الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عزوف عن الأسباب جذ حبالها
…
فجذت بسيف من تقى غير مغمود
تخلى عن الدنيا وفارق أنسها
…
وما طرفه يوماً إليها بمردود
ومثرٍ من التقوى فقير بدانة
…
إلى الله مجذوب بأكمل تجريد
أخي وحبيبي مؤنسي ومصاحبي
…
ومن كان عندي يومُ رؤيته عيدي
ومن كنت أتيه فيفرجُ أنسه
…
إسارَ فؤادٍ في يد الحظ مصفودِ
بكيت وما يُجدي البكاءُ وخطبُه
…
أشد ولكن ذاك غايةُ مجهودي
وذاك لأجلي لا له إذ مدامعي
…
شفاءٌ لما في أضلعي من جوى مودي
وإلا فما أغنى عن الدمع إذ سرى
…
عن المنزل الغاني إلى دار تخليد
وإني لأرجو اللطف بي في لحاقة
…
فلم يبق إلا أن أنادي كما نودي
أمن بعد قربي من ثمانين حجةً
…
يخادعني إخلاء نفسي وتفنيدي
وقد سار قبلي من تقدمتُ عصره
…
ونمتُ كأني بالردى غيرُ مقصود
سقى جَدثاً قد حله صوبُ رحمةٍ
…
يسح بتكريرٍ عليه وترديد
ولو لم أسل القلبَ عنه برؤيتي
…
أخاه لأودى بي بكائي وتسهيدي
ولكن لي في أنسه بعد وحشةٍ،
…
لها حرقٌ في مهجتي أي تبريد
وقد كانت الأيام تبسط لي المنى
…
بصحبته قدماً فأنجزت موعودي
ولي في ابنه ظن جميل وإنه
…
سيخلفه في الزهد والنسك والجود
فأحسن رب الناس فيه عزاءهُ
…
وأجره فالأجرُ أفضلُ موجود
وجاد ثرى ذا نوء عفوٍ ورحمة
…
وزان ذرى ذا نوءُ عز وتأييد
إبراهيم بن محمد بن سعيد
الصدر جمال الدين الطيبي السفار، رئيس العراق، والمعروف بابن السواملي
كان في أول أمره له مالٌ يسير، وسافر وأبعد في الصين، وفتح الله عليه، فاكتسب أموالاً جمةً، وبلغ الغاية، وتعدى في المال مدى النهاية، واستقبلَ من حاكم العراق بلاداً كباراً، وأماكن لا تلحق الريح لها غباراً.
وكان يؤدي المقرر، ويخصه باللؤلؤ المدور مع رفقة بالرعية، وتخفيف الوطأة عنهم في كل بلية، حتى أحبه الناس طراً، وصار غالبُ أهل تلك البلاد بإحسانه، عبداً، وإن كان حراً وصار بنوه ملوكاً مطاعين، ومطاعيم في النادي وفي الهيجا مطاعين.
ولي ابنه سراج الدين عمر نيابة الملك بالمعبر، وابنه محمد مالك شيراز، وابنه عز الدين كافل جميع الممالك التي لفارس.
وكان جمال الدين المذكور يعتقد في أهل الصلاح والخير، ويمدهم بالمؤونة والمير، يبعث في كل عام إلى الشيخ عز الدين الفاروثي ألف مثقال، ثم إن التتار مالوا عليه بالأخذ لماله حتى ضعضعُوه، وأكلوه بعدما احتلبوه وارتضعوه. وقلت أمواله، فانتقل إلى واسط لما دبرت الطيب، ولم يكن العيش يصفو بها ولا يطيب.
قال ابن منتاب: قال لي السواملي: ما بقي لي سوى هذا الحب، وفيه ثمانون