المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحمد بن محمد بن سلمان بن حمايل - أعيان العصر وأعوان النصر - جـ ١

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الهمزة

- ‌أباجيالأمير سيف الدين، النائب بقلعة دمشق

- ‌إبراهيم بن أحمد بن هلال

- ‌إبراهيم بن أحمد بن عقبة بن هبة الله بن عطاء

- ‌إبراهيم بن أحمد بن حاتم بن علي

- ‌إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن يعقوب

- ‌إبراهيم بن أحمد بن عبد المحسن بن أحمد

- ‌إبراهيم بن أحمد بن محمد بن معالي

- ‌إبراهيم بن أحمد بن ظافر

- ‌إبراهيم بن أحمد بن أبي الفتح بن محمود

- ‌إبراهيم بن أحمد القاضي

- ‌إبراهيم بن أحمد بن محمد بن سليمان

- ‌إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيمبن أبي اليُسر شاكر بن عبد الله

- ‌إبراهيم بن منير

- ‌إبراهيم شاه بن بارنباي

- ‌إبراهيم بن بركات بن أبي الفضل

- ‌إبراهيم بن أبي بكر بن عبد العزيز

- ‌إبراهيم بن أبي بكر بن أحمدبن يحيى بن هبة الله بن الحسين بن يحيى بن محمد بن علي

- ‌إبراهيم بن حباسة

- ‌إبراهيم بن الحسين بن صدقة بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن الحسن بن عليبن عبد الرفيع الرَّبَعي المالكي

- ‌إبراهيم بن خالد بن عباس الأنصاريالدمشقي

- ‌إبراهيم بن صابر

- ‌إبراهيم بن سليمان

- ‌إبراهيم بن سليمان بن أبي الحسن بن ريان

- ‌إبراهيم بن صالح بن هاشم

- ‌إبراهيم بن عبد الله

- ‌إبراهيم بن عبد الرحمنبن أحمد بن محمد

- ‌إبراهيم صارم العوّاد

- ‌إبراهيم بن عبد الرحيمبن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد ابن نصر

- ‌إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن عبد الرحمن بن نوح بن محمد

- ‌إبراهيم بن عرفات بن صالح

- ‌إبراهيم بن علي الأجل أبي هاشم

- ‌إبراهيم بن علي بن خليل الحراني

- ‌إبراهيم بن علي القاضي جمال الدين بن شمس الدين ابن شيخ السلامية الكاتب

- ‌إبراهيم بن علي بن أحمد بن حمزة بن علي

- ‌إبراهيم بن علي بن أحمد بن يوسف بن علي بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن علي بن أحمد بن عبد الواحد

- ‌إبراهيم بن عمر بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن عيسى

- ‌إبراهيم بن أبي الغيث

- ‌إبراهيم بن فلاح بن محمد بن حاتم

- ‌إبراهيم بن محمد بن إبراهيم

- ‌إبراهيم بن قروينة

- ‌إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمود

- ‌إبراهيم بن محمد بن سعيد

- ‌‌‌‌‌إبراهيم بن محمد

- ‌‌‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم‌‌بن محمد بن أحمد

- ‌بن محمد بن أحمد

- ‌‌‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم بن محمد

- ‌إبراهيم بن محمد بن يوسف

- ‌إبراهيم بن محمد بن ناهض

- ‌إبراهيم بن محمود بن سلمانبن فهد الحلبي

- ‌إبراهيم بن هبة الله بن علي

- ‌إبراهيم بن أبي الوحش

- ‌إبراهيم بن لاجين بن عبد الله

- ‌إبراهيم بن يونس

- ‌إبراهيم بن يحيى

- ‌إبراهيم بن يوسف

- ‌جمال الكفاة

- ‌إبراهيم القاضي جمال الدين

- ‌إبراهيم الحايك

- ‌الألقاب والنعوت

- ‌‌‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن

- ‌‌‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم بن صارو

- ‌‌‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن إبراهيم بن سباع بن ضياء

- ‌أحمد بن إبراهيم بن معضاد بن شداد

- ‌أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن شرف

- ‌أحمد بن إبراهيم بن فلاحبن محمد بن حاتم بن شداد

- ‌أحمد بن أحمد بن محمد بن عثمان

- ‌أحمد بن أحمد بن عطاء

- ‌أحمد بن أحمد بن الحسين

- ‌أحمد بن إدريس بن محمدبن مفرج بن مزيز

- ‌أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد

- ‌أحمد بن إسماعيل بن منصور

- ‌أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم

- ‌أحمد بن أوحد

- ‌أحمد بن أيبك

- ‌أحمد بن بدليك

- ‌أحمد بن بكتمر

- ‌‌‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن أبي بكر

- ‌‌‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن أبي بكر بن منصور

- ‌أحمد بن أبي بكر بن حرز الله

- ‌أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن برق

- ‌أحمد بن أبي بكر بن ظافر الخطيب

- ‌أحمد بن بلبان

- ‌أحمد بن بيلبك

- ‌أحمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن حامد بن عُصبة

- ‌أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن علي

- ‌أحمد بن الحسن

- ‌أحمد بن الحسن بن محمد

- ‌أحمد بن حسن

- ‌أحمد بن زكريا بن أبي العشائر

- ‌أحمد بن خليل

- ‌أحمد بن سعد بن محمد

- ‌أحمد بن سليمان بن محمد بن هلال

- ‌أحمد بن سليمان بن أحمد بن الحسن القبي

- ‌أحمد بن عبد الله

- ‌أحمد بن عبد اللهابن أحمد بن إبراهيم بن المسلم

- ‌أحمد بن سليمان

- ‌أحمد ابن سلامة

- ‌أحمد بن طيبغا

- ‌أحمد بن عباس

- ‌أحمد بن العباس بن جَعوان

- ‌أحمد بن عبد الله

- ‌أحمد بن عبد الله بن الزكي

- ‌أحمد بن عبد الله بن عبد الله بن مهاجر

- ‌كتب التفسير

- ‌كتب الأصول

- ‌كتب أصول الفقه

- ‌كتاب الفقه

- ‌كتب في أنواع شتى

- ‌أحمد بن عبد الحميد

- ‌أحمد بن عبد الدائم

- ‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌‌‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌‌‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله

- ‌أحمد بن عبد الرزاق الخالدي

- ‌أحمد بن عبد القادر

- ‌أحمد بن عبد القوي بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن عبد الملك بن عبد المنعم

- ‌أحمد بن عبد المنعم بن أبي الغنائم

- ‌أحمد بن عبد المحسنبن الحسن بن معالي

- ‌أحمد بن عبد المحسن بن الرفعة

- ‌أحمد بن عبد الواحد

- ‌بن عبد الكريم

- ‌‌‌أحمد بن عبد الوهاب

- ‌أحمد بن عبد الوهاب

- ‌أحمد بن عبد الله بن جبريل

- ‌أحمد بن عثمان بن قايماز

- ‌أحمد بن عثمان بن أبي الرجاء

- ‌أحمد بن عثمان بن إبراهيم

- ‌أحمد بن عثمان بن مفرّج بن حامد

- ‌الأديب النظّام شهاب الدين الأمشاطي

- ‌أحمد بن عسكر بن شدّاد

- ‌أحمد بن علي بن عبد الوهاب

- ‌أحمد بن علي بن عبد الله

- ‌أحمد بن علي بن هبة الله

- ‌أحمد بن علي

- ‌أحمد بن علي بن أحمد

- ‌أحمد بن علي بن عُبَادة

- ‌أحمد بن علي بن وهب

- ‌أحمد بن علي بن الزبير

- ‌أحمد بن علي بن نصر بن عمر

- ‌أحمد بن علي بن محمدبن سلمان بن حمائل

- ‌أحمد بن عمر بن زهير

- ‌‌‌أحمد بن عمر بن عبد الله

- ‌أحمد بن عمر بن عبد الله

- ‌أحمد بن عُمر بن داود الصفدي

- ‌أحمد بن عيسى

- ‌أحمد بن فَرْح

- ‌أحمد بن محسِّن

- ‌‌‌‌‌‌‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌‌‌‌‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌‌‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن محمد بن إبراهيم

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن الرفعة

- ‌أحمد بن محمد بن سعد

- ‌أحمد بن محمد بن سالمبن أبي المواهب

- ‌أحمد بن محمد بن سلمان بن حمايل

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الله

- ‌أحمد بن محمد بن جبارة

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي

- ‌أحمد بن محمد بن عطاء الله

- ‌أحمد بن محمد بن علي بن جعفر

- ‌أحمد بن محمد بن علي بن يوسف

- ‌أحمد بن محمد بن أبي القاسم

- ‌أحمد بن محمد بن قُرْصة

- ‌أحمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن هبة الله

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله

- ‌أحمد بن محمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن أبي الحزم مكّي

- ‌أحمد بن محمد بن أبي بكر

- ‌أحمد بن محمد

- ‌أحمد بن محمد بن قلاوون

- ‌أحمد بن محمد بن عثمان

- ‌أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان

- ‌أحمد بن عباس بن جَعْوان

- ‌أحمد بن محمد بن قطّينة

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن علي

- ‌أحمد بن محمد بن إسماعيل الإربلي

- ‌أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن محمد بن إبراهيمبن علي الرقي

- ‌أحمد بن محمدالزقاقبن أحمد بن محمود بن الزقاق

- ‌أحمد بن محمد بن يوسف

- ‌أحمد بن مسلم بن أحمد

- ‌أحمد بن محمود

- ‌أحمد بن محمود بن عبد السيد

- ‌أحمد بن محمد بن مري

- ‌أحمد بن مسعود بن أحمد

- ‌أحمد بن المسلم بن محمد

- ‌أحمد بن مظفر بن مزهر

- ‌أحمد بن مظفر بن أبي محمد

- ‌أحمد بن مكي قبجق

- ‌أحمد بن منصور بن أسطوْراس

- ‌أحمد بن مهنا بن عيسى

- ‌أحمد بن موسى بن عيسىبن أبي الفتح

- ‌أحمد بن موسى بن محمد بن أحمد

- ‌أحمد بن نصر الله بن باتكين

- ‌أحمد بن نعمة بن حسن البقاعيالديرمقري الدمشقي

- ‌ابن هبد الله بن أحمد بن عساكربن نح بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر

- ‌أحمد بن ياسين الربّاحيقاضي القضاة المالكي بحلب

- ‌أحمد بن يحيى السُّهْرَوَرْدي

- ‌أحمد بن يحيى بن فضل اللهبن المجلّي بن دعجان

- ‌أحمد بن يعقوب بن أحمد بن يعقوب

- ‌أحمد بن يوسفبن هلال بن أبي البركات

- ‌أحمد بن يوسف بن يعقوب

- ‌أحمد بن يوسف بن عبد الدايم

- ‌أحمد شهاب الدين الفاضل المغربي

- ‌أحمد هو الشيخ أحمد القَبّاريالإسكندراني

- ‌إدريس بن علي بن عبد الله

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌أذينة

- ‌النسب والألقاب

- ‌اللقب والنسب

- ‌اللقب والنسب

- ‌إسحاق بن إسماعيل

- ‌إسحاق بن أبي بكر بن إبراهيمبن هبة الله بن طارق

- ‌إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن إبراهيم

- ‌إسحاق القاضي الكبير الرئيستاج الدين عبد الوهاب ناظر الخاص

- ‌إسحاق الأمير علم الدين الحاجب

- ‌أسدالحكيم اليهودي المعروفبالسيدة، تصغير أسدة

- ‌أسعد بن حمزة أسعد

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌أسماء بنت محمد بن الحسنابن هبة الله بن محفوظ بن الحسن، الشيخة الصالحة أم بنت الشيخ عماد

- ‌إسماعيل بن إبراهيم بن سالمبن بركات الأنصاري

- ‌‌‌‌‌إسماعيل بن إبراهيم

- ‌‌‌إسماعيل بن إبراهيم

- ‌إسماعيل بن إبراهيم

- ‌إسماعيل بن إبراهيم بن سليمان المقدسي

- ‌بن سعد الله بن جماعةعماد الدين أخو قاضي القضاة

- ‌إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل

- ‌إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن الأثيرالحلبي الكاتب

- ‌إسماعيل بن سعيد الكردي المصري

- ‌إسماعيل بن عبد القوي

- ‌إسماعيل الأمير عماد الدين بن الملك المغيثشهاب الدين أبي الفتح عبد العزيز بن الملك المعظم عيسى بن الملك العادل

- ‌إسماعيل بن عثمان بن محمد

- ‌‌‌إسماعيل بن علي

- ‌إسماعيل بن علي

- ‌إسماعيل بن الفرج بن إسماعيلبن يوسف بن نصرالسلطان أبو الوليد الغالب بالله الأرجوني صاحب الأندلس

- ‌إسماعيل بن عمرو بن المسلمبن الحسن بن نصرالشيخ الصدر الكبير العدل الراضي العابد ضياء الدين أبو

- ‌إسماعيل بن محمد بن عبد الواحد

- ‌إسماعيل بن محمد بن إسماعيل

- ‌إسماعيل بن محمد بن عبد اللهالقاضي الكبير الرئيس، أبو الفداء، ابن القاضي شرف الدين ابن الصاحب فتح

- ‌إسماعيل بن محمد بن عبد الكريم

- ‌إسماعيل بن محمد بن ياقوتالصدر الخواجة مجد الدين السلامي

- ‌إسماعيل بن محمد بن قلاوونالملك الصالح بن الملك الناصر بن الملك المنصور عماد الدين، أبو الفداء

- ‌‌‌إسماعيل بن محمد بن إسماعيل

- ‌إسماعيل بن محمد بن إسماعيل

- ‌بن علي الأمير عماد الدين بن الملك الأفضل بن الملك المؤيد

- ‌إسماعيل بن نصر الله

- ‌إسماعيل بن هارون

- ‌إسماعيل بن هبة الله بن علي بن الصنيعة

- ‌إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن جهبل

- ‌‌‌إسماعيل بن يوسف بن نجم

- ‌إسماعيل بن يوسف بن نجم

- ‌أسنبغا

- ‌أسندمر

- ‌‌‌ أسندمر

- ‌ أسندمر

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌الأنساب والألقاب

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌‌‌الألقاب والأنساب

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌حرف الباء

- ‌اللقبُ والنسبُ

- ‌اللقب والنسَبُ

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌اللقبُ والنسب

- ‌اللقب والنسب

- ‌الكنى

الفصل: ‌أحمد بن محمد بن سلمان بن حمايل

يا مَنْ يَقِلّ له البكاء ولو غدا

ذوبَ القلوب أسىً يَمُدّ الأدمُعا

لو سالم الدهرُ امرءاً لكماله

لغدا لنا في خُلْد مثلك مَطعما

لكنّه الدهرُ الذي ساوى الردى

فيه الأنامَ عصيّهم والطيِّعا

فَلأبكيّنك ما حييتُ وما البكى

في فَقْدِ مثلكَ يا خليليَ مُقْنِعا

ولألبسنّ عليك ثوبَ كآبةٍ

مهما تمادت مُدّتي لن يُنزعا

ولأبعثنّ من الرثاء قوافياً

محزونةً تُبكي الحَمام السُّجعا

ولأمنَعَنْ عَيْنيَّ بعدك إن جفا

طيفُ الخيال جُفونها أن تهجعا

ويَقِلّ ذام فإنها جهد الأخ ال

محزون أن يُبكيك أو يتفجّعا

قلت: هذا القدر منها كافٍ، وقد بقي منها خمسة وعشرون بيتاً.

‌أحمد بن محمد بن سلمان بن حمايل

القاضي الكاتب الأديب شهاب الدين أبو العبّاس بن غانم، هو ابن بنت الشيخ القُدوة غانم، وكان يَذكُرُ نَسبَه إلى جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، أملاه من فمه على الشيخ أثير الدين أبي حيّان.

سمع من ابن عبد الدائم، وقرأ على ابن مالك جمال الدين، وخرَّج له البِرزالي مشيخةً، منهم ابن أبي اليُسر وأيّوب الحمّامي، والزين خالد، وعبد الله بن يحيى البانياسي، ومحمد بن النُّشَّبي، ويحيى بن الناصح، وعرض على الشيخ

ص: 333

جمال الدين بن مالك كتابه العُمْد، وبعده على ولده بدر الدين. وقرأ الأدب على مجد الدين بن الظهير.

وفارق أباه وهو صغير وتوجّه إلى السماوة، ونزل على الأمير حسين من خفاجة، وأقام عنده مدّة يصلّي بقي شيء من العلوم، وكان الوقت قريب العهد بخراب بغداد، وتشتَّت أهل بغداد في البلاد، فظُنَّ به أنه ابن المُستعصم الخليفة ببغداد، واشتهر ذلك عنه، واتّصل خبره بالظاهر بيبرس، فلم يزل في اجتهاد إلى أن أقدمه عليه لِما أهمّه من أمره، فلمّا بين يَدَيه قال له: ابن مَنْ أنت؟ فوفّق ذلك الوقت لمصلحته وقال: ابن شمس الدين بن غانم، فطلب والده من دمشق إلى القاهرة، وحضرا بين يديّ الظاهر فاعترف والده به، فقال له: خذه، فأخذه وتوجّه به إلى دمشق.

وكان قد كتب الإنشاء بدمشق وبمصر وبصفد وبغزة وبقلعة الروم، ثم توجّه إلى اليمن، وخرج منه هارباً، وقاسى شدائد من العُرْبان وتخطّفهم له حتى وصل إلى مكة، وكان سبب خروجه إلى اليمن أنه كان يكتب الدُّرْجَ بين يدي الصاحب شمس الدين غبْريال فاتّفق أنْ هربَ مملوكٌ للأمير شهاب الدين قرطاي نائب طرابلس، فكتب بسببه إلى الصاحب، فوَقَعَ عليه، فظفر به وجهّزه إلى مخدومه،

ص: 334

وقال لشهاب الدين: اكتب على يده كتاباً إلى مخدومه واشفع فيه، فكتب شهاب الدين الكتاب وتأنّق فيه، وجاء من جملة ذلك: وإذا خَشُن المقرّ حَسُن المفرّ، وتوهّم شهاب الدين أن ذلك يُعجب الصاحب، فلمّا وقف عليها أنكرها دون ما في الكتاب، وقال: يا شهاب الدين غيِّر هذه فإنها وحشة، فطار عقل شهاب الدين، وضرب بالدواة الأرض، وقال: ما أنا ملزوم بالغُلْف القُلف، وخَرَجَ من عنده وتوجّه إلى الحجاز، ودَخَل من مكّة إلى اليمن، وتلقاه الملك المؤيَّد، وأحسن إليه إحساناً زائداً، وجعله كاتبَ سرّه، فلم يَطِبْ له المقام، وهربَ بعد خمسة أو ستة أشهر، وقلّما خرج من مدينة إلاّ وهو مختفٍ.

وكان كاتباً مترسِّلاً، عارفاً بمقاصد الكتابة متوسِّلاً، يَستحضر من اللغة جانباً وافراً، ويُبدي في المنادمة وجهاً بالمحاسن سافراً، ويُورِدُ من كلام المعرّي قطعة كبيرة قد حفظها غائباً، ويرمي منها سهماً في البلاغة صائباً، خصوصاً من اللُّزوميات، وما له من العِظات والزهديّات. وإذا تكلّم تَفَيْهَق، وتنطَّع في كلامه وتمنطق، ويأتي في ترسُّله بالغريب، والحوشيّ العجيب، وإذا فكّر بشيء فَكَّر، وغاص في المعاني وتذكّر، ووضع شَعْر ذقنه في فيه وقَرَضَه، وقال الشعر وقَرَضَه، ويحوم بكلامه على المعنى المقصود زماناً، وما يكسوه مع ذلك بياناً، وكان مَتِع الكلام، بريئاً من النَّقْض والملام، لا يعبأ بملبس ولا مأكل، ولا يتكلّف لشيء سِوى أنه

ص: 335

يعقلها ويتوكّل، يلبس الجمجم القَطن الصوفي، والمُقَدَّرة الصوف، والطول المقفّص المعروف بأهل إسكندرية الموصوف، وخاتَمهُ كان سِواراً، وفصّه يعمل منه شواراً، وكان يتحدّث بالتركيّ والعجميّ والكردي، وإذا سافر خلع حُلّة الكُتّاب ولبس حلّة البدَوي أو الجندي، مع تندير وتنديب وتطاريب وتطريب.

وكان قد أحبه صاحب حَماة المنصور، وجعل ظِلّه ممدوداً غير مقصور، حضر يوماً سِماطَه وكان أكثرُهُ مَرَقاً، وقد أضرم منه الجوع حُرَقاً، فقال:" بسم الله الرحمن الرحيم " نَويت رَفْعَ الحدثِ واستباحةَ الصلاة، الله أكبر. وكان المظفّر بن المنصور يكره ابن غانم، فاغتنم الوقيعة فيه وقال لأبيه: اسمع ما يقول ابنُ غانم يَعيب طعامك ويُشبّهه بالماء، فعاتبه المنصور على ذلك، فقال: هذا ما قَصَدْتُه! ولكنّ البسمَلة في كل أمر مستحبّة، والحدثُ الذي نويت رَفْعَه حَدَثُ الجوع واستباحة الصلاة في الأكل، فقال: فما معنى الله أكبر؟ قال: على كل ثقيل، فاستحسن المنصور منه ذلك. وخلع عليه.

وخرج مرّةً مع المنصور إلى شَجريّات المعرّة، وقد ضُربت الخيام وامتلأ الفضاء

ص: 336

وما رأى الدخول إلى الخربشت، فصعِد إلى شجرة ليتحلّى والمنصور يراه، فأرسل إليه شخصاً ليرى ما يفعل، فلمّا صار تحت الشجرة وقد تهيّأ لقضاء شغله فقال له: أطْعِمني من هذه التِّينة، فقال له: خُذْ، وسلَحَ عليه سلحاً ملأت وجهه، وتركته عبرةً، فقال: ما هذا؟ قال: أطعمتك من التينة، فلمّا اطّلع المنصور على القضية خَرَّ مغشيّاً عليه من الضحك.

وكان ليلةً في سماعٍ، فرقصوا ثم جَلَسوا، فقام من بينهم شخص وطال الحال في استماعه وزاد الأمر، فظلّ شهاب الدين مُطْرقاً ساكناً، فقال له شخص آخر: ما بك مُطرِقاً كأنّما يوحى إليك؟ فقال نعم " قُلْ أُوحيَ إلَيَّ أنّه استمعَ نَفَرٌ من الجِنّ ".

واجتمع ليلة عند القاضي كريم الدين الكبير في موضع بعلاء الدين بن عبد الظاهر يتحدّث معه، فجاء إليه شخصٌ وقال له: معاوية الخادم يريد الاجتماع بك، فقال: وَاْلَك! مَنْ يفارق عليّاً ويروح إلى معاوية؟! وكتب إلى قاضي القضاة جمال الدين بن واصل، وقد أقْعَدَه بحماة في مَكتبٍ عاقداً، وفيه السيف علي بن مُغِيْزل:

مولاي قاضي القضاة يا مَنْ

له على العَبْد ألفُ مِنَّهْ

إليكَ أشكو قَرينَ سوءٍ

بُليتُ منه بألف مِحنهْ

شَهرْتَه بيننا اعتداءً

أغمِدْهُ فالسيف سيفُ فِتنَهْ

ص: 337

وكتب إلى قلعة الروم وقد جاءه ولد سمّاه أنساً واسمُ أبيه مبارك:

تَهَنَّ يا مباركاً

بالوَلَد المبارك

بمن سَمَوه أنساً

لأنه ابن مالكي

ومن نظمه:

تعجّبَ الناس للبطيخ حيت أتى

بحيْن حَيْن وإذْ وافى بطاعُونِ

وكيف لا يقطعُ الأعمار مَقْدَمُهُ

وليس يُؤكَلُ إلاّ بالسكاكين

ومنه:

ما اعتكافُ الفقيه أخْذاً بأجْرٍ

بَلْ بحكمٍ قضى به رمضان

هو شهر تُغَلُّ فيه الشياط

ينُ ولا شَكَّ أنه شيطان

ومنه:

طَرفْكَ هذا به فُتورٌ

أضحى لقلبي به فُتُون

قد كنتُ لولاه في أمانٍ

لله ما تفعلُ العيون

ومنه:

يا نازحاً عنّي بغير بعادٍ

لولاك ما علقَ الهوى بفؤادي

أنت الذي أفردتني مني فلي

بكَ شاغلٌ عن مَقْصَدي ومُرادي

سَهِرَتْ بحُبّكَ مُقلتي فَحَلا لها

فيك السُّهَادُ فلا وجَدْتُ رُقادي

ورضيتُ ما تَرْضى فلو أقصيْتَني

أيّامَ عُمري ما نَقَضْتُ وِدادي

أنت العزيز عليّ أن أشكو لك ال

وجد الذي أهدَيته لفؤادي

ص: 338

وأنشدني من لفظه لنفسه:

واللهِ ما أدعو على هاجري

إلاّ بأنْ يُمحَنَ بالعشقِ

حتّى يَرى مقدارَ ما قد جرى

منه وما قد تمَّ في حقّي

وأنشدني له أيضاً:

يا حُسْنَها مِن رِياضٍ

مثلِ النضَار نَضارَهْ

كالزُّهر زَهْراً وعنها

ريح العبير عِبارَهْ

وأنشدني له أيضاً:

بأبي صائغٌ مليحُ التَّتنِّي

بقَوامٍ يُزري بخُوطِ البان

أمسكَ الكَلْبتين يا صاحِ فاعجب

لغزالٍ بكفّه كلبتان

ومن شعره:

أيّها اللائمي لأكلي كُروشاً

أتقَنُوها في غاية الإتقان

لا تلُمني على الكروش فحبّي

وَطَني من علائمِ الإيمان

قلت أخذ هذا من قول النصير الحمّامي:

رأيت شخصاً آكلاً كِرشةً

وعنده ذوق وفيه فِطَنْ

وقال ما زلتُ محبّاً بها

قلتُ من الإيمان حُبُّ الوَطَنْ

ومن شعره في مقصوص الشَّعَرْ:

قالوا ذوائبه مَقصوصه حَسَداً

فقلت قاطعُها للحسنِ صوّاغُ

صُدغان كان فؤادي هائماً بهما

فكيف أسلو وكلّ الشَّعر أصداغ

ص: 339