قد وليها في سنة ست وسبع مئة بعد عزل الصاحب سعد الدين محمد بن محمد بن عطايا في شهر المحرّم،

ص: 719

وولي أيضاً تدريس قبة الإمام الشافعي رضي الله عنه ومشيخة الميعاد بجامع ابن طولون.

ونظر الأحباس في ربيع الأول سنة إحدى عشرة وسبع مئة، وكان بان سعيد الدولة معه مشيراً، وكان الأمر كله لابن سعيد الدول والاسم لضياء الدين. وولي نظر النظار بالقاهرة، ثم تولى نظر الخزانة قبل موته.

وكان الصاحب ضياء الدين مشكور السيرة، طاهر السريرة، فقيهاً فاضلاً، حبراً مناظراً مناضلاً، يعرف الفرائض جيداً، وغالبُ أقرانه يكون فيها عنه متحيّدا، وهو معروف بصحبة الشيخ شرف الدين الدمياطي، وله أخذ في الحديث وتعاطي.

ولم يزل على نظر الخزانة إلى أن فُك من النشائي ختمُ عمره، ومُحي من الوجود رسمُ سطره.

ووفاته رحمه الله تعالى في تاسع عشر شهر رمضان سنة ست عشرة وسبع مئة.

وفيه قال:

إن بكى الناسُ بالمدامع حُمراً

فهو شيءٌ يُقال من حناءِ

فاختم الدست بالنشائي فإني

لأرى الختم دائماً النشاءِ

أبو بكر بن محمد بن قلاوون السلطان الملك المنصور سيف الدين ابن السلطان الملك الناصر محمد بن السلطان الملك المنصور.

ص: 720

وصى أبوه الناصُر له بالملك بعده، وقام في صفّه قوصون، وقام بشتاك في صفّ أخيه أحمد، وجرى ما ذكرته في ترجمة بشتاك. وجلس على كرسي الملك في يوم الخميس عشري ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وسبع مئة، ثاني يوم وفاة والده، واشتمل المنصور على طاجار الدوادار، فيُقال إنَّه حَسّن له القبض على قوصون، وقال له: ما يتم لك أمرّ وقوصون هكذا، فتحدّثوا في إمساكه وعنده جماعة من خواصّ والده، فنقلوا ذلك لقوصون، فاتفق قوصون مع أيد غمش أمير آخور وغيره من الأمراء وخَلّعوه، وأراد الركوب فخذله أيدغمش، ولو قدر الله بالركوب لنجا. ولم يمضِ لقوصون أمر، لأن الناس إذا ركبوا طلبوا السلطان وانضّموا عليه.

ثم إن قوصون أجل الملك الأشرف كجك على كرسي المُلك وحلفوا له العساكر، وكان صغيراً تقدير عمره ست سنين وما حولها، وجلس قوصون في النيابة، وجهّز المنصور إلى قوص ومعه الأمير سيف الدين بهادر بن جركتمر مثل الترسيم عليه، ومعه أخويه يوسُف ورمضان وغَرّقُوا طاجار الدوادار، وقتلوا بشتاك في السجن، واعتقلوا جماعة من الأمراء الذين حوله.

ثم إن قوصون كتب إلى عبد المؤمن متولي قوص، فقتله وحمل رأسه إلى قوصون سراً في سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة، وكتموا ذلك، فلّما أمسك قوصون تحققَ الناسُ ذلك، وجاء من حاقق بهادر، وطلبوا عبد المؤمن واعترف بذلك، وسمره الملك الناصر أحمد بالقاهرة، وكان لّما استقر أمرُ المنصور ألبس الأمير سيف الدين طقزتمر تشريف

ص: 721

النيابة بمصر وهو حموه، وألبس الأمير نجم الدين محمود بن شروين تشريف الوزارة، ومشت الأحوال على أحسن ما يكون، وانتظمت الأمور، وحُلف نُواب الشام وعساكره، ولم ينتطح فيها عنزان، ولا جرى خلاف ولا سُل سيف، ولا سُفك دم، ولو ترك القطا ليلاً لنام ولكن لّما أرادوا خلعه رموه بأوابد ودواهي، وادعوا أنه يركب في الليل في المراكب على ظهر النيل، وقالوا أشياء الله أعلم بأمرها.

وكان رحمه الله تعالى شابّاً حُلو الصورةِ أسمر اللون مليح الكون، في قوامه هيف ولين، وحركةٌ داخلة تنتهي إلى تسكين، وهو أفحلُ إخوته أشجعهم، وأقربهم إلى دواء الملك وأنجعه، وكرمه زائد التخرّق في العطاء، والتوسع في كشف الغطاء، حُمل إليه مال بشتاك ومال آقبغا عبد الواحد ومال برسبغا، مّما يقارب أربعة آلاف ألف درهم، ففرقهُ على خواصّ أبيه مثل الحجازي ويلبغا وألطنبغا المارداني وطاجار الدوادار.

وكان والده رحمه الله قد زوّجه ابنة الأمير سيف الدين طقزتمر، ولّما جاء أخوه الناصر أحمد عمل الناس عزاءه ودار في الليل جواريه بالدرادك في شوارع القاهرة، وأبكين الناس ورحمه وتأسفوا على شبابه لأنه خذل وأخذ بغتة وقُتل غضاً طريّاً، ولو تُرك لكان ملكاً سَؤوساً.

كان في عزمه أن يُحيي رسوم جدّه الملك المنصور قلاوون، ويجري الأمور في سياسة الملك على قواعده ويُبطل ما أحدثه أبوه من إقطاعات العربان وإنعاماتهم.

وكانت مُدة ملكه شهرين وأياماً.

وقلت أنا في عزائه مُضمناً:

ص: 722

أقول وقد دارت جواري الدرادك

لقبر ثوى بين اللوى فالدّكادك

أبتكين عجزاً كونها ما تهللت

نواجذُ أفواه المنايا الضواحك

لقد خُذلك المنصور ظالماً ومادجا

نهارُ وغاهُ من غبار السنابك

فصبراً على ريبِ الزمان وغدرهِ

فما الناسُ إلاّ هالك وابن هالك

أبو بكر بن محمد ابن الرضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي الجَمَّاعيلي الصالحي القطّان.

الشيخ الصالح المقرئ، مسند وقته، أجاز له عيسى الخياط، وسبط السلفي، سبط الجوزي، ومجد الدين بن تيميّة، وخلق، وحضر خطيب مردا، والعماد عبد الحميد بن عبد الهادي، ثم سمع منه في سنة سبع، ومن إبراهيم بن خليل، وبعد الله بن الخشوعي، ومن ابن عبد الدايم والرضية بن البُرهان صحيح مسلم، سوى فوت مجهول يسير. وحضر أيضاً محمد بن عبد الهادي، وتفرد بأجزاء وعوَال، وروى الكثير.

وكان فيه غزير النوال. وكان شيخاً مباركاً، مكباً على التسميع لا تاركاً، حسن الصحبة، صادق المحبة، حميد الطريقه، يُجملُ بمحاسنة فريقه.

ص: 723

حدث بأماكن، أكثر عنه ابن المُحبّ، وأولاده، وأخوه، والسّروجي، والدهلي، ابنا السفاقسي، وخلق.

ولم يزل على حاله إلى أن انطبقت عليه الغبرا، وحُجبت عنه الخضرا.

وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة.

ومولده سنة تسع وأربعين وست مئة.

أجاز لي بخطه في دمشق سنة تسع وعشرين وسبع مئة.

أبو بكر بن يوسف ابن أبي بكر بن محمود بن عثمان بن عبدة، الإمام المدرس بقية المشايخ، زين الدين المزي الدمشقي الشافعي، يُعرف بالحريري، لأنّ أمه تزوجت بالشمس الحريري نقيب ابن خلكان، فربّاه.

تلا بالسبع على الزواوي وغيره، وسمع من الصدر البكري، وخطيب مردا، وجماعة، ودرس التنبيه وغيره، ودرس بالقليجية الصغرى وغيرها، وولى مشيخة القراءات والنحو بالعادلية مدة، وسمع ابنه وابن ابنه شرف الدين.

ص: 724

وسَمَع منه قاضي القضاة عز الدين بن جماعة وابنه والطلَبة.

وكان ودُّه صحيحاً، وانحرافه عن أصحابه شَحيحاً، يصحب الناس، ويجانب الأدناس، بادي الخير لمن يعرفه، يَقْدر على الشر فيصرفه.

ولم يزل على حاله إلى أن نعي لمعارفه، وأنفقه الموتُ في مَصارفه.

ووفاته، رحمه الله تعالى، في نصف شهر ربيع الأول سنة ست وعشرين وسبع مئة.

ومولده سنة ست وأربعين وست مئة.

أبو بكر بن أحمد ابن محمد بن أحمد بن أبي بكر، الشيخ صالح العالم العامل الزاهد العابد، صفيّ الدين السّلامي.

كان رجلاً صالحاً سعيداً، سافر إلى البلاد في التجارة، وكان موصوفاً بالأمانة والديانة، ثم إنه ترك ذلك وانقطع بالقدس مدّة، ثم انتقل إلى المدينة النبوية في سنة عشر وسبع مئة واستوطنها، ويحج في كل سنة ويعود إلى المدينة، وربّما أقام بعض السنين في مكة، وحدّث بالحجاز بجزء الأنصاري بسَماعه من ابن البخاري.

وتوفي في سادس عشري ذي القعدة سنة ست وعشرين وسبع مئة.

أبو بكر بن أيبك الأمير حسام الدين بن النجيبي.

كان آخر أمْره أمير عشرين فارساً بدمشق، كان من بقايا الناس وممن تأخر فيه

ص: 725

رَمَق الإكرام والإيناس، يصحب أهل العلم ويودّهم ويكرمهم ولا يصدّهم، ويأنس بالفقراء والصلحاء، ويحنو على المساكين والضعفاء، وكان يعمل المولد النبوي في كل سنة ويدعو لمأدبته لجَفَلَى، ويحشر إليها الناس من أهل الحضارة والفلا، ويتنوّع في الأطعمة والمشروب والفواكه، ويحتفل بذلك فما يُرى له فيه مُشارِك ولا مشاكِه. وولي عدّة ولا يأت وباشر في عدة جهات، إلى أن سرى الفساد إلى كونه. وطُرِد الحِفاظ عن صونه.

وتوفي رحمه الله تعالى في خامس عشري ذي القعدة سنة ست وخمسين وسبع مئة.

وكان الأمير سيف الدين تنكر رحمه الله تعالى بحبه ويكرمه، وولاّه شدّ الأوقاف بدمشق في يوم السبت تاسع جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وسبع مئة، عوضاً عن ناصر الدين بن بكتاش.

أبو بكر بن أحمد بن عبد الدايم ابن نِعمة المقدسي الصالحي، الشيخ الصالح المُعَمّر اليقظ، مسند الوقت يعرف بالمحتال.

سمع سنة ثلاثين وست مئة على الفخر الإربلي، وسمع الصحيح كلّه على ابن الزَّبيدي، وسمع من الناصح بن الحنبلي، وسالم بن صَصْرى، وجعفر الهمداني، والشيخ الضياء وجماعة، وأجاز له ابن روزبة وأقرانه من بغداد.

وحجّ ثلاث مرات، وأضرّ قبل موته بأعوام، وثقل سمعه، ولكن كان ذا همةٍ وجلادة وفهم.

ص: 726

وحدّث في زمان والده، وروى عنه ابن الخبّاز، وابن نفيس، والقدماء، وعاش كأبيه ثلاثاً وتسعين سنة.

انتهى إليه عُلُوّ الأسناد، وأصبحت الرواية به وارية الزناد، وراج كوالده في الإسناد، كالرمح أنبوباً على أنبوب، وكل مُحدّث إليه يقرع الظنبوب، وله أذكار وعبادة، وفيه رغبة عن الدنيا وزهَاده، وحدّث ب الصحيح غير مرة، وصار ذلك له عادةً مُستمَرّه.

ولم يزل على حاله إلى أن أتى الفناء إلى ابن عبد الدائم، واتصل بمن هو على كل نفس قائم.

ووفاته تاسع عشر شهر رمضان سنة ثمان عشرة وسبع مئة.

ومولده سنة خمس أو ست وعشرين وست مئة.

أبو بكر بن عمر ابن أبي بكر الشقراوي، بالشين المعجمة والقاف والراء، نسبة إلى وادي الشقراء بدمشق.

سمع من ابن عبد الدائم، وغيره.

وأجاز لي بخطه في سنة تسع وعشرين وسبع مئة.

أبو بكر بن شرف. ابن مُحسِن بن معن بن عمّار، الشيخ الإمام تقي الدين الصالحي الحنبلي.

أخبرني الشيخ شمس الدين محمد بن قيّم الجوزيّة رحمه الله تعالى، قال: هو رفيق الشيخ تقي الدين بن تيميّة في الاشتغال، وله تصانيف.

توفي رحمه الله تعالى في ثاني عشر صفر سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.

ومولده في شوال سنة ثلاث وخمسين وست مئة.

وسَمِع من ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر وعبد الوهاب بن الناصح، وجمال الدين بن الصيرفي، والنجم عبد الرحمن بن الشيرازي، والشيخ شمس الدين الحنبلي، وابن البخاري وغيرهم. وله إجازات من جماعة، وسمع بالقاهرة وحلب، وكان فقيراً، وله أولاد، وكان فاضلاً، وله كلامٌ وعبارة فصيحة، ومعرفة بأنواع من الفضائل، وكان يجلس بجامع حمص ويتكلم وله قدرة على التفهيم وينفع السامعين.

أبو بكر بن أحمد بن برق السنبسي الدمشقي الأمير سيف الدين.

كان أمير عشرة، سمع من أبي اليسر ولم يُحدّث بشيء، ووقف سُبْغا بجامع الأموي، وكان من أبناء الثمانين.

وتوفي رحمه الله تعالى سنة تسع وسبع مئة، وهو والد شهاب الدين بن أحمد بن برق متولي دمشق، وقد تقدّم ذكره.

ص: 727

أبو بكر بن عمر بن الجزري الشيخ الإمام الزاهد الورع تقيّ الدين المعروف بالمقصَّاتي.

كان رجلاً صالحاً، لا يزال ميزان حَسَناته راجحاً، عارفاً بالقراءات السبع، يرمي فيها عن قوس هي من النبع، واظب على إقراء القرآن بالعراق والشام أكثر من خمسين سنة، وجاهد على القراءة بها بمقلة وَسِنَه.

وكان عنده وَرَعٌ واجتهاد، وصَبرٌ على الطلبة ومتابعة الأوراد، وكان ينقل من الشواذ كثيراً، ويروي منها محاسن، وجوهها في العربية ناضرة ولم تجد لها نظيراً.

ولم يزل على حاله إلى أن قُصّ جناح المقصّاتي بجَلَم الموت، ودخل مع من دخل في نسخة الوجود بالفوت.

وتوفي رحمه الله تعالى في ليلة السبت حادي عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وسبع مئة.

ومولده بالجزيرة، وتجاوز الثمانين، ونشأ بالموصل وأقام ببغداد ودمشق ولازمها إلى أن مات.

وكان يعرف القراءات العشرة وغيرها، وعندها طرف من العربية، وروى القراءة والتيسير من الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش البغدادي، ووليَ إمامة الرباط الناصري والمدرسة الظاهرية ودار الحديث الأشرفية. وناب في الإمامة والخطابة بالجامع الأموي أكثر من عشر سنين، وبه انتفع جماعة كثيرة. وتوفي بمنزله في باب البريد رحمه الله تعالى.

أبو بكر بن عبد العظيم القاضي الصدر أمين الدين بن وجيه الدين المعروف بابن الرقاقي - براءٍ وقافين بينهما ألف - المصري الكاتب.

كانت له مباشرات، وخلطة بالأكابر ومعاشرات، وعند رئاسة، ولديه في الإحسان نفاسه، باشر عدة وظائف بمصر والشام، وشكره في ذلك جميع الأنام، وتولّى بمصر نظر بيت المال ونظر البيوت ونظر الدواوين، وباشر نظر الدواوين بالشام مدة، ثم إنه انتقل إلى القاهرة.

ولم يول إلى أن خانت أمين الدين حياته، وأتاه بالرَّغْم مماتُه.

ووفاتُه رحمه الله تعالى سنة عشر وسبع مئة بالقاهرة.

وعزل من نظر الدواوين بدمشق في شهر رمضان سنة ثمان وسبع مئة. وكان قد وصل إلى دمشق على وظيفة النظر في مستهل جمادى الأولى سنة خمس وسبع مئة.

أبو بكر بن محمد القاضي الزاهد الوَرع العابد قطب الدين بن المكرَّم.

أحد كُتّاب الإنشاء بالديار المصرية، رافقته مُدّة بديوان الإنشاء بقلعة الجَبَل،

ص: 728

وكان يَسْرد الصوم، ويتعبّد في الليلة واليوم، ويَكثر المجاورة بمكة والمدينة والقدس، ويخلو بنفسه في هذه الأماكن الشريفة فيجد البركة والأُنس. وكان ذا شَيْبة بيّضتها الليالي، ونوّرتها المعالي. وتَنَجَّز توقيعاً من السلطان الملك الناصر بأن يقيم حيث شاء من المساجد الثلاثة ويكون معلومه راتباً من بعده لأولاده ولأولاد أولاده أبداً، ولم أره يكتب شيئاً؛ لأنّ صاحب الديوان كان يُجلّه لتجلّيه، وجاور بمكة وأقام بها أخيراً، ثم إنه أتى إلى القدس الشريف وأقام به مُدّة إلى أن كَرّم الله لقاء ابن المكرّم، وخلّصه ممن تَجَرّأ أو تجرّم.

ووفاته بالقدس في أواخر شعبان سنة اثنتين وخمسين وسبع مئة، عن اثنتين وثمانين سنة وأشهر، رحمه الله وعفى عنه.

أبو بكر بن عمر بن السلاّر بتشديد اللام بعد السين المهملة، وبعد الألف راء، الفاضل ناصر الدين.

رَوَى عن ابن عبد الدائم. وكتب عنه الشيخ علم الدين البِرزالي وغيره.

وكان ذا جَلَدٍ على الجِدال، وقُدرةٍ على المناظرة والاستدلال، جيّد العبارة، بديع الكناية والاستعارة، تفنّن في الفضائل، وتوسّع في إيراد الدلائل، ونَظم شعراً كثيراً، وعلا به مَحَلاًّ أثيراً، وهو من بيت حشمة وإمارة، وللرياسة عليه دليلٌ وأَمَاره، مع عِزّة في نفسه، وإعراضٍ عمّا في أبناء جنسه، وهِمّةٍ تبلغ الثريّا، وعَزْمةٍ يتضوّع بها المجدرَيّا.

ولم يزل على حاله إلى أن استجنّه الضريح، وعَدَل الفناء إليه دون الكناية بالصريح.

ص: 729

ووفاته رحمه الله تعالى في شهر الله المحرّم سنة ست عشرة وسبع مئة.

أخبرني شيخنا نجم الدين بن الكمال قال: جرت بيني وبينه مباحث كثيرة في أصول الدين. وأثنى عليه شيئاً كثيراً.

ومن شعره ما كتبه إلى الشيخ شهاب الدين أحمد بن غانم مع زنبيل أهداه وفيه تين:

يا سيِّدي وأجلَّ الناس منزلةً

عندي وأرعاهم للعهد والذّممِ

لا تستقلّنّ شيئاً قد أتاك وقد

علمْتَ أن الهدايا نبلغُ الهمم

وقد بعثْتَ بشيء فيه واحدةٌ

تكفي الخلائق من عرب ومن عجم

له الورى لازموا إلا القليل تُقىً

وضيّعوا كل ذي قربى وذي رحمِ

وغيرُ بدعٍ إذا سرنا مسيرهم

والناس أشبه بالأزمان في الشيم

ولو قدرْتُ على ما أرتضيه لكم

سَيَّرت شمس الضحى والبدر في الظِّلم

وقد أشرت بزَنْبيلي إلى صفتي

من كُدْيَتي لذوي الأيسار والعَدَمِ

فكتب الجواب إليه في غير الوزن، وهو تقصير:

يا خير مَنْ أمسكت أنامله الق

رطاس للرقم فيه بالقلم

وخيرَ مَنْ خَصّه الإله وإن

عمَّ البرايا بالعِلمِ والعلمِ

ومَنْ له منطقٌ بلاغتُه

قد بلّغته جَوامعَ الكَلِمِ

مَنْ ذا يطيق الجواب عن أدبٍ

منثّرٍ جوهراً ومنتظِمِ

موجّهاً أتعبت غوامضُهُ

مقاصداً كل مِدْرَهٍ فَهِمِ

ص: 730

ألغزَ فيه محبّباً وكنى

عمّا تلاه الزيتون في القسمِ

لفظٌ له معنيان مشترك

دلّ على مفعم ومهتضمِ

حقّق فكري بالحدس مقدصه

وليس فكري عندي بمتّهم

للغير ما قد أتى مغايرةً

إلى فقيرٍ أشقى من العدمِ

فتينُ حوران ما مآكله

لا أحورٌ بالجمال متِّسمِ

أنزله الله بالأثير إذا

ما دار مثل الكثبان والأكم

مركزه والمحيط منه به

لربّه نعمةٌ من النعم

من اصطكاك الأجرام فيه لها

بمٌّ وزيرٌ يا طيّب النغم

وربّما عاد ربّه ولَه

مدارع كالمداد للقلم

لكنّ ذا أصفرٌ وذاك غدا

كالقار في حُلكةٍ وكالفحم

مضمّخاً من لطيمةٍ خلق الخَ

لوق منها للمعَسر اللطمِ

لا زال تينُ الوتين ملتقطاً

له وتين الأشجار من قسمي

وقد اعتصّ الزنبيل من ذل

ك التين زبيباً تراه كالعَنَمِ

وهو كثير من يابس صفرت

وَطاته من نوائب حُطمِ

من ابن هاني شيخ القريض ومن

ميمون قيس وأشجع السلمي

وهم ملوك القريض قادته

ومُنْشِؤوه من سالف القدمِ

فما عسى أن يقوله رجُلٌ

جُمَيز بستان رأسه بَلمي

ومنه:

إن عتبا فعُذرنا قد نحققْ

حين فارقتم الرفاق وجلق

كنتم روحَهم فصاروا جسُوماً

مُزّقت بالغرام كل ممزّق

وكذا الروح إذ تفارق جسماً

بعد وصل أوصاله تتفرّق

ص: 731

ومنه، دو بيت:

يا حُسنَ ذؤابةٍ بدت للناس

في أسمر رمحٍ قدّه المياس

ما واصل إلا قلت إنّي مَلكٌ

أولوه لواءً من بني العبّاس

ومنه:

وشادن زارني ليلاً فقلت له:

في حسن وجهك ما يغني عن القمر

فخلّنا بك نخلو لا سمير لنا

ففي حديثك ما يغني عن السمر

وأنشدني شيخنا العلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي رحمه الله تعالى، قال: أنشدني من لفظه لنفسه ابن السَّلاّر:

لعمرك ما مصرٌ بمصر وإنما

هي الجنّة العُليَا لمن يتفكَّر

وأولادها الوِلدان من نسل آدم

وروضتها الفردوس والنيل كوثرُ

ومن نظمه القصيدة الميميّة التي سمّاها القصيدة المُشِيعة لعقيدة الشِّيْعة، أولها:

سلام على أهل الهدى والتعلّم

لطُرقْ الهدى من آخر ومقدّمِ

أبو بكر بن أحمد بن محمد ابن النجيب بن سعيد، الشيخ الأمين المقريء، شرف الدين الخلاطي الدمشقي سبط الشيخ أحمد إمام الكَلاّسة.

سمع من ابن عبد الدائم، وعمر الكرماني، وابن أبي اليسر، وعلي بن الأوحد، ومحمد بن النشبي، والمجد محمد بن عساكر، وغيرهم.

ص: 732

وكان رجلاً جيداً، ولي إمامة الكلاسَة، وتركها ووليَ إمامة مشهد ابن عروة، وله إثبات وإجازات.

قال شيخنا علم الدين البرزالي: رافقته في الحج سنة عشر وسبع مئة، وقرأت عليه ببطن مَرٍّ، وبمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتوفي رحمه الله تعالى ثالث عشري شوال سنة ست وعشرين وسبع مئة. وكان ابتداء مرضه في العشر الأواخر من شهر رمضان، صلى ودعا، وحضر إلى بيته وهو لا يتكلم، ثم إنه مرض وتغيّر ذهنه، واستمر على ذلك إلى أن مات، وحرص أهله على أن يجيبهم أو يتكلم معهم فلو يسمَعُوا منه شيئاً، وكان يظهر عليه أنه يفهم كلامهم، ويبكي رحمه الله تعالى.

أبو بكر بن محمد بن إبراهيم ابن أبي بكر بن خِلطان: الشيخ القاضي نجم الدين بن القاضي بهاء الدين.

سمع المقامات من ابن أبي اليسر، وكتب عنه من شعره، وحدّث بالإجازة عن سبط السِّلفيّ.

كان فقيهاً يعرف الفرائض، ويُجيد ما في مسائلها من الغوامض، وتولّى ببعض البلاد الشامية والنواحي التي يغلبُ على أهلها العاميّة، إلا أنه كان في عقله اضطراب، بل في عقيدته الباطلة، ورُمي بأشياء ما نجا معها من السيف إلا لما لأجله من المدافعة والمماطلة. وكان يعتقد أنه يكون له دوله، وأن تسل السيوف إذا مشى حَولَه.

ص: 733

ولم يزل على ذلك إلى أن مات بغصّته، ولم يحصل له من الملك بعض حصّته.

وتوفي رحمه الله تعالى في ثالث ذي القعدة سنة خمس وعشرين وسبع مئة. وقد قارب الثمانين، وكان بالمدرسة الناصرية بالقاهرة.

/

ص: 734