الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن الشعر الخطابي قول زهير:
ولا تكونن كأقوام علمتهم
…
يلوون ما عندهم حتى إذا نهكوا
طابت نفوسهم عن حق خصمهم
…
مخافة الشر فارتدوا لما تركوا (1)
الردف المشبع:
هو مثل «هودو» و «عيدو» و «صالحونا» و «طيبينا» . وبحسب نظام التقفية العربية، يجوز للشاعر أن يجمع بين ذوات الواو وذوات الياء اللائي من هذا النوع، كما في قول العبدي:
أفاطم قبل بينك متعيني
…
ومنعك ما سألت كأن تبيني
ولا تعدي مواعد كاذباتٍ
…
تمر بها رياح الصيف دوني (2)
وكما في قول أبي تمام:
إن كان مسعود سقى أطلالهم
…
سيب الشئون فلست من مسعود
رحلوا فكان بكاي حولًا بعدهم
…
ثم أرعويت وذاك حكم لبيد (3)
والمستشرقون يعيبون نحو هذا من قوافي العربية، وهذا افتيات وتكلف، إذ في الإنجليزية مثلًا، يجوز الجمع في القوافي بين نحو:«بو» و «دو» ، وهذا شر من الجمع بين نحو:«عيدو» و «دودو» .
والقرابة بين الواو والياء قريبة جدًا في بنية العربية، ولأمر ما تقبل القدماء
(1) نفسه 293. قوله نهكوا: أي أحرقهم الهجاء. وهذان البيتان من قصيدة خاطب بها بني الصيداء وكانوا أخذوا غلامه يسارًا.
(2)
المفضليات: 574 - 575.
(3)
ديوانه، مصر 1361، ص 63.