المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بدر الأمير بدر الدين أبو المحاسن الطَّواشي الحبشي الصوابي، وهو - أعيان العصر وأعوان النصر - جـ ١

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الهمزة

- ‌أباجيالأمير سيف الدين، النائب بقلعة دمشق

- ‌إبراهيم بن أحمد بن هلال

- ‌إبراهيم بن أحمد بن عقبة بن هبة الله بن عطاء

- ‌إبراهيم بن أحمد بن حاتم بن علي

- ‌إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن يعقوب

- ‌إبراهيم بن أحمد بن عبد المحسن بن أحمد

- ‌إبراهيم بن أحمد بن محمد بن معالي

- ‌إبراهيم بن أحمد بن ظافر

- ‌إبراهيم بن أحمد بن أبي الفتح بن محمود

- ‌إبراهيم بن أحمد القاضي

- ‌إبراهيم بن أحمد بن محمد بن سليمان

- ‌إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيمبن أبي اليُسر شاكر بن عبد الله

- ‌إبراهيم بن منير

- ‌إبراهيم شاه بن بارنباي

- ‌إبراهيم بن بركات بن أبي الفضل

- ‌إبراهيم بن أبي بكر بن عبد العزيز

- ‌إبراهيم بن أبي بكر بن أحمدبن يحيى بن هبة الله بن الحسين بن يحيى بن محمد بن علي

- ‌إبراهيم بن حباسة

- ‌إبراهيم بن الحسين بن صدقة بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن الحسن بن عليبن عبد الرفيع الرَّبَعي المالكي

- ‌إبراهيم بن خالد بن عباس الأنصاريالدمشقي

- ‌إبراهيم بن صابر

- ‌إبراهيم بن سليمان

- ‌إبراهيم بن سليمان بن أبي الحسن بن ريان

- ‌إبراهيم بن صالح بن هاشم

- ‌إبراهيم بن عبد الله

- ‌إبراهيم بن عبد الرحمنبن أحمد بن محمد

- ‌إبراهيم صارم العوّاد

- ‌إبراهيم بن عبد الرحيمبن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد ابن نصر

- ‌إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن عبد الرحمن بن نوح بن محمد

- ‌إبراهيم بن عرفات بن صالح

- ‌إبراهيم بن علي الأجل أبي هاشم

- ‌إبراهيم بن علي بن خليل الحراني

- ‌إبراهيم بن علي القاضي جمال الدين بن شمس الدين ابن شيخ السلامية الكاتب

- ‌إبراهيم بن علي بن أحمد بن حمزة بن علي

- ‌إبراهيم بن علي بن أحمد بن يوسف بن علي بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن علي بن أحمد بن عبد الواحد

- ‌إبراهيم بن عمر بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن عيسى

- ‌إبراهيم بن أبي الغيث

- ‌إبراهيم بن فلاح بن محمد بن حاتم

- ‌إبراهيم بن محمد بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن قروينة

- ‌إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمود

- ‌إبراهيم بن محمد بن سعيد

- ‌‌‌‌‌إبراهيم بن محمد

- ‌‌‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم‌‌بن محمد بن أحمد

- ‌بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم بن محمد بن يوسف

- ‌إبراهيم بن محمد بن ناهض

- ‌إبراهيم بن محمود بن سلمانبن فهد الحلبي

- ‌إبراهيم بن هبة الله بن علي

- ‌إبراهيم بن أبي الوحش

- ‌إبراهيم بن لاجين بن عبد الله

- ‌إبراهيم بن يونس

- ‌إبراهيم بن يحيى

- ‌إبراهيم بن يوسف

- ‌جمال الكفاة

- ‌إبراهيم القاضي جمال الدين

- ‌إبراهيم الحايك

- ‌الألقاب والنعوت

- ‌‌‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن

- ‌‌‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم بن صارو

- ‌‌‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم بن سباع بن ضياء

- ‌أحمد بن إبراهيم بن معضاد بن شداد

- ‌أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن شرف

- ‌أحمد بن إبراهيم بن فلاحبن محمد بن حاتم بن شداد

- ‌أحمد بن أحمد بن محمد بن عثمان

- ‌أحمد بن أحمد بن عطاء

- ‌أحمد بن أحمد بن الحسين

- ‌أحمد بن إدريس بن محمدبن مفرج بن مزيز

- ‌أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد

- ‌أحمد بن إسماعيل بن منصور

- ‌أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم

- ‌أحمد بن أوحد

- ‌أحمد بن أيبك

- ‌أحمد بن بدليك

- ‌أحمد بن بكتمر

- ‌‌‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن أبي بكر

- ‌‌‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن أبي بكر بن منصور

- ‌أحمد بن أبي بكر بن حرز الله

- ‌أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن برق

- ‌أحمد بن أبي بكر بن ظافر الخطيب

- ‌أحمد بن بلبان

- ‌أحمد بن بيلبك

- ‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن حامد بن عُصبة

- ‌أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن علي

- ‌أحمد بن الحسن

- ‌أحمد بن الحسن بن محمد

- ‌أحمد بن حسن

- ‌أحمد بن زكريا بن أبي العشائر

- ‌أحمد بن خليل

- ‌أحمد بن سعد بن محمد

- ‌أحمد بن سليمان بن محمد بن هلال

- ‌أحمد بن سليمان بن أحمد بن الحسن القبي

- ‌أحمد بن عبد الله

- ‌أحمد بن عبد اللهابن أحمد بن إبراهيم بن المسلم

- ‌أحمد بن سليمان

- ‌أحمد ابن سلامة

- ‌أحمد بن طيبغا

- ‌أحمد بن عباس

- ‌أحمد بن العباس بن جَعوان

- ‌أحمد بن عبد الله

- ‌أحمد بن عبد الله بن الزكي

- ‌أحمد بن عبد الله بن عبد الله بن مهاجر

- ‌كتب التفسير

- ‌كتب الأصول

- ‌كتب أصول الفقه

- ‌كتاب الفقه

- ‌كتب في أنواع شتى

- ‌أحمد بن عبد الحميد

- ‌أحمد بن عبد الدائم

- ‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌‌‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌‌‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله

- ‌أحمد بن عبد الرزاق الخالدي

- ‌أحمد بن عبد القادر

- ‌أحمد بن عبد القوي بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الملك بن عبد المنعم

- ‌أحمد بن عبد المنعم بن أبي الغنائم

- ‌أحمد بن عبد المحسنبن الحسن بن معالي

- ‌أحمد بن عبد المحسن بن الرفعة

- ‌أحمد بن عبد الواحد

- ‌بن عبد الكريم

- ‌‌‌أحمد بن عبد الوهاب

- ‌أحمد بن عبد الوهاب

- ‌أحمد بن عبد الله بن جبريل

- ‌أحمد بن عثمان بن قايماز

- ‌أحمد بن عثمان بن أبي الرجاء

- ‌أحمد بن عثمان بن إبراهيم

- ‌أحمد بن عثمان بن مفرّج بن حامد

- ‌الأديب النظّام شهاب الدين الأمشاطي

- ‌أحمد بن عسكر بن شدّاد

- ‌أحمد بن علي بن عبد الوهاب

- ‌أحمد بن علي بن عبد الله

- ‌أحمد بن علي بن هبة الله

- ‌أحمد بن علي

- ‌أحمد بن علي بن أحمد

- ‌أحمد بن علي بن عُبَادة

- ‌أحمد بن علي بن وهب

- ‌أحمد بن علي بن الزبير

- ‌أحمد بن علي بن نصر بن عمر

- ‌أحمد بن علي بن محمدبن سلمان بن حمائل

- ‌أحمد بن عمر بن زهير

- ‌‌‌أحمد بن عمر بن عبد الله

- ‌أحمد بن عمر بن عبد الله

- ‌أحمد بن عُمر بن داود الصفدي

- ‌أحمد بن عيسى

- ‌أحمد بن فَرْح

- ‌أحمد بن محسِّن

- ‌‌‌‌‌‌‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌‌‌‌‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌‌‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن الرفعة

- ‌أحمد بن محمد بن سعد

- ‌أحمد بن محمد بن سالمبن أبي المواهب

- ‌أحمد بن محمد بن سلمان بن حمايل

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الله

- ‌أحمد بن محمد بن جبارة

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي

- ‌أحمد بن محمد بن عطاء الله

- ‌أحمد بن محمد بن علي بن جعفر

- ‌أحمد بن محمد بن علي بن يوسف

- ‌أحمد بن محمد بن أبي القاسم

- ‌أحمد بن محمد بن قُرْصة

- ‌أحمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن هبة الله

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله

- ‌أحمد بن محمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن أبي الحزم مكّي

- ‌أحمد بن محمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن قلاوون

- ‌أحمد بن محمد بن عثمان

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان

- ‌أحمد بن عباس بن جَعْوان

- ‌أحمد بن محمد بن قطّينة

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن علي

- ‌أحمد بن محمد بن إسماعيل الإربلي

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن إبراهيمبن علي الرقي

- ‌أحمد بن محمدالزقاقبن أحمد بن محمود بن الزقاق

- ‌أحمد بن محمد بن يوسف

- ‌أحمد بن مسلم بن أحمد

- ‌أحمد بن محمود

- ‌أحمد بن محمود بن عبد السيد

- ‌أحمد بن محمد بن مري

- ‌أحمد بن مسعود بن أحمد

- ‌أحمد بن المسلم بن محمد

- ‌أحمد بن مظفر بن مزهر

- ‌أحمد بن مظفر بن أبي محمد

- ‌أحمد بن مكي قبجق

- ‌أحمد بن منصور بن أسطوْراس

- ‌أحمد بن مهنا بن عيسى

- ‌أحمد بن موسى بن عيسىبن أبي الفتح

- ‌أحمد بن موسى بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن نصر الله بن باتكين

- ‌أحمد بن نعمة بن حسن البقاعيالديرمقري الدمشقي

- ‌ابن هبد الله بن أحمد بن عساكربن نح بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر

- ‌أحمد بن ياسين الربّاحيقاضي القضاة المالكي بحلب

- ‌أحمد بن يحيى السُّهْرَوَرْدي

- ‌أحمد بن يحيى بن فضل اللهبن المجلّي بن دعجان

- ‌أحمد بن يعقوب بن أحمد بن يعقوب

- ‌أحمد بن يوسفبن هلال بن أبي البركات

- ‌أحمد بن يوسف بن يعقوب

- ‌أحمد بن يوسف بن عبد الدايم

- ‌أحمد شهاب الدين الفاضل المغربي

- ‌أحمد هو الشيخ أحمد القَبّاريالإسكندراني

- ‌إدريس بن علي بن عبد الله

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌أذينة

- ‌النسب والألقاب

- ‌اللقب والنسب

- ‌اللقب والنسب

- ‌إسحاق بن إسماعيل

- ‌إسحاق بن أبي بكر بن إبراهيمبن هبة الله بن طارق

- ‌إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن إبراهيم

- ‌إسحاق القاضي الكبير الرئيستاج الدين عبد الوهاب ناظر الخاص

- ‌إسحاق الأمير علم الدين الحاجب

- ‌أسدالحكيم اليهودي المعروفبالسيدة، تصغير أسدة

- ‌أسعد بن حمزة أسعد

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌أسماء بنت محمد بن الحسنابن هبة الله بن محفوظ بن الحسن، الشيخة الصالحة أم بنت الشيخ عماد

- ‌إسماعيل بن إبراهيم بن سالمبن بركات الأنصاري

- ‌‌‌‌‌إسماعيل بن إبراهيم

- ‌‌‌إسماعيل بن إبراهيم

- ‌إسماعيل بن إبراهيم

- ‌إسماعيل بن إبراهيم بن سليمان المقدسي

- ‌بن سعد الله بن جماعةعماد الدين أخو قاضي القضاة

- ‌إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل

- ‌إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن الأثيرالحلبي الكاتب

- ‌إسماعيل بن سعيد الكردي المصري

- ‌إسماعيل بن عبد القوي

- ‌إسماعيل الأمير عماد الدين بن الملك المغيثشهاب الدين أبي الفتح عبد العزيز بن الملك المعظم عيسى بن الملك العادل

- ‌إسماعيل بن عثمان بن محمد

- ‌‌‌إسماعيل بن علي

- ‌إسماعيل بن علي

- ‌إسماعيل بن الفرج بن إسماعيلبن يوسف بن نصرالسلطان أبو الوليد الغالب بالله الأرجوني صاحب الأندلس

- ‌إسماعيل بن عمرو بن المسلمبن الحسن بن نصرالشيخ الصدر الكبير العدل الراضي العابد ضياء الدين أبو

- ‌إسماعيل بن محمد بن عبد الواحد

- ‌إسماعيل بن محمد بن إسماعيل

- ‌إسماعيل بن محمد بن عبد اللهالقاضي الكبير الرئيس، أبو الفداء، ابن القاضي شرف الدين ابن الصاحب فتح

- ‌إسماعيل بن محمد بن عبد الكريم

- ‌إسماعيل بن محمد بن ياقوتالصدر الخواجة مجد الدين السلامي

- ‌إسماعيل بن محمد بن قلاوونالملك الصالح بن الملك الناصر بن الملك المنصور عماد الدين، أبو الفداء

- ‌‌‌إسماعيل بن محمد بن إسماعيل

- ‌إسماعيل بن محمد بن إسماعيل

- ‌بن علي الأمير عماد الدين بن الملك الأفضل بن الملك المؤيد

- ‌إسماعيل بن نصر الله

- ‌إسماعيل بن هارون

- ‌إسماعيل بن هبة الله بن علي بن الصنيعة

- ‌إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن جهبل

- ‌‌‌إسماعيل بن يوسف بن نجم

- ‌إسماعيل بن يوسف بن نجم

- ‌أسنبغا

- ‌أسندمر

- ‌‌‌ أسندمر

- ‌ أسندمر

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌الأنساب والألقاب

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌‌‌الألقاب والأنساب

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌حرف الباء

- ‌اللقبُ والنسبُ

- ‌اللقب والنسَبُ

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌اللقبُ والنسب

- ‌اللقب والنسب

- ‌الكنى

الفصل: بدر الأمير بدر الدين أبو المحاسن الطَّواشي الحبشي الصوابي، وهو

بدر الأمير بدر الدين أبو المحاسن الطَّواشي الحبشي الصوابي، وهو منسوب إلى الطواشي صواب العادلي.

كان إقطاعه مئة فارس، حج بالناس غير مرة، وأقام أميراً مقدّماً أكثر من عشرين سنة، وقرأ عليه الشيخ شمس الدين الذهبي جزءاً سمعه من ابن عبد الدايم، وكان بالشجاعة موصوفاً، وبالفروسية معروفاً، قد مارس الحروب، وعرف الفَرَّ والكَرَّ على الكروب، يطرق ويتعقل، ويدور على مَظانّ الصواب بفكره ويتنقّل، مع التثبت والرزانة، وملازمة الخير والديانة، ومواصلة البِرّ، وإسداء المعروف في الجَهْر والسر، يَعِمّ غلمانه وأصحابه بنواله، ويغنيهم بجوده عن سؤاله.

ولم يزل على حاله إلى أن انمحق بدره وانطبق عليه قبره.

وكانت وفاته فجأة بقرية الخيارة ظاهر دمشق، ونقل ودفن بتربته التي بناها بلحف الجبل شمالي الناصرية، وذلك سنة ثمان وتسعين وست مئة في جمادى الأولى، وقد نيّف على الثمانين.

‌اللقب والنسَبُ

البَدري نائب صفد وحمص وغيرهما، الأمير سيف الدين بلبان، وأولاده: الأمير سيف الدين محمد الحاجب، والأمير علاء الدين عليّ.

البدري نائب حلب، الأمير سيف الدين بيدَمُر.

ص: 680

بُرَاق الشيخ الفقيه كبير الطائفة المنسوبين إليه. وَرَدَ إلى دمشق سنة خمس وسبع مئة، وقيل: سنة ست في جمادى الأولى في زمن الأفْرَم، ومعه جماعة كبيرة من أتباعه بعُدّة وافرة، كانوا مئة، وكان من جملة مريدي شيخٍ كان في بلاد الروم، ولما ورَد خرج القاضي قطب الدين ناظر الجيش إلى القابون وعَرضهم واستمساهم وحَلاّهم وعَدّهم، وجُهّزت بذلك ورَقة طيّ المطالعة إلى أبواب السلطان، وكان شعاره حَلْق الذقن كلها، وتَرْكُ الشارب فقط، وحَمْل الجوكان على الكتف، ولكل منعم قَرناً لُبّادٍ يُشبهان قَرنَي الجاموس، وهو مقلَّد بحبل كعاب بقر قد صبغت بالحنّاء، وعليهم الأجراس، وكلّ منهم مكسور التثنيّة العليا، إلا أنه كان يلازم العبادة والصلاة، وكان معه محتسبٌ يؤدّب أصحابه، كل من ترك منهم سُنةً من السنن ضربه عشرين عَصا تحت رجليه، ومعه طبلخاناه، وقيل له: يا شيخ لأي شيء ظهرت بهذا الشعار؟ قال: أردت أن أكون مسخَرةً للفقراء.

وأول ما ظهر بتلك البلاد ذُكر للقان غازان، فأحضره وسلّط عليه سَبُعاً ضارياً، فركب على ظهره، ولم ينل منه شيئاً، فأعظَمَ ذلك غازان، ونَثَر عليه عشرة آلاف دينار رائج، فلم يتعرض لشيء منها.

ولما أراد الدخول على الأفرم إلى الميدان أرسلوا عليه نعامة كان قد عَظُمَ أمرُها وتفاقم شرُّها، فلا يكاد أحدٌ يقاومها، فلمّا عرضوه لها قصدته، فتوجه إليها وركب

ص: 681

عليها فطارت به في الميدان تقدير خمسين ذراعاً، إلى أن قرُبَ من الأفرم، فقال له: أطير لها إلى فوق شيء آخر؟ فقال: لا. ثم إن الأفرم أحسن تلقّيه وأكرمَ نُزُله، وطلب التوجُه إلى القدس، فرتّب له رواتب في الطرقات، فما قبلها، وأعطاه الأفرم من خزانته ألفي درهم، فما قبضها، وأخذها جماعته، وزار القدس، وأظنّه طلب الدخول إلى مصر فما مُكِّن، وعاد ودخل البلاد وتوجّه صحبة قطليجا نائب غازان إلى جبال كيلان لمّا حاربهم غازان بسبب ما طلبه منهم من فتح الطريق إلى بلاده وقالوا له: لا سبيل إليه لأنه يضرّنا، فأمسكوه وقالوا: أنت تقول إنك مسلمٌ وشيخ من الفقراء، وتحضر مع هؤلاء أعداء الدين، وسَلَقوه في دَسْت، وألقوه بعد ذلك في طَسْت، وذلك في سنة سبع وسبعُ مئة.

وكانوا أشكالاً غريبة، ولهم أحوال عجيبة. تفِرّ العقولُ إذا أقبلوا، وتتعجب منهم إذا نقَّروا وطبّلوا. تتحرك عليهم تلك الكعاب، ويهول مرآهُمُ العجوز والكَعَاب، قرونٌ من اللبّاد معقّفَه، وشوارب فوق شفاههم موقّفه، وعلى أكتافهم تلك الجواكين، وهيأتهم كما يقال: ما تنقطع بالسكاكين، إذا خطروا صوّتت تلك الأجراس وجعلوا ربوع العقول في عداد الأدراس، قصَّهمُ الناس في الخيال ورقّصوهم، وبخسوهم ما قصدوا به ونقصوهم، واشتغل الناس بهم زماناً بعد ذهابهم، ونظموا فيهم أشعاراً لم تكن داخلة في حسابهم.

أنشدني من لفظه الشيخ يحيى الخبّاز الحموي قال: أنشدني من لفظه لنفسه سراج الدين المحّار:

جَتْنَا عجم من جُوّا الروم

صُوَر تحير فيها الأفكار

لهم قرون مثل الثيران

إبليس يصيح منهم زنهار

ص: 682

كل واحد لُو شارب

طويل ودقنو محلوقهْ

كِنُّو على فمه غرّه

بلا خياطة ملزوقهْ

أقوام خوارج غيريّه

مثل البهائم مَرْزوقهْ

شيء ما نظرناه في الدنيا

ولا سمعناه في الأخبار

ما أنزل الله بو من سلطان

ولا رضي عنُّو المختار

الشيخ براقَ الّي اغواهم

واختار لهم هذا الحُلاّس

أكسى المريد منهم قرنين

وأعطاه قلاده من أجراس

وأمّا الكعاب المصبوغة

قال هي سُبَح هذي الأجناس

وأيا مكان حَلّوا فيه

يسبّحوا تسبيح الغار

وإن زَفَروا تَسْمع أصوات

مقارع أهل النار في النار

أعزّ من تبصر فيهم

قبض الدكاكين في الأسواق

خَذْ من صغرهم عوّدهم

لحس الزبادي والأمراق

ما يعرفوا آداب الناس

ولا إيش يكون حُسن الأخلاق

ومحتسبهم قال لي إنسان

كان يربّيه واحد خمّار

تعِبْ عليه حتى انُّوجا

مثلو محارف قُودِ بشْلار

جازوا القرم وراموا فيها

غارة في سوق الجزارينْ

على اللوايا المعلوفه

وأكثرها مع ذا السلاّخينْ

وراح يجردهم ماعُو

دائم في سوق الطباخين

ويطلب البنجك منهم

المخبوز الخاص والخُشكار

وهو يدور بين البلدان

دائم ويعمل ذا البيكار

ص: 683

يا شيخ براق والله إنك

قد جيت في الدنيا بدعهْ

وما رأيناك في جامع

صَلّيت سوا إن كان جمعهْ

وكان مرادك أن تُشهر

لك في بلاد الشام سُمْعَهْ

وجئت إليهم في حاله

ظهر عليك فيها إنكار

وما رأينا من قبلك

فقير بسبعين جوكندار

يا من لا يتحقّق شكلو

أقِف تقل لك كيف وصفُو

إنسان قرونو فوق راسو

وجوكانو من فوق كتفُو

وسيف خشب مغمود ماعو

والطبلخانه من خلفو

يُصَنّجُو بالصّينيّة

والطبل مُكَّه والمزمار

شيء تضحك الناس من فعلو

وقط ما يُرضي الحُضّار

يا شيخ براق إن كان تعمل

شغل الفقيري من حَقّا

تقوّ من زاد التقوى

واركب طريق أهل الخرقا

ولا تغرّك ذي الدنيا

والآخرة خير لك وأبقى

ونْ كان في عزمك تبقى

حليق وما تخشى من عار

الواجب إنك تتبّع

طريق حميد المَحّار

إِنت الغريب جيت في فنك

وَنَا الوحيد جيت في فني

نظمت أحسن ما يُنقَل

عنك وما يُرْوى عني

قطعة ما يسمعها إنسان

إلا ويطلبها منّي

ص: 684

تبقى على مرّ الأزمان

تدور على روس الأدوار

وكنيتي ما احلا ماجت

مخفيّة بين هذي الأسطار

قال شيخنا علم الدين البرزالي: كان من قرية من قرى دوقات، وكان أبوه صاحب إمرة وولاية، وكان عمّه كاتباً مجيداً معروفاً، وسافر هو - يعني بُرَاق - وخدم الشيخ شريق القرمي وتتلمذ له، وهو الذي سمّاه بهذا الاسم فإنه أكل من قَيْئه فقال له: أنت برقي، وهي بالقبجاقية:" كَلْبٌ ". قال: وممّا يثنى به عليه أنه هو وجماعته يلازمون الصلاة، ومَنْ فاتته صلاة في وقتها ضُرب أربعين سوطاً، ولهم ذكر بين العِشائَيْن، وكَرَمُهُ زائد.

بُراق الأمير سيف الدين أمير آخور الإسطبل بدمشق المحروسة.

أصله من مماليك الأفْرَم - فيما أظن - وولي هذه الوظيفة بعد شهاب الدين الصوابي لمّا مات في سنة تسع وعشرين وسبع مئة، وأقام فيها إلى أن مرض بعلة الاستسقاء.

وتوفي رحمه الله تعالى في يوم الجمعة ثامن عشري شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين.

وكان جيّداً خيّراً يتغالى في محبّة الشيخ تقي الدين بن تيميّة وأصحابه، ويحفظ كثيراً من الأحاديث. وكان كثيرَ الشفقة على خيل البريد إلى الغاية، لا يسمح بخروج الفرس من عنده إلاّ بَعْد شدة شديدة ومدة مديدة. ولمّا وَرَد السلطان الملك الصالح صّالح إلى دمشق في سنة ثلاث وخمسين وسبع مئة رسم له بعشرة، وكان من جملة أمراء

ص: 685

العشرات بدمشق، وهو الذي وقف المحيّا في جامع الأمير سيف الدين تنكز بدمشق، ووقف عليه حوانيت بحمص.

البِرزالي: الشيخ علم الدين القاسم بن محمد بن يوسف، وبهاء الدين محمد بن يوسف بن محمد.

بَرَسْبُغا الأمير سيف الدين الحاجب الناصري.

ولاّه أستاذه الملك الناصر الحجوبيّة، فكان دون الأمير بدر الدين أمير مسعود، بن الخطير، ثم إنه بعد قليل عظم عند السلطان، وكان يجهّزه كاشفاً. ثم إنه لمّا أُمسك النشّو ناظر الخاص وأقاربُه وجماعته سلّمهم إليه، فعاقبهم وصادَرَهم، ولم يكن له غرض في إتلافهم، ولكن أمسكه يوماً الأمير سيف الدين بُشْتاك وتوعّده على عدم إتلافهم، فهلكوا عنده في العُقوبة. ثم إنه حضر مع الأمير بُشتاك إلى دمشق بعد إمساك الأمير سيف الدين تنكز، وسُلّم إليه أهلُ البلد المصادرون وجماعة تنكز، فعاقبهم واستخرج الأموال منهم، وكان مقيماً بالنجيبيّة على الميدان، وكان يعاقب الناس في النهار والليل، ولم يكن في نفسه ظالماً ولا شريراً، لأنني أنا كتبتُ عنه إلى الأمير سيف الدين قوصون عدة مطالعات وهو يقول فيها: يا خوند أدركْ أهل دمشق، وادخُل فيهم الجنة، فإنني بَسَطتُ عليهم العقاب، وأخذت جميع ما يملكونه، ولم يبق معهم شيء، وهؤلاء ما هم مثل أهل مصر بل هم أناس محتشمون ما يحملون إهانة، ويكتب إلى السلطان أيضاً ببعض ذلك.

ص: 686

ولمّا حضر أولاً من مصر حضر معه مقدّم يَضرب بالمقارع، فلما رآه بعد يومين وهو نَحس في حق المصادرين نفاه، وقال: متى بِتَّ في دمشق قتلتك.

ولم يَزَل يتلطَّف إلى أن رُسم بالعَود إلى مصر، وكان قد أقام بعد بشتاك مُدَيْدة، فتوجّه، ولم يزل على ذلك والسلطان يسلّم إليه المصادَرين. وهو الذي ضرب الصاحب أمين الدين إلى أن مات.

ومات السلطان وتولّى ولده الملك المنصور أبو بكر، فانتحس عنده وعند قوصون، وأريد إخراجه إلى الشام، ثم إنه تدارك أمرَه عند قوصون فرضي عليه. ولما ملك الأشرف كجك بعد المنصور وجاء الفخري إلى دمشق أُخرج بَرَسْبُغا في جماعة من العسكر المصري إلى غزة فَوَصل إليها، وأقام بغزة مدة إلى أن وصل إليه الأمير علاء الدين ألطنبغا مهزوماً، فتوجه معه، فلمّا قاربوا مصر أُمسك الأمير سيف الدين قوصون وجُهّز إليهم من أمسكهم، فهرب بَرسْبُغا إلى جهة الصعيد فجُهز وراءه من أمسكه، وأحضره ولمّا وصل إلى القاهرة جُهّز إلى الإسكندرية واعتُقل بها، وبقي هناك إلى أن حضر الناصر أحمد من الكرك، وجاء الأمير سيف الدين قطلوبغا الفخري، والأمير سيف الدين طشتمر حمّص آخضر، فجُهز الأمير شهاب الدين أحمد بن صبح إلى الإسكندرية، فتولى قَتْلَ ألطنبغا وقوصون وبُرُسبغا، وذلك في شوال سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة.

وكان بَرسبغا - كما تقدم - ليّنَ الجانب سليم الباطن، يُرى وهو للظلم مجانب، تغلبه الرقة والرحمة، وتستولي عليه الشفقة على من تنزل به النقمة، إلاّ أنه كان يلجأ

ص: 687