الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلمة علي الجارم رحمه الله:
بغداد يا بلد الرشيد
وهي متوسطة ولكن إلقاءه كان يحسنها جدًا (1)
مخلع البسيط (8)
وزنه ذكره ابن الرومي في قوله:
وجهك يا عمرو فيه طول
…
وفي وجوه الكلاب طول
مستفعلن فاعلن فعولو
…
مستفعلن فاعلن فعولو
بيت كمعناك ليس فيه
…
معنى سوى أنه فضول
ومثاله من العبث:
مستفهم فاهم فهيم
…
مستعلم عالم عليم
لنا حمير لنا نعاج
…
لنا جمال لنا دجاج
عندي كلاب لها نيوب
…
مثل السراحين لو تراها
قد سعرت كلها ويخشى
…
جميع جيراننا أذاها
كذاك فيراننا شراس
…
قد أفنت القمح والشعيرا
وخربت كل ما لدينا
…
وشردت قطنا الكبيرا
ومثاله من الشعر غناء الجرادتين:
أقفر من أهله مصيف
…
فبطن نخلة فالعريف
(1) هذه القصيدة يكثر المدرسون من اختيارها لتلاميذهم عندنا في السودان، ولا أدري إن كان المدرسون المصريون يفعلون ذلك، ومهما يكن من شيء فإن فيها استعارات يصعب فهمها على الصغار. ورحم الله عليا الجارم فقد كان ذا علم وفن وأدب جم. أقول قد أخذ الناس الآن في ألوان آخر من الاختيار.
هل تبلغني ديار قومي
…
مهرية سيرها ذفيف
يا أم نعمان نولينا
…
قد ينفع النائل الطفيف
وموسيقا هذا الوزن بسيطة فطرية، وهي مزيج من نغمة "هلا هلاهيا" ونغمة "إن تقبلوا نعانق"- هكذا:
هلا هلا هية نعانق
إن تقبلوا نفرش النمارق
هلا هلا نفرش النمارق
وفيه نوع من اضطراب وحجلان بين الخفة والثقل، وقد كرهته أذواق المتأخرين إلا قليلا، لأنه، فيما يبدو نغم بداوة يصلح للشدو وما إليه، ولا يستقيم عليه ما يطلبه الذوق الحضري المعقد من أنواع الغناء، ومما يؤيد هذا الفرض أن هذا الوزن بعينه موجود بين قبائل الشايقية والرباطاب في شمال السودان. منه قول بشير الرباطابي يصف القطار:
من الدجايه وخمس دقيقه
…
كذا البرق طب في الحديقه (1)
وفي هذا الوزن على اضطرابه وبداوته رنة شجية وفي كلمتي امرئ القيس:
عيناك دمعهما أو شال
…
كأن شأويهما سجال
وعبيد بن الأبرص:
أقفر من أهله ملحوب
…
فالقطبيات فالذنوب
(1) الدجاية: تصغير دجى: اسم محطة في الخط الحديدي بين أتيرا وبور سودان، وكذلك الحديقة. طب: وصل بسرعة وحذق.
ما يؤيد ذلك، وعلى هذا يكون ابن الرومي قد أخطأ بصياغته هجاءه "وجهك يا عمرو" فيه، اللهم إلا أن يكون قد تعمد أن يسلك مسلك البداوة، وأنشد أبياته نشيدًا مع ترنم ليضفي عليها من جرس صوته هو ما ليس في جرس كلماتها.
ولأبي العلاء مقطوعات حسنة في هذا الوزن منها في "ملقى السبيل"(1):
يموت قوم وراء قوم
…
ويثبت الأول العزيز
كم هلكت غادة كعاب
…
وعمرت أمها العجوز
أحرزها الوالدان خوفًا
…
والقبر حرز لها حريز
يجوز أن تبطيء المنايا
…
والخلد في الدهر لا يجوز
ومنها في اللزوميات (2):
أين امرؤ القيس والعذارى
…
إذ مال من تحته الغبيط
له كميتان ذات كأس
…
تزبد والسابح الربيط
استعجم العرب في الموامي
…
بعدك واستعرب النبيط
وهذا يدلك على عميق ما كان يشعر به أبو العلاء من أسف على تضعضع العرب وفساد ملكتهم في السياسة واللغة أيضًا.
هذا، ومخلع البسيط له فرع غريب جدًا، وزنه:
متفعلن فاعلن فعل
…
متفعلن فاعلن فعولن
أو:
مستفعلن فاعلن فعل
…
متفعلن أو (مستفعلن) فاعلن فعولن
وجاء في كلمة مختارة في الحماسة لسلمي بين ربيعه (3):
إن شواء ونشوة
…
وخبب البازل الأمون (4)
يجشمها المرء في الهوى مسافة الغائط البطين
والبيض يرفلن كالدمى
…
في الريط والمذهب المصون (5)
والكثر والخفض آمنا
…
وشرع المزهر الحنون (6)
(1) نشره كامل الكيلاني تحت عنوان دراسات ونصوص.
(2)
اللزميات 2 - 63.
(3)
الحماسة 3 - 140 - 142 - قال التبريزي: "هذه الأبيات خارجة عن العروض التي وضعها الخليل ابن أحمد ومما وضعه سعيد بن مسعدة، وأقرب ما يقال فيها إنها تجيء على السادس من البسيط أ. هـ".
(4)
البازل: الناقة القوية. الأمون: المأمونة من العتار.
(5)
يرفلن يتبخترن، والريط: الملاء التي تلبسها النساء. والمذهب المصون: ضرب من الثياب المذهبة الفاخرة.
(6)
الكثر: الغنى. شرع المزهر: أوتاره، واحدها شرعة. وتأمل صفة المزهر بأنه حنون!