الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني
أوزان الشعر وموسيقاها
الفصل الأول
تمهيد:
موسيقا الشعر أمران: النغم المنتظم، وهو التفعيلات. وجرس الألفاظ. وسنتحدث هنا عن النوع الأول، ونرجئ الحديث عن الثاني الى حين نتكلم عن الصياغة والبيان.
ولا أريد أن أعني القارئ بالحديث عن التفعيلات، من حيث زخافاتها وعللها، فهذا أمر قد فرغ العروضيون -محدثوهم وقدماؤهم- من درسه. ومرادي أن أحاول بقدر المستطاع تبيين أنواع الشعر التي تناسب البحور المختلفة. وقد يقول قائل: ما معنى قولك هذا؟ أتعني أن أغراض الشعر المختلفة تتطلب بحورًا بأعينها (1)، وتنفر عن بحور بأعينها؟ هذا عين الباطل! ألسنا نجد مراثي في الطويل، وأخر في البسيط، وأخر في المنسرح، وهلم جرا؟ ألا يدل هذا على أن أي بحر من البحور يصلح أن ينظم فيخ لأي غرض من الأغراض الشعرية؟ وجوابي عن مثل هذا السؤال: بلى، كما يبدو ويظهر، ولكن كلا وألف كلا، لو تأمل الناقد ودقق وتعمق. فاختلاف أوزان البحور نفسه، معناه أن أغراضًا مختلفة دعت إلى ذلك، وإلا
(1) صدرت كتاب منهاج البلغاء لحازم القرطاجني بتحقيق عضو المجمع الأستاذ الحبيب بن خوخة سنة 1966 بتونس ومن أجود ما فيه حديث عن الوزن والأغراض (راجع من ص 259 فما بعده) وليتنا كنا أطلعنا عليه ولكن صدوره قد تأخر زمانه عن زمان تأليف هذا الكتاب سنة 1952 وصدوره سنة 1955 م بالقاهرة طبع دار مصطفى البابي الحلبي.