المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحمد بن محمد بن قلاوون - أعيان العصر وأعوان النصر - جـ ١

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الهمزة

- ‌أباجيالأمير سيف الدين، النائب بقلعة دمشق

- ‌إبراهيم بن أحمد بن هلال

- ‌إبراهيم بن أحمد بن عقبة بن هبة الله بن عطاء

- ‌إبراهيم بن أحمد بن حاتم بن علي

- ‌إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن يعقوب

- ‌إبراهيم بن أحمد بن عبد المحسن بن أحمد

- ‌إبراهيم بن أحمد بن محمد بن معالي

- ‌إبراهيم بن أحمد بن ظافر

- ‌إبراهيم بن أحمد بن أبي الفتح بن محمود

- ‌إبراهيم بن أحمد القاضي

- ‌إبراهيم بن أحمد بن محمد بن سليمان

- ‌إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيمبن أبي اليُسر شاكر بن عبد الله

- ‌إبراهيم بن منير

- ‌إبراهيم شاه بن بارنباي

- ‌إبراهيم بن بركات بن أبي الفضل

- ‌إبراهيم بن أبي بكر بن عبد العزيز

- ‌إبراهيم بن أبي بكر بن أحمدبن يحيى بن هبة الله بن الحسين بن يحيى بن محمد بن علي

- ‌إبراهيم بن حباسة

- ‌إبراهيم بن الحسين بن صدقة بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن الحسن بن عليبن عبد الرفيع الرَّبَعي المالكي

- ‌إبراهيم بن خالد بن عباس الأنصاريالدمشقي

- ‌إبراهيم بن صابر

- ‌إبراهيم بن سليمان

- ‌إبراهيم بن سليمان بن أبي الحسن بن ريان

- ‌إبراهيم بن صالح بن هاشم

- ‌إبراهيم بن عبد الله

- ‌إبراهيم بن عبد الرحمنبن أحمد بن محمد

- ‌إبراهيم صارم العوّاد

- ‌إبراهيم بن عبد الرحيمبن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد ابن نصر

- ‌إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن عبد الرحمن بن نوح بن محمد

- ‌إبراهيم بن عرفات بن صالح

- ‌إبراهيم بن علي الأجل أبي هاشم

- ‌إبراهيم بن علي بن خليل الحراني

- ‌إبراهيم بن علي القاضي جمال الدين بن شمس الدين ابن شيخ السلامية الكاتب

- ‌إبراهيم بن علي بن أحمد بن حمزة بن علي

- ‌إبراهيم بن علي بن أحمد بن يوسف بن علي بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن علي بن أحمد بن عبد الواحد

- ‌إبراهيم بن عمر بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن عيسى

- ‌إبراهيم بن أبي الغيث

- ‌إبراهيم بن فلاح بن محمد بن حاتم

- ‌إبراهيم بن محمد بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن قروينة

- ‌إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمود

- ‌إبراهيم بن محمد بن سعيد

- ‌‌‌‌‌إبراهيم بن محمد

- ‌‌‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم‌‌بن محمد بن أحمد

- ‌بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم بن محمد بن يوسف

- ‌إبراهيم بن محمد بن ناهض

- ‌إبراهيم بن محمود بن سلمانبن فهد الحلبي

- ‌إبراهيم بن هبة الله بن علي

- ‌إبراهيم بن أبي الوحش

- ‌إبراهيم بن لاجين بن عبد الله

- ‌إبراهيم بن يونس

- ‌إبراهيم بن يحيى

- ‌إبراهيم بن يوسف

- ‌جمال الكفاة

- ‌إبراهيم القاضي جمال الدين

- ‌إبراهيم الحايك

- ‌الألقاب والنعوت

- ‌‌‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن

- ‌‌‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم بن صارو

- ‌‌‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم بن سباع بن ضياء

- ‌أحمد بن إبراهيم بن معضاد بن شداد

- ‌أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن شرف

- ‌أحمد بن إبراهيم بن فلاحبن محمد بن حاتم بن شداد

- ‌أحمد بن أحمد بن محمد بن عثمان

- ‌أحمد بن أحمد بن عطاء

- ‌أحمد بن أحمد بن الحسين

- ‌أحمد بن إدريس بن محمدبن مفرج بن مزيز

- ‌أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد

- ‌أحمد بن إسماعيل بن منصور

- ‌أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم

- ‌أحمد بن أوحد

- ‌أحمد بن أيبك

- ‌أحمد بن بدليك

- ‌أحمد بن بكتمر

- ‌‌‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن أبي بكر

- ‌‌‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن أبي بكر بن منصور

- ‌أحمد بن أبي بكر بن حرز الله

- ‌أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن برق

- ‌أحمد بن أبي بكر بن ظافر الخطيب

- ‌أحمد بن بلبان

- ‌أحمد بن بيلبك

- ‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن حامد بن عُصبة

- ‌أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن علي

- ‌أحمد بن الحسن

- ‌أحمد بن الحسن بن محمد

- ‌أحمد بن حسن

- ‌أحمد بن زكريا بن أبي العشائر

- ‌أحمد بن خليل

- ‌أحمد بن سعد بن محمد

- ‌أحمد بن سليمان بن محمد بن هلال

- ‌أحمد بن سليمان بن أحمد بن الحسن القبي

- ‌أحمد بن عبد الله

- ‌أحمد بن عبد اللهابن أحمد بن إبراهيم بن المسلم

- ‌أحمد بن سليمان

- ‌أحمد ابن سلامة

- ‌أحمد بن طيبغا

- ‌أحمد بن عباس

- ‌أحمد بن العباس بن جَعوان

- ‌أحمد بن عبد الله

- ‌أحمد بن عبد الله بن الزكي

- ‌أحمد بن عبد الله بن عبد الله بن مهاجر

- ‌كتب التفسير

- ‌كتب الأصول

- ‌كتب أصول الفقه

- ‌كتاب الفقه

- ‌كتب في أنواع شتى

- ‌أحمد بن عبد الحميد

- ‌أحمد بن عبد الدائم

- ‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌‌‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌‌‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله

- ‌أحمد بن عبد الرزاق الخالدي

- ‌أحمد بن عبد القادر

- ‌أحمد بن عبد القوي بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الملك بن عبد المنعم

- ‌أحمد بن عبد المنعم بن أبي الغنائم

- ‌أحمد بن عبد المحسنبن الحسن بن معالي

- ‌أحمد بن عبد المحسن بن الرفعة

- ‌أحمد بن عبد الواحد

- ‌بن عبد الكريم

- ‌‌‌أحمد بن عبد الوهاب

- ‌أحمد بن عبد الوهاب

- ‌أحمد بن عبد الله بن جبريل

- ‌أحمد بن عثمان بن قايماز

- ‌أحمد بن عثمان بن أبي الرجاء

- ‌أحمد بن عثمان بن إبراهيم

- ‌أحمد بن عثمان بن مفرّج بن حامد

- ‌الأديب النظّام شهاب الدين الأمشاطي

- ‌أحمد بن عسكر بن شدّاد

- ‌أحمد بن علي بن عبد الوهاب

- ‌أحمد بن علي بن عبد الله

- ‌أحمد بن علي بن هبة الله

- ‌أحمد بن علي

- ‌أحمد بن علي بن أحمد

- ‌أحمد بن علي بن عُبَادة

- ‌أحمد بن علي بن وهب

- ‌أحمد بن علي بن الزبير

- ‌أحمد بن علي بن نصر بن عمر

- ‌أحمد بن علي بن محمدبن سلمان بن حمائل

- ‌أحمد بن عمر بن زهير

- ‌‌‌أحمد بن عمر بن عبد الله

- ‌أحمد بن عمر بن عبد الله

- ‌أحمد بن عُمر بن داود الصفدي

- ‌أحمد بن عيسى

- ‌أحمد بن فَرْح

- ‌أحمد بن محسِّن

- ‌‌‌‌‌‌‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌‌‌‌‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌‌‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن الرفعة

- ‌أحمد بن محمد بن سعد

- ‌أحمد بن محمد بن سالمبن أبي المواهب

- ‌أحمد بن محمد بن سلمان بن حمايل

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الله

- ‌أحمد بن محمد بن جبارة

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي

- ‌أحمد بن محمد بن عطاء الله

- ‌أحمد بن محمد بن علي بن جعفر

- ‌أحمد بن محمد بن علي بن يوسف

- ‌أحمد بن محمد بن أبي القاسم

- ‌أحمد بن محمد بن قُرْصة

- ‌أحمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن هبة الله

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله

- ‌أحمد بن محمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن أبي الحزم مكّي

- ‌أحمد بن محمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن قلاوون

- ‌أحمد بن محمد بن عثمان

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان

- ‌أحمد بن عباس بن جَعْوان

- ‌أحمد بن محمد بن قطّينة

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن علي

- ‌أحمد بن محمد بن إسماعيل الإربلي

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن إبراهيمبن علي الرقي

- ‌أحمد بن محمدالزقاقبن أحمد بن محمود بن الزقاق

- ‌أحمد بن محمد بن يوسف

- ‌أحمد بن مسلم بن أحمد

- ‌أحمد بن محمود

- ‌أحمد بن محمود بن عبد السيد

- ‌أحمد بن محمد بن مري

- ‌أحمد بن مسعود بن أحمد

- ‌أحمد بن المسلم بن محمد

- ‌أحمد بن مظفر بن مزهر

- ‌أحمد بن مظفر بن أبي محمد

- ‌أحمد بن مكي قبجق

- ‌أحمد بن منصور بن أسطوْراس

- ‌أحمد بن مهنا بن عيسى

- ‌أحمد بن موسى بن عيسىبن أبي الفتح

- ‌أحمد بن موسى بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن نصر الله بن باتكين

- ‌أحمد بن نعمة بن حسن البقاعيالديرمقري الدمشقي

- ‌ابن هبد الله بن أحمد بن عساكربن نح بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر

- ‌أحمد بن ياسين الربّاحيقاضي القضاة المالكي بحلب

- ‌أحمد بن يحيى السُّهْرَوَرْدي

- ‌أحمد بن يحيى بن فضل اللهبن المجلّي بن دعجان

- ‌أحمد بن يعقوب بن أحمد بن يعقوب

- ‌أحمد بن يوسفبن هلال بن أبي البركات

- ‌أحمد بن يوسف بن يعقوب

- ‌أحمد بن يوسف بن عبد الدايم

- ‌أحمد شهاب الدين الفاضل المغربي

- ‌أحمد هو الشيخ أحمد القَبّاريالإسكندراني

- ‌إدريس بن علي بن عبد الله

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌أذينة

- ‌النسب والألقاب

- ‌اللقب والنسب

- ‌اللقب والنسب

- ‌إسحاق بن إسماعيل

- ‌إسحاق بن أبي بكر بن إبراهيمبن هبة الله بن طارق

- ‌إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن إبراهيم

- ‌إسحاق القاضي الكبير الرئيستاج الدين عبد الوهاب ناظر الخاص

- ‌إسحاق الأمير علم الدين الحاجب

- ‌أسدالحكيم اليهودي المعروفبالسيدة، تصغير أسدة

- ‌أسعد بن حمزة أسعد

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌أسماء بنت محمد بن الحسنابن هبة الله بن محفوظ بن الحسن، الشيخة الصالحة أم بنت الشيخ عماد

- ‌إسماعيل بن إبراهيم بن سالمبن بركات الأنصاري

- ‌‌‌‌‌إسماعيل بن إبراهيم

- ‌‌‌إسماعيل بن إبراهيم

- ‌إسماعيل بن إبراهيم

- ‌إسماعيل بن إبراهيم بن سليمان المقدسي

- ‌بن سعد الله بن جماعةعماد الدين أخو قاضي القضاة

- ‌إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل

- ‌إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن الأثيرالحلبي الكاتب

- ‌إسماعيل بن سعيد الكردي المصري

- ‌إسماعيل بن عبد القوي

- ‌إسماعيل الأمير عماد الدين بن الملك المغيثشهاب الدين أبي الفتح عبد العزيز بن الملك المعظم عيسى بن الملك العادل

- ‌إسماعيل بن عثمان بن محمد

- ‌‌‌إسماعيل بن علي

- ‌إسماعيل بن علي

- ‌إسماعيل بن الفرج بن إسماعيلبن يوسف بن نصرالسلطان أبو الوليد الغالب بالله الأرجوني صاحب الأندلس

- ‌إسماعيل بن عمرو بن المسلمبن الحسن بن نصرالشيخ الصدر الكبير العدل الراضي العابد ضياء الدين أبو

- ‌إسماعيل بن محمد بن عبد الواحد

- ‌إسماعيل بن محمد بن إسماعيل

- ‌إسماعيل بن محمد بن عبد اللهالقاضي الكبير الرئيس، أبو الفداء، ابن القاضي شرف الدين ابن الصاحب فتح

- ‌إسماعيل بن محمد بن عبد الكريم

- ‌إسماعيل بن محمد بن ياقوتالصدر الخواجة مجد الدين السلامي

- ‌إسماعيل بن محمد بن قلاوونالملك الصالح بن الملك الناصر بن الملك المنصور عماد الدين، أبو الفداء

- ‌‌‌إسماعيل بن محمد بن إسماعيل

- ‌إسماعيل بن محمد بن إسماعيل

- ‌بن علي الأمير عماد الدين بن الملك الأفضل بن الملك المؤيد

- ‌إسماعيل بن نصر الله

- ‌إسماعيل بن هارون

- ‌إسماعيل بن هبة الله بن علي بن الصنيعة

- ‌إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن جهبل

- ‌‌‌إسماعيل بن يوسف بن نجم

- ‌إسماعيل بن يوسف بن نجم

- ‌أسنبغا

- ‌أسندمر

- ‌‌‌ أسندمر

- ‌ أسندمر

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌الأنساب والألقاب

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌‌‌الألقاب والأنساب

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌حرف الباء

- ‌اللقبُ والنسبُ

- ‌اللقب والنسَبُ

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌اللقبُ والنسب

- ‌اللقب والنسب

- ‌الكنى

الفصل: ‌أحمد بن محمد بن قلاوون

‌أحمد بن محمد بن قلاوون

السلطان الملك الناصر ابن الملك الناصر ابن الملك المنصور.

كان أحسن الأخوة شكلاً، وأرجحهم ثباتاً في أول أمره وعقلاً، شديد البأس، مفرط القوة من غير التباس، ولم ير أحدٌ ما اتفق له من السعد، ولا سمع أحدٌ بما قُدّر له من التعاسة فيما بعد، ذهبت أموال الناس وأديانهم وأرواحهم بسببه، وأجلسوه على كرسي المُلك، فما طلع في صُعد شأنه حتى انحطّ في صببة، ولم يزل في خمول وخمود، وجدود عُفّرت منه الخدود، وأنزلته بعد الثريّا إلى أخدود، إلى أن فرّق الحسام بين جسده ورأسه، ونقله بعد عزّ غابه إلى ذلّ كُناسه، وما برح في محبّة الكرك، إلى أن وقع منها في وسط المعترك، وكان في عالم الإطلاق فأوقع نفسه منها في الشَّرَك، وحطّه الناس في دَرَج الملك فما أراد إلا أن يكون في دَرَك؛ وذلك لأنّ والده أخرجه في أوّل صباه إلى الكرك، والنائب هناك الأمير سيف الدين ملكتمر - رحمه الله تعالى - السرجواني فأقام بها قليلاً، وجهّز إليه أخويه إبراهيم وأبا بكر المنصور، فأقاموا بها إلى أن ترعرعوا، وطلبهم والدهم فأقام إبراهيم وأبو بكر بالقاهرة، وعاد أحمد إلى الكرك، ثم إنه طلبه إلى القاهرة، وزوّجه بابنة الأمير سيف الدين طاير بغا خال السلطان، وأقام قليلاً، وأعاده بأهله إلى الكرك، فوقع بينه وبين الأمير سيف الدين ملكتمر السرجواني، فأحضرهما السلطان، وغضب عليه والده، وتركه

ص: 370

مقيماً بالقاهرة مُدَيدة. ثم إنه جهّزه إلى الكرك وحده بلا نائب، فأقام بها إلى أن توفي والده، ولم يسند الأمر بعده إليه، بل أوصى بالمُلك للمنصور أبي بكر، فقام بشتاك في ناصره، وقام قوصون في ناصر أبي بكر، وغلب قوصون على إقامة أبي بكر فأقام المنصور المُلك مدة شهرين، وخلعه قوصون، وأقام الأشرف كُجك وسيّر قوصون يطلب الناصر أحمد إلى القاهرة، فلم يوافق، وكتب في الباطن إلى نواب الشام ومقدّمي الألوف يستجير ويستعفي من الرواح إلى مصر، وأظهر الذلّة والمسكنة الزائدة، فرّقوا له في الباطن وحملوا الكتب إلى قوصون خلا الأمير سيف الدين طشتمر حمّص أخضر، فإنه رقّ في الباطن والظاهر، فخرج على قوصون وتعصّب لأحمد، وكتب إلى نوّاب الشام وقام قياماً عظيماً علة ما سيأتي في ترجمته، وأمّا قوصون فإنه لما وقف على كُتُبه إلى النوّاب طلب الأمير سيف الدين قطلوبغا الفخري وجهّزه لحصار الكرك، وجهّز معه ألفي فارس، فتوجّه إلى الكرك وحصرها أياماً، ثم إنه رقّ لأحمد، وبلغه أن ألطنبغا نائب الشام قد توجّه بعسكر دمشق إلى حلب خلف طشتمر، فترك حصار الكرك وجاء إلى دمشق وتسلّمها، ودعا الناس إلى بَيعة أحمد، وسمّاه الناصر، وجرى له ما جرى على ما سيأتي إن شاء الله تعالى في ترجمة قطلوبغا الفخري، ولما عاد ألطنبغا من حلب والتقاه الفخري وانهزم ألطنبغا إلى مصر وخامر عسكره عليه ودخلوا في ركاب الفخري إلى دمشق ونزل بالقصر الأبلق وحلّف

ص: 371

الناس جميعاً لأحمد الفخري جهّز الأمير سيف الدين قماري وسليمان بن مهنّا وغيرهما من الأمراء إلى الكرك، وقصد منه الحضور إلى دمشق، فلم يحضر وتعلّل بحضور طشتمر، وكان قد تسحّب إلى الروم، وكتب الناصر أحمد إلى الأمير سيف طقزتمر نائب حماة وإلى الأمير بهاء الدين أصلم نائب صفد وإلى صفد وإلى مُقدّمي الألوف بدمشق يقول لهم: إن الفخريّ هو نائبي، وهو يولّي النيابات من يراه.

ولما وصل طشتمر من بلاد الروم إلى دمشق، وكان أمراء مصر قد خرجوا على قوصون واعتقلوه في سجن الإسكندرية، بعث الفخري وطشتمر إلى الناصر أحمد وسألاه الحضور إلى دمشق ليتوّجها في خدمته بالعساكر إلى الديار المصرية، فدافعهما إلى بعد مضيّ شهر رمضان، وتوجّه إليه أكابر مقدّمي الألوف من مصر مثل الأمير بدر الدين جنكلي وأمثاله، وسألوه التوجُّه معهم إلى مصر، فلم يوافق وعادوا خائبين، وترك أهل الشام ومصر في حَيرة بعدما حلف الجميع له، ثم إنه بعد ذلك توجّه وحده إلى القاهرة، ولم يشعر المصريون إلاّ وقد جاء خبرُه بوصوله، وصعد إلى القصر الأبلق بقلعة الجبل، ولما وصل الخبر إلى دمشق توجّه الفخري وطشتمر بعساكر الشام وقضاته إلى مصر، وكانت سنة الأوحال كثيرة الثلوج والأمطار، وجُبيت الأموال من كبار الناس وصغارهم لنفقات العساكر ولعمل شعار المُلك وأبّهة السلطنة، فهلك الناس.

ولما وصلوا إلى مصر جلس الناصر أحمد على كرسيّ المُلك وإلى جانبه أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله أبو القاسم أحمد - وقد مضى ذكره - وحضر قضاة مصر

ص: 372

والشام الثمانية، واجتمعت عساكر مصر والشام، وعهِد الخليفة إليه بحضور العالمين، وحلف المصريون والشاميون، ولم تتفق مثل هذه البيعة لأحد من ملوك الأتراك، لاجتماع أهل الإقليمين في يوم واحد بحضور الخليفة، وكان يوماً مشهوداً عظيماً.

ثم إنه ولّى طشتمر نيابة مصر، وقطلوبغا الفخري نيابة دمشق، وإيدغمش أمير آخور نيابة حلب، والأحمدي بيبرس نيابة صفد، والحاج آل ملك نيابة حَماة، والأمير شمس الدين آقسنقر نيابة غزّة، ولما فعل ذلك بهؤلاء الأكابر خافه الناس وهابوه وأعظموا أمره، وبعد أربعين يوماً من ملكه أمسك طشتمر وأخذه معه إلى الكرك، وبعض إلى إيدغمش بأم يُمسك الفخري، فأمسكه وجهّزه إليه مع ابنه، فلما وصل به إلى الرمل جاء من عند الناصر أحمد مَنْ أخذه منه وتوجّه به إلى الكرك، وأخذ الناصر أحمد معه من مصر سائر الخيول الثمينة الجيّدة التي في إصطبل السلطنة، وجميع البقر والغنم التي بالقلعة، وأخذ الذهب والدراهم وسائر الجواهر وما في الخزائن، وتوجّه بجميع ذلك إلى الكرك، وجعل الأمير آقسنقر السلاري نائباً بمصر، وأخذ معه القاضي علاء الدين بن فضل الله كاتب السر والقاضي جمال الدين جمال الكفاة ناظر الجيش والخاص وجعلهما عنده في قلعة الكرك، واستغرق هو في لهوه ولعبه وما سوّله له الشيطان، واحتجب عن الناس مطلقاً، وسيّر من يمسك الأحمدي بصفد، فلما أحسّ بذلك هرب من صفد وجاء إلى دمشق، وجرى ما سيأتي ذكره في ترجمة الأحمدي، ثم إنه أحضر الفخري وطشتمر يوماً وضرب عنقيهما صَبراً، وأخذ حريمهما وسباهُنّ وسلّط عليهنّ نصارى الكرك، ففعلوا بهنّ كلّ قبيح، فحينئذ نفرت منه

ص: 373

القلوب، واستوحش الناس منه، ولم يعد يحضر من الكرك كتاب ولا توقيع بخطّ موقَّع، إنما يرد ذلك بخط نصراني يُعرف بالرضي، وإذا توجّه أحد إلى الكرك لا يرى وجه السلطان، وإنما الذي يدبّر الأمور واحدٌ من أهل الكرك يعرف بابن البصّارة، فماج الناس لأجل ذلك في الشام ومصر، وجهّز المصريون إليه الأمير سيف ملكتمر الحجازي ليرى وجه السلطان، فلما بلغه وصوله جعله مقيماً بالصافية أياماً، ولم يستحضره ولا اجتمع به، فرُدّ على حاله إلى مصر، فأجمع المصريون رأيهم على خلعه وإقامة أخيه إسماعيل مكانه، فخلعوه، وحلفوا للصالح إسماعيل، وحضر الأمير سيف الدين طقتمر الصلاحي للبشارة إلى دمشق، وحلّف عساكر الشام، وكان يوم خلعه يوم الخميس ثاني عشر شهر الله المحرَّم سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة، وكان مدّة ملكه بالقاهرة والكرك دون الأربعة أشهر.

ولما استقرّت الأحوال وثبت ملك الصالح أمر بتجهيز العساكر من مصر والشام لحصار الكرك، فتوجّه الناس، وكلما حضرت فرقة توجّهت فرقة من مضر والشام، فيُجرح من هؤلاء ومن هؤلاء ويقتل منهم جماعة، وهلك الناس أجمعون بسببه من التجاريد، وسُخّر الناس لحمل الأتيان والشعير والمؤن للعساكر، وجرّ المجانيق والأثقال والسلاح وآلات الحصار من الدبّابات وغيرها، وطال الأمر ولم يبق أمير في مصر والشام حتى تجرّد إليه مرة ومرتين.

قال لي الأمير بدر الدين جنكلي بن البابا رحمه الله تعالى الذي خصني على الناصر في كلفة قدومه من التقدمة له ومن النفقة على التجاريد والتوجّه إليه ألف ألف

ص: 374