الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كأنما أسيافه إن سطا
…
على العدا في وقعها ريحُ عاد
رؤوسهم توقنُ إن عاينت
…
سمر قناهُ بعصودِ الصّعاد
من أسرةٍ أعلوا منارَ الهدى
…
وذللوا أعناقَ أهلِ العناد
واسترجعت أسيافهم عنوة
…
ما استودعت أعداؤهُم من بلاد
وشيدوا دينَ الهدى فاعتلى
…
بين جهادٍ منهمُ واجتهاد
وحكمت أيديهمُ وفدهم
…
فيما رجوا من طارفٍ أو تلاد
قد أنشرَ اللهُ به ذكرهم
…
فقيلَ عاشَ الفضلُ والعدلُ عاد
وازن أيامهُم فضله
…
وجودُته الهامي فأربى وزاد
يسري على البُعد مديحي له
…
فيلتقيه الفضل من كل واد
ما بين فضل وندى سائغ
…
مع كرم يؤمنُه الانتِقاد
يا ملكاً أفحمني فضله
…
فمال بي العجز إلى الاقتصاد
عذراً فلو أستطيعُ سطرتُها
…
في أبيضِ الطرفِ بنقشِ السّواد
تهنّ عيدُ النحرِ واسعد بهِ
…
وصل وانحر بالسطا كل عاد
دم ثمالاً لعفاةٍ كفوا
…
ببحر نعمانَ ورودَ الثماد
مهما أتوا بابك ألفوا بهِ
…
عين ندى يُروى بها كل صاد
واجتلِ غيداً من ثناً زفها
…
في حلتي إنشادها كل شاد
ما مال عطف الغصن أو غردت
…
لهُ قيان الورقِ زهواً ومات
إسماعيل بن الفرج بن إسماعيل
بن يوسف بن نصرالسلطان أبو الوليد الغالب بالله الأرجوني صاحب الأندلس
.
استولى على الأندلس ثلاث عشرة سنة، فأبعد الملكَ أبا الجيوش خاله، وقرر له وادي آش.
وكان أبوه الفرج متوالياً لمالقة مدة، فشب إسماعيل، وعزم على الخروج، فلامه أبوه فقبض على أبيه مكرماً، وعاش الأب في سلطنة ولده عزيزاً إلى شهر ربيع الأول سن عشرين وسبع مئة، وقد شاخ. والذي نهض بتمليك إسماعيل أبو سعيد بن أبي العلاء المريني وابن أخيه أبو يحيى.
وكان الغالب للناس غالباً، شجاعاً محارباً، ناهضاً بأعباء ملكه، رافضاً لمن لا ينخرط في سلكه، عديم النظير، عظيم النكير، مؤيداً على عدو الدين، مشيداً لدين الغسلام بإهلاك الملحدين، هزم الله جيوشَ الكفر على يده، وأبادَ ملوك الصليب، وأحرقهم من توقده، وكانت وقعة عظيمة، فتح الله بها، وأذل الفرنج للمسلمين بسببها.
ولم يزل على حاله إلى أن أصبح الغالب القدر مغلوباً، وراح ظفره مقلوباً، وصبغ شقيقُ دمه سوسنَ الحسام، وصالت على وحدته المنايا الجسام، لأن ابن عمه، وثبت عليه وقتله، ورده عن الحياة وفتله، ثم إن أعوانه وخدمه أخذوا بثأره في يومه، ونبهوا لذاك الدهرَ من نومه، وملكوا ولده محمداً، فكان شهماً مُمجداً، وذلك في ذي القعدة سنة عشرين وسبع مئة.